دعائي لربي

 

قلت المدون سبحانك وبحمدك وأستغفرك أنت الله الشافي الكافي الرحمن الرحيم الغفار الغفور القادر القديرالمقتدرالملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور... الواحد الأحد المغيث لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك الملك ولك الحمد وأنت علي كل شيئ قدير ولا حول ولا قوة إلا بك وأستغفرك اللهم بحق أن لك هذه الأسماء وكل الأسماء الحسني أسألك أن تَشفني شفاءا لا يغادر سقما وأن تَكفني كل همي وتفرج كل كربي وتكشف البأساء والضراء عني وأن تتولي أمري وتغفر لي ذنبي وأن تشرح لي صدري وأن تيسر لي أمري وأن تحلل عُقَدْ لساني يفقهوا قولي وأن تغنني بفضلك عمن سواك يا ربي اللهم آمين .

الاثنين، 12 سبتمبر 2022

ج3وج4.إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

 

ج3. إتحاف الخيرة المهرة
بزوائد المسانيد العشرة أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري
المُتَوَفَّى هجرية


7- باب الصلاة إلى البعير
1127- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلامٍ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى صَفْحَةِ بَعِيرٍ ، فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ إِذَا هُوَ بِقردة مِنْ وَبَرٍ فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ ، فَقَالَ : أَلاَ إِنَّ هَذِهِ مِنْ غَنَائِمِكُمْ ، وَإِنَّمَا لِي فِيهَا كَنَصِيبِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْخُمْسِ , وَالْخُمْسُ مَرْدُودٌ فِيكُمْ أَلاَ فَأَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمَخِيطَ ، وَمَا هُوَ فَوْقَ ذَلِكَ ، وَمَا هُوَ دُونَ ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو سَلامٍ : فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَاسْتَعَادَنِيهُ حَتَّى حَفِظَهُ.
1128- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ زِيَادٍ الْمُصَفَّرِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ الْمِقْدَامِ الرَّهَاوِيِّ ، قَالَ : جَلَسَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ ، وَالْحَارِثُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حَدِيثَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ صَلَّى إِلَى بَعِيرٍ مِنَ الْمَغْنَمِ ؟ قَالَ عُبَادَةُ : أَنَا ، قَالَ : فَحَدِّثْ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى بَعِيرٍ مِنَ الْمَغْنَمِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ تَنَاوَلَ قردة مِنْ وَبَرِ الْبَعِيرِ فَقَالَ : مَا يَحِلُّ لِي مِنْ غَنَائِمِكُمْ هَذِهِ إِلاَّ الْخُمْسَ وَهُوَ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ.
قُلْتُ لَهُ : شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.@

(2/105)


8- باب ما جاء في الصلاة إلى القبر
1129- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : كُنْتُ أُصَلِّي إِلَى قَبْرٍ ، فَرَآنِي عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَجَعَلَ يَقُولُ : الْقَبْرَ ، فَجَعَلْتُ لاَ أَفْهَمُ مَا يُرِيدُ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ : الْقَبْرُ أَمَامَكَ.
1129/2- قَالاَ : وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَنَا مَنْصُورٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ عُمَرَ ، بِمِثْلِ ذَلِكَ.
هَذَا حَدِيث صَحِيحٌ رواه الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحه تعليقا.
1130- ورواه البزار : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ الأَشْعَثَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنِ الصَّلاَةِ بَيْنَ الْقُبُورِ.
قَالَ الْبَزَّارُ : رَوَاهُ غَيْرُ حَفْصٍ , عَنْ أَشْعَثَ ، عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلاً ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَسًا إِلاَّ حَفْصٍ.
1130/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ الأجلح ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : نُهِيَ عَنِ الصَّلاَةِ بَيْنَ الْقُبُورِ .
9- باب ما يقطع الصلاة ومالا يقطعها
تقدم في باب السترة للمصلي حديث أبي سعيد الخدري.
1131- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى ، عَن هِشَام بْن أَبِي عَبدِ الله ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ : مَا يَقْطَعُ الصَّلاَةَ قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : الْكَلْبُ الأَسْوَدُ وَالْمَرْأَةُ الْحَائِضُ ، فقال : رُوَيْدك ، الْحِمَار . قلت : إنهم قد ذكروا بعد العِلْج الكَافِر ، فَقَالَ : إِنْ اِسْتَطَعْت أَلا يَمُرّ بَيْن يَدَيْك كَافِر وَلَا مُسْلِم فَافْعَلْ .@

(2/106)


1132- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ شُعْبَةَ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ يَزِيدَ ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَاسٍ - رَفَعَهُ شُعْبَةُ - قَالَ : يَقْطَعُ الصَّلاَةَ الْمَرْأَةُ الْحَائِضُ وَالْكَلْبُ.
1132/2- رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ... فذكره.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَغَيْرِهِ رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَغَيْرُهُ.
1133- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الله ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ ، عن عباس ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم زَارَ الْعَبَّاسَ فِي بَادِيَةٍ لَهُمْ ، فَصَلَّى وَكُلَيْبُهُ وَحِمَارُهُ تَرْعَى لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا شَيْءٌ .
1133/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، سَمِعْتُ يَحْيَى الْجَزَّارَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : جِئْتُ أَنَا وَغُلاَمٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى حِمَارٍ ، فَمَرَرْنَا بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يُصَلِّي ، فَنَزَلْنَا عَنْهُ وَتَرَكْنَا الْحِمَارَ يَأْكُلُ مِنْ بَقْلِ الأَرْضِ - أَوْ قَالَ : نَبَاتِ الأَرْضِ - فَدَخَلْنَا مَعَهُ فِي الصَّلاَةِ ، فَقَالَ رَجُلٌ : أَكَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَنْزَةٌ قَالَ : لاَ.@

(2/107)


1134- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ , حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْحَجَّاجِ ، عَنِ الْحََكِم ، عَنْ يَحْيَى الْجَزَّارِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : صَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي فَضَاءٍ لَيْسَ بَيْنَ يَدَيْهِ شَيْءٌ.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ بِهِ.
1135- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ ثَنِيَّةِ أّذَاخِرَ ، فَحَضَرَتْهُ الصَّلاَةُ فصلى إِلَى جِدَارٍ فَاتَّخَذَهُ قِبْلَةً وَنَحْنُ خَلْفَهُ ، فَجَاءَتْ بَهمَةٌ لِتَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَمَا زَالَ يُدَارِيهَا حَتَّى أَلْصَقَ بَطْنَهُ بِالْجِدَارِ ، وَمَرَّتْ مِنْ وَرَائِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
1135/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِبَعْضِ أَعْلَى الْوَادِي نُرِيدُ أَنْ نُصَلِّيَ قَدْ قَامَ وَقُمْنَا إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا حِمَارٌ مِنْ شِعْبِ أَبِي دُبٍّ - شِعْبِ أَبِي مُوسَى - فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلَمْ يُكَبِّرْ ، وَأَجَرَى إِلَيْهِ يَعْقُوبُ بْنُ زَمْعَةَ حَتَّى رَدَّهُ .
1136- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي الْمُعَلَّى الْعَطَّارِ ، عَنِ الْحَسَنِ الْعرَنِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ ، فَخَرَجَ جِدْيٌ مِنْ بَعْضِ حُجُرَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَذَهَبَ يجْتَازُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَمَنَعَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَفَلاَ يَقُولُونَ الْجِدْيُ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ !.
1136/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا ... فذكره.@

(2/108)


1136/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحيم بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ .
1136/4- رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُعَلَّى ... فذكره بِاخْتِصَارٍ.
وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ... فذكره.
وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ بِهِ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ طَرِيقِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ ... فذكره وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ صُهَيْبٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ... فذكره.
1136/5- وقال أبو بكر بن أبي شيبة : حَدَّثَنَا ... .
1137- وَقَالَ : الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدِ الْحَكَمُ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يَقْطَعُ الصَّلاَةَ الْكَلْبُ ، وَالْحِمَارُ ، وَالْمَرْأَةُ.
رَوَاهُ الَبزَّارُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.@

(2/109)


1138- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ عَامِرٍ الْغَافِقِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، يَقُولُ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُسَبِّحُ مِنَ اللَّيْلِ وَعَائِشَةُ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ.
1138/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أبو عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ ... فذكره.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1139- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ - يَعْنِي - عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : كَانَ مَفْرَشِي حِيَالَ مُصَلَّى - تَعْنِي رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - فَكَانَ يُصَلِّي وَأَنَا حِيَالَهُ.
1139/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا الثَّقَفِيُّ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ... فذكره.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِمَا مِنْ طَرِيقِ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ... فذكره دُونَ قَوْلِهِ : فَكَانَ يُصَلِّي وَأَنَا حِيَالِهِ.
1139/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ.@

(2/110)


10- باب المرور بين يدي المصلي
1140- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنْتُ أُصَلِّي ، فَمَرَّ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيَّ فَمَنَعْتُهُ ، فَسَأَلْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي لاَ يَضُرُّكَ.
هذا إسناد رجاله ثقات ، وسعد بن إبراهيم بن عَبد الرحمن بن عوف.
1141- قال : وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ وَأَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ كَانَ يُصَلِّي فَمَرَّ الْحَارِثُ بَيْنَ يَدَيْهِ - أَوْ أَرَادَ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ - حَتَّى هَمَّ أَنْ يَأْخُذَ شَعَرَهُ ، فَشَكَا الْحَارِثُ إِلَى مَرْوَانَ ، فَجَاءَ أَبُو سَعِيدٍ إِلَى مَرْوَانَ ، فَقَالَ مَرْوَانُ : إِنَّكُمْ إِنْ أَطَعْتُمْ هَذَا وَأَصْحَابَهُ لَيُهَوِّدَنَّكُمْ , فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : كَذَبْتَ وَاللَّهِ لَوْ تَهَوَّدْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ مَا تَهَوَّدْنَا مَعَكُمَا , قَالَ أَيُّوبُ : قَالَ مُحَمَّدٌ : صَدَقَ ، قَدْ عُرِضَتْ عَلَيْهِمُ الْيَهُودِيَّةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَبَوْهَا.
11- باب ما جاء في الصلاة في أعطان الإبل وبيت المال والمقصورة وغير ذلك
1142- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، قَالَ : حدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ قَالَ : سَأَلتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرو عَنِ الصَّلاَةِ فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ ؟ فَنَهى ، وَقَالَ : يُصَلَّى فِي مُرَاحِ الْغَنَمِ.
1142/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يُصَلَّى فِي مَرَابِدِ الْغَنَمِ ، وَلاَ يُصَلَّى فِي مَرَابِدِ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ.@

(2/111)


1142/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ... فذكره.
1143- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُغَفَّلٍ ، عَنْ نَبِيِّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِذَا رَأَيْتُمْ أَعْطَانَ الإِبِلِ فَلاَ تُصَلُّوا فِيهَا ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ أَعْطَانَ الْغَنَمِ ، فَصَلُّوا فِيهَا إِنْ شِئْتُمْ .
1143/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي عبيد الله بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عبيد الله بْنِ كُرَيْزٍ الْخُزَاعِيُّ ، عَنِ ابْنِ كُرَيْزٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُغَفَّلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لاَ تُصَلُّوا فِي عَطَنِ الإِبِلِ ، فَإِنَّهَا مِنَ الْجِنِّ خُلِقَتْ ، أَلاَ تَرَوْنَ عُيُونَهَا وَهَيْأَتَهَا إِذَا نَظَرَتْ وَصَلُّوا فِي مَرَابِدِ الْغَنَمِ ، فَإِنَّهَا أَقْرَبُ مِنَ الرَّحْمَةِ.
قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ.
1143/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ... فذكره.
1143/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ ، قَالَ : سُئِلَ سَعيد عَنِ الصَّلاَةِ فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ ، فَقَالَ : أَنْبَأَنَا قَتَادَةُ ، عَنِ الْحَسَنِ ... فذكره بِاخْتِصَارٍ.
1144- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى , حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ , حَدَّثَنِي مُجَمِّعٌ , أَنَّ عَلِيًّا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - كَانَ يَكْنِسُ بَيْتَ الْمَالِ , ثُمَّ يُصَلِّي فِيهِ رَجُلاَنِ يَشْهَدَانِ أَنَّهُ لَمْ يَحْبِسْ فِيهِ الْمَالَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ.
1145- وَقَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ ، وَلَدِ عُمَرَ , عَنْ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : مَا أُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِمْ هَذَا الْمُغَلَّقِ - يَعْنِي الْمَقْصُورَةَ .@

(2/112)


1146- قَالَ : وَحَدَّثَنَا بِشْرٌ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَنْهَى عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ ، وَعَنِ افْتِرَاشِ السَّبُعِ ، وَأَنْ يُوطِنَ الرَّجُلُ مَقَامَهُ فِي الصَّلاَةِ كَمَا يُوطِنُ الْبَعِيرَ.
قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ.
12- باب في ستر العورة
1147- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْفَخِذُ عَوْرَةٌ.
قُلْتُ : هَكَذَا رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدٍ ، عَنْ أَبِيهِ.
1147/2- وَالتِّرْمِذِي فِي الجَامِع مَرْفُوعًا مِن طَرِيق مَعْمَر ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، أَخْبَرَني ابْنُ جَرْهَدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ بِهِ وَهُوَ كَاشِفٌ عَنْ فَخِذِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : غَطِّ فَخِذَكَ ، فَإِنَّهَا مِنَ الْعَوْرَةِ.
وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ.
1147/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مَرْفُوعًا وَلَفْظُهُ : عَنْ جَرْهَدٍ وَنَفَرٌ ممنْ أَسْلَمَ سِوَاهُ – ذوي رضى - أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ عَلَى جَرْهَدٍ ، وَفَخِذُ جَرْهَدٍ مَكْشُوفَةٌ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا جَرْهَدُ ، غَطِّ فَخِذَكَ ، فَإِنَّ يَا جَرْهَدُ الْفَخِذُ عَوْرَةٌ .@

(2/113)


1148- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، أَنْبَأَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ , حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ يَوْمًا وَقَدْ كَشَفَ عَنْ فَخِذَيْهِ فَقَالَ : يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ ، لاَ تَكْشِفْ عَنْ فَخِذَيْكَ فَإِنَّهَا عَوْرَةٌ ، وَلاَ تَنْظُرْ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ وَلاَ مَيِّتٍ ، فَإِنَّكَ تُغَسِّلُ الْمَوْتَى.
قُلْتُ : أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقِ رَوْحٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ حَبِيبٍ بِهِ دُونَ قَوْلِهِ : فَإِنَّهَا عَوْرَةٌ ، وَدُونَ قَوْلِهِ : فَإِنَّكَ تُغَسِّلُ الْمَوْتَى.
1148/2- وَرَوَاهُ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا كَاشِفٌ عَنْ فَخِذِي فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، غَطِّ فَخِذَكَ ، فَإِنَّهَا مِنَ الْعَوْرَةِ .
1149- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ خَتَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ عَلَى مَعْمَرٍ بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ مُحْتَبِيًا كَاشِفًا عَنْ طَرَفِ فَخِذِهِ قَالَ : خَمِّرْ فَخِذَكَ يَا مَعْمَرُ ، فَإِنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ.
1149/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَمْشِي فِي الْمَدِينَةِ ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ يُقَالُ لَهُ : مَعْمَرٌ فَقَالَ : غَطِّ فَخِذَيْكَ يَا مَعْمَرُ ، فَإِنَّهُمَا مِنَ الْعَوْرَةِ قَالَ : ثُمَّ جَلَسَ وَجَلَسْنَا ، قَالَ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ فَقَالَ : سُبْحَانَ الله مَاذَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ؟! @

(2/114)


فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، قُلْتَ أَمْسِ : مَاذَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ، فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَكَ ، فَمَا هُوَ ؟ قَالَ : لَوْ أَنَّ رَجُلاً قُتِلَ فِي سَبِيلِ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ عَاشَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، ثُمَّ عَاشَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، ثُمَّ عَاشَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى دَيْنُهُ.
قُلْتُ : رَوَى النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى مِنْهُ قِصَّةَ التَّشْدِيدِ فِي الدَّيْنِ فَقَطْ مِنْ طَرِيقِ أَبِي كَثِيرٍ بِهِ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَخْبَرَنِي أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ جَحْشٍ بِهِ.
وَسَيَأْتِي هَذَا الْحَدِيثُ فِي كِتَابِ الْقَرْضِ.
1150- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَنْصَارِيُّ ، عَنِ ابْنِ سَنَانٍ - يَعْنِي بُرْدًا إِنْ شَاءَ الله - عَنْ عُبيدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ زَيْدٍ , عن أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنْ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَخَرَجْنَا مَعَهُ ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ كَاشِفًا عَنْ فَخِذِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : غَطِّ فَخِذَكَ يَا مَعْمَرُ ، فَإِنَّ الْفَخِذَ مِنَ الْعَوْرَةِ.
قُلْتُ : لَهُ شَاهُدٌ مِنْ حَدِيثِ جَرْهَدٍ ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَحَسَّنَهُ.
1151- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : رَأَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَخِذَ رَجُلٍ خَارِجَةً ، قَالَ : غَطِّ فَخِذَكَ ، فَإِنَّ فَخِذَ الرَّجُلِ عَوْرَتُهُ.@

(2/115)


1151/2- قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى : أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ بِهِ بِلَفْظِ : الْفَخِذُ عَوْرَةٌ حَسْبِ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ سَابِقٍ الْكُوفِيِّ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ... فذكره انْتَهَى.
وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي التَّرْجَمَةِ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَجَرْهَد ، وَمُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ بِلاَ إِسْنَادٍ ، قَالَ : الْبَيْهَقِيُّ وَأَسَانِيدُهُمْ صَحِيحَةٌ يُحْتَجُّ بِهَا.
13- باب فيمن زعم أن الفخذ ليست بعورة
1152- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ عُمَيْرٍ - هُوَ ابْنُ إِسْحَاقَ - قَالَ : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ قَالَ : فَلَقِينَا أَبُو هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ لِلْحَسَنِ : اكْشِفْ عَنْ بَطْنِكَ - قَالَ : وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ : جُعِلْتُ فِدَاكَ - حَتَّى أُقَبِّلَ حَيْثُ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُقَبِّلُهُ ، فَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ ، فَقَبَّلَ سُرَّتَهُ ، وَلَوْ كَانَ مِنَ الْعَوْرَةِ مَا كَشَفَهَا.
1152/2- قُلْتُ : رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَزْهَرَ السَّمَّانِ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ الْحَسَنِ فَلَقِيَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ : إِنِّي أُقَبِّلُ مِنْكَ حَيْثُ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُقَبِّلُ فَقَالَ : بِفُقْمَيْهِ فَوَضَعَ فَاهُ عَلَى سُرَّتِهِ.
1152/3- ثُمَّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ : أَنْبَأَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ - هُوَ ابْنُ سِيرِينَ - أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لِلْحَسَنِ : ارْفَعْ قَمِيصَكَ عَنْ بَطْنِكَ حَتَّى أُقَبِّلُ حَيْثُ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُقَبِّلُ ، فَرَفَعَ قَمِيصَهُ فَقَبَّلَ سُرَّتَهُ .
14- باب الصلاة في الثوب الواحد
1153- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِي : حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قال : كَانَ عَامَّةُ مَنْ يُصَلِّي خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَ الْعُقَدِ قُلْتُ : وَمَا أَصْحَابُ الْعُقَدِ ؟ قَالَ : لَمْ يَكُنْ لَأَحَدِهِمْ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِد كَانَ يَعْقِدُهُ عَلَى عُنُقِهِ .@

(2/116)


1154- قال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَة ، عن عُمَر بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدٍ الأَسْلَمِي أَنَّهُ رَأَى جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَرِدَاؤُهُ مَوْضُوعٌ عَلَى جِدَار المَسْجِد.
1154/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدُ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيد اللهِ بن عَبد الرَّحْمَن بْن موهب ، أخبرني قرين بن عُمَر ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْد اللهِ وَهُوَ يُصَلِّي مُلْتَحِفًا فِي إِزَارِه ، وَرِدَاؤهُ مَوضُوع ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سَلَمَةَ حِينَ فَرَغَ : تُصَلِّي فِي إِزَاركَ وَهَذَا رِدَاؤُكَ مَوْضُوعٌ ؟ قَالَ : أَنَا صَنَعْتَ هَذَا لِيَعِيبهُ مِثْلِكَ وَمِثْل أَصْحَابكَ ، وَأَيُنَا كَانَ لَهُ رِدَاء يُصَلِّي فِيهِ مَعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
قلت : رواه مسلم في صحيحه ، وعبد بن حميد ، وأبو داود في سننه بغير هذا اللفظ.
1155- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّ عَلِيًّا ، كَانَ لاَ يَرَى بَأْسًا أَنْ يُصَلِّي الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ، وَكَانَ يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ، قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ.
هذا إسناد رجاله ثقات.
1156- قَالَ : وَحَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَضُرُّ أَحَدَكُمْ أَنْ يُصَلِّيَ فِي ثَوْبِهِ مُشْتَمِلاً ، وَلَكِنْ لِيَعْقِدْهُ لاَ يَشْغَلُهُ عَنْ صَلاَتِهِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ بِاخْتِصَارٍ.
قُلْتُ : وَأَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ ضَعِيفٌ ، وَاسْمُهُ عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ.@

(2/117)


1157- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، أَنْبَأَنَا بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الَّذِي يُجَامِعُ فِيهِ.
1157/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ بُرْدٍ ... فذكره.
1158- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْمَسْجِدِ فَمَا أَكَادُ أَرَى رَجُلاً يُصَلِّي فِي ثَوْبَيْنِ ، وَأَنْتُمُ تُصَلُّونَ فِي اثْنَيْنِ وَثَلاَثَةٍ.
هذا إسناد رجاله ثقات ، وأبو حازم هو سلمان ، ويحيى هو القطان.
1159- قال : وَحَدَّثَنَا ملازم ، حَدَّثَنَا زفر بن يزيد ، عن أبيه يزيد بن عَبد الرحمن قال : سألت أبا هريرة عن الصلاة في الثوب الواحد ، فقال : إن كان واسعًا فاشتمل ثم صله ، وإن كان لا يسع فاعقده على عنقك ثم صله ، فإن كان لا يسع فائتزر به ثم صله متزرًا . قال : وسألته عن الرجل يأتي زوجته ثم يقوم فيغتسل ثم يعود معها في لحافها وهي جنب ، قال : لقد كان يعجبني أن أستدفئ بأخت بنى قيس بن ثعلبة.
له شاهد في صحيح مسلم من حديث جابر.
1160- قال : وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ : رَأَيْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَؤُمُّ النَّاسَ فِي الْجَيْشِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ.
1161- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَامِعٍ الْمُحَارِبِيِّ ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، عَنِ ابْنٍ لِعْمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ .
1161/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ ، سَمِعْتُ غَيْلاَنَ بْنَ جَامِعٍ ، حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنِ ابْنٍ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، قَالَ : قَالَ أَبِي : أَمَّنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ.@

(2/118)


1161/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ ... فذكره.
1161/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى ... فذكره.
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الإِمَامَةِ.
1162- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ حُسَيْنٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ مُتَوَشِّحًا بِهِ يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الأَرْضِ وَبَرْدَهَا.
1162/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ الله ... فذكره.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ حُسَيْنٍ ، هُوَ ابْنُ قَيْسٍ الْمَعْرُوفُ بِحَنَشٍ.
1163- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَسَانِيِّ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، قَالَ : زُرْتُ أُخْتِي أُمَّ حَبِيبَةَ ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ .
1163/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ الْخُرَسَانِيُّ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَائِمًا يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَقُلْتُ : يَا أُمَّ حَبِيبَةَ ، أَيُصَلِّي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، وَهُوَ الثَّوْبُ الَّذِي كَانَ فِيهِ مَا كَانَ - يعْنِي : الْجِمَاعَ.@

(2/119)


1163/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسين الأَنْطَاكِيُّ ، حَدَّثَنَا مُبَشِّرٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ الْكَلْبِيَّ - وَالْحَارِثُ بْنُ عَطِيَّةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يَعِيش بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بِهِ.
قلتُ : حديث معاوية رجاله ثقات.
1164- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : صَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ.
1164/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فذكره.
1164/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَرَجَ مُتَوَكِّئًا عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ قَطَرِيٌّ مُتَوَشِّحًا بِهِ ، فَصَلَّى بِهِمْ فِيهِ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ.
1164/4- وَكَذَا رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا ... فذكره.
1165- قال أبو بكر بن أبي شَيْبَة : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ الْجُرِيرِيِّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : قالَ لِي أُبَيّ : الصَّلاَةَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ حَسَنٌ ، قَدْ فَعَلْنَاهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
هذا إسناد رجاله ثقات ، وهو صحيح على شرط مسلم ، والجريري هو سعيد بن إياس ، وإن اختلط بأخرة فإن إسماعيل ابن علية روى عنه قبل الاختلاط ، ومن طريقه روى له مسلم في صحيحه ، وأبو نضرة اسمه منذر بن مالك.@

(2/120)


15- باب إسبال الإزار في الصلاة
1166- قَالَ : إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ جَابِرٍ -هُوَ الْجُعْفِيُّ - عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الله لاَ يَنْظُرُ إِلَى صَلاَةِ عَبْدٍ لاَ يَرْفَعُ إِزَارَهُ فَوْقَ كَعْبَيْهِ وَيُبَاشِرُ بِكَفَّيْهِ الأَرْضَ.
قُلْتُ : جَابِرٌ ضَعِيفٌ.
1167- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ الدَّسْتَوَائِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَرَجُلٌ يُصَلِّي مُسْبِلَ إِزَارِهِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَوَضَّأْ أَوْ أَحْسِنْ صَلاَتَكَ فَرَفَعَ الرَّجُلُ إِزَارَهُ ، فَسَكَتَ عنه النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ الله ، أَمَرْتَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ ، أَوْ يُحْسِنَ صَلاَتَهُ ، ثُمَّ سَكَتَّ عَنْهُ فَقَالَ : إِنَّهُ كَانَ مُسْبِلا إِزَارَهُ ، فَلَمَّا رَفَعَهُ سَكَتُّ عَنْهُ.
1167/2- قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ هِشَامٍ بِهِ بِلَفْظِ لاَ تُقْبَلُ صَلاَةُ رَجُلٍ مُسْبِلٍ إِزَارَهُ حَسْبُ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ هِشَامٍ الدَّسْتَوَائِيِّ بِهِ.
وَسَيَأْتِي بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ اللِّبَاسِ - إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.@

(2/121)


16- باب الصلاة في الكساء
1168- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : شَهِدَ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي يَوْمٍ بَارِدٍ شَدِيدِ الْحَصْر وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ مُشْتَمِلاً بِهِ يُخَالِفُ بِطَرَفَيْهِ ، إِذَا سَجَدَ اتَّقَى بِهِ بَرْدَ الأَرْضِ قَالَ : وَيَجْمَعُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَدَيْهِ كَمَا يَصْنَعُ الْعَاجِزُ .
1168/2- قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى فِي كِسَاءٍ يَتَّقِي بِفَضْلِهِ حَرَّ الأَرْضِ وَبَرْدَهَا.
هَذَا إِسْنَادٌ وَما قبله مَدَارَهُمَا عَلَى حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُبَيْدِ الله المعروف بِحَنَش ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
17- باب الصلاة في الفراء
1169- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هِشَامٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ ثَابِتٍ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فِي الْمَسْجِدِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ ذُو ضَفرَينِ ضَخْمٌ فَقَالَ : يَا أَبَا عِيسَى فَقَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ فِي الْفِرَاءِ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَتَى رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أُصَلِّي فِي الْفِرَاءِ ، قَالَ : فَأَيْنَ الدِّبَاغُ ؟ قَالَ : فَلَمَّا وَلَّى قُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا سُوَيْدُ بْنُ غَفْلَةَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ ... فذكره.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى ... فذكره.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَغَيْرُهُ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ.@

(2/122)


18- باب السدل في الصلاة
1170- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَأَى رَجُلاً سَادِلاً ثَوْبَهُ فِي الصَّلاَةِ فَعَطَفَ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ خَلاَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، فَإِنِّي لَمْ أَعْرِفْهُ بِعَدَالَةٍ ، وَلاَ جَرْحٍ ، لَكِنَّ الْحَدِيثَ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ ، وَسَكَتَ عَلَيْهِ ، وَالتِّرْمِذِيُّ كِلاَهُمَا مِنْ طَرِيقِ عِسْلِ بْنِ سُفْيَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرْيَرَةَ ، عَنِ الَّنِبيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ السَّدْلِ فِي الصَّلاَةِ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : لاَ نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عِسْلٍ ، قَالَ : وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي السَّدْلِ فِي الصَّلاَةِ ، فَكَرِهَ بَعْضُهُمُ السَّدْلَ فِي الصَّلاَةِ وَقَالُوا : هَكَذَا تَصْنَعُ الْيَهُودُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّمَا كُرِهَ السَّدْلُ إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ إِلاَّ ثَوْبٌ وَاحِدٌ ، أَمَّا إِذَا سُدِلَ عَلَى الْقَمِيصِ فَلاَ بَأْسَ ، وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَكَرِهَ ابْنُ الْمُبَارَكِ السَّدْلَ فِي الصَّلاَةِ.
قُلْتُ : عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ ، وَالسَّدْلُ الإِسْبَالُ.@

(2/123)


19- باب في الرجل يصلي عاقصًا شعره
1171- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا قَيْسٌ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ بَكْرٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، قَالَ : مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا سَاجِدٌ قَدْ عَقَصْتُ شَعْرِي فَأَطْلَقَهُ.
1171/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الْمُخَوَّلِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ... فذكره.
1171/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فذكره.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.
وكذا رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ ، عَنْ مخول ، عَنْ شُرَحْبِيلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْهُ به.
وَأَصْلُهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
1172- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عن أبي إسحاق ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : نَهَانِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ أَرْبَعٍ ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَرْبَعٍ ، نَهَانِي أَنْ أُصَلِّيَ وَأَنا عَاقِصٌ شَعْرِي ، وَأَنْ أُقَلِّبَ الْحَصَى فِي الصَّلاَةِ ، وَأَنْ أَخْتَصَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصَوْمٍ ، وَأَنْ أَحْتَجِمَ وَأَنَا صَائِمٌ ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَدْبَارِ النُّجُومِ ، وَأَدْبَارِ السُّجُودِ ، فَقَالَ : أَدْبَارُ السُّجُودِ الرَّكْعَتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِبَ ، وَإِدْبَارُ النُّجُومِ الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ الْغَدَاةِ ، وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْحَجِّ الأَكْبَرِ ، قَالَ : هُوَ يَوْمُ النَّحْرِ وَسَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلاَةِ الْوُسْطَى ، قَالَ : هِيَ الْعَصْرُ الَّتِي فُرِطَ فِيهَا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الله الْهَمْدَانِيِّ الأَعْوَرِ ، وَتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.@

(2/124)


1172/2- رَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ مِنْهُ : الْحَجَّ الأَكْبَرَ يَوْمَ النَّحْرِ ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بِهِ.
20- باب ما تصلي فيه المرأة
1173- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الرِّجَالِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ ، قَالَتْ : قَالَتْ عَائِشَةُ : لاَ تُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ لِمَنْ قَدَرَ .
هذا الإسناد رجاله ثقات.
1174- قَالَ : وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، قَالَ : سُئِلَ مَسْرُوقٌ : كَيْفَ تُصَلِّي الأَمَةُ ؟ قَالَ : كَمَا تَخْرُجُ.
قلت : مجالد ضعيف.
1175- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : تُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي ثَلاَثِة أَثْوَابٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
1176- وقال الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلاَنِيِّ رَبِيبِ مَيْمُونَةَ : قال : رَأَيْتُ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُصَلِّي فِي دِرْعٍ سَابِغٍ ضَيِّقٍ ، وَخِمَارٍ ، وَلَيْسَ عَلَيْهَا إِزَارٌ.@

(2/125)


21- باب الصلاة في النعال والخفاف
1177- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعْدٍ الشَّامِيُّ ، قَالَ : رَأَيْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ وَعَلَيْهِ نَعْلاَنِ ، فَبَزَقَ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى ، ثُمَّ عَرَكَهَا بِالأَرْضِ ، فَلَمَّا صَلَّى قُلْتُ : أَتَصْنَعُ هَذَا وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَعَلَ.
1177/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ عَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنِ الْفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ ... فذكره بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.
1178- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَمَّنْ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ ، يَقُولُ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مَخْصُوفَيْنِ.
قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ أبي أَحْمَدِ الزُّبَيْرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَمَّنْ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ ، يَقُولُ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
1179- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ : أَنْبَأَنَا أَبُو حَمْزَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : خَلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَعْلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَخَلَعَ مَنْ خَلْفَهُ فَقَالَ : مَا حَمَلَكُمْ عَلَى خَلْعِ نِعَالِكُمْ ؟ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، رَأَيْنَاكَ خَلَعْتَ فَخَلَعْنَا ، قَالَ : إِنَّ جِبْرِيلَ أَخْبَرَنِي أَنَّ في أَحَدِهِمَا قَذَرًا ، فَإِنَّمَا خَلَعْتُهُمَا لِذَلِكَ فَلاَ تَخْلَعُوا نِعَالَكُمْ.
قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ.@

(2/126)


1180- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ - وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلْقَمَةَ - قَالَ : إِنَّ عَبْدَ الله أَتَى أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ فِي دَارِهِ فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : تَقَدَّمْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَأَنْتَ أَقْدَمُ مِنِّي سِنًّا وَأَعْلَمُ ، قَالَ : لاَ بَلْ تَقَدَّمْ أَنْتَ ، فَإِنَّمَا أَتَيْنَاكَ فِي مَنْزِلِكَ وَمَسْجِدِكَ فَأَنْتَ أَحَقُّ ، فَتَقَدَّمَ أَبُو مُوسَى فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ : مَا أَرَدْتَ ؟ - أي بخَلْعِهِمَا - أبِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى أَنْتَ ؟! لَقَدْ رَأَيْنَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي فِي الْخُفَّيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ.
إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، إِلاَّ أَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ ، وَزُهَيْرٌ رَوَى عَنْهُ بَعْدَ الاخْتِلاَطِ ، وَمَعَ ذَلِكَ فِيهِ انْقِطَاعٌ.
1180/2- رَوَى ابْنُ مَاجَةَ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ دُونَ بَاقِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ بِهِ.
1181- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله الْمُزْنِيِّ ، قَالَ : صَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي نَعْلَيْهِ ، فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ ، فَخَلَعَ النَّاسُ نِعَالَهُمْ ، فَقَالَ : لِمَ خَلَعْتُمْ نِعَالَكُمْ ؟ قَالُوا : خَلَعْتَ فَخَلَعْنَا ، قَالَ : إِنَّ جِبْرِيلَ أَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا أَذًى ، فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلْيَقْلِبْ نَعْلَيْهِ ، فَإِنْ كَانَ فِيهِمَا أًَذى فَلْيُمِطْهُ ، وَإِلاَّ فَلْيُصَلِّ فِيهِمَا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ... فذكره بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.@

(2/127)


1182- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ , عَن حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الأَعْرَابِيَّ ، قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي وَعَلَيْهِ نَعْلاَنِ مِنْ جلد بَقَرٍ ، قَالَ : فَتَفِلَ عَنْ يَسَارِهِ ، ثُمَّ حَكَّ حَيْثُ تَفِلَ بِنَعْلِهِ .
1183- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ، حَدَّثَنَا سَلَمُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ نَبْهَانَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصَلِّي فِي خُفَّيْهِ.
قُلْتُ : روى الْبُخَارِيِّ ، وَمُسْلِمٍ ، وَالتِّرْمِذِيِّ ، وَالنَّسَائِيِّ : سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ : أَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
22- باب الصلاة على الخمرة
1184- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ ذَكْوَانَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصَلِّي فِي الْخُمْرَةِ.
1184/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السُّرِّيِّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فذكره.@

(2/128)


1184/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَفَّانُ ، قَالا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فذكره.
1184/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصَلِّي فِي الْخُمْرَةِ.
قُلْتُ : وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَاسٍ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ ، وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ، قَالَ : وَبِهِ يَقُولُ أَهْلُ الْعِلْمِ ، وَقَالَ : أَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ قد ثبت عن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الصَّلاَةُ فِي الْخُمْرَةِ.
1185- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ .
1186- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصَلِّي فِي بَيْتِهَا عَلَى الْخُمْرَةِ .
1186/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَأْتِيهَا فَيَقِيلُ عِنْدَهَا ، فَتَبْسُطُ لَهُ نَطْعًا َفَيَقِيلُ عَلَيْهِ ، وَكَانَ كَثِيرَ الْعَرَقِ فَكَانَتْ تَجْمَعُ عَرَقَهُ ، فَتَجْعَلُهُ فِي الطِّيبِ وَالْقَوَارِيرِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا هَذَا ؟ قَالَتْ : عَرَقُكَ أدوف بِهِ طِيبِي ، قَالَتْ : فَكَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ .
1186/3- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ.@

(2/129)


1186/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ... فذكره.
1186/5- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , حَدَّثَنَا عَفَّانُ ... فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي يَعْلَى سَوَاءً.
1186/6- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ... فذكره.
قُلْتُ : هَذَا الْحَدِيثُ وَالَّذِي قَبْلَهُ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَأُمِّ سُلَيْمٍ أَيْضًا دُونَ قَوْلِهِ : وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ ، وَلِهَذِهِ الزِّيَادَةِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ ، وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
1187- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ.
رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ بِهِ.
1188- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَسْجُدُ فِي ثَوْبِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ.@

(2/130)


23- باب الصلاة على البساط والحصير وغير ذلك
1189- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي عَلَى حَصِيرٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ.
هذا إسناد صحيح ، وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري ، رواه الترمذي وقال : حديث حسن ، والعمل على هذا عند أهل العلم إلاَّ قومًا من أهل العلم اختاروا الصلاة على الأرض استحبابًا.
1190- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، قَالَ رَأَيْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يُصَلِّي عَلَى لَوْحٍ.
رواه أبو داود في سننه عن المغيرة بن شعبة قال : كَانَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي عَلَى الحَصِيرِ وَالفَرْوَة المَدْبُوغَةِ .
1191- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَسَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى عَلَى البِسَاطٍ.
قُلْتُ : رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : عَنِ الْحَاكِمِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَهْرَامٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ... فذكره.@

(2/131)


ثم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ أَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ... فذكره.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنُ صَحِيحٌ.
قَالَ : وَفِي الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَمَنْ بَعْدَهُمْ لَمْ يَرَوْا بِالصَّلاَةِ عَلَى الْبِسَاطِ وَالطَّنْفَسَةِ بَأْسًا ، وَبِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ.
1192- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ : أَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي عَلَى الْحَصِيرِ ؟ فَإِنِّي سَمِعْتُ فِي كِتَابِ الله : {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} قَالَتْ : لَمْ يَكُنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ.
1192/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فذكره.
24- باب الصلاة في القوس والقرن وغير ذلك
يأتي في كتاب افتتاح الصلاة.@

(2/132)


12- كتاب افتتاح الصلاة
1- باب في صلاة الجماعة
1193- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله الْقُرَاظِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يُحَافِظُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً الْمُنَافِقُ عَلَى عِشَاءِ الآخِرَةِ - يَعْنِي فِي جَمَاعَةٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ.
1194- قَالَ : وَحَدَّثَنَا طَلْحَةُ ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ ، أَخْبَرَنِي جَابِرٌ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ صَارِخًا يَصْرُخُ بِالصَّلاَةِ ، ثُمَّ أَتَخَلَّفَ عَلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الصَّلاَةِ فَأَحْرِقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ.
قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرْيَرَةَ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ.
1195- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَنَا أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ عُمُومَتِهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقُولُ : مَا شَاهَدَهُمَا مُنَافِقٌ الْعِشَاءُ ، وَالْفَجْرُ.
1195/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ ... فذكره.
1195/3- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْن أَبِي شَيْبَة : حَدَّثَنَا شَبَابَة ، حَدَّثَنَا شُعْبَة ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عن أبِي عُمَيْرِ بنُ أَنَسٍ ، عَنْ عُمَومَته مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال : مَا شَهِدَهُمَا مُنَافِقٌ - يَعْنِي : الْعِشَاءَ وَالْفَجْر .
هذا إسناد رجاله ثقات أبو بشر اسمه الوليد بن مسلم احتج به مسلم وغيره . وأبو عمير تابعي وثقه ابن حبان وغيره.@

(2/133)


1196- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى زِيدِ بْنِ ثَابِتٍ أَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ ، وَعِنْدَهُ ابْنَاهُ ، فَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ ، فَقَالَ : اذْهَبَا إِلَى الصَّلاَةِ ، فَإِنَّ صَلاَةَ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ عَلَى صَلاَتِهِ وَحْدَهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً.
هذا إسناد صحيح.
1197- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى ، وَهُوَ فِي جَنَازَةٍ - وَذَلِكَ أَوَّلَ يَوْمٍ عَرَفْتُهُ فِيهِ - فَسَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : حَدَّثَنَا فُلاَنٌ - رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، أَحَبَّ الله لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ الله كَرِهَ الله لِقَاءَهُ ، فَبَكَى الْقَوْمُ وَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، وَأَيُّنَا لاَ يَكْرَهُ الْمَوْتَ ! قَالَ : لَسْتُ ذَلِكَ أَعْنِي ، وَلَكِنَّ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - قَالَ : {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} فَإِذَا كَانَ عِنْدَ ذَلِكَ أَحَبَّ لِقَاءَ الله ، وَالله ، عَزَّ وَجَلَّ ، لِلِقَائِهِ أَحَبُّ {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ} فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَرِهَ لِقَاءَ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَالله ، عَزَّ وَجَلَّ ، لِلِقَائِهِ أَكْرَهُ .
1198- وَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَجْتَمِعُ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلاَةِ @

(2/134)


الْعَصْرِ وَصَلاَةِ الصُّبْحِ ، فَتَصْعَدُ مَلاَئِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلاَةِ الْعَصْرِ ، وَتَبْقَى فِيكُمْ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ ، وَتَصْعَدُ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ ، وَتَبْقَى فِيكُمْ مَلاَئِكَةُ النَّهَارِ ، وَيَقُولُونَ : أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ، وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمَ يُصَلُّونَ ، وَتَرَكْنَا فِيهِمْ رَجُلاً لَمْ يُصِبْهِ خَيْرٌ قَطُّ ، وَلاَ بَلاَءٌ قَطُّ إِلاَّ عَلِمَ أَنَّهُ مِنْكَ ، فَيَقُولُ : ابْتَلُوا عَبْدِي - أَوْ زِيدُوا عَبْدِي - قَالَ سُفْيَانُ : لاَ أَدْرِي بِأَيَّتِهُمَا بُدِأ قَالَ : فَيَبْتَلُونَهُ ثُمَّ يَقُولُ : ابْتَلُوُهُ فَيُبْتَلَى ثُمَّ يَقُولُ : ابْتَلُوُهُ - وَهُوَ أَعْلَمُ - فَيَقُولُونَ : انْتَهَى الْبَلاَءُ أَيْ رَبِّ ، ثُمَّ يَقُولُ : زِيدُوهُ فَيُزَادُ ، ثُمَّ يَقُولُ : زِيدُوهُ فَيُزَادُ ، ثُمَّ يَقُولُ : زِيدُوهُ ، فَيُزَادُ ، ثُمَّ يَقُولُ : زِيدُوهُ - وَهُوَ أَعْلَمُ - فَيَقُولُونَ : انْتَهَى الْمَزِيدُ أَيْ رَبِّ فَيَقُولُ : كَيْفَ رَأَيْتُمْ عَبْدِي فِي الْبَلاَءِ ، وَكَيْفَ رَأَيْتُمُوهُ فِي الرَّخَاءِ ؟ فَتَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَصْبَرُ عَبْدٍ وَأَشْكَرُهُ ، فَيَقُولُ : اكْتُبُوا عَبْدِي مِمَّن لاَ يُبَدَّلُ ، وَلاَ يُغَيَّرُ حَتَّى يَلْقَانِيَ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
1199- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ الله ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : فَضْلُ صَلاَةِ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلاَتِهِ وَحْدَهُ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً.
1199/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فذكره.
1199/3- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ : حَدَّثَنَا ابْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ عَطَاءٍ ... فذكره .
1199/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا هُدْبَةُ ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ... فذكره إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : جُزْءًا .
قُلْتُ : إِسْنَادُ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ.@

(2/135)


1199/5- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ... فذكره.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ ، وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
1200- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ : أَنْبَأَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله بِمَكَّةَ ، فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا يُصَلِّي لأَصْحَابِهِ الْعَصْرَ وَهُوَ جَالِسٌ ، قَالَ : فَنَظَرْتُ حَتَّى سَلَّمَ قَالَ : قُلْتُ : غَفَرَ الله لَكَ أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تُصَلِّي بِهِمْ وَأَنْتَ جَالِسٌ ؟ قَالَ : أَنَا مَرِيضٌ ، فَجَلَسْتُ فَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يَجْلِسُوا فَيُصَلُّوا مَعِيَ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا صَلَّى رَجُلٌ الْعَتْمَةَ فِي جَمَاعَةٍ ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا مَا بَدَا لَهُ ، ثُمَّ أَوْتَرَ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ إِلاَّ كَانَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ كَأَنَّهُ لَقِيَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الإِجَابَةِ . وَسَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : الإِمَامُ جُنَّةٌ فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا ، وَإِنْ صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا قَالَ : كُنَّا نُنَادِي فِي بُيُوتِنَا لِلصَّلاَةِ وَنَجْمَعُ لأَهْلِنَا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ.
1201- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَضْلُ صَلاَةِ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ عَلَى صَلاَتِهِ وَحْدَهُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ جُزْءًا.
قُلْتُ : دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ضَعِيفٌ ، لَكِنْ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ فَقَدْ رَوَاهُ الْبَزَّارُ والطبراني في الأوسط ، بسند صحيح بلفظ : تَفَضُلُ صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ صَلاَةَ الْفَذِّ - أَوْ صَلاَةَ الرَّجُلَ - وَحْدَهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ صَلاَةً .@

(2/136)


1202- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا ابن الْمُبَارَكُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ زُحَرَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : دَخَلَ رَجُلٌ فَقَالَ : النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ ؟ قَالَ : فَقَامَ رَجُلٌ فَصَلَّى مَعَهُ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هَذِهِ الْجَمَاعَةُ ، وَهَؤُلاَءِ جَمَاعَةٌ.
1202/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ... فذكره.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ , قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الأَلْهَانِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ وَعَنْهُ عُبَيْدُ الله هِيَ ضُعَفَاءُ كُلُّهَا ، وَضَعَّفَهُ الْبُخَارِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ .
لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ وَحَسَّنَهُ.
1203- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزبرِقَانِ أَبُو هَمَّامٍ الأَهْوَازِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ ، وَمَا بَيْنَ صَلاَةِ الْفَذِّ وَالْجَمَاعَةِ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً.
قُلْتُ : مُوسَى ضَعِيفٌ.
1204- قَالَ : وَحَدَّثَنَا هُدْبَةُ ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ غَابِرٍ ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السَّلَمِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ فِي جَمَاعَةٍ ، ثُمَّ لَبِثَ فِي مَجْلِسِهِ حَتَّى يُصَلِّيَ سَبْحَةَ الضُّحَى ، فَلَهُ أَجْرُ حِجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةً حِجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ .@

(2/137)


2- باب فضل الصلاة في الفلاة على الصلاة في الجماعة
1205- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا صَلَّى الرَّجُلُ بِأَرْضِ فَلاَةٍ فَأَتَمَّ وُضُوءَهَا وَرُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا بَلَغَتْ خَمْسِينَ دَرَجَةً.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ بِتَمَامِهِ دُونَ قَوْلِهِ وُضُوءَهَا.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ : قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ : صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي الْفَلاَةِ تَضَاعِفُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي الْجَمَاعَةِ .
1205/2- ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة : حَدَّثَنَا معاوية به.
1205/3- وعن أبي بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ رواه أبو يعلى : وعنه ابن حبان في صحيحه ، كلهم بلفظ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلاَتِهِ وَحْدَهُ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً ، فَإِنْ صَلاَّهَا بِأَرْضِ قِيٍّ ، فَأَتَمَّ وُضُوءَهَا ، رُكُوعَهَا ، وَسُجُودَهَا ، تُكْتَبُ صَلاَتُهُ بِخَمْسِينَ دَرَجَةً.
ورواه الحاكم وقال : صحيح على شرطهما.
وصدر حديث ابن حبان عند البخاري وغيره ، قال الحافظ المنذري : وقد ذهب بعض العلماء إلى تفضيل الصلاة في الفلاة على الصلاة في الجماعة انتهى.
وبعض العلماء الذي أبهمه الحافظ المنذري هو عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، صرح به أبو داود في سننه . قوله : القي هو بكسر القاف وتشديد الياء هو الفلاة ، كما هو مفسر في رواية أبي داود وأحمد بن منيع.@

(2/138)


1206- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عبيدة ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ بُقْعَةٍ يُذْكَرُ الله عَلَيْهَا بِصَلاَةٍ ، أَوْ بِذِكْرٍ إِلاَّ اسْتَشْرَفَتْ بِذَلِكَ إِلَى مُنْتَهَاهَا إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ ، وَفَخَرَتْ عَلَى مَا حَوْلَهَا مِنَ الْبِقَاعِ ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَقُومُ بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ يُرِيدُ الصَّلاَةَ إِلاَّ تَزَخْرَفَتْ لَهُ الأَرْضُ.
قُلْتُ : وَلَمَّا تَقَدَّمَ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا كَانَ الرَّجُلُ بِأَرْضِ قِيٍّ ، فَحَانَتِ الصَّلاَةُ فَلْيَتَوَضَّأْ ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَاءً فَلْيَتَيَمَّمْ ، فَإِنْ أَقَامَ صَلَّى مَعَهُ مَلَكَانِ ، وَإِنْ أَذَّنَ وَأَقَامَ صَلَّى خَلْفَهُ مِنْ جُنُودِ الله مَالاَ يُرَى طَرَفَاهُ .
3- باب فضل صلاة المجاهد وحده أو في جماعة
1207- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ ، حَدَّثَنَا بَقَيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْعنسِيِّ ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ رَفِيعٍ ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَلاَةُ الرَّجُلِ وَحْدَهُ فِي سَبِيلِ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلاَةً ، وَصَلاَتُهُ فِي رُفْقَتِهِ بِتِسْعِمِئَةِ صَلاَةٍ ، وَصَلاَتُهُ فِي جَمَاعَةٍ بِتِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ صَلاَةٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِتَدْلِيسِ بَقَيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ.@

(2/139)


4- باب ما جاء في ترك حضور الجماعة
1208- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي النَّضْرِ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : مَعْدَانُ يُعَلِّمُهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ ، فَافْتَقَدَهُ فَلَقِيَهُ بِدَابِقَ ، فَقَالَ : يَا مَعْدَانُ ، مَا فَعَلَ الْقُرْآنُ الَّذِي كَانَ مَعْكَ ؟ قَالَ : عَلِمَ الله مِنْهُ خَيْرًا وَأَحْسَن ، فَقَالَ لَهُ : أَيْنَ تَسْكُنُ ؟ الْقَرْيَةَ أَمِ الْمَدِينَةَ ؟ قَالَ : لاَ بَلْ قَرْيَةً قَرِيبَةً مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ : يَا مَعْدَانُ إِنِّي أُحَدِّثُكَ فِي ذَلِكَ حَدِيثًا ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ خَمْسَةِ أَبْيَاتٍ يَجْتَمِعُونَ لاَ يُؤَذَّنُ فِيهِمْ بِالصَّلاَةِ وَيُقَامُ ، إِلاَّ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ ، وَإِنَّ الذِّئْبَ يَأْخُذُ الشَّاةَ مِنَ الْغَنَمِ ، فَعَلَيْكَ بِالْمَدَائِنِ.
1208/2- وَرواه أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، قَالَ : سَأَلَنِي أَبُو الدَّرْدَاءِ : أَيْنَ مَسْكَنُكَ ؟ قُلْتُ : فِي قَرْيَةٍ دُونَ حِمْصَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُول : مَا مِنْ ثَلاَثَةٍ فِي قَرْيَةٍ ، وَلاَ بَدْوٍ وَلاَ تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلاَةُ إِلاَّ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ.
1208/3- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ... فذكره.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بِهِ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي الصَحِيحِ ، وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ ، وَرَزِينٌ فِي مُسْنَدِهِ وَزَادَ : وَإِنَّ ذِئْبَ الإِنْسَانِ إِذَا خَلاَ بِهِ أَكَلَهُ .
1209- قال أحمد بن منيع : وَحَدَّثَنَا يوسف بن عطية ، عن أبي حمزة ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عَبد الله قال : ما رخص لأحد في ترك الجماعة إلاَّ خائف أو مريض .
هذا إسناد ضعيف لضعف يوسف.@

(2/140)


5- باب ما جاء في فضل الصف الأول وتسوية الصفوف والتراص فيها وإقامتها وميامنها
1210- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي أَرَى الشَّيْطَانَ بَيْنَ صُفُوفِكُمْ كَأَنَّهَا غَنَمٌ عُفَرٌ.
قُلْتُ : يَزِيدُ هُوَ ابْنُ أَبَانَ الرَّقَاشِيُّ ضَعِيفٌ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ دُونَ قَوْلِهِ : كَأَنَّهَا غَنَمٌ عُفْرٌ وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.
1211- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى ، عن سفيان ، حدثني عثمان ، عن عمران ، عَنْ سُوَيْدِ بْن غَفَلَةَ قال : كَانَ بِلاَل يُسَوِّي مَنَاكِبنَا وَيَضْرِبُ أَقْدَامَنَا لإقامة الصَّلاَةِ.
1212- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الأَسْوَدِ ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : جِئْتُ فَقَعَدْتُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ خَبَّابٍ ، قَالَ : جَاءَ أَنَسٌ فَقَعَدَ مَكَانَكَ هَذَا ، ثُمَّ قَالَ لَنَا : أَتَدْرُونَ مَا هَذَا الْعُودُ ؟ قَالَ : قُلْنَا لاَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ أَخَذَ بِيَدِهِ ثُمَّ الْتَفَتَ فَقَالَ : اعْتَدِلُوا سَوُّوا صُفُوفَكُمْ ثُمَّ أَخَذَ بِيَسَارِهِ ، فَقَالَ : اعْتَدِلُوا سَوُّوا صُفُوفَكُمْ ، فَلَمَّا هُدِمَ الْمَسْجِدُ فُقِدَ ، فَالْتَمَسَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَوَجَدَهُ قَدْ أَخَذَهُ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَجَعَلُوهُ فِي مَسْجِدِهِمْ ، فَانْتَزَعَهُ فَأَعَادَهُ.
1212/2- قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، قَالا ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الأسود ... فذكره.
1212/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السُّرِّيِّ ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ عُمَرَ لَمَّا زَادَ فِي الْمَسْجِدِ غَفَلُوا عَنِ الْعُودِ الَّذِي كَانَ فِي الْقِبْلَةِ ، قَالَ أَنَسٌ : أَتَدْرُونَ لأَيْ شَيْءٍ جُعِلَ هَذَا الْعُودُ ؟ فَقَالُوا : لاَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ ... فذكره دُونَ قَوْلِهِ : فَلَمَّا هُدِمَ الْمَسْجِدُ ... إِلَى آخِرِهِ.@

(2/141)


1213- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ مَسَحَ وُجُوهَ أَصْحَابِهِ قَبْلَ أَنْ يُكَبِّرَ قَالَ : فَجِئْتُ مَرَّةً وَقَدْ أَصَبْتُ شَيْئًا مِنْ خَلُوقٍ ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الصَّلاَةِ ، فَمَسَحَ وُجُوهَ أَصْحَابِهِ وَتَرَكَنِي ، قَالَ : فَرَجَعْتُ فَغَسَلْتُه ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الصَّلاَةِ ، فَلَمَّا رَآنِي مَسَحَ وَجْهِي وَقَالَ : عَادَ بِخَيْرِ دِينِهِ الْيَعْلى تَابَ وَاسْتَهَلَّتِ السَّمَاءُ.
1213/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ يَعْلَى بن مرة ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.
1214- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ.
1214/2- قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ... فذكره.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ بِهِ بِلَفْظِ : إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مَيَامِنِ الصُّفُوفِ.@

(2/142)


1214/3- وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ أَيْضًا : حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ... فذكره.
1215- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْفُضَيْلِ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : رَاصُّوا الصُّفُوفَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يخَلَّلَكُمْ كَأَنَّهَا أَوْلاَدُ الْحَذَفِ.
هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ ؛ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ ، وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَرَاصُّوا فِي الصَّفِّ لاَ يَتَخَلَّلْكُمْ أَوْلاَدُ الْحَذَفِ قِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، وَمَا أَوْلاَدُ الْحَذْفِ ؟ قَالَ : ضَأْنٌ جُرْدٌ سُودٌ تَكُونُ بِأَرْضِ الْيَمَنِ لَفْظُ الْبَيْهَقِيِّ.
1216- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ - أَوِ الأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ - عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَمرو أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مُقِيمِ الصَّفِّ الأَوَّلِ.
1217- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ، حَدَّثَنَا زَرِبي مَوْلَى خَالِدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُعْطِيتُ ثَلاَثَ خِصَالٍ : صَلاَةً فِي الصُّفُوفِ.
قُلْتُ : هَذَا طَرَفٌ مِنْ حَدِيثٍ يَأْتِي تَمَامه فِي التَّأْمِينِ.
1218- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مِنْ تَمَامِ الصَّلاَةِ إِقَامَةُ الصَّفِّ.@

(2/143)


1218/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ... فذكره.
1219- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ قِيلَ : يَا رَسُول الله , وَالثَّانِي ؟ قَالَ : إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ قِيلَ : وَعَلَى الثَّانِي قَالَ : وَعَلَى الثَّانِي ثُمَّ قَالَ : سَوُّوا صُفُوفَكُمْ ، وَحَاذُوا بَيْنَ مَنَاكِبِكُمْ ، وَلَيِّنُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ فِيمَا بَيْنَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْحَذَفِ.
1219/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ زُحَرَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَتُسَوُّنَّ الصُّفُوفَ أَوْ تطْمسنَّ الْوُجُوهَ ، وَلَتَغُضُّنَّ الأَبْصَارَ أَوْ لَتَخْطَفَنَّ.
1219/3- قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا هَاشِمُ , حَدَّثَنَا الْفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ ، حَدَّثَنَا لُقْمَانُ ... فذكره.
1219/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ ... فذكره.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الإِمَامَةِ فِي بَابِ تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ.
قَوْلُهُ : الْخَلَلُ هُوَ بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالْلاَمِ أَيْضًا : هُوَ مَا يَكُونُ بَيْنَ الاثْنَيْنِ مِنَ الاتِّسَاعِ عِنْدَ عَدَمِ التَّرَاصِّ.
وَقَوْلُهُ : الْحَذَفُ هُوَ بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ، وَالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ ، وَبَعَدَهُمَا فَاءٌ.@

(2/144)


6- باب في خير الصفوف وشرها
1220- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ ، وَشَرَّهَا الْمُؤَخَّرُ , وَشَرُّ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُقَدَّمُ ، وَخَيْرُهَا الْمُؤَخَّرُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ، إِذَا سَجَدَ الرِّجَالُ ، فَاغْضُضْنَ أَبْصَارَكُنَّ لاَ تَرَيِّنَّ عَوْرَاتِ الرِّجَالِ مِنْ ضِيقِ الأُزُرِ.
1220/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدُ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ... فذكره دُونَ قَوْلِهِ : يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ... إِلَى آخِرِهِ.
1220/3- وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ وَكِيعٍ ، عَنْ سُفْيَانَ بِهِ.
وَهُوَ إِسْنَادٌ حَسَنُ كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي الْكَلاَمِ عَلَى زَوَائِدِ ابْنِ مَاجَةَ.
1221- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُكَفِّرُ الله بِهِ الْخَطَايَا وَيَزِيدُ بِه الْحَسَنَاتِ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ الله قَالَ : إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْمَكَارِهِ ، وَكَثْرَةِ الْخُطَا إِلَى هَذِهِ الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارِ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ ، مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا يُصَلِّي مَعَ الْمُسْلِمِينَ صَلاَةَ الْجَمَاعَةَ ، ثُمَّ يَقْعُدُ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ الأُخْرَى ، إِلاَّ الْمَلاَئِكَةُ تَقُولُ : اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ اللهمَّ ارْحَمْهُ ، فَإِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ وَأَقِيمُوهَا وَسُدُّوا الْفُرَجَ فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي ، فَإِذَا قَالَ إِمَامُكُمْ : الله أَكْبَرُ ، فَقُولُوا : الله أَكْبَرُ ، وَإِذَا قَالَ : سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ ، فَقُولُوا : اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ ، إِنَّ خَيْرَ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ وَشَرَّهَا الْمُؤَخَّرُ ، وَخَيْرَ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرُ وَشَرَّهَا الْمُقَدَّمُ ، يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ إِذَا سَجَدَ الرِّجَالُ فَاغْضُضْنَ أَبْصَارَكُنَّ لاَ تَرَيِّنَّ عَوْرَاتِ الرِّجَالِ مِنْ ضِيقِ الأُزُرِ.@

(2/145)


1221/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ ... فذكره.
1221/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَمْرٌو بن الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ وَشَرُّهَا الْمُؤَخَّرُ ، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرُ وَشَرُّهَا الْمُقَدَّمُ.
قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ إِلَى قَوْلِهِ : وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ حَسْبُ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ بِهِ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالدَّارَمِيُّ فِي مُسْنَدَيْهِمَا ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ فِي بَابِ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ.
1222- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : وَحَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا ، وَشَرُّهَا آخِرُهَا ، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا.
قُلْتُ : مُجَالِدٌ ضَعِيفٌ ، وَلَمَّا تَقَدَّمَ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَصْحَابُ السُّنُنِ الأَرْبَعَةِ ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ ، مِنْهُمْ : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله ، وَابْنُ عَبَّاسٍ ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، وَأَبُو أُمَامَةَ ، وَأَنَسٌ ، وَغَيْرُهُمْ.@

(2/146)


7- باب ما جاء فيمن يلي الإمام
1223- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَمْرَةَ ، سَمِعْتُ إِيَاسَ بْنَ قَتَادةَ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ ، قَالَ : قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ لِلِقَاءِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ لِقَاءً مِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، فَقُمْتُ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ ، وَخَرَجَ عُمَرُ مَعَهُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَجَاءَ رَجُلٌ ، فَنَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَعَرَفَهُمْ غَيْرِي ، فَنَحَّانِي وَقَامَ فِي مَكَانِي ، فَمَا عَقَلْتُ صَلاَتِي ، فَلَمَّا فَرَغَتْ صَلاَتِي قَالَ : يَا فَتًى ، لاَ يَسُؤْكَ الله ، فَإِنِّي لَمْ آتِ الَّذِي أَتَيْتُهُ بِجَهَالَةٍ ، وَلَكِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ لَنَا : كُونُوا فِي الصَّفِّ الَّذِي يَلِينِي ، وَإِنِّي نَظَرْتُ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَعَرَفْتُهُمْ غَيْرَكَ ، ثُمَّ حَدَّثَ فَمَا رَأَيْتُ الرِّجَالَ مَتَحَتْ أَعْنَاقَهُمْ إِلَى شَيْءٍ مُتوحَهَا إِلَيْهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : هَلَكَ أَهْلُ الْعُقْدَةِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ - قَالَهَا ثَلاَثًا - هَلَكُوا وَأَهْلَكُوا ، أَمَا إِنِّي لاَ آسَى عَلَيْهِمْ ، وَلَكِنِّي آسَى عَلَى مَنْ يُهْلَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِذَا الرَّجُلُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ : أَهْلُ الْعُقْدَةِ مَا أهْرَاقَ عَلَيْهِ الدِّمَاءُ وَاعْتَصَبَهُ ثُمَّ اعْتَقَدَهُ.
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى بِاخْتِصَارٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ رَوَاهُ الترمذي وَغَيْرُهُ.
1223/2- قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُقدمٍ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ السَّدُوسِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي مجلز ، @

(2/147)


عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ ، قَالَ : بَيْنَا أَنَا فِي الْمَدِينَةِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ قَائِمٌ أُصَلِّي ، فَجَذَبَنِي رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي جَذْبَةً ، فَنَحَّانِي وَقَامَ ، فَوالله مَا عَقَلْتُ صَلاَتِي ، فَلَمَّا انْصَرَفَ إِذَا هُوَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي لاَ يَسُؤْكَ الله ، إِنَّ هَذَا عَهْدٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَيْنَا أَنْ نَليَهُ ، ثُمَّ اسْتَقَبَلَ الْقِبْلَةَ وَقَالَ : هَلَكَ أَهْلُ الْعُقَدِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ - ثَلاَثًا - ثُمَّ قَالَ : وَالله مَا عَلَيْهِمْ آسَى ، وَلَكِنْ آسَى عَلَى مَنْ أَضَلُّوا قَالَ : قُلْتُ : مَنْ تَعْنِي بِهَذَا ؟ قَالَ : الأُمَرَاءُ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي كِتَابِ الإِمَامَةِ فِي بَابِ مَنْ يَلِي الإِمَامَ.
8- باب تأخير النساء خلف الرجال والصبيان
1224- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : كَانَت نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يُصَلِّينَ مَعَ الرِّجَالِ فِي الصَّفِّ ، فَاتَّخَذْنَ قَوَالِبَ يَتَطَاوَلْنَ بِهَا ، تَنْظُرن إِحْدَاهُنَّ إِلَى صَدِيقِهَا ، فَأُلْقِيَ عَلَيْهِنَّ الْمَحِيض ، فَأُخِّرْنَ ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَأَخِّرُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَخَّرَهُنَّ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ.
هذا إسناد رجاله ثقات.
1225- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي شَيْبَانَ - عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غُنُمٍ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ كَانَ يسوي بَيْنَ الأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ فِي الْقِيَامِ وَالْقِرَاءَةِ ، وَيَجْعَلُ الرَّكْعَةَ الأُولَى هِيَ أَطْوَلُهُنَّ لِكَيْ يَثُوبَ إِلَيْهِ النَّاسُ ، وَيَجْعَلَ الرِّجَالَ قُدَّامَ الْغِلْمَانِ ، وَالْغِلْمَانُ خَلْفَهُمْ ، وَالنِّسَاءُ خَلْفَ الْغِلْمَانِ ، وَيُكَبِّرُ كَلَّمَا سَجَدَ ، وَكُلَّمَا رَفَعَ ، وَيُكَبِّرُ إِذَا نَهَضَ بَيْنَ الرَّكْعَتَيْنِ إِذَا كَانَ جَالِسًا.
قُلْتُ : رَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْهُ وَصَفُّ الرِّجَالِ وَصَفُّ الْغِلْمَانِ خَلْفَهُمْ حَسْبُ مِنْ طَرِيقٍ بَدِيلٍ عَنْ شَهْرٍ بِهِ.@

(2/148)


9- باب في السواك وتأكده عند كل صلاة
1226- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : كَانَ يَسْتَاكُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ ، وَإِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ ، وَإِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : قَدْ شَقَقْتَ عَلَى نَفْسِكَ بِهَذَا السِّوَاكِ فَقَالَ : أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَسْتَاكُ هَذَا السِّوَاكَ.
1226/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ ... فذكره.
1226/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا الهيثم بن خارجة ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : كَانَ يَسْتَن ... فذكره وَزَادَ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَجَعَلْتُ السِّوَاكَ عَلَيْهِمْ عَزمَةً .
1227- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ ، عَنْ سليمان ، عن أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ.@

(2/149)


1227/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْم ، عَنْ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
1228- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ كَمَا يَتَوَضَّؤُونَ.
1228/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَوْفِيُّ ... فذكره.
1228/3- قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ... فذكره.
وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ مَعَ جُمْلَةِ أَحَادِيثَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ فِي باب السِّوَاكِ.
10- باب فضل الصلاة بالسواك على غيرها
1229- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : رَكْعَتان بَعْدَ السِّوَاكِ أَحَبُّ إِلَى الله مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً قَبْلَ السِّوَاكِ .@

(2/150)


1229/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبو إِسْحَاق ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُفَضِّلُ الصَّلاَةَ الَّتِي بسواك عَلَى الصَّلاَةِ الَّتِي لاَ سِوَاكَ لهَا سَبْعِينَ ضِعْفًا.
قُلْتُ : محمد بن عمر هو الواقدي ضعيف.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ فِي مُسْنَدَيْهِمَا ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ ، وَقَالَ : فِي الْقَلْبِ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ شَيْءٌ ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ كَمَا تَقَدَّمَ ، وَتَعَقَّبَهُ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ بِأَنْ قَالَ : مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الزُّهْرِيِّ انْتَهَى ، وَلَمْ يَنفَردْ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ كما تقدم.
11- باب ما ينهى عن التسويك به
1230- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ السِّوَاكِ بِعُودِ الرِّيحَانِ وَقَالَ : إِنَّهُ يُحَرِّكُ عِرْقَ الْجُذَامِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي مَرْيَمَ.
12- باب تحريم الصلاة التكبير وتحليلها التسليم
1231- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : افْتِتَاحُ الصَّلاَةِ الطُّهُورُ ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ.
قُلْتُ : مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ هُوَ الْوَاقِدِيُّ ضَعِيفٌ.@

(2/151)


وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ بِطُرُقِهِ فِي بَابِ الْوُضُوءِ وَإِسْبَاغِهِ.
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ ، قَالَ : وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَمَنْ بَعْدَهُمْ ، وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ بِأَنَّ تَحْرِيمَ الصَّلاَةِ التَّكْبِيرَةُ ، وَلاَ يَكُونُ الرَّجُلُ دَاخِلاً فِي الصَّلاَةِ إِلاَّ بِالتَّكْبِيرِ.
قَالَ : وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبَانَ مُسْتَمْلِيَ وَكِيعٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، يَقُولُ : لَوِ افْتَتَحَ رَجُلٌ الصَّلاَةَ بِسَبْعِينَ اسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ الله - تَعَالَى - وَلَمْ يُكَبِّرْ لَمْ تُجْزِئْهُ ، وَإِنْ أَحْدَثَ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ أَمَرْتُهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ يَرْجِعَ إِلَى مَكَانِهِ فَيُسَلِّمَ وَإِنَّمَا الأَمْرُ عَلَى وَجْهِهِ انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنِ الْحَاكِمِ مِنْ قَوْلِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ : مِفْتَاحُ الصَّلاَةِ التَّكْبِيرُ ، وَانْقِضَاؤُهَا التَّسْلِيمُ .
13- باب تكبيرة الإحرام وصفة رفع اليدين ومتى يكبر وما جاء فيمن كبر ثم بان أنه كان جنبا
1232- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْحَاجِبُ سَمِعْتُ شَيْخًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، يَقُولُ : قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ أَنْفَةً ، وَإِنَّ أَنْفَةَ الصَّلاَةِ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى فَحَافِظُوا عَلَيْهَا.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : فَحَدَّثَ بِهِ رَجَاءُ بْنُ حَيَوَةَ فَقَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.@

(2/152)


1232/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - هُوَ أَبُو هَانِئٍ - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ ... فذكره.
وَقَالَ : لاَ نَعْلَمُه يُرْوَى إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
1233- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سَمْعَانَ مَوْلَى الزُّرَقِيِّينَ ، قَالَ : دَخَلَ عَلَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ : ثَلاَثٌ كَانَ يَعْمَلُ بِهَا نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَرَكَهُنَّ النَّاسُ : كَانَ إِذَا قَامَ فِي الصَّلاَةِ رَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا ، وَكَانَ يَقِفُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ هُنَيَّةً لِيَسْأَلَ الله مِنْ فَضْلِهِ ، وَكَانَ يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَفَعَ رَأْسَهُ ، وَكُلَّمَا رَكَعَ ، وَكُلَّمَا سَجَدَ .
1233/2- رَوَاهُ أَبُو دَاود الطَيَالِسِي : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : دَخَلَ عَلَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ مَسْجِدَ الزُّرَقِيِّينَ فَقَالَ : تُرِكَ ثَلاَثَةً مِمَّا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْمَل كَانَ إِذَا دَخَلَ الصَّلاَةَ رَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا , ثُمَّ سَكَتَ هُنَيَّةً يَسْأَلُ اللَّهَ ، عَزَّ وَجَلَّ ، مِنْ فَضْلِهِ ، وَكَانَ يُكَبِّرُ إِذَا خَفَضَ وَإِذَا رَكَعَ.
هذا إسناد رجاله ثقات.
1234- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ رَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا .
تقدم
1234/2- رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ ... فذكره.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1235- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ السَّكَنِ الْبَصْرِيُّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لِكُلِّ شَيْءٍ صَفْوَةٌ ، وَصَفْوَةُ الصَّلاَةِ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ الْحَسَنِ بْنِ السَّكَنِ.@

(2/153)


1236- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ فَرُّوخٍ - شَيْخٌ وَاسِطِيُّ - حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى ، قَالَ : كَانَ بِلاَلٌ إِذَا قَالَ : قَدْ قَامَتْ الصَّلاة نَهَضَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَكَبَّرَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ الْحَجَّاجِ ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الأَذَانِ.
1237- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ فَلَمْ يَرْفَعُوا أَيْدِيَهُمْ إِلاَّ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلاَةِ ، وَقَدْ قَالَ محمد : فَلَمْ يَرْفَعُوا أَيْدِيَهُمْ بَعْدَ التَّكْبِيرَةِ الأُولَى.
قُلْتُ : الَّذِي فِي السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِهِ : أَلاَ أُصَلِّي بِكُمْ صَلاَةَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلَمْ يَرْفَعْ يَدَيْهِ إِلاَّ عِنْدَ التَّكْبِيرَةِ الأُولَى.
مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ ضَعِيفٌ.
1238- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاَةَ وَإِذَا رَكَعَ ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ.@

(2/154)


1238/2- وَبِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ.
1238/3- قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَارٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ دُونَ قَوْلِهِ : وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ.
وإسناد رجاله رجال الصحيحين ، إلا أن الدارقطني أعله بالوقف ، ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ، والدارقطني في سننه.
1239- وقال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا عبد العزيز بن المختار ، عن أيوب السختياني ، حدثني سليمان ابن يسار ، عن الشريد قال : صلى بنا عمر بن الخطاب صلاة الصبح فاستتبعته إلى أرض له ، قال : فبينما نحن قاعدين يجري بيننا الربيع ، إذ رأى أثر جنابة في ثوبه فغسله ، ثم اغتسل فأعاد الصلاة ، قال : وقال : لا أبا لك ، خُوِلطَ - أو خُرِطَ - علينا الاحتلام منذ أصبنا الدسم .
1240- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ زِيَادٍ الأَعْلَمِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم افْتَتَحَ الصَّلاَةَ فَكَبَّرَ ، ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَيْهِمْ أَنْ مَكَانَكُمْ ، ثُمَّ دَخَلَ فَخَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ فَصَلَّى بِهِمْ ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ ، قَالَ : إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنِّي كُنْتُ جُنُبًا.
1241- وَقَالَ : وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ وَهِشَامٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِثْلَهُ.
1242- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ ، أَنْبَأَنَا الْحَجَّاجُ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم افْتَتَحَ الصَّلاَةَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى تَجَاوَزَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ.
1242/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ ... فذكره.
1242/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ... فذكره.
وَالْحَجَّاجُ ضَعِيفٌ.@

(2/155)


1243- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : شَهِدْتُ سَلَمَةَ بْنَ صَالِحٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاَةَ ، وَإِذَا رَكَعَ ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ سَلَمَةَ بْنِ صَالِحٍ.
14- باب وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة
1244- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ ، مَوْلَى آلِ دَرَّاجٍ قَالَ : مَا رَأَيْتُ فَنَسِيتُ ، فَإِنِّي لَمْ أَنْسَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كَانَ إِذَا قَامَ فِي الصَّلاَةِ ، قَامَ هَكَذَا - وَأَخَذَ بِكَفِّهِ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى لاَزِقًا بِالْكُوعِ.
1245- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ سَيْفٍ الْعَنسِيُّ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ غُطَيْفٍ - أَوْ غُطَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ الْكِنْدِيِّ شَكَّ مُعَاوِيَةُ - قَالَ : مَهْمَا نَسِيتُ لَمْ أنْسَ أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَاضِعًا يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى – يعني : فِي الصَّلاَةِ.
قُلْتُ : إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
1245/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةَ ... فذكره.
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ قَبِيْصَةَ بْنِ هُلْبٍ ، عن أبيه ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَأْخُذُ إِحْدَى يَدَيْهِ بِالأُخْرَى فِي الصَّلاَةِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ فِي مُسْنَدِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حجر ، وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ.@

(2/156)


15- باب فيما يستفتح به الصلاة من الدعاء
1246- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَارِ بْنِ وَائِلٍ الطَّائِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصَلِّي فَدَخَلَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : الله أَكْبَرُ كَبِيرًا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا ، وَسُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ : مَنِ القْائِلُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ قَالَ الرَّجُلُ : أَنَا يَا رَسُولَ الله ، وَمَا أَرَدْتُ بِهِنَّ إِلاَّ خَيْرًا فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَقَدْ رَأَيْتُ أبوابَ السَّمَاءِ فُتِحَتْ فَمَا تَنَاهَى دُونَهَا الْعَرْشِ.
1246/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ... فذكره.
قُلْتُ : إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
رَوَاهُ النَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي إِسْحَاقَ بِهِ.
1246/3- وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ... فذكره ثُمَّ أَوْرَدَ لَهُ طُرُقًا أُخَرَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ.@

(2/157)


1247- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : وَحَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصَلِّي فَسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ قَالَ : أَيُّكُمُ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا فَأَرَمَّ الْقَوْمُ حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثًا ، فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا قُلْتُهَا يَا رَسُولَ الله ، وَمَا أَرَدْتُ بِهَا إِلاَّ الْخَيْرَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا ابْتَدَرُوهَا حَتَّى رَفَعُوهَا ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : اكْتُبُوهَا كَمَا قَالَ عَبْدِي ، إِلاَّ أَنَّهُمْ سَأَلُوا رَبَّهُمْ كَيْفَ يَكْتُبُونَهَا ، قَالَ : اكْتُبُوهَا كَمَا قَالَ عَبْدِي.
1247/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : دَخَلَ رَجُلٌ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ ، فَأَسْرَعَ الْمَشْيَ فَحَفَزَهُ النَّفَسُ وَانْبَهَرَ ، فَلَمَّا قَامَ فِي الصَّلاَةِ قَالَ : الْحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا ... فذكره إِلَى قَوْلِهِ : ابْتَدَرُوهَا وَزَادَ : أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا ، ثُمَّ قَالَ : إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلاَةِ ، فَلْيَمْشِ عَلَى هَيْنَةٍ ، فَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ وَلْيَقْضِ مَا سَبَقَهُ.
1247/3- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ... فذكره.
1247/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بَكْرٍ الْسَّهْمِي ، أَنْبَأَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إلى الصَّلاَةِ ، فَجَاءَ رَجُلٌ بَعْدَ مَا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَسْرَعَ الْمَشْيَ فَانْتَهَى إِلَى الْقَوْمِ وَقَدِ انْبَهَرَ - أَوْ حَفَزَهُ النَّفَسُ - فَقَالَ حِينَ انْتَهَى إِلَى الصَّفِّ : الْحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الصَّلاَةَ ، قَالَ : مَنِ الْمُتَكَلِّمُ - أَوِ الْقَائِلُ الْكَلِمَاتِ ؟ - فَسَكَتَ الْقَوْمُ ، فَقَالَ مِثْلَهَا ، فَقَالَ : مَنْ هُوَ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا - أَوْ قَالَ : خَيْرًا - قَالَ الرَّجُلُ : جِئْتُ يَا رَسُولَ الله فَأَسْرَعْتُ الْمَشْيَ ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى الصَّفِّ وَقَدِ - انْبَهَرْتُ أَوْ حَفَزَنِي - النَّفَسُ ، فَقُلْتُ : الَّذِي قُلْتُ : ، فَقَالَ : رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا ، ثُمَّ قَالَ : إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمْشِ عَلَى هَيْنَتِهِ ، فَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ وَلْيَقْضِ مَا سَبَقَهُ.
هذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ بنقص ألفاظ.@

(2/158)


1247/5- ورَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بن مُحَمَّد التَّمَار ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الحَوضِي ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ... فذكره.
وَلَهُ طرق أخَرُ ، وَالرَّجُلُ الْمُبْهَمُ هُوَ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ , وروي أنه حكى ذلك عن غيره لا أنه جرى له.
وَتَقَدَّمَ آخِرُ هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ الْمَسَاجِدِ فِي بَابِ الْمَشْيِ إِلَى الصَّلاَةِ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الذِّكْرِ.
1248- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : أَتَى رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الصَّلاَةِ ، فَقَالَ حِينَ وَصَلَ إِلَى الصَّفِّ : الله أَكْبَرُ كَبِيرًا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا ، وُسْبَحانَ الله بُكْرَةً وَأَصِيلاً ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلاَتَهُ ، قَالَ : مَنْ صَاحِبُ الْكَلِمَاتِ ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : أَنَا يَا رَسُولَ الله ، وَمَا أَرَدْتُ بِهِنَّ إِلاَّ الْخَيْرَ ، فَقَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ أبوابَ السَّمَاءِ تَفْتَحُ لَهُنَّ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَمَا تَرَكْتُهُنَّ بَعْدَ مَا سَمِعْتُهُنَّ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ ، لَكِنْ لَمْ يَتْفَرِدْ بِهِ ، فَقَدْ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : الله أَكْبَرُ ... فذكره.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ بِاخْتِصَارٍ.
1249- وَقَالَ إِسْحَاق بْن رَاهَوَيهِ : أَنْبَأَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رِفَاعَةَ بْنَ رَافِعٍ - رَجُلا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ - كَبَّرَ فِي صَلاَتِهِ ، فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ ، وَلَكَ الْمُلْكُ كُلُّهُ ، وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ الأَمْرُ كُلُّهُ ، أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ. @

(2/159)


1249/2- قال : وَحَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، , سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّاد ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ لَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ فَكَبَّرَ فَقَالَ ... فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
قَالَ شَيْخنا الحَافِظ أَبُو الفَضْل : هَذَا حَدِيث صَحِيح ، رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ آدَمَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنِ ابْنِ شَدَّادٍ قَالَ : رَأَيْتُ رِفَاعَةَ بْنَ رَافِعٍ الأَنْصَارِيَّ ، وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ... وَبَقِيَّتُهُ عَلَى شَرْطِهِ وَهُوَ هُنَا غَيْرُ مَرْفُوعٍ ، وَأَظُنُّ أَنَّ حُكْمَهُ الرَّفْعُ ، انْتَهَى.
1250- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عمرو ، أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَبَّحَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ قَالَهَا ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : أَنَا ، فَقَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلاَئِكَةَ تَتَلَقَّى بِهَا بَعْضُهَا بَعْضًا.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1251- قَالَ : وَحَدَّثَنَا شَاذَانُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا شُرَيْكٌ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ الله ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلاَتَهُ قَالَ : مَنِ الْقَائِلُ الَّذِي قَالَ : ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : أَنَا ، فَقَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ عَاصِمٍ.
1252- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ إِيَادٍ ، حَدَّثَنَا إِيَادٌ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ وَنَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَدَخَلَ فِي الصَّفِّ فَقَالَ : الله أَكْبَرُ كَبِيرًا ، وَسُبْحَانَ الله بُكْرَةً وَأَصِيلاً ، فَرَفَعَ الْمُسْلِمُونَ رُؤُوسَهُمْ وَاسْتَنْكَرُوا الرَّجُلَ وَقَالُوا : مَنْ هَذَا ؟ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ هَذَا الْعَالِي الصَّوْتِ ؟ قِيلَ هُوَ هَذَا ، قَالَ : وَالله لَقَدْ رَأَيْتُ كَلاَمَكَ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى فُتِحَ لَهُ بَابٌ فَدَخَلَ فِيهِ.@

(2/160)


1252/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْمَلِكِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ إِيَادِ بْنِ لُقَيْطٍ ... فذكره.
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ - إِنْ شَاءَ الله تعالى.
16- باب الاستعاذة في الصلاة
1253- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقُولُ إذا افتتح الصلاة : اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ قِيلَ : مَا هَمْزُهُ ؟ قَالَ : هَمْزُهُ الْمَوْتَةُ الَّتِي تَأْخُذُ بَنِي آدَمَ ، وَنَفْثُهُ الشِّعْرُ ، وَنَفْخُهُ الْكِبْرُ.
هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ ، لَكِنَّ لَهُ شَوَاهِدَ ، فَمِنْهَا مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ جُبَيْرِ بْنِ مُطَعِمٍ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا ، وَابْنُ مَاجَةَ ، والحاكم , وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ.@

(2/161)


17- باب ما جاء في قراءة البسملة في الصلاة
1254- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَبُو بَكْرِ ، وَعُمَرُ ، وَعُثْمَانُ يَفْتَتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، قَالَ سُفْيَانُ : يُخْفِي بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَيَجْهَرُ بِالْحَمْدِ.
1254/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، مِثْلَهُ.
قُلْتُ : الإِسْنَادُ الأَوَّلُ رجالَهُ ثِقَاتٌ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا دُونَ ما قاله سُفْيَانَ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَاب الحَج فِي بَابِ مَا يَحْصل بِه البَرَكَة فِي الزَّاد ، مِن حَدِيث جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ قال : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتُحِبُّ يَا جُبَيْرُ إِذَا خَرَجْتَ سَفَرًا ... الحديث ، وفيه وَافْتَح كُلَّ سُورَةٍ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ... الحديث.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فِي مُسْنَدِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَاسٍ ، وَلَفْظُهُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَفْتَتِحُ صَلاَتَهُ بِبِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ ، وَقَالَ : لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِذَاكَ ، قَالَ : وَقَدْ قَالَ : بِهَذَا عَدَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْهُمْ : أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَابْنُ عُمَرَ ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ رَأَوُا الْجَهْرَ بِبِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَبِهِ يَقُولُ الشَّافِعِيُّ انْتَهَى.
وَمِنْ أَصْرَحِ الدَّلاَئِلِ فِي وُجُوبِ الْبَسْمَلَةِ ، وَقِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ مَا رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ ، قَالَ : كُنْتُ وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَرَأَ : بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، ثُمَّ قَرَأَ بِأُم الْقُرْآنِ حَتَّى بَلَغَ {وَلا الضَّالِّينَ} قَالَ : آمِينَ ، وَقَالَ : النَّاسُ آمِينَ ، وَيَقُولُ كُلَّمَا سَجَدَ : الله أَكْبَرُ ، وَإِذَا قَامَ مِنَ الْجُلُوسِ قَالَ : الله أَكْبَرُ ، وَيَقُولُ إِذَا سَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَشْبَهُكُمْ صَلاَةً بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
ولهَذَا الْحَدِيث شواهد.@

(2/162)


18- باب ترك قراءة البسملة في الصلاة
1255- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ ، قَالَ : سُئِلَ الْحَسَنُ عَنِ الرَّجُلِ يُكْثِرُ قِرَاءَته بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي الصَّلاَةِ ، فَقَالَ : مَا قَرَأَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَلاَ أَبُو بَكْرٍ ، وَلاَ عُمَرُ ، وَلاَ عُثْمَانُ ، وَلاَ مُعَاوِيَةُ حَتَّى كَانَ هَذَا الأعشِيَّة.
قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الله بْنِ مُغَفَّلٍ ، قَالَ : سَمِعَنِي أَبِي وَأَنَا أَقُولُ : بِسْمِ الله الرَّحَمِن الرَّحِيمِ ، فَقَالَ : أَيْ بُنَيِّ ، مُحْدِثٍ إِيَّاكَ وَالْحَدْثَ قَالَ : فَلَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ أَبْغَضَ إِلَيْهِ الْحَدَثُ فِي الإِسْلاَمِ مِنْهُ ، قَالَ : وَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ ، وَمَعَ عُمَرَ ، وَمَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقُولُهَا فَلاَ تَقُلْهَا ، إِذَا أَنْتَ صَلَّيْتَ فَقُلِ : {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ ، وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْهُمْ : أَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ، وَعُثْمَانُ ، وَعَلِيٌّ ، وَغَيْرُهُمْ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ ، وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَأَحْمَدُ ، لاَ يَرَوْنَ أَنْ يُجْهَرَ بِبِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَالُوا : وَيَقُولُهَا فِي نَفْسِهِ.@

(2/163)


19- باب الاقتصار على فاتحة الكتاب في الصلاة وما جاء في قراءتها وسورة في الركعتين الأوليين
فيه حديث أبي سعيد وقد تقدم في كتاب الطهارة في باب فضل الوضوء وإسباغه
1256- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : مَنْ قَرَأَ فِي الْمَكْتُوبَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ أَجْزَأَ عَنْهُ ، وَإِنْ زَادَ مَعَهَا شَيْئًا فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ.
1257- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ السَّدُوسِيُّ ، قَالَ : قُلْتُ : لِعِكْرِمَةَ : إِنِّي رُبَّمَا قَرَأْتُ فِي الْمَغْرِبِ : {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، وَإِنَّ نَاسًا يَعِيبُونَ ذَلِكَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : سُبَحَانَ الله اقْرَأْ بِهِمَا فَإِنَّهُمَا مِنَ الْقُرْآنِ ، ثُمَّ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَرَجَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَلَمْ يَقْرَأْ فِيهِمَا إِلاَّ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ غَيْرَهُ.
1257/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ... فذكره.
1257/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ... فذكره.
1257/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزْنِيُّ ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَبْدِ الله السَّدُوسِيِّ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى رَكْعَتَيْنِ قَرَأَ فِيهِمَا بِأُمِّ الْكِتَابِ لَمْ يَزِدْ عَلَيْهَا شَيْئًا.@

(2/164)


قُلْتُ : رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ عَفَّانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، أَنْبَأَنَا حَنْظَلَةُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يَقْرَأْ فِيهِمَا إِلاَّ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْخَطَّابِ ، عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا إِلاَّ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ.
وَروي عن ابْنُ عَبَّاسٍ مِنْ قَوْلِهِ فِي جَوَازِ الاقْتِصَارِ عَلَى قِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ.
وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ : لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْهُمْ : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله ، وَعِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ ، وَغَيْرُهُمْ ، قَالُوا : لاَ تُجْزِئُ صَلاَةٌ إِلاَّ بِقِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، وَبِهِ يَقُولُ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ.
1258- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ الْعَنْزِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلادٍ ، عَنْ عَمِّهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ ، وَفِي الأَخِيرَتَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَضَعْفِ مِنْدَلٍ ، لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، وَقَالَ : وَرَوَيْنَا مَا دَلَّ عَلَى هَذَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَائِشَةَ.
20- باب في التأمين وما جاء فيمن لم يؤمن
فيه حديث أبي هريرة , وتقدم في باب قراءة البسملة.
1259- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ يَهُودِيًّا مَرَّ بِأَهْلِ مَسْجِدٍ ، وَهُمْ يَقُولُونَ : آمِينَ ، قَالَ الْيَهُودِيُّ : وَالَّذِي عَلَّمَكُمْ آمِينَ ، إِنَّكُمْ لَعَلَى الْحَقِّ.
هذا إسناد رجاله ثقات.@

(2/165)


1260- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ، حَدَّثَنَا زربي مَوْلَى خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُعْطِيتُ ثَلاَثَ خِصَالٍ : صَلاَةً فِي الصُّفُوفِ ، وَأُعْطِيتُ السَّلاَمَ وَهُوَ تَحِيَّةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَأُعْطِيتُ آمِينَ ، وَلَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ مِّمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ الله أَعْطَاهَا هَارُونَ ، فَإِنَّ مُوسَى كَانَ يَدْعُو وَيُؤَمِّنُ هَارُونَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، وزربي بْنُ عَبْدِ الله أَبُو يَحْيَى الأَزْدِيُّ ، قَالَ الْبُخَارِيُّ : فِيهِ نَظَرٌ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : لَهُ أَحَادِيثُ مَنَاكِيرُ عَنْ أَنَسٍ وَغَيْرِهِ ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ عَلَى قِلَّتِهِ ، وَيَرْوِي عَنْ أَنَسٍ مَا لاَ أَصْلَ لَهُ ، فَلاَ يُحَتَجُّ بِهِ.
لَكِنَّ الْحَدِيثَ رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ زربي مَوْلَى آلِ الْمُهَلَّبِ ، وَتَرَدَّدَ فِي ثُبُوتِهِ فَالْحَدِيثُ عِنْدَهُ صَحِيحٌ.
1261- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا قَالَ الإِمَامُ : {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} قَالَ الَّذِينَ خَلْفَهُ : آمِينَ ، الْتَقَتْ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ وَمِنْ أَهْلِ الأَرْضِ آمِينَ غَفَرَ الله لِلْعَبْدِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ قَالَ : وَمَثَلُ الَّذِي لاَ يَقُولُ آمِينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ غَزَا مَعَ قَوْمٍ فَاقْتَرَعُوا ، فَخَرَجَتْ سِهَامُهُمْ وَلَمْ يُخْرِجُ سَهْمَهُ فَقَالَ : مَا لِسَهْمِي لَمْ يَخْرُجْ ، قَالَ : إِنَّكَ لَمْ تَقُلْ آمِينَ.
قُلْتُ : لَيْثٌ هُوَ ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ضَعِيفٌ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا دُونَ قَوْلِهِ : وَمَثَلُ الَّذِي لاَ يُؤَمِّنُ ... إِلَى آخِرِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ قِرَاءَةِ الْبَسْمَلَةِ.@

(2/166)


21- باب قراءة الفاتحة خلف الإمام
1262- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَمَّنْ شَهِدَ ذَاكَ ، قَالَ : صَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ قَالَ : أتَقْرَؤُونَ وَالإِمَامُ يَقْرَأُ ؟ قَالَ : فَسَكَتُوا ، قَالَ : تَقْرَؤُونَ وَالإِمَامُ يَقْرَأُ ؟ قَالُوا إِنَّا لَنَفْعَلُ ، قَالَ : فَلاَ تَفْعَلُوا إِلاَّ أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُكُمْ بِأُمِّ الْكِتَابِ فِي نَفْسِهِ.
1262/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ... فذكره.
هَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ.
1262/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أبي عَائِشَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَعَلَّكُمْ تَقْرَؤُونَ وَالإِمَامُ يَقْرَأُ ! - قَالَهَا : ثَلاَثًا - قَالُوا : إِنَّا لَنَفْعَلُ ... فذكره.
1262/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ... فذكره.
وَكَذَا رَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ... عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ... فذكره.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ لِهَذَا الْحَدِيثِ شَوَاهِدُ فِي كِتَابِ الإِمَامَةِ.
1263- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَؤُمُّنَا فَيَجْهَرُ وَيُخَافِتُ ، فَجَهَرْنَا فِيمَا جَهَرَ ، وَخَافَتْنَا فِيمَا خَافَتَ .@

(2/167)


22- باب ترك القراءة خلف الإمام
1264- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَشَرِيْكٌ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ.
1264/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَدَّادٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ ، وَلَمْ يَذْكُرْ : عَنْ جَابِرٍ.
1264/3- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ ، عن جابر ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
قُلْتُ : إِسْنَادُ حَدِيثِ جَابِرٍ الأَوَّلِ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَالثَّانِي عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
1264/4- رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ : بِزِيَادَةِ رَجُلٍ ضَعِيفٍ فِي الإِسْنَادِ فَقَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ جَابِرٍ - هُوَ الْجُعْفِيُّ - عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ... فذكره.
1264/5- وَرَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَاكِمُ : أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حِمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أبي عَائِشَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ صَلَّى فَكَانَ مَنْ خَلْفَهُ يَقْرَأُ ، فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَنْهَاهُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلاَةِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ فَقَالَ : أَتَنْهَانِي عَنِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟! فَتَنَازَعَا حَتَّى ذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَلَّى خَلْفَ إِمَامٍ ، فَإِنَّ قِرَاءَةَ الإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ.
1264/6- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنِ الْحَاكِمِ بِالإِسْنَادِ.@

(2/168)


هَكَذَا رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ مَوْصُولاً ، وَقَدْ رُوِيَ مُرْسَلاً دُونَ ذِكْرِ جَابِرٍ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنِ الْحَاكِمِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدَانَ بْنِ عُثْمَانَ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ ، وَشُعْبَةُ ، وَأَبُو حَنِيفَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَدَّادٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَإِنَّ قِرَاءَةَ الإِمَامُ لَهُ قِرَاءَةٌ.
قَالَ : الْبَيْهَقِيُّ : وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ غَيْرُهُ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ ، وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ ، وَأَبُو عوانة ، وَأَبُو الأَحْوَصِ ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الثِّقَاتِ الأَثْبَاتِ.
قَالَ : وَرَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ مُوسَى مَوْصُولاً ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ : الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ ، وَإِنْ كَذَّبَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَنَسَبَهُ شُعْبَةُ ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ إِلَى وَضْعِ الْحَدِيثِ ، وَنَقَلَ السَّاجِيُّ إِجْمَاعَ أَهْلِ الْحَدِيثِ عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ ، فَلَمْ يَنْفَرِدْ بِوَصْلِ الْحَدِيثِ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ كَمَا تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ الْبَابِ مِنْ مُسْنَدَيْ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ ، وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ.
23- باب في تخفيف الصلاة والقراءة بأقصر السور
1265- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حَيَّانَ الْبَارِقِيِّ ، قَالَ : - قِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ أَوْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ - : إِنِّي أُصَلِّي خَلْفَ فُلاَنٍ وَإِنَّهُ يُطِيلُ الصَّلاَةَ ، فَقَالَ : إِنَّ رَكْعَتَيْنِ مِنْ صَلاَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَتَا أَخَفَّ مِنْ رَكْعَةٍ مِنْ صَلاَةِ فُلاَنٍ أَوْ كَانَتَا مِثْلَ صَلاَةِ فُلاَنٍ ، أَوْ مِثْلَ رَكْعَةٍ مِنْ صَلاَةِ فُلاَنٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ حَيَّانُ بْنُ إِيَاسٍ الْبَارِقِيُّ أَحَدُ رِجَالِ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
1266- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ أَبِي هَارُونَ - فِيمَا نَعْلَمُ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى بِهِمُ الْفَجْرَ فَقَرَأَ بِهِمْ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ - أَوْ أَوْجَزَ - قَالَ : فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ قَالَ له أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ - أَوْ مُعَاذٌ - : يَا رَسُولَ الله ، رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ صَلاَةً مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ مِثْلَهَا قَطُّ ! قَالَ : أَمَا سَمِعْتَ بُكَاءَ الصَّبِيِّ خَلْفِي فِي صَفِّ النِّسَاءِ أَرَدْتُ أَنْ أُفْرِغَ لَهُ أُمَّهُ.@

(2/169)


1266/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ : سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
قُلْتُ : أَبُو هَارُونَ مَتْرُوكٌ ، وَاسْمُهُ عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ الْعَبْدِيُّ ، لَكِنَّ لَهُ شَاهِدًا فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهَا مَنْ حَدِيثِ أَنَسٍ.
وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ.
1267- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ : حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ ، قَالَ : آخِرُ كَلاَمٍ كَلَّمَنِي بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ اسْتَعْمَلَنِي عَلَى الطَّائِفِ قَالَ : خَفِّفِ الصَّلاَةَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى وَقَّتَ لِي اقْرَأْ بِـ {سَبْحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ ...} وَأَشْبَاهِهَا مِنَ الْقُرْآنِ.
قُلْتُ : رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بِهِ دُونَ قَوْلِهِ : حَتَّى وَقَّتَ لِي ... إِلَى آخِرِهِ.
1268- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مَوْهِبٍ ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ : لَقَدْ كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلاَةً لَوْ صَلاَّهَا أَحَدُكُمْ لأَعَابُوهَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ شُرَيْكُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ : أَفَلاَ تَذْكُرُ ذَلِكَ لأَمِيرِنَا - وَالأَمِيرُ يَوْمَئِذٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ - ؟ قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ.
لَهُ شَوَاهِدُ وَقَدْ تَقَدَّمَتْ فِي كِتَابِ الإِمَامَةِ فِي بَابِ تَخْفِيفِ صَلاَةِ الإِمَامِ.@

(2/170)


24- باب الجهر بالقراءة في الصلاة والنهي عن رفع الصوت بالقراءة عند المصلي وما جاء فيمن مر على آية سجدة
1269- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ حَاتِمٌ , حَدَّثَنِي قَاصُّ أَهْلِ مَكَّةَ ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَتْ لَهُ أُمُّهُ : خُذْ بِجَادَيْكَ وَائْتِ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَعَلَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، يَنْفَعُكَ بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فَقَدِمَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى جَهَرَ بِصَوْتِهِ فِي قِرَاءَتِهِ وَدُعَائِهِ ، فَشَكَا ذَلِكَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : دَعْهُ فَإِنَّهُ أَوَّاهٌ قَالَ : فَرَجَعَ أَبُو ذَرٍّ يَلُومُ نَفْسَهُ : مَا كَانَ لَهُ مَنْ يَشْكُوهُ غَيْرَكَ ؟ فَلَبِثَ أَيَّامًا ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ خَرَجْتُ إِلَى الْبَقِيعِ لِحَاجَتِي ، فَإِذَا مِصْبَاحٌ وَسَطَ الْمَقَابِرِ فَقُلْتُ : هَذَا رَجُلٌ يَدْفِنُ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ ، فَإِذَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْقُبُورِ وَهُوَ يَقُولُ : هَاتَاهُ أَدْنِيَاهُ حَتَّى وَضَعَهُ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا ذُو البِجَادَيْنِ الَّذِي كُنْتَ تَشْكُو.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيّ.
1270- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حِبَّانَ ، أَنَّ رَجُلاً كَانَ إِذَا صَلَّى جَهَرَ بِقِرَاءَتِهِ ، وَإِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَقَدَهُ فَقَالَ : أَيْنَ الَّذِي كَانَ يُوقِظُ الْوَسْنَانَ ، وَيُوحِشُ الشَّيْطَانَ ؟ قَالُوا : اشْتَكَى ، فَخَرَجَ يَعُودُهُ وَمَعَهُ رَجُلٌ ، فَكَانَ مُعَاذٌ إِذَا مَرَّ بِأَذًى فِي الطَّرِيقِ تَنَاوَلَهُ فَأَخَذَهُ ، وَكَانَ الرَّجُلُ يَسْبِقُ مُعَاذًا إِذَا رَأَى الأَذَى ، فَيَأْخُذُهُ فَيُنَحِّيهِ عَنِ الطَّرِيقِ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا تَصْنَعُ ؟ قَالَ : الَّذِي رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ . قَالَ : فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ : مَنْ أَمَاطَ أَذًى عَنِ الطَّرِيقِ كُتِبَ لَهُ حَسَنَةٌ ، وَمَنْ كُتِبَ لَهُ حَسَنَةٌ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَسَتَأْتِي أَحَادِيثُ مِنْ هَذَا النَّوْعِ فِي كِتَابِ النَّوَافِلِ.
1271- قَالَ : وَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ قَبْلَ الْعَتْمَةِ وَبَعْدَهَا يُغَلِّطُ أَصْحَابَهُ فِي الصَّلاَةِ.@

(2/171)


1271/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقَيَّةَ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ... فذكره.
وَسَيَأْتِي بِطُرُقِهِ مَعَ أَحَادِيثَ أُخرَى فِي كِتَابِ النَّوَافِلِ - إِنْ شَاءَ الله - فِي بَابِ الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ.
1272- وَقَالَ إِسْحَاق بْن رَاهَويه : أَنْبَأَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، سَمِعْتُ الأَسْوَدَ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي السُّورَةِ يَكُونُ فِي آخِرِهَا السُّجُودُ ، قَالَ : اقْرَأْ وَاسْجُدْ ، ثُمَّ قُمْ فَاقْرَأْ وَارْكَعْ ، وَإِنْ شِئْتَ فَارْكَعْ فِي الأَعْرَافِ ، وَالنَّجْمِ ، وَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} وَأَشْبَاهِهِنَّ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.
25- باب القراءة في الظهر والعصر
1273- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ حَنْطَبٍ ، قَالَ : سُئِلَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فَقَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُطِيلُ الْقِرَاءَةَ ، وَيُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ.
1273/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ... فذكره.
1273/3- ورَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ ، قَالَ : تَمَارَوْا فِي الْقِرَاءَةِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ، فَأَرْسَلُوا إِلَى خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، فَقَالَ : قَالَ أَبِي : قَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ ، وَكَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ ، فَقَدْ أَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ إِلاَّ لِقِرَاءَةٍ وَأَنَا أَفْعَلُهُ.
1273/4- ورواه عبد بن حميد : حدثني أبو بكر بن أبي شيبة ... فذكره.@

(2/172)


1274- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ شَهْرٍ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقْرَأُ فِي كُلِّهِنَّ الأَرْبَعِ مِنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ .
1275- قَالَ : وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَا أَدْرِي ، أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أم لا , وَلَكِنَّا نَقْرَأُ.
هذا إسناد رجاله رجال الصحيح.
1276- قَالَ : وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَنَسٍ أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}.
1276/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ ، وَلَفْظُهُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ، وَ{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}.
1277- قَالَ : وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : كَانُوا يَعْرِفُونَ قِرَاءَتَهُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ.
1277/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : كَانَتْ تُعْرَفُ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الظُّهْرِ بِتَحْرِيكِ لِحْيَتِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَبُو الزَّعْرَاءِ عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو.
1278- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ ، حَدَّثَنَا سُكَيْنٌ ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي أَبَا سُكَيْنٍ - قَالَ : أَتَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَقُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ صَلاَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَمَّ أَهْلَ بَيْتِهِ ، فَصَلَّى بِنَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ ، فَقَرَأَ بِنَا قِرَاءَةً هَمْسًا ، فَقَرَأَ بالْمُرْسَلاَتِ وَالنَّازِعَاتِ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ، وَنَحْوَهَا مِنَ السُّوَرِ.@

(2/173)


1279- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ مَوْلَى بَنِي هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعِيزَارِ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : سَجَدْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الظُّهْرِ ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ قَرَأَ : تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ .
26- باب القراءة في المغرب
1280- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا حَيَوَةُ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ عَبْدِ الله حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ {حم} الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا الدُّخَانُ.
رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ بن مسعود مرسلا.
1281- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَعَبْدَةُ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، أَوْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِالأَعْرَافِ فِي رَكْعَتَيْنِ.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ دُونَ قَوْلِهِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ مِنْ طَرِيق مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ : قَالَ : لِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ... فذكره.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وقال فيه : فرقها في الركعتين.@

(2/174)


1282- قَالَ : وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إِسْرائِيلَ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ يَزِيدَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِـ {التِّينِ وَالزَّيْتُون}.
1282/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ جَابِرٍ ... فذكره.
قُلْتُ : جَابِرٌ هُوَ الْجُعَفِيُّ ضَعِيفٌ.
27- باب القراءة في العشاء
1283- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَرَأَ فِي الْعِشَاءِ فِي السَّفَرِ بِـ {التِّينِ وَالزَّيْتُونِ}.
هَذَا إِسْنَادٌ مُنْقَطِعٌ فِي مَوْضِعَيْنِ ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، رَوَاهُ أَصْحَابُ الْكُتُبِ السِّتَةِ.@

(2/175)


28- باب فيمن سمَّى العشاء عتمة وما جاء في النوم قبلها والحديث بعدها
1284- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ ، سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الله ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ سَمَرَ بَعْدَ الصَلاَةَ إِلاَّ لأَحَدِ رَجُلَيْنِ : لِمُسَافِرٍ أَوْ مُصَلٍّ.
1284/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ سَمَرَ إِلاَّ لِرَجُلَيْنِ مُصَلٍّ أَوْ مُسَافِرٍ.
1284/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفَيْانَ ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
1284/4- وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ يَصْلُحْ سَمَرٌ إِلاَّ لِرَجُلَيْنِ مُصَلٍّ أَوْ مُسَافِرٍ يَذْكُرُ الله .
قَالَ سُفْيَانُ : وَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَنْ ذَكَرَ الله فَهُوَ فِي صَلاَةٍ.
1284/5- قَالَ : حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ مُسَدَّدٍ.
1284/6- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ... فذكره ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : لاَ سَمَرَ بَعْدَ الصَّلاةِ.
1284/7- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةَ ... فذكره.
1284/8- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ سَمَرَ إِلاَّ لأَحَدِ رَجُلَيْنِ : مُصَلٍّ أَوْ مُسَافِرٍ.@

(2/176)


1284/9- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ خَيْثَمَةَ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عَبْدَ الله ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ سَمَرَ بَعْدَ صَلاَةِ الْعِشَاءِ إِلاَّ لِمُصَلٍّ أَوْ مُسَافِرٍ.
1284/10- قُلْتُ : وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
1284/11- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ... فذكره.
1285- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ يَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاَتِكُمْ ، فَإِنَّمَا هِيَ الْعِشَاءُ ، وَلَكِنَّهُمْ يُسَمُّونَهَا الْعَتْمَةَ لإِعْتَامِهِمْ بِالإِبِلِ.
قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي لَبِيدٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا ... فذكره دُونَ قَوْلِهِ : وَلَكِنُّهُمْ يُسَمُّونَهَا الْعَتْمَةَ.
1286- قَالَ : وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ : سَمِعْتُ كَبْشَةَ بِنْتَ كَعْبٍ ، قَالَت : كُنْتُ أَبِيتُ قَبْلَ الْعَتَمَةِ ، فَإِذَا سَمِعْتُ الإِِقَامَةَ ، قُمْتُ فَصَلَّيْتُ ، فَبَلَغَنِي أَنَّهُ يُكْرَهُ ، فَسَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، فَقَصَصْتُ عَلَيه القِصة فَكَرِهَهُ وَقَالَ : لاَ تَنَامِي قَبْلَهَا. @

(2/177)


1286/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ لَيْثٍ (1)، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ النَّوْمِ قَبْلَهَا وَعَنِ السَّمَرِ بَعْدَهَا - يَعْنِي الْعِشَاءَ الآخِرَةَ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَرْزَةَ .
رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَغَيره مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.
1287- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ , حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ ، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ شُرْحَبِيلَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ تَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاَتِكُمْ ، فَإِنَّهَا فِي كِتَابِ الله - تَعَالَى - الْعِشَاءُ ، قَالَ الله : {وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ} وَإِنَّمَا تُسَمِّيهَا الأَعْرَابُ الْعَتْمَةَ مِنْ أَجْلِ إِبِلِهِمْ وَحلابها.
1287/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ ... فذكره.
قُلْتُ : مَدَارُ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَلَى شَيْخِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ وَهُوَ مَجْهُولٌ.
1288- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ كَلاَمِي بَعْدَ الْعِشَاءِ الَّتِي تُسَمِّيهَا الأَعْرَابُ الْعَتْمَةَ - قَالَ : وَكُنَّا فِي حُجْرَةٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا سَعَفٌ - فَقَالَتْ : يَا عُريَّةُ - أَوْ يَا عُرْوَةُ - مَا هَذَا السَّمَرُ ؟ إِنِّي مَا رَأَيْتُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَائِمًا قَبْلَ هَذِهِ الصَّلاَةِ ، وَلاَ مُتَحَدِّثًا بَعْدَهَا إِمَّا نَائِمًا فَيَسْلَمُ ، وَإِمَّا مُصَلِّيًا فَيَغْنَمُ.
_____حاشية_____
(1) تحرف في المطبوع إلى : "أبي" ، وجاء على الصواب في طبعة الرشد (1870) ، و "مصنف ابن أبي شيبة" 2/280(6751) و2/333(7252) ، و"المطالب العالية" 283.@

(2/178)


1288/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَائِمًا قَبْلَ الْعِشَاءِ ، وَلاَ لاَغِيًا بَعْدَهَا ، إِمَّا ذَاكِرًا فَيَغْنَمُ ، وَإِمَّا نَائِمًا فَيَسْلَمُ.
1288/3- قَالَ مُعَاوِيَةُ : وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ ، عَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : السَّمَرُ لِثَلاَثة : لِعَرُوسٍ ، أَوْ مُسَافِرٍ ، أَوْ مُتَهَجِّدٍ بِاللَّيْلِ.
1288/4- رواه ابن ماجه في سننه من طريق القاسم ، عَن عَائِشَةَ قَالَت : مَا نَامَ رَسُول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قَبَلَ العِشَاء وَلا سَمَر بَعْدَهَا.
1288/5- وأصله في الصحيحين وغيرهما بلفظ : كان يكره النوم قبلها والحديث بعدها.
1289- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله ، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ وَاصِلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ نَامَ قَبْلَ الْعِشَاءِ فَلاَ نَامَ.
1290- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ ، حَدَّثَنَا قُتَادَةُ ، عَنْ أبِي حَسَّانٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُحَدِّثُنَا عَامَّةَ لَيْلِهِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ يَقُومُ إِلاَّ لِعُظْمِ صَلاَتِهِ.
1290/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ ... فذكره ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : لِعِظَمِ صَلاَةٍ - يَعْنِي : الْفَرِيضَةَ.@

(2/179)


29- باب فيمن قرض بيت شعر بعد العشاء
1291- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا قزعة بن سويد ، عن أبي عاصم ، عن أبي الشعثاء الصنعاني ، عن شداد بن أوس قال : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ قَرَضَ بَيت شِعْر بَعْد العِشَاء لَم تُقْبَل لَهُ تِلْكَ الليَلَة صَلاة.
1291/2- رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة : حَدَّثَنَا يزيد بن هارون ، عن قزعة بن سويد ... فذكره.
1291/3- ورواه أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا يزيد بن هارون ، أَنْبَأَنَا قزعة بن سويد ، عن عاصم بن مخلد ، عن أبي الشعثاء ... فذكره.
1291/4- ورواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شَيْبَة ... فذكره.
هذا حديث حسن.
قال صاحب الغريب : كانوا يتقارضون أي : يتناشدون القريض ، وهو الشعر.
30- باب في تقديم الأكل والشرب على الصلاة
1292- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ الْبَلْخِيُّ ، سَمِعْتُ أَبِي ، أَنْبَأَنَا الْحُسَين ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ وَالإِنَاءُ في يَدِ عُمَرَ فَقَالَ : أَشْرَبُهَا يَا رَسُولَ الله ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، فَشَرِبَهَا.
1292/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ وَاقِدٍ ... فذكره بِتَمَامِهِ.
1293- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن حميد : أخبرني مؤذن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وقد حضر العشاء ، فبدأ بالعشاء.
1294- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ِبْنُ سَوَّارٍ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ وَالْعَشَاءُ فَابْدؤُوا بِالْعَشَاءِ.@

(2/180)


1294/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلْمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ... فذكره.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لِضَعْفِ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ قَاضِي الْيَمَامَةِ ، ضَعَّفَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَالْجُوزْجَانِيُّ ، وَابْنُ عَمَّارٍ ، وَالْفَلاسُ ، وَأَبُو زُرْعَةَ ، وَالْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ ، وَالنَّسَائِيُّ , وَعَلِيُّ بْنُ الْجُنَيْدِ ، وَغَيْرُهُمْ.
1294/3- وَقَالَ : أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَحَمْدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ... فذكره.
1295- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبدِ الله بْنِ رَافِعٍ ، قَالَ : حَدَّثَتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ وَالْعَشَاءُ فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ.
1295/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي عَبدِ الله بْنُ رَافِعٍ ... فذكره.
1295/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبدِ الله بْنِ رَافِعٍ ... فذكره.
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَوَاهِدُ مِنْهَا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا ، وَفِي مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ، وَفِي مُسْلِمٍ أَيْضًا ، وَالتِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ.@

(2/181)


قَالَ : التِّرْمِذِيُّ وَفِي الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وسلمة بن الأكوع ، وَأُمِّ سَلَمَةَ ، وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْهُمْ : أَبُو بَكْرِ ، وَعُمَرُ ، وَابْنُ عُمَرَ ، وَبِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ يَقُولاَنِ : يَبْدَأُ بِالْعَشَاءِ وَإِنْ فَاتَتْهُ الصَّلاَةُ فِي الْجَمَاعَةِ ، وَقَالَ وَكِيعٌ : يَبْدَأُ بِالْعَشَاءِ إِذَا كَانَ الطَّعَامُ يُخَافُ فَسَادُهُ ، قَالَ : والذي ذهب إليه بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم وغيرهم أشبه بالاتباع ، وإنما أرادوا ألا يقوم الرجل إلى الصلاة وقلبه مشغول بسبب شيء ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ قَالَ : لاَ نقوم إلى الصلاة وَفِي أَنْفُسِنَا شَيْءٌ.
31- باب في فضل صلاة الصبح وما يقرأ فيها
1296- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ ثَوْرٍ ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ الثُّمَالِيِّ ، وَكَانَ ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرٍ الثُّمَالِيِّ ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمَا صَلَّيَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، الصُّبْحَ ، فَقَرَأَ : {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فَسَجَدَ فِيهَا.
هذا إسناد رجاله ثقات.
1297- قال : وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بِنِ ثَعْلَبَةَ قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - صَلاة فَقَرَأَ فِيهَا الْحَجَّ ، فَسَجَدَ فِيهَا سَجْدَتَيْنِ ، قُلْتُ : الصُّبْحَ ؟ قَالَ : الصُّبْحَ.
هذا إسناد رجاله ثقات ، وسعد بن إبراهيم هو ابن عَبد الرحمن بن عوف ، احتج به الشيخان ، والباقي مشهورون.@

(2/182)


1298- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله , عَنْ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الأَشَجِّ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَرَأَ فِي الصُّبْحِ : تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ هُوَ الْوَاقِدِيُّ ضَعِيفٌ.
1299- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : أَمَرَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ أَقْرَأَ فِي الصُّبْحِ : بـ {الْلَيْلِ إِذَا يَغْشَى} ، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}.
قُلْتُ : مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ شَيْخُ الْحَارِثِ فِي هَذَا الإِسْنَادِ وَالَّذِي قَبْلَهُ هُوَ الْوَاقِدِيُّ مَتْرُوكٌ ، وَنَسَبَهُ بَعْضُهُمْ لِوَضْعِ الْحَدِيثِ.
1300- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ أَبُو عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ ، حَدَّثَنَا مُغَلِسُ الْخُرَاسَانِيُّ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَرَأَ فِي الصُّبْحِ : {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} وَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْفَلَقُ : جَهَنَّمُ.
1301- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى التُّسْتَرِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : سَلُوا حَوَائِجَكُمْ إِلَيْهِ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1302- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا سَعْدِ بْنُ طَرِيفٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ مَأْمُونٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ ، ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ أَنْ تَطْعَمَهُ أَوْ تَلْفَحَهُ.
قُلْتُ : سَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ الإِسْكَافُ الْحَنْظَلِيُّ الْكُوفِيُّ شِيعِيٌّ وَاهٍ ضَعَّفُوهُ وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.@

(2/183)


32- باب في التكبير عند الركوع
1303- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا زَمْعَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُكَبِّرُ إِذَا رَكَعَ وَإِذَا خَفَضَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ وَإِنْ أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ ، فَإِنَّمَا رَوَى لَهُ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ.
وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ زَمْعَةَ ، وَقَالَ : تَفَرَّدَ بِهِ.
1304- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السُّرِّيِّ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ ثَوَيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : أَوَّلُ مَنْ نَقَصَ التَّكْبِيرَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ ، فَقَالَ عَبْدُ الله : نَقَصُوهَا نَقَّصَهُمُ الله وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُكَبِّرُ ، كُلَّمَا رَكَعَ وَكُلَّمَا سَجَدَ ، وَكُلَّمَا رَفَعَ رَأْسَهُ.
33- باب إذا كبر قائما ركع قائما وإذا كبر جالسا ركع جالسا
1305- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، سَمِعْتُ لَيْثًا يُحَدِّثُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ إِذَا كَبَّرَ قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا ، وَإِذَا كَبَّرَ جَالِسًا رَكَعَ جَالِسًا.@

(2/184)


1305/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ التُّسْتَرِيُّ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي قَائِمًا وَقَاعِدًا ، فَإِذَا افْتَتَحَ الصَّلاَةَ قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا ، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا رَكَعَ قَاعِدًا.
قُلْتُ : رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ ، وَابْنُ أبِي عُمَرَ فِي مُسْنَدِهِ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ حُمَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا كَانَ إِذَا قَرَأَ قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا ، وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا رَكَعَ قَاعِدًا.
34- باب منه
1306- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي شَيْبَانَ - عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُكَبِّرُ كُلَّمَا سَجَدَ وَكُلَّمَا رَفَعَ ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يُكَبِّرُ كُلَّمَا سَجَدَ وَكُلَّمَا رَفَعَ ، وَرَأَيْتُ عُمَرَ ، وَعُثْمَانَ يَفْعَلاَنِ ذَلِكَ.
1306/2- أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَصَمِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَبُو بَكْرِ ، وَعُمَرُ لاَ يُنْقِصُونَ التَّكْبِيرَ.
1306/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَصَمِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَبَا بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَعُثْمَانَ كَانُوا يُتِمُّونَ التَّكْبِيرَ إِذَا رَفَعُوا ، وَإِذَا وَضَعُوا.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا ، وَابْنُ مَاجَةَ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ بِهِ مُخْتَصَرًا ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَقَالَ : لَمْ يَرْوِهِ عَنْ حُمَيْدٍ مَرْفُوعًا غَيْرُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، وَالصَّوَابُ مِنْ فِعْلِ أنس.@

(2/185)


35- باب رفع اليدين عند الركوع وتركه
1307- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ , سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الْيَحْصِبِيُّ ، عَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَكَانَ يُكَبِّرُ إِذَا خَفَضَ وَإِذَا رَفَعَ ، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ التَّكْبِيرِ وَيُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعْن يَسَارِهِ.
قَالَ شُعْبَةُ : قَالَ لِي أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ : إِنَّ فِي ذَا الْحَدِيثِ : حَتَّى يَبْدُوَ وَضَحُ وَجْهِهِ فذكرت ذلك لعمرو : في هذا الحديث حتى يبدو وضح وجهه ؟ فَقَالَ عَمْرٌو : نَحْوَ ذَلِكَ.
قُلْتُ : رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ ، وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ وَائِلِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، كِلاَهُمَا عَنْ وَائِلِ بْنِ حَجَرٍ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ وَبِنَقْصِ أَلْفَاظٍ عَمَّا سُقْتُهُ.
1308- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حرب ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ ، يَقُولُ : وَالله إِنَّ رَفْعَكُمْ أَيْدِيَكُمْ فِي الصَّلاَةِ لَبِدْعَةٌ ، وَالله مَا زَادَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى هَكَذَا - يَعْنِي بِأُصْبُعِهِ.
قُلْتُ : بِشْرُ بْنُ حرب ضَعِيفٌ ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَقَالَ : لَمْ يَثْبُتْ.@

(2/186)


36- باب في الركوع وصفة وضع اليدين على الركبتين
1309- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن ابن عجلان ، عن مسلم بن سمعان ، عن أبي هريرة أنه رأى رجلا - أو امرأة - يسجد ولا يركع ، فقال : كذبت ، لا سجود إلاَّ بركوع.
1310- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا إِسَمْاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِرَجُلٍ : إِذَا رَكَعْتَ فَضَعْ يَدَيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ ، وَفَرِّجْ بَيْنَ أَصَابِعِكَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ كِتَابِ الْمَوَاعِظِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ الطَّوِيلِ : يَا بُنَيَّ ، إِذَا رَكَعْتَ فَأَمْكِنْ كَفَّيْكَ مِنْ رُكْبَتَيْكَ ، وَافْرِجْ بَيْنَ أَصَابِعِكَ ، وَارْفَعْ مِرْفَقَيْكَ عَنْ جَنْبَيْكَ.
1311- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَالِمٍ البَرَّاد ، قَالَ : أَتَيْنَا عُقْبَةَ بْنَ عَمْرٍو أَبَا مَسْعُودٍ فَقُلْنَا لَهُ : حَدِّثْنَا عَنْ صَلاَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَامَ بَيْنَ أَيْدِينَا فِي مَسْجِدٍ فَكَبَّرَ ، فَلَمَّا رَكَعَ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَجَعَلَ أَصَابِعَهُ أَسْفَلَ ذَلِكَ ، وَجَافَى مِرْفَقَيْهِ حَتَّى اسْتَقرَّ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ ، ثُمَّ قَالَ : سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ ، فَقَامَ حَتَّى اسْتَقَرَّ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ ، ثُمَّ كَبَّرَ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى الأَرْضِ ، وَجَافَى مِرْفَقَيْهِ حَتَّى اسْتَقَرَّ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَجَلَسَ حَتَّى اسْتَقَرَّ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ ، فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضًا ، ثُمَّ صَلَّى أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ مِثْلَ هَذِهِ الرَّكْعَةِ فَقَضَى صَلاَتَهُ ، ثُمَّ قَالَ : هَكَذَا رَأَيْنا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يصلي.@

(2/187)


37- باب التسبيح في الركوع والسجود
1312- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا الْحَسَنُ إِحْدَى صَلاَتَيِ الْعَشِي فَأَطَالَ ، فَرَأَيْتُ اضْطِرَابَ لِحْيَتِهِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ لَهُ : أَكُنْتَ تَقْرَأُ ؟ فَقَالَ : إِنَّ عَامَّتَهُ تَسْبِيحٌ وَدُعَاءٌ ، ثُمَّ قَالَ : حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ : كُنَّا نَدْعُو... فَذَكَرَهُ.
1312/2- رواه مُسَدَّد في مُسْنَده وأبو داود في سننه من يَحْيَى ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : كُنَّا نَدْعُو قِيَامًا ، وَنُسَبِّحُ رُكُوعًا وَسُجُودًا , وَلَم يَذْكُر فعل الحَسَن.
1313- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : لَمَّا أَنْزَلَ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم {إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ} كَانَ يُكْثِرُ إِذَا قَرَأَهَا وَرَكَعَ أَنْ يَقُولَ : سُبْحَانَكَ اللهمَّ وبِحَمْدِكَ اللهمَّ اغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ - ثَلاَثًا.@

(2/188)


1313/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : لَمَّا أُنْزِلَتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ} كَانَ يُكْثِرُ إِذَا قَرَأَهَا وَرَكَعَ أَنْ يَقُولَ : سُبْحَانَكَ اللهمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ ، اللهمَّ اغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
1313/3- وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ مِنْ طَرِيقِ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ فَقَالَ : سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ - ثلاَثَ مَرَّاتٍ - فَقَدْ تَمَّ رُكُوعُهُ ، وَذَلِكَ أَدْنَاهُ.
1313/4- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلامٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ... فذكره ، وَلَمْ يَذْكُرِ الرُّكُوعَ.
1314- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، وَحَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلْيَمَانَ ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثَيْمٍ أبَا ذَرّ الْحَضْرَمِيُّ , حَدَّثَنِي عُثْيَمٌ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَانْسَلَّ فَظَنَنْتُ أَنَّمَا انْسَلَّ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ ، فَخَرَجْتُ غَيْرَى ، فَإِذَا أَنَا بِهِ سَاجِدٌ كَالثَّوْبِ الطَّرِيحِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : سَجَدَ لَكَ سَوَادِي وَخَيَالِي وَآمَنَ بِكَ فُؤَادِي ، رَبِّ هَذِهِ يَدِي وَمَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي يَا عَظِيمُ يُرْجَى لِكُلِّ عَظِيمٍ فَاغْفِرِ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ قَالَتْ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : مَا أَخْرَجَكِ ؟ قَالَتْ : ظَنٌّ ظَنَنْتُهُ ، قَالَ : إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ، فَاسْتَغْفِرِي الله ، إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي سَمِعْتِ فَقُولِيهَا فِي سُجُودِكِ فَإِنَّهُ مَنْ قَالَهَا لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّى يُغْفَرَ - أَظُنُّهُ قَالَ : لَهُ.
قُلْتُ : صَدْرُهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ دُونَ بَاقِيهِ.@

(2/189)


1314/2- وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ ، وَهَمَّامٍ ، وَأَحْمَدَ ، كُلِّهُمْ عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ : سَبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ.
قُلْتُ : وَسَيَأْتِي بِطُرُقِهِ فِي بَابِ ما يقوله في سجوده .
1315- قال : وَحَدَّثَنَا عُبَيد اللهِ بن عُمَر ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَن النُّعْمَانُ بْنُ سَعْدٍ ، عَن عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَقْرأ الرَّجل القُرْآن وَهُوَ رَاكِع ، وَقَالَ : إِذَا رَكَعْتُمْ فَعَظِّمُوا الرَّبَّ , وَإِذَا سَجَدْتُمْ فَادْعُوا فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ
1315/2- قال : وَحَدَّثَنَا مسروق بن المرزبان ، حَدَّثَنَا يحيى بن زكريا ، حَدَّثَنَا عَبد الرحمن بن إسحاق ... فذكره.
قلت : كذا روي موقوفًا ، وهو مرفوع في صحيح مسلم وغيره دون قوله : وإذا ركعتم... إلى آخره.
1315/3- وقد روي بتمامه مرفوعًا في كتاب الدعاء للطبراني : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنُ عَائِشَةَ التَّيمِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ سَعْدٍ ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا رَكَعْتُمْ فَعَظِّمُوا الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَإِذَا سَجَدْتُمْ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ .
قال ابن عائشة : قَمَنَ وقَمِنَ لغتان.
قوله : قَمَن بالفتح : أي جدير ، وهو مصدر لا يثنى ولا يجمع ، فإن قلت : قَمِنَ وقَمِين ، ثَنَيت وَجَمَعْت.
وله شاهد من حديث ابن عباس رواه النسائي وغيره.@

(2/190)


38- باب النهي عن القراءة في الركوع والسجود
فيه حديث علي بن أبي طالب في الباب قبله.
1316- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن سفيان ، حدثني الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن أبي خالد قال : جاء رجل إلى عَبد الله فقال : إن فلانًا يَقْرَأَ وَهُوَ رَاكِعٌ ، فقال : إن رجالاً يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ ، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ، فإذا رسخ في القلب نفع لا للصدقة إلاَّ من أطاقها.
1317- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَقْرَأَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ وَهُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ . رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ.
39- باب فيمن لا يتم ركوعه ولا سجوده
1318- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ أَسْوَأَ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ صَلاَته ، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلاَتِهِ ؟ قَالَ : لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهَا ، وَلاَ سُجُودَهَا.@

(2/191)


1318/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فذكره.
1318/3- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فذكره.
1318/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ... فذكره.
1318/5- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ... فذكره.
قُلْتُ : مَدَارُ أَسَانِيدِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ لَكِنَّ لَهُ شَوَاهِدَ وَسَتَأْتِي.
1319- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله الشَّقَرِيِّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بَدْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لاَ يَنْظُرُ الله إِلَى رَجُلٍ لاَ يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِه ِ.
1319/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله الشَّقَرِيُّ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ جَابِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بَدْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لاَ يَنْظُرُ الله إِلَى رَجُلٍ ... فذكره.
قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى ، كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ مُلاَزِمِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بَدْرٍ ، وَسَيَأْتِي مُطَوَّلاً فِي بَابِ لاَ صَلاَةَ لِفَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ.
1320- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بَدْرٍ ، عَنْ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَنَفِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَلاَ يَنْظُرُ الله إِلَى صَلاَةِ عَبْدٍ لاَ يُقِيمُ فِيهَا صُلْبَهُ بين رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا.@

(2/192)


1320/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ - أَوْ بَدْرٍ ، أَنَا أَشُكُّ - عَنْ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره ، وَقَالَ : بين رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِإِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ.
1321- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ حُنَين ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عَلِيُّ ، مَثَلُ مَنْ لاَ يُتِمُّ صَلاَتَهُ مَثَلُ حُبْلَى حَمَلَتْ ، فَلَمَّا أَنْ دَنَا نِفَاسُهَا أَسْقَطَتْ ، فَلاَ هِيَ ذَاتُ حَمْلٍ ، وَلاَ هِيَ ذَاتُ وَلَدٍ ، وَمَثَلُ الْمُصَلِّي مَثَلُ التَّاجِرِ لاَ يُخْلِصُ لَهُ رِبْحُهُ حَتَّى يُخْلِصَ لَهُ رَأْسَ مَالِهِ ، وَكَذَلِكَ الْمُصَلِّي لاَ تُقْبَلُ لَهُ نَافِلَةٌ حَتَّى يُؤَدِّيَ الْفَرِيضَةَ.
1321/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ حُنَين ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ كُتَّابِ عَلِيٍّ - قَالَ : نَهَانِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ أَقْرَأَ وَأَنَا رَاكِعٌ وَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، مَثَلُ الَّذِي لاَ يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي صَلاَتِهِ كَمَثَلِ حُبْلَى حَمَلَتْ فَلَمَّا دَنَا نِفَاسُهَا أَسْقَطَتْ ، فَلاَ هِيَ ذَاتُ حَمْلٍ ، وَلاَ هِيَ ذَاتُ وَلَدٍ.@

(2/193)


1321/3- قُلْتُ : وَرَوَاهُ الأَصْبَهَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ كَمَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ سَوَاءً وَزَادَ : مَثَلُ الْمُصَلِّي كَمَثَلِ تَاجِرٍ لاَ يُخْلِصُ لَهُ رِبْحُهُ حَتَّى يُخْلِصَ لَهُ رَأْسُ مَالِهِ ، كَذَلِكَ الْمُصَلِّي لاَ تُقْبَلُ نَافِلَتُهُ حَتَّى يُؤَدِّي الْفَرِيضَةُ.
وَمَدَارُ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
1322- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : وحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عُثْمَانَ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ هَانِئِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الصَّدَفِيِّ ، حَدَّثَهُ قَالَ : حَجَجْتُ زَمَنَ عُثْمَانَ ، فَجَلَسْتُ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَإِذَا رَجُلٌ يُحَدِّثُهُمْ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمًا ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ ، فَصَلَّى إِلَى هَذَا الْعَمُودِ ، فَعَجَّلَ قَبْلَ أَنْ يُتِمَّ صَلاَتَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ هَذَا لَوْ مَاتَ لَمَاتَ ، وَلَيْسَ مِنَ الدِّينِ عَلَى شَيْءٍ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُخِفُّ الصَّلاَةَ وَيُتِمُّهَا فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ مَنْ هُوَ ؟ فَقِيلَ لِي : عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ.
1322/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عُثْمَانَ الأَنْصَارِيُّ ... فذكره.
1322/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بن منيع : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عن الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ هَانِئِ بْنِ مُعَاوِيَةَ أن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي فَعَجِلَ قَبْلَ أَنْ يُتِمَّ الصَلاة ، فقال : لَوْ مَاتَ هَذَا لَم يَمُت مِنَ الدِّينِ عَلَى شَيْءٍ ثم قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيُخَفِّفُ الصَلاة وَيُتِمُّهَا.
قلتُ : مدار هذه الطرق على ابن لهيعة ، وهو ضعيف.@

(2/194)


1323- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُبْيَدِ الله ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ شَرَّ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ صَلاَتَهُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، كَيْفَ يَسْرِقُ صَلاَتَهُ ؟ قَالَ : لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهَا ، وَلاَ سُجُودَهَا ، وَلاَ خُشُوعَهَا.
قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
1323/2- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ يَِسَافٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بدر الحَنَفِي ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا ... فذكره.
وَرَوَاهُ البيهقي مِنْ طَرِيقِ الأَوْزَاعِيِّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
1323/3- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ صَلاَتَهُ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله كَيْفَ يَسْرِقُهَا ؟! قَالَ : لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهَا ، وَلاَ سُجُودَهَا.
قُلْتُ : الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ مُدَلِّسٌ وَقَدْ رَوَاهُ بِالْعَنْعَنَةِ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.@

(2/195)


1324- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ ابْنِ الأَحْنَفِ - هُوَ شَيْبَةُ بْنُ الأَحْنَفِ - سَمِعَ أَبَا سَلامٍ يَقُولُ : أَخْبَرَنِي أَبُو صَالِحٍ الأَشْعَرِيُّ ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الله الأَشْعَرِيَّ حَدَّثَهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ بِرَجُلٍ لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهُ ، وَلاَ سُجُودَهُ قَالَ : لَوْ مَاتَ هَذَا عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ لَمَاتَ عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَتِّمُوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ ، فَإِنَّ مَثَلَ الَّذِي يُصَلِّي ، وَلاَ يُتِمُّ رُكُوعَهُ ، وَلاَ سُجُودَهُ كَمَثَلِ الْجَائِعِ الَّذِي لاَ يَأْكُلُ إِلاَّ التَّمْرَةَ وَالتَّمْرَتَيْنِ لاَ تُغْنِيَانِ عَنْهُ شَيْئًا.
قَالَ أَبُو صَالِحٍ : فَلَقِيتُ أَبَا عَبْدِ الله فَقُلْتُ : مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا الْحَدِيثَ ؟ أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فَقَالَ : حَدَّثَنِي أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
قُلْتُ : حُكْمُ هَذَا الإِسْنَادِ حُكْمُ الَّذِي قَبْلَهُ ، وَحَسَّنَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ هَذَا الإِسْنَادَ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ.
وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ فِي بَابِ الإِيجَازِ فِي الْمَوْعِظَةِ مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ : عِظْنِي وَأَوْجِزْ فَقَالَ : إِذَا قُمْتَ فِي صَلاَتِكَ ، فَصَلِّ صَلاَةَ مُوَدِّعٍ ... الْحَدِيثُ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحِيحُهُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ.
وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ الطَّوِيلِ : يَا بُنَيَّ ، إِذَا رَكَعْتَ فَأَمْكِنْ كَفَّيْكَ مِنْ رُكْبَتَيْكَ ، وَفرِّج بَيْنَ أَصَابِعِكَ ، وَارْفَعْ مِرْفَقَيْكَ عَنْ جَنْبَيْكَ ، وَيَا بُنَيَّ إِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَأَمْكِنْ كُلَّ عُضْوٍ مِنْكَ مَوْضِعَهُ ، فَإِنَّ الله لاَ يَنْظُرْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى مَنْ لاَ يُقِيمُ صُلْبَهُ مِنْ رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ ... الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.@

(2/196)


40- باب فيمن أدرك القوم ركوعا
1325- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : مَنْ أَدْرَكَ الْقَوْمَ رُكُوعًا ، فَلاَ يَعْتَدَّ بِتِلْكَ الرَّكْعَةِ.
هذا إسناد ضعيف ؛ لتدليس محمد بن إسحاق.
قلت : رواه مسلم في صحيحه ، والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ : مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلاَةِ رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاَةَ.
1326- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ ، حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن الأَعْرَجُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الرَّجُلِ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ ، وَالْقَوْمُ رُكُوعٌ ، يُكَبِّرُ ؟ قَالَ : لاَ ، حَتَّى تَأْخُذَ مَقَامَكَ فِي الصَّفِّ.
1327- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ جُوبَيْرٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، أَنَّهُ دَخَلَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَاكِعٌ ، فَرَكَعَ دُونَ الصَّفِّ ، فَذَكَرُوا صُنْعَهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَحْسَنَ حُذَيْفَةُ وَأَجْمَلَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لِضَعْفِ جُوبَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ الْبَجَلِي.@

(2/197)


41- باب رفع اليدين عند الرفع من الركوع وما يقوله بعد الرفع من الركوع
1328- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ أَبِي عُمَرَ ، سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ ، قَالَ : تَذَاكَرُوا الْجُدُودَ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقِيلَ : جَدَّ فُلاَنٌ فِي الإِبِلِ ، وَجَدَّ فُلاَنٌ فِي الْخَيْلِ ، وَجَدَّ فُلاَنٌ فِي الْغَنَمِ ، وَجَدَّ فُلاَنٌ فِي الرَّقِيقِ ، قَالَ : لاَ أَدْرِي أَنَّهُ وَرَد ، فِي ذِكْرِ مَا شَاءَ الله أَنْ يُذْكَرَ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَاكِتٌ ، فَلَمَّا قَامَ فِي الصَّلاَةِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ : سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَواتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ - يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ لاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ.
1328/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ أَبِي عُمَرَ شَيْخِ مِن بني منبه : سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ : تَذَاكَرُوا الْجُدُودَ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ... فذكره دُونَ قَوْلِهِ : وَذَكَرَ مَا شَاءَ الله أَنْ يُذْكَرَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَاكِتٌ ، فَلَمَّا قَامَ فِي الصَّلاَةِ ، وَفِي ابْنِ مَاجَةَ أَنَّ قَوْلَهُمْ هَذَا كَانَ فِي الصَّلاَةِ.
1328/3- وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ح
1328/4- وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكيم الأَوْدِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ أَبِي عُمَرَ ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ ، قَالَ : ذُكِرَتِ الْجُدُودُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالُوا : جَدَّ فُلاَنٌ فِي الْخَيْلِ ، وَجَدَّ فُلاَنٌ فِي الإِبِلِ ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَمَّا رَفَعَ مِنَ الرُّكُوعِ ، قَالَ : اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ، لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ انْتَهَى.
وَمَدَارُ أَسَانِيدِ حَدِيثِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَلَى أَبِي عُمَرَ وَهُوَ مَجْهُولٌ لاَ يُعْرَفُ. @

(2/198)


وَفِي الْبَابِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَعَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى ، وَعَبْدِ الله بْنِ مَسْلَمَةَ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَعَائِشَةَ ، وَكُلُّ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ لِلطَّبَرَانِيِّ.
1329- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الأَعْرَابِيَّ ، قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي قَالَ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ وَرَفَعَ كَفَّيْهِ حَتَّى حَاذَتَا - أَوْ بَلَغَتَا - فُرُوعَ أُذُنَيْهِ كَأَنَّهُمَا مَرْوَحَتَانِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
42- باب في القنوت
1330- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبَانَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله ، أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَنَتَ قَبْلَ الرَّكْعَةِ ، ثُمَّ أَرْسَلْتُ أُمِّي مِنَ القَابِلَة فَأَخْبَرَتْنِي مِثْلَ ذَلِكَ.
1330/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : بِتُّ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لأَنْظُرَ كَيْفَ يَقْنُتُ فِي وِتْرِهِ فَقَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ ، ثُمَّ بَعَثْتُ أُمِّي أُمَّ عَبْدِ الله ، فَقُلْتُ : بَيِّتِي مَعَ نِسَائِهِ فَانْظُرِي كَيْفَ يَقْنُتُ فِي وِتْرِهِ ؟ فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهُ قَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ.@

(2/199)


1330/3- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : لَمْ يَقْنُتِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلاَّ شَهْرًا ، لَمْ يَقْنُتْ قَبْلَهُ ، وَلاَ بَعْدَهُ.
1330/4- رَوَاهُ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ ... فذكره.
1330/5- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الأَعْوَرِ ، عن إِبْرَاهِيم ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَنَتَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَهْرًا يَدْعُو عَلَى عُصَيَّةَ وَذَكْوَانَ ، فَلَمَّا ظَهَرَ عَلَيْهِمْ تَرَكَ الْقُنُوتَ.
1330/6- ثم رَوَاهُ : عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَزِيدَ - يَعْنِي أَبَا مَعْشَرٍ - حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ ... فذكره.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي غَسَّانَ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ... فذكره.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ ، عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ.
1331- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ أَبُو يُوسُفَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ أَبِي يحنس ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : قَنَتَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : اللهمَّ الْعَنْ رِعْلاً ، وَذَكْوَانَ ، وَعَضْلاً ، وَعُصَيَّةَ عَصَتِ الله وَرَسُولَهُ.
1332- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ حَنْظَلَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلاَةً قَنْتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ ، فَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ : اللهمُّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ يُحَادُّونَ رُسُلَكَ ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ ، وَأَلْقِ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ.@

(2/200)


1332/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَنَتَ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ بَعْدَ الرُّكُوعِ ، قَالَ : فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : يَدْعُو فِي قُنُوتِهِ عَلَى الْكَفَرَةِ ، قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : وَاجْعَلْ قُلُوبَهُمْ كَقُلُوبِ نِسَاءٍ كَوَافِرَ.
1333- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ ، قَالَ : ذُكِرَ لأَبِي مِجْلَزٍ الْقُنُوتُ فِي صَلاَةِ الْغَدَاةِ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَ رَجُلاً إِلَى بَنِي فُلاَنٍ فَقَالَ : انْظُرْ فَإِنْ كَانُوا أَسْلَمُوا فَجَاوِزْهُمْ إِلَى بَنِي فَلاَنٍ ، فَلَمَّا أَتَاهُمْ فَسَأَلَهُمْ قَالَ : فَدَخَلَ رَجُلٌ فَلَبِسَ لأْمَتَه - يَعْنِي : سِلاَحَهُ - ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَطَعَنَهُ فَصَرَعَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللهمَّ إِنِّي رَسُولُ رَسُولِكَ ، فَكُنْ أَنْتَ رَسُولِي إِلَى رَسُولِكَ اقْرَأْ عَلَى رَسُولِكَ مِنِّي السَّلاَمَ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ فَقَالَ الْقَوْمُ : يَا رَسُولَ الله ، مَا رَأَيْنَا مِنْ أَحَدٍ ؟ فَقَالَ : إِنَّ فُلاَنًا قُتِلَ فَأَرْسَلَ هَذَا السَّلاَمَ قَالَ : فَقَامَ بِهِمْ شَهْرًا فِي آخِرِ صَلاَةِ الْفَجْرِ يَقُولُ : اللهمَّ عَلَيْكَ بِبَنِي عُصَيَّةَ عَصْوَا رَبَّهُمْ ، وَعَلَيْكَ بِبَنِي ذَكْوَانَ قَالَ : ثُمَّ تَرَكَهُ لَمْ يَكُنْ غَيْرَهُ.
1334- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقْنُتُ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ قَبْلَ الرَّكْعَةِ وَقَالَ : إِنَّمَا أَقْنُتُ بِكُمْ لِتَدْعُوا رَبَّكُمْ وَتَسْأَلُوُهُ حَاجَتَكُمْ.@

(2/201)


43- باب ترك القنوت
1335- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، قَالَ : قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ : الْكِبَرُ يَمْنَعُكُمَا مِنَ الْقُنُوتِ ؟ قَالاَ : لَمْ نَأْخُذْهُ مِنْ أَصْحَابِنَا.
هذا إسناد رجاله ثقات
قُلْتُ : لَهُ شَاهِد مِن حَدِيث أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَن أَبِيه مَرْفُوعًا ، رواه أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِي ، وَمُسَدد ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ فِي مَسَانِيدَهم ، وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِي وَالنَّسَائِي فِي سُنَنِهم ، وَابن حِبَّان فِي صَحِيحه ، وَرَواهُ ابْن مَاجَةَ فِي سُنَنه مِن حَدِيث أُمِّ سَلَمَة.
44- باب في صفة السجود وتأخر سجود المأموم عن الإمام
1336- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبيد الله بْنِ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ وَهْبَ بْنَ كَيْسَانَ يَسْجُدُ عَلَى قِصَاصِ الشَّعْرِ قَالَ : فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : حَدَّثَنِي جَابِرٌ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَفْعَلُهُ.@

(2/202)


1336/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبيد الله ، قَالَ : قُلْتُ : لِوَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ : يَا أَبَا نُعَيْمٍ ، مَالَكَ لاَ تُمَكِّنُ جَبْهَتَكَ وَأَنْفَكَ مِنَ الأَرْضِ ؟ قَالَ : ذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله ، يَقُولُ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَسْجُدُ عَلَى أَعْلَى جَبْهَتِهِ عَلَى قِصَاصِ الشَّعْرِ.
1336/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سُمَيْنَةَ ، حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ الْغَسَّانِيُّ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَتِهِ مَعَ قِصَاصِ الشَّعْرِ.
قُلْتُ : عَبْدُ الْعَزِيزِ ضَعِيفٌ.
1337- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَاسٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ : إِنَّ مَوْلاَكَ إِذَا سَجَدَ ضَمَّ يَدَيْهِ إِلَى جَنْبَيهِ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : تِلْكَ رَبْضَةُ الْكَلْبِ ، قَدْ رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ سَاجِدٌ.
1337/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، فَذَكَرَ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ دُونَ بَاقِيهِ.
قُلْتُ : حَدِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ بِلَفْظِ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ خَلْفِهِ ، فَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبِطَيْهِ وَهُوَ مُجِخُّ فُرُوجِ يَدَيْهِ.
قَوْلُهُ : جَخَّ هُوَ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَتَشْدِيدِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ ، قَالَ صَاحِبُ الْغَرِيبِ : كَانَ إِذَا سَجَدَ جَخَّ وَجَخَّى أَيْ : مَالَ وَتَنَحَّى عَنِ الأَرْضِ حَتَّى يُرَى ظَهْرُهُ بَارِزًا فِيهِ تَقْوِيسٌ ، وَالأَصْلُ : جَخَّخَ ، فَأُبْدِلَ ، وَالْمُجَخَّي : الْمَائِلُ ، وَجَخَّى : مَالَ.@

(2/203)


1338- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبِطِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ سَاجِدٌ.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ الْيَمَانِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
1339- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَصَمِّ ، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ إِذَا سَجَدَ رُئي وَضَحُ إِبْطَيْهِ.
قلتُ : له شاهد من حديث عمرو بن الحارث رواه مسلم في صحيحه وغيره.
1340- وقال أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا سَجَدَ الْعَبْدُ سَجَدَ عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ : وَجْهِهِ ، وَكَفَّيْهِ ، وَرُكْبَتَيْهِ ، وَقَدَمَيْهِ ، فَمَا لَمْ يَضَعْ فَقَدِ انْتَقَصَ.
1340/2- رواه عبد بن حميد : حدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فذكره.
1340/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى المُوصِلِي : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ أَبُو الْمُطَرِّفِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أُمِرَ الْعَبْدُ أَنْ يَسْجُدَ ، عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ مِنْهُ : وَجْهِهِ ، وَكَفَّيْهِ ، وَرُكْبَتَيْهِ ، وَقَدَمَيْهِ ، أَيُّهَا لَمْ يَضَعْ فَقَدِ انْتَقَصَ.
قلتُ : له شاهد من حديث ابن عباس ، رواه الترمذي وصححه.@

(2/204)


1341- قال أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم سَاجِدًا وَاضِعًا جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ.
1342- قال : وَحَدَّثَنَا يزيد بن هارون ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ ، بْن حُجْر ، عَن أَبِيهِ قَالَ : كَانَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ بَيْنَ كَفَّيْهِ.
هذا إسناد رجاله ثقات إلا أن المسعودي - واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود - اختلط بأخرة ، وممن روى عنه بعد الاختلاط يزيد بن هارون ، قاله ابن نمير كما أوضحته في تمييز حال المختلطين.
1343- وقال أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سُمَيْنَةَ البصري ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى فَُضَيلٍ ، عَن أَبِي حَرِيز ، عَن قَيسِ بْن أَبِي حَازِم ، عَن عَدِي بْن عُمَيرٍ , أَنَّ النَّبِي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم كان إِذَا سَجَدَ جَافَى حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ ، وكان يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ - وَعَنْ يَسَارِهِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ.
1344- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ , سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ ، عَنْ رَجُلٍ حدثه , عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كُنَّا إِذَا رَفَعْنَا رُؤوسَنَا مِنَ الرُّكُوعِ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ نَزَلْ قِيَامًا حَتَّى نَرَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَجَدَ ، وَأَمْكَنَ وَجْهَهُ مِنَ الأَرْضِ ، ثُمَّ نَسْجُدُ بَعْدَ ذَلِكَ.
هذا إسناد ضعيف لجهالة التابعي ، وقد تقدم بطرق في كتاب الإمامة في باب مبادرة الإمام.
قلتُ : له شاهد من حديث البراء بن عازب رواه الترمذي في الجامع وقال : حسن صحيح.@

(2/205)


45- باب ما يقوله في سجوده
1345- قَالَ أَبُو دَاود : حَدَّثَنَا طَلْحَةُ ، عَنْ عَطَاءٍ بن أبي رباح , عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : فَقَدْتُ النَّبِي صلى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ مَضْجَعِهِ لَيْلَةً ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ أَتَى بَعْضَ نِسَائِهِ ، فَانْتَهَيْتُ وَهُوَ سَاجِدٌ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : سُبُّوحًا قُدُّوسًا رَبَّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ ، سَبَقَتْ رَحْمَةُ رَبِّنَا غَضَبَهُ.
1345/2- رواه أَبُو يَعْلَى المُوصِلِي : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثَيْمٌ أبا ذَر الْحَضْرَمِيَّ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي عُثَيْمٌ ، عَنْ عُثْمَانَ ، بْنَ عَطَاء الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَانْسَلَّ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا انْسَلَّ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ ، فَخَرَجْتُ غَيْرَى ، لا أَذْهل فَإِذَا أَنَا بِهِ سَاجِدٌ كَالثَّوْبِ الطَّرِيحِ ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ : سَجَدَ لَكَ سَوَادِي ، وَخَيَالِي ، وَآمَنَ بِكَ فُؤَادِي ، رَبِّ هَذِهِ يَدِي وَمَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي ، يَا عَظِيمُ وَتُرْجَى لِكُلِّ عَظِيمٍ فَاغْفِرِ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ ، قَالَتْ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ : مَا أَخْرَجَكِ ؟ ، قُلْتُ : ظَنًّا ظَنَنْتُهُ قَالَ : إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ ، إِنَّ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - أَتَانِي فَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي سَمِعْتِ ، فَقُولِيهَا فِي سُجُودِكِ ، فَإِنَّهُ مَنْ قَالَهَا لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّى يُغْفَرَ - أَظُنُّهُ قَالَ : لَهُ .
قلتُ : تقدم هذا الحديث مع أحاديث أخر من هذا النوع في باب التسبيح في الركوع ، وهو في صحيح مسلم مختصرًا ، وتقدم فيه من حديث علي بن أبي طالب : وإذا ركعتم فعظموا الرب ، واذا سجدتم فادعوا ، فقمن أن يستجاب لكم .
46- باب في الإيماء
1346- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ المسير الطَّائِيِّ ، أَخْبَرَنِي مُحِلٌّ الطَّائِيُّ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، قَالَ : مَنْ أَمَّنَا فَلْيُتِمَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ ، فَإِنَّ فِينَا الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَالْمَرِيضَ وَالْعَابِرَ سَبِيلٍ وَذَا الْحَاجَةِ وَكَذَا كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ مُحِلٌ هو ابن خليفة الطَّائِيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ المُسَير أَبُو الزَّعْرَاءِ الطَّائِيُّ ، قَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. @

(2/206)


1347- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَامِرٍ الأَسْلَمِيِّ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَسْجُدَ فَلْيَسْجُدْ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلاَ يَرْفَعَنَّ إِلَى وَجْهِهِ شَيْئًا وَلْيَكُنْ سُجُودُهُ رُكُوعًا وَلْيَكُنْ رُكُوعُهُ أَنْ يُومِئَ بِرَأْسِهِ.
قُلْتُ : رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ مَالِكٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفًا.
وَعَبْدُ الله بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ ضَعِيفٌ.
1348- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : عَادَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرِيضًا وَأَنَا مَعَهُ فَرَآهُ يُصَلِّي وَيَسْجُدُ عَلَى وِسَادَةٍ فَنَهَاهُ ، وَقَالَ : إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَسْجُدَ عَلَى الأَرْضِ فَاسْجُدْ وَإِلاَّ فَأَوْمِئْ إِيمَاءً ، وَاجْعَلِ السُّجُودَ أَخْفَضَ مِنَ الرُّكُوعِ.
1348/2- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَادَ مَرِيضًا فَرَآهُ يُصَلِّي عَلَى وِسَادَةٍ فَأَخَذَهَا فَرَمَى بِهَا ، فَأَخَذَ عُودًا لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَأَخَذَهُ فَرَمَى بِهِ وَقَالَ : صَلِّ عَلَى الأَرْضِ إِنِ اسْتَطَعْتَ وَإِلاَّ فَأَوْمِىء ... فذكره.
وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ بِهِ ... فذكره.@

(2/207)


1349- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا مُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى عَلَى الأَرْضِ فِي الْمَكْتُوبَةِ قَاعِدًا وَقَعَدَ فِي التَّسْبِيحِ فِي الأَرْضِ فَأَوَمَأَ إِيمَاءً.
1350- قال : وحدثنا عبدان : حَدَّثَنَا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، أن جابر بن زيد أومأ في ماء وطين.
47- باب فيمن يترب وجهه في الصلاة
1351- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا شَابٌّ مِنْ أَهْلِهَا فَجَعَلَ يُصَلِّي فَيَنْفُخُ فِي صَلاَتِهِ ، فَقَالَتْ : مَهْ ! سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ لِغُلاَمِهِ رَبَاحٍ : يَا رَبَاحُ تَرِبَ وَجْهُكَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مَيْمُونٍ أَبِي حَمْزَةَ.
1351/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا كَامِلٌ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ - كَذَا فِي كِتَابِ أَبِي يَعْلَى : عَاصِمٍ.
1351/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِبَرْاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّهَا رَأَتْ نَسِيبًا لَهَا يَنْفُخُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ ، فَقَالَتْ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِغُلاَمٍ لَنَا يُقَالُ لَهُ رَبَاحٌ : يَا رَبَاحُ تَرِبَ وَجْهُكَ.
قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ مِنْ طَرِيقِ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي حَمْزَةَ ... فذكره بِاخْتِصَارٍ ، وَقَالَ بَدَلَ رَبَاحٍ : أَفْلَحُ.@

(2/208)


1351/4- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ زَائِدَةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا ذُو قَرَابَةٍ لَهَا ذُو جَمَّةٍ ، فَقَامَ يُصَلِّي وَنفخ ، فَقَالَتْ : يَا بُنَيّ لاَ تَنْفُخْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ لِعَبْدٍ لَنَا أَسْوَدَ : أَيْ رَبَاحُ تَرِّبْ وَجْهُكَ.
وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ وَقَالَ : لَمْ أَكْتُبْهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ مَيْمُونٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
قُلْتُ : ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ ، وَابْنُ مَعَين ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ ، وَالْخَطِيبُ ، وَغَيْرُهُمْ لَكِنْ تَابَعَهُ طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الْوَرَّاقِ ، عَنِ أبي صَالِحٍ بِهِ .
48- باب في تسوية أركان الصلاة
1352- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ ، أَنَّ مَطَرَ بْنَ نَاجِيَةَ لَمَّا ظَهَرَ عَلَى الْكُوفَةِ أَمَرَ أَبَا عُبَيْدَةَ أن يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ أَطَالَ الْقِيَامَ قَدْرَ مَا يَقُولُ : اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ ، مِثْلَ قَوْلِ عَبْدِ الله ، فَقَالَ الْحَكَمُ : فَحَدَّثَ بِهِ ابْنَ أَبِي لَيْلَى فَحَدَّثَ أَنَّ الْبَرَاءَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا صَلَّى فَرَكَعَ ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ وَإِذَا سَجَدَ ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.
49- باب فيمن أدرك الإمام ساجدا
1353- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَسَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَفَقَ نَعْلَيْهِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : كَيْفَ أَدْرَكْتَنَا ؟ قَالَ : سُجُودًا فَسَجَدْتُ ، قَالَ : كَذَلِكَ فَافْعَلْ ، وَلاَ تَعْتَدُّوا بِالسَّجْدَةِ مَا لَمْ تُدْرِكُوا الرَّكْعَةَ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الإِمَامَ قَائِمًا فَقُومُوا وَرَاكِعًا فَارْكَعُوا وَسَاجِدًا فَاسْجُدُوا وَجَالِسًا فَاجْلِسُوا.
قُلْتُ : رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ... فذكره.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ ، وَغَيْرُهُ.@

(2/209)


50- باب الاعتماد في السجود على المرافق وما جاء فيمن وطئ على عنق رجل وهو ساجد
1354- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا سَمِيٌّ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، قَالَ : شَكَا أَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الاعْتِمَادَ فِي السُّجُودِ ، فَرَخَّصَ لَهُمْ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِمَرَافِقِهِمْ عَلَى رُكَبِهِمْ فِي الصَّلاَةِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1355- قال : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ شُعْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْد الْمَلِك بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، قَالَ : أَمَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِذَا سَجَدْنَا أَنْ نَضَعَ مَرَافِقَنَا وَسَوَاعِدَنَا عَلَى الأَرْضِ فَذَكَرْتُ ذَلِك لِطَاوُوسٍ فَقَالَ : كَذَبَ.
هذا إسناد رجاله ثقات.
1356- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : وَطِئَ رَجُلٌ عَلَى عُنُقِ رَجُلٍ وَهُوَ سَاجِدٌ فَقَالَ : أَوَطَئْتَ عَلَى عُنُقِي وَأَنَا سَاجِدٌ ! وَالله لاَ يَغْفِرَ الله لَكَ فَقَالَ : تَأَلَّى عَلَيَّ الله فَغُفِرَ لَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(2/210)


51- باب التكبير عند الرفع من السجود
1357- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله الدَّانَاجُ ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ثُورَانِ مُكَوَّرَانِ فِي النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ : مَا ذَنْبُهُمَا ؟ قَالَ : إِنِّي لأُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فَسَكَتَ الْحَسَنُ وَالْحَسَنُ الْقَائِلُ لأَبِي سَلَمَةَ.
1358- قَالَ : وَحَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا أَبُو هُرَيْرَةَ فَكَانَ يُكَبِّرُ إِذَا رَفَعَ ، وَإِذَا وَضَعَ قَالَ : فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : لا أُمَّ لَكَ أَوَ لَيْسَ ذَلِكَ سُنَّةَ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟.
1359- وَسُئِلَ عِكْرِمَةُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ : {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} قَالَ : يَحْفَظُوا قَرَابَتِي مِنْكُمْ.
1360- قَالَ : وَحَدَّثَنِي طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَنَزِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله يَقُولُ : لَقَدْ رَأَيْتُ الدُّخَانَ فِي مَسْجِدِ الضِّرَارِ حَيْثُ انْهَارَ.
قُلْتُ : رَوَى الْبُخَارِيُّ مِنْهُ قِصَّةَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ دُونَ بَاقِيهِ عَنْ مُسَدَّدٍ بِهِ.
وَلِصَدْرِهِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَسَيَأْتِي فِي بَابِ صِفَةِ النَّارِ – إن شاء الله تعالى.@

(2/211)


52- باب فرض التشهد
1361- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ حَمَلَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : لاَ صَلاَةَ إِلاَّ بِتَشَهُّدٍ ، وَقَالَ : مَنْ لَمْ يَتَشَهَّدْ فَلاَ صَلاَةَ لَهُ.
قُلْتُ : حَمَلَةُ - بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْمِيمِ - وَالرَّاوِي عَنْهُ قَالَ : ابْنُ خُزَيْمَةَ : لَسْتُ أَعْرِفُهُمَا ، وَذَكَرَ ابْنُ حِبَّانَ حَمَلَةَ فِي الثِّقَاتِ.
1361/2- رَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَاكِمُ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، قَالا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُسْلِمًا أَبَا النَّضْرِ : سَمِعْتُ حَمَلَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، يَقُولُ : لاَ تَجُوزُ صَلاَةٌ إِلاَّ بِتَشَهُّدٍ.
1361/3- وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ ، وَقَالَ : رَوَيْنَا عَنِ ابْنِ مَسْعِودٍ لاَ صَلاَةَ إِلاَّ بِتَشَهُّدٍ ، قَالَ : وَالَّذِي رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ مِنْ قَوْلِهِ : إِذَا جَلَسَ مِقْدَارَ التَّشَهُّدِ ثُمَ أَحْدَثَ ، لاَ يَصِحُّ.
ثُمَّ رُوِيَ عَنِ الْحَاكِمِ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ الله - يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ نَصْرٍ - : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَمَّنْ تَرَكَ التَّشَهُّدَ ؟ قَالَ : يُعِيدُ ، قُلْتُ : فَحَدِيثُ عَلِيٍّ : مَنْ قَعَدَ مِقْدَارَ التَّشَهُّدِ ؟ فَقَالَ : لاَ يَصِحُّ.
53- باب في تعليم التشهد
1362- قَالَ أَبُو دَاود الطيَالِسِي : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : أَتَيْتُ الأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ - وَكَانَ لِي أَخًا وَصَدِيقًا - فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ أَبَا الأَحْوَصِ يَزِيدُ فِي التَّشَهُّدِ عَنْ عَبْدِ اللهِ : الْمُبَارَكَاتُ فَقَالَ : ائْتِهِ فَانْهَهُ عَنْ هَذَا وَقُلْ لَهُ : إِنَّ عَبْدَ اللهِ عَلَّمَ عَلْقَمَةَ التَّشَهُّدَ يَعْقِدُهُنَّ فِي يَدِهِ.@

(2/212)


1363- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ ، سَمِعْتُ ابن عُمَرَ يَقُولُ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُ الْمُكْتِبُ الْوِلْدَانَ.
1363/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ ... فذكره بِلَفْظِ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُعَلِّمُ النَّاسَ التَّشَهُّدَ عَلَى الْمِنْبَرِ كَمَا يُعَلِّمُ الْمُكْتِبُ الْغِلْمَانَ.
هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَهُشَيْمٌ هُوَ ابْنُ بَشِيرٍ.
1363/3- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عن سفيان ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، كَمَا يُعَلِّمُ الْمُعَلِّمُ الْغِلْمَانَ فِي الْمَكْتَبِ.
قلت : زيد ضعيف.
1364- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُعْطِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلاَمِ وَجَوَامِعَهُ وَخَوَاتِمَهُ قَالَ : فَقُلْنا : عَلِّمْنَا مِّمَا عَلَّمَكَ الله ، فَعَلَّمَنَا التَّشَهُّدَ.
1364/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْهَرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ... فذكره.
1365- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، حَدَّثَنَا جُوَيْبِرٌ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : مَا كُنَّا نَكْتُبُ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَيْئًا مِنَ الأَحَادِيثِ إِلاَّ التَّشَهُّدَ وَالاِسْتِخَارَةَ.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ جُوَيْبِرُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجُنَيْدِ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَابْنُ عَدِيٍّ ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ ، وَالْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله ، وَغَيْرُهُمْ.@

(2/213)


1366- وقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يحيى بْن أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ خُصَيْفٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوم ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي التَّشَهُّدِ ، فَقَالَ فُلاَنٌ كَذَا , وََقَالَ فُلاَنٌ كَذَا , وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ كَذَا ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نِعْمَ السُّنَّةُ سُنَّةُ ابْنِ مَسْعُودٍ.
هذا إسناد صحيح.
54- باب التشهد والجلوس له وما جاء في الطمأنينة
1367- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ - أَحَدِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ ثِقَةً - عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ مِقْسَمٍ مَوْلَى عَبْدِ الله بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : صَلَّيْتُ فِي مَسْجِدِ بَنِي غَفَّارٍ قَالَ : فَلَمَّا جَلَسْتُ فِي صَلاَتِي افْتَرَشْتُ فَخِذِيَ الْيُسْرَى ، وَجَلَسْتُ عَلَى وِرْكِيَ الْيُسْرَى ، وَوَضَعْتُ يَدِيَ الْيُسْرَى عَلَى فَخْذِيَ الْيُسْرَى ، وَنَصَبْتُ صُدُورَ قَدَمِيَ الْيُمْنَى ، وَوَضَعْتُ يَدِيَ الْيُمْنَى عَلَى فَخْذِيَ الْيُمْنَى ، وَنَصَبْتُ إِصْبَعِيَ السَّبَّابَةَ ، قَالَ : فَرَآنِي خُفَافُ بْنُ إِيمَاءَ بْنِ رَحَضَةَ الْغِفَارِيُّ - وَكَانَت لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - وَأَنَا أَصْنَعُ ذَلِكَ ، فَلَمَّا انْصَرَفْتُ مِنْ صَلاَتِي قَالَ لِي : أَي بُنَيَّ لِمَ نَصَبْتَ إِصْبَعَكَ هَكَذَا ؟ قُلْتُ : لَهُ : رَأَيْتُ النَّاسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ قَالَ : فَإِنَّكَ قَدْ أَصَبْتَ ، إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ إِذَا صَلَّي يَصْنَعُ ذَلِكَ ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ : إِنَّمَا يَصْنَعُ هَذَا مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِأُصْبُعِهِ يَسْحَرُ بِهَا وَكَذَبُوا ، إِنَّمَا كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَصْنَعُ بِهَا يُوَحِّدُ بِهَا رَبَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ وَتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ.@

(2/214)


1367/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ عِمْران بْنِ أَبِي أنسٍ ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ مَوْلَى بَنِي رَبِيعَةَ ، عَنِ الْحَارِثِ قَالَ : صَلَّيْتُ فِي مَسْجِدِ بَنِي غَفَّارٍ ، فَلَمَّا جَلَسْتُ جَعَلْتُ أَدْعُو وَأُشِيرُ بِأُصْبُعٍ وَاحِدَةٍ ، فدخل علي خفاف بن إيماء الغفاري فقال : ما تريد بهذا حين تشير بإصبع واحدة ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَدْعُو الله وَأَسْأَلُهُ ، قَالَ : نِعْمَ مَا صَنَعْتَ ، إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : إِنَّمَا يَسْحَرُ بِهَا ، كَذِبَ الْمُشْرِكُونَ ، إِنَّمَا ذَلِكَ لِلإِخْلاَصِ .
1368- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ ، قَالَ : صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَانْتَصَبْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ وَرُكْبَتَيَّ ، فَضَرَبَ فَخِذِي حَتَّى اطْمَأْنَنْتُ.
هذا إسناد رجاله ثقات.
55- باب التخفيف في التشهد الأول
1369- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ أَبِي الْجَوزَاء ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ لاَ يَزِيدُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ عَلَى التَّشَهُّدِ.
قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ , رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالتِّرْمِذِيُّ.@

(2/215)


56- باب الإشارة بالمسبحة والدعاء في التشهد
1370- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا قَيْسٌ ، عَنْ عَائذ بْنِ نُصَيْبٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ فِي الصَّلاَةِ فَلَّمَا سَلَّمَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ .
1371- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُزَاعِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلاَةِ هَكَذَا - وَأَشَارَ يَحْيَى بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ .
1372- وقال أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلاَةِ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ ، وَأَتْبَعَهَا بَصَرَهُ ، ثُمَّ قَالَ : لَهِيَ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنَ الْحَدِيدِ - يَعْنِي السَّبَّابَةَ.
1372/2- رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيد الجُوهَرِي ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ... فذكره.
قلت : رواه الطبراني في كتاب الدعاء من طريق إسحاق بن راهويه ومحمد بن عبادة الواسطي قالا : وَحَدَّثَنَا أبو أحمد الزبيري ... فذكره.
1372/3- ورواه الحاكم من طريق الواقدي ، عن كثير بن زيد به بلفظ : تحريك الأصبع في الصلاة مذعرة للشيطان.
ورواه البيهقي عن الحاكم وقال : تفرد به الواقدي . وليس كما زعم.
وروى الطبراني في الدعاء من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ : إِنَّ جُزْءًا مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ َإِشَارَةُ الرَّجُلِ بِإِصْبَعِهِ فِي الصَّلاَةِ ... الحديث ، وفي إسناده عُمَر بن راشد ، وهو مجمع على ضعفه.@

(2/216)


1373- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنِي أَبُو نَضْرَةَ ، أَنَّ ابْنَ عَبَاسٍ كَانَ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَتعُوذُ فِي دُبُرِ صَلاَتِهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ : أَعُوذُ بِالله مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَأَعُوذُ بِالله مِنْ عَذَابِ النَّارِ ، وَأَعُوذُ بِالله مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَأَعُوذُ بِالله مِنَ الأَعْوَرِ الْكَذَّابِ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ ، الْبَرَاءُ بْنُ عَبْدِ الله مُخْتَلَفٌ فِيهِ وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
1374- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ ، حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ قُدَامَةَ الْجَدَلِيُّ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ نُمَيْرٍ الْخُزَاعِيُّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الصَّلاَةِ وَاضِعًا الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى وَاضِعًا إِصْبَعَهُ السَّبَّابَةَ قَدْ حَنَاهَا وَهُوَ يَدْعُو.
قُلْتُ : هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى فَقَالَ : عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
1374/2- وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى : عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الصُّوفِيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ قُدَامَةَ ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ نُمَيْرٍ الْخُزَاعِيُّ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
1375- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا شَبَابٌ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْدَانَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلاَةِ ، وَاضِعٌ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى ، يُشِيرُ بِالسَّبَّابَةِ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ.
قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ دُونَ قَوْلِهِ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الله بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ عَاصِمٍ بِهِ.@

(2/217)


57- باب الاعتماد بيديه على الأرض إذا نهض
1376- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَر : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : إنَّ مِنَ السُّنَّةِ فِي الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ إذَا نَهَضَ الرَّجُلُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَتَيْنِ أَلا يَعْتَمِدَ عَلَى الأَرْضِ ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ شَيْخًا كَبِيرًا لاَ يَسْتَطِيعُ.
هذا إسناد ضعيف.
1376/2- رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة في مصنفه : عن أبي معاوية ... فذكره.
1376/3- ورواه الحاكم : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَم ، عَن أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ... فذكره.
1376/4- ورواه البيهقي في سننه عن الحاكم ، وأبي سَعِيدِ بْنُ أَبِي عُمَر ، عن مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ... فذكره.
قال : وعَبد الرحمن بن إسحاق الواسطي أبو شيبة ضعفه أحمد بن حنبل وابن معين وغيرهما ، يرويه تارهّ هكذا ، وتارة عن النعمان بن سعد ، عن علي.
1377- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الأَسَدِيُّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَأَى رَجُلاً سَاقِطًا يَدَهُ فِي الصَّلاَةِ فَقَالَ : لاَ تَجْلِسْ هَكَذَا ، هَذِهِ جِلْسَةُ الَّذِينَ يُعَذَّبُونَ.
1377/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مَوْقُوفًا مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : رَأَى ابْنُ عُمَرَ رَجُلاً يَتَّكِئُ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى وَهُوَ قَاعِدٌ فِي الصَّلاَةِ ... الْحَدِيثَ.@

(2/218)


1377/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ ، سَمِعْتُ نَافِعًا ، يَقُولُ : رَأَى عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ رَجُلاً يُصَلِّي سَاقِطًا عَلَى رُكْبَتَيْهِ مُتَّكِئًا عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى ، فَقَالَ : لاَ تُصَلِّ هَكَذَا ، إِنَّمَا يَجْلِسُ هَكَذَا الَّذِي يُعَذَّبُونَ .
58- باب تحليل الصلاة التسليم
1378- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : افْتِتَاحُ الصَّلاَةِ الطُّهُورُ ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، لَكِنَّ الْمَتْنَ لَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ , رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَغَيْرُهُ.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ بِطُرُقِهِ فِي بَابِ الْوُضُوءِ وَإِسْبَاغِهِ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَمَنْ بَعْدَهُمْ ، وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ : أَنَّ تَحْرِيمَ الصَّلاَةِ التَّكْبِيرُ ، وَلاَ يَكُونُ الرَّجُلُ دَاخِلاً فِي الصَّلاَةِ إِلاَّ بِالتَّكْبِيرِ.
قَالَ : وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبَانَ - مُسْتَمْلِيَ وَكِيعٍ - يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، يَقُولُ : لَوِ افْتَتَحَ رَجُلٌ الصَّلاَةَ بِسَبْعِينَ اسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ الله - تَعَالَى - وَلَمْ يُكَبِّرْ لَمْ تُجْزِئهُ ، وَإِنْ أَحْدَثَ قَبْلَ السَّلام أَمَرْتُهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ يَرْجِعَ إِلَى مَكَانِهِ فَيُسَلِّمَ ، إِنَّمَا الأَمْرُ عَلَى وَجْهِهِ انْتَهَى.
وَرَوَى الْحَاكِمُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ : مِفْتَاحُ الصَّلاَةِ التَّكْبِيرُ ، وَانْقِضَاؤُهَا التَّسْلِيمُ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، عَنِ الْحَاكِمِ بِسَنَدِهِ. @

(2/219)


1379- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ شُعْبَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ ، قَالَ : كَانَ عَمَّارٌ عَلَيْنَا أَمِيرًا سَنَةً ، فَمَا صَلَّى بِنَا صَلاَةً إِلَّا سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ.
هكذا روي موقوفًا ، ووقع هذا الحديث في بعض نسخ ابن ماجه عن صلة بن زفر ، عن عمار بن ياسر قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ ، وَعَنْ يَسَارِهِ ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ . وفي بعضها عن صلة بن زفر ، عن حذيفة . وطريق حذيفة أخرجها المزي ، ويؤيد كونه عن عمار أن الدارقطني رواه من هذا الوجه فقال : عن عمار.
1380- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : صَلَّى بِنَا عَلِيٌّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، يَوْمَ الْجَمَلِ صَلاَةً ذَكَرْنَا بِهَا صَلاَةَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَسِينَاهَا ، وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ تَرَكْنَاهَا عَمْدًا : يُكَبِّرُ فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ وَقِيَامٍ وَجُلُوسٍ وَيُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ.
1380/2- قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ... فذكره دُونَ قَوْلِهِ : يُكَبِّرُ فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ وَقِيَامٍ وَجُلُوسٍ.
1380/3- ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه أيضًا : حَدَّثَنَا أبو أسامة ، عن الأعمش ، عن أبي رزين ، عن علي أنه سلم عن يمينه وعن يساره ثم قام .
ورواه الحاكم من طريق شعبة ، عن الأعمش ... فذكره.
وعن الحاكم رواه البيهقي قال : ورواه مغيرة عن أبي رزين وزاد : سلام عليكم ، سلام عليكم .@

(2/220)


1381- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ حُرَيْثٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ البَرَاءٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ.
قُلْتُ : رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ الله بْنِ مُوسَى ، حَدَّثَنَا حُرَيْثٌ ... فذكره.
وَحُرَيْثٌ هُوَ ابْنُ أَبِي مَطَرٍ الْحَنَّاطُ , ضَعِيفٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ عُمَيْرَةَ ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ صِفَةِ السُّجُودِ.
1382- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، عَنْ أَبِي سُعَادٍ الْجُهَنِيِّ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله .
1383- وقال : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ الأَسْلَمَيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ وَخَلَفَ عَلِيٍّ وَخَلَفَ أَبِي ذَرٍّ فَكُلُّهُمْ رَأَيْتُهُ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ.
قلت : مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ شيخ الحارث في هذا الإسناد والذي قبله هو الواقدي ، وهو ضعيف.
59- باب جواز الاقتصار على تسليمة واحدة
1384- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانِكٍ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْحِمْيَرِيِّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً .@

(2/221)


1385- قال : وَحَدَّثَنَا محمد بن عُمَر ، حَدَّثَنَا داود بن خالد وابن أبي سبرة وسليمان بن بلال وعلي بن عُمَر بن عطاء جميعًا ، عن عُمَر بن عطاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه سلم واحدة تجاه القبلة.
1386- قال : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، سَمِعَ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ : رَأَيْتُ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ إِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ وَاحِدَةً تُجَاهَ الْقِبْلَةِ . قَالَ الزُّهْرِيُّ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ : سَأَلْتُ قَبِيصَةَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ يُسَلِّمُ وَاحِدَةً تُجَاهَ الْقِبْلَةِ.
هذه الأسانيد الثلاثة ضعيفة لضعف محمد بن عُمَر الواقدي.
ولهم شاهد من حديث عائشة ، رواه الترمذي في الجامع وضعفه قال وقد قال به بعض أهل العلم في التسليم في الصلاة . قال : وأصح الروايات عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تسليمتين ، وعليه أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم والتابعين ومن بعدهم ، ورأى قوم من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم والتابعين وغيرهم تسليمة واحدة في المكتوبة. قال الشافعي : إن شاء سلم تسليمة ، وإن شاء سلم تسليمتين.
60- باب حذف السلام
1387- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَن سُفْيان ، حَدَّثَنِي نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوق ، عَنْ خُلَيْدٍ ، سَمِعت عَمَّارًا يَقُول : احْذِفُوا هَذِهِ الصَّلاَةَ قَبْلَ وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ.
هذا إسناد رجاله ثقات. خليد هو ابن عَبد الله العصري روى له مسلم في صحيحه ، وذكره ابن حبان في الثقات . ونسير بن ذعلوق وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان وابن عبد البر ... وذكره ابن حبان في الثقات ، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث أبي هريرة قال : حذف السلام سنة . رواه الترمذي موقوفا وقال : حسن صحيح . وهو الذي يستحبُّه أهل العلم . قال : قال علي بن حجر : قال عَبد الله بن المبارك يعني : ألا تمده مدًّا . قال : ورُوِيَ عن إبراهيم النخعي أنه قال : التكبير جزم ، والسلام جزم.@

(2/222)


61- باب ما يقوله بعد السلام
1388- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَة ، أَخْبَرَنِي عَاصِم ، عَن عَوْسَجَة ، عَنِ ابْن أَبِي الهُذَيل أَنَّ ابِن مَسْعُود كَانَ يَقُولُ إِذَا سَلَّم : اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ . لم يرفعه شعبة ، ورفعه غيره.
1388/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، عَنْ عَوْسَجَةَ بْنِ الرَّمَّاحِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا سَلَّمَ لَمْ يَجْلِسْ إِلاَّ مِقْدَارَ مَا يَقُولُ : اللهمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ ... فذكره.
1388/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي الهُذَيْلِ ، قَالَ : كَانُوا يُحِبُّونَ إِذَا قَضَى الرَّجُلُ الصَّلاَةَ أَنْ يَقُولَ : اللهمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ ... فذكره.
1388/4- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو حُجَيَّةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا سَلَّمَ ... فذكره.
1388/5- وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا مُعَلَى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، عَنْ عَوْسَجَةَ بْنِ الرَّمَّاح ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ إِذَا قَضَى صَلاَتَهُ قَالَ : ... فذكره.
قُلْتُ : وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ طَرِيقِ إِسْرَائِيلَ ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ ، كِلاَهُمَا عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ بِهِ مَرْفُوعًا.
وَرَوَاهُ عَنْ بُنْدَارٍ ، عَنْ غُنْدَرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ مَوْقُوفًا.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ. @

(2/223)


1389- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : صَلَّى رَجُلٌ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ ، فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ قَعَدَ يَدْعُو : اللهمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ قَالَ : ثُمَّ صَلَّى إِلَى جَنْبِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرو ، فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ قَالَ : مِثْلَهَا ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : هَذَا دُعَاءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ أَخِيكَ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ فَقَالَ : إِنَّ هَذَا دُعَاءٌ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَدْعُو بِهِ إِذَا قَضَى صَلاَتَهُ.
1389/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ ، سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ عَمْرٍو فِي دُبُرِ الصَّلاَةِ ، يَقُولُ : اللهمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ ... فذكره بِتَمَامِهِ.
1389/3- رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُجَاشِعِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الْكِرْمَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ : اللهمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
قُلْتُ : وله شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ وَعَائِشَةَ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ.
1390- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ فِي آخِرِ صَلاَتِهِ عِنْدَ انْصِرَافِهِ : سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.@

(2/224)


1390/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ الصَلاَة - لاَ أَدْرِي بَعْدَ التَّسْلِيمِ أَوْ قَبْلَ التَّسْلِيمِ - : سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ... فذكره.
1390/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا علي بن عَاصِمٌ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلاَةِ قَالَ : سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ ... فذكره.
1390/4- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ - أَوِ الأَشْجَعِيُّ - عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ ... فذكره.
1390/5- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ ... فذكره.
قُلْتُ : مَدَارُ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَلَى أَبِي هَارُونَ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَاسْمُهُ عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ.
62- باب في الذكر والتسبيح والدعاء بعد الصلاة
1391- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي دَارِمٍ ، قَالَ : تَزَوَّجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ امْرَأَةً مِنَّا فَسَكَنَ فِينَا ، فَصَنَعَ رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ طَعَامًا ، فَدَعَا الْحَيَّ وَدَعَا الْحَسَنَ قَالَ : فَلَمْ أَرَ أَنَّ الْحَسَنَ أَجَابَهُ قَالَ : فَرَأَيْتُ الْحَسَنَ يُشِيرُ إِلَى مَوْلًى لَهُ قَالَ : فَلَمَّا قَامَ الْحَسَنُ ، فَانْصَرَفَ جِئْتُ لأَسْأَلَ مَوْلاَهُ عَمَّا بَطَّأَ بِهِ عَنِ الدَّعْوَةِ ، وَعَنْ مَا كَانَ يُشِيرُ إِلَيْهِ قَالَ : فَلَقَيْتُ الْحَسَنَ @

(2/225)


فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيَّ وَحَيَّانِي وَقَالَ : مَا جَاءَ بِكَ يَا فُلاَنُ أَلَكَ حَاجَةٌ ؟ قُلتُ : يَا ابْنَ ابْنَ رَسُولِ الله جِئْتُ لأَسْأَلَ مَوْلاَكَ عَنْ مَا بَطَّأَ بِكَ عَنِ الدَّعْوَةِ ، وَعَنْ مَا كُنْتُ تُشِيرُ إِلَيْهِ ؟ قَالَ الْحَسَنُ : أَنَا أُحَدِّثُكَ ذَاكَ ، أَمَّا الَّذِي بَطَّأ بِي عَنْهَا ، فَكُنْتُ صَائِمًا ، وَأَمَّا الَّذِي كُنْتُ أُشِيرُ إِلَيْهِ ، فَكُنْتُ أَسْأَلُ أَطَلَعَتِ الشَّمْسُ أَمْ لاَ ، ثُمَّ حَدَّثَ الْحَسَنُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ ، ثُمَّ جَلَسَ يَذْكُرُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ كَانَ لَهُ سِتْرًا - أَوْ حِجَابًا - مِنَ النَّارِ .
1392- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنِي عِيسَى ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْعَوْفِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ قَالَ : مَنْ قَالَ : فِي دُبُرِ صَلاَةِ الْغَدَاةِ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - مَرَّةً - كَانَ كَعِتَاقِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ أَبُو الْحَسَنِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَأَبُو زُرْعَةَ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ عَدِيٍّ ، وَغَيْرُهُمْ.
1392/2- رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ : عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ... فذكره دون قوله : يحيي ويميت.
1393- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، أَنَّهُ جَلَسَ إِلَي جَنْبِ إِيَاسِ بْنِ سَهْلٍ الأَنْصَارِيِّ - مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ - فِي مَسْجِدِهِمْ ، فَقَالَ : أَقْبَلَ عَلَيَّ فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ : يَا أَبَا حَازِمٍ أَلاَ أُحَدِّثُكَ عَنْ أَبِي ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لأَنْ أُصَلِّيَ الصُّبْحَ ثُمَّ أَجْلِسُ فِي مَجْلِسٍ أَذْكُرُ الله حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَدٍّ عَلَى جِيَادِ الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ الله مِنْ حِينِ أُصَلِّي الصُّبْحَ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ .
1394- قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ وَابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَِسَافٍ ، عَنْ زَاذَانَ ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلاَةِ : اللهم اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ - مِئَةَ مَرَّةٍ.@

(2/226)


1394/2- قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَرْبٍ ، عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ بِهِ.
1395- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ ، عَنْ رَجُلٍ ، حَدَّثَهُ , عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّةِ ، قَالَتْ : جَاءَتْ أُمُّ مَالِكٍ بِعُكَّةِ سَمْنٍ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَمَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِلاَلاً فَعَصَرَهَا ، ثُمَّ دفَعَهَا إِلَيْهَا ، فَرَجَعَتْ فَإِذَا هِي مَمْلُوءَةٌ فَأَتَيْتُ فَقُلْتُ : نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : وَمَا ذَاكَ يَا أُمَّ مَالِكٍ ؟ قَالَتْ : رَدَدْتَ عَلَيَّ هَدِيَتِي ، قَالَ : فَدَعَا بِلاَلاً فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ عَصَرْتُهَا حَتَّى اسْتَحَييتُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَنِيئًا لَكِ يَا أُمَّ مَالِكٍ هَذِهِ بَرَكَةٌ عَجَّلَ الله لَكِ ثَوَابَهَا ، ثُمَّ عَلَّمَهَا أَنْ تَقُولَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ : سُبْحَانَ الله عَشْرًا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَشْرًا ، وَالله أَكْبَرُ عَشْرًا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
1396- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، قَالَ : صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ ، ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا فِي مُصَلاَّهُ ، فَقُلْتُ : لَوْ قُمْتَ إِلَى فِرَاشِكَ كَانَ أَوْطَأَ لَكَ ! قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا جَلَسَ فِي مُصَلاَّهُ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ وَصَلاَتُهُمْ عَلَيْهِ : اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللهمَّ ارْحَمْهُ.
1397- قَالَ : وَحَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أبو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الصِّينِيِّ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَزَلَ بِهِ ضَيْفٌ قَالَ : مُقِيمٌ فَنُسَرِحَ ، أَوْ ظَاعِنٌ فَنَعْلِفَ ؟ فَإِذَا قَالَ : إِنِّي ظَاعِنٌ قَالَ : مَا أَجِدُ لَكَ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ شَيْءٍ أَمَرَنَا بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ذَهَبَ الأَغْنِيَاءُ بِالأَجْرِ يُجَاهِدُونَ ، وَلاَ نُجَاهِدُ ، وَيَحُجُّونَ ، وَلاَ نَحِجُّ ، وَيَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ ! فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ أَدُلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ جِئْتُمْ بِأَفْضُلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ تُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ ، وَتُسَبِّحُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ، وَتَحْمَدُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ.
1397/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا حُسَيْنٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ... فذكره.@

(2/227)


1398- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الصِّينِيِّ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ذَهَبَ أَهْلُ الأَمْوَالِ بِالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي ، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ ، وَيُجَاهِدُونَ كَمَا نُجَاهِدُ ، وَيَتَصَدَّقُونَ ، وَلاَ نَتَصَدَّقُ ، قَالَ : أَفَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى مَا إِذَا فَعَلْتَهُ أَدْرَكْتَ مَنْ سَبَقَكَ وَلَمْ يُدْرِكْكَ مَنْ بَعْدَكَ إِلاَّ مَنْ فَعَلَ كَمَا فَعَلْتَ ؟ تُسَبِّحُ الله دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ، وَتَحْمَدُهُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ، وَتُكَبِّرُهُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ.
1398/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : نَزَلَ بِهِ ضَيْفٌ فَقَالَ : أَمُنْطَلِقٌ فَنَعْلِفَ أَوْ مُقِيمٌ فَنُسْرِحَ ؟ قَالَ : مُنْطَلِقٌ ، قَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكَ مَا أُضَيِّفُكَ بِهِ ؟ أَخْبَرَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، ذَهَبَ أَصْحَابُ الأَمْوَالِ بِالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي ، وَيَذْكُرُونَ كَمَا نَذْكُرُ ، وَيُجَاهِدُونَ كَمَا نُجَاهِدُ ، وَلاَ نَجِدُ مَا نَتَصَدَّقُ بِهِ قَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَا إِذَا فَعَلْتَهُ أَدْرَكْتَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ ، وَلَمْ يَلْحَقْكَ مَنْ كَانَ بَعْدَكَ إِلاَّ مَنْ قَالَ بِمِثْلِ ذَلِكَ ؟ تُسَبِّحُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ، وَتَحْمَدُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ تَحْمِيدَةً ، وَتُكَبِّرُ الله أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ تَكْبِيرَةً ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ أَدْرَكْتَ مَنْ سَبَقَكَ ، وَلَمْ يُدْرِكْكَ مَنْ كَانَ بَعْدَكَ إِلاَّ مَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ.
1399- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الصِّينِيِّ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَزَلَ بِهِ ضَيْفٌ ، قَالَ : أَمُقِيمٌ فَنُسَرِحَ ، أَمْ ظَاعِنٌ فَنَعْلِفَ ؟ فَإِذَا قَالَ : ظَاعِنٌ قَالَ : لاَ أَجِدُ لَكَ خَيْرًا مِنْ شَيْءٍ أَمَرَنَا بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ذَهَبَ الأَغْنِيَاءُ بِالأَجْرِ يُجَاهِدُونَ ، وَلاَ نُجَاهِدُ ، وَيَحُجُّونَ ، وَلاَ نَحِجُّ ، وَيَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ ، وَنَحْوَ هَذَا ! قَالَ : أَفَلاَ أَدُّلُكُمْ عَلَى مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ جِئْتُمْ بِأَفْضَلَ مِمَّا يَجِئُ بِهِ أَحَدُهُمْ ؟ تُكَبِّرُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ، وَتُسَبِّحُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ، وَتَحْمَدُ الله ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ.
1399/2- قُلْتُ : رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا فَقَالَ : وَقَالَ جَرِيرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
1399/3- وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ جَرِيرٍ ... فذكره.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَالأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.@

(2/228)


1400- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنِ اسْتَغْفَرَ الله فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثَ مرارٍ فَقَالَ : أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ.
قُلْتُ : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالأَوْسَطِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، رَوَاهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي كِتَابِهِ.
63- باب صفة الانصراف من الصلاة وما يقوله عند الانصراف منها , وما جاء فيمن ينصرف قبل الإمام
1401- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا قَيْسٌ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ ، عَنْ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ ، قَالَ : قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ ، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ نِصْفَ شَهْرٍ ، فَرَأَيْتُهُ يَنْفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ .
1402- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، سَمِعْتُ رَجُلاً يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي قَائِمًا وَقَاعِدًا وَحَافِيًا وَنَاعِلاً ، وَرَأَيْتُهُ يَنْفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ.
قَالَ سُفْيَانُ : قَالُوا : هُوَ أَبُو الأَوْبَرِ.@

(2/229)


1402/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي الأَوْبَرِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
هذا إسناد فيه مقال ، أبو الأوبر - واسمه زياد الكوفي - لم أر من ذكره بعدالة ولا جرح ، وباقي رجال الإسناد ثقات.
1402/3- ورواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبُو عَبْد الله مُحَمَّد بن يُوسف ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْد بن الأَعْرَابِي ، حَدَّثَنَا سَعْدَان بْن نَصْر ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي الأَوْبَرِ ،... فذكره.
1403- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، حَدَّثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، قَالُوا : وَمَا رَأَيْتَ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ، وَحَضَّهُمْ عَلَى الصَّلاَةِ ، وَنَهَاهُمْ أَنْ يَسْبِقُوهُ إِذَا كَانَ يَؤُمُّهُمْ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ، وَأَنْ يَنْصَرِفُوا قَبْلَ انْصِرَافِهِ مِنَ الصَّلاَةِ ، وَقَالَ لَهُمْ : إِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ أَمَامِي وَمَنْ خَلْفِي.
قُلْتُ : رجال الإسناد ثقات.
رَوَى أَبُو دَاوُد منه : وحضهم على الصَّلاَة ... إلى آخره من طريق زائدة ، إلا أَنَّهُ لم يقل : إني أراكم من أمامي ومن خلفي .
1404- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ , أن عمه واسع بن حبان ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ ، كَانَ قَائِمًا يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ ، وَابْنَ عُمَرَ مستقبله مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ ، واسع انْصَرَفَ عَنْ يَسَارِهِ إِلَى ابْنِ عُمَرَ ، فَجَلَسَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ : مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَنْصَرِفَ عَنْ يَمِينِكَ ؟ قَالَ : لا , إِنِّي رَأَيْتُكَ ، فَانْصَرَفْتَ إليك . قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : إِنَّكَ قَدْ أَحْسَنْتَ ، إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ : إِذَا كُنْتَ تُصَلِّي فَانْصَرَفْتَ فَانْصَرِفْ عَنْ يَمِينِكَ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : إذا كُنْتَ تُصَلِّي فَانْصَرَفْتَ ، فَانْصَرِفْ إِنْ شِئْتَ عَنْ يَمِينِكَ ، وَإِنْ شِئْتَ عَنْ يَسَارِكَ.
هذا إسناد رجاله ثقات.
قلت : قال البيهقى في سننه : قال الشافعى : فإن لم يكن له حاجة في ناحية وكان يتوجه ما شاء ، أحببت أن يكون توجهه عن يّمينه ، لما كان النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يحب التيامن من غير ضيق عليه في شيء من ذلك.@

(2/230)


1405- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا سُوَيْدٌ ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ كَعْبًا حَلَفَ لَهُ بِالَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ لِمَوسَى إِنَّا لَنَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الصَّلاَةِ : اللهمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي جَعَلْتَهُ لِي عِصْمَةَ أَمْرِي ، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي جَعَلْتَ فِيهَا مَعَاشِي ، اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَبِعَفْوِكَ مِنْ نِقْمَتِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ ، اللهمُّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدَّ مِنْكَ الْجَدُّ ، قَالَ كَعْبٌ : وَحَدَّثَنِي صُهَيْبٌ : أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقُولُهُنَّ عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الصَّلاَةِ.
1405/2- قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السُّرِّيِّ ، قَالَ : قُرِئَ عَلَى حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، وَأَنَا أَسْمَعُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ... فذكره.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَدَّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ.
64- باب ما أدركه المسبوق فهو أول صلاته ثم يصلي ما فاته
1406- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجَمَلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي لَيْلَى - عَنْ مُعَاذٍ ، قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ إِذَا جَاءَ إِلَى الْقَوْمِ وَهُمْ يُصَلُّونَ سَأَلَهُمْ كَمْ صَلَّيْتُمْ ؟ فَيُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِمَا صَلَّوْا ، فَيُصَلِّي مَا سَبَقَهُ ثُمَّ يَلْحَقُ الإِمَامَ ، فَيُصَلِّي مَعَهُ مَا أَدْرَكَ ، حَتَّى جَاءَ مُعَاذٌ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُمْ يُصَلُّونَ ، فَأَشَارُوا إِلَيْهِ بِمَا صَلَّوْا ، فَأَبَى أَنْ يُصَلِّيَ مَا سَبَقُوهُ ، @

(2/231)


وَدَخَلَ فِي صَلاَتِهِمْ كَمَا هُوَ ، فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى إِذَا سَلَّمَ وَفَرَغَ قَامَ مُعَاذٌ ، فَقَضَى مَا سَبَقُوهُ ، فَلَمَّا سَلَّمَ مُعَاذٌ كَلَّمُوهُ فِي ذَلِكَ فَسَمِعَهُمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : قَدْ سَنَّ لَكُمْ مُعَاذٌ ، فَاصْنَعُوا كَمَا صَنَعَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.
وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، وَعَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، وَأَبَا الدَّرْدَاءِ ، قَالُوا : مَا أَدْرَكْتَ مِنْ آخِرِ صَلاَةِ الإِمَامِ ، فَاجْعَلْهُ أَوَّلَ صَلاَتِكَ.
65- باب لا صلاة لفرد خلف الصف
1407- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مُلاَزِمُ بْنُ عَمرو الْحَنَفِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بَدْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ الْحَنَفِيِّ - قَالَ : وَكَانَ أَحَدَ الْوَفْدِ السِّتَةُ - قَالَ : قَدِمْنَا عَلَى نَبِيِّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَصَلَّيْنَا مَعَهُ فَلَمَحَ بِمُؤَخِّرَةِ عَيْنِهِ إِلَى رَجُلٍ لاَ يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ فَلَمَّا قضى نبي الله صَلّى الله عَلَيهِ وَسَلّمَ الصَّلاَة ، قَالَ : يا معشر المسلمين لا صلاة لامرئ لاَ يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ، ثُمَّ صَلَّيْنَا وَرَاءَهُ صَلاَةً أُخْرَى ، وَرَجُلٌ فَرْدٌ يُصَلِّي خَلْفَ الصَّفِّ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى قَضَى الرَّجُلُ صَلاَتَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اسْتَقْبِلْ صَلاَتَكَ ، فَإِنَّهُ لاَ صَلاَةَ لِفَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ.
1407/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أبو خيثمة , حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله الشَّقرِيُّ ، حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ جَابِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بَدْرٍ بِهِ ، مُخْتَصَرًا.
1407/3- قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ مُلاَزِمٍ ... فذكره ، دُونَ قَوْلِهِ : ثُمَّ صَلَّيْنَا وَرَاءَهُ صَلاَةً أُخْرَى ... إِلَى آخِرِهِ.
وَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي الْكَلاَمِ عَلَى زَوَائِدِ ابْنِ مَاجَةَ.
1407/4- وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : عَنْ ابن قُتَيْبَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أبي السُّرِّيِّ ، عَنْ مُلاَزِمٍ بِهِ.@

(2/232)


1407/5- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ ، وَأَبِي النُّعْمَانِ ، وَالْحَسَنِ بْنِ الرَّبِيعِ ، قَالُوا : أَنبَأَنا مُلاَزِمُ بْنُ عَمرو ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بَدْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ أَحَدَ الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ بَنِي سَحيم ، قَالَ : صَلَّيْنَا ... فذكره بِتَمَامِهِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ مَنْ لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهُ ، وَلاَ سُجُودَهُ.
1408- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ ، حَدَّثَنَا السُّرِّيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ ، قَالَ : انْصَرَفَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَرَجُلٌ يُصَلِّي خَلْفَ الْقَوْمِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا الْمُصَلِّي وَحْدَهُ أَلاَ تَكُونُ وَصَلْتَهُ صَفًّا فَدَخَلْتَ مَعَهُمْ أَوِ اجْتَرَرْتَ رَجُلاً إِلَيْكَ أنْ ضَاقَ بِكُمُ الْمَكَانُ أَعِدْ صَلاَتَكَ ، فَإِنَّهُ لاَ صَلاَةَ لَكَ.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِغَيْرِ هَذِهِ السِّيَاقَةِ ، وَلَيْسَ لَهُ طَرِيقٌ مِثْلَ هَذِهِ - وَالله أَعْلَمُ - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
66- باب فيمن صلى ثم وجد من يصلي
1409- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، سَمِعْتُ لَيْثًا يُحَدِّثُ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ , عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ صِلَةَ قَالَ : استلحَقَنِي حُذَيْفَةُ ، فَصَلَّيْنَا الظُّهْرَ ، فَأَتَيْنَا عَلَى قَوْمٍ يَصُلُّونَ الظُّهْرَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُمْ ، ثُمَّ صَلَّيْنَا الْعَصْرَ ، فَأَتَيْنَا عَلَى قَوْمٍ يُصَلُّونَ الْعَصْرَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُمْ ، ثُمَّ صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ ، فَأَتَيْنَا عَلَى قَوْمٍ يُصَلُّونَ الْمَغْرِبَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُمْ ، فَلَمَّا قُمْتُ فِي الثَّالِثَةِ احْتَبَسَنِي.@

(2/233)


1410- وقال : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن مسعر ، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن النزال بن سبرة قال : صلى الوليد بن عقبة بالناس ، فأعاد عَبد الله بالناس ، وأعاد الصلاة.
1411- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السُّرِّيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ السُّوَائِيِّ ، قَالَ : حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِجَّةَ الْوَدَاعِ ، فَصَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ ، فَانْحَرَفَ فَاسْتَقَبَلَ النَّاسَ بِوَجْهِهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ لَمْ يُصَلِّيَا مَعَ النَّاسِ فَقَالَ : ائْتُونِي بِهَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ فَأُتِيَ بِهِمَا تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا فَقَالَ : مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَ النَّاسِ ؟ قَالا : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّا قَدْ صَلَّيْنَا فِي الرِّحَالِ قَالَ : فَلاَ تَفْعَلاَ ، إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي رَحْلِهِ ، ثُمَّ أَدْرَكَ الصَّلاَةَ مَعَ الإِمَامِ فَلْيُصَلِّهَا مَعَهُ ، فَإِنَّهَا لَهُ نَافِلَةٌ قَالَ أَحَدُهُمَا : يَا رَسُولَ الله ، اسْتَغْفِرْ لِي قَالَ : اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ قَالَ : فَنَهَضَ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَنَهَضْتُ مَعَهُمْ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ الرِّجَالِ وَأَجْلَدُهُمْ ، فَزَاحَمْتُ عَلَيْهِ حَتَّى أَخَذْتُ بِيَدِهِ ، فَإِمَّا وَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي ، وَإِمَّا عَلَى صَدْرِي ، فَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَطْيَبَ ، وَلاَ أَبْرَدَ مِنْ يَدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
1411/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدَّوْلاَبِيُّ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ ... فذكره.
1411/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ ... فذكره.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَصَحَّحَهُ مِنْ طَرِيقِ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ دُونَ قَوْلِهِ حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِجَّةَ الْوَدَاعِ ، وَلَمْ يَذْكُرُوا : قَالَ أَحَدُهُمَا : يَا رَسُولَ الله اسْتَغْفِرْ لِي ... إِلَى آخِرِهِ.
1411/4- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ... فذكره.
وَقَدْ وَرَدَ فِي إِعَادَةِ الصلاة مَا يُخَالِفُهَا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا : لاَ تُصَلُّوا فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ.@

(2/234)


67- باب لا تفريط على من نام عن صلاة أو نسيها حتى ذهب وقتها وعليه قضاؤها إذا ذكرها لاكفارة لها إلا ذلك
1412- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، وَالْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ الْقَارِي - مِنْ بَنِي القاري - عَنْ عَبْدِ الله بْنُ مَسْعُودٍ - قَالَ : وَحَدِيثُ الْمَسْعُودِيِّ أَحْسَنُ - قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَّةِ فَعَرَّسْنَا فَقَالَ : مَنْ يَحْرُسُنَا لِصَلاَتِنَا ؟ - وَقَالَ شُعْبَةُ : مَنْ يَكْلُؤُنَا ؟ -فَقَالَ بِلاَلٌ : أَنَا - قَالَ الْمَسْعُودِيُّ فِي حَدِيثِهِ : إِنَّكَ تَنَامُ - قَالَ : مَنْ يَحْرُسُنَا لِصَلاَتِنَا ؟ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : فَقُلْتُ : أَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ الله : إِنَّكَ تَنَامُ ، قَالَ : فَحَرَسْتُهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ أَدْرَكَنِي مَا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فنمت , فَمَا اسْتَيْقَظَنَا إِلاَّ بِالشَّمْسِ ، فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَصَنَعَ مَا كَانَ يَصْنَعُ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الله لَوْ أَرَادَ أَلاَّ تَنَامُوا عَنْهَا لَمْ تَنَامُوا ، وَلَكِنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ لِمَن بَعْدَكُمْ فَهَكَذَا فَافْعَلُوا أَمْرَ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ : وَقَالَ شُعْبَةُ فِي حَدِيثِهِ : فَهَكَذَا فَافْعَلُوا امْرُؤٌ نَامَ مِنْكُمْ أَوْ نَسِيَ وَقَالَ الْمَسْعُودِيُّ فِي حَدِيثِهِ - وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ شُعْبَةَ - : إِنَّ رَاحِلَةَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَضَلَّتْ فَطَلَبْنَاهَا ، فَوَجَدْنَاهَا عِنْدَ شَجَرَةٍ قَدْ تَعَلَّقَ خِطَامُهَا بِالشَّجَرَةِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله مَا كَانَت لِتَحُلَّهَا الأَيْدِي.
1412/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبْوُ خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، @

(2/235)


عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله قَالَ : لَمَا رَجَعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنَ الْحُدَيْبِيَّةِ نَزَلَ مَنْزَلاً فَعَرَّسَ فِيهَا فَقَالَ : مَنْ يَحْرُسُنَا ؟ فَقَالَ عَبْدُ الله : فَقُلْتُ : أَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّكَ تَنَامُ - يَقُولُ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا - ثُمَّ قَالَ : إِنَّكَ إِذًا فَحَرَسْتُهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ أَخَذَنِي مَا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ إِلاَّ بِحَرِّ الشَّمْسِ فِي ظُهُورِنَا ، فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَصَنَعَ مَا كَانَ يَصْنَعُ ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الله لَوْ شَاءَ لَمْ تَنَامُوا عَنْهَا ، وَلَكِنْ كَانَ لِمَنْ بَعْدَكُمْ ، فَهَكَذَا لِمَنْ نَامَ أَوْ نَسِيَ.
قُلْتُ : إِسْنَادُ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعِودٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ بِاخْتِصَارٍ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ ، وَالْمَسْعُودِيِّ بِهِ.
1412/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ الْكُبْرَى : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُورَكٍ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ ... فذكره.
وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ ، وَرَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ مِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مُرْسَلاً.
1413- قَالَ يُونُسُ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَحَدَّثَنَا أَبُو حُرَّةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ فِي سَفَرٍ ، فَنَامُوا فَمَا اسْتَيْقَظُوا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ ، فَصَلَّوْا ، وَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله أَلاَ نَزِيدُ فِي صَلاَتِنَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله : يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الرِّبَا وَيَتَقَبَّلُهُ مِنْكُمْ !.
قَالَ : يُونُسُ : وَيُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.@

(2/236)


1413/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عِمْرَانَ ، قَالَ : أَسْرَيْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَيْلَةً ثُمَّ عَرَّسَ بِنَا مِنْ آخِرِ الْلَيْلِ ، فَاسْتَيْقَظْنَا وَقَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَالَ : فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا يَثُورُ إِلَى ظَهْرِهِ دَهْشًا قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ارْتَحِلُوا قَالَ : فَارْتَحَلْنَا حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ نَزَلْنَا فَقَضَيْنَا مِن حَوَائِجَنَا وَتَوَضَّأْنَا ، ثُمَّ أَمَرَ بِلاَلاً ، فَأَذَّنَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ أَقَامَ بِلاَلٌ فَقَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، أَنَقْضِيهَا لِمِيقَاتِهَا مِنَ الْغَدِ فَقَالَ : لاَ يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الرِّبَا وَيَأْخُذُهُ مِنْكُمْ.
1414- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي سَفَرِهِ الَّذِي نَامُوا فِيهِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ : إِنَّكُمْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا ، فَرَدَّ الله إِلَيْكُمْ أَرْوَاحَكُمْ ، فَمَنْ نَامَ عَنْ صَلاَةٍ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا اسْتَيْقَظَ ، وَمَنْ نَسِيَ صَلاَةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَ.
1414/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ ... فذكره.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنُ ، عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبَّاسٍ مُخْتَلَفٌ فِي تَوْثِيقِهِ , وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ مُحْتَجٌّ بِهِمْ فِي الصَّحِيحِ.
1415- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَامِرٍ - قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ : الأحول - عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِيمَنْ نَسِيَ الصَّلاَةَ ، قَالَ : يُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا .
1416- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبِيدَةُُ بْنُ حُمَيْد ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَعْرَسَ مِنَ الْلَيْلِ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلاَّ بِالشَّمْسِ ، فَأَمَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِلاَلاً فَأَذَّنَ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَمَا يَسُرُنِي بِهِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا - يَعْنِي الرُّخْصَةَ.@

(2/237)


68- باب صفة قضاء الصلوات
1417- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَشُغِلْنَا عَنْ صَلَوَاتٍ ، فَأَمَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِلاَلاً فَأَقَامَ لِكُلِّ صَلاَةٍ إِقَامَةً ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِ : {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالا أَوْ رُكْبَانًا} .
1417/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حُبِسْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَنِ الصَّلَوَاتِ ، حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ هَوَيْنَا قَبْلَ أَنْ يُنُزَّلَ فِي الْقِتَالِ مَا نَزَلَ ، فَلَمَّا كُفِينَا الْقِتَالَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {وَكَفَى الله الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ الله قَوِيًّا عَزِيزًا} أَمَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِلاَلاً ، فَأَقَامَ للظُّهْرِ وَصَلاَّهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا ، ثُمَّ أَقَامَ للْعَصْرِ فَصَلاَّهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا ، ثُمَّ أَقَامَ للْمَغْرِبِ فَصَلاَّهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا .
1417/3- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حُبِسْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَنِ الظُّهْرِ ، وَالْعَصْرِ ، وَالْمَغْرِبِ ، وَالْعِشَاءِ حَتَّى كُفِينَا ذَلِكَ ، وَذَلِكَ قَوْلُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، : {وَكَفَى الله الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ الله قَوِيًّا عَزِيزًا} ، فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَمَرَ بِلاَلاً فَأَقَامَ الظُّهْرَ ، فَصَلَّى كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا قَبْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ أَقَامَ الْعَصْرَ فَصَلاَّهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا قَبْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ أَقَامَ الْمَغْرِبَ فَصَلاَّهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا قَبْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ ، فَصَلاَّهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا قَبْلَ ذَلِكَ ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُنَزَّلَ {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالا أَوْ رُكْبَانًا}.@

(2/238)


1417/4- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ... فذكره.
قُلْتُ : وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ ... فذكره.
1417/5- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ مُسَدَّدٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعِودٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الأَذَانِ.
1418- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحمن الْجُمَحِيُّ ، عَنْ عُبَيْدِ الله ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ نَسِيَ صَلاَةً فَلَمْ يَذْكُرْهَا إِلاَّ وَهُوَ مَعَ الإِمَامِ فَلْيُصَلِّ مَعَ الإِمَامِ ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ فَلْيُعِدِ الصَّلاَةَ الَّتِي نَسِيَ ، ثُمَّ لِيُعِدِ الصَّلاَةَ الَّتِي صَلاَّهَا مَعَ الإِمَامِ .
69- باب في الخشوع وترك الإلتفات
1419- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى للأَنْصَارِ ، قَالَ : كَانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ فِي رَمَضَانَ عُصُبًا عُصُبًا قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُعْتَكِفًا فِي قُبَّةٍ عَلَى بَابِهَا حَصِيرٌ ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ رَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْحَصِيرَ وَاطَّلَعَ يَنْظُرُ ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاكَ أَنْصَتُوا فَقَالَ : أَلاَ إِنَّ الْمُصَلِّيَ يُنَاجِي رَبَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ بِمَا يُنَاجِي بِهِ رَبَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَلاَ يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(2/239)


1419/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي بَيَاضَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَهُوَ مُجَاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ فَوَعَظَ النَّاسَ وَحَذَّرَ النَّاسَ وَرَغَّبَهُمْ ثُمَّ قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ مُصَلٍّ يُصَلِّي إِلاَّ وَهُوَ يُنَاجِي رَبَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ بِمَا يُنَاجِي رَبَّهُ ، وَلاَ يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ.
1419/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، أَنَّ أَبَا حَازِمٍ مَوْلَى الْغَفَّارِيِّينَ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْبَيَاضِيِّ.
1420- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى صَلاَتِهِ فَلْيُقْبِلْ عَلَيْهَا حَتَّى يَفْرَغَ مِنْهَا ، وَإِيَّاكُمْ وَالاِلْتِفَاتَ فِي الصَّلاَةِ فَإِنَّمَا أَحَدُكُمْ يُنَاجِي رَبَّهُ مَا دَامَ فِي الصَّلاَةِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لِضْعَفِ الْوَاقِدِيِّ.
1420/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : فَقَالَ : قُرِئ عَلَى بِشْرِ بْنِ الْوَلِيدِ ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو يُوسُفَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ الله ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : نَهَانِي خَلِيلِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ ثَلاَثٍ وَأَمَرَنِي بِثَلاَثٍ ، نَهَانِي أَنْ أَنْقُرَ نَقْرَ الدِّيكِ ، وَأَنْ أَلْتَفِتَ الْتِفَاتَ الثَّعْلَبِ ، أَوْ أُقْعِيَ إِقْعَاءَ السَّبُعِ.
1420/3- قُلْتُ : وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِثَلاَثٍ ، وَنَهَانِي عَنْ ثَلاَثٍ ... فذكره.
1420/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : أَمَرَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِثَلاَثٍ وَنَهَانِي عَنْ ثَلاَثٍ ... فذكره.
وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَقَالَ : كَإِقْعَاءِ الْقِرْدِ مَكَانَ الْكَلْبِ.
الإِقْعَاءُ – بِالْكَسْرِ - فِي الصَّلاَةِ : هُوَ قُعُودُ الرَّجُلِ عَلَى أَلْيَتَيْهِ نَاصِبًا سَاقَيْهِ عَلَي الأَرْضِ ، وَالْفُقَهَاءُ يَجْعَلُونَهُ أَنْ يَضَعَ عَلَى عَقِبَيْهِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ ، وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ عَقِبُ الشَّيْطَانِ.@

(2/240)


1421- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّ رَجُلاً حَدَّثَهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَزَالُ الله مُقْبِلاً عَلَى الْعَبْدِ فِي صَلاَتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ ، قَالَ : فَكَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ إِذَا قَامَ فِي صَلاَتِهِ كَأَنَّهُ وَتَدٌ.
1422- قُلْتُ : وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ كِتَابِ الْمَوَاعِظِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ الطَّوِيلِ : يَا بُنَيَّ إِذَا سَجَدْتَ فَأَمْكِنْ جَبْهَتَكَ وَكَفَّيْكَ مِنَ الأَرْضِ ، وَلاَ تَنْقُرْ نَقْرَ الدِّيكِ ، وَلاَ تُقِعْ إِقْعَاءَ الْكَلْبِ - أَوْ قَالَ : الثَّعْلَبِ - وَإِيَّاكَ وَالاِلْتِفَاتَ فِي الصَّلاَةِ , فَإِنَّ الاِلْتِفَاتَ فِي الصَّلاَةِ هَلَكَةٌ ، فَإِنْ كَانَ لاَبُدَّ فَفِي النَّافِلَةِ لاَ الْفَرِيضَةِ .
70- باب صفة رد السلام في الصلاة
1423- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدَّوْلاَبِيُّ ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : صَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ فَجَاءَ نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي الصَّلاَةِ وَكَانَ مَعَهُ صُهَيْبٌ ، فَسَأَلْتُهُ كَيْفَ كَانَ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : كَانَ يُشِيرُ إِلَيْهِمْ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1423/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُبَارَكٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَسْجِدَ قُبَاءَ - وَهُوَ مَسْجِدُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ - فَصَلَّى فِيهِ ، @

(2/241)


فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ رِجَالٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ ، فَسَأَلْتُ صُهَيْبًا وَكَانَ دَاخِلاً مَعَهُ كَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَصْنَعُ إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : كَانَ يُشِيرُ بِيَدِهِ.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ صُهَيْبٍ بِهِ.
وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ الْكُبْرَى مَوْقُوفًا مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ الله بْنِ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ سَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَرَدَّ الرَّجُلُ عَلَيْهِ كَلاَمًا ، فَقَالَ : إِذَا سُلِّمَ عَلَى أَحَدِكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلاَ يَتَكَلَّمْ ، وَلَكِنْ يُشِيرُ بِيَدِهِ.
وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ.
71- باب مسح الحصى في الصلاة
1424- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغَفَّارِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قال : مَسْحُ الْحَصَا وَاحِدَةٌ أَلاَ أَفْعَلَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِئَةِ نَاقَةٍ سُودِ الْحُدُقِ .
1425- قَالَ : وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى عَنْ مَسْحِ الْحَصَى فَقَالَ : وَاحِدَةٌ.
1425/2- قَالَ سُفْيَانُ : عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَحَسَّنَهُ بِلَفْظِ إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ في الصَّلاَةِ فَلاَ يَمْسَحِ الْحَصَى ، فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ.
رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا ، وَلَفْظُ ابْنِ خُزَيْمَةَ : إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ فَلاَ تُحَرِّكُوا الْحَصَى.
رَوَوْهُ كُلُّهُمْ مِنْ رُوَايَةٍ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.@

(2/242)


1425/3- وَرَوَاهُ الَبْيَهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ الْكُبْرَى : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ... فذكره.
قَالَ : وَرَوَاهُ مُجَاهِدٌ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَسْحِ الْحَصَى وَاحِدَةً.
قَالَ : وَقِيلَ : عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ.
قَالَ : وَرَوَيْنَا عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ كَانَ يُسَوِّي الْحَصَا بِنَعْلَيْهِ قَبْلَ الدُّخُولِ فِي الصَّلاَةِ.
1426- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو زُبَيْدٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : رَخَّصَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَسْحَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الْحَصَى.
قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ مُعَيْقِيبٍ.
1427- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ شُرَحْبِيلَ ، قَالَ : قَالَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لأَنْ يُمْسِكَ أَحَدُكُمْ يَدَهُ عَنِ الْحَصَى خَيْرٌ لَهُ مِنْ مِئَةِ نَاقَةٍ سُودِ الْحَدَقَةِ ، فَإِنْ غَلَبَ أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ ، فَلَيْمَسَحْ مَسْحَةً وَاحِدَةً .
1427/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَطَّابِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لأَنْ يُمْسِكَ أَحَدُكُمْ عَنِ الْحَصَا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ مِئَةُ نَاقَةٍ كلها أسود الْحُدُقِ.@

(2/243)


1427/3- قُلْتُ : وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ شُرَحْبِيلَ ... فذكره.
1427/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ... فذكره.
وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ.
1428- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَأَى رَجُلاً يُحَرِّكُ الْحَصَا وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لِلرَّجُلِ : هُوَ حَظُّكَ مِنْ صَلاَتِكَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السمتي ضَعَّفُوهُ ، وَالأَعْمَشُ اسْمُهُ : سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، إِنَّمَا رَآهُ رُؤَيَةً بِمَكَّةَ يُصَلِّي خَلْفَ الْمَقَامِ ، فَأَمَّا طُرُقُ الأَعْمَشِ عَنْ أَنَسٍ ، فَإِنَّمَا يَرْوِيهَا عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ.
1428/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عن الأَعْمَشِ ... فذكره.
72- باب في مس الرأس واللحية في الصلاة
1429- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَمَسُّ رَأْسَهُ فِي الصَّلاَةِ .
1430- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ ، عَنْ يَزِيدَ الدَّالاَنِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَمَسُّ رَأْسَهُ وَلِحِيَتَهُ فِي الصَّلاَةِ .@

(2/244)


1431- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَطَّابِ ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رُبَّمَا مَسَّ لِحْيَتَهُ فِي الصَّلاَةِ.
قُلْتُ : رَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ... فذكره.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، عَنِ الْحَاكِمِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ وَلَفْظُهُ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رُبَّمَا يَضَعُ يَدَهُ عَلَى لِحْيَتِهِ فِي الصَّلاَةِ مِنْ غَيْرِ عَبَثٍ .
73- باب البكاء في الصلاة
1432- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَبِيتُ فَيُنَادِيهِ بِلاَلٌ بِالأَذَانِ فَيَقُومُ فَيَغْتَسِلُ ، وَإِنِّي لأَرَى الْمَاءَ يَتَحَدَّرُ عَلَى جِلْدِهِ وَشَعْرِهِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيُصَلِّي فَأَسْمَعُ بُكَاءَهُ .
74- باب التبسم في الصلاة
1433- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ ، حَدَّثَنَا الْوَازِعُ بن نَافِعٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي الْعَصْرَ فِي غَزَاةِ بَدْرٍ إِذْ تَبَسَّمَ فِي الصَّلاَةِ ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله تَبَسَّمْتَ وَأَنْتَ فِي الصَّلاَةِ ! فقَالَ : إِنَّ مِيكَائِيلَ مَرَّ بِي وَهُوَ رَاجِعٌ مِنْ طَلَبِ الْقَوْمِ وَعَلَى جِنَاحِهِ غُبَارٌ ، فَضَحِكَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمْتُ إِلَيْهِ.@

(2/245)


1433/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : أَنْبَأَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الجَزْرِي ، حَدَّثَنَا الْوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي غَزْوةٍ ، إِذَ تَبَسَّمَ فِي صَلاَتِهِ ... فذكره.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
1433/3- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الله بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى ... فذكره.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : الْوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ الْعُقَيْلِيُّ تَكَلَّمُوا فِيهِ.
قُلْتُ : ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَالْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ ، وَقَالَ : الْحَاكِمُ وَأَبُو سَعِيدٍ النَّقَّاشُ : رَوَى أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً.
75- باب فيما يعرض للمصلي في صلاته
1434- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : إِذَا كُنْتَ فِي أَمْرٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا فَتَرخ ، وَإِذَا كُنْتَ فِي أَمْرٍ مِنْ أَمْرِ الآخِرَةِ فَتَمَكَّنْ مَا اسْتَطَعْتَ ، وَإِذَا هَمَمْتَ بِخَيْرٍ ، فَلاَ تُؤَخِّرْهُ ، وَإِذَا أَتَاكَ الشَّيْطَانُ وَأَنْتَ فِي الصَّلاَةِ فَقَالَ : إِنَّكَ مُرَاءٍ ، فَأَطِلْهَا.
1434/2- رواه النسائي في الكبرى : عَن سُوَيْدِ بْن نَصْر ، عَن عَبْدِ الله وَقَالَ : عَن سُفْيَان ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عنه به.@

(2/246)


1435- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عبد الله ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ سَمَّاكٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ ، يَقُولُ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلاَةَ الْفَجْرِ فَجَعَلَ يُهَوِّي بِيَدِهِ قُدَّامَهُ فِي الصَّلاَةِ فَسَأَلَهُ الْقَوْمُ حِينَ انْصَرَفَ فَقَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ يُلْقِي عَلَيَّ شرَارِ النَّار لِيَفْتِنِّي عَنِ الصَّلاَةِ فَتَنَاوَلْتُهُ وَلَوْ أَخَذْتُهُ مَا انْفَلَتَ مِنِّي حَتَّى يُنَاطَ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ ، فَيَنْظُرَ إِلَيْهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
1435/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ ... فذكره.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.
1435/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ... فذكره.
76- باب قتل العقرب في الصلاة
1436- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي فِي بَيْتِي فَأَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَامَ إِلَى جَنْبِهِ عَنْ يَمِينِهِ فَأَقْبَلَتْ عَقْرَبٌ نَحْوَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلَمَّا دَنَتْ مِنْهُ صُدَّتْ عَنْهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ نَحْوَ عَلِيٍّ فَأَخَذَ النَّعْلَ فَقَتَلَهَا وَهُوَ يُصَلِّي , فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ قَالَ : قَاتَلَهَا الله أَقْبَلَتْ نَحْوَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثُمَّ صُدَّتْ عَنْهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ إِلَيَّ تُرِيدُنِي فَلَمْ يَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِقَتْلِهَا بَأْسًا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لِضَعْفِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيِّ ، لَكِنْ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى فَقَدْ رَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقَ ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَت : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي فِي الْبَيْتِ فَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَجَاءَتْ عَقْرَبٌ ... فذكره.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَقَالَ : حَسَنٌ صَحِيحٌ ، وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَغَيْرِهُمْ ، وَبِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ ، وَكَرِهَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ قَتْلَ الْحَيَّةِ ، وَالْعَقْرَبِ فِي الصَّلاَةِ . قَالَ : وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ : إِنَّ فِي الصَّلاَةِ لَشُغْلاً ، وَالْقَوْلُ الأَوَّلُ أَصَحُّ.@

(2/247)


77- باب حمل الصغير في الصلاة
1437- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ ، قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى الصَّلاَةِ وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَة بِنْتَ زَيْنَبَ عَلَى عُنُقِهِ - أَوْ عَاتِقِهِ - فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ حَمَلَهَا.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ . ولَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ.
1438- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا بَكْرٌ ، حَدَّثَنَا عِيسَى ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : جَاءَ الْحُسْيَنُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ سَاجِدٌ ، فَرَكِبَ عَلَى ظَهْرِهِ ، فَأَخَذَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِهِ ، فَقَامَ وَهُوَ عَلَى ظَهْرِهِ ، ثُمَّ رَكَعَ ثُمَّ أَرْسَلَهُ فَذَهَبَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لِضَعْفِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ.@

(2/248)


78- باب الصلاة في القسي والسيوف وجواز تحويل الرجل خاتمه في الصلاة
1439- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الصَّلاَةِ فِي الْقَوْسِ فَقَالَ : صَلِّ فِي الْقَوْسِ ، وَاطْرَحِ الْقَرْنَ.
قَالَ : إِسْحَاقُ : فَكَانَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا بِهِ عن عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، وَفَسَّرَهُ عِيسَى قَالَ : الْقَرْنُ : الْجُعْبَةُ الصَّغِيرَةُ تَكُونُ مَعَ الصَّيَّادِينَ.
1439/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ ، عَنْ مُوسَى ... فذكره.
1439/3- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ ... فذكره.
1439/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ...
1440- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ ، عَنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ وَاثِلَةَ ، قَالَ : كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْعَسْكَرِ وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ ، وَثَبْنَا إِلَى قِسِيِّنَا وَسُيُوفِنَا ، فَصَلَّيْنَا فِيهَا بِمَنْزِلَةِ الرِّدَاءِ .
1441- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أيضًا لَمْ تَكُنْ تَرَى بَأْسًا أَنْ يُحَرِّك الرَّجُلُ خَاتَمَهُ فِي أَصَابِعِهِ ، يَتَحَفَّظُ بِهِ الصَّلاَةَ.
هذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة التابعي.
1442- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنِ سُلَيمَان بْن أَبِي عَتِيق ، عَن أَبِي مَعْشَر ، عَن إِبْرَاهِيم أَنَّه لَمْ يكُنْ يَرَى بَأْسًا أَنْ يُحَرِّك الرَّجُلُ خَاتَمَهُ يَتَحَفَّظُ بِهِ الصَّلاَةَ.@

(2/249)


79- باب ما يجتنب في الصلاة وغير ذلك مما يذكر
1443- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَن سُفْيَان ، حَدَّثَنَا عَن صالِحٍ مَولَى التَّوأَمَة ، سمعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول : يكْرَه أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ ، وَهُوَ مُعْتَمِدٌ عَلَى يَدِهِ اليُسْرَى فِي الصلاة.
هذا إسناد رجاله ثقات ، إلا أن صالح بن نبهان مولى التوءمة اختلط بأخرة ، وسفيان روى عنه بعد الاختلاط كما أوضحته في تبيين حال المختلطين.
1444- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا أَحْدَثَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ فَلْيَأْخُذْ بِأَنْفِهِ ثُمَّ لِيَخْرُجْ.
هَكَذَا رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً . وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَابْنُ الْجَارُودِ ، وَالْحَاكِمُ ، كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ هِشَامٍ بن عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا ، وَهُوَ الصَّوَابُ.
1445- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي بَطْنِهِ رِزًّا أَوْ شَيْئًا وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى أَنْفِهِ وَلْيَخْرُجْ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَعَبْدُ السَّلاَمِ هُوَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ.
1446- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ نُمَير ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ ، حَدَّثَنَا رَبِيعُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ جَدَّيْهِ زيدٍ وَزِياد - وَكَانَا يَحْتَلِفَانِ إِلَى أَبِي مُوسَى بِالْبَصْرَةِ يُقْرِئُهُمَا الْقُرْآنَ - عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ تُقْبَلُ صَلاَةُ رَجُلٍ مَا دَامَ فِي جِلْدِهِ أَوْ جَسَدِهِ مِنْهُ شَيْءٌ - يَعْنِي : الصفرة.@

(2/250)


1446/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فذكره.
1446/3- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بَكْر ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ جَدَّيْهِ ، قَالا : سَمِعْنَا أَبَا مُوسَى ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تُقْبَلُ صَلاَةُ رَجُلٍ فِي جَسَدِهِ شَيْءٌ مِنْ خَلُوقٍ .
1447- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : أَنبأَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا بَقَيَّةُ الدِّمَشْقِيُّ الْحِمْصِيُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ ، عَنْ هَاشِمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ وَفِيهِ دِرْهَمٌ حَرَامٌ لَمْ يَقْبَلِ الله لَهُ صَلاَةً مَا كَانَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : صَمْتًا إِنْ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَمِعْناهُ يَقُولُهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِتَدْلِيسِ بَقَيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ ، وَجَهَلةِ التَّابِعِي.
1448- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : أَنَّ عُمَرَ بن الخطاب قَالَ : لاَ تُدَافِعُوا الأَذَى مِنَ الْبَوْلِ ، وَالْغَائِطِ فِي الصَّلاَةِ.
هذا إسناد ضعيف ومنقطع موقوف ، قلت : قتادة لم يسمع من عُمَر ، وداود بن المحبر ضعيف.
1449- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا يَعْلَى ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكَمِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يَبْزُقَنَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ وَتَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى.
قُلْتُ : لَهُ شَوَاهِدُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ فِي كِتَابِ الْمَسَاجِدِ فِي بَابِ النَّهْيِ عَنِ الْبُصَاقِ فِي الْمَسْجِدِ ، وَأَصْلُهُ فِي ... @

(2/251)


1450- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ نِسَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ بَيْنَهُنَّ شَيْءٌ فَجَعَلَ يَنْهَاهُنَّ ، فَاحْتَبَسَ عَنِ الصَّلاَةِ ، فَنَادَاهُ أَبُو بَكْرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : يَا رَسُولَ الله ، احْثُ فِي وُجُوهِهِنَّ التُّرَابَ ، وَاخْرُجْ إِلَى الصَّلاَةِ .@

(2/252)


13- كتاب السهو
1451- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عِسْلِ بْنِ سُفْيَانَ التَّمِيمِيِّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا ابْنُ الزُّبَيْرِ فَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ مِنَ الْمَغْرِبِ ، ثُمَّ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَرَجَعَ وَرَكَعَ رَكْعَةً أُخْرَى وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ , فَذَكَرَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ صَنِيعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، فَقَالَ : مَا مَاطَ عَنْ سُنَّةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم .
1451/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عِسْلِ بْنِ سُفْيَانَ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا عَطَاءٌ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا عَبْدُ الله بْنُ الزَّبَيْرِ ، فَسَلَّمَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ مِنَ الْمَغْرِبِ فَانْطَلَقَ إِلَى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ ، فَرَأَى الْقَوْمَ جُلُوسًا فَسَبَّحُوا بِهِ ، قَالَ : فَصَلَّى رَكْعَةً وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا سَلَّمَ ، قَالَ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لاِبْنِ عَبَاسٍ ، فَقَالَ : هِيَ هِيَ لِلَّهِ أَبُوكَ ، قَالَ : فَعَادَ الْحَدِيثَ فَقَالَ : مَا أَمَاطَ عَنْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم .
1451/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ ، عَنْ عِسْلِ بْنِ سُفْيَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا ابْنُ الزُّبَيْرِ الْمَغْرِبَ ، فَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْحَجَرِ يَسْتَلِمُهُ ، فَسَبَّحْنَا فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : أَتْمَمْنَا الصَّلاَةَ ؟ فَقُلْنَا بِرُؤُوسِنَا : سُبْحَانَ الله - أَيْ لاَ - فَرَجَعَ فَصَلَّى الرَّكْعَةَ ، ثُمَّ سَلَّمَ ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ ، قَالَ عَطَاءٌ : فَلَمْ أَدْرِ مَا ذَاكَ ، فَخَرَجْتُ مِنْ فَوْرِي فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَأَخْبَرْتُهُ بِصَنِيعِهِ فَقَالَ : مَا أَمَاطَ عَنْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
1451/4- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ حَفْصٍ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنْ عَطَاءٍ ... فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الْحَارِثِ.
1451/5- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ مَطَرٍ (1)، عَنْ عَطَاءٍ ... فذكره.
قُلْتُ : مَدَارُ هَذِهِ الأَسَانِيدِ عَلَى عِسْلِ بْنِ سُفْيَانَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَالْبُخَارِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ عَدِيٍّ ، وَغَيْرُهُمْ.
_____حاشية_____
(1) تحرف في المطبوع إلى : "عَنْ مُطَرِّفٍ" ، وأثبتناه على الصواب عن "مسند أحمد" 1/351 (3285).@

(2/253)


1452- وَعَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ ابْن عَبَّاس ، قَالَ : إنَ اسْتَطَعْت أَلاَّ تُصَلِّي صَلاَةً إِلاَّ سَجَدْت بَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ فَافْعَلْ.
رواه مُسَدَّد بسند صحيح.
قال شيخنا شيخ الإسلام أبو الفضل : وكأن المراد بالسجدتين الركعتان ، وبالصلاة : المفروضة ، ويحتمل أن يكون يرى السجود للسهو وإن لم يسه احتياطًا لأن يكون سها ، فاللّه أعلم . انتهى . وسيأتي في الحديث بعده ما يؤكده .
1453- وَقَالَ مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ طَرْخَانَ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ صَلاَةَ الْعَصْرِ , فَسَجَدَ بِنَا سَجْدَتَيْنِ وَمَا رَأَيْنَا وَهْمًا ، فَلَمَّا سَلَّمَ ذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ ، قَالُوا : مَا رَأَيْنَا وَهْمًا . قَالَ : إِنِّي حَدَّثْتُ نَفْسِي.
هذا إسناد رجاله ثقات.
1454- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا الْمُقْرِي , حَدَّثَنَا حَيَوَةُ ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ ، وَقَالَ : صَلَّى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بِالنَّاسِ فَقَامَ عَنْ تَشَهُّدِهِ فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ فَقَالُوا : سُبْحَانَ الله , فَصَلَّى كَمَا هُوَ ، فَلَمَّا تَمَّ صَلاَتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ : يَأَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ الَّذِي أَرَدْتُمْ وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الْجُلُوسِ إِلاَّ الَّذِي صَنَعْتُ مِنَ السُّنَّةِ.
1455- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَعْوَرِ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، فَقَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ ، فَسَبَّحَ بِهِ الْقَوْمُ ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى أَتَمَّ الصَّلاَةَ ، ثُمَّ سَجَدَ بَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ : هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَفْعَلُ .@

(2/254)


1456- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ سَعْدٍ أَنَّهُ نَهَضَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ ، فَسَبَّحُوا بِهِ فَاسْتَتَمَّ قَائِمًا ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ حِينَ انْصَرَفَ قَالَ : كُنْتُمْ تَرَوْنِي أَجْلِسُ ؟ إِنِّي صَنَعْتُ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَصْنَعُ.
1456/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ .
قَالَ : عَمْرٌو : وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا رَفَعَهُ غَيْرَ أَبِي مُعَاوِيَةَ.
1456/3- قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرٌو ، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ ... فذكر نَحو حَدِيثُ أَبي مُعَاوِيَةَ ، وَلَمْ يَذْكُرِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
1456/4- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ... فذكره.
قَالَ الْبَزَّارُ : وَرَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، عَنْ سَعْدٍ مَوْقُوفًا .
وَرَوَاهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شِبْلٍ ، عَنْ قَيْسٍ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ.
1457- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شِمَاسَةَ حَدَّثَهُ ، أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ قَامَ فِي صَلاَتِهِ وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ ، فَقَالَ النَّاسُ : سُبْحَانَ الله سُبْحَانَ الله فَعَرَفَ الَّذِي يُرِيدُونَ ، فَلَمَّا أَتَمَّ صَلاَتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ ، وَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ قَوْلَكُمْ وَهِذِهِ السُّنَّةُ .
1458- وَعَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ ، وَهُمَا قَاعِدَانِ فِي الْمَسْجِدِ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ : صَلَّى بِنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ صَلاَةَ الْمَغْرِبِ فَلَمْ يَقْرَأْ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى شَيئًا فَسَهَا ، فَلَمَّا قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ ، ثُمَّ عَادَ فَقَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ ، ثُمَّ مَضَى فَصَلَّى حَتَّى قَضَى صَلاَتَهُ ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ.
رواه الحارث ، ورجاله ثقات.@

(2/255)


1459- والبزار بسند صحيح ولفظه : عَن أَبِي هُرَيرَة أَنَّ النَّبِي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى بِهِم صَلاةَ الظُهْر أَوْ العَصْر ، فَقَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ فَسَبَّحُوا بِهِ فَمَضَى فِي صَلاتِهِ ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاة سَجَدَ سَجْدَتَيْن ثُمَّ سَلَّم .
1460- وَعَنْ صِلَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ صَلَّى صَلاَةً لاَ يَذْكُرُ فِيهَا شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ ، عَزَّ وَجَلَّ ، فِيهَا شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ.
رواه الحارث مرسلاً ورجاله ثقات.
1461- وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : صَلَّى بِنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْمَغْرِبَ ثَلاَثًا ، فَقَامَ فِي رَكْعَتَيْنِ ، فَسَبَّحُوا بِهِ ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِمْ أَنْ قُومُوا ، فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ وَسَلَّمَ ، انْصَرَفَ فَخَطَبَهُمْ ثُمَّ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ كَالَّذِي رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ ، وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُهُ فَعَلَهُ لَمْ أَفْعَلْهُ.
رواه أبو يعلى.
1462- وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَجْدَتَا السَّهْوِ تُجْزِئَانِ مِنْ كُلِّ زِيَادَةٍ وَنَقْصٍ.
رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف حكيم بن نافع.@

(2/256)


1463- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : التَّسبِيحُ لِلرِّجالِ ، والتَّصفِيقُ لِلنِّساءِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ أَبِي هَارُون العَبْدِي.
1464- وَعَنْ جَابِرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : التَّسبِيحُ لِلرِّجالِ ، والتَّصفِيقُ لِلنِّساءِ.
رَوَاهُ بْن أَبِي شَيْبَةَ ، وفي سنده مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، لَكِنَّ المَتن لَهُ شَاهِد فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَمِن حَدِيث سَهْل بْن سَعْد.
1465- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : كُنْتُ اسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنْ كَانَ فِي الصَّلاَةِ سَبَّحَ ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِ صلاَة أَذِنَ لِي.
رواه أبو يعلى من طريق عبيد اللّه بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم عنه به.@

(2/257)


14 - كتاب الجمعة
1- باب فضل يوم الجمعة وما جاء في ساعتها
فيه حديث عبد الله بن سلام وسيأتي في القيامة وفي البعث .
1466- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - إِنَّهُ سُئِلَ عَنِ السَّاعَةِ الَّتِي فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَقَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَخَلَقَهُ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ أَدِيمِ الأَرْضِ كُلِّهَا ، أَلاَ تَرَى أَنَّ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ الأَحْمَرَ وَالأَسْوَدَ ، وَالْخَبِيثَ ، وَالطَّيِّبَ ؟ ثُمَّ عَهِدَ إِلَيْهِ فَنَسِيَ ، فَمِنْ ثَمَّ سُمِّيَ الإِِنْسَانُ ، فَبِاللَّهِ مَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى هَبطَ إِلَى الدُّنْيَا.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات.
1467- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ تَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ الطُّهُورَ ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلَمْ يَلْهُ وَلَمْ يَجْهَلْ كَانَ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى ، وَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ ، وَفِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ فَيَسْأَلُ الله فِيهَا خَيْرًا إِلاَّ أَعْطَاهُ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عَطِيَّةَ الْعُوفِيِّ ، وَالرَّاوِي عَنْهُ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ لَكِنَّ الْمَتْنَ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ.@

(2/258)


1468- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : جَاءَنِي جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - بِمِرْآةٍ بَيْضَاءَ فِيهَا نَكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَقُلْتُ : مَا هَذِهِ ؟ قَالَ : هَذِهِ الْجُمُعَةُ فِيهَا سَاعَةٌ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَفِي سَنَدِهِ يَزِيدُ الرِّقَاشِيُّ.
1468/2- وَعَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَرِضَتْ عَلَيَّ الأَيَّامُ منهَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَإِذَا هِيَ كَالْمِرْآةِ الْحَسْنَاءِ وَإِذَا فِي وَسَطِهَا نَكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَقُلْتُ : مَا هَذَا السَّوَادُ ؟! فَقَالَ : هَذِهِ السَّاعَةُ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.
1468/3 - وَعَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَتَانِي جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - بِالْجُمُعَةِ وَهِيَ كَالْمِرْآةِ الْبَيْضَاءِ فِيهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ ؟ قَالَ : هَذِهِ الْجُمُعَةُ قَالَ : قُلْتُ : وَمَا الْجُمُعَةُ ؟ قَالَ : لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ، قَالَ : قُلْتُ : وَمَا لَنَا فِيهَا : قَالَ : تَكُونُ عِيدًا لَكَ وَلِقَوْمِكَ مِنْ بَعْدِكَ , وَيَكُونُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى تَبَعًا لَكَ قَالَ : قُلْتُ : وَمَا لَنَا فِيهَا ؟ قَالَ : لَكُمْ فِيهَا سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ الله فِيهَا شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ هَوَ لَهُ قَسَمٌ إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، أَوْ لَيْسَ لَهُ بِقَسَمٍ إِلاَّ ادَّخَرَ لَهُ عِنْدَهُ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ : أَوْ يَتَعَوَّذُ بِهِ مِنْ شَرٍّ هُوَ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ إِلاَّ صُرِفَ عَنْهُ مِنَ الْبَلاَءِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ قَالَ : قُلْتُ : وَمَا هَذِهِ النُّكْتَةُ فِيهَا ، قَالَ : هِيَ السَّاعَةُ تَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَعِنْدَنَا سَيِّدُ الأَيَّامِ وَنَحْنُ نَدْعُوهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَوْمَ الْمَزِيدِ ، قَالَ : قُلْتُ : لِمَ ذَاكَ ؟ قَالَ : لأَنَّ رَبَّكَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - اتَّخَذَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا مِنْ مِسْكٍ أَبْيَضَ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ هَبَطَ مِنْ عِلِّيِّينَ عَلَى كُرْسِيِّهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - ثُمَّ حَفَّ الْكُرْسِيَّ بِمَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِالْجَوْهَرِ ، ثُمَّ جِيء بِالنَّبِيِّينَ فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا ،@

(2/259)


ثُمَّ تُحَفُّ الْمَنَابِرُ بِكَرَاسِيَّ مِنْ نُورٍ ، ثُمَّ يَجِيءُ بِالشُّهَدَاءِ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَيْهَا ، وَيَنْزِلُ أَهْلُ الْغُرَفِ فَيَجْلِسُونَ عَلَى ذَلِكَ الْكَثِيبِ ، ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ رَبُّهُمْ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - ثُمَّ يَقُولُ : سَلُونِي أُعْطِكُمْ فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا , فَيَقُولُ : رِضَائِي أُحِلُّكُمْ دَارِي وَأُنالُكُمْ كَرَامَتِي فَسَلُونِي أُعْطِكُمْ ، فَيَسْأَلُونَهُ الرَّضَا , فَيُشْهِدُهُمْ أَنَّهُ قَدْ رَضِيَ عَنْهُمَ قَالَ : فَيُفْتَحُ لَهُمْ مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ قَالَ : وَذَالِكُمْ مِقْدَارُ انْصِرَافِكُمْ مِنَ الْجُمُعَةِ ، قَالَ : ثُمَّ يَرْتَفِعُ وَيَرْتَفِعُ مَعَهُ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ ، قَالَ : وَيَرْجِعُ أَهْلُ الْغُرَفِ إِلَى غُرَفِهِمْ وَهِيَ دُرَّةٌ بَيْضَاءُ لَيْسَ فِيهَا قَصْمٌ ، وَلاَ فَصْمٌ ، أَوْ دُرَّةٌ حَمْرَاءُ ، أَوْ زَبَرْجَدَةٌ خَضْرَاءُ فِيهَا غُرَفُهَا وَأبوابُهَا مُطْرَدَةٌ ، رفيعًا أَنْهَارُهَا ، وَثِمَارُهَا مُتَدَلِيَة ، قَالَ : فَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ بِأَحْوَجَ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِيَزْدَادُوا إِلَى رَبِّهِمْ نَظَرًا وَيَزْدَادُوا مِنْهُ كَرَامَةً.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْحَارِثُ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَالطَّبَرَانِيُّ مُخْتَصَرًا بِسَنَدٍ جَيِّدٍ.
1468/4- ورَوَاهُ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَلَفْظُهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : أَتَانِي جِبْرِيلُ بِمِثْلِ الْمِرْآةِ الْبَيْضَاءِ فِيهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا ؟ قَالَ : هَذِهِ الْجُمُعَةُ جَعَلَهَا الله - تَعَالَى - عِيدًا لَكَ وَلأُمَّتِكَ ، فَأَنْتُمْ قَبْلَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، فِيهَا سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ يَسْأَلُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، فِيهَا خَيْرًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ قَالَ : قُلْتَ : مَا هَذِهِ النُّكْتَةُ السَّوْدَاءُ ؟ قَالَ : هَذَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ تَقُومُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَنَحْنُ نَدْعُوهُ عِنْدَنَا يَوْم الْمَزِيدَ ، قَالَ : قُلْتُ : مَا يَوْمُ الْمَزِيدِ ؟ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ ، عَزَّ وَجَلَّ ، جَعَلَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ , وَجَعَلَ فِيهِ كُثْبَانًا مِنَ الْمِسْكِ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ يَنْزِلُ اللَّهُ – تعالى - فِيهِ ، فَوُضِعَتْ فِيهِ مَنَابِرُ مِنْ ذَهَبٍ لِلأَنْبِيَاءِ ، وَكَرَاسِيُّ مِنْ دُرٍّ لِلشُّهَدَاءِ ، وَتَنْزِلُ الْحُورُ الْعِينُ مِنَ الْغُرَفِ فَيحمِدُوا اللَّهَ وَيُمَجِّدُوهُ ، قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، : اكْسُوا عِبَادِي فَيُكْسَوْنَ ، وَيَقُولُ : أَطْعِمُوا عِبَادِي فَيُطْعَمُونَ ، وَيَقُولُ : اسْقُوا عِبَادِي فَيُسْقَوْنَ ، وَيَقُولُ : طَيِّبُوا عِبَادِي فَيُطَيَّبُونَ ، ثُمَّ يَقُولُ : مَاذَا تُرِيدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا رِضْوَانَكَ قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ رَضِيتُ عَنْكُمْ ثُمَّ يَأْمُرُهُمْ فَيَنْطَلِقُونَ ، وَتَصْعَدُ الْحُورُ الْعِينُ إِلَى الْغُرَفِ مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ أَوْ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ.
َورَوَاهُ الْبَزَّارُ بِنَحْوِهِ.@

(2/260)


1469- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَخْبِرْنَا عَنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مَاذَا فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ ؟ فَقَالَ : فِيهِ خَمْسُ خِصَالٍ : فِيهِ خلَقَ الله آدَمُ ، وَفِيهِ أُهْبِطَ آدَمُ ، وَفِيهِ تَوَفَّى الله آدَمَ وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يَسْأَلُ الله الْعَبْدُ شَيْئًا إِلاَّ أَتَاهُ إياه مَا لَمْ يَسْأَلْ مَأْثَمًا أَوْ قَطِيعَةَ رَحِمٍ ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ، مَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، وَلاَ سَمَاءٌ ، وَلاَ أَرْضٌ ، وَلاَ جِبَالٌ ، وَلاَ رِيحٌ ، إِلاَّ وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَفِي سَنَدِهِ عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
1470- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله ، وَإِنَّ الْجُمُعَةَ لَتُكَفِّرُ إِلَى الْجُمُعَةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَتَزِيدُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ الله فِيهَا خَيْرًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ الأَيَّامُ فَرَأَيْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَأَنَّهُ فِي مِرْآتِهِ بَهَاءٌ وَنُورًا ، وَفُضِّلَتْ عَلَى سَائِرِ الأَيَّامِ فَسَرَّنِي ، ثُمَّ رَأَيْتُ فِيهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ كَالشَّامَةِ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ النَّكْتَةُ السَّوْدَاءُ فِي هَذَا الْبَهَاءِ وَالنُّورِ ؟! قَالَ : هِيَ السَّاعَةُ تَقُومُ فِيهَا الْقِيَامَةُ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبِّرِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَصَدْرُ الْحَدِيثِ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ , وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.@

(2/261)


1471- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : قِيلَ يَا نَبِيَّ الله لِمَ سُمِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ؟ قَالَ : لأَنَّ فِيهَا جُمِعَتْ طِينَةُ أَبِيكَ آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ، وَفِيهِ الْبَعْثَةُ ، وَفِي آخِرِ ثَلاَثِ سَاعَاتٍ منهَا سَاعَةٌ مَنْ دَعَا الله - عَزَّ وَجَلَّ – فيها بِدَعْوَةٍ اسْتُجِيبَ لَهُ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ وَمَنْقَطِعٍ.
1472- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ سَاعَةً لَيْسَ فِيهَا سَاعَةٌ إِلاَّ وَلِلَّهِ فِيهَا سِتُّمِئَةِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ ، قَالَ : فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ ، فَدَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ ، فَذَكَرْنَا لَهُ حَدِيثَ ثَابِتٍ ، فَقَالَ : سَمِعْتُهُ ، وَزَادَ فِيهِ : كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَفِي سَنَدِهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيد ، قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : أَجْمَعُوا عَلَى ضَعْفِهِ.
1473- وَعَنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ لله فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ سِتَّمِئَةِ أَلْفِ عَتِيقٍ يَعْتِقُهُمْ مِنَ النَّارِ ، قَالَ أَحَدُهُمَا فِي حَدِيثِهِ : كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ الأَزْوَرُ بْنُ غَالِبٍ , قَالَ ابْنُ حِبَّانَ : لاَ يحتج بِهِ إِذَا انْفَرَدَ قَالَ : وَمَتْنُ الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ بَاطِلٌ لاَ أَصْلَ لَهُ.@

(2/262)


1474- وَعَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ لِلَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الدُّنْيَا سِتَّمِئَةِ أَلْفِ عَتِيقٍ يعتقهم مِنَ النَّارِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
2- باب الإغتسال يوم الجمعة وفضل الغسل
فيه حديث أبي سعيد وتقدم في الباب قبله ، وفيه حديث أبي أيوب وسيأتي في باب الزينة والطيب ، وحديث ابن عمر وسيأتي في باب فضل الصلاة على الجنازة .
1475- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ - رضي الله عنهما - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ غَسَلَ ، وَاغْتَسَلَ ، وَغَدَا ، وابتكر ، وَدَنَا فَاقْتَرَبَ ، وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ قِيَامُ سَنَةٍ وَصِيَامُهَا.
رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدِ الصَّحِيحِ .
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الأربعة ، وابن خزيمة ، وابن حبان ، في صحيحيهما وغيرهم.
قال الخطابي : قوله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ ، اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي مَعْنَاهُ : فَمِنْهُمْ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ مِنَ الْكَلاَمِ الظَّاهِرِ الَّذِي يُرَادُ بِهِ التَّوْكِيدُ وَلَمْ تَقَعِ الْمُخَالَفَةُ بَيْنَ الْمَعْنَيَيْنِ لاِخْتِلاَفِ اللَّفْظَيْنِ ، وَقَالَ : أَلاَ تَرَاهُ تَقَوَّلَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ : وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ ، وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ الأَثْرَمُ صَاحِبُ أَحْمَدَ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : غَسَّلَ مَعْنَاهُ غَسَلَ الرَّأْسَ خَاصَّةً ، وَذَلِكَ لأَنَّ الْعَرَبَ لَهُمْ لِمَمٌ وَشُعُورٌ وَفِي غَسْلِهَا مُؤَنَةٌ ، فَأَرَادَ غَسْلَ الرَّأْسِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ ، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ مَكْحُولٌ وَقَوْلُهُ : وَاغْتَسَلَ مَعْنَاهُ غَسَلَ سَائِرَ الْجَسَدِ.@

(2/263)


وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ قَوْلَهُ : غَسَّلَ مَعْنَاهُ أَصَابَ أَهْلَهُ قَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَى الْجُمُعَةِ لِيَكُونَ أَمْلَكَ لِنَفْسِهِ وَأَحْفَظَ فِي طَرِيقِهِ لِبَصَرِهِ.
وَقَوْلُهُ : بَكَّرَ وَابْتَكَرَ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ قَوْلَهُ : بَكَّرَ أَدْرَكَ بَاكُورَةَ الْخُطْبَةِ وَهِيَ أَوَّلُهَا ، وَمَعْنَى : وَابْتَكَرَ قَدَمَ فِي الْوَقْتِ.
وَقَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ : مَعْنَى بَكَّرَ تَصَدَّقَ قَبْلَ خُرُوجِهِ وَتَأَوَّلَ فِي ذَلِكَ مَا رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : بَاكِرُوا بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ الْبَلاَءَ لاَ يَتَخَطَّاهَا.
وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ خُزَيْمَةَ : مَنْ قَالَ فِي الْخَبَرِ : غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ - يَعْنِي بِالتَّشْدِيدِ - مَعْنَاهُ : جَامَعَ فَأَوْجَبَ الْغُسْلَ عَلَى زَوْجَتِهِ أَوْ أَمَتِهِ وَاغْتَسَلَ . وَمَنْ قَالَ : غَسَلَ وَاغْتَسَلَ - يَعْنِي بِالتَّخْفِيفِ - أَرَادَ غَسَلَ رَأْسَهُ ، وَاغْتَسَلَ فَغَسَلَ سَائِرَ الْجَسَدِ لِخَبَرِ طَاوُوسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، ثُمَّ رُوِيَ بِإِسْنَادِهِ الصَّحِيحِ إِلَى طَاوُوسٍ ، قَالَ : قُلْتُ : لاِبْنِ عَبَّاسٍ : زَعَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَاغْسِلُوا رُؤُوسَكُمْ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا ، وَمُسُّوا مِنَ الطِّيبِ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَمَّا الطِّيبُ فَلاَ أَدْرِي ، وَأَمَّا الْغُسْلُ فَنَعَمْ.
1476- وعَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ الله : إِنَّ مِنَ السُّنَّةِ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ ، وَالْحَارِثُ.
1477- وعن عبد الله بن وديعة ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَن ِالنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ غُسْلَهُ ، أَوْ تَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ طُهُورَهُ - شَكَّ ابْنُ عَجْلاَنَ – وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ ، وَمَسَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ – أَوْ مِن دُهْنِ أَهْلِهِ ، - شَكَّ ابْنُ عَجْلاَنَ – ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلَمْ يَلْغُ ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلاَّ غَفَرَ الله لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَدَّدٌ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ .@

(2/264)


1477/2- وَالْحُمَيْدِيُّ : فذكره وَزَادَ فِي آخِرِهِ : غُفِرَ لَهُ بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ .
وَالْحَاكِمُ وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ فَلَمْ يُخْرِجْ مُسْلِمٌ لِعَبْدِ الله بْنِ وَدِيعَةَ شَيْئًا ، وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا ، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ لَكِنْ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الله بْنِ وَدِيعَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ.
1478- وَعَنْ زَاذَانَ : أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ عَلِيًّا ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ الْغُسْلِ ، فَقَالَ : اغْتَسِلْ كُلَّ يَوْمٍ إِنْ شِئْتَ ، قَالَ : لاَ بَلِ الْغُسْلُ , قَالَ : اغْتَسِلْ كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ ، وَيَوْمِ الْفِطْرِ ، وَيَوْمِ النَّحْرِ ، وَيَوْمِ عَرَفَةَ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1479- وعن إبراهيم قال : كانوا يحبون أن يجامعوا يوم الجمعة ليوجبوا الغسل.
رواه مُسَدَّد.
1480- وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : أُمِرْنَا بِالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَقُلْتُ : أَنْتُمْ أَيُّهَا الْمُهَاجِرُونَ الأَوُّلُونَ أَمِ النَّاسُ عَامَّةً ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1481- وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِثَلاَثٍ لاَ أَتْرُكُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ : بِالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَصَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وَالْحَارِثُ ، وَسَيَأْتِي لَفْظُهُ فِي كِتَابِ الصَّوْمِ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، فَجَعَلُوا مَكَانَ غُسْلِ الْجُمُعَةِ صَلاَةَ الضُّحَى.@

(2/265)


1482- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ أَبَدًا : الْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ ، وَصِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وَمُسَدَّدٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَالْحَارِثُ ، دُونَ غُسْلِ الْجُمُعَةِ وَجَعَلُوا مَكَانَهُ صَلاَةَ الضُّحَى.
1483- وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : جَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَعُودُهُ فِي شَكْوَاهُ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ ، فَوَجَدَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُتَسَانِدًا إِلَى عَلِيٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَقَدْ قَالَ عَلِيٌّ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِهِ ضَامَّهُ إِلَيْهِ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَاسِطٌ رِجْلَيْهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ادْنُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَدَنَا ، ثُمَّ قَالَ : ادْنُ ، فَدَنَا ، ثُمَّ قَالَ : ادْنُ ، فَدَنَا حَتَّى مَسَّ أَطْرَافُ أَصَابِعِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَطْرَافَ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : اجْلِسْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَجَلَسَ ، فَقِيلَ لَهُ : ادْنُ مِنِّي طَرْفَ ثَوْبِكَ فَمَدَّ أَبُو هُرَيْرَةَ ثَوْبَهُ فَأَمْسَكَ بِيَدِهِ وَأَدْنَاهُ مِنْ وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُوصِيكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ بِخِصَالٍ لاَ تَدَعْهُنَّ مَا بَقِيتَ ، قَالَ : نَعَمْ أَوْصِ بِمَا شِئْتَ قَالَ : أُوصِيكَ بِالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْبُكُورِ إِلَيْهَا ، وَلاَ تَلْغُ ، وَلاَ تَلْهُ ، أُوصِيكَ بِثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ فَإِنَّهُ صَوْمُ الدَّهْرِ ، وَأُوصِيكَ بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ لاَ تَدَعْهُمَا وَإِنْ صَلَّيْتَ اللَّيْلَ كُلَّهُ فَإِنَّ فِيهِمَا الرَّغَائِبَ - قَالَهَا ثَلاَثًا - ضُمَّ إِلَيْكَ ثَوْبَكَ فَضَمَّ ثَوْبَهُ إِلَى صَدْرِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، أُسِرُّ هَذَا أَم أُعْلِنُهُ ؟ قَالَ : بَلْ أَعْلِنْهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ - قَالَهَا ثَلاَثًا.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرُهُمَا بِاخْتِصَارٍ.@

(2/266)


1484- وعن عَبد الله بن الحارث بن نوف قال : سمعت سعدًا يقول : ما كنت أحسب أن أحدًا يدع الغسل يوم الجمعة.
رواه أحمد بن منيع.
1485- وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، وَأَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنهما - قَالاَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كُفِّرَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ وَخَطَايَاهُ ، فَإِذَا أَخَذَ فِي الْمَشْيِ إِلَى الْجُمُعَةِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ عَمَلُ عِشْرِينَ سَنَةً ، فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْجُمُعَةِ أُجِيزَ بِعَمَلِ مِئَتَيْ سَنَةٍ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِتَدْلِيسِ بَقَيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ . وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ .
1486- وَسَيَأْتِي فِي بَابِ فَضْلِ الصَّلاَةِ عَلَى الْمَيِّتِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ : وَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِئَة يوم .
1487- وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ : الْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ ، وَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ ! فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نَعَمْ . ثُمَّ زَادَهُ فَقَالَ : الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ ، وَالْمَشْيُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ ، كُلُّ قَدَمٍ مِنْهَا كَعَمَلِ عِشْرِينَ سَنَةً فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاَةِ الْجُمُعَةِ أُجِيزَ بِعَمَلِ مِئَتَيْ سَنَةٍ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ.@

(2/267)


1488- وَعَن هُشَيْمٌ قَالَ : قُلْتُ لَيَزِيدَ : هَلْ مِنْ غُسْلٍ غَيْرَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، يَوْمَ عَرَفَةَ وَعِيدِ الْفِطْرِ ، وَيَوْمَ أضْحَى ، وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ
وقال فيه : حَدَّثَنَا عَبد الرحمن.
رواه أبو يَعْلَى عن هشيم به.
2- باب الرخصة في ترك غسل يوم الجمعة , وما جاء فيمن اغتسل للجنابة والحمعة
1489- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَن ِالنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ تَوَضَّأَ فبِهَا وَنِعْمَتْ ، وَمَنِ اغْتَسَلَ فَالْغُسْلُ أَفْضَلُ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
1490- وَعَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ وَهُوَ يَجْزِي عَنْهُ الْفَرِيضَةَ ، وَمَنِ اغْتَسَلَ فَالْغُسْلُ أَفْضَلُ وَهُوَ مِنَ السُّنَّةِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَاللَّفْظُ لَهُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ يَزِيدَ الرِّقَاشِيِّ ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَالْبَزَّارُ مِنَ هَذَا الْوَجْهِ دُونَ قَوْلِهِ : وَهُوَ مِنَ السُّنَّةِ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ الْجَارُودِ مِنْ حَدِيثِ سَمُرَةَ بْنِ جُنُدُبٍ ، وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ، وَالْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ.@

(2/268)


1491- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، قَالَ : دَخَلَ عَلَيَّ أَبِي وَأَنَا أَغْتَسِلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ : غُسْلُكَ مِنْ جَنَابَةٍ أَوْ مِنْ جُمُعَةٍ ؟ قُلْتُ : مِنْ جَنَابَةٍ ، قَالَ : أَعِدْ غُسْلاً آخَرَ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَانَ فِي طَهَارَةٍ إِلَى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا وَالْحَاكِمُ وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا قُلْتُ : كَلاَّ ، هَارُونُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ لَمْ يُخْرَجْ لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَلاَ فِي أَحَدِهِمَا ، بَلْ ، وَلاَ لَهُ رِوَايَةٌ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكُتُبِ السِّتَّةِ.@

(2/269)


3- باب فيمن جمع ومن لم يجمع والضرير إذا لم يجد قائدا والأمر بالحضور للجمعة والرواح إليها وفي كم تؤتى الجمعة والزجر عن التخلف عنها من غير عذر
1492- عن حميد قال : كان أنس في قصره فأحيانًا وأحيانُا لا يجمع.
رواه مُسَدَّد ورجاله ثقات.
1493- وعن أبي هريرة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : كتبنا إلى عمر نسأله عن الجمعة بالبحرين ، فكتب إلينا أن أجمعوا حيثما كنتم.
رواه مُسَدَّد.
1494- وعن ابن عون قال : كان أبو المليح على الأبلة - ولم يكن من عُماَّل الحجاج أتقى من أبي المليح - فكان إذا كان يوم الجمعة جاء فجمَّع بالبصرة ثم رجع .
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1495- وَعَنْ كَثِيرٍ مَوْلَى لاِبْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : مَرَرْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى بَابِهِ ، فَقَالَ : مَا خَطَبَ أَمِيرُكُمْ ؟ فَقُلْنَا : أَوَمَا جَمَعْتَ ؟ قَالَ : لاَ ، حَبَسْنَا هَذَا الرَّدَغُ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1496- وعن الحسن قال : الضرير إذا لم يجد قائدًا فلا جمعة عليه.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.@

(2/270)


1497- وَعَنْ سَمُرَةَ - رضي الله عنه – قَالَ : احْضَرُوا الْجُمُعَةَ ، وَادْنُوا مِنَ الإِمَامِ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَخَلَّفُ عَنِ الْجُمُعَةِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِهَا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
1497/2- وَأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ بِلَفْظِ : احْضَرُوا الذِّكْرَ ، وَادْنُوا مِنَ الإِمَامِ فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخَّرَ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ دَخَلَهَا .
1498- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : خَمْسٌ مَنْ عَمِلَهُنَّ فِي يَوْمٍ كَتَبَهُ الله مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ : مَنْ عَادَ مَرِيضًا ، وَصَامَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَرَاحَ إِلَى الْجُمُعَةِ ، وَشَهِدَ جِنَازَةً ، وَأَعْتَقَ رَقَبَةً.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَسَيَأْتِي فِي بَابِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ.
1499- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللَّيْلَ يُؤْوِيهِ إِلَى أَهْلِهِ فَلْيَشْهَدِ الْجُمُعَةَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ دُونَ قَوْلِهِ : مَنْ عَلِمَ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ ، يَقُولُ : كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، فَذَكَرُوا عَلَى مَنْ تَجِبُ الْجُمُعَةُ فَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ فِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَيْئًا ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ : فَقُلْتُ : لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : فِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ أَحْمَدُ : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟! قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ الْمُتَقَدِّمَ ، قَالَ : فَغَضِبَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَقَالَ لِي : اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ ، اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ.@

(2/271)


قَالَ التِّرْمِذِيُّ : إِنَّمَا فَعَلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ هَذَا لأَنَّهُ لَمْ يَعُدَّ هَذَا الْحَدِيثَ شَيْئًا وَضَعَّفَهُ لِحَالِ إِسْنَادِهِ قَالَ : وَإِنَّمَا يُرْوَى مِنْ حَدِيثِ مُعَارِكِ بْنِ عَبَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ : وَلاَ يَصِحُّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَيْءٌ فِي هَذَا الْبَابِ .
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى مَنْ تَجِبُ الْجُمُعَةُ ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : تَجِبُ الْجُمُعَةُ عَلَى مَنْ آوَاهَ اللَّيْلُ إِلَى مَنْزِلِهِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لاَ تَجِبُ الْجُمُعَةُ إلاَّ عَلَى مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ وَبِهِ يَقُولُ الشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ.
1500- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَمِّي يُحَدِّثُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاَثًا طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ وَجُعِلَ قَلْبُهُ قَلْبَ مُنَافِقٍ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ
1500/2- وأبو يَعْلَى ولفظه : مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَلَمْ يَأْتِ ، أَوْ لَمْ يُجِبْ ، ثُمَّ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِ ، أَوْ لَمْ يُجِبْ ، ثُمَّ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِ ، أَوْ لَمْ يُجِبْ , طَبَعَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، عَلَى قَلْبِهِ ، فَجُعِلَ قَلْبَ مُنَافِقٍ
1501- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَن ّرَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ فَقَدْ طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ جَابِرٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةَ.@

(2/272)


1502- وَعَنْ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَخْرُجُ الرَّجُلُ فِي غَنِيمَتِهِ إِلَى حَاشِيَةِ الْقَرْيَةِ فَيَشْهَدُ الصَّلاَةَ وَيَؤُوبُ إِلَى أَهْلِهِ حَتَّى إِذَا أَكَلَ مَا حَوْلَهُ ، وَتَعَذَّرَتْ عَلَيْهِ الأَرْضُ قَالَ : لَوِ ارْتَفَعْتُ إِلَى رَدْهَةٍ هِيَ أَعْفَى مِنْ هَذِهِ ، فَيَرْتَفِعُ حَتَّى لاَ يَشْهَدَ مِنَ الصَّلاَةِ إِلاَّ الْجُمُعَةَ حَتَّى إِذَا أَكَلَ مَا حَوْلَهُ وَتَعَذَّرَت عَلَيْهِ الأَرْضُ قَالَ : لَوِ ارْتَفَعْتُ إِلَى رَدْهَةٍ هِيَ أَعْفَى مِنْ هَذِهِ فَيَرْتَفِعُ حَتَّى لاَ يَشْهَدَ جُمُعَةً ، وَلاَ يَدْرِي مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ حَتَّى يُطْبَعَ عَلَى قَلْبِهِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُمَا بِسَنَدٍ حَسَنٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى .
قَوْلُهُ : رَدْهَةٍ هِيَ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالْهَاءِ بَيْنَهُمَا دَالٌ مُهْمَلَةٌ سَاكِنَةٌ : نُقْرَةٌ فِي الْجَبَلِ ، وَالْجَمْعُ رَدَاه.
1503- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَطِيبًا يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ : عَسَى رَجُلٌ تَحْضُرُهُ الْجُمُعَةُ وَهُوَ عَلَى قَدْرِ مِيلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَلاَ يَحْضُرُ الْجُمُعَةَ ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَةِ : عَسَى رَجُلٌ تَحْضُرُهُ الْجُمُعَةُ وَهُوَ عَلَى قَدْرِ مِيلَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ فَلاَ يَحْضُرُهَا ، وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ : عَسَى أَنْ يَكُونَ عَلَى قَدْرِ ثَلاَثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَلاَ يَحْضُرُ الْجُمُعَةَ وَيَطْبَع الله عَلَى قَلْبِهِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.@

(2/273)


1503/2- وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ بِلَفْظِ : مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاَثًا مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ طَبَعَ الله عَلَى قَلْبِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ في صحيحه.
وتقدم حديث عبد الله بن عمرو ، وحديث عقبة بن عامر في باب الحث على المذاكرة.
1504- وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قَالَ : مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاَثَ جُمَعٍ مُتَوَالِيَاتٍ فَقَدْ نَبَذَ الإِسْلاَمَ وَرَاءَ ظَهْرِهِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى مَوْقُوفًا بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
1504/2- وَالتِّرْمِذِيُّ بِلَفْظِ : إنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنْ رَجِلٍ يَصُومُ النَّهَارَ ، وَيقُومُ اللَّيْلَ ، وَلاَ يَشْهَدُ الْجَمَاعَةَ ، وَلاَ الْجُمُعَةَ ، فقال : هَذَا فِي النَّارِ .
4- باب الزينة والطيب والسواك يوم الجمعة
فيه حديث جابر ، وسيأتي في صلاة العيدين.
1505- عَنْ أُمِّ الْحُصَيْنِ - رضي الله عنها - قَالَتْ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْطُبُ وَهُوَ مُتقَنَّعٌ بِبُرْدَةٍ وَعَضَلَتُهُ تَرْتَجُّ.
رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، وَسَيَأْتِي فِي بَابِ لِبْسِ الأَحْمَرِ.@

(2/274)


1506- عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : نَظَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَاذَّةٌ هَيْئَتُهُمْ ، فَقَالَ : مَا ضَرَّ رَجُلاً لَوِ اتَّخَذَ لِهَذَا الْيَوْمِ ثَوْبَيْنِ ، فَلَمْ تَأْتِ الْجُمُعَةُ الأُخْرَى حَتَّى قَدِمَتْ ثِيَابٌ مِنَ الْبَحْرَيْنِ غِلاَظٌ جُدَدُ الثَّوْبَيْنِ وَالنَّمِرَة.
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَفِي سَنَدِهِ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ.
1507- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : كَانَ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثَوْبَانِ يَلْبِسُهُمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَإِذَا انْصَرَفَ مِنَ الْجُمُعَةِ طَوَاهُمَا وَرَفَعَهُمَا.
رَوَاهُ الْحَارِثُ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ .
1507/2- لَكِنَّ الْمَتْنَ رواه ابن ماجه بإسناد صحيح ، وابن خزيمة وعنه ابن حبان في صحيحه ، ولفظهم : إنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَرَأَى عَلَيْهِمْ ثِيَابَ النِّمَارِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدَ سَعَةً أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِجُمُعَتِهِ سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ.
ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث عبد الله بن سلام.
1508- وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مِنَ الْحَقِّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَغْتَسِلَ أَحَدُهُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَأَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَ أَهْلِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَنْدَهُمْ فَإِنَّ الْمَاءَ طِيبٌ .
رواه أحمد بن منيع بإسناد حَسَن.
1509- وعن أبي هريرة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّمَ : مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ غُسْلَهُ ، وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ ، وَمَسَّ من طِيبَ بَيْتِهِ أَوْ دَهْنِهِ ، وَغَدَا ، وَابْتَكَرَ ، غُفِرَلَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى ، وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنَ الَّتِي بَعْدَهَا.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ.@

(2/275)


1510- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّ الله - تَعَالَى - طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ ، جَوَّادٌ يُحِبُّ الْجُودَ فَنَظِّفُوا بُيُوتَكُمْ ، وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ الَّتِي تَجْمَعُ الأَكْبَاءَ فِي دُورِهَا.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ خَالِدِ بْنِ إِيَاسٍ الْعَدَوِيِّ.
الأَكْبَاءُ : الْكُنَاسَاتُ , َوَاحِدُهَا كَبَا مَقْصُورٌ وَبِالْمَدِّ وَالْكَسْرِ : الْبُخُورُ.
1511- وَعَنِ ابْنِ السَّبَّاقِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : فِي جُمُعَةٍ فِي الْجُمَعِ : إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ جَعَلَهُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، لِلْمُسْلِمِينَ فَاغْتَسِلُوا ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طِيبٌ فَلاَ يَضُرُّهُ أَنْ يَمَسَّ مِنْهُ ، وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَالْبَيْهَقِيُّ مُرْسَلاً بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَمِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَقَالَ : الصَّحِيحُ أَنَّهُ مُرْسَلٌ.
1512- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، مِنَ الأَنْصَارِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : ثَلاَثَةٌ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ : السِّوَاكُ ، وَالْغُسْلُ ، وَالطِّيبُ إِنْ وَجَدَهُ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.@

(2/276)


1513- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلةَ ، وَرَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ ، قَالاَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : السِّوَاكُ وَاجِبٌ ، وَغُسْلُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
1514- وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ ، وَإِنْ وَجَدَ طِيبًا فَلاَ عَلَيْهِ أَنْ يَمَسَّ مِنْهُ ، وَعَلَيْكَ بِالسِّوَاكِ.
قَالَ : فَحَدَّثْتُ عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ بِالَّذِي حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ ، قَالَ عَبْدُ الله : أَمَّا الْغُسْلُ فَنَعَمْ ، وَأَمَّا الطِّيبُ فَلاَ أَدْرِي.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ.@

(2/277)


5- باب التبكير والصلاة يوم الجمعة وما جاء في خروج النساء يوم الجمعة من المسجد والنهي أنا يقيم الرجل أخاه يوم الجمعة
1515- وعن أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ ، قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يُخْرِجُ النِّسَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنَ الْمَسْجِدِ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.
1516- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ يُقِيمُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، ثُمَّ يُخَالِفُهُ إِلَى مَقْعَدِهِ وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ.
1517- وَعَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ مَوْلَى الْحَرْقَةِ ، قَالَ أَبِي : إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُ شَيْئًا مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا فَقُلْتُ : يَا أَبَه سَلْ مَا شِئْتَ قَالَ : فَإِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَبْكُرَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْمَلاَئِكَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَكْتُبُونَ النَّاسَ ، فَكَالْمُهْدِي بَعِيرًا ، أَوْ كَالْمُهْدِي بَقَرَةً ، أَوْ كَالْمُهْدِي شَاةً ، أَوْ كَالْمُقَدِّمِ طَائِرًا ، أَوْ كَالْمُقَدِّمِ بَيْضَةً ، فَإِذَا قَعَدَ الإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ طُوِيَتِ الصُّحُفُ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ .
وَأَصْلُهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
1518- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ جَاءَتِ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى أبوابِ الْمَسْجِدِ ، فَكَتَبُوا النَّاسَ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ ، وَخَرَجَتِ الشَّيَاطِينُ بِالرَّبَايِثِ يَرْبُثُونَ النَّاسَ ، وَيُذَكِّرُونَهُمُ الْحَوَائِجَ ، فَمَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ ، وَأَنْصَتَ ، وَلَمْ يَلْغُ , كَانَ لَهُ كِفْلاَنِ مِنَ الأَجْرِ ، وَمَنْ نَأَى فَاسْتَمَعَ ، وَأَنْصَتَ ، وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ كِفْلٌ مِنَ الأَجْرِ ، وَمَنْ دَنَا فَاسْتَمَعَ ، وَلَمْ يُنْصِتْ وَلَغَا كَانَ عَلَيْهِ كِفْلاَنِ مِنَ الإِثْمِ ، وَمَنْ نَأَى وَلَمْ يَسْمَعْ وَلَمْ يُنْصِتْ كَانَ عَلَيْهِ كِفْلٌ مِنَ الْوِزْرِ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ .@

(2/278)


1518/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَزَادَ : وَمَنْ قَالَ : صَهٍ فَقَدْ تَكَلَّمَ ، وَمَنْ تَكَلَّمَ فَلاَ جُمُعَةَ لَهُ ثُمَّ قَالَ : هَكَذَا سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ بِاخْتِصَارٍ وَفِي إِسْنَادِهِمْ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.
الرَّبَايِثُ - بِالرَّاءِ وَالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ ، ثُمَّ أَلِفٌ وَيَاءٌ مُثَنَّاةٌ تَحْتَ بَعْدَهَا ثَاءٌ مُثَلَّثَةٌ - جَمْعُ رَبِيثَةٍ وَهِيَ الأَمْرُ الَّذِي يَحْبِسُ الْمَرْءَ عَمَّا يَقْصِدُ ، وَيُثَبِّطُهُ عَنْهُ وَمَعْنَاهُ أَنَّ الشَّيَاطِينَ تَشْغَلُهُمْ ، وَتُفَنِّدُهم عَنِ السَّعْيِ إِلَى الْجُمُعَةِ إِلَى أَنْ تَمْضِيَ الأَوْقَاتُ الْفَاضِلَةُ .
وَقَوْلُهُ : صَهٍ - بِسكون الْهَاءِ , وَتُكْسَرُ مُنَوَّنَةً - وَهِيَ كَلِمَةُ زَجْرٍ لِلْمُتَكَلِّمِ أَيِ : اسْكُتْ .
وَالْكِفْلُ - بِكَسْرِ الْكَافِ - هُوَ النَّصِيبُ مِنَ الأَجْرِ أَوِ الْوِزْرِ.
1519- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ عَلَى أبوابِ الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ ، جَاءَ فُلاَنٌ الْجُمُعَةَ مِنَ السَّاعَةِ كَذَا ، جَاءَ فُلاَنٌ مِنَ السَّاعَةِ كَذَا ، جَاءَ فُلاَنٌ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ وَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاَةَ وَلَمْ يُدْرِكِ الْجُمُعَةَ إِذَا لَمْ يُدْرِكِ الْجُمُعَةَ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ .
وَلأَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرَهُ بِغَيْرِ هَذِهِ السِّيَاقَةِ.@

(2/279)


1520- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ يَقُومُونَ عَلَى أبوابِ الْمَسْجِدِ فَيَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ حَتَّى إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ طُوِيَتِ الصُّحُفُ.
ورَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ورِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ ، وَتَقَدَّمَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ.
1521- وَعَنِ الْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ - أَوْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ - قَالَ : رَأَيْتُ عِمْرَانَ بْنَ الحُصَيْنٍ صَلَّى الْجُمُعَةَ ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ . فَقَالُوا : أَكْمِلْهَا , أَكْمِلْهَا . فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعِمْرَانَ فَقَالَ : لَأَنْ تَخْتَلِفَ النَّيَازِكَةُ فِي جَوْفِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ . فَرَمَقْتُهُ فِي الْجُمُعَةِ الثَّانِيَةِ فَصَلَّى ثُمَّ احْتَبَى فَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى قَامَ إِلَى الْعَصْرِ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.
1522- وَعَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ : كُنَّا نُصَلِّي فِي زَمَنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَإِذَا خَرَجَ عُمَرُ وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ قَطَعْنَا الصَّلاَةَ ، وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ وَيُحَدِّثُنَا فَرُبَّمَا يَسْأَل الرَّجُلَ الَّذِي يَلِيهِ عَنْ سُوقِهِمْ وَخدامهِمْ ، فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ خَطَبَ فَلَمْ نَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ.
رواه إسحاق بن راهويه موقوفًا بسند صحيح ، والبيهقي في الكبرى.
1523- وعن أبي هريرة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الصَّلاَةِ نِصْفَ النَّهَارِ إِلاَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَغَيْرَهُ.@

(2/280)


6- باب اتخاذ المنبر وقدره واسم من صنعه وحنين الجذع واتخاذ العصا
1524- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ رُومِيٌّ ، فَقَالَ : أَصْنَعُ لَكَ مِنْبَرًا تَخْطُبُ عَلَيْهِ ، فَصَنَعَ لَهُ مِنْبَرَهُ هَذَا الَّذِي تَرَوْنَ قَالَ : فَلَمَّا قَامَ عَلَيْهِ يَخْطُبُ حَنَّ الْجِذْعُ حَنِينَ النَّاقَةِ إِلَى وَلَدِهَا ، فَنَزَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَضَمَّهُ إِلَيْهِ ، فَسَكَنَ ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُدْفَنَ ، وَيُحْفَرَ لَهُ.
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
1524/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : إِذَا رَأَيْتُمْ فُلاَنًا يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِي فَاضْرِبُوا رَأْسَهُ .
1524/3- وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ ، فَقَالَ لَهُ النَّاسُ : يَا رَسُولَ الله قَدْ كَثُرَ النَّاسُ - يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ - وَإِنَّهُمْ لَيُحِبُّونَ أَنْ يَرَوْكَ فَلَوِ اتَّخَذْتَ مِنْبَرًا تَقُومُ عَلَيْهِ فَيَرَاكَ النَّاسُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، مَنْ يَجْعَلُ لَنَا هَذَا الْمِنْبَرَ ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : أَنَا قَالَ : تَجْعَلُهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ الله قَالَ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : فُلاَنٌ قَالَ : اقْعُدْ فَقَعَدَ ثُمَّ عَادَ فَقَالَ : مَنْ يَجْعَلُ لَنَا هَذَا الْمِنْبَرَ ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : أَنَا قَالَ : تَجْعَلُهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ الله قَالَ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : فُلاَنٌ قَالَ : اقْعُدْ ، ثُمَّ عَادَ فَقَالَ : مَنْ يَجْعَلُ لَنَا هَذَا الْمِنْبَرَ ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : أَنَا فَقَالَ : تَجْعَلُهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، إِنْ شَاءَ الله قَالَ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : إِبْرَاهِيمُ قَالَ : اجْعَلْهُ قَالَ : فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، اجْتَمَعَ النَّاسُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي آخِرِالْمَسْجِدِ ، فَلَمَّا صَعَدَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمِبْنَرَ ، وَاسْتَوَى عَلَيْهِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ حَنَّتِ النَّخْلَةُ حَتَّى أَسْمَعَتْنِي ، وَأَنَا فِي آخِرِ الْمَسْجِدِ قَالَ : فَنَزَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْمِنْبَرِ فَاعْتَنَقَهَا ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى سَكَنَتْ ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ ، فَحَمِدَ الله ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ هَذِهِ النَّخْلَةِ إِنَّمَا حَنَّتْ شَوْقًا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَمَّا فَارَقَهَا ، فَوَالله لَوْ لَمْ أَنْزِلْ إِلَيْهَا فَاعْتَنَقْتُهَا لَمَا سَكَنَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .@

(2/281)


1524/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُومُ إِلَى خَشَبَةٍ يَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا يَخْطُبُ كُلَّ جُمُعَةٍ ، حَتَّى أَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ ، فَقَالَ : إِنْ شِئْتَ جَعَلْتُ لَكَ شَيْئًا إِذَا قَعَدْتَ عَلَيْهِ كُنْتَ كَأَنَّكَ قَائِمٌ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَجَعَلَ لَهُ الْمِنْبَرَ ، فَلَمَّا جَلَسَ عَلَيْهِ حَنَّتِ الْخَشَبَةُ حَنِينَ النَّاقَةِ عَلَى وَلَدِهَا حَتَّى نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ رَأَيْتُهَا قَدْ حُوِّلَتْ ، فَقُلْنَا مَا هَذَا ؟ قَالُوا : جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْبَارِحَةَ ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ فَحَوَّلُوهَا .
1524/5- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَلَفْظُهُ : كَانَ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَشَبَةٌ يَقُومُ إِلَيْهَا ، فَجَاءَ رَجَلٌ فَأَمَرَهُ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ كُرْسِيًّا ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْطُبَ عَلَيْهِ ، فَحَنَّتِ الْخَشَبَةُ الَّتِي كَانَ يَقُومُ عِنْدَهَا حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ حَنِينَهَا - قَالَ : فَقُلْتُ : لِلْعُوفِيِّ : أَنْتَ سَمِعْتَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُهُ لَعَمْرِي - فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى احْتَضَنَهَا فَسَكَنَتْ.
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إِلاَّ مِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : رَوَاهُ مُجَالِدٌ ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ , وَالثَّانِي : مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى , عَنْ عَطِيَّةَ الْعُوفِيِّ.
قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى مِنْ طَرِيقِ مُجَالِدٍ ، وَالْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، وَفَاتَ الْبَزَّارَ مَا رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَضْرَةَ وَهِيَ أَمْثَلُ الطُّرُقِ الثَّلاَثِ.
1525- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْطُبُ إِلَى خَشَبَةٍ ، فَلَمَّا جُعِلَ الْمِنْبَرُ حَنَّتْ حَنِينَ النَّاقَةِ إِلَى وَلَدِهَا ، فَأَتَاهَا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ.
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1525/2- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُومُ يَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا يَخْطُبُ كُلَّ جُمُعَةٍ حَتَّى أَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ ، وَقَالَ : إِنْ شِئْتَ جَعَلْتُ لَكَ شَيْئًا إِذَا قَعَدْتَ عَلَيْهِ كُنْتَ كَأَنَّكَ قَائِمٌ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : فَجُعِلَ لَهُ الْمِنْبَرُ فَلَمَّا جَلَسَ عَلَيْهِ حَنَّتِ الْخَشَبَةُ حَنِينَ النَّاقَةِ عَلَى وَلَدِهَا حَتَّى نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ فَرَأَيْتُهَا قَدْ حُوِّلَتْ ، فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟! قَالَ : جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ فَحَوَّلُوهَا.
وَحَدِيثُ جَابِرٍ هَذَا فِي الصَّحِيحِ لَكِنْ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.@

(2/282)


1526- وعن أبي حَازِمٍ ، أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : أَنَّ الْعُودَ الَّذِي كَانَ فِي الْمَقْصُورَةِ جُعِلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَسنَّ ، فَكَانَ يَتَّكِئُ عَلَيْهِ إِذَا قَامَ ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُرِقَ ، فَطُلِبَ فَوُجِدَ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، فَكَانَتْ الأَرَضَةُ قَدْ أَصَابَتْ مِنْهُ ، فنحِتَتْ له خشبتان جُوفتا ثم أطبقتا عليه ثم شُعِبَتْ الخشبتان عليه ، فأنت إذا رأيته رأيت الشَّعَبَ فيه.
رواه ابن أبي شَيْبَة ، وإسحاق بن راهويه ، وسيأتي لفظه في باب معجزات النبوة.
1527- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ تَحَوَّلَ إِلَى الْمِنْبَرِ ، فَحَنَّ الْجِذْعُ حَتَّى أَتَاهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَاحْتَضَنَهُ ، فَسَكَنَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَلَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ , وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالْحَارِثُ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَلَفْظُهُمْ وَاحِدٌ.
وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
1528- وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنْ أَتَّخِذْ مِنْبَرًا فَقَدِ اتَّخَذَ أَبِي إِبْرَاهِيمُ ، وَإِنْ أَتَّخِذِ الْعَصَا فَقَدِ اتَّخَذَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْعَصَا.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ ، وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ فِيهِ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(2/283)


1529- وَعَنْ جَرِيرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم على منبر صغير فحثنا على الصدقة.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ ...
7- باب رفع الصوت بالخطبة والإنصات لها والزجر عن تخطي رقاب الناس والإمام يخطب
1530- وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى أَسْمَعَ الْعَوَاتِقَ فِي بُيُوتِهَا ، أَوْ قَالَ فِي خُدُورِهَا ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ ، لاَ تَغْتَأبو أ الْمُسْلِمِينَ ، وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ تَتَبَّعَ الله عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ تَتَبَّعَ الله عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى.
1531- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَمَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذْ قَالَ أَبُو ذَرٍّ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : مَتَي نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ قَالَ : فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ ، قَالَ : مَالَكَ مِنْ صَلاَتِكَ إِلاَّ مَا لَغَوْتَ فَأَتَى أَبُو ذَرٍّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَذَكَرَ لَهُ فَقَالَ : صَدَقَ أُبَيٌّ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ .@

(2/284)


1531/2- وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْبَزَّارُ , وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَلَفْظُهُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَرَأَ سُورَةً عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ لأُبُيٍّ : مَتَى نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ أُبَيٌّ ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلاَتَهُ قَالَ أُبَيٌّ لأَبِي ذَرٍّ : مَا لَكَ مِنْ صَلاَتِكَ إِلاَّ مَا لَغَوْتَ ... فذكره.
قَوْلُهُ : لَغَوْتَ : قِيلَ : مَعْنَاهُ خبتَ مِنَ الأَجْرِ ، وَقِيلَ : أَخْطَأْتَ ، وَقِيلَ : ثَكِلْتَ ، وَقِيلَ : بَطُلَتْ فَضِيلَةُ جُمُعَتِكَ ، وَقِيلَ : صَارَتْ جُمُعَتُكَ ظُهْرًا ، وَقِيلَ : غَيْرُ ذَلِكَ.
1532- وَعَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنهما - لِرَجُلٍ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ : لاَ جُمُعَةَ لَكَ ... فَذَكَرَ الرَّجُلُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَسَلَّمَ ، فقال : يا رسول الله : إِنَّ سَعْدًا قال لى : لاَ جُمُعَةَ لَكَ فَقَالَ النَّبِى صَلَّى الله عَلَيةِ وَسَلَّم : لِمَ يَا سَعْدُ ؟! قَالَ : إِنَّهُ تَكَلَّمَ وَأَنْتَ تَخْطُبُ ، فَقَالَ : صَدَقَ سَعْدٌ.
رَوَاهُ أبو بكر بن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، والبزار ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ ، وعنه ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ مُجَالِدٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(2/285)


1533- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ تَكَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَهُوَ كَالْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ، وَالَّذِي يَقُولُ لَهُ أَنْصِتْ لَيْسَ لَهُ جُمُعَةٌ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ كُلُّهُمْ مِنْ حَدِيثِ مُجَالِدٍ لَكِنَّ الْمَتْنَ لَهُ شَوَاهِدُ كَثِيرَةٌ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ كَرِهُوا لِلرَّجُلِ أَنْ يَتَكَلَّمَ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ ، وَقَالُوا : إِنْ تَكَلَّمَ غَيْرُهُ فَلاَ يُنْكِرُ عَلَيْهِ إِلاَّ بِالإِشَارَةِ ، وَاخْتَلَفُوا فِي رَدِّ السَّلاَمِ ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ ، وَرَخَّصَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي رَدِّ السَّلاَمِ ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ ، وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ وَكَرِهَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنَ التَّابِعِينَ وَغَيْرُهُمْ ذَلِكَ وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ.
1534- وَعَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : دَخَلَ عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنهما - وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْطُبُ ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ ، أَوْ كَلَّمَهُ بِشَيْءٍ ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ فَظَنَّ ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهَا مَوْجَدَةٌ ، فَلَمَّا انْفَتَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ صَلاَتِهِ ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : يَا أُبَيُّ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ ؟ قَالَ : إِنَّكَ لَمْ تَحْضَرْ مَعَنَا الْجُمُعَةَ قَالَ : لِمَ ؟ قَالَ : تَكَلَّمْتَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْطُبُ ، فَقَامَ ابْنُ مَسْعُودٍ ، فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَدَقَ أُبَيٌّ ، صَدَقَ أُبَيٌّ ، أَطِعْ أُبَيًّا.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(2/286)


1535- وَعَنِ الأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الأَرْقَمِ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الَّذِي يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَيُفَرِّقُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ كَالجَّارِّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِسَنَدٍ فِيهِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : أَجْمَعُوا عَلَى ضَعْفِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ بُسْرٍ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وابن حبان في صحيحيهما وغيرهم.
8- باب الخطبة يوم الجمعة بسورة {ق} قائما وخطبتين وجلستين
1536- عَنْ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الأَنْصَارِيَّةِ - رضي الله عنها - قَالَتْ : لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَتَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم واحد ، وَمَا أَخَذْتُ {ق} تَعْنِي سُورَةَ {ق} إِلاَّ مِنْ فِيِّ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يَخْطُبُ.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ خُبَيْبٍ ، عَنْ مَعْنٍ عَنْهَا.
1536/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الله - أَوْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ مَعْنٍ - عَنْ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ ، قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَإِنَّ تَنُّورَنَا وَتَنُّورَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَاحِدٌ ، وَمَا تَعَلَّمْتُ سُورَةَ {ق} إِلاَّ مِنْ فِي رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يَخْطُبُ بِهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ .
هَكَذَا وَقَعَ فِي مُسْنَدَيِ الطَّيَالِسِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ وَصَوَابُهُ مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَغَيْرُهُ : أَبُو داود والنسائي مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ ، عَنْ خُبَيْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْنٍ ، عَنِ ابْنَةِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ ، قَالَتْ : مَا حَفَظْتُ {ق} إِلاَّ مِنْ فِي رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْطُبُ بِهَا كُلَّ جُمُعَةٍ ، قَالَت : وَكَانَ تَنُّورُنَا ، وَتَنُّورُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَاحِدًا .@

(2/287)


1537- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَائِمًا ، ثُمَّ يَقْعُدُ ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
1537/2- وَأَبُو يَعْلَى وَزَادَ : فَجَلَسَ جُلُوسًا خَفِيفًا .
وَمَدَارُ إِسْنَادِهِمَا عَلَى حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرَهُمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.
1538- وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، وَأَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنهمْ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ ، وَيَجْلِسُ جَلْسَتَيْنِ ، يَجْلِسُ أَوَّلَ مَا يَصْعَدُ .
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(2/288)


9- باب الخطيب يكلم الرجل في خطبته وما يقرأ في الخطبة
1539- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ صَعَدَ الْمِنْبَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَخَطَبَ ، فَقَامَ عَلَيْهِ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ ، فَقَالَ : غَلَبَتْنَا عَلَيْكُمْ هَذِهِ الْحَمْرَاءُ ، فَقَالَ : مَنْ يُعَذِّرُنِي مِنْ هَؤُلاَءِ الضَّيَاطِرَةِ ؟ يَتَخَلَّفُ أَحَدُهُمْ يَتَقَلَّبُ عَلَى حَشَايَاهُ ، وَهَؤُلاَءِ يُهَجِّرُونَ إِلَى ذِكْرِ الله ، لَئِنْ طَرَدْتُهُمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ، أَمَا وَالله لَقَدْ سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ : ليضْرِبَنَّكُمْ عَلَى الدِّينِ عَوْدًا كَمَا ضَرَبْتُمُوهُم عَلَيْهِ بَدْءًا.
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
1539/2- وَالْحَارِثُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَلَفْظُهُ : كَانَ عَلِيٌّ يَخْطُبُ وَقَدْ أَحْدَقَتْ بِهِ الْمَوَالِي ، فَأَقْبَلَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ حَتَّى دَنَا مِنْهُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ غَلَبَتْنَا عَلَيْكَ هَذِهِ الْحَمْرَاءُ عَلَى وَجْهِكَ قَالَ : فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ فَقَالَ عبَّاد : وَكَانَ خَلْفَهُ صَعْصَعَةُ بْنُ صَوْحَانَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ كَتِفِي - أَوْ مِنْكَبِي ، شَكَّ أَبُو مُعَاوِيَةَ - فَقَالَ : إِنَّا للِّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ لَيَذْكُرَنَّ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ الْعَرَبِ شَيْئًا كَانَ يَكْتُمُهُ قَالَ : فَقَالَ عَلِيٌّ : مَنْ يُعَذِّرُنِي مِنْ هَذِهِ الضَّيَاطِرَةِ ؟ يَتَمَرَّغُ أَحَدُهُمْ عَلَى حَشَايَاهُ ، وَيهَجَّرُ قَوْمٌ لِذِكْرِ الله ، فَيَأْمُرُونِي أَطْرُدُهُمْ فَأَكُونُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسْمَةَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لَيَضْرِبَنَّكُمْ عَلَى الدِّينِ كَمَا ضَرَبْتُمُوهُم عَلَيْهِ بَدْءًا .
1540- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَرَأَ فِي خُطْبَتِهِ الْمَائِدَةَ وَسُورَةَ التَّوْبَةِ ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَحِلُّوا مَا أَحَلَّ الله فِيهِمَا وَحَرِّمُوا مَا حَرَّمَ الله فِيهِمَا.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(2/289)


10- باب جواز قطع الخطبة ، وما جاء في الخطباء وما أعد لهم إذا لم يعملوا بما علموا
1541- عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ ، قَالَ : بَيْنَا ابْنُ مَسْعُودٍ يَخْطُبُ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَإِذَا هُوَ بِحَيَّةٍ تَمْشِي عَلَى الْجِدَارِ فَقَطَعَ خُطْبَتَهُ ، ثُمَّ ضَرَبَهَا بِقَضِيبِهِ حَتَّى قَتَلَهَا ، ثُمَّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ قَتَلَ حَيَّةً فَكَأَنَّمَا قَتَلَ رَجُلاً مُشْرِكًا قَدْ حَلَّ دَمُهُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ ، كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الأَعْيَنِ الْعَبْدِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ . ورواه الطبراني مرفوعًا وموقوفًا ، وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَدَّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ...
وَرَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحَصِيبِ.
1542- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَمَّا أُسْرِيَ بِي أَتَيْتُ عَلَى قَوْمٍ تُقَطَّعُ شِفَاهُهُمْ بِمَقارِيضَ مِنْ نَارٍ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلاَءِ ؟! قَالَ هَؤُلاَءِ الْخُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ.@

(2/290)


1542/2- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالْحَارِثُ ، وَأَبُو يَعْلَى ، كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، زَادَ أَبُو يَعْلَى هَؤُلاَءِ خُطَبَاءُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ.
1542/3- وَفِي رِوَايَةٍ لأَبِي يَعْلَى ، وَابْنِ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَتَيْتُ عَلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي ، فَرَأَيْتُ فِيهَا رِجَالاً تُقَطُّعُ أَلْسِنَتُهُمْ وَشِفَاهُهُمْ بِمَقَارِضَ مِنْ نَارٍ - أَوْ قَالَ : مِنْ حَدِيدٍ - قُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ ؟! قَالَ : خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ.
1542/4- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ وَلَفْظُهُ : مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِقَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ ؟ قَالَ : هَؤُلاَءِ الْخُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ - أَحْسَبُهُ قَالَ : الَّذِينَ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ .
11- باب في خطبة كذبها داود بن المحبر على رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وما جاء في تحية المسجد في أثناء الخطبة
1543- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهم - قَالاَ : خَطَبَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خُطْبَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ ، وَهِيَ آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا بِالْمَدِينَةِ حَتَّى لَحِقَ بِالله ، فَوَعَظَنَا فِيهَا مَوْعِظَةً @

(2/291)


ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، وَتَقَشْعَرَتْ مِنْهَا الْجُلُودُ ، وَتَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الأَحْشَاءُ ، أَمَرَ بِلاَلاً فَنَادَى الصلاةٍ جَامِعَةٍ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، فَارْتَقَى الْمِنْبَرَ فَقَالَ : باأَيُّهَا النَّاسُ ، ادْنُوا وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ - ثَلاَثَ مَرَّاتٍ - فَدَنَا النَّاسُ ، وَانْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ، وَالْتَفَتُوا فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا ، ثُمَّ قَالَ : ادْنُوا وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ فَدَنَا النَّاسُ وَانْضَمَّ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ، وَالْتَفَتُوا فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا ، ثمّ قال : ادنوا وأوسعوا لمن خلفكم ، فدنوا وانضم بعضهم إلى بعض ، والتفتوا فلم يروا أحداً ، فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : لِمَنْ نُوَسِّعُ لِلْمَلاَئِكَةِ ؟! قَالَ : لاَ ، إِنَّهُمْ إِذَا كَانُوا مَعَكُمْ لَمْ يَكُونُوا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ ، وَلاَ خَلْفَكُمْ ، وَلَكِنْ عَنْ يَمِينِكُمْ وَشَمَائِلِكُمْ ، فَقَالَ : وَلِمَ لاَ يَكَونُونَ بَيْنَ أَيْدِينَا ، وَلاَ خَلْفَنَا ؟ أَهُمْ أَفْضَلُ مِنَّا ؟ قَالَ : بَلْ أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ ، اجْلِسْ فَجَلَسَ ، ثُمَّ خَطَبَ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ أحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنُؤْمِنُ بِهِ ، وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ ، وَنَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَنَعُوذُ بِالله مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ الله فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ أَيُّهَا النَّاسُ : إِنَّهُ كَائِنٌ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ ثَلاَثُونَ كَذَّابًا أَوَّلُهُمْ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ ، وَصَاحِبُ صَنْعَاءَ أَيُّهَا النَّاسُ : إِنَّهُ مَنْ لَقِيَ الله وَهُوَ يَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله ، كَيْفَ يُخْلِصُ بِهَا لاَ يَخْلِطُ مَعَهَا غَيْرَهَا ، بَيِّنْ لَنَا حَتَّى نَعْرِفَهُ ؟ فَقَالَ : حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا وَجَمْعًا لَهَا مِنْ غَيْرِ حِلِّهَا ، وَرِضًا بِهَا ، وَأَقْوَامٌ يَقُولُونَ أَقَاوِيلَ الأَخْيَارِ ، وَيَعْلَمُونَ عَمَلَ الْفُجَّارِ ، فَمَنْ لَقِيَ الله وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ بِقَوْلِهِ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنِ اخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ فَلَهُ النَّارُ ، وَمَنْ تَوَلَّى خُصُومَةَ قَوْمٍ ظَلَمَةٍ أَوْ أَعَانَهُمْ عَلَيْهَا نَزَلَ بِهِ مَلَكُ الْمَوْتِ يُبَشِّرُهُ بِلَعْنَةٍ وَنَارٍ خَالِدًا فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ، وَمَنْ خَفَ لِسُلْطَانٍ جَائِرٍ فِي حَاجَةٍ فَهُوَ قَرِينُهُ فِي النَّارِ ، وَمَنْ دَلَّ سُلْطَانًا عَلَى جَوْرٍ قُرِنَ مَعَ هَامَانَ فِي النَّارِ ، وَكَانَ هُوَ وَذَلِكَ السُّلْطَانُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا ، @

(2/292)


وَمَنْ عَظَّمَ صَاحِبَ دُنْيَا وَمَدَحَهُ طَمَعًا فِي دُنْيَاهُ سَخِطَ الله عَلَيْهِ ، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ قَارُونَ فِي أَسْفَلِ جَهَنَّمَ ، وَمَنْ بَنَى بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً حَمَلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ سَبْعِ أَرَضِينَ يطوقه نَارًا يُوقِدْهُ فِي عُنُقِهِ ، ثُمَّ يَرْمِي بِهِ النَّارِ فَقِيلَ : وَكَيْفَ يَبْنِي بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً ؟ فَقَالَ : يَبْنِي فَضْلاً عَمَّا يَكْفِيهِ وَيَبْنِيهِ مُبَاهَاةً ، وَمَنْ ظَلَمَ أَجِيرًا أُجْرَةً حَبِطَ عَمَلُهُ ، وَحُرِّمَ عَلَيْهِ رِيحُ الْجَنَّةِ ، وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِئَةِ عَامٍ ، وَمَنْ خَانَ جَارَهُ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ طَوَّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ نَارًا حَتَّى تُدْخِلَهُ جَهَنَّمَ ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ، ثُمَّ َنَسِيَهُ مُتَعَمِّدًا لَقِيَ الله مَجْذُومًا مَعْلُولاً وَسَلَّطَ الله عَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ حَيَّةً تَنْهَشُهُ فِي النَّارِ ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ، فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ ، وَآثَرَ عَلَيْهِ حُطَامَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا ، اسْتَوْجَبَ سَخَطَ الله ، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ نَبَذُوا كِتَابَ الله وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ ، وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً ، وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا أَوْ رَجُلاً أَوْ صَبِيًّا ، حُشِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ أَنْتَنَ مِنَ الْجِيفَةِ ، يتأذى بِهِ الناس حتّى يدخل جهنم وأحبط الله أجره ولا يقبل منه صرفا ولا عدلا ، ويدخل في تَابُوتٌ مِنْ نَارٍ ، وَتُسَلَّطُ عَلَيْهِ مَسَامِيرُ مِنْ حَدِيدٍ حَتَّى تَسْلُكَ تِلْكَ الْمَسَامِيرُ فِي جَوْفِهِ ، فَلَوْ وُضِعَ عِرْقٌ مِنْ عُرُوقِهِ عَلَى أَرْبَعِمِئَةِ أُمَّةٍ لَمَاتُوا جَمِيعًا ، وَهُوَ مِنْ أَشَدِّ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ زَنَا بِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَوْ غَيْرِ مُسْلِمَةٍ حُرَّةٍ أَوْ أَمَةٍ ، فُتِحَ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ ثَلاَثُمِئَةِ أَلْفِ بَابٍ مِنَ النَّارِ ، يَخْرُجُ عَلَيْهِ مِنْهَا حَيَّاتٌ وَعَقَارِبُ وَشُهُبٌ مِنَ النَّارِ ، فَهُوَ يُعَذَّبُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِتِلْكَ النَّارِ مَعَ مَا يَلْقَى مِنْ تِلْكَ الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبِ ، وَيُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَتَأَذَّى النَّاسُ بِنَتَنِ فَرْجِهِ ، وَيُعْرَفُ بِذَلِكَ حَتَّى يَدْخُلَ النَّارَ ، فَيَتَأَذَّى بِهِ أَهْلُ النَّارِ مَعَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ ، لأَنَّ الله حَرَّمَ الْمَحَارِمَ ، وَلَيْسَ أَحَدُ أَغْيَرَ مِنَ الله ، وَمِنْ غَيْرَتِهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ وَحَدَّ الْحُدُودَ ، @

(2/293)


وَمَنِ اطَّلَعَ إِلَى بَيْتِ جَارِهِ فَرَأَى عَوْرَةَ رَجُلٍ أَوْ شَعْرَ امْرَأَةٍ أَوْ شَيْئًا مِنْ جَسَدِهَا كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يُدْخِلَهُ النَّارَ مَعَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ كَانُوا يَتَحَيَّنُونَ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ، وَلاَ يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَفْضِحَهُ الله ، وَيُبْدِي لِلنَّاظِرِينَ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ سَخِطَ رِزْقَهُ وَبَثَّ شَكْوَاهُ ، وَلم يَصْبِر لَمْ يَرْفَعْ لَهُ إلى الله حَسَنَةً ، وَلَقِيَ الله وَهُوَ عَلَيْهِ سَاخِطٌ ، وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَاخْتَالَ فِي ثَوْبِهِ خُسِفَ بهِ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ، لأَنَّ قَارُونَ لَبِسَ حُلَّةً فَاخْتَالَ ، فَخُسْفَ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً حَلاَلاً بِمَالٍ حَلاَلٍ يُرِيدُ بِذَلِكَ الْفَخْرَ وَالرِّيَاءَ لَمْ يَزِدْهُ الله بِذَلِكَ إِلاَّ ذُلًّا وَهَوَانًا ، وَأَقَامَهُ الله بِقَدْرِ مَا اسْتَمْتَعَ مِنْهَا عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا ، وَمَنْ ظَلَمَ امْرَأَةً مَهْرَهَا فَهُوَ عِنْدَ الله زَانٍ ، وَيَقُولُ الله لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : عَبْدِي زَوَّجْتُكَ عَلَى عَهْدِي فَلَمْ تُوَفِ بِعَهْدِي ، فَيَتَوَلَّى الله طَلَبَ حَقِّهَا فَيَسْتَوْعِبَ حَسَنَاتِهِ كُلَّهَا فَمَا تفِيَ به فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ ، وَمَنْ رَجَعَ عَنْ شَهَادَةٍ أَوْ كَتَمَهَا أَطْعَمَهُ الله لَحْمَهُ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ ، وَيُدْخِلُهُ النَّارَ وَهُوَ يَلُوكُ لِسَانَهُ ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمَا فِي الْقِسْمِ مِنْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولاً مائلا شِقُّهُ حَتَّى يَدْخُلَ النَّارَ ، وَمَنْ آذَى جَارَهُ مِنْ غَيْرِ حَقٍّ حَرَّمَ الله عَلَيْهِ ريح الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ، أَلاَ وَإِنَّ الله يَسْأَلُ الرَّجُلَ عَنْ جَارِهِ كَمَا يَسْأَلُهُ عَنْ حَقِّ أَهْلِ بَيْتِهِ ، فَمَنْ ضَيَّعَ حَقَّ جَارِهِ فَلَيْسَ مِنَّا ،@

(2/294)


وَمَنْ أَهَانَ فَقِيرًا مُسْلِمًا مِنْ أَجْلِ فَقْرِهِ فَاسْتَخَفَّ بِهِ ، فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّ الله ، وَلَمْ يَزَلْ فِي مَقْتِ الله وَسَخَطِهِ حَتَّى يُرْضِيَهُ وَمَنْ أَكْرَمَ فَقِيرًا مُسْلِمًا لَقِيَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يَضْحَكُ إِلَيْهِ ، وَمَنْ عُرِضَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ فَاخْتَارَ الدُّنْيَا على الآخِرَةَ لَقِيَ الله لقي الله وليست له حسنة يتقي بها النار ، وإن اختار الآخرة على الدنيا لقي الله وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ ، وَمَنْ قَدِرَ عَلَى امْرَأَةٍ أَوْ جَارِيَةٍ حَرَامًا فَتَرَكَهَا مَخَافَةً مِنْهُ أمَّنَهُ الله مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَحَرَّمَهُ عَلَى النَّارِ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ ، وَإِنْ وَاقَعَهَا حَرَامًا حَرَّمَ الله عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَأَدْخَلَهُ النَّارَ ، وَمَنْ كَسَبَ مَالاً حَرَامًا لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَدَقَةٌ ، وَلاَ حَجٌّ ، وَلاَ عُمْرَةٌ ، وَكَتَبَ الله له بِقَدْرِ ذَلِكَ أَوْزَارًا ، وَمَا بَقِيَ عِنْدَ مَوْتِهِ كَانَ زَادُهُ إِلَى النَّارِ ، وَمَنْ أَصَابَ مِنِ امْرَأَةٌ نَظْرَةً حَرَامًا مَلأَ الله عَيْنَيْهِ نَارًا ثُمَّ أَمَرَ بِهِ إِلَى النَّارِ ، فَإِنْ غَضَّ بَصَرَهُ عَنْهَا أَدْخَلَ الله فِي قَلْبِهِ مَحَبَّتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَأَمَرَ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَنْ صَافَحَ امْرَأَةً حَرَامًا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولَةً يَداهُ إِلَى عُنُقِهِ ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ ، وَإِنْ فَاكَهَهَا حُبِسَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ كَلَّمَهَا فِي الدُّنْيَا أَلْفَ عَامٍ ، وَالْمَرْأَةُ إِذَا طَاوَعَتِ الرَّجُلَ حَرَامًا فَالْتَزَمَهَا ، أَوْ قَبَّلَهَا ، أَوْ بَاشَرَهَا ، أَوْ فَاكَهَهَا ، أَوْ وَاقَعَهَا فَعَلَيْهَا مِنَ الْوِزْرِ مِثْلُ مَا عَلَى الرَّجُلِ ، فَإِنْ غَلَبَهَا الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهَا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهُ وَوِزْرُهَا ، وَمَنْ غَشَّ مُسْلِمًا فِي بَيْعٍ أَوْ شِرَاءٍ فَلَيْسَ مِنَّا ، وَيُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْيَهُودِ ، لأَنَّهُمْ أَغَشُّ النَّاسِ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَمَنْ مَنَعَ الْمَاعُونَ من جَارَهُ إِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِ مَنَعَهُ الله فَضْلَهُ ، وَوَكِلَهُ إِلَى نَفْسِهِ ، وَمَنْ وَكِلَهُ إِلَى نَفْسِهِ هَلَكَ أَحَرَّ مَا عَلَيْهَا ، وَلاَ يُقْبَلُ لَهُ عُذْرٌ ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ آذَتْ زَوْجَهَا لَمْ تُقْبَلْ صَلاَتُهَا ، وَلاَ حَسَنَةٌ مِنْ عَمَلِهَا حَتَّى تعتبه وَتُرْضِيَهُ ، وَلَوْ صَامَتِ الدَّهْرَ ، وَقَامَتْهُ ، وَأَعْتَقَتِ الرِّقَابَ ، وَحَمَلَتِ على الْجِيَادَ فِي سَبِيلِ الله لَكَانَتْ أَوَّلَ مَنْ يَرِدُ النَّارَ إِذَا لَمْ تُرْضِيهِ وتعتبه وَقَالَ : وَعَلَى الرَّجُلِ مِثْلُ ذَلِكَ مِنَ الْوِزْرِ وَالْعَذَابِ إِذَا كَانَ لَهَا مُؤْذِيًا ظَالِمًا ،@

(2/295)


وَمَنْ لَطَمَ خَدَّ مُسْلِمٍ لَطْمَةً ، بَدَّدَ الله عِظَامَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ تُسَلَّطُ عَلَيْهِ النَّارُ ، وَيُبْعَثُ حين يبعث مَغْلُولاً حَتَّى يَرِدَ النَّارَ ، وَمَنْ بَاتَ وَفِي قَلْبِهِ غِشٌّ لأَخِيهِ الْمُسْلِمِ بَاتَ وَأَصْبَحَ فِي سَخَطِ الله حَتَّى يَتُوبَ وَيَرْجِعَ ، فَإِنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ مَاتَ عَلَى غَيْرِ الإِسْلاَمِ ثُمَّ قَالَ : أَلاَ إِنَّهُ مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثًا ، وَمَنْ يُعَلِّق سُوطًا بَيْنَ يَدَيْ سُلْطَانٍ جَائِرٍ جَعَلَ لَهُ الله حَيَّةً طُولُهَا سَبْعُونَ أَلْفَ ذِرَاعٍ فَتُسَلَّطُ عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا ، وَمَنِ اغْتَابَ مُسْلِمًا بَطُلَ صَوْمُهُ وَنُقِضَ وضوءه ، فَإِنْ مَاتَ وَهُوَ كَذَلِكَ مَاتَ كَالْمُسْتَحِلِّ مَا حَرَّمَ الله ، وَمَنْ مَشَى بِالنَّمِيمَةِ بَيْنَ اثْنَيْنِ سَلَّطَ الله عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ نَارًا تَحْرِقُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ يُدْخِلُهُ النَّارَ ، وَمَنْ عَفَا عَنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ ، وَكَظَمَ غَيْظَهُ أَعْطَاهُ الله أَجْرَ شَهِيدٍ وَمَنْ بَغَى عَلَى أَخِيهِ ، وَتَطَاوَلَ عَلَيْهِ ، وَاسْتَحْقَرَهُ حَشَرَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُورَةِ الذَّرَّةِ تَطَؤُهُ الْعِبَادُ بِأَقْدَامِهِمْ ، ثُمَّ يَدْخُلُ النَّارَ وَلَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ الله حَتَّى يَمُوتَ ، وَمَنْ يَرُدَّ عَنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ غَيْبَةً سَمِعَهَا تُذْكَرُ عَنْهُ فِي مَجْلِسٍ رَدَّ الله عَنْهُ أَلْفَ بَابٍ مِنَ الشَّرِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، فَإِنْ هُوَ لَمْ يَرُدَّ عَنْهُ وَأَعْجَبَهُ مَا قَالُوا كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِهِمْ ، وَمَنْ رَمَى مُحْصِنًا أَوْ مُحْصَنَةً حَبِطَ عَمَلُهُ ، وَجُلِدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا سَقَاهُ الله مِنْ سُمِّ الأَسَاوِدِ ، وَسُمِّ الْعَقَارِبِ شَرْبَةً يَتَسَاقَطُ لَحْمُ وَجْهِهِ فِي الإِنَاءِ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبَهَا ، فَإِذَا شَرِبَهَا تُفَسِّخَ لَحْمَهُ وَجِلْدَهُ كَالْجِيفَةِ يَتَأَذَّى بِهِ أَهْلُ الْجَمْعِ ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ ، أَلاَ وَشَارِبُهَا ، وَعَاصِرُهَا ، وَمُعْتَصِرُهَا ، وَبَائِعُهَا ، وَمُبْتَاعُهَا ، وَحَامِلُهَا ، وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ ، وَآكِلُ ثَمَنِهَا سَوَاءٌ فِي إِثْمِهَا وَعَارِهَا ، وَلاَ يُقْبَلُ الله له صلاة ولا صِيَامًا ، وَلاَ حَجًا ، وَلاَ عُمْرَةً حَتَّى يَتُوبَ ، فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَتُوبَ مِنْهَا كَانَ حَقًّا@

(2/296)


عَلَى الله أَنْ يَسْقِيَهُ بِكُلِّ جَرْعَةٍ شَرِبَهَا فِي الدُّنْيَا شَرْبَةً مِنْ صَدِيدِ جَهَنَّمَ ، أَلاَ وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، وَمَنْ أَكَلَ الرِّبَا مَلأَ الله بَطْنَهُ نَارًا بِقَدْرِ مَا أَكَلَ ، وَإِنْ كَسَبَ مِنْهُ مَالاً لَمْ يَقْبَلِ الله شَيْئًا مِنْ عَمَلِهِ ، وَلَم يَزَل فِي لَعْنَةِ الله وَمَلاَئِكَتِهِ مَا دَامَ عِنْدَهُ مِنْهُ قِيرَاطٌ ، وَمَنْ خَانَ أَمَانَةً فِي الدُّنْيَا وَلَمْ يُؤَدِّهَا إِلَى أَرْبَابِهَا مَاتَ عَلَى غَيْرِ دِينِ الإِسْلاَمِ ، وَلَقِيَ الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ ، فَيَهْوِي مِنْ شَفِيرِهَا أَبَدَ الآبِدِينَ ، وَمَنْ شَهِدَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى مُسْلِمٍ أَوْ كَافِرٍ عُلِّقَ بِلِسَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ صُيِّرَ مَعَ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ، وَمَنْ قَالَ لِمَمْلُوكِهِ أَوْ مَمْلُوكِ غَيْرِهِ أَوْ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ : لاَ لَبَّيْكَ ، وَلاَ سَعْدَيْكَ انْغمس فِي النَّارِ ، وَمَنْ أَضَرَّ بِامْرَأَةٍ حَتَّى تَفْتَدِيَ مَنْهُ لَمْ يَرْضَ الله لَهُ بِعُقُوبَةٍ دُونَ النَّارِ ، لأَنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، يَغْضَبُ لِلْمَرْأَةِ كَمَا يَغْضَبُ لِلْيَتِيمِ ، وَمَنْ سَعَى بِأَخِيهِ إِلَى السُّلْطَانِ أَحْبَطَ الله عَمَلَهُ كُلَّهُ ، فَإِنْ وَصَلَ إِلَيْهِ مَكْرُوهٌ أَوْ أَذَى جَعَلَهُ الله مَعَ هَامَانَ فِي دَرَجَتِهِ فِي النَّارِ ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ رِيَاءً وَسُمْعَةً أَوْ يُرِيدُ بِهِ الدُّنْيَا لَقِيَ الله وَوَجْهُهُ عَظْمٌ لَيْسَ عَلَيْهِ لَحْمٌ وَدَعَّ الْقُرْآنُ فِي قَفَاهُ حتّى يَقْذِفُهُ فِي النَّارِ ، فَيَهْوِي فِيهَا مَعَ مَنْ هَوَى ، وَمَنْ قَرَأَهُ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ حَشَرَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ، فَيَقُولُ : رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ؟! فَيَقُولُ : كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ ، وَمَنِ اشْتَرَى خِيَانَةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا خِيَانَةٌ ، كَانَ كَمَنْ خَانَ فِي عَارِهَا وَإِثْمِهَا وَمَنْ قَاوَدَ بَيْنَ امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ حَرَامًا حَرَّمَ الله عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا وَمَنْ غشَّ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ نَزَعَ الله مِنْهُ رِزْقَهُ ، وَأَفْسَدَ عَلَيْهِ مَعِيشَتَهُ ، وَوَكِلَهُ إِلَى نَفْسِهِ ،@

(2/297)


وَمَنِ اشْتَرَى سَرِقَةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا سَرِقَةٌ كَانَ كَمَنْ سَرَقَهَا فِي عَارِهَا وَإِثْمِهَا ، وَمَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا فَلَيْسَ مِنَّا وَلَسْنَا مِنْهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَمَنْ سَمِعَ بِفَاحِشَةٍ فَأَفْشَاهَا كَانَ كَمَنْ أَتَاهَا ، وَمَنْ سَمِعَ بِخَبَرٍ فَأَفْشَاهُ كَانَ كَمَنْ عَمِلَهُ ، وَمَنْ وَصَفَ امْرَأَةً لِرَجُلٍ فَذَكَرَ جَمَالَهَا ، وَحُسْنَهَا حَتَّى افْتَتَنَ بِهَا ، فَأَصَابَ مِنْهَا فَاحِشَةً خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا مَغْضُوبًا عَلَيْهِ ، وَمَنْ غَضِبَ الله عَلَيْهِ غَضِبَتْ عَلَيْهِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونُ السَّبْعُ ، وَكَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْوِزْرِ مِثْلُ وِزْرِ الَّذِي أَصَابَهَا قُلْنَا : فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا ؟ قَالَ : قُبِلَ مِنْهُمَا ، وَلاَ يُقْبَلُ مِنَ الَّذِي وَصَفَهَا ، وَمَنْ أَطْعَمَ طَعَامًا رِيَاءً وَسُمْعَةً أَطْعَمَهُ الله مِنْ صَدِيدِ جَهَنَّمَ ، وَكَانَ ذَلِكَ الطَّعَامُ نَارًا فِي بَطْنِهِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ ، وَمَنْ فَجَرَ بِامْرَأَةٍ ذَاتِ بَعْلٍ افَجَرَ مِنْ فَرْجِهَا وَادٍ مِنْ صَدِيدِ مسيرته خَمْسِمِئَةِ عَامٍ يَتَأَذَّى بِهِ أَهْلُ النَّارِ مِنْ نَتَنِ رِيحِهِ ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَاشْتَدَّ غَضَبُ الله عَلَى امْرَأَةٍ ذَاتِ بَعْلٍ مَلأَتْ عَيْنَهَا مِنْ غَيْرِ زَوْجِهَا ، أَوْغَيْرِ ذِي مَحْرَمٍ مِنْهَا ، فَإِذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ أَحْبَطَ الله كُلَّ عَمَلٍ عَمِلَتْهُ ، فَإِنْ أَوْطَأَتْ فِرَاشَه غَيْرِهِ كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يحرقها بِالنَّارِ مِنْ يَوْمِ تَمُوتُ فِي قَبْرِهَا ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا لَمْ تَزَلْ فِي لَعْنَةِ الله ، وَمَلاَئِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، فَإِذَا نَزَلَ بِهَا مَلَكُ الْمَوْتِ قَالَ لَهَا : أَبْشِرِي بِالنَّار . فَإِذَا كَانَ يَوم القِيَامَة قِيلَ لَهَا : ادْخُلِي النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ، أَلاَ وَإِنَّ الله وَرَسُولَهُ بَرِيئَانِ مِنَ الْمُخْتَلِعَاتِ بِغَيْرِ حَقٍّ ، أَلاَ وَإِنَّ الله وَرَسُولَهُ بَرِيئَانِ مِمَّنْ أَضَرَّ بِامْرَأَةٍ حَتَّى تَخْتَلِعَ مِنْهُ ، وَمَنْ أَمَّ قَوْمًا بِإِذْنِهِمْ وَهُمْ بِهِ رَاضُونَ فَاقْتَصَدَ بِهِمْ فِي حُضُورِهِ ، وَقِرَاءَتِهِ ، وَرُكُوعِهِ ، وَسُجُودِهِ ، وَقُعُودِهِ , فَلَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ ، وَمَنْ لَمْ يَقْتَصِدْ بِهِمْ فِي ذَلِكَ رُدَّتْ عَلَيْهِ صَلاَتُهُ ، وَلَمْ تَتَجَاوَزْ تَرَاقِيهِ ، وَكَانَ بِمَنْزِلَةِ أَمِيرٍ جَائِرٍ مُعْتَدٍ لَمْ يُصْلِحْ إِلَى رَعِيِّتِهِ ، وَلَمْ يُقِمْ فِيهِمْ بِأَمْرِ الله . @

(2/298)


فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : يَا رَسُولَ الله بِأَبِي أَنت وَأُمِّي وَمَا مَنْزِلَةُ الأَمِيرِ الْجَائِرِ الْمُعْتَدِي الَّذِي لَمْ يُصْلِحْ لِرَعِيَّتِهِ ، وَلَمْ يُقِمْ فِيهِمْ بِأَمْرِ الله ؟ قَالَ : هُوَ رَابِعُ أَرْبَعَةٍ وَهُوَ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ : إِبْلِيسُ ، وَفِرْعَوْنُ ، وَقَابِيلُ قَاتِلُ النَّفْسِ ، وَالأَمِيرُ الْجَائِرُ رَابِعُهُمْ ، وَمَنِ احْتَاجَ إِلَيْهِ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فِي قَرْضٍ فَلَمْ يُقْرِضْهُ وَهُوَ عِنْدَهُ حَرَّمَ الله عَلَيْهِ الْجَنَّةَ يَوْمَ يَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ، وَمَنْ صَبَرَ عَلَى سُوءِ خُلُقِ امْرَأَته ، وَاحْتَسَبَ الأَجْرَ مِنَ الله أَعْطَاهُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، مِنَ الثَّوَابِ مِثْلَ مَا أَعْطَى أَيُّوبَ عَلَى بَلاَئِهِ ، وَكَانَ عَلَيْهَا مِنَ الْوِزْرِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِثْلُ رَمْل عَالِجٍ ، فَإِنْ مَاتَت قَبْلَ أَنْ تُعِتبهُ ، وَتُرْضِيَهُ حُشِرَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْكُوسَةً مَعَ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ فَلَمْ تُوَافِقْهُ ، وَلَمْ تَصْبِرْ عَلَى مَا رَزَقَهُ الله ، وَشَقَّتْ عَلَيْهِ ، وَحَمَّلَتْهُ مَا لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ لَمْ تُقْبَلْ لَهَا حَسَنَةٌ ، فَإِنْ مَاتَتْ عَلَى ذَلِكَ حُشِرَتْ مَعَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ، وَمَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ ، فَإِنَّمَا يُكْرِمُ رَبَّهُ فَمَا ظَنُّكُمْ ؟! وَمَنْ تَوَلَّى عَرَّافَةَ قَوْمٍ حُبِسَ عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ لِكُلِّ يَوْمٍ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَيُحْشَرُ وَيَدُهُ مَغْلُولَةٌ إِلَى عُنُقِهِ ، فَإِنْ كَانَ أَقَامَ أَمْر الله فِيهِمْ أُطْلِقَ ، وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا هَوَى فِي جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفًا ، وَمَنْ تَحَلَّمَ مَا لَمْ يَحْلُمْ كَانَ كَمَنْ شَهِدَ بِالزُّورِ ، وَكُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شُعَيْرَتَيْنِ يُعَذَّبُ حَتَّى يَعْقِدَهُمْا وَلَنْ يَعْقِدْهُمَا ، وَمَنْ كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ وَلِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا جَعَلَ الله لَهُ وَجْهَيْنِ وَلِسَانَيْنِ فِي النَّارِ ، وَمَنِ اسْتَنْبَطَ حَدِيثًا بَاطِلاً فَهُوَ كَمَنْ حَدَّثَ بِهِ قِيلَ : كَيْفَ يَسْتَنْبِطُهُ ؟ قَالَ : هُوَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ : كَانَ دَيْتَ وَدَيْتَ فَيَفْتَحُهَ فَلاَ يَكُونُ أَحَدُكُمْ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ وَالْبَاطِلِ ،@

(2/299)


وَمَنْ مَشَى فِي صُلْحٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى يَرْجِعَ ، وَأُعْطِيَ أَجْرَ ليلة القدر ، وَمَنْ مَشَى في قَطِيعَة بَيْنَ اثْنَيْنِ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْوِزْرِ بِقَدْرِ مَا أُعْطِيَ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ اثْنَيْنِ مِنَ الأَجْرِ ، وَوَجَبَتْ عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ حَتَّى يَدْخُلَ جَهَنَّمَ ، فَيُضَاعَفُ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ، وَمَنْ مَشَى فِي عَوْنِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ وَمَنْفَعَتِهِ كَانَ لَهُ ثَوَابُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ الله ، وَمَنْ مَشَى فِي غَيْبَتِهِ وَكشف عَوْرَتِهِ كَانَتْ أَوَّلُ قَدَمٍ يَخْطُوهَا كَأَنَّمَا وَضَعَهَا فِي جَهَنَّمَ ، وَتُكْشَفُ عَوْرَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ ، وَمَنْ مَشَى إِلَى ذِي قَرَابَةٍ أَوْ ذِي رَحِمٍ يَتسَل بِهِ أَوْ يُسَلِّمُ عليه أَعْطَاهُ الله أَجْرَ مِئَةِ شَهِيدٍ ، وَإِنْ وَصَلَهُ مَعَ ذَلِكَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفِ حسَنَة وحُطَّ عنه بها أربعون ألف ألف سيئة ، ويُرفع له بها أربعون أَلْفَ أَلْفِ درجة وكأنما عَبَدَ الله مائة ألف سَنَةٍ ، وَمَنْ مَشَى فِي فَسَادِ الْقَرَابَاتِ ، وَالْقَطِيعَةِ بَيْنَهُمْ غَضِبَ الله عَلَيْهِ في الدنيا ، وَلَعَنَهُ وَكَانَ عَلَيْهِ كَوِزْرِ مَنْ قَطَعَ الرَّحِمَ ، وَمَنْ مَشَى فِي تَزْوِيجِ رَجُلٍ حَلاَلاً حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا زوجه الله أَلْفَ امْرَأَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ كُلُّ امْرَأَةٍ فِي قَصْرٍ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ ، وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا أَوْ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا فِي ذَلِكَ عِبَادَةُ سَنَةٍ قِيَامِ لَيْلِهَا ، وَصِيَامِ نَهَارِهَا ، وَمَنْ عَمِلَ فِي فُرْقَةٍ بَيْنَ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا كَانَ عَلَيْهِ لَعْنَةُ الله فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَحَرَمَ الله عَلَيْهِ النَّظَرَ إِلَى وَجْهِهِ ، وَمَنْ قَادَ ضَرِيرًا إِلَى الْمَسْجِدِ ، أَوْ إِلَى مَنْزِلِهِ ، أَوْ إِلَى حَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِهِ كَتَبَ الله لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ رَفَعَهَا أَوْ وَضَعَهَا عِتْقَ رَقَبَةٍ ، وَصَلَّتْ عَلَيْهِ المْلاَئِكَةُ حَتَّى يُفَارِقَهُ ، وَمَنْ مَشَى بِضَرِيرٍ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَقْضِيَهَا أَعْطَاهُ الله بَرَاءَتين , بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ ، وَبَرَاءَةً مِنَ النِّفَاقِ ، وَقُضي لَهُ سَبْعونَ أَلْفَ حَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا ، وَلَمْ يَزَلْ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى يَرْجِعَ ،@

(2/300)


وَمَنْ قَامَ عَلَى مَرِيضٍ يَوْمًا وَلَيْلَةً بَعَثَهُ الله مَعَ خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ حَتَّى يَجُوزَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللاَّمِعِ ، وَمَنْ سَعَى لِمَرِيضٍ فِي حَاجَةٍ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ : فَإِنْ كَانَ الْمَرِيضُ قَرَابَتَهُ أَوْ بَعْضَ أَهْلِهِ ؟ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَمَنْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِمَّنْ سَعَى فِي حَاجَةِ أَهْلِهِ ، وَمَنْ ضَيَّعَ أَهْلَهُ ، وَقَطَعَ رَحِمَهُ حَرَمَهُ الله حُسْنَ الْجَزَاءِ يَوْمَ يَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ، وَصَيَّرَهُ مَعَ الْهَالِكِينَ حَتَّى يَأْتِيَ بِالْمَخْرَجِ وَأَنَّى لَهُ بِالْمَخْرَجِ ! وَمَنْ مَشَى لِضَعِيفٍ فِي حَاجَةٍ أَوْ مَنْفَعَةٍ أَعْطَاهُ الله كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ، وَمَنْ أَقْرَضَ مَلْهُوفًا فَأَحْسَنَ طَلَبَهُ فَلْيَسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ وَلَهُ عِنْدَ الله بِكُلِّ دِرْهَمٍ أَلْفُ قِنْطَارٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ الله عَنْهُ كُرَبَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَنَظَرَ الله إِلَيْهِ نَظْرَةَ رَحْمَةٍ يَنَالُ بِهَا الْجَنَّةَ ، وَمَنْ مَشَى فِي صُلْحِ بَينَ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا كَانَ لَهُ أَجْرُ أَلْفِ شَهِيدٍ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله حَقًّا ، وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ وَكلمة عِبَادَةُ سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا ، وَمَنْ أَقْرَضَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَلَهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ وَزْنُ جَبَلِ أُحُدٍ ، وَحِراء ، وَثَبِيرٍ ، وَطُورِ سَيْنَاءَ حَسَنَاتٍ , فَإِنْ رَفِقَ بِهِ فِي طَلَبِهِ بَعْدَ حِلِّهِ جَرَى عَلَيْهِ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ ، وَجَازَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللاَّمِعِ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِ ، وَلاَ عَذَابَ ، وَمَنْ مَطَلَ طَالِبَهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهِ فَعَلَيْهِ خَطِيئةُ عَشَارٍ فَقَامَ إِلَيْهِ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ فَقَالَ : وَمَا خَطِيئةُ العَشَار ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَطِيئةُ الْعَشَارِ أَنَّ عَلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ لَعْنَةُ الله وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ وَمَنْ يَلْعَنِ الله فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ، وَمَنْ اصَطنَعَ إِلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ مَعْرُوفًا ، ثُمَّ مَنَّ بِهِ عَلَيْهِ أُحْبِطَ أَجْرُهُ ، وَخُيِّبَ سَعْيُهُ ، أَلاَ وَإِنَّ الله - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - حَرَّمَ عَلَى الْمَنَّانِ وَالْبَخِيلِ ، وَالْمُخْتَالِ ، وَالْقَتَّاتِ ، وَالْجَوَّاظِ ، وَالْجَعْظَرِيِّ ، وَالْعُتُلِّ ، وَالزَّنِيمِ ، وَمُدْمِنِ الْخَمْرِ الْجَنَّةَ ،@

(2/301)


وَمَنْ تَصَدَّقَ صَدَقَةً أَعْطَاهُ الله بِوَزْنِ كُلِّ ذَرَّةٍ مِنْهَا مِثْلَ جَبَلِ أُحُدٍ مِنْ نَعِيمِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ مَشَى بِهَا إِلَى مِسْكِينٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَلَوْ تَدَاوَلَهَا أَرْبَعُونَ أَلْفَ إِنْسَانٍ حَتَّى تَصِلَ إِلَى الْمِسْكِينِ كَانَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلُ ذَلِكَ الأَجْرِ كَامِلاً وَمَا عِنْدَ الله خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا ، وَمَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا أَعْطَاهُ الله بِكُلِّ شِبْرٍ - أَوْ قَالَ بِكُلِّ ذِرَاعٍ - أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفَ مَدِينَةٍ مِنْ ذَهَبٍ ، وَفِضَّةٍ ، وَدُرٍّ ، وَيَاقُوتٍ ، وَزبرجد , وَلُؤْلُؤٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ قَصْرٍ , فِي كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ أَلْفَ أَلْفَ دَارٍ ، فِي كُلِّ دَارٍ أَرْبَعُونَ أَلْف أَلْف بَيْتٍ فِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ سَرِيرٍ ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، وَفِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْف أَلْف وصيف , وأَرْبَعُونَ أَلْف أَلْف وَصِيفَةً ، وَفِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَائِدَةٍ عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ قَصْعَةٍ ، فِي كُلِّ قَصْعَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لَوْنٍ مِنَ الطَّعَامِ ، وَيُعْطِي الله وَلِيَّهُ مِنَ الْقُوَّةِ مَا يَأْتِي عَلَى تلك الأَزْوَاجِ وَذَلِكَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ، وَمَنْ تَوَلَّى أَذَانَ مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ الله يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ الله أَعْطَاهُ الله ثَوَابَ أَلْفِ أَلْفِ نَبِيٍّ ، وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ صِدِّيقٍ ، وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ شَهِيدٍ ، وَيُدْخِلُ فِي شَفَاعَتِهِ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ أُمَّةٍ ، فِي كُلِّ أُمَّةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ رَجُلٍ ، وَلَهُ فِي كُلِّ جَنَّةٍ مِنَ الْجِنَانِ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَدِينَةٍ ، فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ قَصْرٍ ، فِي كُلِّ قَصْرٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ دَارٍ ، فِي كُلِّ دَارٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ بَيْتٍ ، فِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ سَرِيرٍ ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، سِعَةُ كُلِّ بَيْتٍ مِنْهَا سِعَةُ الدُّنْيَا أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَرَّةٍ ، بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ زَوْجَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْف أَلْف وصيف , وأَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ وَصِيفَةٌ ، فِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَائِدَةٍ ، عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ قَصْعَةٍ ، فِي كُلِّ قَصْعَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لَوْنٍ ، لَوْ نَزَلَ بِهِ الثَّقَلاَنِ لأَوْسعهُمْ بأدنى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِهِ بِمَا شَاؤُوا مِنَ الطَّعَامِ ، وَالشَّرَابِ ، وَاللِّبَاسِ ، وَالطِّيبِ ،@

(2/302)


وَالثِّمَارِ ، وَأَلْوَانِ التُّحَفِ ، وَالطَّرَائِفِ ، وَالْحُلِيِّ ، وَالْحُلَلِ ، كُلُّ بَيْتٍ مِنْهَا مُكْتَفٍ بِمَا فِيهِ مِنْ هَذِهِ الأَشْيَاءِ عَنِ الْبَيْتِ الآخَرِ ، فَإِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ : أَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ اكْتَنَفَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ كُلُّهُمْ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ ، وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَهُوَ فِي ظِلِّ رَحْمَةِ الله حَتَّى يَفْرُغَ وَيَكْتُبُ ثَوَابَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَلَكٍ ، ثُمَّ يَصْعَدُونَ بِهِ إِلَى الله ، وَمَنْ مَشَى إِلَى مَسْجِدٍ مِنَ الْمَسَاجِدِ ، فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حتى يرجع إلى منزله عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، وَتُمُحَى عَنْهُ عَشْرُ بها سَيِّئَاتٍ ، وَيُرْفَعُ لَهُ بِهَا عَشْرُ دَرَجَاتٍ ومن حَافَظَ عَلَى الْجَمَاعَةِ حَيْثُ كَانَ وَمَعَ مَنْ كَانَ مَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللاَّمِعِ فِي أَوَّلِ زُمْرَةٍ مِنَ السَّابِقِينَ وَوَجْهُهُ أَضْوَأُ مِنَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ حَافَظَ عَلَيْهَا ثَوَابُ شَهِيدٍ ، وَمَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ ، فَأَدْرَكَ أَوَّلَ تَكْبِيرَةٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُؤْذِيَ مُؤْمِنًا ، أَعْطَاهُ الله مثل ثَوَاب الْمُؤَذِّنَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَمَنْ بَنَى بِنَاءً عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ يَأْوِي إليه عَابِر السَّبِيلِ بَعَثَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نَجِيبَةٍ مِنْ دُرٍّ ، وَوَجْهُهُ يُضِيءُ لأَهْلِ الْجَمْعِ حَتَّى يَقُولَ أَهْلُ الْجَمْعِ ، هَذَا مَلَكٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ ، حَتَّى يزَاحم إِبْرَاهِيمَ فِي قُبَّتِهِ ، وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَرْبَعُونَ أَلْفَ رَجُلٍ ، وَمَنْ شَفَعَ لأَخِيهِ المسلم فِي حَاجَةٍ لَهُ نَظَرَ الله إِلَيْهِ ، وَحَقَّ عَلَى الله أَنْ لاَ يُعَذِّبَ عَبْدًا بَعْدَ نَظَرِهِ إِلَيْهِ ، إِذَا كَانَ ذَلِكَ بِطَلَبٍ مِنْهُ إِلَيْهِ أَنْ يَشْفَعَ لَهُ ، فَإِذَا شَفَعَ لَهُ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ كان لَهُ مَعَ ذَلِكَ أَجْرُ سَبْعِينَ شَهِيدًا ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ ، وَكَفَّ عَنِ اللغو والْغَيْبَةِ ، وَالْكَذِبِ ، وَالْخَوْضِ فِي الْبَاطِلِ ، وَأَمْسَكَ لِسَانَهُ إِلاَّ عَنْ ذِكْرِ الله ، وَكَفَّ سَمْعَهُ ، وَبَصَرَهُ ، وَجَمِيعَ جَوَارِحِهِ عَنْ مَحَارِمِ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَعَنْ أَذَى الْمُسْلِمِينَ ، كَانَتْ لَهُ مِنَ الْقربَةِ عِنْدَ الله أَنْ تَمَسَّ رُكْبَتُهُ رُكْبَةَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِهِ ،@

(2/303)


وَمَنِ احْتَفَرَ بِئْرًا حَتَّى يَنْبَسِطَ مَاؤُهَا ، فَيَبْذُلُهَا لِلْمُسْلِمِينَ كَانَ لَهُ أَجْرُ مَنْ تَوَضَّأَ مِنْهَا وَصَلَّى ، وَلَهُ بِعَدَدِ شَعْرِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا حَسَنَاتٌ إِنْسٍ ، أو جِنٍّ ، أَوْ بَهِيمَةٍ ، أَوْ سَبْعٍ ، أَوْ طَائِرٍ ، أو غَيْر ذَلِكَ ، وَلَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنْ ذَلِكَ عِتْقُ رَقَبَةٍ ، وَيَرِدُ فِي شَفَاعَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَوْضِ القدس عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ قِيلَ يَا رَسُولَ الله : وَمَا حَوْضُ الْقُدُسِ ؟ قَالَ : حَوْضِي حَوْضِي حَوْضِي وَمَنْ حَفَرَ قَبْرًا لِمُسْلِمٍ حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ ، وَبَوَّأَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ لَوْ وُضِعَ فِيهِ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْحَبَشَةِ لَوَسِعَهَا ، وَمَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ فِيهِ ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنْهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ ، وَرُفِعَ لَهُ بِهَا مِئَةُ دَرَجَةٍ , فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : وَكَيْفَ يُؤَدِّي فِيهِ الأَمَانَةَ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : يَسْتُرُ عَوْرَتَهُ ، وَيَكْتُمُ شَيْنَهُ وَإِنْ هُوَ لَمْ يَسْتُرْ عَوْرَتَهُ ، وَلَمْ يَكْتُمْ شَيْنَهُ ، أَبْدَى الله عَوْرَتَهُ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ ، وَمَنْ صَلَّى عَلَى مَيِّتٍ صَلَّى عَلَيْهِ جِبْرِيلُ وَمَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، وَغُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، وَإِنْ أَقَامَ حَتَّى يُدْفَنَ ، وَحَثَى عَلَيْهِ مِنَ التُّرَابِ انْقَلَبَ وَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ قِيرَاطٌ مِنَ الأَجْرِ ، وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَمَنْ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ الله كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ دُمُوعِهِ مِثْلُ أُحُدٍ فِي مِيزَانِهِ ، وَلَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ عَلَى حَافَّتَيْهَا مِنَ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ وَاصِفٍ ، وَمَنْ عَادَ مَرِيضًا فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ حسنة ومحو سبعين ألف سيئة وترفع له سبعون ألف درجة ويوكل به سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَعُودُونَهُ ، وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ تَبِعَ جِنَازَةً فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَتَّى يَرْجِعَ مِئَةُ أَلْفِ حَسَنَةٍ ، وَمَحْوُ مِئَةِ أَلْفِ سَيِّئَةٍ ،@

(2/304)


وَيُرْفَعُ لَهُ مِئَةُ أَلْفِ دَرَجَةٍ ، فَإِنْ صَلَّى عَلَيْهَا وُكّل بِهِ سَبْعُونَ أَلْفِ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يَرْجِعَ ، وَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا اسْتَغْفَرُوا له حَتَّى يُبْعَثَ مِنْ قَبْرِهِ ، وَمَنْ خَرَجَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ أَلْفُ أَلْفِ حَسَنَةٍ ، وَمَحْوُ أَلْفِ أَلْفِ سَيِّئَةٍ ، وَرُفِعَ له أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ ، وَلَهُ عِنْدَ رَبِّهِ بِكُلِّ دِرْهَمٍ يُنْفِقُهُ أَلْفُ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، وَبِكُلِّ دِينَارٍ أَلْفُ أَلْفِ دِينَارٍ ، وَبِكُلِّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا أَلْفُ أَلْفِ حَسَنَةٍ ، حَتَّى يَرْجِعَ وَهُوَ فِي ضَمَانِ الله ، فَإِنْ تَوَفَّاهُ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ ، وَإِنْ رجَعَهُ رجَعَهُ مَغْفُورًا لَهُ مُسْتَجَابًا لَهُ فَاغْتَنِمُوا دَعْوَتَهُ إِذَا قَدِمَ قَبْلَ أَنْ يُصِيبَ الذُّنُوبَ ، فَإِنَّهُ يَشْفَعُ فِي مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ خَلَفَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ ، كان لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ كَامِلاً مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ ، وَمَنْ رَابَطَ أَوْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ الله كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ سَبْعُمِئَةِ أَلْفِ أَلْفِ حَسَنَةٍ ، وَمَحْوُ سَبْعِمِئَةِ أَلْفِ أَلْفِ سَيِّئَةٍ ، وَرُفِعَ له سَبْعَمِئَةِ أَلْفِ أَلْفِ دَرَجَةٍ ، وَكَانَ فِي ضَمَانِ الله ، فَإِنْ تَوَفَّاهُ بِأَيِّ حَتْفٍ كَانَ ، أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ ، وَإِنْ رجَعَهُ رجَعَهُ مَغْفُورًا لَهُ مُسْتَجَابًا لَهُ ، وَمَنْ زَارَ أَخَاهَ الْمُسْلِمَ فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ عِتْقُ مِئَةِ أَلْفِ رَقَبَةٍ ، وَمَحْوُ مِئَةِ أَلْف أَلْف سَيِّئَةٍ ، وَيُكْتَبُ لَهُ مِئَةِ أَلْف أَلْف حسنة ويرفع له بِهَا مِئَةُ أَلْف أَلْف دَرَجَةٍ قَالَ : فَقُلْنَا لأَبِي هُرَيْرَةَ : أَوَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً فَهِيَ فَكَاكُهُ مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ : بلى ، وَيُرْفَعُ لَهُ سائرهم فِي كُنُوزِ الْعَرْشِ عِنْدَ رَبِّهِ ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ الله ، وَتَفَقَّهَ فِي دِينِ الله كَانَ لَهُ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلُ جَمِيعِ مَا أُعْطِيَ الْمَلاَئِكَةُ ، وَالأَنْبِيَاءُ ، وَالرُّسُلُ ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ رِيَاءً وَسُمْعَةً لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ ، ويُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ ، أَوْ يَطْلُبَ بِهِ الدُّنْيَا بَدَّدَ الله عِظَامَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا ، وَلاَ يَبْقَى فِيهَا نَوْعٌ مِنْ @

(2/305)


أَنْوَاعِ الْعَذَابِ إِلاَّ عُذِّبَ بِهِ لِشِدَّةِ غضب الله وَسَخَطِهِ عليه ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَتَوَاضَعَ فِي الْعِلْمِ ، وَعَلَّمَهُ عِبَادَ الله يُرِيدُ بِذَلِكَ مَا عِنْدَ الله لَمْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ أَفْضَلُ ثَوَابًا ، وَلاَ أَعْظَمُ مَنْزِلَةً مِنْهُ ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلَةٌ ، وَلاَ دَرَجَةٌ رَفِيعَةٌ نَفِسيَةٌ إِلاَّ وَلَهُ فِيهَا أَوْفَرُ نَصِيبٍ وَأَوْفَرُ الْمَنَازِلِ أَلاَ وَإِنَّ الْعِلْمَ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ ، وَمَلاَكُ الدِّينِ الْوَرَعُ ، وَإِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ ، وَإِنْ كَانَ قَلِيلَ الْعِلْمِ فَلاَ تُحَقِّرَنَّ مِنَ الْمَعَاصِي شَيْئًا ، وَإِنْ صَغُرَ فِي أَعْيُنِكُمْ ، فَإِنَّهُ لاَ صَغِيرةَ مَعَ الإِصْرَارِ ، وَلاَ كَبِيرَة مَعَ اسْتِغْفَارِ ، أَلاَ وَإِنَّ الله سَائِلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ حَتَّى عَنْ مَسِّ أَحَدِكُمْ ثَوْبَ أَخِيهِ فَاعْمَلُوا عِبَادَ الله أنَّ الْعَبْدَ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَا قَدْ مَاتَ عَلَيْهِ ، وَقَدْ خَلَقَ الله الْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَمَنِ اخْتَارَ النَّارَ عَلَى الْجَنَّةِ فَأَبْعَدَهُ الله ، أَلاَ وَإِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، أَمَرَنِي أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَإِذَا قَالُوها عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله ، أَلاَ وَإِنَّ الله لَمْ يدع شَيْئًا مِمَا نَهَى عَنْهُ ، إِلاَّ وَقَدْ بَيَّنَهُ لَكُمْ لَيَهْلَكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ ، وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ، أَلاَ وَإِنَّ الله - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - لاَ يَظْلِمُ ، وَلاَ يَجُوزُ عَلَيْهِ ظُلْمٌ وَهُوَ بِالْمِرْصَادِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى فَمَنْ أَحْسَنَ فَلِنَفْسِهِ ، وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ . يَا أَيُّهَا النَّاسُ : إِنَّهُ قَدْ كَبُرَتْ سِنِّي ، وَدَقَّ عَظْمِي ، وَانْهَدَّ جِسْمِي ، وَنُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي ، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي ، وَاشْتَقْتُ إِلَى رَبِّي ، أَلاَ وَإِنَّ هَذَا آخِرُ الْعَهْدِ مِنِّي وَمِنْكُمْ ، فَمَا دُمْتُ حَيًّا فَقَدْ تَرَوْنِي ، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَالله خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ . وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ . ثُمَّ نَزَلَ فَابْتَدَرَهُ رَهْطٌ مِنَ الأَنْصَارِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ الْمِنْبَرِ وَقَالُوا : جعلت أَنْفُسنَا فِدَاكَ يَا رَسُولَ الله مَنْ يَقُومُ بِهَذِهِ الشَّدَائِدِ ؟ وَكَيْفَ الْعَيْشُ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ ؟ فَقَالَ لَهُمْ : @

(2/306)


وَأَنْتُمْ فِدَاكُمْ أَبِي وَأُمِّي نَازَلْتُ رَبِّي فِي أُمَّتِي ، فَقَالَ لِي : بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ حَتَّى يُنْفَخَ فِي الصُّورِ ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسنةٍ تَابَ الله عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : سنة كَثِيرٌ ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بشهر تَابَ الله عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : شهر كَثِيرٌ ، ومَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بجمعة تَابَ الله عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : جمعة كثير , من تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه . ثم قال : يوم كثير . ثم قال : من تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه. ثم قال مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ بِالْمَوْتِ تَابَ الله عَلَيْهِ ثُمَّ نَزَلَ ، فَكَانَتْ آخِرَ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ
1544- وعن حَسَّانُ بْنُ جَعْدَةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ دَخَلَ مَسْجِدَ وَاسِطٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَابْنُ هُبَيْرَةَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ.
رواه الحميدي , حَدَّثَنَا سفيان ، حَدَّثَنَا حسان ... فذكره.
12- باب التعجيل بصلاة الجمعة إذا دخل وقتها وما جاء في الكلام بعد نزول الخطيب من المنبر
1545- عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الجُمْعَة ، ثُمَّ نَبْتَدِرُ الْفَيْءَ ، فَمَا يَكُونُ إِلاَّ مَوْضِعُ الْقَدَمِ أَوِ الْقَدَمَيْنِ.
رواه أبو داود الطيالسي واللفظ له ، ورجاله ثقات ، وأبو يَعْلَى ، وأحمد بن حنبل ، والبيهقي في الكبرى ، ورواه مسلم في صحيحه وغيره من حديث سلمة بن الأكوع.@

(2/307)


1546- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُ رَاحَ إِلَى الْجُمُعَةِ ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ عَلَيْهِمْ عُمَرُ بن الخَطَّاب فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَأَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي أَذَانِهِ ، فَلَمَّا سَكَتَ قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ.
رواه أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بسند صحيح.
1547- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ حِينَ تزيغ الشَّمْسُ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
1548- وَعَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ : أَنَّ الْحَجَّاجَ أَخَّرَ الصَّلاَةَ يَوْم الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ لَهُ شَيْخٌ : وَالله لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي فَمَا رَأَيْتُهُ صَنَعَ كَمَا تَصْنَعُ أَنْتَ قَالَ فَلَمَّا سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قُلْتُ : كَيْفَ رَأَيْتَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَنَعَ ؟ قَالَ : رَأَيْتُهُ خَرَجَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ ، وَإِذَا الرَّجُلُ أَبُو جُحَيْفَةَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1549- وَعَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَتِ الصَّلاَةُ تُقَامُ فَيُكَلِّمُ الرَّجُلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَاجَةِ تَكُونُ لَهُ يَقُوَمُ بَيْنَهُ ، وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ فَمَا يَزَالُ النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُكَلِّمُهُ فَرُبَّمَا رَأَيْتُ بَعْضَ الْقَوْمِ يَنْعَسُ مِنْ طُولِ قِيَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم . وَلَم يَذْكُر أَنَّ ذَلِكَ فِي الجُمْعَة.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند الصحيح.@

(2/308)


1549/2- وفي رواية له صحيحة : كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ينزل من المنبر يوم الجمعة فيكلمه الرجل في الحاجة فيكلمه ثم ينتهي إلى مصلاه فيصلي.
1549/3- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ الْقَوْمَ ذَكَرُوا لَهُ أَنَّ ثَابِتًا يَحْتَبِسُ عَنِ الْمُؤَذِّنِ بَعْدَ الإِقَامَةِ بَعْضَ الاِحْتِبَاسِ ، فَقَالَ : أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ وَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى الْمَكْتُوبَةِ فَعَرَضَ لَهُ رَجُلٌ فَحَدَّثَهُ حَتَّى نَعَسَ بَعْضُ الْقَوْمِ.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ مُخْتَصَرًا ، وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ.
13- باب الزحام يوم الجمعة ، وفيمن أدرك من الجمعة ركعة وفيمن نام حتى كادت تفوته وفي القيلولة بعد الجمعة
1550- عَنْ سَيَّارِ بْنِ الْمَعْرُورِ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ وَنَحْنُ مَعَهُ ، وَالْمُهَاجِرُونَ ، وَالأَنْصَارُ ، فَإِذَا اشْتَدَّ الزِّحَامُ فَلْيَسْجُدِ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَلَى ظَهْرِ أَخِيهِ ، وَرَأَى قَوْمًا يصلون فِي الطَّرِيقِ ، فَقَالَ : صَلُّوا فِي الْمَسْجِدِ.
رواه أبو داود الطيالسي , وعنه أحمد بن حنبل ، ورواه ابن أبي شَيْبَة مختصرًا ، وسيار قال فيه ابن المديني : مجهول . ووثقه ابن حبان ، وباقي رجال الإسناد ثقات.
ورواه أصحاب السنن الأربعة من حديث أنس.
1551- وَعَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى .
رواه مُسَدَّد مرسلاً بِسَنَد ضَعِف ؛ لِضَعف الأَحْوَص بن حَكِيم .@

(2/309)


1552- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى , وَمَنْ فَاتَتْهُ الرَّكْعَتَانِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا أَو الظُهْر أو الأُولَى .
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ بِسَنَدٍ فِيهِ يَاسِينُ الزَّيَّاتُ ، وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ.
1552/2- والْحَاكِمُ بِسَنَدٍ فِيهِ صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ ، وَلَفْظُهُ : مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى ، فَإِنْ أَدْرَكَهُمْ جُلُوسًا صَلَّى أَرْبَعًا.
وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى.
1552/3- وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ بِلَفْظِ : مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلاَةِ رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاَةَ.
1552/4- وَابْنُ مَاجَةَ وَلَفْظُهُ : مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى .
1553- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَلْهُو أَحَدُكُمْ حَتَّى إِذَا كَادَتِ الْجُمُعَةُ تَفُوتُهُ جَاءَ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يُؤْذِيهِمْ ! فَقَالَ : مَا فَعَلْتُ يَا نَبِيَّ الله وَلَكِن كُنْتُ رَاقِدًا ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ ، فَقُمْتُ ، فَتَوَضَّأْتُ ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَوَيَوْمُ وُضُوءٍ هَذَا ؟!.
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
1554- وعن مصعب بن سعد قال : كان سعد ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، يَقِيل بَعَدَ الجُمْعَة.
رواه مُسَدَّد موقوفا بسند الصحيح.@

(2/310)


1555- وَعَن خُبَيْب بْن عَبْدِ الرَّحْمَن ، عَنْ عَمَّتِهِ أُنَيْسَةَ - وَكَانَتْ قَدْ حَجَّتْ مَعَ رَسُول الله صََلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ : كَانَ رِجَالُنَا يُجَمِّعُونَ مَعَ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ثُمَّ يَرْجِعُونَ وَأَرْدِيَتُهُمْ عَلَى رُؤوسِهِمْ ، يَتَّبِعُونَ فَيْءَ الْحِيطَانِ ، ثم يَقِيلُونَ بَعْدَهَا.
رواه مُسَدَّد بسند صحيح.@

(2/311)


15- كتاب قصر الصلاة
1- باب فرض صلاة المسافر
1556- عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِمَكَّةَ رَكْعَتَيْنِ - تَعْنِي : الْفَرَائِضَ - فَلَمَّا قَدِمَ وَفُرِضَتْ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ أَرْبَعًا وَثَلاَثًا صَلَّى وَتَرَكَ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ كَانَ يُصَلِّيهِمَا بِمَكَّةَ تَمَامًا لِلْمُسَافِرِ.
رواه أبو داود الطيالسي بسند رجاله ثقات.
1556/2- ورواه البخاري ومسلم وأبو داود بلفظ : فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر ، فأقرت صلاة السفر ، وزيد في صلاة الحضر.
1557- وعن عَمْرُو بْنُ هَرِم ، قَالَ : سُئِلَ جَابِرُ بْنُ يزِيْدٍ عَنِ الصَّلاَةِ في مَوَاقِيتِهَا , قَالَ : زَعَمَ أَبُو هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ فِي الْمَسِيرِ وَالْمَقَامِ بِمَكَّةَ إِلَى أَنْ رَجَعُوا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ.
رواه الطيالسي ورجاله ثقات.
1557/2- وأبو يَعْلَى بلفظ : كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ : سَافَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - كُلُّهُمْ صَلَّى حِينَ يخرجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهَا رَكْعَتَيْنِ فِي الْمَسِيرِ ، وَالْمَقَامِ بِمَكَّةَ.@

(2/312)


1558- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَيٍّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - ، قَالَ : كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُسَافِرًا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يَرْجِعَ.
رواه الطيالسي ورجاله ثقات.
1558/2- ومُسَدَّد وأبو بكر بن أبي شَيْبَة بلفظ : : قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ : إنَّا قَوْمٌ إذَا سَافَرْنَا كَانَ مَعَنْا مَنْ يَكْفِينَا الْخِدْمَةَ مِنْ غِلْمَانِنَا فَكَيْفَ نُصَلِّي ؟ قَالَ : كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إذَا سَافَرَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يَرْجِعَ ، فَعُدْتُ فَسَأَلْته فَقَالَ بِمِثْل ذَلِكَ ، ثُمَّ عُدْت فَسَأَلْته فَقَالَ لِي بَعْضُ الْقَوْمِ : أَمَا تَعْقِلُ أَمَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ لَك !.
1558/3- وفي رواية لابن أبي شَيْبَة بإسناد صحيح : صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حِينَ سَافَرَ رَكْعَتَيْنِ ، وَحِينَ أَقَامَ أَرْبَعًا ، قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَمَنْ صَلَّى فِي السَّفَرِ أَرْبَعًا كَمَنْ صَلَّى فِي الْحَضَرِ رَكْعَتَيْنِ.
ورواه مسلم في صحيحه من حديث أنس.
1559- وَعَن السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ ، قَالَ : كَانَتِ الصَّلاَةُ فُرِضَتْ سَجْدَتَيْنِ سَجْدَتَيْنِ : الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ ، فَكَانُوا يُصَلُّونَ بَعْدَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ ، فَكُتِبَ عَلَيْهِمُ الظُّهْرَ أَرْبَعًا ، وَالْعَصْرَ أَرْبَعًا ، فَتَرَكُوا ذَلِكَ حِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ ، وَأُقِرَّتِ صَلاَةُ السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ ، وَكَانَتِ الْحَضَرُ أَرْبَعًا .
رواه إسحاق بن راهويه بإسناد حسن.
1560- وَعَنْ أَبِي حَنْظَلَةَ قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - عَنِ الصَّلاَةِ فِي السَّفَرِ ، فَقَالَ : الصَّلاَةُ فِي السَّفَرِ فَقَالَ : رَكْعَتَيْنِ فَقُلْتُ : إِنَّا آمِنُونَ لاَ نَخَافُ أَحَدًا ، فقَالَ : سُنَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف لجهالة التابعي.@

(2/313)


2- باب متى تقصر الصلاة
1561- عَن أَبِي سَعِيد الخُدَري - رَضِي الله عَنْه - أَنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ المَدِينَة سَارَ فَرْسَخًا ثُمَّ قَصَرَ الصَّلاة .
رواه مُسَدَّد وأبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن منيع ، وعبد بن حميد ، وألفاظهم متقاربة ، ومدار أسانيدهم على أبي هارون العبدي ، وهو ضعيف.
1562- وَعَنْ أَبِي مَعْبَدٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي سَفَرٍ فَغَابَتِ الشَّمْسُ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا أَبَا الْعَبَّاسِ ، الصَّلاَةَ ! فَقَالَ : إِنَّا قَوْمٌ سَفْرٌ ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَتَى مَرَّ الظَّهْرَانِ ثُمَّ نَزَلَ ، وَإِنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَيْثُ قِيلَ لَهُ الصَّلاَةَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ فَرْسَخَيْنِ.
رواه مُسَدَّد.
1562/2- وفي رواية له : أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ : أَقْصُرُ إِلَى عَرَفَةَ ؟ قَالَ : لاَ تُقْصَرُ الصَّلاَةُ إِلَّا مَسِيرَةَ الْيَوْمِ التَّامِّ.
1563- وَعَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْغَابَةِ فَلاَ يُفْطِرُ وَلاَ يَقْصُرُ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.
1564- وَعَنْ جَابِرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ ، فَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى أَتَى سَرِفَ وَهِيَ تِسْعَةُ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.@

(2/314)


3- باب إتمام المغرب في الحضر والسفر وأن لا قصر فيها
1565- عَنْ سَوَّارِ بْنِ شَبِيبٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَنْ الصَّلاَةِ فِي السَّفَرِ ، فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ، إِلَّا الْمَغْرِبَ.
رواه الطيالسي واللفظ له.
1565/2- وعبد بن حميد ، ورجاله ثقات ، ولفظه : سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ الصَّلاَةِ فِي السَّفَرِ ، فَقَالَ : رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ، مَنْ خَالَفَ السُّنَّةَ كَفَرَ.
ورواه أحمد بن حنبل مطولا ، ورواه البيهقي وغيره من حديث أنس.
1566- وَعَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ، قَالَ : صَلَّى عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - الْعَصْرَ فِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ دَخَلَ فُسْطَاطَهُ ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، وَأَنَا أَنْظُرُ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.
1567- وَعَنْ عَلِيٍّ بْن أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الْخَوْفِ رَكْعَتَيْنِ ، إِلَّا الْمَغْرِبَ ثَلاَثًا , وَصَليَنَا مَعَهُ صَلاَةَ السَّفَر رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ، إِلَّا الْمَغْرِبَ ثَلاَثًا.
رواه مُسَدَّد ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر وابن أبي شَيْبَة وأحمد بن منيع بلفظ واحد ، ومدار إسنادهم على الحارث الأعور ، وهو ضعيف .
وله شاهد من حديث عائشة ، رواه أحمد بن حنبل وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي.@

(2/315)


4- باب الصلاة بمنى وما جاء في القصر والإتمام
1568- وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ : صَلَّى بِأَهْلِ مِنًى أَرْبَعًا , فَأَنْكَرَ النَّاسُ عَلَيْهِ ذَلِكَ , فَقَالَ : إِنِّي تَأَهَّلْتُ بِأَهْلِي بِهَا لَمَّا قَدِمْتُ ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إِذَا تَأَهَّلَ الرَّجُلُ فِي بَلَدٍ فَلْيُصَلِّ بِهِ صَلاَةَ الْمُقِيمِ.
رواه الحميدي واللفظ له ، وابن أبي عُمَر ، وأبو يَعْلَى ، وابن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن حنبل ، بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.
1569- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ ، وَمَعَ عُمَرَ ، وَمَعَ عُثْمَانَ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.
1570- وَعَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ : كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بِمِنًى , فَلَمَّا صَلَّى عُثْمَانُ بِهَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ : قَد صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَكَانِ رَكْعَتَيْنِ , وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ , وَصَلَّى عُمَرُ رَكْعَتَيْنِ قَالَ : وَأُرَاهُ قَدْ ذَكَرَ مَا كَانَ صَلَّى مَعَ عُثْمَانَ رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ صَلَّى الْيَوْمَ أَرْبَعًا , قَالَ الْأَسْوَدُ : فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَلَا سَلَّمْتَ فِي رَكْعَتَيْنِ وَجَعَلْتَ الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخيرَتيْنِ بَعْدُ تَسْبِيحات ؟ قَالَ : فالْخِلَافُ شَرٌّ.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند ضعيف ، لجهالة بعض رواته ، وهو في الصحيحين بغير هذا اللفظ .@

(2/316)


1571- وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : كلٌ قَد فَعَلَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَدْ صَامَ وَأَفْطَر ، وَأَتَمَّ وَقََصَرَ فِي السَّفَرِ.
رواه الحارث واللفظ له ، ومُسَدَّد ، والبزار.
1572- وَعَن الْقَاسِمُ بْنُ عَوْفٍ , عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ : أَتَيْنَا أَبَا ذَر بِالْبَلْدَةِ - وَهِيَ مِنًى - فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ عُثْمَانَ صَلَّى أَرْبَعًا ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعًا ، ثُمَّ قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَصَلوا رَكْعَتَيْن.
رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف لجهالهَ بعض رواته.
5- باب الرخصة في قصر الصلاة في السفر وفي من ترك القصر رغبة عن السنة
1573- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أن رجلاً قال للنبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَقْصِر الصَلاة فِي سَفِرِي ؟ قَالَ : نَعَم ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُؤْخَذَ بِرُخْصَهِ كَمَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْخَذَ بِفَرِيضَتِهِ . قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا الطُّهُورُ عَلَى الْخُفَّيْنِ ؟ قَالَ : لِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ، وَلِلْمُسَافِرِ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف لضعف عُمَر بن عَبد الله بن أبي خثعم.@

(2/317)


1573/2- ورواه ابن ماجه , عن ابن أبي شَيْبَة.
قال المزي في الأطراف : ليس في الرواية ، ولم يذكره أبو القاسم.
وله شاهد من حديث عَبد الله بن مسعود ، وتقدم في باب المسح على الخفين ، ومن حديث عَبد الله بن عُمَر ، وسيأتي في كتاب الصوم.
1574- وَعَنِ الرَّبِيعِ بْنِ نُضَيلَةَ ، خَرَجْنَا فِي سَفَرٍ وَنَحْنُ اثْنَا عَشَرَ رَاكِبًا ، كُلُّهُمْ قَدْ صَحِبَ مُحَمَّدًا رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم وَسَلَّمَ غَيْرِي , قَالَ : فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَصَلَّى أَرْبَعًا ، فَقَالَ سَلْمَانُ : مَا لَنَا وَلِلْمَرْبُوعَةِ ؟! يَكْفِينَا نِصْفُ الْمَرْبُوعَةِ ، نَحْنُ إِلَى التَّخْفِيفِ أَفْقَرُ.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند الصحيح ، والبيهقي في الكبرى.
6- باب صلاة المقيم والمسافر
1575- عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : سَأَلَ شَابٌّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي السَّفَرِ فَقَالَ : إِنَّ هَذَا الْفَتَى سَأَلَنِي عَنْ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي السَّفَرِ , فَاحْفَظُوهُنَّ عَنِّي مَا سَافَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَفَرًا قَطُّ إِلاَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يَرْجِعَ وَشَهِدْتُ مَعَهُ حُنَيْنًا وَالطَّائِفَ فَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ حَجَجْتُ مَعَهُ وَاعْتَمَرْتُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ : يَا أَهْلَ مَكَّةَ أَتِمُّوا فَإِنَّا قَوْمٌ سَفْرٌ ثُمَّ حَجَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَاعْتَمَرْتُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ : يَا أَهْلَ مَكَّةَ أَتِمُّوا فَإِنَّا قَوْمٌ سَفْرٌ ثُمَّ حَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ وَاعْتَمَرْتُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ : يَا أَهْلَ مَكَّةَ أَتِمُّوا الصَّلاَةَ فَإِنَّا قَوْمٌ سَفْرٌ ثُمَّ حَجَجْتُ مَعَ عُثْمَانَ وَاعْتَمَرْتُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ أَتَمَّ.
رواه الطيالسي.@

(2/318)


1575/2- وأحمد بن منيع ولفظه قال : مَرَّ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ بِمَجْلِسِه ، فَقَامَ إِلَيْهِ فَتًى مِنَ الْقَوْمِ ، فَسَأَلَهُ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَزْوِ وَالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ، فَجَاءَ فَوَقَفَ عَلَيْنَا ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا سَأَلَنِي عَنْ شَيءٍ ، فَأَرَدْتُ أَنْ تَسْمَعُوهُ ، ثم قَالَ : غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَلَمْ يُصَلِّ إِلا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَحَجَجْتُ مَعَهُ ، فَلَمْ يُصَلِّ إِلا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَشَهِدْتُ مَعَهُ عَامَ الْفَتْحَ ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ ، لا يُصَلِّي إِلا رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَقُولُ لأَهْلِ الْبَلَدِ : صَلُّوا أَرْبَعًا ، فَإِنَّا سَفْرٌ ، وَحَجَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ ، وَغَزَوْتُ ، فَلَمْ يُصَلِّ إِلا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ حَجَّاتٍ ، فَلَمْ يُصَلِّ إِلا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُثْمَانُ سَبْعَ سِنِينَ مِنْ إِمَارَتِهِ لا يُصَلِّي إِلا رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ صَلاهُمَا بِمِنًى أَرْبَعًا
رواه أبو داود والترمذي باختصار ، كلهم من طريق علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث عَبد الله بن عُمَر وغيره ، وسيأتي في كتاب الحج.
7- باب الجمع بين الصلاتين في السفر بأذان وإقامة
1576- عَنِ الْهُزَيْلَ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَأَخَّرَ الظُّهْرَ وَعَجَّلَ الْعَصْرَ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا ، وَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ وَعَجَّلَ الْعِشَاءَ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا.
لَمْ يَقُلْ شُعْبَةُ : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، وَرُويَ عَنِ ابْنَ أَبِي لَيْلَى أَنَّه وَصَلَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رواه الطيالسي ، وسيأتي في آخر الباب.@

(2/319)


1577- وَعَن الأَشْعَث بْنُ سُلَيْم ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَقْبَلْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ مِنْ عَرَفَاتٍ إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ فَلَمْ يَكُنْ يَفْتُرُ ، مِنَ التَّكْبِيرِ وَالتَّهْلِيلِ ، حَتَّى أَتَيْنَا الْمُزْدَلِفَةَ فَأَذَّنَ وَأَقَامَ ، أَوْ أَمَرَ إِنْسَانًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ وَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ ثَلاَثَ رَكَعَاتٍ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : الصَّلاَةُ فَصَلَّى بِنَا الْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ دَعَا بِعَشَائِهِ .
رواه مُسَدَّد.
1578- وَعَن الأَعْرَج أَنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَمَعَ بَيْنَ الصَّلاَتَيْنِ فِي غَزْوَةِ تَبُوك.
رواه مُسَدَّد مرسلاً ، ورجاله ثقات.
1579- وعن عَبد الله بن مالك قال : رأيت ابن عُمَر صلى المغرب والعشاء بجمع بأذان وإقامة ، فقال له مالك بن خالد : مَا هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟! قال : صليت مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في هذا الموضع ففعل هكذا.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.
1579/2- وفي رواية له : اتفق علي وعبد اللّه أن كل صلاة يجمع أو تجمع بأذان وإقامة.
1579/3- وفي رواية مرسلة : صلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بأذان وإقامة.
1580- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - : الصَّلاَة فَسَكَتَ ، ثُمَّ قَالَ : الصَّلاَة فَسَكَتَ ، ثُمَّ قَالَ : الصَّلاَة فَسَكَتَ ، ثُمَّ قَالَ : لاَ أُمَّ لَكَ تُعَلِّمُنَا الصَّلاَة ، كُنَّا نَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلاَتَيْنِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم .
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، ورجاله ثقات.
1580/2- وأحمد بن منيع بلفظ : جمع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الصلاتين جميعًا بجمع بإقامة واحدة المغرب والعشاء.@

(2/320)


1581- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ وَيُعَجِّلُ الْعَصْرَ , وَيُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ , وَيُعَجِّلُ الْعِشَاءَ فِي السَّفَرِ.
رواه ابن أبي عُمَر ، ورجاله ثقات.
1581/2- وأبو يَعْلَى ولفظه : كَانَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي أَسْفَارِهِ يَصُوم وَيَفْطر ، وَيُؤَخِّرُ الظُّهْرَ ، وَيُعَجِّلُ الْعَصْرَ ، وَيُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ ، وَيُعَجِّلُ الْعِشَاءَ.
1582- وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلاَتَيْنِ فِي السَّفَرِ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وعنه أبو يَعْلَى بسند فيه محمد بن أبي ليلى ، ومن هذا الوجه رواه الطبراني في معاجمه الثلاثة ، والبزار.
1583- وعن عبد الله بن عَمْرو - رضي الله عنهما - : أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جمع بين الصلاتين حين غزا بني المصطلق.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن حنبل ، وفي سنديهما الحجاج بن أرطاة ، وهو في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي أيوب.@

(2/321)


8- باب في ذكر الأثر الذي روي في أن الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر ، مع ما دلت عليه أخبار المواقيت ، وما جاء في التطوع في السفر
1584- عَنْ بَكْرٍ أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى : إِنَّ جَمْعًا بَيْنَ الصَّلاَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ مِنَ الْكَبَائِرِ.
رواه مُسَدَّد.
1584/2- ورواه الحاكم وعنه البيهقي ، من طريق أبي العالية عن عُمَر قال : جمع الصلاتين من غير عذر من الكبائر.
قال الشافعي في سنن حرملة : العذر يكون في السفر والمطر ، وليس هذا بثابت عن عُمَر ، هو مرسل.
قال البيهقي : هو كما قال الشافعي ، أبو العالية لم يسمع من عُمَر بن الخطاب.
1584/3- ثم رواه البيهقي من طريق أَبِي قَتَادَةَ الْعَدَوِيَّ أَنَّ عُمَرَ ، كَتَبَ إِلَى عَامِلٍ لَهُ : ثَلاَثٌ مِنَ الْكَبَائِرِ الْجَمْعُ بَيْنَ الصَّلاَتَيْنِ إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ ، وَالنُّهْبَى.
قال البيهقي : أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ أَدْرَكَ عُمَرَ بْن الخَطَّاب ، فَإِنْ كَانَ شَهِدَ كَتَبَه فَهُوَ مَوْصُولٌ وَإِلاَّ فَهُوَ إِذَا انْضَمَّ إِلَى الأَوَّلِ صَارَ قَوِيًا , قَالَ : وَقَدْ رُوِيَ فِيهِ حَدِيثٌ مَوْصُولٌ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي إِسْنَادِهِ مَنْ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ . انتهى.
وسيأتي ما أشار به في باب كتم الشهادة.
1585- وَعَنْ طَلْحَةَ بن يَحْيَى , حَدَّثَنِي عَمِّي عِيسَى بن طَلْحَةَ قَالَ : كُنْت مَعَهُ فِي سَفَرٍ فَصَلَّيْت بَعْدَمَا صلى هو ، فَلَمْ يَزِيدُ عَلَى رَكْعَتَيْنِ فَقَالَ : لَهُ رَجُل مِن قُرَيشٍ : يَا أَبَا مُحَمَّد ، مَا لِي أَرَاكَ تَرَكْت ابْن أَخِيك يُصَلِّي وَلَم تُصَل أَنْتَ إلاَّ رَكْعَتَين ؟ قَالَ : إِنِّي سَايَرْتُ ابْنَ عُمَرَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَلَمْ يَكُنْ يَزِيدُ عَلَى رَكْعَتَيْنِ فَقَالَ : لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا ، وَلاَ بَعْدَهَا , وَقَالَ أُصَلِّي كَمَا رَأَيْتُ أَصْحَابِي يُصَلُّونَ وَمَا أَنَا بِمَانِعٍ أَحَدًا يَسْتَزِيدُ مِنْ خَيْرٍ أَرَادَهُ .
رواه مُسَدَّد بسند صحيح.@

(2/322)


1586- وَعَن حَفْصِ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي سَفَرٍ فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَجَاءَ إِلَى خَشْبَةِ رَحْلِهِ فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَرَأَى أَنَاسًا قِيَامًا وَرَاءَهُ ، فَقَالَ : مَا يَصْنَعُ هَؤُلاَءِ ؟ قَالَ : يُسَبِّحُونَ . فَقَالَ : لَوْ كُنْتُ مُسَبِّحًا لأَتْمَمْتُ صَلاَتِي , يَا ابْنَ أَخِي ، صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ صَحِبْتُ عُمَرَ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ صَحِبْتُ عُثْمَانَ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.
رواه عبد بن حميد ، ورجاله ثقات ، وهو في الصحيحين وأبي داود والنسائي بنقص ألفاظ.@

(2/323)


16- كتاب صلاة العيدين
1- باب الغسل والزينة للعيدين
1587- وَعَن مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : قُلْتُ لِنَافِعٍ : كَيْفَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - يَصْنَعُ يَوْمَ الْعِيدِ ؟ قَالَ : كَانَ يَشْهَدُ صَلاَةَ الْفَجْرِ مَعَ الإِِمَامِ , ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِهِ فَيَغْتَسِلُ غُسْلَهُ مِنَ الْجَنَابَةِ ، وَيَلْبَسُ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ ، وَيَتَطَيَّبُ بِأَحْسَنِ مَا عِنْدَهُ ، ثُمَّ يَخْرُجُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى فَيَجْلِسَ فِيهِ حَتَّى يَجِيءَ الإِِمَامُ ، فَإِذَا جَاءَ الإِِمَامُ صَلَّى مَعَهُ ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَدْخُلُ مَسْجِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَأْتِي بَيْتَهُ.
رواه الحارث بن أبي أسامة ورجاله ثقات ، والبيهقي مختصرًا قال : وروينا في ذلك عن سلمة بن الأكوع ، ثم عن ابن المُسَيَّب وعروة بن الزبير.
1588- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَلْبِسُ بُرْدَهُ الأَحْمَرَ فِي الْعِيدَيْنِ وَالْجُمُعَةِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَالْحَاكِمُ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ ، وَفِي سَنَدِهِمُ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَسَيَأْتِي فِي بَابِ لِبَاسِ الأَحْمَرِ.@

(2/324)


2- باب التكبير ووقته وصفته ورفع الصوت به والإكسار منه
1589- عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يكبر يوم النفر ، ويأمر من حوله أن يكبروا ، ولا يريد بذلك إلاَّ قول الله - تعالى - : {واذْكُرُوا الله فِي أيام معدودَاتٍ} أو {فَإذَا قَضَيتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا الله}.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات.
ورواه ابن ماجه مرفوعًا بسند ضعيف من حديث سعد القرظ.
1590- وَعَن نَافِعٌ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - كَانَ يَغْدُو إِلَى الْعِيدِ مِنَ الْمَسْجِدِ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى ، وَيُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَ الإِِمَامُ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات ، وأبو داود والترمذي مختصرًا ، ورواه الحاكم ، وعنه البيهقي وقال : روى الشافعي بإسناده عن جماعة من التابعين : أنهم كانوا يكبرون ليلة الفطر في المسجد يجهرون به ، وعن جماعة منهم جهرهم به عند الغدو إلى المصلى.
1591- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ مِنْ غَدَاةِ عَرَفَةَ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، وَكَانَ لاَ يُكَبِّرُ فِي الْمَغْرِبِ ، وَكَانَ تَكْبِيرُهُ : اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَل , اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات ، وأحمد بن حنبل ، والحاكم ، والبيهقي.@

(2/325)


3- باب المشي إلى العيدين وما جاء في الأكل والإمساك قبل صلاة الفطر
1592- عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَأْتِي الْعِيدَ مَاشِيًا .
1592/2- وَزَادَ فِيهِ غَيْرُهُ عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَأْتِي الْعِيدَ ماشيًا ، َيَرْجِعُ فِي طَرِيقٍ ، وَيَأْخُذُ فِي آخَرَ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ .
وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ سَعْدٍ بن الْقَرَظِ.
1593- وَعَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : لَمْ يَكُنِ ابْنُ عُمَرَ يَطْعَمُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَرْجِعَ مِنَ الْمُصَلَّى.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند الصحيح.
1593/2- ورواه ابن ماجه مرفوعا بلفظ : لاَ يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يُغَدِّيَ أَصْحَابَهُ مِنْ صَدَقَةِ الْفِطْرِ.@

(2/326)


1593/3- والحاكم وعنه البيهقي بلفظ : أَنَّ ابْن عُمَر كَانَ يَوْمَ الأَضْحَى يَخْرُجُ إِلَى الْمُصَلَّى وَلاَ يَطْعَمُ شَيْئًا.
1594- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَطْعِمُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ ، وَلاَ يُصَلِّي قَبْلَ الصَّلاَةِ ، فَإِذَا انْصَرَفَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَأَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَفِي سَنَدَيْهِمَا : عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ.
ورَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ .
وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ بِلَفْظِ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى يَأْكُلَ شَيْئًا ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ الأَضْحَى لَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا حَتَّى يَرْجِعَ ، وَكَانَ إِذَا رَجَعَ أَكَلَ مِنْ كَبِدِ أُضْحِيَتِهِ .
4- باب ترك الأذان والإقامة للنافلة وما جاء في صلاة العيد قبل الخطبة
1595- عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الرَّبِيعِ الْعَدَوِيِّ قَالَ : لَقِينَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، فَقُلْنَا لَهُ : إِنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَمْروٍ , حَدَّثَنَا بِكَذَا وَكَذَا فَقَالَ عُمَرُ : عَبْدُ الله بْنُ عَمْروٍ أَعْلَمُ بما يَقُولُ - قَالَهَا ثَلاَثًا – ثم نُودِيَ بِالصَّلاَةِ جَامِعَةً ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، فَخَطَبَهُمْ عُمَرُ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ الله.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، وَمِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ.@

(2/327)


1596- وَعَنْ رَجُلٍ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - كَانَا يُصَلِّيَانِ الْعِيدَ قَبْلَ الْخُطْبَةِ.
رواه مُسَدَّد وأصله في صحيح مسلم من حديث ابن عباس.
1597- وَعَنْ أَنَسٍ بن مَالِك - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : كَانَتِ الصَّلاَةُ فِي الْعِيدَيْنِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ.
رواه أحمد بن منيع بسند الصحيح.
1598- وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي يَوْمَ الْفِطْرِ بَيْنَ الْحَجَرَيْنِ ، وَقَدْ نَعَتَهُمَا أَبُو إِسْحَاقَ ، حَدِيثُ يُبَاعُ الطَّعَامُ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
5- باب التكبير في صلاة العيدين والقراءة فيها وما جاء في الصلاة قبلها وبعدها
1599- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : التَّكْبِيرُ فِي الْفِطْرِ يُكَبِّر وَاحِدَةً يفْتتح بِهَا الصَّلاَةُ ، ثُمَّ يُكَبِّرُ خَمْسًا ، ثُمَّ يَقْرَأُ ، ثُمَّ يُكَبِّرُ فَيَرْكَعُ ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُكَبِّرُ خَمْسًا ، ثُمَّ يَقْرَأُ ، ثُمَّ يُكَبِّرُ فَيَرْكَعُ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات.@

(2/328)


1599/2- ورواه الحارث من طريق عطاء وعمار بن أبي عمار ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَحَدُهُمَا : كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ تَكْبِيرَةً : سَبْعًا فِي الأُولَى وَسِتًا فِي الْآخِرَةِ , وَقَالَ الْآخَرُ : كَانَ يُكَبِّرُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ تَكْبِيرَةً : سَبْعًا فِي الأُولَى وَخَمْسًا فِي الْآخِرَةِ.
1599/3- ورواه الحاكم من طريق عطاء قال : كان ابن عباس يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ تكبيرة : سَبْعًا فِي الأُولَى ، وَخَمْسًا فِي الآخِرَة.
1599/4- ومن طريق عمار مولى بني هاشم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ كَبَّرَ فِي الْعِيدِيَنِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى سَبْعًا ، ثُمَّ قَرَأَ وَكَبَّرَ فِي الثَّانِيَةِ خَمْسًا.
وروى البيهقي في سنته الطريقين عن الحاكم هكذا.
1600- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدِ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ فِي الأُولَى وَخَمْسًا فِي الآخِرَةِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِفيفٍ لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ عَامِرٍ الأَسْلَمِيِّ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَعْدٍ الْقَرَظِ ، رَوَاهُ الدَّارَمِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَالْحَاكِمُ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوَدَ وَابْنُ مَاجَهَ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ , وَابْنُ الْجَارُودِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ , وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ .@

(2/329)


قَالَ : وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَغَيْرِهِمْ قَالَ : وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ صَلَّى بِالْمَدِينَةِ نَحْوَ هَذِهِ الصَّلاَةِ وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، وَبِهِ يَقُولُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ.
وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّهُ قَالَ فِي التَّكْبِيرِ فِي الْعِيدَيْنِ : تِسْعُ تَكْبِيرَاتٍ : فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى , خَمْسٌ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ يَبْدَأُ بِالْقِرَاءَةِ ، ثُمَّ يُكَبِّرُ أَرْبَعًا مَعَ تَكْبِيرَةِ الرُّكُوعِ ، قَالَ : وَقَدْ رُوِيَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَحْوَ هَذَا ، وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ.
1601- وَعَنْ عُمَارَةَ بْنِ زَاذَانَ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ وَعِنْدَهُ شَيْخٌ ، فَذَكَرْنَا مَا يُقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ ، فَقَالَ الشَّيْخُ : صَحِبْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ إِلَى الزَّاوِيَةِ يَوْمَ عِيدٍ ، وَإِذَا مَوْلًى لَهُمْ يُصَلِّي بِهِمْ فَقَرَأَ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ، قَالَ أَنَسٌ : لَقَدْ قَرَأَ بِالسُّورَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَرَأَ بِهِمَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي العِيد.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
1602- وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ بِـ : {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} وَ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} .
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ , وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَةَ إِلاَّ أَنَّهُمَا جَعَلاَ بَدَلَ الْعِيدَيْنِ الْجُمُعَةَ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ وَقَالَ : لَيْسَ هَذَا مَعَ حَدِيثِ أَبِي وَاقِدٍ مِنَ اخْتِلاَفِ الْحَدِيثِ ، وَلَكِنَّ هَذَا يَحْكِي قِرَاءَةً كَانَتْ فِي عِيدٍ ، وَهَذَا يَحْكِي قِرَاءَةً كَانَتْ فِي عِيدٍ غَيْرِهِ ، وَقَدْ كَانَتْ أَعْيَادٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَيَكُونُ هَذَا صَادِقًا أَنَّهُ قَرَأَ بِمَا ذَكَرَ فِي الْعِيدِ ، وَيَكُونُ هَذَا صَادِقًا أَنَّهُ قَرَأَ بِمَا ذَكَرَ فِي الْعِيدِ , قَالَهُ الشَّافِعِيُّ - رَحِمَهُ الله - فِي رِوَايَةِ حَرْمَلَةَ.
1603- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى : بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، وَ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ، وَفِي الثَّانِيَةِ : بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيِّ ، إِلاَّ أَنَّ ابْنَ مَاجَةَ لَمْ يَذْكُرْ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ.
لَكِنَّ الْمَتْنَ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ.@

(2/330)


1604- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَمِّهِ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ كَعْبِ بْنِ عَجْرَةَ يَوْمَ الْعِيدِ فَلَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا ، فَلَمَّا صَلَّيْنَا رَأَى النَّاسَ عَنَقًا وَاحِدًا يَنْطَلِقُونَ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : مَا يَصْنَعُ هَؤُلاَءِ ؟ قُلْتُ : يَنْطَلِقُونَ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا لَبِدْعَةٌ وَََترك للسُّنَّةِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ وَفِي إِسْنَادِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.
1605- وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ : أَنَّ مَيْسَرَةَ كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الإِِمَامِ يَوْمَ الْعِيدِ ، فَقُلْتُ : أَلَيْسَ كَان َعَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَكْرَهُ الصَّلاَةَ قَبْلَهَا ؟ قَالَ : بَلَى.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.
1606- وعن العلاء بن بدر ، قال : خرج على - رضى الله عنه - فِي يَوْمِ عِيدٍ فَرَأَى نَاسًا يُصَلُّونَ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ شَهِدْنَا نَبِيَّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ فَلَمْ يَكُون أَحَدٌ يُصَلِّي قَبْلَ الْعِيدِ - أَوْ قَبْلَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - فَقَالَ رَجُلٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَلاَ تَنْهَى النَّاسَ أَنْ يُصَلُّوا قَبْلَ خُرُوجِ الإِمَامِ ؟ فَقَالَ : لاَ أُرِيدُ أَنْ أَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى وَلَكِنْ نُحَدِّثُهُمْ بِمَا شَهِدْنَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - أَوْ كَمَا قَالَ .
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَالْبَزَّارُ وَسِياقَهُ أَتَمَّ ، وَقَالَ : فِيهِ مَنْ لاَ نَعْرِفُهُ.@

(2/331)


1607- وَعَن أَيُّوبُ ، قَالَ : رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَالْحَسَنَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - يُصَلِّيَانِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ خُرُوجِ الإِِمَامِ . قَالَ : وَرَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ جَاءَ فَجَلَسَ وَلَمْ يُصَلِّ.
رواه أبو يَعْلَى.
قال البيهقي في سننه : روينا عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ : أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ الإِمَامُ . وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ : أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ الصَّلاَةِ وَبَعْدَهَا فِي الْمَسْجِدِ. وَعَن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ : أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ : أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْعِيدِ ثَمَان رَكَعَاتٍ . وَكَرِهَ الصَّلاَةَ قَبْلَهَا وَبَعْدَهَا جَمَاعَةٌ ، وَكَرِهَهَا قَبْلَهَا وَلَمْ يَكْرَهْهَا بَعْدَهَا بَعْضُهُمْ ، وَكَرِهَهَا بَعْضُهُمْ فِي الْمُصَلَّى وَلَمْ يَكْرَهْهَا فِي الْمَسْجِدِ وَفِي بَيْتِهِ وَيَوْمُ الْعِيدِ كَسَائِرِ الأَيَّامِ . وَالصَّلاَةُ مُبَاحَةٌ إِذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ حَيْثُ كَانَ الْمُصَلَّى وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.
6- باب الخطبة يوم العيد على الراحلة وما يخطب به
1608- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَطَبَ يَوْمَ الْعِيدِ عَلَى رَاحِلَتِهِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأَبِي بَكْرَةَ وَغَيْرِهِمْ.
وَمِنْ حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ وَقَالَ : رَوَيْنَا عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، وَعَلِيًّا ، وَالْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ خَطَبَ يَوْمَ الْعِيدَ عَلَى رَاحِلَتِهِ.@

(2/332)


1609- وَعَنْ شَدَّادٍ مَوْلَى عِيَاضٍ ، عَنْ وَابِصَةَ ، قَالَ أَبُو عُثْمَانَ عَمْروٌ : - يَعْنِي ابْنَ مِعْبَدٍ إِنْ شَاءَ الله - : أَنَّهُ كَانَ يَقُومُ فِي النَّاسِ يَوْمَ الأَضْحَى - أَوْ يَوْمَ الْفِطْرِ - فَيَقُولُ : إِنِّي شَهِدْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حُجَّةِ الْوَدَاعِ ، وَهُوَ يَقُولُ : أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالَ النَّاسُ : يَوْمَ النَّحْرِ ، قَالَ : وَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ ثُمَّ قَالَ : أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قَالِوا : هَذِهِ الْبَلْدَةُ قَالَ : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ ، وَأَمْوَالَكُمْ ، وَأَعْرَاضَكُمْ ، حَرَامٌ عَلَيْكُمْ حُرْمَةُ يَوْمِكِمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ : اللهمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ؟ يُبَلِّغُ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ، قَالَ وَابِصَةُ : نَشْهَدُ عَلَيْكُمْ كَمَا أَشْهَدَ عَلَيْنَا.
1609/2- قَالَ عَمْرُو بْنُ محمد النَّاقِد : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ ، أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ بَرْقَانَ ، حَدَّثَهُمْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ وَابِصَةَ قَامَ عَلَى نَهْرٍ بِالرَّقَّةِ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ وَابِصَةَ هَذَا فَقَالَ وَابِصَةُ : نَشْهَدُ عَلَيْكُمْ كَمَا أَشْهَدَ عَلَيْنَا فَأَوْعَيْتُمْ ، وَنَحْنُ نُبَلِّغُكُمْ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عمر وَغَيْرِهِ , وَسَيَأتِي فِي كِتَاب الحَج .@

(2/333)


7- باب خروج النساء إلى العيد وما يفعل إذا اجتمع عيد وجمعة في يوم واحد وفضل ذلك
1610- عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْيَامِيِّ ، عن امرأة من عبد القيس ، عَنْ أُخْتِ عَبْدِ الله بْنِ رَوَاحَةَ ، عَن ِالنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : وَجَبَ الْخُرُوجُ عَلَى كُلِّ ذَاتِ نِطَاقٍ - يَعْنِي فِي الْعِيدَيْنِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَدَّدٌ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ .
وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ ، وَرَخَّصَ لِلنِّسَاءِ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْعِيدَيْنِ وَكَرَّهَهُ بَعْضُهُمْ .
وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْمُبَارَكُ ، أَنَّهُ قَالَ : أَكْرَهُ الْيَوْمَ الْخُرُوجَ للنساء في الْعِيدَيْنِ ، فَإِنْ أَبَتِ الْمَرْأَةُ إِلاَّ أَنْ تَخْرُجَ ، فَلْيَأْذَنْ لَهَا زَوْجُهَا أَنْ تَخْرُجَ فِي أَطْمَارِهَا ، وَلاَ تَزَيَّنُ ، فَإِنْ أَبَتْ أَنْ تَخْرُجَ كَذَلِكَ فَلِلزَّوْجِ أَنْ يَمْنَعَهَا عَنِ الْخُرُوجِ , وَيُرْوَى عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : لَوْ رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ لَمَنَعَهُنَّ الْمَسْجِدَ كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بني إسرائيل , وَيُرْوَى عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ : أَنَّهُ كَرِهَ اليَوْمَ الخُرُوجَ لِلنِّسَاءِ إِلَى العِيدِ.@

(2/334)


1611- وَعَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، قَالَ : اجْتَمَعَ عِيدَانِ عَلَى عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : فَأَخَّرَ الْخُرُوجَ حَتَّى تَعَالَى النَّهَارُ ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَخَطَبَ ، فَأَطَالَ ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، وَلَمْ يُصَلِّ لِلنَّاسِ الْجُمُعَةَ ، فَعَابَ ذَلِكَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ : أَصَابَ السُّنَّةَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لاِبْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ : رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ إِذَا اجْتَمَعَ عَلَى عَهْدِهِ عِيدَانِ صَنَعَ هَكَذَا.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى بِاخْتِصَارٍ.
وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، وَالْحَاكِمِ ، وَصَحَّحَهُ مِنْ حَدِيثِ : عَبْدِ الله بْنِ السَّائِبِ وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ : عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
1612- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، ُقَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ عِيدٍ قَائِمًا فِي السُّوقِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ النَّاسُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى .
1612/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَزَادَ : وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ .
وَإِسْنَادُهُمَا حَسَنٌ.
1613- وَعَن عَنْ حَنَشٍ ، قَالَ : قِيلَ لِعَلِيٍّ : إِنَّ نَاسًا لاَ يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ ، مِنْهُمْ مَنْ بِهِ عِلَّةٌ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْعُدُ عَلَيْهِ الْمَسْجِدُ ، فَقَالَ : صَلُّوا هَا هُنَا وَفِي الْمَسْجِدِ وَصَلُّوا أَرْبَعًا : رَكْعَتَيْنِ لِلسُّنَّةِ ، وَرَكْعَتَيْنِ لِلْخُرُوجِ.
رواه أحمد بن منيع ، وحنش ضعيف.@

(2/335)


17- كتاب صلاة الكسوف
1- باب انكساف الشمس والقمر وصفة صلاتهما
1614- عَنْ أَبِي قُلاَبَةَ ، قَالَ : انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَلُّوا كَأَحْدَثِ صَلاَةٍ صَلَّيْتُمُوهَا مِنَ الْمَكْتُوبَةِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً .
1615- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، حَدَّثَنِي فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ ، عن رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ الله ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاَةِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، مِنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ.
1616- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كُسِفَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى عَلِيٌّ لِلنَّاسِ ، بَدَأَ فَقَرَأَ {يس} أَوْ نَحْوَهَا ، ثُمَّ كَبَّرَ نَحْوًا مِنْ قَدْرِ السُّورَةِ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ ، ثُمَّ قَامَ قَدْرَ السُّورَةِ يَدْعُو ، وَيُكَبِّرُ ، ثُمَّ رَكَعَ قَدْرَ قِرَاءَتِهِ أَيْضًا ، ثُمَّ قَالَ : سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ ، ثُمَّ قَامَ أَيْضًا قَدْرَ السُّورَةِ ، ثُمَّ رَكَعَ قَدْرَ ذَلِكَ أَيْضًا حَتَّى رَكَعَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ ، ثُمَّ سَجَدَ ، ثُمَّ قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ فَفَعَلَ كَفِعْلِهِ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى ، ثُمَّ جَلَسَ يَدْعُو ، وَيَرْغَبُ حَتَّى انْكَشَفَتِ الشَّمْسُ ، ثُمَّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَذَلِكَ فَعَلَ.@

(2/336)


رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَقَالَ : مِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ ذَهَبَ إِلَى تَصْحِيحِ الأَخْبَارِ الْوَارِدَةِ فِي هَذِهِ الأَعْدَادِ ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَعَلَهَا مَرَّاتٍ ، مَرَّةً رُكُوعَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ، وَمَرَّةً ثَلاَثَ رُكُوعَاتٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ، وَمَرَّةً أَرْبَعَ رُكُوعَاتٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ، فَأَدَّى كُلٌّ مِنْهُمْ مَا حَفِظَ ، وَأَنَّ الْجَمِيعَ جَائِزٌ ، وَأَنَّهُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَزِيدُ فِي الرُّكُوعِ إِذَا لَمْ يَرَ الشَّمْسَ قَدْ تَجَلَّتْ ، ذَهَبَ إِلَى هَذَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَمِنْ بَعْدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الصِبْغِي ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ ، وَاسْتَحْسَنَهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ صَاحِبُ الْخِلاَفِيَّاتِ ، وَالَّذِي اخْتَارَهُ الشَّافِعِيُّ مِنَ التَّرْجِيحِ أَصَحُّ ، وَالله أَعْلَمُ.
1617- وَعَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ ، قَالَ : كُسِفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَبِالْمَدِينَةِ عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ ، فَخَرَجَ عُثْمَانُ فَصَلَّى بِالنَّاسِ تِلْكَ الصَّلاَةَ رَكْعَتَيْنِ وَسَجْدَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ، ثُمَّ انْصَرَفَ عُثْمَانُ ، وَدَخَلَ دَارَهُ ، وَجَلَسَ عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ ، وَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ عِنْدَ كُسُوفِ الشَّمْسِ أَوِ الْقَمَرِ ، قَالَ : فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ قَدْ أَصَابَهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاَةِ ، فَإِنَّهَا إِنْ كَانَتِ الَّتي تَحْذَرُونَ كَانَتْ وَأَنْتُمْ عَلَى غَيْرِ غَفْلَةٍ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ كُنْتُمْ قَدْ أَصَبْتُمْ خَيْرًا أَوْ كَسَبْتُمُوهُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ.
2- باب الجهر والإسرار بالقراءة في صلاة الكسوف والخطبة بعدها
1618- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا أَرْمِي بِأَسْهُمٍ فِي حَيَاةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كُسِفَتِ الشَّمْسُ فَنَبَذْتُهُنَّ ، وَقُلْتُ : لأَنْظُرُ مَا أَحْدَثَ لِرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِكُسُوفِ الشَّمْسِ الْيَوْمَ ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ يُسَبِّحُ ، وَيَحْمِدُ ، وَيُهَلِّلُ ، وَيُكَبِّرُ ، وَيَدْعُو حَتَّى حُسِرَ عَنِ الشَّمْسِ ، فَقَرَأَ سُورَتَيْنِ ، وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى مُخْتَصَرًا وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
وَأَصْلُهُ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ.@

(2/337)


1619- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما - قَالَ : صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلاَةَ الْكُسُوفِ فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ فِيهَا حَرْفًا.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَالْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ.
1620- وَعَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ عِبَادٍ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، قَالَ : قَامَ يَوْمًا خَطِيبًا فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا وَغُلاَمٌ مِنَ الأَنْصَارِ نَرْمِي غَرَضَيْنِ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ ، فَكَانَتْ فِي عَيْنِ النَّاظِرِ قَيْدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ مِنَ الأُفُقِ ، فَاسْوَدَّتْ حَتَّى أَضَاءَتْ كَأَنَّهَا تنومة قَالَ : فَقَالَ أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ انْطَلِقْ إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِيُحَدِّثَنَّ لَهُ شَأْنَ هَذِهِ الشَّمْسِ الْيَوْمَ فِي أُمَّتِهِ حَدِيثًا قَالَ فَدَفَعَنَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَوَافَقْنَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ خَرَجَ لِلنَّاسِ قَالَ : فَاسْتَقَامَ فَصَلَّى بِنَا كَأَطْوَلِ مَا قَامَ فِي صَلاَةٍ قط مَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا ، ثُمَّ رَكَعَ ، ثُمَّ سَجَدَ بِنَا كَأَطْوَلِ مَا سَجَدَ بِنَا فِي صَلاَةٍ مَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا ، ثُمَّ قَامَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ ، ثُمَّ جَلَسَ فَوَافق جُلُوسُهُ تَجَلِّي الشَّمْسُ فَسَلَّمَ ، وَانْصَرَفَ ، وَحَمِدَ الله ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَشَهِدَ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَشَهِدَ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ رَسُولٌ أُذَكِّرُكُمُ الله إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي قَصَّرْتُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ تَبْلِيغِ رِسَالاَتِ رَبِّي لَمَا أَخْبَرْتُمُونِي فَقَالَ النَّاسُ : نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالاَتِ رَبِّكَ ، وَنَصَحْتَ لأُمَّتِكَ ، وَقَضَيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ رِجَالاً يَزْعُمُونَ أَنَّ كُسُوفَ هَذِهِ الشَّمْسِ ، وَكُسُوفَ هَذَا الْقَمَرِ ، وَزَوَالَ هَذِهِ النُّجُومِ عَنْ مَطَالِعِهَا لِمَوْتِ رِجَالٍ عُظَمَاءَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ ، وَإِنَّهُمْ قَدْ @

(2/338)


كُذِبُوا ، وَلَكِنَّهَا آيَاتُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، يَعْتَبِرُ بِهَا عِبَادُهُ لِيَنْظُرَ مَنْ يُحْدِثُ لَهُ مِنْهُمْ تَوْبَةً ، وَإِنِّي وَالله لَقَدْ رَأَيْتُ مَا أَنْتُمْ لاَقُونَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ وَآخِرَتِكُمْ مُنْذُ قُمْتُ أُصَلِّي ، وَإِنَّهُ وَالله وَالله مَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلاَثُونَ كَذَّابًا أَحَدُهُمُ الأَعْوَرُ الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ عَيْنِ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا عَيْنُ أَبِي تِحْي - شَيْخٍ مِنَ الأَنْصَارِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ حِينَئِذٍ - وَإِنَّهُ مَتَى يَخْرُجُ فَإِنَّهُ سَوْفَ يَزْعُمُ أَنَّهُ الله ، فَمَنْ آمَنَ بِهِ ، وَصَدَّقَهُ ، وَاتَّبَعَهُ ، فَلَيْسَ يَنْفَعُهُ عَمَلٌ صَالِحٌ مِنْ عَمَلٍ سَلَفَ ، وَإِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا غَيْرَ الْحَرَمِ وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَإِنَّهُ يَسُوقُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَيُحْصَرُونَ حَصْرًا شَدِيدًا ، وَيُزَلْزَلُوا زِلْزَالاً شَدِيدًا ، قَالَ الأَسْوَدُ : ظَنِّي أَنَّهُ حَدَّثَنِي : أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ يُصِيحُ فِيهِمْ , فَيَهْزِمَهُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَجُنُودُهُ حَتَّى أَنْ أَصِلَ الْحَائِطَ أَوْ جِذْم الشَّجَرِ لِيُنَادِيَ ، يَا مُؤْمِنُ هَذَا كَافِرٌ مُسْتَتِرٌ بِي تَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، وَلَنْ يَكُونَ ذَلِكَ كَذَلِكَ حَتَّى تَرَوْا أُمُورًا عِظَامًا يَتَفَاقَمُ شَأْنُهَا فِي أَنْفُسكُمْ , تَسْأَلُونَ َبينكم هَلْ كَانَ نَبِيُّكُمْ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - ذَكَرَ لَكُمْ مِنْهَا ذِكْرًا ، حَتَّى تَزُولَ جِبَالٌ عَنْ مَرَاتِبِهَا قَالَ : ثُمَّ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ الْقَبْضِ ، ثُمَّ قَبَضَ أَصَابِعَهُ ، ثُمَّ قَالَ مَرَّةً أُخْرَى : وَقَدْ حَفِظْتُ ما قَالَ فَذَكَرَ هَذَا فَمَا قَدَّمَ كَلِمَةً عَلَى مَنْزِلَتِهَا ، وَلاَ أَخَّرَ أُخْرَى.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَرَوَى أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ قِصَّةَ الْكُسُوفِ فَقَطْ.
وَرَوَاهُ بِتَمَامِهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ.@

(2/339)


18- كتاب صلاة الاستسقاء
1- باب الإمام يخرج متبذلاً متواضعًا متضرعًا والدليل على أن السنة في صلاة الاستسقاء السنة في صلاة العيد وأنه يصليها ركعتين كما يصلي في العيد بلا أذان ولا إقامة في وقت صلاة العيد وما جاء في دعاء الإستسقاء
1621- عَنْ عَبْدِ الله بْنِ كِنَانَةَ ، قَالَ : أَرْسَلَنِي أَمِيرٌ مِنَ الأُمَرَاءِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَسْأَلُهُ عَنْ صَلاَةِ الاِسْتِسْقَاءِ ، فَقَالَ : خَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُتْبَذِلاً مُتَمَسْكِنًا مُتَضَرِّعًا - أَوْ قَالَ : مُتَوَاضِعًا ، أَوْ قَالَهُمَا جَمِيعًا - وَلَمْ يَخْطُبْ خُطْبَتَكُمْ هَذِهِ ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَمَا كَانَ يُصَلِّي فِي الْعِيدِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
قَالَ الذَّهَبِيُّ : حَدِيثُ عَبْدِ الله بْنِ كِنَانَةَ مِضْطَرِبٌ.
وَرَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ بِاخْتِصَارٍ ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَحِيحَينِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ.@

(2/340)


1622- وَعَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، قَالَ : قَالَ كَعْبُ بْنُ مُرَّةَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : وَجَاءَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : اسْتَنْصِرِ الله لِمُضَرَ : فَقَالَ : أَلِمُضَرَ ؟ إِنَّكَ لَجَرِيءٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، اسْتَنْصَرْتَ الله فَنَصَرَكَ ، وَدَعَوْتَ الله فَأَجَابَكَ ، فَرَفَعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَدَيْهِ ، فَقَالَ : اللهمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مُرْبِعًا طَبْقًا عَاجِلاً غَيْرَ رَائِثٍ نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ ، فَأُجِيبُوا فَمَا لَبِثُوا أَنْ أَتَوْهُ فَشَكَوْا إِلَيْهِ كَثْرَةَ الْمَطَرِ ، وَقَالَوا : تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ : اللهمَّ حَوَالَيْنَا ، وَلاَ عَلَيْنَا فَجَعَلَ السَّحَابُ يَنْقَطِعَ يَمِينًا وَشِمَالاً.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ.
1622/2- وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مُتَّصِلاً مِنْ طَرِيقِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ السَّمْطِ ، قَالَ : قَالَ مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ - أَوْ كَعْبُ بْنُ مُرَّةَ - دَعَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى مُضَرَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله قَدْ أَعْطَاكَ الله ، وَاسْتَجَابَ لَكَ وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا ، فَادْعُ الله لَهُمْ فَأَعْرَضَ عَنِّي ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله قَدْ أَعْطَاكَ الله ، وَاسْتَجَابَ لَكَ ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا فَادْعُ الله لَهُمْ أَنْ يَسْقِيَهُمْ ، فَقَالَ : اللهمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مُرْبعًا مَرِيئًا غَدْقًا طَبْقًا غَيْرَ رَائِثٍ نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ ، فَمَا كَانَتْ إِلاَّ جُمُعَةٌ أَوْ نَحْوَهَا حَتَّى مُطِرْنَا.
1622/3- قَالَ : وَقَالَ لِمُرَّة بْنُ كَعْبٍ - أَوْ كَعْبُ بْنُ مُرَّةَ – حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِلَّهِ أَبُوكَ وَاحْذَرْ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : أَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً إِلاَّ كَانَتْ فَكَاكَهُ مِنَ النَّارِ ، يَجْزِىء مَكَانَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِ عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ إِلاَّ كَانَتَا فَكَاكَهُ مِنَ النَّارِ ، يَجْزِىء مَكَانَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِمَا عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتِ امْرَأَةً مُسْلِمَةً كَانَتْ فَكَاكَهَا مِنَ النَّارِ يَجْزِىء كُلَّ عَظْمٍ مِنْهَا عَظْمًا مِنْهَا.@

(2/341)


1622/4- رَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، بِنَقْصِ أَلْفَاظٍ وَتَقَدَّمَ بَعْضُهُ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ ، وَسَيَأْتِي بَعْضُهُ فِي كِتَابِ الْعِتْقِ.
1623- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : إِنِّي لَقَائِمٌ عِنْدَ الْمِنْبَرِ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَّلَمَ يَخْطُبُ ، إِذْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ : يَا رَسُولَ الله ، حُبِسَ الْمَطَرُ ، وَهَلَكَتِ الْمَوَاشِي ، فَادْعُ الله أَنْ يَسْقِيَنَا فَرَفَعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَدهُ ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ ، فَأَلَّفَ الله بَيْنَ السَّحَابِ ، فَوَثَبْنَا حَتَّى رَأَيْتُ الرَّجُلَ الشَّدِيدَ تَهِمُهُ نَفْسُهُ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ قَالَ : فَمُطِرْنَا سَبْعًا لاَ نَنْقَطِعُ حَتَّى الْجُمُعَةِ الثَّانِيَةِ ، وَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْطُبُ ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ الله ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ ، وَحُبِسَ السَّفَارُ ، فَادْعُ الله أَنْ يَرْفَعَهَا عَنَّا فَرَفَعَ يَدَيْهِ يَقُولُ : اللهمَّ حَوَالَيْنَا ، وَلاَ عَلَيْنَا فَتَفَرَّقَ مَا فَوْقَ رُؤُوسِنَا مِنْهَا حَتَّى كَانَ فِي اللَّيْلِ يُمْطِرُ مَا حَوْلَنَا ، وَلاَ نُمْطِرُ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَالنَّسَائِيُّ مُخْتَصَرًا.@

(2/342)


2- باب ما يقال عند رؤية المطر وما جاء في طلب الإجابة عند نزول الغيث وكشف غير العورة
1624- عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِيءٍ ، أَنَّ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَخْبَرَتْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ إِذَا رَأَى سَحَابًا مُقْبِلاً مِنْ أُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ تَرَكَ مَا هُوَ فِيهِ ، وَإِنْ كَانَ فِي صَلاَتِهِ حَتَّى يَسْتَقْبِلَهُ ، فَيَقُولُ : اللهمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أُرْسِلَ بِهِ فَإِنْ أُمْطِرَ قَالَ : اللهمَّ سَيبًا نَافِعًا - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةَ - وَإِنْ كَشَفَهُ الله ، وَلم يُمْطِرُ حَمِدَ الله عَلَى ذَلِكَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1624/2- وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى مُخْتَصَرًا ، وَالْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ وَلَفْظُهُ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا رَأَى الْمَطَرَ ، قَالَ : اللهمَّ صَيْبًا نَافِعًا.
وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ عَلَى شَيْخِنَا أَبِي الْحَسَنِ رحمه الله.
1625- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَن ِالنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : تُفْتَحُ أبوابُ السَّمَاءِ ، وَيُسْتَجَابُ الدُّعَاءُ فِي أَرْبَعِة مَوَاطِنٍ : عِنْدَ الْتِقَاءِ الصُّفُوفِ فِي سَبِيلِ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَعِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ ، وَعِنْدَ إِقَامَةِ الصَّلاَةِ ، وَعِنْدَ رُؤْيَةِ الْكَعْبَةِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَالْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عَفِيرِ بْنِ مَعْدَانَ ، وَتَدْلِيسِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ.@

(2/343)


1626- وَعَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَتَمَطَّرُ فِي أَوَّلِ مَطَرَةٍ ، فَيَنْزِعُ ثِيَابَهُ إِلاَّ الإِزَارَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ يَزِيدُ الرِّقَاشِيُّ.
3- باب كراهة الاستسقاء بالأنواء
1627- وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يُصْبِحُ النَّاسُ مُجْدِبِينَ فَيَأْتِيهِمُ الله بِرِزْقٍ مِنْ عِنْدِهِ ، فَيُصْبِحُونَ مُشْرِكِينَ فَيَقُولُونَ : مَطُرْنَا بِنَوْءٍ كَذَا وَكَذَا.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.
1628- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، لَيُصْبِحُ الْقَوْمَ بِالنِّعْمَةِ وَيُمْسِيهِمْ ، فَيُصْبِحُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بها كَافِرِينَ ، يَقُولُونَ : مُطِرْنَا بِنَوْءٍ كَذَا وَكَذَا .
رواه الحميدي ورجاله ثقات.
1628/2- والبيهقي في الكبرى ولفظه : إِنَّ اللَّهَ ، عَزَّ وَجَلَّ ، لَيُبَيِّتُ الْقَوْمَ بِالنِّعْمَةِ ، ثُمَّ يصْبِحُونَ وَأَكْثَرُهُمْ بِهَا كَافِرٌ ، يَقُولُونَ : مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا.@

(2/344)


1629- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : ثَلاَثٌ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي : الاِسْتِقَاءُ بِالأَنْوَاءِ ، وَحَيْفُ السُّلْطَانِ ، وَتَكْذِيبٌ بِالْقَدَرِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
1630- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَوْ أَنَّ الله حَبْسَ الْقَطْرَ عَنِ النَّاسِ سَبْعَ سِنِينَ ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ أَصْبَحَ طَائِفَةٌ بِهِ كَافِرِينَ يَقُولُونَ : مُطِرْنَا بِنَوْءِ الْمِجْدَحِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِهِ ، ورَوَاهُ النَّسَائِيُّ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : خَمْسَ سِنِينَ .
4- باب الخروج من المظالم وغير ذلك مما يذكر
1631- عن أبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ رَبُّكُمْ ، عَزَّ وَجَلَّ ، : لَوْ أَنَّ عِبَادِي أَطَاعُونِي لأَسْقَيْتُهُمُ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ ، وَلأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ وَلَمَا أَسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ.
رواهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.@

(2/345)


1631/2- وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : وَزَادَ فِي آخِرِهِ : وَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : جَدِّدُوا إِيمَانَكُمْ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا ؟! قَالَ : أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.
وَمَا زَادَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ رَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ صَدَقَةَ بْنِ مُوسَى الدَّقِيقِيِّ ، وَمَدارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَيْهِ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَقَالَ الْحَاكِمُ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ – كَذَا - وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِالزِّيَادَةِ.
1632- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ ، وَهُوَ يَتَّقِي بِكِسَاءٍ عَلَيْهِ الطِّينُ إِذَا سَجَدَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.@

(2/346)


19- كتاب صلاة الخوف
1633- عَنْ حُذَيْفَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : صَلاَةُ الْخَوْفِ رَكْعَتَانِ وَأَرْبَعُ سَجْدَاتٍ فَإِنْ أَعْجَلَهُ أَمْرٌ فَقَدْ حَلَّ لَكَ الْقِتَالُ وَالْكَلاَمُ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ مَوْقُوفًا بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1634- وَعَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ أَنَّ أَبَا مُوسَى كَانَ بِالدَّارِ مِنْ أَصْبَهَانَ وَمَا كَانَ بِهَا يَوْمَئِذٍ كَبِيرُ خَوْفٍ ، وَلَكِنْ أَحَبَّ أَنْ يُعَلِّمَهُمْ دِينَهُمْ ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ ، فَجَعَلَهُمْ صَفَّيْنِ ، طَائِفَةً مَعَهَا السِّلاَحُ مُقْبِلَةً عَلَى عَدُوِّهَا ، وَطَائِفَةً مِنْ وَرَائِهَ ، فَصَلَّى بِالَّذِينَ يَلُونَهُ رَكْعَةً ، ثُمَّ نَكَصُوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ حَتَّى قَامُوا مَقَامَ الآخَرِينَ يَتَخَلَّلُونَهُمْ ، حَتَّى قَامُوا وَرَاءَهُ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى ، ثُمَّ سَلَّمَ ، فَقَامَ الَّذِينَ يَلُونَهُ وَالآخَرُونَ فَصَلُّوا رَكْعَةً رَكْعَةً ، ثُمَّ سَلَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَتَمَّتْ لِلإِِمَامِ رَكْعَتَانِ فِي جَمَاعَةٍ وَلِلنَّاسِ رَكْعَةً رَكْعَةً.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، ورجاله ثقات إلاَّ أنه منقطع بين أبي العالية وبين أبي موسى.@

(2/347)


20- كتاب النوافل
1- باب فيمن صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة
1635- عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ صَلَّى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ بَنَى الله - أَوْ بُنِيَ - لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1635/2- ورَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل مرفوعًا من هذا الوجه ، ولفظه : عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً سِوَى الْفَرِيضَةِ بَنَى الله لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ .
1636- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً حَرَّمَ الله لَحْمَهُ عَلَى النَّارِ ، وَقَالَ : مَا تَرَكْتُهُنَّ بَعْدُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى , وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ حَبِيبَةَ وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ.
وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَسَيَأْتِي فِي بَابِ السِّوَاكِ.@

(2/348)


2- باب فيمن صلى أربع ركعات
1637- عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَسْتَاكُ مِنَ اللَّيْلِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ، إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، وَلاَ يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ ، وَلاَ يَأْمُرُ بِشَيْءٍ ، وَيُسَلِّمُ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ أَبِي سَوَرَةَ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ ، وَسَيَأْتِي فِي أَوَّلِ بَابِ السِّوَاكِ ، وَتَقَدَّمَ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ فِي ... ... ، وَحَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ سَيَأْتِي فِي الدُّعَاءِ فِي بَابِ الأَمْرِ بِالتَّضَرُّعِ.
1638- وَعَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي مَا أَقْدَمَكَ إِلَى هَذِهِ الْبِلاَدِ ؟ وَمَا عَنَّاكَ إِلَيْهَا ؟ فَقُلْتُ : مَا عَنَّانِي إِلاَّ صِلَةُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ وَالِدِي فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : بِئْسَ سَاعَةً الْكَذِبُ هَذِهِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مَكْتُوبَةً أَوْ غَيْرَ مَكْتُوبَةٍ ، أَتَمَّ فِيهَا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ الله إِلاَّ غَفَرَ الله لَهُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ.@

(2/349)


3- باب فيمن صلى ركعتين
1639- عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَأَتَى سَارِيَةً فَوَقَفَ إِلَيْهَا يُصَلِّي ، وَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نَابذ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، وَهُوَ لاَ يَسْمَعُهُ فَقَرَأَ : {قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ ، ثُمَّ قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَخْلِصْ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَرَأَ : {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ وَجَلَسَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ادْعُ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ تُجَبْ ، وَسَلْ تُعْطَهُ وَهُوَ فِي ذَلِكَ لاَ يَسْمَعُهُ ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : اللهم إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّفِيقَ الأَعْلَى ، وَالنَّصِيبَ الأَوْفَى مِنْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ، وَأَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعِفَّةَ وَالنُّهَى ، وَالْبُشْرَى عِنْدَ انْقِطَاعِ الدُّنْيَا ، وَأَسْأَلُكَ إِيمَانًا لاَ يَبِيدُ ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْفَدُ ، وَفَرَحًا لاَ يَنْقَطِعُ ، وَتَوْفِيقَ الْحَمْدِ ، وَلِبَاسَ التَّقْوَى ، وَزِينَةَ الإِيمَانِ ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي أَعْلَى جَنَّةِ الخلد : قَالَ : فَانْطَلَقَ رَجُلٌ فَبَشَّرَهُ.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَسَيَأْتِي لَهُ شَاهِدٌ فِي أَوَّلِ قِيَامِ اللَّيْلِ.
1640- وَعَنْ مَالِكِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : قَدِمَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ بِإِيلْيَاءَ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فَطَلَبَ فَلَمْ يُوْجَدْ - أَوْ قَالَ : طَلَبْنَاهُ فَلَمْ نَجِدْهُ - فَأَتَيْنَاهُ فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي بِبَرَازٍ مِنَ الأَرْضِ ، قَالَ : فَقَالَ : مَا جَاءَ بِكُمْ ؟ قَالُوا : جِئْنَا لِنُحْدِثَ بِكَ عَهْدًا أَوْ نَقْضِيَ مِنْ حَقِّكَ قَالَ : فَعِنْدِي جَائِزَتُكُمْ ، كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَكَانَ عَلَى رَجُلٍ مِنَّا رِعَايَةُ الإِبِلِ يَوْمًا ، فَكَانَ يَوْمِي الذي أَرْعَى فِيهِ ، قَالَ : فَرَوَّحْتُ الإِبِلَ فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَقَدْ أَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ قَالَ : فَأَهْمَلْتُ الإِبِلَ وَتَوَجَّهْتُ نَحْوَهُ ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ : مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ... الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ فَضْلِ الْوُضُوءِ وَإِسْبَاغِهِ.@

(2/350)


4- باب فيمن سجد لله سجدة وفيمن استحب الإكثار من الركوع والسجود وغير ذلك
فيه حديث ... ، وسيأتي في ...
1641- عَنْ أَبِي ذَرٍّ : أَنَّهُ كَانَ يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ وَيَرْفَعُ وَيَسْجُدُ ، فَعَابَ ذَلِكَ عَلَيْهِ رَجُلٌ لاَ أَعْرِفُهُ ، فَقَالَ : مَا مِنْهَا سَجْدَةٌ أَوْ رَكْعَةٌ إِلاَّ رَفَعَهُ الله بِهَا دَرَجَةً ، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ
1641/2- وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِلَفْظِ : عن المخارق قَالَ : مَرَرْتُ بِأَبِي ذَرٍّ وَهُوَ بِالرَّبْذَةِ وَأَنَا حَاجٌّ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ مَنْزِلَهُ فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي يُخِفَّ الْقِيَامَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} وَ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله} وَيُكْثِرُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ ، فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ ، قُلْتُ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، رَأَيْتُك تُخِف الْقِيَامَ وَتُكْثِرُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ ! فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً أَوْ يَرْكَعُ لَهُ رَكْعَةً إِلاَّ حَطَّ الله عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً وَرَفَعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةً.
وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ كِتَابِ الْمَوَاعِظِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ الطَّوِيلِ : يَا أَنَسُ أَكْثِرِ الصَّلاَةَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ تُحِبَّكَ حَفَظَتُكَ .
1642- وَعَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، قَالَ : قِيلَ لِثَوْبَانَ : حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، : مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَهُ الله بِهَا دَرَجَةً ، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً.
روَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنُّهُ مُنْقَطِعٌ وَهُوَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ بِاخْتِصَارٍ.@

(2/351)


1643- وَعَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ خَادِمٍ رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ - قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لَكَ حَاجَةٌ ؟ حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله حَاجَتِي ؟ قَالَ : وَمَا حَاجَتُكَ ؟ قَالَ : حَاجَتِي أَنْ تَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : وَمَنْ دَلَّكَ عَلَى هَذَا ؟ قَالَ : رَبِّي قَالَ : فَأَعِنِّي بِكَثْرَةِ السُّجُودِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، ... ... .
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، وَسَيَأْتِي فِي الأَدَبِ فِي بَابِ ... .
1644- وَعَنْ أَبِي فِرَاسٍ الأَسْلَمِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ فَتًى مِنَّا يَلْزَمُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَيُخِفَّ لَهُ فِي حَاجَتِهِ ، فَخَلاَ بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ : سَلْنِي أُعْطِكَ ، قَالَ : ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ : فَإِنِّي فَاعِلٌ فَأَعِنِّي بِكَثْرَةِ السُّجُودِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَفِي سَنَدِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَبُو دَاوُدَ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ.
1645- وَعَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لِكُلِّ سُورَةٍ حَظُّهَا مِنَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ، فَقُلْتُ : لَهُ : أَنَسِيتَ مَنْ حَدَّثَكَ ؟ قَالَ : لاَ ، وَإِنِّي لأَذْكُرُهُ وَأَذْكُرُ المكان الَّذِي حَدَّثَنِي فِيهِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِهِ وَمُصَنَّفِهِ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(2/352)


5- باب صلاة التطوع في البيت وما جاء في صلاة النافلة
فيه حديث عمر بن الخطاب وتقدم في باب صلاة الفريضة في المسجد ، وحديث صهيب وسيأتي في السواك ، وحديث عمر أيضًا وتقدم في ... .
1646- وَعَنْ عُرْوَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اجْعَلُوا مِنْ صَلاَتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً بِسَنَدٍ الصَحِيحٍ.
1646/2- وَرَوَاهُ مَرْفُوعًا أَحْمَدُ بْنِ حَنْبَلٍ : عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، كَانَ يَقُولُ : صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ ، وَلاَ تَجْعَلُوهَا عَلَيْكُمْ قُبُورًا.
وَفِي سَنَدِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ.
1647- وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ ، وَلاَ تَجْعَلُوهَا قُبُورًا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَفِي مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ ، وَابْنِ خُزَيْمَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ.@

(2/353)


1648- وَعَنْ صُهَيْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَلاَةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعًا حَيْثُ لاَ يَرَاهُ النَّاسُ تَعْدِلُ صَلاَته عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ درجة.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.
1649- وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ ، وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا ، وَلاَ تَتَّخِذُوا بَيْتِي عِيدًا ، صَلُّوا عَلِيَّ وَسَلِّمُوا فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ وَسَلاَمُكُمْ يَبْلُغُنِي أَيْنَمَا كُنْتُمْ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَتَقَدَّمَ حَدِيثُ عُمَرَ فِي كِتَابِ الْحَيْضِ.
1650- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّمَا كَانَتِ النَّافِلَةُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، ورجاله ثقات.
1650/2- وأبو يعلى مرفوعًا : مَنْ وَضَعَ الْوُضُوءَ مَوَاضِعَهُ ثُمَّ قَعَدَ قَعَدَ مَغْفُورًا لَهُ ، فَإِنْ قَامَ إِلَى الصلاة قَامَ إِلَى فَضِيلَةٍ قَالَ رَجُلٌ : إِلَى نَافِلَةٍ ، قَالَ : لاَ ، النَّافِلَةُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَاصَّةً.
1650/3- ورواه أحمد بن حنبل موقوفًا ولفظه : إِذَا وَضَعْتَ الطَّهُورَ مَوَاضِعَهُ قَعَدْتَ مَغْفُورًا لَكَ ، وَإِنْ قَامَ يُصَلِّي كَانَ لَهُ فَضِيلَةً وَأَجْرًا ، وَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ مَغْفُورًا لَهُ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا أُمَامَةَ إِنْ قَامَ فَصَلَّى تَكُونُ لَهُ نَافِلَةً ؟ قَالَ : لاَ . النَّافِلَةُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . كَيْفَ تَكُونُ لَهُ نَافِلَةً وَهُوَ يَسْعَى فِي الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا ؟ تَكُونُ لَهُ فَضِيلَةً وَأَجْرًا. @

(2/354)


6- باب صلاة ركعتي الفجر وفضلها ومتى تصلى وما يقرأ به فيهما وأن لا صلاة بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر
فيه حديث عائشة في الباب بعده ، وحديث علي بن أبي طالب وتقدم في باب السدل في الصلاة ، وحديث أبي هريرة وتقدم في باب غسل الجمعة .
1651- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا لَمْ يَكُنْ جُنُبًا تَوَضَّأَ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ - تَعْنِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ - ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَد الصَحِيح.
1651/2- وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَةَ بِلَفْظِ : إِذَا تَوَضَّأَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ .
1652- وَعَن أَبِي يَحْيَى أَنَّهُ أَتَى ابْن عَبَّاس فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا يَحْيَى ، أَلَمْ تَرَ أَنِّي نِمْتُ اللَّيْلَةَ عَنِ الْوِتْرِ ؟ وَأَتَانِي ابْنُ مَخْرَمَةَ وَآخَرُ مَعَهُ فَشَغَلاَنِي عَنِ الْوِتْرِ ، فَنِمْتُ حَتَّى أَصْبَحْتُ فَأَيْقَظَتْنِي الْجَارِيَةُ ، فَقُلْتُ لَهَا : انْظُرِي هَلْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ ؟ فَقَالَتْ : لاَ ، فَرَكَعْتُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ ، ثُمَّ قُلْتُ : انْظُرِي هَلْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ ؟ قَالَتْ : لاَ ، فَصَلَّيْتُ صَلاَةَ الْفَجْرِ.
رواه مُسَدَّد.@

(2/355)


1653- وَعَنْ عَبْدِ الْحَكَمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَنَسٌ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : عَلَيْكُمْ بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فَإِنَّ فِيهِمَا الرَّغَائِبَ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ والطبراني في الكبير ، وسيأتي في اللباس في باب جر الإزار.
ورواه أبو يَعْلَى من حديث أبي هريرة ، وتقدم في باب غسل الجمعة.
1654- وعن علي بن أبي طالب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أن النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُوتِرُ عِنْدَ الأَذَانِ وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ الإِقَامَةِ.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ.
1654/2- وَمُسَدَّدٌ ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، إِلاَّ أَنَّهُمَا قَالاَ : عِنْدَ الأَذَانِ الأَوَّلِ.
1654/3- وَالْحَارِثُ فذكره إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : وَيُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ عِنْدَ الإِقَامَةِ.
1654/4- وَابْنُ مَاجَةَ بِلَفْظِ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ الإِقَامَةِ.
وَمَدَارُ هَذِهِ الأَسَانِيدِ عَلَى الْحَارِثِ الأَعْوَرِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
1655- وَعَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ ، قَالَ : رَمَقْتُ ابْنَ عُمَرَ شَهْرًا يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ بِـ : {قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : رَأَيْتُ ُرَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَهْرًا أَوْ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ بِـ : {قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، و {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} ، فَقَالَ : إِنَّ إحدَاهُمَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ، وَالأُخْرَى بِرُبْعِ الْقُرْآنِ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} بِثُلُثِ الْقُرْآنِ وَ {قُلْ يأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} بِرُبْعِ الْقُرْآنِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(2/356)


1655/2- وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَلَفْظُهُ : قَرَأَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ بِضْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً : {قُلْ يأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، و {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}.
1655/3- وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِلَفْظِ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَالرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ : بِـ {قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ.
1656- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : أَسَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْقِرَاءَةَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ ، وكَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا بِـ {قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، و {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1656/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُومُ فِيهِمَا قَدْرَ مَا يَقْرَأُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ.
1656/3- وَفِي رِوَايَةٍ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُخَفِّفُهَا قَالَتْ : فَأَظُنُّهُ كَانَ يَقُومُ فِيهِمَا بِنَحْوٍ مِنْ {قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}.
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ الْجَرِيرِيِّ وَقَدِ اخْتَلَطَ بِأَخرَة وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ إِنَّمَا سَمِعَ مِنْهُ بَعْدَ التَّغَيُّرِ.
وَأَصْلُهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.@

(2/357)


1657- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقْرَأُ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى : {آمَنَّا بِالله وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} ، وَفِي الثَّانِيَةِ : {رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا} أَوْ نَحْوَ ذَا.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سِنَنِهِ وَسَكَتَ عَلَيْهِ بِلَفْظٍ آخَرَ.
1658- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى : {آمَنَ الرَّسُولُ ...} حَتَّى يَخْتِمَهَا ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ : {قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} الآية.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى مِنْ طَرِيقِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَقَدْ رَوَاهُ بِالْعَنْعَنَةِ.
1659- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ - رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وقَالَ : لاَ صَلاَةَ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلاَّ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ.@

(2/358)


رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى الإِفْرِيقِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ مَوَاقِيتِ الصَّلاَةِ ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ قَالَ : وَفِي الْبَابِ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ وَحَفْصَةَ قَالَ : وَهُوَ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ كَرَّهُوا أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلاَّ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ.
7- باب الصلاة قبل الظهر
1660- عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ ، قَالَتْ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها ، عَنْ صَلاَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَتْ : كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ يُطِيلُ فِيهِنَّ الْقِيَامَ ، وَيُحْسِنُ فِيهِنَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ ، فَأَمَّا مَا لَمْ يَكُنْ يَدَعُ صَحِيحًا ، وَلاَ سَقِيمًا ، وَلاَ غَائِبًا فَالرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ.
1660/2- وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقِ : قَابُوسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَرْسَلَ أَبِي إِلَى عَائِشَةَ : أَيُّ صَلاَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ أَنْ يُوَاظِبَ عَلَيْهَا ؟ قَالَتْ : كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ ... فذكره دُونَ قَوْلِهِ : فَأَمَّا مَا لَمْ يَكُنْ ... إِلَى آخِرِهِ.
وَأُمُّ جَعْفَرٍ مَا عَلِمَتْهَا ، وَقَابُوسُ مُخْتَلَفٌ فِيهِ ، وَكَذَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.@

(2/359)


1661- وَعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ صَفْوَانَ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ كن لَهُ كَعَدْلِ عِتْقِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ.
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.
1662- وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى مُرْسَلاً.
1662/2- وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ مَرْفُوعًا بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ وَلَفْظُهُ : مَنْ صَلَّى قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَكَأَنَّمَا تَهَجَّدَ بِهِنَّ مِنْ لَيْلتهِ ، وَمَنْ صَلاَّهُنَّ بَعْدَ الْعِشَاءِ كُنَّ كَمِثْلِهِنَّ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ .
1663- وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنهما - إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ صَلَّى أَرْبَعًا طُوَالاً ، فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّيهَا ، فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : إِنَّ أبوابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ إِذَا زَالَتْ فَلاَ تَرْتَجُّ حَتَّى يُصَلَّىَ الظُّهْرَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ لِي إِلَى الله فِيهِ عَمَلٌ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ.@

(2/360)


1664- وَعَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَمْ يَكُونُوا عَلَى شَيْءٍ أَشَدَّ مُحَافَظَةً فِي التَّطَوُّعِ مِنْهُمْ عَلَى صَلاَةِ قبل الظُّهْرِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مَوْقُوفًا بِسَنَد الصَحِيح.
1665- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الصَّلْتِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ رَآهُ يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : لَهُ : إِنَّكُ لَتُدِيمُ صَلاَتَهُنَّ . قال : فَقَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّيهُنَّ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ قَالَ : فَقُلْتُ : لَهُ : إِنَّكَ لَتُدِيمُ هَذِهِ الصَّلاَةَ - أَوْ قَالَ : فذكرت ذَلِكَ لَهُ - فَقَالَ : إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أبوابُ السَّمَاءِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ يُرْفَعَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : عَنْ بِشْرِ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيِّ , وَهُوَ ضَعِيفٌ . وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالأَوْسَطِ ، ورَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ.
8- باب الصلاة قبل العصر
1666- عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الْعَصْرِ بَنَى الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَفِي سَنَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَؤَذِّنُ ، قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : لاَ يُدْرَى مَنْ هُوَ ؟ قُلْتُ : وَثَّقَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِلَفْظِ : قَبْلَ الظُّهْرِ.@

(2/361)


1667- وَعَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي قَبْلَ الْعَصْرِ ، قَالَتْ : وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلاَةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
1667/2- وَفِي رِوَايَةٍ : كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ.
وَمَدَارُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ عَلَى حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
1668- وَعَنِ الْفُرَاتِ بْنِ سلمَان ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : أَلاَ يَقُومُ أَحَدُكُمْ فَيُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الْعَصْرِ ، فَيَقُولُ فِيهِنَّ مَا كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ ، عَظُمَ حِلْمُكَ فَعَفَوْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ ، بَسَطْتَ يَدَكَ فَأَعْطَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا وَجْهُكَ أَكْرَمُ الْوُجُوهِ ، وَجَاهُكَ أَعْظَمُ الْجَاهِ ، وَعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ الْعَطِيَّةِ وَأَهْنَؤُهَا ، تُطَاعُ رَبَّنَا فَتَشْكُرُ ، وَتُعْصَى رَبَّنَا فَتَغْفِرُ ، تُجِيبُ الْمُضْطَرَّ ، وَتَكْشِفُ الضُّرَّ ، وَتَشْفِي السَّقِيمَ ، وَتَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَتَقْبَلُ التَّوْبَةَ ، وَلاَ يَجْزِي بِآلاَئِكَ أَحَدٌ ، وَلاَ يَبْلُغُ مَدْحتكَ قَوْلُ قَائِلٍ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.@

(2/362)


9- باب الصلاة بعد العصر
فيه حديث سلمة بن الأكوع ، وتقدم في االمواقيت.
1669- وَعَنْ مِعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : خَطَبَنَا مُعَاوِيَةُ ، فَقَالَ : مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُصَلُّونَ صَلاَةً ، فَقَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَمَا رَأَيْنَاهُ يُصَلِّيهَا ، وَقَدْ سَمِعْنَاهُ يَنْهَى عَنْهَا - يَعْنِي : الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ .
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ فِيهِ مِعَبْدٌ الْجُهَنِيُّ.
1670- وَعَنِ الأَسْوَدِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَضْرِبُ عَلَى الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : لِيَضْرِبْ عَلَيْهَا ! مَا دَخَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلاَّ صَلاَّهُمَا.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ دُونَ فِعْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
1670/2- وَمَا انْفَرَدَ بِهِ مُسَدَّدٌ : رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ وَلَفْظُهُ : أَنَّ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَضْرِبُ الْمُنْكَدِرَ فِي الصَلاَةِ بَعْدِ الْعَصْرِ.
1671- وَعَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ ، قَالَ : كَانَ طَاوُوسٌ يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَنَهَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ طَاوُوسٌ : إِنَّمَا نُهِيَ عَنْهَا أَنْ تُتَّخَذَ سُلَّمًا ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنْهَا ، {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ...} ? الآية . وَقَدْ نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ ، وَمَا أَدْرِي أَتُعَذَّبَ عَلَيْهَا أَو تُؤْجَرَ عَلَيْهَا.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يحيى بن أَبِي عُمَرَ ، عَنْ سُفْيَانَ عَنْهُ بِهِ.
وَرَوَى النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى مِنْهُ : نَهَى عَنِ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَقَطْ .@

(2/363)


1672- عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهِبٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ ، قَالَ : أَجْمَعَ عَلَى الْعُمْرَةِ ، فَلَمَّا حَضَرَ خُرُوجُهُ ، قَالَ لِي : يَا بُنَيَّ لَوْ دَخَلْنَا عَلَى الأَمِيرِ فَوَدَّعْنَاهُ قُلْتُ : مَا شِئْتَ ، فَدَخَلْنَا عَلَى مَرْوَانَ وَعِنْدَهُ نَفَرٌ فِيهِمْ عَبْدُ الله بْنُ الزُّبَيْرِ ، فَذَكَرُوا الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ يُصَلِّيهِمَا ابْنُ الزُّبَيْرِ بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ : عَمَّنْ أَخَذْتَهُمَا يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ ؟ فَقَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، فَأَرْسَلَ مَرْوَانُ إِلَى عَائِشَةَ : مَا رَكْعَتَيْنِ يَذْكُرُهُمَا ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ عَنْكِ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصَلِّيهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ ؟ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ : أَخْبَرَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ ، فَأَرْسَلَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ : مَا رَكْعَتَانِ زَعَمَتْ عَائِشَةُ أَنَّكِ أَخْبَرْتِيهَا أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصَلِّيهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَقَالَتْ : يَغْفِرُ الله لِعَائِشَةَ لَقَدْ وَضَعَتْ أَمْرِي عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهَا ، صَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الظُّهْرَ وَقَدْ أُتِيَ بِمَالٍ فَقَعَدَ يُقَسِّمُهُ حَتَّى أَتَاهُ مُؤَذِّنُ الْعَصْرِ فَآذَنَهُ بِالْعَصْرِ ، فَصَلَّى الْعَصْرَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ ، وَكَانَ يَوْمِي فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ، فَقُلْتُ : مَا هَاتَينِ الرَّكْعَتَينِ يَا رَسُولَ الله ؟! أَمَرْتَ بِهِمَا ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنَّهُمَا رَكْعَتَانِ كُنْتُ أَرْكَعُهُمَا بَعْدَ الظُّهْرِ ، فَشَغَلَنِي قَسْمُ هَذَا الْمَالِ حَتَّى أَتَانِيَ الْمُؤَذِّنُ بِالْعَصْرِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَهُمَا فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : الله أَكْبَرُ ، أَلَيْسَ قَدْ صَلاَّهُمَا مَرَّةً وَاحِدَةً ! والله لاَ أَدَعُهُمَا أَبَدًا وَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : مَا رَأَيْتُهُ صَلاَّهُمَا قَبْلَهَا ، وَلاَ بَعْدَهَا.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.
1672/2- وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : صَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْعَصْرَ ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتِي فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله لَقَدْ صَلَّيْتَ صَلاَةً لَمْ تَكُنْ تُصَلِّيهَا ! فَقَالَ : قَدِمَ عَلَيَّ مَالٌ فَشَغَلَنِي عَنْ رَكْعَتَيْنِ كُنْتُ أُصَلِّيهُمَا بَعْدَ الظُّهْرِ فَصَلَّيْتُهُمَا الآنَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله أَنَقْضِيهُمَا إِذَا فَاتَتَا ؟ قَالَ : لاَ.@

(2/364)


هَذَا الْحَدِيثُ فِيهِ أَرْبَعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي نَسَقٍ أَوَّلُهُمْ عَبْدُ الله بْنُ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ.
وَوَقَعَ لِي أَرْبَعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي نَسَقٍ أَوَّلُهُمْ نُعَيْمُ بْنُ هَمَّارٍ ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ مَعْدِيَ كَرِبَ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ.
وَوَقَعَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي نَسَقٍ أَوَّلُهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ حَبِيبَةَ ، عَنْ أُمِّهَا أم حبيبه بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
1672/3- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَلَفْظُهُ : قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعْدَ الْعَصْرِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ مَا كُنْتَ تُصَلِّيهَا ! قَالَ : قَدِمَ وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ فَحَبَسُونِي عَنْ رَكْعَتَيْنِ كُنْتُ أُصَلِّيهُمَا بَعْدَ الظُّهْرِ.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ وَرِجَالُهُمْ ثِقَاتٌ وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.
1673- وَعَنْ وَبْرَةَ ، قَالَ : رَأَى عُمَرُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، تَمِيمًا الدَّارِيَّ : يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ ، فَقَالَ تَمِيمٌ : يَا عُمَرُ ، لِمَ تَضْرِبُنِي عَلَى صَلاَةٍ صَلَّيْتُهَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟! فَقَالَ عُمَرُ : يَا تَمِيمٌ لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَعْلَمُ مَا تَعْلَمُ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1674- وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى الْعَصْرَ ، فَقَامَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَرَآهُ عُمَرُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَقَالَ لَهُ : اجْلِسْ فَإِنَّمَا هَلَكَ أَهْلُ الْكِتَابِ بِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِصَلاَتِهِمْ فَصْلٌ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَحْسَنَ ابْنُ الْخَطَّابِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(2/365)


1675- وَعَنْ أَبِي أُسَيْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَزَجَرَهُ وَقَالَ : لاَ تُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ صَلاَةَ بَعْدَ الْعَصْرِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
10- باب الصلاة قبل المغرب وبعدها وبعد العشاء وغير ذلك
فيه حديث علي بن أبي طالب وتقدم في كتاب الصلاة في باب النهي عن السدل .
1676- عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْرُجُ عَلَيْنَا وَقَدْ نُودِيَ بِالْمَغْرِبِ وَنَحْنُ نُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ فَلَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَانَا.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُمَرَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَّتِهِ مُخْتَصَرًا ، وَأَصْلُهُ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله الْمُزَنِيِّ.@

(2/366)


1677- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ : دَعَوْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْزِلِي فَلَمَّا أَذَّنَ مُؤَذِنٌ الْمَغْرِبَ قَامَ فَصَلَّى فَسَأَلْتُه عَنْ ذَلِكَ , فَقَالَ : كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يُصَلِّيهِمَا.
رواه مُسَدَّد ورجاله ثقات.
1678- وَعَنْ رَاشِدِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : أَشْهَدُ عَلَى خَمْسَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ.
رواه مُسَدَّد والبيهقي في سننه.
1679- وَعَن مَنْصُور ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : مَا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ ، وَلاَ عُمَرُ ، وَلاَ عُثْمَانُ - رضي الله عنهم - الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ.
رواه مُسَدَّد.
1680- وَعَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي بَيْتِهِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ الرَكْعَتَيْنِ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.
1681- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ رَكْعَتَيِ الْمَغْرِبِ قَرَأَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيلَ لَهُ : هَذَا مِنَ الصِّدِّيقِينَ فَيَجُوزُهُمْ ، فَيُقَالُ : هَذَا مِنَ الشُّهَدَاءِ فَيَجُوزُهُمْ ، فَيُقَالُ : هَذَا مِنَ النَّبِيِّينَ فَيَجُوزُهُمْ ، فَيُقَالُ : هَذَا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ فَيَجُوزُهُمْ ، وَلاَ يُحْجَبُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى عَرْشِ الرَّحْمَنِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ شَيْخُنَا أَبُو الْفَضْلِ : هَذَا مَتْنٌ مَوْضُوعٌ.@

(2/367)


1682- وَعَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى رَسِولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ سُئِلَ : أَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَأْمُرُ بِالصَّلاَةِ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ ؟ قَالَ : بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
1683- وَعَنْ حُذَيْفَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يُصَلِّي بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ ، فَلَمْ يَزَلْ يُصَلِّي حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ تَبِعْتُهُ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قُلْتُ : حُذَيْفَةُ ، قَالَ : اللهمَّ اغْفِرْ لِحُذَيْفَةَ وَلأُمِّهِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
1683/2- وَالنَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ جَيْدٍ وَلَفْظُهُ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ فَصَلَّى إِلَى الْعِشَاءِ.
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَسَيَأْتِي لَفْظُهُ فِي بَابِ ... .
1684- وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : كَانَ يُقَالُ : الْوِتْرُ عَلَى أَهْلِ الْقُرْآنِ ، قَالَ : قُلْتُ : مَا تَأْمُرُ بِهِ ابْنَتَكَ ؟ قَالَ : آمُرُهَا بِرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ ، قَالَ : وَكَانَتِ ابْنَة خَمْس سِنِينَ ، أَوْ سِتِّ سِنِينَ.
رواه مُسَدَّد.
1685- وَعَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ ، قَالَ : مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِرَجُلٍ يُصَلِّي قَاعِدًا ، فَقَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ صَلاَةَ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاَةِ الْقَائِمِ ؟ قَالَ : فَتَجَشَّمَ النَّاسُ الْقِيَامَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَرِ.
وَسَيَأْتِي لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ فِي بَابِ صَلاَةِ الضُّحَى.@

(2/368)


11- باب قيام الليل وما يفعله من نام وفي نفسه أن يصلي من الليل وما يفعل من أصبح ولم يوتر
فيه حديث أبي أمامة وتقدم في الطهارة في باب فضل الوضوء , وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص وسيأتي في صفة الجنة في باب غرف الجنة ومن يسكنها , وحديث أبي هريرة وسيأتي في باب صلة الرحم , وحديث معاذ وسيأتي في سورة السجدة .
1686- وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ مَرَّ بِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ - رضي الله عنهما - فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَلْ تُعْطَهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : فَاسْتَبَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ ، وَمَا سَابَقْتُ أَبَا بَكْرٍ إِلَى خَيْرٍ إِلاَّ وَجَدْتُهُ قَد سَبَقَنِي إِلَيْهِ ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ ، فَقُلْتُ : إِنَّ لِي دُعَاءً مَا أَكَادُ أَنْ أَدَعَهُ : اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لاَ يَرْتَدُّ ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْقَطِعُ - أَوْ قَالَ : لاَ تَبِيدُ - وَمُرَافَقَةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ فيمن صلى ركعتين.
1687- وَعَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ جَعْدَةَ ، قَالَ : ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَوْلاَةٌ لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تُصَلِّي ، وَلاَ تَنَامُ ، وَتَصُومُ ، وَلاَ تُفْطِرُ قَالَ : أَنَا أُصَلِّي وَأَنَامُ ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَلِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ ، فَمَنْ تَكُونُ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّةٍ فَقَدِ اهْتَدَى ، وَمَنْ تَكُونُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ ضَلَّ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(2/369)


1687/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَيَحْيَى بْنُ جَعْدَةَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقال : ذَكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَوْلاَةً لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالُوا : إِنَّهَا قَامَتِ اللَّيْلَ وَصَامَتِ النَّهَارَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَكِنِّي أَنَامُ وَأُصَلِّي ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ ، فَمَنِ اقْتَدَى بِي فَهُوَ مِنِّي ، وَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ، إِنَّ لِكُلِّ عَامِلٍ شِرَّةً ... فذكره.
وَتَقَدَّمَ فِي الْعِلْمِ فِي بَابِ اتِّبَاعِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ.
1688- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ فِي رَكْعَةٍ مِنْ صَلاَةِ اللَّيْلِ : سُبْحَانَكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ.
1689- وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا تَهَجَّدَ سَجَدَ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ أَبِي سَوَرَةَ.
1690- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَن ِالنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ رَجُلَيْنِ : رَجُلٌ ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلاَتِهِ ، فَيَقُولُ الله - تَعَالَى - لِمَلاَئِكَتِهِ : يَا مَلاَئِكَتِي انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي وَشَفَقَتِهِ مِمَّا عِنْدِي ، وَرَجُلٌ غَزَا فِي سَبِيلِ الله ، فَفَرَّ أَصْحَابُهُ يَعْلَمُ مَا عَلَيْهِ فِي الْفِرَارِ وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ ، فَرَجَعَ حَتَّى أُهْرِقَ دَمُهُ ، فَيَقُولَ الله لِمَلاَئِكَتِهِ : يَا مَلاَئِكَتِي انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي رَجَعَ حَتَّى أُهْرِقَ دَمُهُ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَرَوى أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْهُ قِصَّةَ الْجِهَادِ فَقَطْ.@

(2/370)


1691- وَعَنْ حُذَيْفَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ لَيْلَةٍ لأُصَلِّيَ بِصَلاَتِهِ ، فَافْتَتَحَ الصَّلاَةَ فَقَرَأَ قِرَاءَةً لَيْسَتْ بِالْخَفِيضَةِ ، وَلاَ بِالرَّفِيعَةِ قِرَاءَةً حَسَنَةً يُرَتِّلُ فِيهَا يُسْمِعُنَا قَالَ : ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِنْ سُورَةٍ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ ذُو الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ قَالَ : ثُمَّ قِيَامُهُ نَحْوًا مِنْ سُورَةٍ وَقَالَ : وَسَجَدَ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الطُّولِ وَعَلَيْهِ سَوَادٌ مِنَ اللَّيْلِ ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : وَهُوَ تَطَوُّعُ اللَّيْلِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَفِي سَنَدِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.
1692- وَعَنْ مُسْلِمِ بْنِ مِخْرَاقٍ ، قَالَ : قُلْتُ : لِعَائِشَةَ - رضي الله عنها - : إِنَّ عِنْدَنَا أَقْوَامًا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ مَرَّتَيْنِ وَثَلاَثَةٌ فِي لَيْلَةٍ ؟ فَقَالَتْ : أُولَئِكَ قَرَؤُوا وَلَمْ يَقْرَؤُوا ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا أَقُومُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي اللَّيْلِ التَّمَامِ ، فَلاَ يَمُرُّ بِآيَةِ رَجَاءٍ إِلاَّ سَأَلَ رَبَّهُ وَدَعَا ، وَلاَ يَمُرُّ بِآيَةِ تَخْوِيفٍ إِلاَّ دَعَا رَبَّهُ وَاسْتَعَاذَ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.
1692/2- وَأَبُو يَعْلَى كِلاَهُمَا بِسَنَدٍ فِيهِ : ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَلَفْظُهُ : أَنَّ نَاسًا يَقْرَأُ أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ مَرَّةً أَوْ ثَلاَثًا قَالَتْ : أُولَئِكَ قَرَأُوا وَلَمْ يَقْرَأُوا ، كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُومُ اللَّيْلَ التَّمَامَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، وَآلِ عِمْرَانَ ، وَالنِّسَاءِ لاَ يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا اسْتِبْشَارٌ إِلاَّ دَعَا .@

(2/371)


1693- وَعَنْ حُذَيْفَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَقِيتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعْدَ الْعَتْمَةِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، ائْذَنْ لِي أَنْ أَتَعَبَّدَ بِعِبَادَتِكَ ، فَذَهَبَ وَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَى الْبِئْرِ - أَوْ إِلَى الْبِيرِ - فَأَخَذْتُ ثَوْبَهُ فَسَتَرْتُ عَلَيْهِ وَوَلَّيْتُهُ ظَهْرِي حتَّى اغتسل ، ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبِي فَسَتَرَ عَلَيَّ حَتَّى اغْتَسَلْتُ ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ، وَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ ، ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ لاَ يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلاَّ سَأَلَ ، وَلاَ آيَةِ خَوْفٍ إِلاَّ اسْتَعَاذَ ، وَلاَ مَثَلٍ إِلاَّ فَكَّرَ حَتَّى خَتَمَهَا ، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ : سُبْحَانَ رَبِيَّ الْعَظِيمِ وَيُرَدِّدُ فِيهِ شَفَتَيْهِ حَتَّى أَظُنُّ أَنَّهُ يَقُولُ : وَبِحَمْدِهِ فَمَكَثَ فِي رُكُوعِهِ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ : سُبْحَانَ رَبِيَّ الأَعْلَى وَيُرَدِّدُ شَفَتَيْهِ ، فأظن أَنَّهُ يَقُولُ : وَبِحَمْدِهِ ، فَمَكَثَ فِي سُجُودِهِ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ ، ثُمَّ نَهَضَ حِينَ فَرَغَ مِنْ سَجْدَتِهِ ، فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ آلَ عِمْرَانَ لاَ يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلاَّ سَأَلَ ، وَلاَ آيَةِ خَوْفٍ إِلاَّ اسْتَعَاذَ ، وَلاَ مَثَلٍ إِلاَّ فَكَّرَ حَتَّى خَتَمَهَا ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ كَفِعْلِ الأَوَّلِ ، ثُمَّ سَمِعْتُ النِّدَاءَ بِالْفَجْرِ قَالَ حُذَيْفَةُ : فَمَا تَعَبَّدْتُ عِبَادَةً كَانَتْ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْهَا.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارٍ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ... .
1694- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : إِذَا صَلَّى الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ ، فَصَلُّوا رَكْعَتَيْنِ كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ الله كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ مَوْقُوفًا.@

(2/372)


1695- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُسْلِمٍ ، وَلاَ مُسْلِمَةٍ ذَكَرٍ ، وَلاَ أُنْثَى يَنَامُ اللَّيْلَ إِلاَّ عَلَى رَأْسِهِ جَرِيرٌ مَعْقُودٌ ، فَإِنْ هُوَ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ الله انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا ، وَأَصْبَحَ نَشِيطًا قَدْ أَصَابَ خَيْرًا ، وَإِنْ هُوَ نَامَ لاَ يَذْكُرُ الله أَصْبَحَ عَلَيْهِ عُقَدُهُ ثَقِيلاً.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.
1696- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : فَذَكَّرْتُ الْقِيَامَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : نِصْفُهُ ، ثُلُثُهُ ، رُبْعُهُ ، فُوَاقُ حَلَبِ نَاقَةٍ ، فُوَاقُ حَلَبِ شَاةٍ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
فُوَاقُ النَّاقَةِ : - بِضَمِّ الْفَاءِ - هُوَ هَا هُنَا قَدْرُ مَا بَيْنَ رَفْعِ يَدَيْكَ عَنِ الضَّرْعِ وَقْتَ الْحَلَبِ.
1697- وعن النعمان بن بشير ، سمعت رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ وَفِي نَفْسِهِ أَنْ يُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَضَعْ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ عِنْدَهُ فَإِذَا انْتَبَهَ فَلْيَقْبِضْ بِيَمِينِهِ قَبْضَةً ، ثُمَّ لِيَحْصِبْ عَنْ شِمَالِهِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ.@

(2/373)


1698- وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : عُدَّ الآيَ فِي التَّطَوُّعِ ، وَلاَ تَعُدَّهُ فِي الْفَرِيضَةِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
1699- وَعَنْ سَمُرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَمَرَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ نُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ بِأَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ ، وَأَنْ نَجْعَلَ ذَلِكَ وِتْرًا.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
12- باب السواك لصلاة الليل وفضل صلاة التطوع سرَّا وغير ذلك
1700- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله - رضي الله عنهما - قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَتَسَوَّكُ مِنَ اللَّيْلِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً كُلَّمَا رَقَدَ ، وَاسْتَيْقَظَ اسْتَاكَ ، وَتَوَضَّأَ ، وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ أَوْ رَكَعَاتٍ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ ، وَتَقَدَّمَ أَوَّلَ كِتَابِ الطَّهَارَةِ.@

(2/374)


1701- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : كُنَّا نَضَعُ سِوَاكَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَعَ طَهُورِهِ قَالَتْ : يَا رَسُولَ الله مَا تَدَعُ السِّوَاكَ ؟ قَالَ : أَجَلْ لَوْ أَنِّي أَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ عِنْدَ كُلِّ شَفْعٍ مِنْ صَلاَتِي لَفَعَلْتُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ.
لَكِنَّ لِلْمَتْنِ شَوَاهِدَ تَقَدَّمَ بَعْضُهَا فِي الطَّهَارَةِ وَالصَّلاَةِ وَالْجُمُعَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
1702- وعن مغيرة قال : قلت لإبراهيم : أصلي بالنهار في مسجد قومي فأرفع صوتي . قال : ذلك بدعة.
رواه مُسَدَّد : حَدَّثَنَا أبو عوانة عنه به.
1703- وَعَنْ صُهَيْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَلاَةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعًا حَيْثُ لاَ يَرَاهُ النَّاسُ تَعْدِلُ صَلاَتَهُ عَلَى أعْيُنِ النَّاسِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ درجة.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَالتَّابِعِيُّ لَمْ يُسَمَّ.
1704- وَعَنْ عَلِيٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ التَّطَوُّعَ ثَمَانِي رَكَعَاتٍ ، وَالنَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(2/375)


13- باب النهي عن الجهر بالقراءة إذا تأذى به من حوله
1705- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ قَبْلَ الْعَتْمَةِ وَبَعْدَهَا يُغَلِّطُ أَصْحَابَهُ فِي الصَّلاَةِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأبو بكر بْن أَبِي شَيْبَةَ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ.
1705/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى إِلاَّ أَنَّهُمَا قَالاَ : يُغَلِّطُ أَصْحَابَهُ وَالْقَوْمُ يُصَلُّونَ.
وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى الْحَارِثِ الأَعْوَرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
1706- وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ ، قَالَ : جَاءَ زِيَادٌ إِلَى أَنَسٍ فَقَالَ لَهُ : اقْرَأْ ، فَقَرَأَ فَرَفَعَ صَوْتَهُ ، فَرَفَعَ أَنَسٌ الْخِرْقَةَ عَنْ وَجْهِهِ - وَكَانَت عَلَى وَجْهِهِ - صُعُدًا ، فَقَالَ : أَنَس هَكَذَا تَصْنَعُونَ ؟!.
فَقَالَ حَمَّادٌ ، حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ الْحَسَنَ ، قَالَ : رَفَعَ إِنْسَانٌ صَوْتَهُ بالقرآن عِنْدَ الْحَسَنِ ، فَرَفَعَ كَفًّا مِنْ حَصًى فَضَرَبَ وَجْهَهُ ، وَقَالَ : مَا هَذَا ؟!.
رواه الحارث بن أبي أسامة ، ورجاله ثقات.
1707- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله - رضي الله عنهما - قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ ، فَقَالَ : لاَ يَجْهَرُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فَإِنَّ ذَلِكَ يُؤْذِي الْمُصَلِّي.
رَوَاهُ الْحَارِثُ وَلَهُ شَاهِدٌ فِي سُنَنِ الْبَيْهَقِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَمِنْ حَدِيثِ الْبَيَاضِيِّ.@

(2/376)


1708- وَعَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ ، أَنَّ امْرَأَةَ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيِّ ، أَتَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله إِنَّ صَفْوَانَ يَنْهَانِي أَنْ أَصُومَ ، وَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ يَنْهَانِي ، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ فَلاَ يُصَلِّيهَا حَتَّى تَفُوتَ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لِمَ تَنْهَاهَا عَنِ الصَّوْمِ ؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي رَجُلٌ شَبِقٌ هَلْ لَهَا أَنْ تَصُومَ إِلاَّ بِإِذْنِي ؟ فَقَالَ : لاَ تَصُومِي إِلاَّ بِإِذْنِهِ وَأَمَّا الصَّلاَةُ فَإِنَّ مَعِي سُورَةً وَمَعَهَا سُورَةٌ غَيْرُهَا فَإِذَا قُمْتُ أُصَلِّي قَامَتْ تُصَلِّي فَتَقْرَأُ بِسُورَتِي فَتُغَلِّطُنِي فَقَالَ لَهَا : اقْرَئِي بِغَيْرِ تلك السُّورَةِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا لَكَ تَنَامُ عَنِ الْمَكْتُوبَةِ ؟ قَالَ : إِنِّي رَجُلٌ ثَقِيلُ الرَّأْسِ تَغْلِبُنِي عَيْنِي فَإِذَا قُمْتُ صَلَّيْتُ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَمَا عَسَى أَنْ يَصْنَعَ ؟!.
رَوَاهُ الْحَارِثُ مُرْسَلاً ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1708/2- وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَلْفَظُهُ ، جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَنَحْنُ عِنْدَهُ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله إِنَّ زَوْجِي صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ يَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ ، وَيُفْطِرُنِي إِذَا صُمْتُ ، وَلاَ يُصَلِّي صَلاَةَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ قَالَ : وَصَفْوَانُ عِنْدَهُ فَسَأَلَهُ عَمَّا قَالَتْ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَمَّا قَوْلُهَا : يَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ فَإِنَّهَا تَقْرَأُ بِسُورَتَيْنِ تَسْهَى عَنْهُمَا ، وَقُلْتَ : لَوْ كَانَ سُورَةً وَاحِدَةً لَكَفَتِ النَّاسَ وَأَمَّا قَوْلُهَا : يُفْطِرُنِي إِذَا صُمْتُ فَإِنَّهَا تَنْطَلِقُ فَتَصُومُ وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ فَلاَ أَصْبِرُ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَئِذٍ : لاَ تَصُومُ امْرَأَةٌ إِلاَّ بِإِذْنِ زَوْجِهَا وَأَمَّا قَوْلُهَا : بِأَنِّي لاَ أُصَلِّي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ لَنَا ذَاكَ لاَ نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ قَالَ : فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدُ فِي سُنَنِهِ.@

(2/377)


14- باب صلاة رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم
1709- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي حُجْرَتِهِ ، فَسَمِعَ نَاسٌ بِصَلاَتِهِ ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةِ جَاءَ نَاسٌ فَصَلُّوا ، فَخَفَّفَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمَّا أَصْبَحُوا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله صَلَّيْنَا مَعَكَ وَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ تَمُدَّ فِي قِرَاءَتِكَ فَقَالَ : قَدْ عَلِمْتُ بِمَكَانِكُمْ وَعَمْدًا قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَبُو يَعْلَى بِلَفْظٍ وَاحِدٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٌ.
1709/2- وَفِي رِوَايَةٍ لاِبْنِ مَنِيعٍ ، كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ ، فَجِئْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ ، وَجَاءَ رَجُلٌ فَقَامَ حَتَّى كُنَّا رَهْطًا ، فَلَمَّا أَحَسَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّا خَلْفَهُ جَعَلَ يَتَجَوَّزُ فِي الصَّلاَةِ ، ثُمَّ دَخَلَ رَحْلَهُ فَصَلَّى صَلاَةً لاَ يُصَلِّيهَا عِنْدَنَا ، فَقُلْنَا لَهُ حِينَ أَصْبَحْنَا : أَقْلَلْتَ لَنَا اللَّيْلَةَ ! قَالَ : نَعَمْ ، ذَاكَ الَّذِي حَمَلَنِي عَلَى مَا صَنَعْتُ.
1709/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَلَفْظُهُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَرَجَ فِي رَمَضَانَ فَخَفَّفَ ، ثُمَّ دَخَلَ فَأَطَالَ ، ثُمَّ خَرَجَ فَخَفَّفَ بِهِمْ ، ثُمَّ دَخَلَ فَأَطَالَ ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قُلْنَا : يَا نَبِيَّ الله جِئْنَا اللَّيْلَةَ فَخَرَجْتَ إِلَيْنَا فَخَفَّفْتَ ، ثُمَّ دَخَلْتَ فَأَطَلْتَ ! قَالَ : مِنْ أَجْلِكُمْ فَعَلْتُ .
1709/4- وَفِي رِوَايَةٍ لأَبِي يَعْلَى ، وَالْبَزَّارِ : قَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ - أَوْ سَاقَاهُ - فَقِيلَ لَهُ : أَلَيْسَ قَدْ غَفَرَ الله لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟! فَقَالَ : أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا .
وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.@

(2/378)


1710- وعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَسَمَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
15- باب أحب الأعمال أدومها وإن قل والنهي أن يتكلف من العبادة ما يثقل عليه
1711- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : كَانَ أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا دَامَ عَلَيْهِ الْعَبْدُ وَإِنْ قَلَّ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ.
1712- عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهُ : جَبَلَةُ ، أَنَّ شَابًّا تَعَبَّدَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَانْطَلَقَ أَبُوهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله إِنَّ ابْنِي قَدْ أَجْهَدَ نَفْسَهُ فِي الْعِبَادَةِ قَالَ : مُرْهُ فَلْيَرْبَعْ عَلَى نَفْسِهِ ، فَإِنَّ تِلْكَ شِرَّةُ الْعِبَادَةِ ، وَلِكُلِّ عَابِدٍ فَتْرَةٌ ، وَلِكُلِّ فَتْرَةٍ شِرَّةٌ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ.
1713- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ ، ثُمَّ تَعُودُ الشِّرَّةُ إِلَى الْفَتْرَةِ ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ مُرْسَلاً ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ قِيَامِ اللَّيْلِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ اتِّبَاعِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.@

(2/379)


1714- وَعَنْ مِحْجَنِ بْنِ الأَدْرَعِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَلَّغَهُ أَنَّ رَجُلاً فِي الْمَسْجِدِ يُطِيلُ الصَّلاَةَ ، فَأَتَاهُ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، رَضِيَ لِهَذِهِ الأُمَّةِ الْيَسِيرَ وَكَرِهَ لَهَا الْعَسِيرَ - قَالَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ - وَإِنَّ هَذَا أَخَذَ بِالْعُسْرِ ، وَتَرَكَ الْيَسِيرَ وَنَشَلَهُ نَشْلاً ، فَمَا رُئِيَ بَعْدَ ذَلِكَ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يُونُسَ ، وَلَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
16- باب فيمن غلبه مرض أو نوم وما جاء في الصلاة على الراحلة
1715- عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا أَخَذَ خُلُقًا أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهِ ، فَإِذَا غَلَبَهُ مَرَضٌ أَوْ نَوْمٌ صَلَّى مِنَ النَّهَارِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.
1716- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : رَفَعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ خَفَضَهُ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟! قَالَ : عَجِبْتُ لِمَلَكَيْنِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ نَزَلاَ إِلَى الأَرْضِ يَلْتَمِسَانِ عَبدًا فِي مُصَلاَّهُ فَلَمْ يَجِدَاهُ ، ثُمَّ عَرَجَا إِلَى رَبِّهِمَا ، فَقَالاَ : يَا رَبَّنَا كُنَّا نَكْتُبُ لِعَبْدِكَ الْمُؤْمِنِ فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ مِنَ الْعَمَلِ كَذَا وَكَذَا ، فَوَجَدْنَاهُ قَدْ حَبَسْتَهُ فِي حَبَالَتِكَ فَلَمْ نَكْتُبْ لَهُ شَيْئًا ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : اكْتُبُوا لِعَبْدِي عَمَلَهُ فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ ، وَلاَ تَنْقُصُوهُ مِنْهُ شَيْئًا عَلَيَّ أَجْرُهُ احْتَسَبْتُهُ وَلَهُ أَجْرُ مَا كَانَ يَعْمَلُ.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَسَيَأْتِي فِي ....@

(2/380)


1717- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ ، فَأَرَادَ الصَّلاَةَ لِلتَّطَوُّعِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَكَبَّرَ ، ثُمَّ صَلَّى حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ.
قَالَ عَمْروٌ : فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ مَطَرًا الْوَرَّاقَ قَالَ : حَيْثُ اتفقت.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.
1718- وَعَن عُمَر بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ ، يَقُولُ : قَدِمْتُ مَعَ الزُّبَيْرِ مِنَ الشَّامَ مِنْ غَزْوَةِ الْيَرْمُوكِ ، فَكُنْتُ أَرَاهُ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات ، وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص ، رواه البَزَّار , فذكره وزاد : ولا يفعل ذلك في المكتوبة.
1719- وَعَنْ قزعة ، قَالَ : كُنْتُ فِي مَسِيرٍ مَعَ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - فَتَقَدَّمَ الْعِيرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَجَعَلَ يَقْرَأُ ، وَيرْكَعُ ، وَيَسْجُدُ أَيْنَمَا كَانَ وَجْهُهُ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ، قُلْتُ : لَهُ : رأيتك تفعل شيئًا لم تكن تفعله ! قال : وما ذاك ؟ قال رَأَيْتُكَ تَقَدَّمَتِ الْعِيرُ عَلَى رَاحِلَتِكَ ، وَجَعَلْتَ تَقْرَأُ ، وَتسْجُدُ أَيْنَمَا كَانَ وَجْهُكَ ، قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَفْعَلُهُ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.@

(2/381)


17- باب في قيام رمضان وما روي في عدد ركعاته وفيمن استعجم عليه القرآن
1720- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : اسْتَقْبَلَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مِنَ الْقِيَامِ - قِيَام رَمَضَان - فَقَالَ عُمَر : مَا بَقِيَ مِنَ اللَّيْلِ أَفْضَلُ مِمَّا مَضَى مِنْهُ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.
1721- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : جَاءَ أُبَيّ بْنِ كَعْبٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، عَمِلْتُ اللَّيْلَةَ عَمَلاً ، قَالَ : مَا هُوَ ؟ قَالَ : نِسْوَةٌ مَعِي فِي الدَّارِ قُلْنَ : إِنَّكَ تَقْرَأُ وَلاَ نَقْرَأُ ، فَصَلِّ بِنَا ، فَصَلَّيْتُ بِهِنَّ ثَمَان رَكعَات وَالْوِتْرَ ، قَالَ : فَسَكَتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَرَأَيْنَا أَنَّ سُكُوتَهُ رِضًا بِمَا كَانَ .
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ وعنه ابن حبان في صحيحه ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة واللفظ له ، وعنه عَبد الله بن أحمد بن حنبل من زياداته على المسند.
1721/2- ورواه الحارث بن أبي أسامة ولفظه : جَاءَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَ مِنِّي الْبَارِحَةَ شَيْءٌ ، قَالَ : وَمَا هُوَ يَا أُبَيُّ ؟ قَالَ : نِسْوَةٌ مَعِي فِي الدَّارِ قُلْنَ لِي نُصَلِّي اللَّيْلَةَ بِصَلاَتِكَ ، قَالَ : فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ شِبْهَ الرِّضَا ، قَالَ : وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ.
ومدار إسناد حديث جابر هذا على يعقوب بن عَبد الله الأشعري ، وهو ضعيف . وتقدم هذا في آخر كتاب الإمامة.
1722- وعن أبي أمامة الباهلي ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : أحْدَثْتُم قيامَ رمضانَ ولمْ يُكتَبْ عليْكمْ ، إنَّما كُتِبَ عليْكُمُ الصِّيامُ ، فدُومُوا على القِيامِ إذْ فعلتُمُوهُ ، فإنَّ ناساً مِنْ بَنِي إسْرائِيلَ ابْتدَعُوا بِدْعة ولَمْ يَكْتُبْهَا اللَّهُ عليهم ابتغَوْا بِهَا رضْوانَ اللَّهِ فَلَم يرَعَوْهَا حَقَّ رعايتِهَا فَعَابَهُم الله بِترْكِهَا ، قال : {وَرَهْبَانِيَّةً ابتدعوها ...} إلى آخر الآية .
رواه أحمد بن منيع ، ورجاله ثقات.@

(2/382)


1723- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - رضى الله عنهما - قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ وَأَوْتَرَ ، فَلَمَّا كَانَتِ الليلة الْقَابِلَةُ اجْتَمَعْنَا فِي الْمَسْجِدِ وَرَجَوْنَا أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْنَا ، فَلَمْ نَزَلْ فِيهِ حَتَّى أَصْبَحْنَا ، ثُمَّ دَخَلْنَا ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، اجْتَمَعْنَا فِي الْمَسْجِدِ وَرَجَوْنَا أَنْ تُصَلِّيَ ، فَقَالَ : إِنِّي خَشِيتُ - أَوْ كَرِهْتُ - أَنْ تُكْتَبَ عَلَيْكُمْ .
رواه أبو يَعْلَى وعنه ابن حبان في صحيحه.
1724- وعن حذيفة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قمت مع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رمضان وهو يصلي ، فقمت عن يمينه.
رواه أبو يعلى.
1725- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَالْوِتْرَ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.
1725/2- وعبد بن حميد ولفظه : كَانَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَيُوِتِر , بِثَلاث.
1725/3- والبيهقي ولفظه : كَانَ يُصَلِّي فِي شَهْر رَمَضَانَ في غَيرِ جَمَاعَةٍ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَالوتْر.
ومدار أسانيدهم على إبراهيم بن عثمان أبي شَيْبَة ، وهو ضعيف ، ومع ضعفه مخالف لما رواه مسلم في صحيحه من حديث عَائِشَة قَاَلت : كَاَنت صَلاة رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِاللَّيْلِ فِي رَمَضَانَ وَغَيْرِهِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْهَا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ. @

(2/383)


1726- وعن أبي بن كعب : أن عُمَر بن الخطاب أمر أبي بن كعب أن يصلي بالليل في رمضان ، فقال : إن الناس يصومون النهار ولا يحسنون أن يقرءوا ، فلو قرأت القرآن عليهم بالليل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هذا شيء لم يكن ، فقال : قد علمت ولكنه أحسن ، فصلى بهم عشرين ركعة.
رواه أحمد بن منيع واللفظ له ، والنسائي في الكبرى.
1726/2- والبيهقي في سننه ولفظه : أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَتَمِيم الدَّارِيَّ أَنْ يَقُومَا لِلنَّاسِ بِإِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً فَكَانَ الْقَارِئُ يَقْرَأُ بِالْمِئِينَ ، حَتَّى كُنَّا نَعْتَمِدُ عَلَى الْعِصِيِّ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ ، وَمَا كُنَّا نَنْصَرِفُ إِلاَّ فِي فُرُوعِ الْفَجْرِ.
قال البيهقي : ويمكن الجمع بين الروايتين بأنهم كانوا يقومون بإحدى عشرة ثم كانوا يقومون بعشرين ، ويوترون بثلاث.
1727- وَعَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَاسْتَعْجَمَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ فَلْيَنَمْ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند فيه انقطاع ، لكن أصله في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة ، وفي البخاري وغيره من حديث أنس ، وفي مسلم وغيره من حديث أبي هريرة.@

(2/384)


18- باب هل الوتر واجب أو مستحب وذكر البيان أن لا فرض في اليوم والليلة من الصلوات أكثر من خمس وأن الوتر تطوع وما جاء فيمن أنكر على من فرق بين الوتر والسنة
1728- وعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : لَمَّا جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالْوِتْرِ ، قَالَ : إِنَّ الله قَدْ زَادَكُمْ صَلاَةً وَهِيَ الْوِتْرُ فَحَافِظُوا عَلَيْهَا.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ.
1728/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَزَادَ : فَكَانَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ يرى أَنْ يُعَادَ الْوِتْرُ وَلَوْ بَعْدَ شَهْرٍ.
قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : وَهَذا الْحَدِيثُ قَدْ رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَعَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
قُلْتُ : وَابْنِهِ عَبْدِ الله ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَجَابِرٍ ، وَخَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ ، وَبُرَيْدَةَ بْنِ الْحَصِيبِ.
1729- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ثَلاَثٌ هُنَّ عَلِيَّ فَرِيضَةٌ وَهِي لَكُمْ تَطَوُّعٌ : الْوِتْرُ ، وَالنحر ، وَرَكْعَتَي الضُّحَى.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ أَبِي جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ.@

(2/385)


1729/2- وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَفِي سَنَدِهِ جَابِرٌ الْجُعَفِيُّ وَلَفْظُهُ : كُتِبَ عَلِيَّ الأَضْحَى وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكُمْ ، وَأُمِرْتُ بِصَلاَةِ الضُّحَى وَلَمْ تُؤْمَرُوا بِهَا .
1730- وَعَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : أُمِرْتُ بِالْوِتْرِ ، وَالأَضْحَى وَلَمْ يَعْزِمْ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ... وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله ، وَفِي مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
1731- وَعَنْ مُسْلِمٍ الْمُقْرِىء مَوْلًى لِعَبْدِ الْقَيْسِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلاً سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - عَنِ الْوِتْرِ أَسُنَّةٌ هُوَ ؟ قَالَ : مَا سُنَّةٌ ، قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَالْمُسْلِمُونَ ، قَالَ : أَسُنَّةٌ هُوَ ؟ قَالَ : مَهٍ أَتَعْقِلُ ؟! قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَالْمُسْلِمُونَ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى بِلَفْظٍ وَاحِدٍ.
1732- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَيْسَ الْوِتْرُ بِحَتْمٍ كَالصَّلاَةِ ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ فَلاَ تَدَعُوهُ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَأْصَحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ دُونَ قَوْلِهِ : فَلاَ تَدَعُوهُ . وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ.@

(2/386)


19- باب وقت الوتر
1733- عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، حِينَ ثُوِّبَ الْمَثُوبُ ، فَقَالَ : إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُمِرَ بِالْوِتْرِ ، وَوُقِّتَ لَهُ هَذِهِ السَّاعَةُ ، أَذِّنْ يَا ابْنَ النَّبَّاحِ ، أَوْ أَقِمْ يَا ابْنَ النَّبَّاحِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَفِي سَنَدِهِ مَنْ لَمْ يُسَمَّ.
1734- وَعَنْ خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ الْعَدَوِيِّ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِصَلاَةِ الْغَدَاةِ ، ثُمَّ قَالَ : لَقَدْ أَمَدَّكُمُ الله اللَّيْلَةَ بِصَلاَةٍ هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ قُلْنَا : وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ الله ؟! قَالَ : الْوِتْرُ فِيمَا بَيْنَ صَلاَةِ الْعِشَاءِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ دُونَ قَوْلِهِ : لِصَلاَةِ الْغَدَاةِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : لاَ يُعْرَفُ لإِسْنَادِهِ سَمَاعَ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ.
1735- وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، زَادَكُمْ صَلاَةً فَصَلُّوهَا فِيمَا بَيْنَ صَلاَةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلاَةِ الصُّبْحِ الْوِتْرِ ، أَلاَ وَإِنَّهُ أَبُو بَصْرَةَ الْغِفَارِيُّ ، قَالَ أَبُو تَمِيمٍ : فَكُنْتُ قَاعِدًا فَأَخَذَ أَبُو ذَرٍّ بَيَدِي ، فَانْطَلَقَ إِلَى أَبِي بَصْرَةَ ، فَوَجَدْنَاهُ عِنْدَ الْبَابِ الَّذِي عِنْدَ دَارِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : يَا أَبَا بَصْرَةَ أَنْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، زَادَكُمْ صَلاَةً فَصَلُّوهَا فِيمَا بَيْنَ صَلاَةِ الْعِشَاءِ إِلَى الصُّبْحِ الْوِتْرَ الْوِتْرَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : أَنْتَ سَمِعْتَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ ، ورَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَيْضًا بِسَنَدٍ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.@

(2/387)


20- باب الوتر في أول الليل وأوسطه وآخره
1736- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَوْصَانِي خَلِيلِي بِأَرْبَعٍ : بِصَلاَةِ الضُّحَى ، وَأَنْ لاَ أَنَامَ إِلاَّ عَلَى وِتْرٍ ، وَصَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.
1736/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَلَفْظُهُ : أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ : الْوِتْرِ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ ، وَصِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَالْحَارِثُّ ، دُونَ قَوْلِهِ : وَالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ غُسْلِ الْجُمُعَةِ.@

(2/388)


1737- وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُوتِرُ أَوَّلَ اللَّيْلِ ، وَأَوْسَطَهُ ، وَآخِرَهُ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَارِثُ.
1737/2- وَأَبُو يَعْلَى ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ : لِيَكُونَ سَعَةً لِلْمُسْلِمِينَ إِذَا أَخَذُوا بِهِ كَانَ لَهُمْ سَعَةٌ.
وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ، وَفِي الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَفِي ابْنِ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
1738- وَعَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها ، أَكَانَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُوتِرُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ أَوْ مِنْ آخِرِهِ ؟ قَالَتْ : كُلَّ ذَلِكَ كَانَ يَفْعَلُ ، كَانَ يُوتِرُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ ، وَيُوتِرُ آخِرَهُ قُلْتُ : الله أَكْبَرُ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الأَمْرِ سَعَةً قُلْتُ : أَكَانَ نَبِيُّ الله يَغْتَسِلُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ أَوْ مِنْ آخِرِهِ ؟ قَالَتْ : كُلَّ ذَلِكَ كَانَ يَفْعَلُ ، كَانَ يَغْتَسِلُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَيَغْتَسِلُ مِنْ آخِرِهِ قُلْتُ : الله أَكْبَرُ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الأَمْرِ سَعَةً قُلْتُ : أَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَجْهَرُ بِقِرَاءَتِهِ أَمْ يُخَافِتُ ؟ قَالَتْ : كُلَّ ذَلِكَ كَانَ يَفْعَلُ قُلْتُ : الله أَكْبَرُ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الأَمْرِ سَعَةً.
1738/2- قال : وَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّا نَخْرُجُ فِي الأَبْنِيَة كُلِّ عَامٍ ، وَلِي بِنَاءٌ فِيهِ صِغَرٌ ، فَإِنْ صَلَّيْتُ فِيهِ كَانَتِ الْمَرْأَةُ بِحِذَائِي ، وَإِنْ خَرَجْتُ قُرِرْتُ ، قَالَ : اقْطَعْ بَيْنَكُمَا بِثَوْبٍ ، ثُمَّ صَلِّ كَيْفَ شِئْتَ . قَالَ : وَكَتَبَ إِليهِ عَامله بِالشَّامِ : إِنَّ لَنَا جِيرَانًا مِنَ السَّامِرَةِ ، فَهُم يَقْرَءُونَ بَعْضَ التَّوْرَاةِ - أَو قَالَ : بَعْضَ الإِِنْجِيلِ - وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِالْبَعْثِ ، فَمَا يَرَى أَمِير المُؤْمِنِين فِي ذَبَائِحَهِمْ ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنْ كَانُوا يَسْبِتُونَ وَيَقْرَؤونَ بَعْضَ التَّوْرَاةِ أَوْ بَعْضَ الإِِنْجِيلِ ، فَذَبَائِحُهُمْ كَذَبَائِحِ أَهْلِ الْكِتَابِ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات ، ورواه أصحاب الكتب الستة باختصار.@

(2/389)


1739- وَعَن عُمَر بْن الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : الأَكْيَاسَ الَّذِينَ يُوتِرُونَ أَوَّلَ اللَّيْلِ ، وَالأَقْوِيَاءَ الَّذِينَ يُوتِرُونَ آخِرَ اللَّيْلِ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات إلاَّ أنه منقطع.
1740- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَوْتَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَوَّلَ اللَّيْلِ وَأَوْسَطَ اللَّيْلِ وَآخِرَ اللَّيْلِ ، فَثَبُتَ الْوِتْرُ وَاسْتَقَرَّ عَلَى إِدْبَارِ النُّجُومِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ وَاللَّفْظُ لَهُ .
1740/2- رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ دُونَ قَوْلِهِ : فَثَبُتَ الْوِتْرُ ... إِلَى آخِرِهِ.
21- باب الوتر بركعة أو بثلاث ركعات وما يقرأ فيه
1741- عَنْ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّهَا رَأَتْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - تُصَلِّي خَلْفَ الْمَقَامِ فَأَوْتَرَتْ بِرَكْعَةٍ قَرَأَتْ فِيهَا بِسُورَةِ إِبْرَاهِيمَ.
رواه مُسَدَّد بسند ضعيف ؛ لجهالة بعض رواته.
1742- وَعَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ السَّهْمِي قال رَأَيْتُ عُثْمَانَ عِنْدَ الْمَقَامِ ذَاتَ لَيْلَةٍ قَدْ تَقَدَّمَ فَقَرَأَ الْقُرْآنِ فِي رَكْعَةٍ ثُمَّ انْصَرَفَ.@

(2/390)


1742/2- والبيهقي في الكبرى ولفظه : عن عَبد الرحمن بن عثمان قال : قمت خلف المقام وأنا أريد ألا يغلبني عليه أحد تلك الليلة ، فإذا رجل يغمزني فلم ألتفت ، ثم غمزني فالتفت ، فإذا عثمان بن عفان فتنحيت ، فقرأ القرآن في ركعة.
قال البيهقي : وقد روينا عن جماعة من الصحابة- رضي الله عنهم - التطوع أو الوتر بركعة واحدة مفصولة عما قبلها منهم : وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وسعد ابن أبي وقاص ، وتميم الداري , وأبو موسى الأشعري ، وعبد اللّه بن عُمَر بن الخطاب ، وعبد اللّه بن عباس ، وأبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري ، ومعاذ بن الحارث أبو حليمة القاري - وقد قيل : له صحبة - ومعاوية بن أبي سفيان.
1743- وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُوتِرُ بِثَلاَثٍ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى بِـ : {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِـ {قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَفِي الثَّالثة بِـ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مُخْتَصَرًا ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَقَالَ : قَدْ ذَهَبَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَغَيْرُهُمْ إِلَى هَذَا وَرَأَوْا أَنْ يُوتِرَ الرَّجُلُ بِثَلاَثٍ قَالَ سُفْيَانُ : إِنْ شِئْتَ أَوْتِرْ بِثَلاَثٍ ، وَإِنْ شِئْتَ أَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ
1744- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنُ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} وَفِي الثَّانِيَةِ : {قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَفِي الثالثة : {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}.@

(2/391)


رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ , رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ ، وَابْنُ حِبَّانَ ، فِي صَحِيحِهِ ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبِ وَغَيْرِهِ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَقَدْ وَرَدَ الْخَبَرِ بِالنَّهْيِ عَنِ الْوِتْرِ بِثَلاَثِ رَكَعَاتٍ متشبهة بصلاة المغرب مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تُوتروا بِثَلاَثٍ تُشَبِّهُوهُ بِصَلاَةِ الْمَغْرِبِ ، وَلَكِنْ أَوْتِرُوا بِخَمْسٍ ، أَوْ بِسَبْعٍ ، أَوْ بِإِحْدَى عَشْرَةَ ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ.
وَالْحَدِيثُ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ الْبَيْهَقِيُّ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
22- باب الوتر بخمس ركعات أو بسبع أو بثلاث عشرة ركعة
1745- عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُوتِرُ بِخَمْسٍ ، وَقَالَ : نَحْنُ أَهْلَ بَيْتٍ نُوتِرُ بِخَمْسٍ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1745/2- وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَلَفْظُهُ : عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مِقْسَمٍ ، قَالَ : سَأَلْتُهُ فَقُلْتُ : أُوتِرُ بِثَلاَثٍ ، ثُمَّ أَخْرُجُ إِلَى الصَّلاَةَ مَخَافَةَ أَنْ تَفُوتَنِي ؟ قَالَ : لاَ يَصْلُحُ إِلاَّ بِخَمْسٍ أَوْ بِسَبْعٍ ، فَسَأَلْتُهُ عَمَّنْ ؟ قَالَ : عَنِ الثِّقَةِ مَيْمُونَةَ ، وَعَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.@

(2/392)


1745/3- ورَوَاهُ الْحَارِثُ وَلَفْظُهُ : قَالَ الْحَكَمُ قُلْتُ : لِمِقْسَمٍ : أُوتِرُ بِثَلاَثٍ ، ثُمَّ يُؤَذَّنُ ، ثُمَّ أَخْرَجُ إِلَى الصَّلاَةِ ؟ فَقَالَ لاَ يَصْلُحُ إِلاَّ بِخَمْسٍ أَوْ بِسَبْعٍ ، قَالَ الْحَكَمُ : فَأَخْبَرْتُ مُجَاهِدًا وَيَحْيَى بْنَ الْجَزَّارِ ، فَقَالاَ لِي : سَلْهُ عَمَّنْ هَذَا ؟ فَقَالَ عَنِ الثِّقَةِ ، عَنْ عَائِشَةَ وَمَيْمُونَةَ ، عن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ - رضي الله عنها.
1746- وَعَنْ أَبِي تَمِيمَةَ ، قَالَ : كَانَ أَبُو مُوسَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، إِذَا صَلَّى بِنَا الْغَدَاةَ يُقْرِئُنَا فَأَتَى عَلِيٌّ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي عَنِ الْوِتْرِ ، فَقَالَ : ثَلاَثٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَاحِدَةٍ ، وَخَمْسٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ثَلاَثٍ ، وَسَبْعٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ خَمْسٍ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.
1747- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَن ّرَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُوتِرُ بِتِسْعٍ حَتَّى إِذَا بَدُنَ وَكَثُرَ لَحْمُهُ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ يَقْرَأُ فِيهِمَا : {إِذَا زُلْزِلَتِ} وَ {قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
1748- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالسُّقْيَا قَالَ مُعَاذٌ : مَنْ يَسْقِينَا فِي أُسْقِيَتِنَا ؟ قَالَ : فَخَرَجْتُ فِي فِتْيَانٍ مَعِي حَتَّى أَتَيْنَا الأُثَايَةَ فَأَسْقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا ، قَالَ : فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ عَتْمَةٍ مِنَ اللَّيْلِ إِذَا رَجُلٌ يُنَازِعُهُ بَعِيرُهُ الْمَاءَ قَالَ : فَإِذَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَخَذْتُ رَاحِلَتَهُ فَأَنَخْتُهَا قَالَ : فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ وَأَنَا عَلَى يَمِينِهِ ، ثُمَّ صَلَّى ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ.@

(2/393)


23- باب القنوت في الوتر وما جاء في الوتر على الدابة
1749- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَن ّالنَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقُولُ فِي وِتْرِهِ : اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ ، لاَ أُحْصِي نِعْمَتَكَ ، وَلاَ ثَنَاءَ عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ. وَرَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ دُونَ قَوْلِهِ : لاَ أُحْصِي نِعْمَتَكَ .
1750- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : بِتَّ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لأَنْظُرَ كَيْفَ يَقْنُتُ فِي وِتْرِهِ ، فَقَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ ، ثُمَّ بَعَثْتُ أُمِّي - أُمَّ عَبْدٍ - فَقُلْتُ : لَهَا : بِيتِي مَعَ نِسَائِهِ فَانْظُرِي كَيْفَ يَقْنُتُ فِي وِتْرِهِ ؟ فَأَتَتْنِي فَأَخْبَرَتْنِي أَنُّهُ قَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ - وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ الْقُنُوتِ وَتَرَكَهُ - وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْحَاكِمُ , وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى : أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.=

4. إتحاف الخيرة المهرة
بزوائد المسانيد العشرة أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

1751- وَعَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ ، قَالَ : قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ - رضي الله عنهما - : عَلَّمَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ : رَبِّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ فَإِنَّكَ تَقْضِي ، وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ ، وَإِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَخِيهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ ، وَالْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ.
1752- وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ ، أَن ّالنَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَوْتَرَ عَلَى حِمَارٍ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى خَيْبَرَ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُعْضَلاً وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ . وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.@

(2/395)


24- باب صلاة الضحى
فيه حديث أبي ذر وتقدم في كتاب العلم بطوله من حديث أبي أمامة , وتقدم في أول كتاب افتتاح الصلاة , وحديث أبي هريرة وتقدم في صلاة الوتر , وحديث أبي الدرداء وتقدم في صوم ثلاثة أيام , وحديث عائذ بن عمرو , وسيأتي في علامات النبوة في باب بركته في الماء.
1753- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي الضُّحَى.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1754- وَعَن رُمَيْثَةَ ، قَالَتْ : رَأَيْتُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - صَلَّتِ الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ ، قَالَتْ : قُلْتُ أرأيت هذه الصلاة أَشَيْء أَمَرَكِ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَو شَيء رَأَيتِيهِ يَصْنَعه ؟ قَالَتْ : مَا أَنَا بِمُحَدِّثَتُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح فِيهِنَّ شَيْئًا ، وَلَكِنْ لَوْ نُشِرَ لِي أَبِي مِنَ الْقَبْرِ عَلَى أَنْ أَدَعَهُنَّ لَمْ أَدَعْهُنَّ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا.
1754/2- وفي رواية له : أن عائشة كانت تصلي الضحى فتطيلها.
1754/3- وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَلَفْظُهُ : عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَيْتِي فَصَلَّى الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ.
1754/4- وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ وَلَفْظُهُ قَالَتْ : مَا سَبَّحَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ وَإِنِّي لأُسَبِّحُهَا.@

(2/396)


1755- وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يُحَافِظُ عَلَى صَلاَةِ الضُّحَى إِلاَّ أَوَّابٌ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ كِتَابِ الْمَوَاعِظِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَرْفُوعًا : يَا أَنَسُ صَلِّ صَلاَةَ الضُّحَى فَإِنَّمَا هِيَ صَلاَةُ الأَوَّابِينَ مِنْ قَبْلِكَ .
1756- وَعَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي الضُّحَى ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمَّا فَرَغَ ، قَالَ : اللهمَّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَابُ الْغَفُورُ ، حَتَّى قَالَهَا مِئَةَ مَرَّةٍ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ مَرَّةٍ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَالنَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ زَاذَانَ ، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِثْلَهُ.
1757- وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مَا مِنِ امْرِئٍ يَأْتِي فَضَاءً مِنَ الأَرْضِ فَيُصَلِّي بِهِ الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَقُولُ : اللهمَّ لَكَ الْحَمْدُ ، أَصْبَحْتُ عَبْدَكَ عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَلَمْ أَكُ شَيْئًا أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِي فَإِنَّهُ قَدْ أَرْهَقَتْنِي ذُنُوبِي وَأَحَاطَتْ بِي إِلاَّ أَنْ تَغْفِرَهَا لِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ إِلاَّ غَفَرَ الله لَهُ فِي ذَلِكَ الْمَقْعَدِ ذَنْبَهَ وَإِنْ كَانَ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ فِيهِ : أَبُو قُرَّةَ الأَسَدِيُّ قَالَ فِيهِ ابْنُ خُزَيْمَةَ : لاَ أَعْرِفُهُ بِعَدَالَةٍ ، وَلاَ جَرْحٍ وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
1758- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ أَنَّهُ ، قَالَ لأَبِي ذَرٍّ : يَا عَمُّ اقْبِسْنِي خَيْرًا ، قَالَ : نَعَمْ يَابْنَ أَخِي ، قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ لَمْ تُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ ، وَإِنْ صَلَّيْتَ أَرْبَعًا كُتِبْتَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا سِتًّا لَمْ يَتْبَعْكَ ذَنْبٌ ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا عَشْرًا ... وَإِنْ صَلَّيْتَهَا ثِنْتَيْ عَشْرَةَ بُنِى لَكَ بِهَا بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَتَقَدَّمَ بِطُولِهِ فِي الْعِلْمِ.@

(2/397)


1759- وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى حِرَّةِ بَنِي مُعَاوِيَةَ وَاتَّبَعْتُ أَثَرَهُ حَتَّى ظَهَرَ عَلَيْهَا فَصَلَّى الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ طَوَّلَ فِيهِنَّ ، فَقَالَ : يَا حُذَيْفَةُ طَوَّلْتُ عَلَيْكَ ؟ قُلْتُ : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : إِنِّي سَأَلْتُ الله - تَعَالَى - فِيهَا ثَلاَثًا فَأَعْطَانِيَ اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً : سَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُظْهِرَ عَلَى أُمَّتِي غَيْرَهَا فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكَهُمْ بِالسِّنِينَ فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يَجْعَلَ بَأْسَهَا بَيْنَهَا فَمَنَعْنِيهَا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.
لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ عَنْهُ.
1760- وَعَنِ الْحَسَنِ ، وَالْحُسَيْنِ - رضي الله عنهما - أَن ّرَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى وَقَالَ : مَنْ صَلاَّهَا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ قَالَ : وَأَظُنُّهُ قَالَ : وَغُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي سَاعَاتِ النَّهَارِ مِنْ ذَنْبٍ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.
1761- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ ، سَمِعْتُ أَنَسًا ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَقَالَ لَهُ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنِ بْنِ الْجَارُودِ : أَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي الضُّحَى ؟ فَقَالَ : مَا رَأَيْتُهُ غَيْرَ يَوْمٍ وَاحِدٍ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.@

(2/398)


1761/2- وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، بِلَفْظِ : إِنَّ أَنَسًا لَمْ يَرَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى الضُّحَى قَطُّ إِلاَّ أَنْ يَخْرُجَ فِي سَفَرٍ أَوْ يَقْدِمَ مِنْ سَفَرٍ .
1762- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : لَقَدْ أَتَى عَلَيْنَا زَمَانٌ مَا نَدْرِي مَا وَجْهُ هَذِهِ الآيَةِ : {يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِِشْرَاقِ} حَتَّى رَأَيْنَا النَّاسَ يُصَلُّونَ الضُّحَى.
رواه أحمد بن منيع.
1763- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَي ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : صَلاَةُ الأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، إلا أنه معلول ، والمحفوظ في هذا عن القاسم بن عوف ، عن زيد بن أرقم ، كذا رواه مسلم من حديث أيوب ومن حديث قتادة أيضًا عن القاسم به.
1764- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي صَلاَةَ الضُّحَى قَطُّ ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَتْرُكُ الْعَمَلَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ فَيَعْمَلُ بِهِ خَالِيًا وَإِنِّي لأُصَلِّيهَا ، سَعْدٌ يَقُولُ ذَلِكَ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ عَنِ الْوَاقِدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(2/399)


1765- وَعَنْ أُمِّ هَانِيءِ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنها - : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَامَ إِلَى غُسْلِهِ فَسَتَرَتْهُ فَاطِمَةُ - رضي الله عنها - ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ بِهِ ، ثُمَّ صَلَّي ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ سَبْحَةَ الضُّحَى.
رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ , وَأَبِي دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَةَ بِنَقْصِ أَلْفَاظٍ.
1766- وَعَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّامٍ الْغَطْفَانِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَالَ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، : ابْنَ آدَمَ صَلِّ لِي رَكْعَتَيْنِ أَوَّلَ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ إِلاَّ أَنَّهُما قَالا : صَلِّ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ .
1767- وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - : أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ قَاعِدَةً قَالَ : فَقِيلَ لَهَا : إِنَّ عَائِشَةَ تُصَلِّيهَا أَرْبَعًا فَقَالَتْ : إِنَّ عَائِشَةَ امْرَأَةً شَابَّةً ، وَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : صَلاَةُ الْقَاعِدِ عَلَى نِصْفِ أَجْرِ صَلاَةِ الْقَائِمِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ الصَّلاَةِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ وَبَعْدَهَا.@

(2/400)


1768- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ صَلَّى الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : مَا صَلَّيْتَ إِلاَّ رَكْعَتَيْنِ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ حِينَ بُشِّرَ بِالْفَتْحِ وَبِرَأْسِ أَبِي جَهْلٍ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ سَلَمَةَ بْنِ رَجَاءٍ.
1768/2- وَابْنُ مَاجَةَ وَلَفْظُهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى يَوْمَ بُشِّرَ بِرَأْسِ أَبِي جَهْلٍ رَكْعَتَيْنِ.
1769- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَرِيَّةً فَغَنِمُوا وَأَسْرَعُوا الرَّجْعَةَ ، فَتُحِدِّثَ بِقُرْبِ مَغْزَاهُمْ وَكَثْرَةِ غَنِيمَتِهِمْ وَسُرْعَةِ رَجْعَتِهِمْ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَقْرَبَ مِنْهُ مَغْزًى وَأَكْثَرَ غَنِيمَةً وَأَوْشَكَ رَجْعَةً فَقَالَ : مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لِسَبْحَةِ الضُّحَى فَهُوَ أَقْرَبُ مَغْزًى وَأَكْثَرُ غَنِيمَةً وَأَوْشَكُ رَجْعَةً.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَتَقَدَّمَ كُل ذَلِكَ فِي بَابِ فَضْلِ الْوُضُوءِ وَإِسْبَاغِهِ.@

(2/401)


1770- وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَتَعْجَزُ ، يا ابْنَ آدَمَ ، أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَ يَوْمِكَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.
1771- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ - أَوْ قَالَ : الْغَدَاةَ - فَقَعَدَ فِي مَقْعَدِهِ فَلَمْ يَلْغُ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا ، وَيَذْكُرُ الله حَتَّى يُصَلِّيَ الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ لاَ ذَنْبَ لَهُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
25- باب صلاة الاستخارة ودعائها وما جاء في تركها
فيه حديث ابن مسعود وتقدم في التشهد.
1772- وَعَنْ صُهَيْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا لاَ نَفْهَمُهُ ، وَلاَ يُخْبِرُنَا بِهِ ، فَقَالَ : أَفَطِنْتُمْ لِي ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : إِنِّي ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ أُعْطِيَ جُنُودًا مِنْ قَوْمِهِ فَقَالَ : مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلاَءِ - أَوْ مَنْ يَقُومُ بِهَؤُلاَءِ ؟ أَوْ غَيْرَهَا مِنَ الْكَلاَمِ - فَأُوحِيَ إِلَيْهِ أَنِ اخْتَرْ لِقَوْمِكَ ، إِحْدَى ثَلاَثٍ : إِمَّا أَنْ نُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ ، أَوِ الْجُوعَ ، أَوِ الْمَوْتَ فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالُوا : أَنْتَ نَبِيُّ الله نَكِلُ ذَلِكَ إِلَيْكَ فَخَرَّ لَنَا ، فَقَامَ إِلَى الصَّلاَةِ وَكَانُوا إِذَا فَزِعُوا فَزِعُوا إِلَى الصَّلاَةِ فَصَلَّى مَا شَاءَ الله ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِمْ فَلاَ ، أَوِ الْجُوعُ فَلاَ ، وَلَكِنِ الْمَوْتُ فَسَلَّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا ، فَهَمْسِي الَّذِي تَرَوْنَ أَنِّي أَقُولُ : اللهمَّ بِكَ أُقَاتِلُ ، وَبِكَ أُصَاوِلُ ، وَلاَ حَوْلَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.@

(2/402)


1773- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْرًا فَلْيَقُلْ : اللهمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ ، وَلاَ أَقْدِرُ ، وَتَعْلَمُ ، وَلاَ أَعْلَمُ ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ، اللهمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا - فِي الأَمْرِ الَّذِي يُرِيدُ - لِي خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعِيشَتِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ، وَإِلاَّ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ ، ثُمَّ قَدِّرْ لِيَ الْخَيْرَ أَيْنَمَا كَانَ ، وَلاَ حَوْلَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ ، وَابْنُ حِبَّانَ ، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.@

(2/403)


1774- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ اسْتِخَارَتُهُ لِرَبِّهِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبَزَّارُ وَأَبُو الشَّيْخِ بْنُ حِبَّانَ.
1774/2- وَالْحَاكِمُ وَزَادَ : وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَتِهِ الله .
وَقَالَ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ كَذَا قَالَ.
1774/3- وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَلَفْظُهُ : مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ كَثْرَة اسْتِخَارةُ الله - تَعَالَى - وَرِضَاؤُهُ بِمَا قَضَى الله – تَعَالَى - لَهُ ، وَمِنْ شَقَاوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَة الله – تَعَالَى - وَسَخَطُهُ بِمَا قَضَى الله - تَعَالَى .
وَقَالَ : غَرِيبٌ.
وَهَذَا الْمَتْنُ وَإِنْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فَإِنَّ فِي طَرِيقِهِ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي حُمَيْدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَطَرِيقُ أَبِي يَعْلَى أَوْلَى مِنْهَا.
26- باب سجود التلاوة والحث على السجدتين بعد كل صلاة
1775- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ رَجُلَيْنِ ، كِلاَهُمَا خَيْرٌ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ أَحَدَهُمَا ، سَجَدَ فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، أَوَ فِي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ، وَلَمْ يَسْجُدِ الآخَرُ ، فَكَانَ الَّذِي سَجُدُ أَفْضَلَ مِنَ الَّذِي لَمْ يَسْجُدْ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عُمَرَ ، فَهُوَ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح ، وأصله في الصحيح وغيره بغير هذا اللفظ.@

(2/404)


1776- وعنه قَالَ : قَرَأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، النَّجْمَ فَسَجَدَ ، ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ سُورَةً أُخْرَى.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند الصحيحين.
1776/2- وأحمد بن حنبل مرفوعًا ولفظه : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ النَّجْمَ ، فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ ، إِلاَّ رَجُلَيْنِ أَرَادَا الشَّرَفَ.
1776/3- والبزار ولفظه : عن أبي هريرة أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كُتبت عنده سورة النجم فلما بلغ السجدة سجد وسجدنا معه ، وسجدت الدواة والقلم.
1777- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : إِنَّمَا السَّجْدَةُ عَلَى مَنْ جَلَسَ لَهَا.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا.
1778- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَن ّالنَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَجَدَ فِي : إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ عَشْرَ مَرَّاتٍ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ ، وَالْبَزَّارُ ، وَفِي سَنَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى.@

(2/405)


1779- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أَكْتُبُ سُورَةَ ص فَأَتَيْتُ عَلَى السَّجْدَةِ ، فَسَجَدَ كُلُّ شَيْءٍ رَأَيْتُهُ : اللَّوْحُ ، وَالدَّوَاةُ ، وَالْقَلَمُ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَمَرَ بِالسُّجُودِ فِيهَا.
رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.
1780- وَعَنْهُ ، قَالَ : رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي تَحْتَ شَجَرَةٍ ، وَكَأَنَّ الشَّجَرَةَ تَقْرَأُ ص ، فَلَمَّا أَتَتْ عَلَى السَّجْدَةِ سَجَدَتْ ، فَقَالَتْ فِي سُجُودِهَا : اللهمَّ اغْفِرْ لِي بِهَا ذَنْبًا ، اللهمَّ حُطَّ عَنِّي بِهَا وِزْرًا ، وَأَحْدِثْ لِي بِهَا شُكْرًا ، وَتَقَبَّلَهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَ مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ سَجْدَتَهُ فَعَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : سَجَدْتَ أَنْتَ يَا أَبَا سَعُيدٍ ؟ قُلْتُ : لاَ قَالَ : فَإِنَّكَ أَحَقُّ بِالسُّجُودِ مِنَ الشَّجَرَةِ ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سورة ص ، ثُمَّ أَتَى عَلَى السَّجْدَةِ ، وَقَالَ فِي سُجُودِهِ مَا قَالَتِ الشَّجَرَةُ فِي سُجُودِهَا.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَالطَّبَرَانِيُّ.
1781- وعن عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : ليس في المفصل سجود.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.
وسيأتي عن عُمَر في سورة ص أنه صلى بها العشاء فسجد فيها ... .
1782- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَجَدَ فِي ص .
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(2/406)


1783- وَعَنِ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُ قَالَ : إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلاَ تُصَلِّيَ صَلاَةً إِلَّا سَجَدْتَ بَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ فَافْعَلْ.
رواه مُسَدَّد.
27- باب ليلة القدر وما يقال فيها
1784- عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَن ّرَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1784/2- وَعَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فذكره وَزَادَ : مِنْ رَمَضَانَ فِي وِتْرٍ ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهَا ثُمَّ نَسِيتُهَا وَهِيَ لَيْلَةُ مَطَرٍ وَرِيحٍ - أَوْ قَالَ : قَطْرٍ وَرِيحٍ .
1785- وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى الْمِنْبَرِ : إِنِّي خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَأُنْسِيتُهَا ، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فِي الْوِتْرِ.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
وَسَيَأْتِي فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَحَادِيثُ فِي آخِرِ كِتَابِ الصَّوْمِ.
1786- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ فَمَاذَا أَقُولُ فِيهِ ؟ قَالَ : قُولِي اللهمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.@

(2/407)


28- باب تكفير من ترك الصلاة من غير عذر
1787- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَن ْرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله.
قَالَ مَكْحُولٌ : مَنْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله فَقَدْ كَفَرَ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ وَفِي إِسْنَادِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.
1788- وَعَن إِيَاد بْنُ أَبِي حُمَيْد ، قَالَ : سَمِعْتُ مَكْحُولًا ، يَقُولُ : فِيمَنْ يَقُولُ : الصَّلاَةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَلاَ أُصَلِّيهَا ، وَالزَّكَاةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَلاَ أُزَكِّيهَا ، قَالَ : يُسْتَتَابُ ، فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ.
رواه إسحاق ، وإياد هذا مجهول.
1789- وَعَنْ أَيُّوبَ : فِيمَنْ يَقُولُ : الصَّلاَةُ مِنْ اللَّهِ وَلاَ أُصَلِّيهَا : يُضْرَبُ عُنُقُهُ من هَا هُنَا - وَأَشَارَ إِسْحَاقُ إِلَى قَفَاهُ - لَيْسَ بَيْنَ الأَئِمَّةِ فِيهِ خِلاَفٌ.
رواه إسحاق بن راهويه.
قال البيهقي في الكبرى : روينا عن عُمَر بن الخطاب أنه قال : لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة , وعن علي : من لم يصل فهو كافر , وعن عَبد الله بن مسعود : من لم يصل فلا دين له.
قلت : ولما تقدم شواهد منها :
حديث معاذ في مسند أحمد.@

(2/408)


وحديث جابر في الصحيح والسنن الأربعة.
وحديث بريدة في مسند أحمد والسنن الأربعة وابن حبان وا لحاكم.
وحديث أبي الدرداء في ابن ماجه والبيهقي.
وحديث عَبد الله بن شقيق عن الصحابة في الترمذي.
وحديث ابن عباس في مسند أحمد والبزار.
وحديث أنس في ابن ماجه والبيهقي.
وحديث أبي هريرة في البَزَّار.
وحديث ابن عُمَر في الطبراني.
وحديث أبي أمامة في ابن حبان.
وحديث عُمَر بن الخطاب في الأصبهاني.@

(2/409)


وحديث علي بن أبي طالب في ابن أبي شَيْبَة وتاريخ البخاري.
وحديث عَبد الله بن عَمْرو في مسند أحمد والطبراني في الكبير والأوسط.
وحديث سعد بن أبي وقاص في البَزَّار.
وحديث نوفل بن معاوية في الطيالسي وابن حبان.
وحديث أم أيمن في مسند أحمد وعبد بن حميد - وسيأتي في باب الوصية - والبيهقي.@

(2/410)


21- كتاب الجنائز
1- باب ما ينبغي لكل مسلم أن يستعمله من حسن الظن وقصر الأمل والإستعداد للموت ، والصبر على جميع ما يصيبه من الأمراض والأوجاع والأحزان لما في ذلك من الكفارات والدرجات
قال الله - عز وجل - : {قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى} . وقال : {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} . وقال فيمن لا يحمد فعلهم : {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} وقال : {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ} وقال : {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا}.
1790- عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَالَ لِي جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - : يَا مُحَمَّدُ ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ لاَقِيهِ.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَسَتَأْتِي جُمْلَةُ أَحَادِيثَ مِنْ هَذَا الْنوعِ فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ ، وَكِتَابِ الزُّهْدِ.@

(2/411)


1791- وَعَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيِّ ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ ، أَنَّهُ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِ دِمَشْقَ وَهَجَرَ الرَّوَاحَ فَلَقِيَ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ ، وَالصَّنَابِحِيُّ مَعَهُ ، فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدَانِ يَرْحَمْكُمَا الله ؟ قَالاَ : نُرِيدُ هَا هُنَا إلى أَخٍ لَنَا مَرِيض نَعُودُهُ قَالَ : فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا حَتَّى دَخَلاَ عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ فَقَالاَ لَهُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ قَالَ : أَصْبَحْتُ بِنِعْمَةِ الله وَفَضْلِهِ قَالَ : فَقَالَ لَهُ شَدَّادٌ : أَبْشِرْ بِكَفَّارَاتِ السَّيِّئَاتِ وَحَطِّ الْخَطَايَا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، يَقُولُ : إِنِّي إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنًا فَحَمِدَنِي عَلَى مَا ابْتَلَيْتُهُ ، فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الْخَطَايَا ، وَيَقُولُ الله : إِنِّي أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي هَذَا وَابْتَلَيْتُهُ فَأَجْرُوا لَهُ مَا كُنْتُمْ تُجْرُونَ قَبْلَ ذَلِكَ وَهُوَ صَحِيحٌ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الطِّبِّ.
1792- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : حُسْنُ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ .
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
2- باب عيادة المريض وفضلها
فيه حديث علي بن أبي طالب وسيأتي في باب المشي أمام الجنازة.
1793- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عُودُوا الْمَرِيضَ وَاتَّبِعُوا الْجَنَائِزَ تُذَكِّرْكُمُ الآخِرَةَ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى.
وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِ.@

(2/412)


1794- وَعَنْهُ قَالَ : كَانَ الرَّجُلَ إِذَا ثَقُلَ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَحَضَرَ دَعَوْنَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى يَكُونَ عِنْدَهُ ، فَرُبَّمَا طَالَ ذَلِكَ ، فَقُلْنَا : هَذَا يَشُقُّ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَرَأَيْنَا أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى يَمُوتَ ، ثُمَّ نَدْعُوَ إِلَيْهِ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ ، ثُمَّ رَأَيْنَا أَنَّهُ أَرْفَقُ بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ نَحْمِلَ جَنَائِزَنَا إِلَيْهِ فَفَعَلْنَا ، فَكَانَ الأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
1795- وَعَن سَلْمِ بْنِ عَطِيَّةَ الْفُقَيْمِيِّ ، قَالَ : عَادَ سَلْمَانُ مَرِيضًا ، فَرَآهُ قَدِ اشْتَدَّ فِي نَزْعِهِ فَقَالَ : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ، ارْفُقْ بِهِ ، فَإِنَّهُ مُؤْمِنٌ . فَقَالَ الرَّجُلُ : إِنَّهُ يَقُولُ : أَنَا بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَفِيقٌ.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند رجاله ثقات.@

(2/413)


1796- وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَهُوَ مَرِيضٌ ، فَرَأَيْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ تَذُبُّ عَنْهُ ، وَهِيَ مَوْشُومَةُ الْيَدَيْنِ.
رواه أحمد بن منيع ، ورجاله ثقات.
1797- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ يَسَارٍ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ عَادَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : أَتَعُودُ الْحَسَنَ وَفِي نَفْسِكَ مَا فِيهَا ؟! قَالَ : فَقَالَ لَهُ عَمْروٌ : لَسْتَ بِرَبِّي تَصْرِفُ قَلْبِي حَيْثُ شِئْتَ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : أَمَّا ذَاكَ الْحَدِيثُ فَلاَ يَمْنَعُنَا أَنْ نُؤَدِّيَ إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا مِنْ مُسْلِمٍ عَادَ أَخَاهُ إِلاَّ ابْتَعَثَ الله إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ مِنْ أَيِّ سَاعَاتِ النَّهَارِ كَانَ حَتَّى يُمْسِي وَمِنْ أَيِّ سَاعَاتِ اللَّيْلِ كَانَ حَتَّى يُصْبِحَ ، فقَالَ لَهُ عَمْرٌو : كَيْفَ تَقُولُ فِي الْمَشْيِ مَعَ الْجِنَازَةِ : بَيْنَ يَدَيْهَا أَوْ خَلْفَهَا ؟ فَقَالَ لَه عَلِيٌّ : إِنَّ فَضْلَ الْمَشْيِ خَلْفَهَا عَلَى بَيْنِ يَدَيْهَا ، كَفَضْلِ صَلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ فِي الجَمَاعَةٍ عَلَى الْوَحْدَةِ , فَقَالَ عَمْرٌو : فَإِنِّي رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشِيَانِ أَمَامَ الْجِنَازَةِ . فَقَالَ إنَّما: إِنَُّمَا كَرِهَا أَنْ يُحْرِجَا النَّاسَ.
رواه أحمد بن منيع والحارث وابن حبان في صحيحه ، ورواه أبو داود في سننه مختصرًا ، وسيأتي في المشي أمام الجنازة بتمامه.
1798- وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ ، فَقَالَ : أَمَا وَالله قَدْ صَحِبَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ ، فَكَانَ يَعُودُ مَرْضَانَا ، ويُشَيِّعُ جَنَائِزَنَا ، وَيَغْدُو معنا ، وَيُوَاسِينَا بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ ، وَإِنَّ نَاسًا يُعْلِمُونِي بِهِ عَسَى أَنْ لاَ يَكُونَ أَحَدُهُمْ رَآهُ قَطُّ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ أَعْيَنُ ابْنُ امْرَأَةِ الْفَرَزْدَقِ : يَا نَعْثَلُ ، إِنَّكَ قَدْ بَدَّلْتَ فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا : أَعْيَنُ قَالَ : بَلْ أَنْتَ أَيُّهَا الْعَبْدُ قَالَ : فَوَثَبَ النَّاسُ إِلَى أَعْيَنَ قَالَ : وَجَعَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ يَدعهُمْ عَنْهُ حَتَّى أَدْخَلَهُ الدَّارَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.@

(2/414)


1799- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَرْسَلَ إِلَيَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِيَّ فِيهِ ، فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ نَائِمًا ، فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَالْتَزَمَنِي.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.
1800- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ وَافَقَ صِيَامُهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَعَادَ مَرِيضًا ، وَشَهِدَ جِنَازَةً ، وَتَصَدَّقَ وَأَعْتَقَ ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
1800/2- وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَلَفْظُهُ : خَمْسٌ مَنْ عَمِلَهُنَّ فِي يَوْمٍ كَتَبَهُ الله مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ : مَنْ عَادَ مَرِيضًا ، وَشَهِدَ جِنَازَةً ، وَصَامَ يَوْمًا ، وَرَاحَ إِلَى الْجُمُعَةِ ، وَأَعْتَقَ رَقَبَةً .
1801- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ ؟ قَالَ : بِخَيْرٍ مِنْ قَوْمٍ لَمْ يَعُودُوا مَرِيضًا ، وَلَمْ يَشْهَدُوا جِنَازَةً.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.@

(2/415)


1802- وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَمْسٌ مَنْ فَعَلَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ كَانَ ضَامِنًا عَلَى الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، : مَنْ عَادَ مَرِيضًا ، أَوْ خَرَجَ مَعَ جِنَازَةٍ ، أَوْ خَرَجَ غَازِيًا ، أَوْ دَخَلَ عَلَى إِمَامٍ يُرِيدُ تَعْزِيرَهُ وَتَوْقِيرَهُ ، أَوْ قَعَدَ فِي بَيْتِهِ فَسَلِمَ النَّاسُ مِنْهُ وَسَلِمَ مِنَ النَّاسِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ.
3- باب في مرض سلمان رضي الله عنه
1803- عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : لَمَّا مَرِضَ سَلْمَانُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَتَاهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يَعُودُهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْكُوفَةِ قَالَ : فَجَعَلَ سَلْمَانُ يَبْكِي ، فَقَالَ سَعْدٌ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ الله ، أَجَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ ؟ اذْكُرْ صُحْبَةَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَاذْكُرِ الْمَشَاهِدَ الصَّالِحَةَ ، وَاذْكُرِ الْقِدَمَ فِي الإِسْلاَمِ ، وَاذْكُرْ ، وَاذْكُرْ , فَقَالَ سَلْمَانُ : أَمَا وَالله مَا أَبْكِي وَاحِدَةً مِنْ ثِنْتَيْنِ : مَا أَبْكِي عَلَى شَيْءٍ تَرَكْتُهُ مِنَ الدُّنْيَا ، وَلاَ كَرَاهَةً مِنْ لِقَاءِ رَبِّي فَقَالَ سَعْدٌ : فَمَا يُبْكِيكَ إِذ لَمْ تُبْكِيكَ وَاحِدَةٌ مِنْ ثِنْتَيْنِ : إِذْ لَمْ تَبْكِ جَزَعًا عَلَى شَيْءٍ تَرَكْتَهُ مِنَ الدُّنْيَا ، وَلاَ كَرَاهِيَةً مِنْ لِقَاءِ رَبِّكَ ؟! قَالَ : يُبْكِينِي ذِكْرُ عَهِدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَخَافُ أَنْ نَكُون ضَيَّعَنَا قَالَ : وَمَا قَالَ ؟ قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَهِدَ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : أَلاَ لِيَكُنْ بَلاَغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ وَأَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الرَّجُلُ فَاتَّقِ الله عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ ، وَعِنْدَ يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ ، وَعِنْدَ لِسَانِكَ إِذَا حَكَمْتَ ، ارْتَفِعْ عَنِّي فَارْتَفَعَ عَنْهُ وَمَاتَ سَلْمَانُ.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ ، وَرَوَى ابْنُ مَاجَةَ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
وَفِي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ : أَنَّ مَالَ سَلْمَانَ جُمِعَ فَبَلَغَ خَمْسَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا.
وَفِي الطَّبَرَانِيِّ : أَنَّ مَتَاعَ سَلْمَانَ بِيعَ فَبَلَغَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا.
وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي الزُّهْدِ فِي بَابِ مَا يَكْفِي مِنَ الدُّنْيَا.@

(2/416)


4- باب في مرض عائشة رضي الله عنها
1804- عَن ذَكْوَان ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ، جَاءَ ليَسْتَأْذِن عَلَى عَائِشَةَ ، وَهِيَ فِي الْمَوْتِ ، قَالَ : فَجِئْتُ وَعِنْدَ رَأْسِهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، فَقُلْتُ : هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ جَاءَ لِيَسْتَأْذِن عَلَيْكِ ؟ قَالَتْ : دَعْنِي مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَلاَ حَاجَةَ لِي بِهِ وَلاَ بِتَزْكِيَتِهِ ، قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : يَا أُمَّتَاهُ ، إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ مِنْ صَالِحِي بَنِيكِ يُرِيدُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْكِ ، قَالَتْ : فَأْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ ، قَالَ : فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَعَدَ ، فَقَالَ : أَبْشِرِي فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تُفَارِقِي كُلَّ نَصَبٍ وَتَلْقَيْ مُحَمَّدًا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَالأَحِبَّةَ إِلاَّ أَنْ تُفَارِقَ رُوحُكِ جَسَدَكِ ، فَقَالَتْ : أَيْضًا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَلَمْ يَكُنْ يُحِبُّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ طَيِّبًا ، سَقَطَتْ قِلاَدَتُكِ ليلة الأَبْوَاءِ فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنْزِلِ يَلْتَقِطُهَا ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ لَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، أَنْ يَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا , فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ سَبَبِلِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ مِنَ الرَّحمة ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ ، فَأَصْبَحَ لَيْسَ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ اللهِ يُذْكَرُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، فِيهِ إِلاَّ تُتْلَى فِيهِ بَرَاءَتُكِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، قَالَتْ : دَعْنِي يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.@

(2/417)


5- باب إذا أراد الله قبض روح عبد بأرض جعل له فيها حاجة ، وما جاء في وصية الرجل بنية عند موته
1805- عَنْ أَبِي عِزَّةَ الهُذلِي - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ قَبْضَ رُوح عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ فِيهَا حَاجَةً ، فلم ينته حتى يأتيها ، ثُمَّ قَرَأ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم آخِرسُورَة لُقْمَان ، {إِنَّ اللَّهََ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ...} إلى آخر الآية.
رواه أبو يَعْلَى واللفظ له ، ومُسَدَّد ، ورواه الترمذي مختصرًا.
1806- وَعَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ : إِنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ أَوْصَى بَنِيهِ عِنْدَ مَوْتِهِ : أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ ، فَإِنَّ الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا أَكْبَرَهُمْ خَلَفُوا آبَاءَهُمْ ، وَإِذَا سَوَّدُوا أَصْغَرَهُمُ أزْرِيَ بِهِمْ فِي أَكْفَائِهِمْ ، وَعَلَيْكُمْ بِاصْطِنَاعِ الْمَالِ ، فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ ، فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ الرَّجُلِ ، وَلا تُنَوحُوا عَلَي ، فَإِنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَم يُنَح عَلَيه ، وَادْفِنُونِي حَيْثُ لاَ يَرَانِي بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ ، فَإِنِّي كُنْتُ أُغَادِرُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
رواه مُسَدَّد ورجاله ثقات.
1806/2- وَكَذَا أَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ سَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ ، فَسَلَّمْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، مَا الْمَالُ الَّذِي لاَ يَكُونُ عَلَيَّ فِيهِ تَبِعَةٌ مِنْ ضَيْفٍ ضَافَنِي أَوْ عِيَالٍ إِنْ كَثُرُوا ؟ فَقَالَ : نِعْمَ الْمَالُ الأَرْبَعُونَ مِنَ الإِبِلِ ، وَالأَكْثَرُ سِتُّونَ ، وَوَيْلٌ لأَصْحَابِ الْمِئَيْنِ إِلاَّ مَنْ أَعْطَى فِي رَسْلِهَا وَنَجْدَتِهَا ، فَأَفْقَرَ ظَهْرَهَا ، @

(2/418)


وَأَصدقَ فَحْلَهَا ، وَنَحَرَ سَمِينَهَا ، وَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الأَخَلاَقَ وَأَحْسَنَهَا إِنَّهُ لاَ يُحَلُّ بِالْوَادِي الَّذِي أَنَا فِيهِ مِنْ كَثْرَةِ إِبِلِي قَالَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ فِي الْمَنِيحَةِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي لأَمْنَحُ فِي كُلِّ عَامٍ مِئَةً , قَالَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْعَارِيَةِ ؟ قَالَ : تَغْدُو الإِِبِلَ ، وَيَغْدُو النَّاسَ ، فَمَنْ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرٍ ذَهَبَ بِهِ ، قَالَ : فكَيْفَ تَصْنَعُ بِأَفْقَارِهَا ؟ قَالَ : إِنِّي لأُفْقِرُ الْبِكْرَ الضَّرْعَ وَالنَّابَ الْمُدَبِّرَ قَالَ : فَمَالُكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ مَالُ مَوْلاَكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلْ مَالِي قَالَ : فَإِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْتَيْتَ , ولَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ , وأَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ , وَمَا بَقِيَ فَلِمَوْلاَكَ قُلْتُ : لِمَوْلاَيَ ؟! قَالَ : نَعَمْ قُلْتُ : أَمَا وَالله لَئِنْ بَقِيتُ لأَدَعَنَّ عِدَّتَهَا قَلِيلاً قَالَ الْحَسَنُ : فَفَعَلَ رَحِمَهُ الله ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْوَفَاةُ دَعَا بَنِيهِ ، فَقَالَ : يَا بَنِيَّ ، خُذُوا عَنِّي فَلاَ أحد أَنْصَحَ لَكُمْ مِنِّي : إِذَا أَنَا مِتُّ فَسَوِّدُوا كِبَارَكُمْ ، وَلاَ تُسَوِّدُوا صِغَارَكُمْ فَيَسْتَسْفِهَ النَّاسُ كِبَارَكُمْ وَتُهُونُوا عَلَيْهِمْ ، وَعَلَيْكُمْ بِاسْتِصْلاَحِ الْمَالِ فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةُ فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ الْمَرْءِ ، إِنَّ أَحَدًا لَنْ يَسْأَلَ إِلاَّ تَرَكَ كَسْبَهُ ، وَإِذَا أَنَا مِتُّ فَكَفِّنُونِي فِي ثِيَابِي الَّتِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيهَا وَأَصُومُ ، وَإِيَّاكِمُ وَالنِّيَاحَةُ عَلَيَّ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَنْهِي عَنْهَا ، وَادْفِنُونِي فِي مَكَانٍ لاَ يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ خماشات فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَخَافُ أَنْ يُدْخِلُوهَا عَلَيْكُمْ فِي الإِسْلاَمِ ، فَيَعِيبُوا عَلَيْكُمْ دِينَكُمْ , قَالَ الْحَسَنُ : رَحِمَهُ الله نُصْحًا فِي الْحَيَاةِ وَنُصْحًا فِي الْمَمَاتِ.
وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبِّرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَسَيَأْتِي لَفْظُهُ فِي كِتَابِ الْوَصَايَا ، وَرَوَى النَّسَائِيُّ مِنْهُ قِصَّةَ النَّوْحِ فَقَطْ.
1807- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : لَمَّا حَضَرَ قِتَالُ أُحُدٍ دَعَانِي أَبِي مِنَ اللَّيْلِ ، فَقَالَ : إِنِّي لاَ أُرَانِي إِلاَّ مَقْتُولاً فِي أَوَّلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَترُك أَحَدًا أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ بَعْدَ نَفْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنَّ عَلَيَّ دَيْنًا ، فَاقْضِ عَنِّي دَيْنِي وَاسْتَوْصِ بِأَخَوَاتِكَ خَيْرًا ، قَالَ : فَأَصْبَحْنَا فَكَانَ أَوَّلُ قَتِيلٍ ، قَالَ : فَدَفَنْتُهُ مَعَ آخَرَ فِي قَبْرٍ ، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَتْرُكَهُ مَعَ آخَرَ فِي قَبْرٍ , فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ ، فَإِذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ غَيْرَ هنيهة عند أُذُنِهِ.
رواه مُسَدَّد ، وروى أبو داود في سننه منه قصة القبر فقط.@

(2/419)


1808- وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ : لَمَّا احتضر مَسْرُوق بْن الأَجْدَع قَالَ : أَمُوتُ عَلَى أَمْرٍ لَمْ يبينه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ أَبُو بَكْرٍ وَلاَ عُمَرُ ، أَمَّا إِنِّي لا أَدَعْ صَفْرَاءَ وَلاَ بَيْضَاءَ إِلَّا مَا فِي سَيْفِي هَذَا ، فَبِيعُوهُ وَكَفِّنُونِي بِهِ.
رواه مُسَدَّد.
6- باب كراهة تمني الموت
1809- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَتَمَنَّوِا الْمَوْتَ فَإِنَّ هَوْلَ الْمَطْلَعِ شَدِيدٌ ، وَإِنَّ سَعَادَةَ الْعَبْدِ أَنْ يَطُولَ عُمْرُهُ وَيَرْزَقَهُ الله الإِنَابَةَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، والْبَيْهَقِيُّ.
1810- وَعَنْ أُمِّ الْفَضْلِ - رضي الله عنها - : أَن ّالنَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دَخَلَ عَلَيْهِمْ وَعَبَّاسٌ عَمُّ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَشْتَكِي ، فَتَمَنَّى عَبَّاسٌ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، الْمَوْتَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عَمَّ رَسُولِ الله ، لاَ تتَمَنَّ الْمَوْتَ فَإِنَّكَ إِنْ كُنْتَ مُحْسِنًا فَإِنْ تُؤَخَّرْ تَزْدَد إِحْسَانًا خَيْرٌ لَكَ ، وَإِنْ كُنْتَ مُسِيئًا فَإِنْ تُؤَخَّرْ حَتَّى تُسْتَعْتَبَ مِنْ إِسَاءَتِكَ خَيْرٌ لَكَ فَلاَ تتَمَنَّ الْمَوْتَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَالْحَارِثُ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وصححه.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.@

(2/420)


7- باب الطاعون وغيره
1811- وَعَنْ أَبِي مُوسَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فَنَاءَ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ : طَعْنُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَفِي كُلٍّ شَهَادَةٌ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ رَوَاهُ لَمْ يُسَمَّ ، وَأَبُو عُوَانَةَ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
الْوَخْزُ : - بِفَتْحِ الْوَاوِ ، وَسُكُونِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ بَعْدَهَا زَايٌ - هُوَ الطَّعْنُ.@

(2/421)


1812- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ فِي الطَّاعُونِ : إِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا ، وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا فَلاَ تَدْخُلُوهَا.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ : مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَقَدْ غَلِطَ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1812/2- وَمُسَدِّدٌ بِزِيَادَةٍ فِي أَوَّلِهِ وَلَفْظُهِ : أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : سَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ الطِّيَرَةِ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ : مَنْ حَدَّثَكَ ؟ فَكَرِهْتُ أَنْ أُحَدِّثَهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ عَدْوَى ، وَلاَ طِيَرَةَ ، وَلاَ هَامَةَ ، وَإِنْ كَانَتِ الطِّيَرَةُ فِي شَيْءٍ فَفِي الْمَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالْفَرَسِ ، وَإِذَا كَانَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ ... فذكره.
وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ رَوَاهَا أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ فَذَكَرَالْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ دُونَ قَوْلِهِ : وَإِذَا كَانَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ ... إِلَى آخِرِهِ.
1813- وَعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : الطَّعِينُ ، وَالْمَجْنُوبُ ، وَالنُّفَسَاءُ ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ . فَقَالَ لَهُ أَبِي : أعَائِشَةُ حَدَّثَتْكَ هَذَا عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : َهَكَذَا حَدَّثَتْنِي وَهَكَذَا حَفِظْتُ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.
1814- وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَادَ ابْنَ رَوَاحَةَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا تَعُدُّونَ شُهَدَاءَ أُمَّتِي ؟ قَالَ : مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ الله فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَإِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ : الْقَتْلُ شَهَادَةٌ ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جُمَعًا شَهَادَةٌ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(2/422)


1814/2- وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَادَ ابْنَ رَوَاحَةَ فَمَا تَحَوَّلَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ ، فَقَالَ : تَدْرُونَ مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي ؟ قَالَ : قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ ، قَالَ : إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لِقَلِيلٌ , القتل لِلْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ , وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا شَهَادَةٌ .
1815- وعن حفصة قالت : قال لي أنس بن مالك : بم مات يحيى بن سيرين ؟ قالت : قلت : بالبطن . قال : أما إنه للمسلم شهادة.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح ، وكذا هو في الصحيح غير مرفوع ، لكن فيه الطاعون بدل البطن.
1816- وَعَنِ الْقَاسِمِ بْن عََبْد الرَّحمَن ، عَنْ عََبْد الرَّحمَن بن عَمْرو ، قَالَ : أَنَّ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، كَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ بِالشَّامِ : إِذَا سَمِعْتُمْ بِالْوَبَاءِ قَدْ وَقَعَ فَاكْتُبُوا إِلَيَّ ، فَجِئْتُ وَهُوَ نَائِمٌ ، وَذَاكَ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ سَرْغٍ ، فَسَمِعْتُهُ لَمَّا قَامَ مِنْ نَوْمه يَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي رُجُوعِي إِلَى هَا هُنَا مِنْ سَرْغٍ.
رواه إسحاق.
1817- وَعَنْ عَلِيٍّ بْن أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : دَعَا نَبِيٌّ عَلَى أُمَّتِهِ ، فَقِيلَ لَهُ : أَتُحِبُّ أَن يُسَلِّطَ عَلَيْهِا الْجُوعَ ؟ قَالَ : لاَ . قِيلَ لَهُ : أَتُحِبُّ أَنْ يُلْقِيَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ؟ قَالَ : لاَ . قَالَ : فَسُلِّطَ عَلَيْهِمُ الطَّاعُونُ مَوْتًا ذَفِيفًا ، يُحْرِقُ الْقُلُوبَ ، ويُقِلُّ الْعَدَدَ.
رواه إسحاق.@

(2/423)


1818- وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ قَيْسٍ أَخِي أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللهمَّ اجْعَلْ فَنَاءَ أُمَّتِي قَتْلاً فِي سَبِيلِكَ بالطعن وَالطَّاعُونَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.
1819- وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَنَاءَ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ : وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَكُلٌّ فِيهِ شَهَادَةٌ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَفِي سَنَدِهِ رَاوٍ لم يُسَمَّ.
وَالْوَخْزُ : - بِإِسْكَانِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَآخِرُهُ زَايٌ - : طَعْنٌ لَيْسَ بِنَافِذٍ ، قَالَهُ صَاحِبُ الْغَرِيبِ.
1820- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تُسْتَشْهَدُونَ بِالْقَتْلِ ، وَالطَّاعُونِ ، وَالْغَرَقِ ، وَالْبَطْنِ ، وَمَوْتُ الْمَرْأَةِ جُمَعًا مَوْتُهَا فِي نِفَاسِهَا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
1821- وَعَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمِيرةَ الزُّبَيْدِيِّ ، قَالَ : وَقَعَ الطَّاعُونُ بِالشَّامِ ، قَالَ : فَقَامَ مُعَاذٌ بِحِمْصٍ فَخَطَبَهُمْ ، فَقَالَ : إنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ , وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ , وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، والحارث لم أقف على ترجمته ، وباقي رجال الإسناد ثقات.@

(2/424)


1821/2- ورواه أحمد بن حنبل بسند فيه مجهول ولفظه : خطب معاذ بالشام فذكر الطاعون فقال : إنها رَحْمَةُ رَبِّكُمْ , وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ ، وَقَبْض الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ ، اللَّهُمَّ أَدْخل مِنْهُ عَلَى آل مُعَاذ نَصِيبهم مِن هَذِهِ الرَّحْمَة . ثُمَّ نَزَلَ عَن مُقَامه ذَلِكَ فَدَخَلَ عَلَى عَبدِ الرَّحْمَن بْن مُعَاذ ، فَقَال عَبد الرَّحمن : {الْحَقُّ مِنْ رَبِّك فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} فَقَالَ : مُعَاذ : سَتَجِدُنِي إنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ .
1822- عَن أَبِي عَسِيب ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَانِي جِبْرِيلُ بِالْحُمَّى ، وَالطَّاعُونِ ، فَأَمْسَكْتُ الْحُمَّى بِالْمَدِينَةِ ، وَأَرْسَلْتُ الطَّاعُونَ إِلَى الشَّامِ ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لأُمَّتِي ، وَرَحْمَةٌ لَهُم ، وَرِجْزٌ عَلَى الْكَافِرِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الكْبِيرِ ، وَالْمُنْذِرِيُّ دُونَ قَوْلِهِ : وَرَحْمَةٌ لَهُمْ .
1823- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله - رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْفَارُّ مِنَ الطَّاعُونِ كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ وَالصَّابِرُ فِيهِ كَالصَّابِرِ فِي الزَّحْفِ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ إِسْنَادِهِمَا ، عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
1824- وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْغَارِ فَقَالَ : اللهمَّ طَعْنًا وَطَاعُونًا قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ مَنَايَا أُمَّتِكَ فَهَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ : ذَرَبٌ كَالدِّمَلِ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ سَتَرَاهُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(2/425)


1825- وَعَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - : ذُكِرَ الطَّاعُونُ ، فَذَكَرْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : وَخْزَةٌ تُصِيبُ أُمَّتِي مِنْ أَعْدَائِهِمْ مِنَ الْجِنِّ غَدَةٌ كَغَدَةِ الإِبِلِ ، مَنْ أَقَامَ عَلَيْهَا كَانَ مُرَابِطًا ، وَمَنْ أُصِيبَ بِهِ كَانَ شَهِيدًا ، وَمَنْ فَرَّ مِنْهُ كَانَ كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ ، وَالرَّاوِي عَنْهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ.
1826- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ تَفْنَى أُمَّتِي إِلاَّ بِالطَّعْنِ ، وَالطَّاعُونِ قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله قَدْ عَرَفْنَا الطَّعْنَ ، فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ : غَدَةٌ كَغَدَةِ الإِبِلِ ، الْمُقِيمُ بِهَا كَالشَّهِيدِ ، وَالْفَارُّ مِنْهَا كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.
وَسَتَأْتِي أَحَادِيثُ مِنْ هَذَا النَّوْعِ فِي كِتَابِ الْجِهَادِ.
8- باب تلقين المريض عند المون لا اله إلا الله
1827- وَعَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ أَوْصَى : إِذَا أُحضِرْتُ فَأَجْلِسُوا عِنْدِي مَنْ يُلَقِّنِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَسْرِعُوا بِي إِلَى حُفْرَتِي ، وَلاَ تَنْعُونِي إِلَى النَّاسِ ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ نَعْيًا كَنَعْيِ الْجَاهِلِيَّةِ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات ، وأصله في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي سعيد الخدري.@

(2/426)


1828- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ كَئِيبٌ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهُ وَسَلَّمَ : مَا لِي أَرَاكَ كَئِيبًا ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لِي الْبَارِحَةَ فُلاَنٍ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ قَالَ : فَهَلاَّ لَقَّنْتَهُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ الله قَالَ : فَقَالَهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ , قَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ الله كَيْفَ هِيَ لِلأَحْيَاءِ ؟ قَالَ : هِيَ أَهْدَمُ لِذُنُوبِهِمْ ، هِيَ أَهْدَمُ لِذُنُوبِهِمْ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ زَائِدَةَ بْنِ أَبِي الرَّقَّادِ.
1829- وَعَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَادَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ : يَا خَالُ ، قَلْ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَقَالَ : خَالٌ أَمْ عَمٌّ ؟ قَالَ : لاَ ، بَلْ خَالٌ وَقَالَ : خَيْرٌ لِي أَنْ أَقوُلَهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.
1830- وَعَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : مَرِضَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ فَقَالَ : أَجْلِسُونِي فَأَجْلَسُوهُ ، فَقَالَ : كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ هَدَمَتْ مَا كَانَ قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا فَلَقِّنُوهَا مَوْتَاكُمْ فَقِيلَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَكَيْفَ هِيَ لِلأَحْيَاءِ ؟ قَالَ : هِيَ أَهْدَمُ ، هِيَ أَهْدَمُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ : فَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَهُوَ مُنْقَطِعٌ أَيْضًا بَيْنَ مَكْحُولٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْهُ : مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.@

(2/427)


9- باب ما يقال عند الميت ، وما جاء في تحفة المؤمن ، وفيمن أحب لقاء الله ، وفي كتمان المصائب
1831- عَنْ أَبِي قُلاَبَةَ ، قَالَ : دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى أَبِي سَلَمَةَ يَعُودُهُ ، فَوَافَقَ دُخُولُهُ عَلَيْهِ خُرُوجَ نَفْسِهِ ، فَتَكَلَّمَ أَهْلُهُ عِنْدَ ذَلِكَ بِنَحْوِ مَا يَتَكَلَّمُ أَهْلُ الْمَيِّتِ عِنْدَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَهْ ، لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَحْضُرُ الْمَيِّتَ ، فَيُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَاءِ أَهْلِهِ ، ثُمَّ قَالَ : اللهمَّ افْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ ، وَأَضِئْ لَهُ فِيهِ ، اللهمَّ أَعْظِمْ نُورَهُ وَاغْفِرْ ذَنْبَهُ ، اللهمَّ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ وَاجْعَلْهُ فِي بَرَكَةٍ فِي الْغَابِرِينَ ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ مُرْسَلاً بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الأربعة.
1831/2- وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْتُ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَالْحَاكِمُ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِفْرِيقِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ , وَقَالَ الْحَاكِمُ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ كَذَا قَالَ !.
لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جُحَيْفَةَ وَعَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ , وَسَيَأْتِيَا فِي كِتَابِ الزُّهْدِ.@

(2/428)


1832- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : مَنْ أَحَبَّ لَقَاءَ الله أَحَبَّ الله لَقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ الله كَرِهَ الله لِقَاءَهُ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله كُلُّنَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ ! قَالَ : لَيْسَ ذَاكَ بِكَرَاهِيَةِ الْمَوْتِ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا جَاءَهُ الْبَشِيرُ مِنَ الله بِمَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ أَحَبَّ لَقَاءَ الله وَأَحَبَّ الله لِقَاءَهُ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ - أَوِ الْفَاجِرَ - إِذَا حُضِرَ جَاءَهُ مَا هُوَ لاَقٍ وَكَرِهَ لِقَاءَ الله وَكَرِهَ الله لِقَاءَهُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ , عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ.
1833- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مِنْ تَمَامِ الْبِرِّ كِتْمَانُ الْمَصَائِبِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
10- باب في حرارة الموت ومعالجته ، وفيمن يحمد ربه على ذلك ، وما جاء في قراءة سورة يس عند الميت ، وعلامة موت المؤمن
1834- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَحَدَّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّهُ كَانَتْ فِيهِمُ الأَعَاجِيبُ ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ ، قَالَ : خَرَجَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَتَوْا مَقْبَرَةً مِنْ مَقَابِرِهِمْ فَقَالُوا : لَوْ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ وَدَعْوَنا الله يُخْرِجْ لَنَا بَعْضَ الأَمْوَاتِ يُخْبِرُنَا عَنِ الْمَوْتِ قَالَ : فَفَعَلُوا فَبَيْنَاهُمْ كَذَلِكَ إِذَا طَلَّعَ رَجُلٌ رَأْسُهُ مِنْ قَبْرٍ حَبَشِي بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرَ السُّجُودِ فَقَالَ : يَا هَؤُلاَءِ مَا أَرَدْتُمْ إِلَيَّ فَوَالله لَقَدْ مِتُّ مُنْذُ مِئَةِ سَنَةٍ ، فَمَا سَكَنَتْ عَنِّي حَرَارَةُ الْمَوْتِ حَتَّى كَانَ الآَنَ ، فَادْعُوا الله أَنْ يُعِيدَنِي كَمَا كُنْتُ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(2/429)


1834/2- وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ أَوَّلُهُ مُرْسَلاً وَبَقِيَّتُهُ مَوْقُوفًا وَلَفْظُهُ : عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَلاَ حَرَجَ ، فَإِنَّهُ كَانَتْ فِيهِمُ الأَعاجِيبُ .
قَالَ : وَحَدَّثَنَا جَابِرٌ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ أَنَّ قَوْمًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ خَرَجُوا يَمْشُونَ فِي الأَرْضِ وَيُفَكِّرُونَ فِيهَا ، فَمَرُّوا بِمَقْبَرَةٍ ، فقالوا : لو دعونا الله أن يخرج لنا رجلاً من أهل هذه القبور فَنَسْأله عَن المَوت ، فَدَعوا الله فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ ، أَسْوَدُ أَوْ حَبَشِيٌّ - أَحَدُهُمَا - فقال : يا قومٍ ، مَا أَرَدْتُمْ إِلَيَّ ؟ لَقَدْ رَكِبْتُمْ مِنِّي أَمْرًا عَظِيمًا ، فَقَالوا : دَعَونَا الله أَنْ يُخْرِج لَنَا رَجُلا نَسْأله عَن المَوت ، فقال : لَقَدْ وَجَدْتُ طَعْمَ الْمَوْتِ وَحَرَارَة المَوْت مُنْذُ أَرْبَعِينَ عَامًا ، فَوَافَقَتْ دَعْوَتُكُمْ سُكُونَهُ عَنِّي ، فَادْعُوا اللَّهَ أَنْ يُعِيدَنِي كَمَا كُنْتُ ، فَدَعَوْنا ، فَأَعَادَهُ كَمَا كَانَ.
1835- وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مُعَالَجَةُ مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ ، وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمُوتُ إِلاَّ وَكُلُّ عِرْقٍ مِنْهُ يَأْلَمُ عَلَى حِدَةٍ ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَارِثُ : أَحْسَبَهُ قَالَ : وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ، فَإِنَّ الْكَرْبَ عَظِيمٌ وَالْهَوْلَ شَدِيدٌ ، وَأَقْرَبُ مَا يَكُونُ عَدُوُّ الله مِنْهُ تِلْكَ السَّاعَةِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ : عَنِ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ , وَهُوَ ضَعِيفٌ.
1836- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَالَ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - : اَلْمُؤْمِنُ عِنْدِي بِكُلٍّ خَيْرٌ يَحْمَدُنِي وَأَنَا أَنْزَعُ نَفْسَهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ , وأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.@

(2/430)


+++431
1837- وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ فَيُقْرَأُ عِنْدَهُ يس إِلاَّ هَوَّنَ الله عَلَيْهِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ الْجَزَرِيِّ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ , رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنَ - أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ - وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَسَيَأْتِي فِي فَضْلِ سُورَةِ يس.
1838- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مَوْتُ الْمُؤْمِنِ عَرَقُ الْجَبِينِ إنَّ الْمُؤْمِنَ تَبْقَى خَطَايَا مِنْ خَطَايَاهُ يُجَازَى بِهَا عِنْدَ الْمَوْتِ فَيَعْرَقُ مِنْ ذَلِكَ جَبِينُهُ.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ مَوْقُوفًا بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
1838/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْبَزَّارُ مَرْفُوعًا بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ وَلَفْظُهُمَا : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَوْتُ الْمُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ .
1838/3- وَفِي رِوَايَةٍ لاِبْنِ مَنِيعٍ مَوْقُوفَةٌ صَحِيحَةٌ : قَالَ عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ : مَوْتُ الْمُؤْمِنِ عَرَقُ الْجَبِينِ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ تَبْقَى خَطَايَا مِنْ خَطَايَاهُ يُجَازَى بِهَا عِنْدَ الْمَوْتِ فَيَعْرَقُ مِنْ ذَلِكَ جَبِينُهُ .@

(2/431)


1838/4- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ مَرْفُوعَةٍ : أَنَّ عَلْقَمَةَ غَزَا خُرَاسَانَ ، فَأَقَامَ سَنَتَيْنِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، وَلاَ يُجْمِعُ ، فَحَضَرت ابْن عمٍّ لَهُ الْوَفَاةُ فَذَهَبَ يَعُودُهُ ، فَقَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَلَهُ ذُنُوبٌ يُكَافَأُ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَبْقَى عَلَيْهِ بَقِيَّةٌ يُشَدَّدُ بِهَا عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ ، وَلاَ أُحِبُّ مَوْتًا كَمَوْتِ الْحِمَار -ِ يَعْنِي الْفَجْأَةَ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ بُرَيدَةَ بْنِ الْحَصِيبِ , رَوَاهُ النَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ.
11- باب في الصبر والاسترجاع ، وفيمن ختم له بعمل صالح قبل موته
1839- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه – قال : مَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالْبَقِيعِ عَلَى امْرَأَةٍ جَاثِمَةٍ عَلَى قَبْرٍ تَبْكِي فَقَالَ لَهَا : يَا أَمَةَ الله اتَّقِ الله وَاصْبِرِي فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ الله إِنِّي أَنَا الْحَرَّى الثَّكْلَى فَقَالَ : يَا أَمَةَ الله اتَّقِ الله وَاصْبِرِي قَالَتْ : يَا عَبْدَ الله لَوْ كُنْتَ مُصَابًا عَذَرْتَنِي فَقَالَ : يَا أَمَةَ الله اتَّقِ الله وَاصْبِرِي قَالَتْ : يَا عَبْدَ الله قَدْ أُسْمِعْتُ فَانْصَرِفْ عَنِّي قَالَ : فَمَضَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَوَقَفَ عَلَى الْمَرْأَةِ ، فَقَالَ لَهَا : مَا قَالَ لَكِ الرَّجُلُ الذَّاهِبُ ؟ قَالَتْ : قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا , قَالَ : فَهَلْ تَعْرِفِينَهُ ؟ قَالَتْ : لاَ ، قَالَ : ذَاكَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فَوَثَبَتْ مُسْرِعَةً وَهِيَ تَقُولُ : أَنَا أَصْبِرُ ، أَنَا أَصْبِرُ يَا رَسُولَ الله , قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى , الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ أَبِي عَبْدِ الله بَكْرِ بْنِ الأَسْوَدِ ، لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَوَاهُ الْحَارِثُ وَغَيْرُهُ.@

(2/432)


1840- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فَيَذْكُرُ مصيبته بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةٍ فَيُحْدِثُ لَهَا اسْتِرْجَاعًا إِلاَّ أَعْطَاهُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، مِنَ الأَجْرِ عِنْدَ ذَلِكَ مِثْلَ مَا أُعْطِيَ يَوْمَ أُصِيبَ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ مُرْسَلاً بِسَنَدٍ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ فَاطِمَةَ , عَنْ أَبِيهَا رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَهْ.
1841- وَعَنْ حُذَيْفَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ، فَقَالَ : أَجَلِّسُونِي ، فَأَجْلَسَهُ عَلِيٌّ إِلَى صَدْرِهِ فَقُلْتُ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، قَدْ سهرت مُنْذُ اللَّيْلَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَلَيٌّ أَحَقُّ بَذَلِكَ مِنْكَ يَا حُذَيْفَةُ ، ادْنُ مِنِّي ، مَنْ خُتِمَ لَهُ بِقَوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ قَبْلَ مَوْتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ - أَوْ غُفِرَ لَهُ - يَا حُذَيْفَةُ ، مَنْ خُتِمَ لَهُ بصيام يوم يبتغي به وجه الله قَبْلَ مَوْتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ - أَوْ غُفِرَ لَهُ - يَا حُذَيْفَةُ مَنْ خُتِمَ لَهُ بِإِطْعَامِ مِسْكِينٍ قَبْلَ مَوْتِهِ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ الله غُفِرَ لَهُ - أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ - قَالَ حُذَيْفَةُ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أُخْفِي هَذَا أَمْ أُعْلِنُهُ ؟ قَالَ : بَلْ أَعْلِنْهُ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فُتَيْبَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.@

(2/433)


12- باب فيمن مات يوم الجمعة
1842- عَنْ رَبيِعَةَ بْنِ سَيْفٍ ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عُتْبَةَ - مَنْ بَنِي زُهَيْرٍ - أَنَّ ابْنًا لَهُ هَلَكَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَوَجَدَ عَلَيْهِ أَبُوهُ ، فَقَالَ عَبْدُ الله بْنُ عَمْروٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : أَلاَ أُحَدِّثُكَ بِشَيْءٍ يَسُرُّكَ عَنِ ابْنِكَ هَذَا ؟ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وَقَاهُ الله فِتْنَةَ الْقَبْرِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ فَقَطْ بِسَنَدٍ فِيهِ انْقِطَاعٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ ، وَسَيَأْتِي فِي الْجِهَادِ فِي فَضْلِ الشُّهَدَاءِ.
1843- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وقي عذاب القبر.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ.
13- باب تقبيل الميت والزجر عن سبه وما جاء في الثناء عليه ومن يستريح بعد الموت
1844- عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فَذَكَرْنَا وَفَاةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَتْ : دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَجَعَلَ يُرَاوِحُ بَيْنَ خَدَّيْهِ قُبَلاً ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا نَبِيَّاهْ يَا صَفِيَّاهْ.
رواه أبو داود الطيالسي ، والترمذي في الشمائل بإسناد حسن.
1844/2- ورواه النسائي في الصغرى من طريق عُبَيد اللهِ بن عَبد الله ، عن ابن عباس وعائشة : أن أبا بكر قبَّل النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وهو ميت.@

(2/434)


1845- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، دَخَلَ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ مَيِّتٌ فَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
1846- وَعَنْ خُثَيْمَةَ , عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ عَمْرٍو , قال : مَثَلُ الَّذِي يَسُبُّ الْمَيِّتَ كَالْمُشْرِفِ عَلَى الْهَلَكَةِ ، وَمَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ عَلَى فِرَاشِ الْمُغِيبَةِ ، مَثَلُ الَّذِي يَنْهَشُ دُبُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
رواه مُسَدَّد ، عن يحيى بن سعيد ، عن الأعمش عنه به.
1847- وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِجِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا ، فَقَالَ : وَجَبَتْ ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ أُخْرَى ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا دُونَ ذَلِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلِمَ : وَجَبَتْ فَقِيلَ يَا رَسُولَ الله مَا وَجَبَتْ ؟! قَالَ : الْمَلاَئِكَةُ شُهُودُ الله فِي السماء ، وأنتم شهود الله في الأَرْضِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ.
لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
1848- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَموُتُ فَيَشْهَدُ لَهُ أَرْبَعَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الأَدْنَيْنِ أَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ إِلاَّ خَيْرًا إِلاَّ قَالَ الله - تَعَالَى - قَدْ قَبِلْتُ علمكم وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانٍ فِي صَحِيحِهِ وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ وَالسُّنَنِ الأَرْبَعَةِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ ، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.@

(2/435)


1849- وَعَنْ عُرْوَةَ ، قَالَ : تُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَضْحَكُونَ مِنْهَا فَقَالَ بِلاَلٌ : وَيْحَهَا قَدِ اسْتَرَاحَتْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّمَا يَسْتَرِيحُ مَنْ غُفِرَ لَهُ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ مُرْسَلاً.
14- باب قبض روح المؤمن والكافر
1850- عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ ، فَجَلَسَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّمَا عَلَى رَؤُوسِنَا الطَّيْرُ - قَالَ عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ : وَقَعَ ، وَلَمْ يَقُلْهُ أَبُو عُوَانَةَ - فَجَعَلَ يَرْفَعُ بَصَرَهُ وَيَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ ، وَيَخْفِضُ بَصَرَهُ وَيَنْظُرُ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ قَالَ : أَعُوذُ بِالله مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ - قَالَهَا مِرَارًا - ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي قُبُلٍ مِنَ الآخِرَةِ وَانْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا جَاءَهُ مَلَكٌ فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ الله وَرِضْوَانٍ فَتَخْرُجَ نَفْسُهُ وَتَسِيلَ كَمَا يَسِيلُ قَطْرُ السِّقَاءِ - قَالَ عَمْروٌ فِي حَدِيثِهِ ، وَلَمْ يَقُلْهُ أَبُو عُوَانَةَ : وَإِنْ كُنْتُمْ تَرَوْنَ غَيْرَ ذَلِكَ - وَتَنْزِلُ مَلاَئِكَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ مَعَهُمْ أَكْفَانٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ ، وَحَنُوظٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ ، فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، فَإِذَا قَبَضَهَا الْمَلَكُ لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ} قَالَ : فَتَخْرُجَ نَفْسُهُ كَأَطْيَبِ رِيحٍ وُجِدَتْ ، فَتَعْرُجَ بِهِ الْمَلاَئِكَةُ فَلاَ @

(2/436)


يَأْتُونَ عَلَى جُنْدٍ فِيمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلاَّ قَالُوا : مَا هَذَا الرُوحُ ؟! فَيُقَالُ : فُلاَنٌ - بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ - حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ إلَى أبوابَ سَمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيُفْتَحُ لَهُ وَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَيُقَالُ : اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي عِلِّيِّينَ : وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ فَيُكْتَبُ كِتَابُهُ فِي عِلِّييِّنَ ، ثُمَّ يُقَالُ : رُدُّوهُ إِلَى الأَرْضِ فَإِنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا نُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى قَالَ : فَيُرَدُّ إِلَى الأَرْضِ وَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ شَدِيدَا الاِنْتِهَارِ فَيَنْهَرَانِهِ وَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنِ : مَنْ رَبُّكَ ؟ وَمَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِيَ الله وَدِينِي الإِسْلاَمُ فَيَقُولاَنِ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ : هُوَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَيَقُولاَنِ : وَمَا يُدْرِيكَ ؟ فَيَقُولُ : جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ من ربنا فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُهُ وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} وَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : قَدْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ , وَافْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ , وَأَرُوهُ مَنْزِلَهُ مِنْهَا , فَيُلْبَسُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُفْرَشُ مِنْهَا ، ويرى منزله منها , وَيُفْسَحُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ ، وَيُمَثَّلُ لَهُ عَمَلُهُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ حَسَنِ الْوَجْهِ طَيِّبِ الرِّيحِ حَسَنِ الثِّيَابِ فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِمَا أَعَدَّ الله لَكَ ، أَبْشِرْ بِرِضْوَانٍ مِنَ الله وَجَنَّاتٍ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ فَيَقُولُ : بَشَّرَكَ الله , الله بِخَيْرٍ ، مَنْ أَنْتَ ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ الحسن الَّذِي جَاءَ بِالْخَيْرِ ، فَيَقُولُ : هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ - أَوِ الأَمْرُ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ - أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ ، فَوَالله مَا عَلِمْتُكَ إِلاَّ كُنْتَ سَرِيعًا فِي طَاعَةِ الله بَطِيئًا عَنْ مَعْصِيَتِهِ ، فَجَزَاكَ الله خَيْرًا فَيَقُولُ : يَا رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ كَيْ أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي , قَالَ : وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا فكَانَ فِي قُبُلٍ مِنَ الآخِرَةِ وَانْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا جَاءَهُ مَلَكٌ ، فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَقَالَ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ ، أَبْشِرِي بِسَخَطِ من الله وَغَضَبِهِ @

(2/437)


فَتَنْزِلُ مَلاَئِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ مُسُوحٌ فَإِذَا قَبَضَهَا الْمَلَكُ قَامُوا فَلَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ ، فَيَسْتَخْرِجُهَا فَتُقَطَّعَ مَعَهَا الْعُرُوقُ وَالْعَصَبُ ، كَالسَّفُودِ الْكَثِيرِ الشِّعَبِ فِي الصُّوفِ الْمَبْلُولِ ، فَتُؤْخَذَ مِنَ الْمَلَكِ ، فَيَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحٍ وُجِدَت ، فَلاَ تَمُرُّ عَلَى جُنْدٍ فِيمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلاَّ قَالُوا : مَا هَذَا الرَّوح الْخَبِيثُ ؟! فَيَقُولُونَ : فُلاَنٌ - بِأَسْوَإِ أَسْمَائِهِ - حَتَّى يَنْتَهُونَ بِهِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَلاَ تُفْتَحُ لَهُ فَيَقُولُ : رُدُّوهُ إِلَى الأَرْضِ إِنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا نُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى ، قَالَ : فَيُرْمَى بِهِ مِنَ السَّمَاءِ وَتَلاَ هَذِهِ الآيَةَ {وَمَنْ يُشْرِكْ بِالله فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} قَالَ : فَيُعَادُ إِلَى الأَرْضِ وَتُعَادُ فِيهِ رُوحُهُ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ شَدِيدَا الاِنْتِهَارِ ، فَيَنْهَرَانِ وَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنِ : مَنْ رَبُّكَ ؟ وَمَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي فَيَقُولاَنِ : فَمَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَلاَ يهْتدي لاِسْمِهِ فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ ذَلِكَ فَيَقُولُونَ : لاَ دَرَيْتَ فَيَضِيقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ ، وَيُمَثَّلَ لَهُ عَمَلُهُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ قَبِيحِ الْوَجْهِ مُنْتِنِ الرِّيحِ قَبِيحِ الثِّيَابِ ، فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِعَذَابِ الله وَسَخَطِهِ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ الَّذِي جَاءَ بِالشَّرِّ ، فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ وَالله مَا عَلِمْتُكَ إِلاَّ كُنْتَ بَطِيئًا عن طَاعَةِ الله سَرِيعًا إِلَى مَعْصِيَتِهِ.
قَالَ عَمْرُو فِي حَدِيثِهِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ زَاذَانَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَيُقَيِّضُ لَهُ ملك أَصَمَّ أَبْكَمَ مَعَهُ مَرْزَبَةٌ لَوْ ضُرِبَ بِهَا جَبَلٌ صَارَ تُرَابًا - أَوْ قَالَ : رَمِيمًا - فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً يَسْمَعُهَا الْخَلاَئِقُ إِلاَّ الثَّقَلَيْنِ ، ثُمَّ تُعَادُ فِيهِ الرُّوحُ فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أُخْرَى.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ بِهِ وَعَنْ أَبِي عُوَانَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ الْمِنْهَالِ بِهِ.
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ , عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ.@

(2/438)


1851- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِذَا قُبِضَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ جَاءَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ فَتَسِيلُ نَفْسُهُ فِي حُرَيْرَةٍ بَيْضَاءَ فَيَقُولُونَ : مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَطْيَبَ مِنْ هَذِهِ فَيَسْأَلُونَهُ فَيَقُولُونَ : ارْفُقُوا فَإِنَّهُ خَرَجَ مِنْ غَمِّ الدُّنْيَا فَيَقُولُونَ : مَا فَعَلَ فُلاَنٌ ، مَا فَعَلَ فُلاَنٌ ؟ وَأَمَّا الْكَافِرُ فَتَخْرُجُ نَفْسُهُ فَتَقُولُ خَزَنَةُ الأَرْضِ : مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَنْتَنَ مِنْ هَذِهِ فَيُهْبَطُ بِهِ إِلَى أَسْفَلِ الأَرْضِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
1851/2- وَمُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا بِسَنَدِ الصَّحِيحِ وَلَفْظُهُ : إنَّ الْمُؤْمِنَ حِينَ يُنْزَلُ بِهِ الْمَوْتِ يُعَايِنُ مَا يُعَايِنُ يَوَدُّ أَنَّهَا خَرَجَتْ ، وَالله يُحِبُّ لِقَاءَ الْمُؤْمِنَ تَصْعَدُ رُوحُهُ إلى السَّمَاءِ فَتَأْتِيهِ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ فَيَسْتَخْبِرُونَهُ عَنْ مَوْتَاهُمْ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ ، فَإِذَا قَالَ : إِنَّ فُلاَنًا فَارَقَ الدُّنْيَا قِيلَ مَا جِيءَ بِرُوحِهِ إِلَيْنَا قَدْ ذُهِبَ بِرُوحِهِ إِلَى النَّارِ ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا دَخَلَ فِي الْقَبْرِ سُئِلَ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فيَقُولُ : رَبِيَ الله فَيَقُولُ : مَنْ نَبِيُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نبيي محمد صَلى الله عَلَيه وَسَلَّمَ فيقال : ما دينك ؟ فيقول : الإسلام , ثمّ يقول : افْتَحُوا لَهُ بَابًا فِي الْقَبْرِ فَيُقَالُ لَهُ : انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ ، ثُمَّ يُتْبِعُهُ الله نَوْمًا كَأَنَّمَا كَانَتْ رَقْدَةً وَإِذَا كَانَ عَدُوًّا للَّهِ وَعَايَنَ مَا يُعَايِنُ وَدَّ أَنَّهَا لاَ تَخْرُجُ أَبَدًا ، وَالله يُبْغِضُ لِقَاءَهُ ، حتى إِذَا وُضِعَ فِي الْقَبْرِ فَسُئِلَ مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي فَيَقُولُ : لاَ دَرَيْتَ قَالَ : مَنْ نَبِيُّكَ ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي قَالَ : لاَ دَرَيْتَ قَالَ : مَا دِينُكَ ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي قَالَ : لاَ دَرَيْتَ قَالَ : فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً يَسْمَعُهُا كُلُّ دَابَّةٍ إِلاَّ الإِنْسَ قَالَ : فَيُقَالُ : نَمْ كَمَا يَنَامُ الْمَنْهُوشُ - أَوِ الْمَنْهُوسُ - قُلْتُ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا الْمَنْهُوشُ ؟ قَالَ : الَّذِي تَنْهَشُهُ الدَّوَابُّ وَالْحَيَّاتُ قَالَ : وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : يُضَيَّقُ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.@

(2/439)


1851/3- وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ وَلَفْظُهُ : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْمَيِّتُ تَحْضُرُهُ الْمَلاَئِكَةُ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ قَالَ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ اخْرُجِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ قَالَ : فَلاَ يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَتُفْتَحَ لَهَا ، فَيُقَالَ مَنْ هَذَا ؟! فَيَقُولُونَ : فُلاَنٌ ، فَيَقُولُونَ : مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ، ادْخُلِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ قَالَ : فَلاَ يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السُّوءُ قَالَ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ اخْرُجِي ذَمِيمَةً وَأَبْشِرِي : بِـ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ قَالَ : فَلاَ تَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ، ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَيُقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ : هَذَا فُلاَنٌ فَيُقَالُ : لاَ مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ , اخْرُجِي ذَمِيمَةً فَإِنَّا لاَ نَفْتَحُ لَكِ أبوابَ السَّمَاءِ ، فَتُرْسَلَ مِنَ السَّمَاءِ ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ ، فَيُجْلَسَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ ، وَلاَ مَشْعُوفٍ ، فَيُقَالُ لَهُ : فِيمَ كُنْتَ ؟ فَيَقوُلُ : كُنْتُ فِي الإِسْلاَمِ فَيُقَالُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ الله فَصَدَّقْنَاهُ فَيُقَالُ : هَلْ رَأَيْتَ الله ؟ فَيَقُولُ : مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَرَى الله ، فَتُفْرَجَ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يُحَطِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَيُقَالُ لَهُ : انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ الله ، ثُمَّ تُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ الْجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا فَيُقَالُ : هَذَا مَقْعَدُكَ ، وَيُقَالُ لَهُ : عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مِتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله ، وَيُجْلَسُ الرَّجُلُ السُّوءُ فِي قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا ، فَيُقَالُ لَهُ : فِيمَ كُنْتَ ؟ فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي ، فَيُقَالُ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ ؟ فَيَقُولُ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلاً فَقُلْتُهُ فَيُفْرَجُ له قِبَلَ الْجَنَّةِ فَيُنْظَرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ الله عَنْكَ ثُمَّ تُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ إِلَى النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يُحَطِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا مَقْعَدُكَ ، عَلَى الشَّكِّ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مِتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ وَغَيْرُهُمَا ، وَسَتَأْتِي بَقِيَّةُ الْحَدِيثِ فِي بَابِ السُّؤَالِ فِي الْقَبْرِ.@

(2/440)


1852- وَعَنْ تَمِيمِ الدَّارِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَقُولُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لِمَلَكِ الْمَوْتِ : انْظُرْ إِلَى وَلِيِّي فَأْتِنِي بِهِ فَإِنِّي قَدْ ضَرَبْتُهُ بِالسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ فَوَجَدْتُهُ حَيْثُ أَحَبَّ ائْتِنِي بِهِ فلأُرِيحَهُ قَالَ : فَيَنْطَلِقُ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ وَمَعَهُ خَمْسُمِئَةٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مَعَهُمْ أَكْفَانٌ وَحَنُوطٌ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَعَهُمْ صَبَائِرُ الرَّيْحَانِ أَصْلُ الرَّيْحَانَةِ وَاحِدٌ وَفِي رَأْسِهَا عِشْرُونَ لَوْنًا لِكُلِّ لَوْنٍ مِنْهَا رِيحٌ سِوَى رِيحِ صَاحِبِهِ ، وَمَعَهُمُ الْحَرِيرُ الأَبْيَضُ فِيهِ الْمِسْكُ الأَذْفَرُ قَالَ : فَجَلَسَ مَلَكُ الْمَوْتِ عِنْدَ رَأْسِهِ وَتَحُفُّهُ الْمَلاَئِكَةُ وَيَضَعُ كُلُّ مَلَكٍ مِنْهُمْ يَدَهُ عَلَى عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ ، وَيُبْسَطُ ذَلِكَ الْحَرِيرُ الأَبْيَضُ وَالْمِسْكُ الأَذْفَرُ مِنْ تَحْتِ ذَقْنِهِ ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَإِنَّ نَفْسَهُ لَتُعَلَّلُ عِنْدَ ذَلِكَ بِطَرَفِ الْجَنَّةِ مَرَّةً بِأَزْوَاجِهَا وَمَرَّةً بِكِسْوَتِهَا وَمَرَّةً بِثِمَارِهَا كَمَا يُعَلِّلُ الصَّبِيُّ أَهْلَهُ إِذَا بَكَى قَالَ : وَإِنَّ أَزْوَاجَهُ لَتبتهشن عِنْدَ ذَلِكَ ابتهاشًا قَالَ : وَتَبْرُزُ الرُّوحُ - قَالَ البُرْسَانِيُّ : تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْعَجَلَةِ إِلَى مَا تُحِبُّ - قَالَ : وَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا الرُّوحُ الطَّيِّبَةُ إِلَى سِدْرٍ مَخْضُودٍ ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ , وَظِلٍّ مَمْدُودٍ , وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ ، قَالَ وَلَمَلَكُ الْمَوْتِ أَشَدُّ بِهِ لُطْفًا مِنَ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا يَعْرِفُ أَنَّ ذَلِكَ الرُّوحَ حَبِيبَةٌ لِرَبِّهِ فَهُوَ يَلْتَمِسُ بِلُطْفِهِ تَحَبُّبًا لِرَبِّهِ رِضًا للرَّبِّ عَنْهُ ، فَتُسَلُّ رُوحُهُ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ الْعَجِينِ قَالَ : وَقَالَ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - : {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ} وَقَالَ تَعَالَى : {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} قَالَ : رَوْحٌ : مِنْ جَهْدِ الْمَوْتِ قَالَ : وَرَيْحَانٌ : يُتَلَقَّى بِهِ قَالَ : وَجَنَّةُ نَعِيمٍ مُقَابِلَةٌ قَالَ : فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ قَالَ الرُّوحُ لِلْجَسِدِ : جَزَاكَ الله عَنِّي خَيْرًا فَقَدْ كُنْتَ سَرِيعًا بِي إِلَى طَاعَةِ الله بَطِيئًا بِي عَنْ مَعْصِيَةِ الله فَقَدْ نُجِّيتَ وَأَنْجَيْبَ قَالَ : وَيَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ : وَتَبْكِي عَلَيْهِ بِقَاعُ الأَرْضِ الَّتِي كَانَ يُطِيعُ الله فِيهَا ، وَكُلُّ بَابٍ مِنَ السَّمَاءِ يَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ أَوْ يَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ : فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ أَقَامَ الْخَمْسُمِئَةٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عِنْدَ جَسَدِهِ فَلاَ يُقَلِّبُهُ بَنُو آدَمَ لِشِقٍّ إِلاَّ قَلَّبَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ قَبْلَهُمْ وَعَلَتْهُ @

(2/441)


بِأَكْفَانِ قبل أكفان بَنِي آدَمَ وَحَنَّطُوهُ قَبْلَ حَنُوطِ بَنِي آدَمَ ، وَيَقُومُ مَنْ بَيْنِ بَابِ بَيْتِهِ إِلَى بَابِ قَبْرِهِ صَفَّانِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ يَسْتَقْبِلُونَهُ بِالاِسْتِغْفَارِ قَالَ : فَيُصِيحُ عِنْدَ ذَلِكَ إِبْلِيسُ صَيْحَةً يَتَصَدَّعُ مِنْهَا بَعْضُ عِظَامِ جَسَدِهِ وَيَقُولُ لِجُنُودِهِ : الْوَيْلُ لَكُمْ كَيْفَ خَلُصَ هَذَا الْعَبْدُ مِنْكُمْ ؟! قَالَ : فَيَقُولُونَ : إِنَّ هَذَا كَانَ عَبْدًا مَعْصُومًا قَالَ : فَإِذَا صَعَدَ مَلَكُ الْمَوْتِ بِرُوحِهِ إِلَى السَّمَاءِ يَسْتَقْبِلُهُ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ كُلُّ مَلَكٍ يَأْتِيهِ بِبِشَارَةٍ مِنْ رَبِّهِ سِوَى بِشَارَةِ صَاحِبِهِ قَالَ : فَإِذَا انْتَهَى مَلَكُ الْمَوْتِ بِرُوحِهِ إِلَى الْعَرْشِ قَالَ : خَرَّ الرُّوحُ سَاجِدًا قَالَ : يَقُولُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لِمَلَكِ الْمَوْتِ : انْطَلِقْ بِرُوحِ عَبْدِي هَذَا فَضَعْهُ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ , وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ , وَظِلٍّ مَمْدُودٍ , وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ قَالَ : فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ جَاءَتْهُ الصَّلاَةُ فَكَانَتْ عَنْ يَمِينِهِ ، وَجَاءَهُ الصِّيَامُ فَكَانَ عَنْ يَسَارِهِ ، وَجَاءَهُ الْقُرْآنُ وَالذِّكْرُ قَالَ : فَكَانَا عِنْدَ رَأْسِهِ ، وَجَاءَهُ مَشْيُهُ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَانَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، وَجَاءَهُ الصَّبْرُ فَكَانَ فِي نَاحِيَةِ الْقَبْرِ قَالَ : فَيَبْعَثُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى – عنقًا من العذاب قَالَ : فَيَأْتِيهِ عَنْ يَمِينِهِ قَالَ : فَتَقُولُ : الصَّلاَةُ وَرَاءَكَ وَالله مَا زَالَ دَائِبًا عُمْرَهُ كُلَّهُ وَإِنَّمَا اسْتَرَاحَ الآنَ حِينَ وُضِعَ فِي قَبْرِهِ قَالَ : فَيَأْتِيهِ عَنْ يَسَارِهِ فَيَقُولُ الصِّيَامُ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ : ثُمَّ يَأْتِيهِ مِنْ عِنْدِ من عِنْد رَأْسِهِ قَالَ : فَيَقُولُ الْقُرْآنُ وَالذِّكْرُ مِثْلَ ذَلِكَ , قَالَ : ثُمَّ يَأْتِيهِ مِنْ عِنْدِ رِجْلَيْهِ فَيَقُولُ مَشْيُهُ إِلَى الصَّلاَةِ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ : فَلاَ يَأْتِيهِ الْعَذَابُ مِنْ نَاحِيَةٍ يَلْتَمِسُ هَلْ يَجِدُ إِلَيْهِ مَسَاغًا إِلاَّ وَجَدَ وَلِيَّ الله قَدْ أَخَذَ حَيْطَتَهُ قَالَ : فَيَنْقَمِعُ الْعَذَابُ عِنْدَ ذَلِكَ فَيَخْرُجُ قَالَ : وَيَقُولُ الصَّبْرُ لِسَائِرِ الأَعْمَالِ أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُبَاشِرَ أَنَا بِنَفْسِي إِلاَّ أَنِّي نَظَرْتُ مَا عِنْدَكُمْ فَإِنْ عَجِزْتُمْ كُنْتُ أَنَا صَاحِبَهُ فَأَمَّا إِذَا أَجْزَأْتُمْ عَنْهُ فَأَنَا لَهُ ذُخْرٌ عِنْدَ الصِّرَاطِ وَالْمِيزَانِ قَالَ : فَيَبْعَثُ الله مَلَكَيْنِ أَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِف ، وَأَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ ، وَأَنْيَابُهُمَا كَالصَّيَاصِيِّ ، وَأَنْفَاسُهُمَا كَاللهبِ ، يَطَآنَ فِي أَشْعَارِهِمَا بَيْنَ مِنْكَبَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَسِيرَةُ كَذَا وَكَذَا ، قَدْ نُزِعَتْ مِنْهُمَا الرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ يُقَالُ لَهُمَا : مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ ، فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِطْرَقَةٌ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا رَبِيعَةُ وَمُضَرُ لَمْ يُقْلوهَا قَالَ : فَيَقُولاَنِ لَهُ : اجْلِسْ قَالَ : فَيَجْلِسُ فَيَسْتَوِي جَالِسًا قَالَ : وَتَقَعُ أَكْفَانُهُ فِي حِقْوَيْهِ قَالَ : فَيَقُولاَنِ : لَهُ مَنْ رَبُّكَ ؟ وَمَا دِينُكَ ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، وَمَنْ يُطِيقُ الْكَلاَمَ عِنْدَ ذَلِكَ وَأَنْتَ تَصِفُ مِنَ الْمَلَكَيْنِ مَا تَصِفُ ؟ @

(2/442)


قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ الله : {يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ الله الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ الله مَا يَشَاءُ} قَالَ : فَيَقُولُ : رَبِّيَ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَدِينِي الإِسْلاَمُ الَّذِي دَانَتْ بِهِ الْمَلاَئِكَةُ ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَاتَمُ النَّبِيِّينَ قَالَ : فَيَقُولاَنِ صَدَقْتَ قَالَ : فَيَدْفَعَانِ الْقَبْرَ فَيُوَسِّعَانِهِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، ومن خلفه أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا , وَعَنْ يَمِينِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، وَعَنْ شِمَالِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، وَعِنْدَ رَأْسِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، قَالَ : فَيُوَسِّعَانِ مِئَتَيْ ذِرَاعٍ - قَالَ الْبُرْسَانِيُّ : فَأَحْسَبُهُ قَالَ : وَأَرْبَعُونَ تُحَاطُ بِهِ - قَالَ : ثُمَّ يَقُولاَنِ لَهُ انْظُرْ فَوْقَكَ قَالَ : فَيَنْظُرُ فَوْقَهُ فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ : فَيَقُولاَنِ لَهُ : وَلِيُّ الله ، هَذَا مَنْزِلُكَ إِذْ أَطَعْتَ الله قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ فَرْحَةٌ لاَ تَرْتَدُّ أَبَدًا ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : انْظُرْ تَحْتَكَ ، فَيَنْظُرُ تَحْتَهُ فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى النَّارِ قَالَ : فَيَقُولاَنِ لَهُ : وَلِيُّ الله ، نَجَوْتَ آخِرَ مَا عَلَيْكَ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدهِ إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ فَرْحَةٌ لاَ تَرْتَدُّ أَبَدًا قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : يُفْتَحُ لَهُ سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ يَأْتِيهِ رِيحُهَا وَبَرْدُهَا حَتَّى يَبْعَثُهُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى .
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ يَزِيدَ بْنِ أَبَّانٍ الرَّقَاشِيُّ
1852/2- وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَقُولُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لِمَلَكِ الْمَوْتِ : انْطَلِقْ إِلَى عَدُوِّي فَأْتِنِي بِهِ فَإِنِّي قَدْ بَسَطْتُ لَهُ فِي رِزْقِي وَسَرْبَلْتُهُ نِعْمَتِي فَأَبَى إِلاَّ مَعْصِيَتِي فَأْتِنِي بِهِ لأَنْتَقِمَ مِنْهُ ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي أَكْرَهِ صُورَةٍ رَآهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ ، لَهُ اثْنَا عَشْرَ عَيْنًا ، وَمَعَهُ سَفُودٌ مِنْ حَدِيدٍ كَثِيرِ الشَّوْكِ ، وَمَعَهُ خَمْسُمِئَةٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مَعَهُمْ نُحَاسٌ وَجَمْرٌ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ ، وَمَعَهُمْ سِيَاطٌ مِنْ نَارٍ لِينُهَا لِينُ السِّيَاطِ وَهِيَ نَارٌ تَأَجَّجُ قَالَ : فَيَضْرِبُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ بِذَلِكَ السَّفُودُ ضَرْبَةً يَغِيبُ أَصْلُ كُلِّ شَوْكَةٍ مِنْ ذَلِكَ السَّفُودِ فِي أَصْلِ كُلِّ شَعْرَةٍ وَعِرْقٍ وَظُفْرٍ قَالَ : ثُمَّ يَلْوِيهِ لَيًّا شَدِيدًا قَالَ : فَيَنْزَعُ رُوحَهُ مِنْ أَظَافِرِ قَدَمَيْهِ قَالَ : فَيُلْقِيهَا فِي عَقِبَيْهِ قَالَ : فَيَسْكَرُ عَدُوُّ الله عِنْدَ ذَلِكَ سَكْرَةً فَيُرَوِّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ قَالَ : فَتَضْرِبُ الْمَلاَئِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ قَالَ : ثُمَّ يَنْثُرُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ نَثْرَةً قَالَ : فَيَنْزَعُ رُوحَهُ مَنْ عَقِبَيْهِ فَيُلْقِيهَا فِي رُكْبَتَيْهِ ، ثُمَّ يَسْكَرُ عَدُوُّ الله عِنْدَ ذَلِكَ سَكْرَةً ، فَيُرَفِّه مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ @

(2/443)


قَالَ : فَتَضْرِبُ الْمَلاَئِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ ، فَيَنْثُرُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ نَثْرَةً قَالَ : فَيَنْزَعُ رُوحَهُ مِنْ رُكْبَتَيْهِ فَيُلْقِيهَا فِي حِقْوَيْهِ قَالَ : فَيَسْكَرُ عَدُوُّ الله عِنْدَ ذَلِكً سَكْرَةً ، فَيُرَفِّه مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهِ قال : وتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط قال : كذلك إلى صدره ثمّ كذلك إلى حلقه قَالَ : تَبْسُطُ الْمَلاَئِكَةُ النُّحَاسَ وَجَمْرَ جَهَنَّمَ تَحْتَ ذَقْنِهِ قَالَ : وَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا الرُّوحُ اللَّعِينَةُ الْمَلْعُونَةُ إِلَى : سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ، قَالَ : فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ قَالَ الرُّوحُ لِلْجَسَدِ : جَزَاكَ الله عَنِّي شَرًّا فَقَدْ كُنْتُ سَرِيعًا بِي إِلَى مَعْصِيَةِ الله بَطِيئًا بِي عَنْ طَاعَةِ الله ، فَقَدْ هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ قَالَ : وَيَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَتَلْعَنِهُ بِقَاعُ الأَرْضِ الَّتِي كَانَ يَعْصِي الله عَلَيْهَا ، وَيَنْطَلِقُ جُنُودُ إِبْلِيسَ يُبَشِّرُونَهُ بِأَنَّهُمْ قَدْ أَوْرَدُوا عَبْدًا مِنْ وَلَدِ آدَمَ النَّارَ قَالَ : فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ضُيِّقَ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ حَتَّى تَدْخُلَ الْيُمْنَى فِي الْيُسْرَى ، وَالْيُسْرَى فِي الْيُمْنَى قَالَ : وَيَبْعَثُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - إِلَيْهِ أَفَاعِيَ كَأَعْنَاقِ الإِبِلِ يَأْخُذُونَهُ بَأَرْنَبَتِهِ وَإِبْهَامَيْ قَدَمَيْهِ ، فَتُقَوِّصُهُ حَتَّى يَلْتَقِينَ فِي وَسَطِهِ قَالَ : وَيَبْعَثُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - مَلَكَيْنِ أَيْضًا وَهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ , وَأَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ , وَأَنْيَابُهُمَا كَالصَّيَاصِي , وَأَنْفَاسُهُمَا كَاللهبِ يَطَآنِ فِي شُعُورِهِمَا بَيْنَ مِنْكَبَيْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَسِيرَةُ كَذَا وَكَذَا قَدْ نُزِعَتْ مِنْهُمَا الرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ يُقَالُ لَهُمَا : مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِطْرَقَةٌ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا رَبِيعَةُ وَمُضَرُ لَمْ يُقِلُّوهَا قَالَ : فَيَقُولاَنِ لَهُ : اجْلِسْ قَالَ : فَيَجْلِسُ فَيَسْتَوِي جَالِسًا قَالَ : وَتَقَعُ أَكْفَانُهُ إِلَى حِقْوَيْهِ قَالَ : فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ وَمَا دِينُكَ ؟ وَمَن نَبِيُّكَ ؟ فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي قَالَ : فَيَقُولاَنِ لَهُ : لاَ دَرَيْتَ ، وَلاَ تَلَيْتَ قَالَ : فَيَضْرِبَانِهِ ضَرْبَةً يَتَطَايَرُ شَرَرُهَا فِي قَبْرِهِ ، ثُمَّ يَعُودَانِ فَيَقُولاَنِ لَهُ : انْظُرْ فَوْقَكَ قَالَ : فَيَنْظُرُ فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَالَ : فَيَقُولاَنِ : عَدُوَّ الله ، هَذَا مَنْزِلُكَ لَوْ كُنْتَ أَطَعْتَ الله قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَسْرَةٌ لاَ تَرْتَدُّ أَبَدًا قَالَ : فَيَقُولاَنِ لَهُ : انْظُرْ تَحْتَكَ قَالَ : فَيَنْظُرُ تَحْتَهُ فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى النَّارِ ، قَالَ : فَيَقُولاَنِ : عَدُوَّ الله ، هَذَا مَنْزِلُكَ إِذْ عَصَيْتَ الله , فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَسْرَةٌ لاَ تَرْتَدُّ أَبَدًا قَالَ : وَقَالَتْ عَائِشَةُ : وَيُفْتَحُ لَهُ سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا إِلَى النَّارِ يَأْتِيهِ حَرُّهَا وَسَمُومُهَا حَتَّى يَبْعَثَهُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - إِلَيْهَا.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(2/444)


15- باب موت الأولاد
فيه حديث عبادة بن الصامت وتقدم في باب الطاعون ، وحديث أبي ذر وسيأتي في النكاح في باب إتيان الرجل إمرأته ، وحديث أبي سلمى وتقدم في باب من شهد أن لا إله إلا الله ، وحديث أبي أمامة وسيأتي في الذكر في باب فضل التسبيح والتهليل ، وحديث أبي الدرداء وسيأتي في النفققة في الجهاد .
1853- وعن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُوجِبَ ذُو الثَّلاَثَةِ قَالَ مُعَاذٌ : قُلْتُ : وَذُو الاِثْنَيْنِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَذُو الاِثْنَيْنِ , قَالَ : يَعْنِي مَنْ قَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ ثَلاَثَةً مِنْ وَلَدِهِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ.
1853/2- وَرَوَاهُ مُسَدِّدٌ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، والْحَارِثُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَلَفْظُهُمْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ إِلاَّ أَدْخَلَهُمَا الله الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتَهِ إِيَّاهُمَا قَالُوا : يَا رَسُولَ الله وَاثْنَانِ ؟ قَالَ : وَاثْنَانِ , قَالُوا : وَوَاحِدٌ ؟ قَالَ : وَوَاحِدٌ , ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ السِّقْطَ لَيَجُرُّ أُمَّهُ بِسُرُرِهِ إِلَّى الْجَنَّةِ إِذَا احْتَسَبَتْهُ.
وَرَواهُ ابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَار .
ٍوَالسُّرُرُ : بِسِينٍ مُهْمَلَةٍ وَرَاءٍ مُحَرَّكًا هَوُ مَا تَقْطَعُهَا الْقَابِلَةُ وَمَا بَقِيَ بَعْدَ الْقَطْعِ فَهُوَ السُّرَّةُ.@

(2/445)


1854- وَعَنْ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ مَعَهُ ابْنٌ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ : أَتُحِبُّهُ يَا فُلاَنُ ؟ قَالَ : نَعَمْ يَا رَسُولَ الله أَحَبَّكَ الله كَمَا أُحَبَّهُ فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله مَاتَ ابْنُهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَمَا تَرْضَى - أَوْ لاَ تَرْضَي - أَنْ لاَ تَأْتِيَ يْوَمَ الْقِيَامَةِ بَابًا مِنْ أبوابِ الْجَنَّةِ إِلاَّ جَاءَ يَسْعَى حَتَّى يَفْتَحَ لَكَ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله أَلَهُ وَحْدَهُ أَمْ لِكُلِّنَا ؟ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بَلْ لِكُلِّكُمْ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى دُونَ قَوْلِهِ : فَقَالَ رَجُلٌ ... إِلَى آخِرِهِ.
1855- وَعَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَقَالَ : مَا لَكَ ؟ قُلْتَ : حَدِّثْنِي . قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلاَثَةُ أَوْلاَدٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلاَّ غَفَرَ الله لَهُمَا بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ .
1855/2- قَالَ : قُلْتُ : فَحَدَّثَنِي . قَالَ : نَعَمْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ مِنْ كُلِّ مَالِهِ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ الله إِلاَّ اسْتَقْبَلَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ كُلُّهُمْ يَدْعُوهُ إِلَى مَا عِنْدَهُ فَقُلْتُ : كَيْفَ ذَاكَ ؟ قَالَ : إِنْ كَانَ رِجَالاً فَرَجُلَيْنِ ، وَإِنْ كَانَ إِبِلاً فَبَعِيرَيْنِ ، وَإِنْ كَانَ بَقَرًا فَبَقَرَتَيْنِ.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.@

(2/446)


1855/3- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ بِالرَّبَذَةِ وَهُوَ يَسُوقُ بَعِيرًا عَلَيْهِ مَزَادَتَانِ وَفِي عُنُقِ الْبَعِيرِ قِرْبَةٌ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا ذَرٍّ مَالَكَ ؟ قَالَ : لِي عَمَلِي قُلْتُ : حَدِّثْنِي رَحِمَكَ الله قَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْت ُرَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ بَيْنَهُمَا ثَلاَثَةٌ ... فذكره بِتَمَامِهِ ، وَزَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ : وَإِنْ كَانَ صَاحِبَ بَقَرٍ بَقَرَتَيْنِ - حَتَّى عَدَّ أَصْنَافَ الْمَالِ.
وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى مُخْتَصَرًا.
1856- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : مَنْ قَدَّمَ مِنْ وَلَده ثَلاَثَةً صَابِرًا مُحْتَسِبًا حَجَبُوهُ - بِإِذْنِ الله عَزَّ وَجَلَّ - مِنَ النَّارِ.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ مَوْقُوفًا.
1857- وَعَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الشِّخِّيرِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِلأَنْصَارِ : مَا الرَّقُوبُ فِيكُمْ ؟ قَالُوا : الَّذِي لاَ وَلَدَ لَهُ , فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ ذَاكُمْ بِالرَّقُوبِ ، الرَّقُوبُ الذَّيِ يَقْدَمُ عَلَى رَبِّهِ وَلَمْ يُقَدِّمْ أَحَدًا مِنْ وَلَدِهِ قَالَ : فَمَا الْعَائِلُ فِيكُمْ ؟ قَالُوا : الَّذِي لاَ مَالَ لَهُ قَالَ : الْعَائِلُ الَّذِي يَقْدَمُ عَلَى رَبِّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَمْ يُقَدِّمْ عَمَلاً صَالِحًا.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ مُرْسَلاً وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1858- وَعَنْ أُمِّ سَلِيمٍ بِنْتِ مِلْحَانَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلاَّ أَدْخَلَهُمَا الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَفِي سَنَدِهِمَا عَمْروٌ الأَنْصَارِيُّ لَمْ أرَ من ذَكَرَهُ بِعَدَالَةٍ ، وَلاَ جَرْحٍ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.@

(2/447)


1859- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُؤْمِنَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلاَثَةُ أَوْلاَدٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحَنْثَ إِلاَّ أَدْخَلَهُمَا الله الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عِيسَى ، وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ كِتَابِ الزِّينَةِ ، وَآخَرُ فِي الْجِهَادِ فِي بَابِ النَّفَقَةِ.
1860- وَعَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ - رضي الله عنها - عَن ْرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ تَطْبُخ حَيْسًا ، فَقَالَ : مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلاَثَةٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ كَانُوا لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله وَاثْنَانِ ؟ قَالَ : ثَلاَثَةٌ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ فَقَالَت : اثْنَانِ ؟ يَا رَسُولَ الله قَالَ : ثَلاَثَةٌ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ , ثُمَّ سَكَتَ , فَقَالَ : اثْنَانِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ ، اثْنَانِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ ، اثْنَانِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ وَضَعْفِ بَعْضِهِمْ.
1860/2- وَفِي رِوَايَةٍ لأَبِي يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ تَصْنَعُ حِيسًا ، فَقَالَ : مَنْ هَلَكَ لَهُ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَصَبَرَ ، وَاحْتَسَبَ أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ فَقَالَتْ أُمُّ مُبَشِّرٍ : يَا رَسُولَ الله وَاثْنَانِ ؟ فَقَالَ لَهَا : وَاثْنَانِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ .@

(2/448)


1861- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ ؟ قَالُوا : الَّذِي لاَ وَلَدَ لَهُ , قَالَ : لاَ بَلِ الَّذِي لاَ فَرْطَ لَهُ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1862- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : وَقَفَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى مَجْلِسٍ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ فَقَالَ : يَا بَنِي سَلَمَةَ مَا الرَّقُوبُ فِيكُمْ ؟ قَالُوا : الَّذيِ لاَ وَلَدَ لَهُ قَالَ : بَلْ هُوَ الَّذِي لاَ فَرْطَ لَهُ , قَالَ : مَا الْمُعْدَمُ فِيكُمْ ؟ قَالُوا : الَّذِي لاَ مَالَ لَهُ , قَالَ : بَلْ هُوَ الَّذِي يَقْدَمُ وَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ الله خَيْرٌ .
رواه أبو يعلى
1863- وَعَنِ الْحَارِثِ بْنِ أقيش ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ بَيْنَهُمَا أَرْبَعَةُ أَوْلاَدٍ إِلاَّ أَدْخَلهُمَا الله الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ , قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله وَثَلاَثَةٌ ؟ قَالَ : وَثَلاَثَةٌ , قَالَ : وَاثْنَانِ ؟ قَالَ : وَاثْنَانِ.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَعَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ صِفَةِ النَّارِ.
1864- وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَقَدِ اسْتَجَنَّ جَنَّةً حَصِينَةً مَنْ سَلَفَ لَهُ ثَلاَثُ أَوْلاَدٍ فِي الإِسْلاَمِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَالْبَزَّارُ.@

(2/449)


1865- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَمَعَهَا ابْنٌ لَهَا مَرِيضٌ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، ادْعُ الله أَنْ يَشْفِيَ ابْنِي هَذَا قَالَ : فَقَالَ لَهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَلْ لَكِ فَرْطٌ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ يَا رَسُولَ الله قَالَ : فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَوْ فِي الإِسْلاَمِ ؟ قَالَتْ : بَلْ فِي الإِسْلاَمِ قَالَ : جَنَّةٌ حَصِينَةٌ ، جَنَّةٌ حَصِينَةٌ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.
1866- وَعَنْ بُرَيْدَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَتَعَاهَدُ الأَنْصَارَ وَيَعُودُهُمْ وَيَسْأَلُ عَنْهُمْ ، فَبَلَغَنَا أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ مَاتَ ابْنٌ لَهَا فَجَزِعَتْ عَلَيْهِ ، فَأَتَاهَا فَأَمَرَهَا بِتَقْوَى الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَالصَّبْرِ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي امْرَأَةٌ رَقُوبٌ لاَ أَلِدُ وَلَمْ يَكُنْ لِي وَلَدٌ غَيْرُهُ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الرَّقُوبُ : الَّتِي يَبْقَى وَلَدُهَا ، ثُمَّ قَالَ : مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ، وَلاَ امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ يَمُوتُ لَهَا ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ إِلاَّ أَدْخَلَهُمَا الله الْجَنَّةَ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله , وَاثْنَانِ ؟ قَالَ : وَاثْنَانِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ.
1866/2- وَفِي رِوَايَةٍ لأَبِي يَعْلَى : قَالَ : كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُجَالِسُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَعَهُ ابْنٌ لَهُ خُمَاسِيٌّ فَمَاتَ فَجَزِعَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيَسُرُّكَ أَنْ لاَ تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أبوابِ الْجَنَّةِ إِلاَّ وَجَدْتَهُ قَائِمًا عَلَيْهِ يَدْعُوكَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَهُوَ كَمَا أَقُولُ لَكَ .@

(2/450)


16- باب فيما يجازى به المؤمن بعد موته
1867- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تُرْفَعُ لِلْعَبْدِ الدَّرَجَةُ فَيَقُولُ : أَنَّى لِي هَذِهِ ؟ فَيُقَالُ : بِاسْتِغْفَارِ ابْنِكَ لَكَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1868- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسوُلُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله وُكَّلَ بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ عَمَلَهُ ، فَإِذَا قَبَضَ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ قَالاَ : يَا رَبِّ وَكَّلْتَنَا بِعَبْدِكَ الْمُؤْمِنِ نَكْتُبُ عَمَلَهُ وَقَدْ قَبَضْتَهُ إِلَيْكَ ، فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ : سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ مَلاَئِكَتِي يُسَبِّحُونِي قَالاَ : فَتَأْذَنُ لَنَا أَنْ نَسْكُنَ الأَرْضَ قَالَ : أَرْضِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يُسَبِّحُونِي ، وَلَكِنْ قُومَا عَلَى قَبْرِ عَبْدِي فَسَبِّحَانِي وَهَلِّلاَنِي وَكَبِّرَانِي وَاحْمَدَانِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَاكْتُبَاهُ لِعَبْدِي.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ , وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ وَتَقَدَّمَ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ.
1869- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ أَوَّلَ مَا يُجَازَى بِهِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ مَوْتِهِ أَنْ يُغْفَرَ لِجَمِيعِ مَنْ تَبِعَ جِنَازَتَهُ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ فِيهِ مَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ الْجَزَرِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَرَوَاهُ صاحب الفردوس مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ بِغَيْرِ إِسْنَادٍِ وَلَفْظُهُ : أَوَّلُ تُحْفَةِ الْمُؤْمِنِ إِذَا مَاتَ أَنْ يَغْفِرَ الله لِكَلِّ مَنْ تَبِعَ جِنَازَتَهُ .@

(2/451)


17- باب في غسل الميت وحنوطه
1870- عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُتَيٍّ السَّعْدِيِّ ، سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ ، يَقُولُ : لَمَّا نَزَلَ بِآَدَمَ الْمَوْتُ ، قَالَ : أَيْ بَنِيَّ إنِّي أَشْتَهِي مِنْ ثَمَرَةِ الْجَنَّةِ . قَالَ : فَانْطَلَقَ بَنُوهُ يَلْتَمِسُونَ فَرَأَتهُم الْمَلاَئِكَةَ ، فَقَالُوا : أَيْنَ تُرِيدُونَ ؟ فَقَالُوا : يَشْتَهِي أَبُونَا مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ ، فَانْطَلَقُوا يَطْلُبُونَ ذَلِكَ له فَقَالُوا : ارْجِعُوا فَقَدْ أُمِرَ بِقَبْضِ أَبِيكُمْ فَأَقْبَلُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى آدَمَ فَلَمَّا رَأَتْهُمْ حَوَّاءُ عَرَفَتْهُمْ ، فَلَصَقَتْ بِآدَمَ ، فَقَالَ : إِلَيْكِ عَنِّي فَمِنْ قَبْلِكِ أُتِيتُ ، دَعِينِي وَمَلاَئِكَةُ رَبِّي . قَالَ : فَقَبَضُوهُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ، وَغَسَّلُوهُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ، وكفنوه وَهُمْ يَنْظُرُونَ ، وَحَنطوه وَهُمْ يَنْظُرُونَ ، وَصَلَّوْا عَلَيْهِ ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ فَقَالُوا : يَا بَنِي آدَمَ ، هَذِهِ سُنَّتُكُمْ فِي مَوْتَاكُمْ ، وَهَذا سَبِيلُكُمْ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْهُ بِهِ مَوْقُوفًا.
1870/2- وَرَوَاهُ عن ابْنُ فُضَالَةَ , عَنِ الْحَسَنِ مَرْفُوعًا.
1870/3- وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ بِهِ ... فَذَكَرُوهُ مَوْقُوفًا.
1870/4- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : عَنْ هُشَيْمٍ ، عَنْ يُونُسَ بِهِ مَوْقُوفًا وَلَفْظُهُ : لَمَّا أُحْضِرَ آدَمُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - قَالَ لَبَنِيهِ : انْطَلِقُوا فَاجْتَنُوا لِي مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ قَالَ : فَخَرَجُوا : ... فذكره بِمَعْنَاهُ إِلَى أَنْ قَالَ : فَقَبَضُوا رُوحَهُ ثُمَّ غَسَّلُوهُ ، وَكَفَّنُوهُ ، وَحَنَّطُوهُ ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيْهِ ، وَحَفَرُوا لَهُ وَدَفَنُوهُ ، ثُمَّ قَالُوا : يَا بَنِي آدَمَ هَذِهِ سَبِيلُكُمْ فِي مَوْتَاكُمْ فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا.@

(2/452)


1870/5- ورواه عَبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على المسند من طريق الْحَسَنِ ، عَنْ عُتَيٍّ ، قَالَ : رَأَيْتُ شَيْخًا بِالْمَدِينَةِ يَتَكَلَّمُ ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ ، فَقَالُوا : هَذَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، فَقَالَ : إِنَّ آدَمَ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ : أَيْ بَنِيَّ إِنِّي أَشْتَهِي مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، فَذَهَبُوا يَطْلُبُونَ لَهُ ، فَاسْتَقْبَلَتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَمَعَهُمْ أَكْفَانُهُ وَحَنُوطُهُ ، وَمَعَهُمُ الْفُؤُوسُ وَالْمَسَاحِي وَالْمَكَاتِلُ ، فَقَالُوا لَهُمْ : يَا بَنِي آدَمَ ، مَا تُرِيدُونَ ؟ وَمَا تَطْلُبُونَ ؟ - أَوْ مَا تُرِيدُونَ ؟ وَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ؟ - قَالُوا : أَبُونَا مَرِيضٌ فَاشْتَهَى مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، قَالُوا لَهُمْ : ارْجِعُوا فَقَدْ قُضِيَ قَضَاءُ أَبِيكُمْ . فَجَاؤُوا ، فَلَمَّا رَأَتْهُمْ حَوَّاءُ عَرَفَتْهُمْ ، فَلاَذَتْ بِآدَمَ ، فَقَالَ : إِلَيْكِ عَنِّي فَإِنِّي إِنَّمَا أُوتِيتُ مِنْ قِبَلِكِ ، خَلِّي بَيْنِي وَبَيْنَ مَلاَئِكَةِ رَبِّي - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - فَقَبَضُوهُ ، وَغَسَّلُوهُ وَكَفَّنُوهُ وَحَنَّطُوهُ ، وَحَفَرُوا لَهُ وَأَلْحَدُوا لَهُ ، وَصَلَّوْا عَلَيْهِ ، ثُمَّ دَخَلُوا قَبْرَهُ فَوَضَعُوهُ فِي قَبْرِهِ وَوَضَعُوا عَلَيْهِ اللَّبِنَ ، ثُمَّ خَرَجُوا مِنَ الْقَبْرِ ، ثُمَّ حَثَوْا عَلَيْهِ التُّرَابَ ، ثُمَّ قَالُوا : يَا بَنِي آدَمَ هَذِهِ سُنَّتُكُمْ.
1870/6- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ بِهِ مَرْفُوعًا وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ آدَمَ لَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ قَالَ لِبَنِيهِ : يَا بَنِيَّ إِنِّي مَرِضْتُ وَإِنِّي أَشْتَهِي مَا يَشْتَهِي الْمَرِيضُ ، وَإِنِّي أَشْتَهِي مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، فَابْغُوا لِي مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ قَالَ : فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَلَقِيَتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ عَيَانًا فَقَالُوا : يَا بَنِي آدَمَ أَيْنَ تُرِيدُونَ قَالُوا : نَبْتَغِي أَبانَا مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ فَقَالَ : ارْجِعُوا فَقَدْ أُمِرَ بِقَبْضِ أَبِيكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ : فَقَبَضُوا رُوحَهُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَكَفَّنُوهُ وَحَنَّطُوهُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَصَلَّوْا عَلَيْهِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ، ثُمَّ قَالُوا : يَا بَنِي آدَمَ هَذِهِ سُنَّتُكُمْ مِنْ مَوْتَاكُمْ .
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : رَفَعَهُ خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ ، وَوَقَفَهُ هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ ، وَغَيْرُهُ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ.@

(2/453)


18- باب فيمن يغسل الميت وما جاء في ثواب من غسل ميتا وكتم عليه وفي ترك الغسل من غسل الميت
فيه حديث علي بن أبي طالب ، وتقدم في باب سترة العورة ....
1871- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يُغَسَّلُ الْمَيِّتَ أَدْنَى أَهْلِهِ إِلَيْهِ إِنْ عَلِمَ ، فَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ فَأَهْلُ الأَمَانَةِ وَأَهْلُ الْوَرَعِ.
رواه الحارث
1871/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَلَفْظُهُ : مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا ، فَأَدَّى فِيهِ الأَمَانَةَ وَلَمْ يُفْشِ عَلَيْهِ مَا يَكُونُ مِنْهُ عِنْدَ ذَلِكَ ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ قَالَ : لِيَلِيهِ أَقْرَبُكُمْ مِنْهُ إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ، فَإِنْ لَمْ يُعْلَمْ فَمَنْ تَرَوْنَ عِنْدهُ حَظًّا مِنْ وَرَعٍ وَأَمَانَةٍ.
وَمَدَارُ إِسْنَادِ حَدِيثِ عَائِشَةَ هَذَا عَلَى جَابِرٍ الْجَعْفِيِّ.
1872- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا وَكَتَمَ عَلَيْهِ طَهَّرَهُ الله مِنْ ذُنُوبِهِ ، فَإِنْ كَفَّنَهُ كَسَاهُ الله مِنَ السُّنْدُسِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالطَّبَرَانِيُّ في الكبير ، وابن ماجه من حديث عليّ بن أبي طالب ، والطبراني في الكبير ، والحاكم وصححه من حديث أبي رافع ، والطبراني فِي الأَوْسَطِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ , وَابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.@

(2/454)


1873- وعَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْغُسْلِ مِنْ غُسْلِ الْمَيِّتِ ؟ فَقَالَ : لَقَدْ نَجَّسْتُمْ صَاحِبَكُمْ إِذًا.
رواه مُسَدَّد موقوفًا.
1873/2- وفي رواية عنه : يَكْفِي مِنْهُ الْوُضُوءُ.
1873/3- ورواه الحاكم من طريق عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهُ لَيْسَ عليكم فِي مَيِّتِكُمْ غُسْلٌ إِذَا اغتسلتموه.
1873/4- وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى وَقَالَ : وَرَوَيْنَاهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا : لاَ تُنَجِّسُوا مَوْتَاكُمْ فَإِنَّ الْمُسْلِمَ لاَ يُنَجِّسُ حَيًّا ، وَلاَ مَيِّتًا قَالَ : وَرَوَيْنَا فِي ذَلِكَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَائِشَةَ - رضي الله عنهمْ.
1874- وعَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ لاَ يَرَى عَلَى الَّذِي يُغَسِّلُ الْمَيِّتَ غُسْلًا.
رواه أبو يعلى الموصلي.@

(2/455)


19- باب فيمن غسله النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بيده وكفنه وصلى عليه وأدخله القبر
1875- عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ بِالْمَدِينَةِ مُقْعَدٌ ، فَقَالَ لأَهْلِهِ ضَعُونِي عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى مَسْجِدِهِ قَالَ فَوُضِعَ الْمُقْعَدُ عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا اخْتَلَفَ إِلَى الْمَسْجِدِ سَلَّمَ عَلَى الْمُقْعَدِ ، فَجَاءَ أَهْلُ الْمُقْعَدِ لَيَرُدُّوهُ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ : لاَ وَالله لاَ أَبْرَحُ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ مَاعَاشَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَابْنُوا لِي خُصًّا قَالَ : فَبَنَوْا لَهُ خُصًّا فَكَانَ الْمُقْعَدُ فِيهِ فَكُلَّمَا مَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى الْمَسْجِدِ دَخَلَ الْخُصَّ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُقْعَدِ ، وَكُلَّمَا أَصَابَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طَرْفَةً مِنْ طَعَامٍ بَعَثَ بِهِ إِلَى الْمُقْعَدِ قَالَ : فَبَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذْ أَتَى آتٍ فَنَعَى لَهُ الْمُقْعَدَ ، فَنَهَضَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَنَهَضْنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ الْخُصِّ قَالَ لأَصْحَابِهِ : لاَ يَقْرَبَنَّ الْخُصَّ أَحَدٌ غَيْرِي فَدَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنَ الْخُصِّ فَإِذَا جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - قَاعِدٌ عِنْدَ رَأْسِ الْمُقْعَدِ ، فَقَالَ جِبْرِيلُ : يَا رَسُولَ الله أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تَأْتِنَا لَكَفَيْنَاكَ أَمْرَهُ ، فَأَمَّا إِذْ جِئْتَ فَأَنْتَ أَوْلَى بِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَغَسَّلَهُ بِيَدِهِ وَكَفَّنَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ وَأَدْخَلَهُ الْقَبْرَ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ ، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ باب مناقب جليبيب.
20- باب الميت يعرف من يغسله ومن يحمله ومن يُدليه في قبره
1876- عَنْ مُعَاوِيَةَ - أَوِ ابْنِ مُعَاوِيَةَ - الأَنْصَارِي ّأَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَسَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ الْمَيِّتَ لَيَعْرِفُ مَنْ يُغَسِّلُهُ , وَمَنْ يَحْمِلُهُ , وَمَنْ يُدْلِيهِ فِي قَبْرِهِ ، قَالَ : فَقَامَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لاِبْنِ عُمَرَ ، فَأَنْكَرَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلُ إِنْكَارَ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ يَقُومُ الآنَ فَيَمُرُّ بِكَ فَادْعُهُ فَسَلْهُ فَقَامَ أَبُو سَعِيدٍ فَمَرَّ بِابْنِ عُمَرَ فَسَأَلَهُ فَحَدَّثَهُ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ : مِمَّنْ سَمِعْتُهُ ؟ قَالَ : سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.@

(2/456)


21 - باب ما جاء في الكفن
فيه حديث أُبَي بن كعب , وتقدم في باب غسل الميت.
1877- وعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – قَالَتْ : لما حُضِرَ أَبُو بَكْرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَمَرَ بِثَوْبَيْنِ خلقين لَهُ أَنْ يُغْسَلا ، وَأَمَرَ بِهِم أَنْ يُكَفِنُوهُ فِيهِمَا وَقَالَ : إِنَّ الْحَيَّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ .
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات.
1877/2- وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَالْحَارِثُ بِلَفْظِ : سَأَلَ أَبُو بَكْرٍ عَائِشَةَ : فِي كَمْ كُفِّنَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فَقَالَتْ : فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ , قَالَ : وَأَنَا كَفِّنُونِي فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ فِي ثَوْبِي هَذَا مَعَ ثَوْبَيْنِ آخَرَيْنِ ، وَاغْسِلُوهُ لِثَوْبِهِ الَّذِي كَانَ يَلْبَسُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ : أَلاَ نَشْتَرِي لَكَ جَدِيدًا ؟ قَالَ : الْحَيُّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ إِنَّمَا هُوَ لِلْمُهِلَّةِ قَالَ : فَقَالَ لَهَا : أَيُّ يَوْمٍ مَاتَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَتْ : يَوْمَ الاِثْنَيْنِ قَالَ : أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالَتْ : يَوْمُ الاِثْنَيْنِ قَالَ : إِنِّي لأَرْجُو إِلَى اللَّيْلِ فَتُوُفِّيَ حِينَ أَمْسَى وَدُفِنَ مِنْ لَيْلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ.
1877/3- ورواه أحمد بن منيع ولفظه : عَنْ عَائِشَةَ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ فِي مَرَضِهِ الذي مَاتَ فِيهِ : أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قُلْنَا : يَوْمُ الاِثْنَيْنِ . قَالَ : فَإِنْ مِتُّ مِنْ لَيْلَتِي ، فَلا تَنْتَظِرُوا بِي الْغَدَ ، فَإِنَّ أَحَبَّ الأَيَّامِ وَاللَّيَالِي إِلَيَّ أَقْرَبُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .@

(2/457)


1877/4- وأبو يعلى المَوْصِلِيّ بلفظ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَرَأَيْتُ بِهِ الْمَوْتَ ، فَقُلْتُ : هَيْجٌ هَيْجٌ.
مَنْ لاَيَزَالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعا ... فإِنَّهُ في مَرَّةٍ مَدْفُوقُ
فَقَالَ : لاَ تَقُولِي ذَلِكَ ، وَلَكِنْ قُولِي : {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}.
ورواه الحاكم ، وعنه البيهقي بتمامه.
1878- وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَيْرُ الْكَفَنِ الْحُلَّةُ , وَخَيْرُ الأُضْحِيَةِ الْكَبْشُ.
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ مُرْسَلاً ، وَفِي سَنَدِهِ حَاتِمُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ , قَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ وَالذَّهَبِيُّ : مَجْهُولٌ , وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ , وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
1879- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ مَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِحَمْزَةَ وَقَدْ جُدِعَ أَنْفُهُ وَمُثِّلَ بِهِ ، فَقَالَ : لَوْلاَ أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ فِي نَفْسِهَا تَرَكَتْهُ إِلَى حِينِ يَحْشُرُهُ الله مِنْ بُطُونِ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ , فَكُفِّنَ فِي نُمْرَةٍ إِذَا خُمِّرَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلاَهُ , وَإِذَا خُمِّرَتْ رِجْلاَهُ بَدَا رَأْسُهُ فَخَمَّرُوا رَأْسَهُ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُسَيْدٍ , وسيأتي فِي قَتْلِ حَمْزَةَ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ.@

(2/458)


1880- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَن ّرَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كُفِّنَ فِي سَبْعَةِ أَثْوَابٍ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَفِي سَنَدِهِ عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَقِيلٍ.
1881- وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ ، عَن أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ : أَنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى قَبْرِ حَمْزَةَ ، فَمُدَّتِ النُّمْرَةُ عَلَى رَأْسِهِ فَانْكَشَفَتْ رِجْلاَهُ ، فَمُدَّتْ عَلَى رِجْلَيْهِ فَانْكَشَفَتْ رَأْسُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مُدُّوهَا عَلَى رَأْسِهِ وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنْ شَجَرِ الْحَرْمَلِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْه أَبو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيِّ.
1882- وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ قَيْسٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ قَالَ : جَاءَنَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَعِنْدَنَا بَكَرَةٌ صَعْبَةٌ لاَ يُقْدَرُ عَلَيْهَا قَالَ : فَدَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَمَسَحَ ضَرْعَهَا فَحَفَّلَ وَاحْتَمَلَ فَشَرِبَ ، فَلَمَّا مَاتَ أَبِي جَاءَ وَقَدْ شَدَدْتُهُ فِي كَفَنِهِ ، وَأَخَذْتُ سُلاءة فَسَدَدْتُ بِهَا فِي الْكَفَنِ ، فَقَالَ : لاَ تُعَذِّبْ أَبَاكَ بِالسُّلاء - قَالَهَا ثَلاَثًا - قَالَ : وَكَشَفَ عَنْ صَدْرِهِ وَأَلْقَى السُّلاءة ثُمَّ بَزَقَ عَلَى صَدْرِهِ حَتَّى رَأَيْنَا بُزَاقَهُ عَلَى صَدْرِهِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.@

(2/459)


1883- وعَنْ عُدَيْسَةَ بِنْتِ أُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ ، قَالَتْ : جِئْتُ حِينَ حَضَرَ أَبِي الْوَفَاةُ ، فَقَالَ : لاَ تُكَفِّنُونِي فِي قَمِيصٍ مَخِيطٍ . فحين قبض وغسل دعوا بالكفن فقالوا : قميص قلت : إِنَّ أَبِي قَدْ نَهَانِي أَنْ أُكَفنه فِي قَمِيصٍ مَخِيطٍ ، فَقَالُوا : لاَ بُدَّ ، فَأَرْسَلْتُ إِلَى الْقَصَّارِ ، وَلأَبِي قَمِيصٌ فِي الْقِصَارَةِ ، فَأُتِيَ بِهِ ، فَأُلْبِسَ ، وَذُهِبَ بِهِ ، فَأَغْلَقْتُ بَابِي وَاتَّبَعْتُهُ ، وَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي ، والْقَمِيص فِي الْبَيْتِ ، فَأَرْسَلْتُ إِلَى الَّذِينَ غَسَّلُوا أَبِي فَقُلْتُ : كَفَّنْتُمُوهُ فِي قَمِيصِهِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قُلْتُ : هُوَ هَذَا ؟ قَالُوا : نَعَمْ.
رواه الحارث ، وأحمد بن حنبل مختصرًا.
1884- وَعَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : كُفِّنَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ سِحْوَلَيْينِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
22- باب الصلاة على الجنازة وما جاء فيمن كبر أربعا أو خمسًا على الجنازة
فيه وحديث عثمان بن عفان , وسيأتي في باب اجتماع جنائز الرجال والنساء , وفيه حديث ... .
1885- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : آخِرُ مَا كَبَّرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى الْجَنَائِزِ أَرْبَعًا ، وَكَبَّرَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى فَاطِمَةَ أَرْبَعًا ، وَكَبَّرَ الْحَسَنُ عَلَى عَلِيٍّ أَرْبَعًا ، وَكَبَّرَ الْحُسَيْنُ عَلَى الْحَسَنِ أَرْبَعًا ، وَكَبَّرَ عَلِيٌّ عَلَى يَزِيدَ الْمُكَفَّفِ أَرْبَعًا ، وَكَبَّرَ عَبْدُ الله بن عمر عَلَى أَبِيهِ عُمَرَ أَرْبَعًا ، وَكَبَّرَتِ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى آدَمَ أَرْبَعًا ، وَكَبَّرَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ أَرْبَعًا.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ فُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ.@

(2/460)


1886- وَعَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبعًا.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى , وَفِي سَنَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله الْفَزَّارِيُّ , وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ , رَوَاهُ الْبَزَّارُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.
1887- وَعَنْ عِيسَى مَوْلَى حُذَيْفَةَ ، قَالَ : صَلَّيْتُ خَلْفَ حُذَيْفَةَ عَلَى جَنَازَةٍ ، فَكَبَّرَ خَمْسًا فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ : وَالله مَا وَهَمْتُ ، وَلاَ نَسِيتُ وَلَكِنِّي كَبَّرْتُ كَمَا كَبَّرَ خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عِيسَى.
1887/2- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى الْجَابِرِ ، قَالَ : صَلَّيْتُ خَلْفَ عِيسَى مَوْلَى حُذَيْفَةَ بِالْمَدَائِنِ عَلَى جِنَازَةٍ ، فَكَبَّرَ خَمْسًا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ : مَا وَهِمْتُ ، وَلاَ نَسِيتُ وَلَكِنْ كَبَّرْتُ كَمَا كَبَّرَ مَوْلاَيَ وَوَلِيُّ نِعْمَتِي حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ ، صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَكَبَّرَ خَمْسًا ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ : مَا نَسِيتُ ، وَلاَ وَهِمْتُ وَلَكِنْ كَبَّرْتُ كَمَا كَمَا كَبَّرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى جَنَازَةٍ فَكَبَّرَ خَمْسًا.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ . رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : وَقد ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إلى هذا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَغَيْرُهُمْ ، رَأَوُا التَّكْبِيرَ عَلَى الْجِنَازَةِ خَمْسًا . وَقَالَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ : إِذَا كَبَّرَ الإِمَامُ عَلَى الْجَنَازَةِ خَمْسًا فَإِنَّهُ يَتْبَعُ الإِمَامَ.@

(2/461)


1888- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَبَّرَ عَلَى جِنَازَةٍ خَمْسًا.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ الْحَزُّورِ.
23- باب صفة صلاة الجنازة وما يقوله فيها
1889- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلاَةِ عَلَى الْمَيِّتِ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبُّنَا وَرَبُّهُ ، خَلَقْتَهُ وَرَزَقْتَهُ ، أَحْيَيْتَهُ وَكَفَيْتَهُ ، اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ ، وَلاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ ، وَلاَ تُضِلَّنَا بَعْدَهُ.
رواه مُسَدَّد ، والبزار ، وفي سندهما زيد العمي ، وهو ضعيف.
1890- وَعَن أَبِي هُرَيْرَة - رَضي الله عنه - : أَنَّ رَجُلا سَأَلَهُ عَنِ الصَّلاةِ عَلَى الميت قَالَ : ... ثُمَّ تُصَلي عَلَى النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثُمَّ تَقُولُ : اللَّهُمَّ عَبْدُكَ فلان - أَو أَمَتك فلانة - كَانَ يَعْبُدُك لا يُشْرِك بِكَ شَيْئاً ، إِنْ كَانَ مُحْسِنًا فَزِدْهُ فِي إِحْسَانِهِ ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ ، اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدهُ.
رواه مُسَدَّد بسند رجاله ثقات.@

(2/462)


1890/2- وأبو يعلى وعنه ابن حبان في صحيحه بلفظ : أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ قَالَ : اللَّهُمَّ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ إِنْ كَانَ مُحْسِنًا فَزِدْ فِي إِحْسَانِهِ ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَاغْفِرْ لَهُ ، ولاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُ .
1890/3- ورواه مالك في الموطأ من طريق سعيد بن أبي سعيد أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ كَيْفَ تُصَلِّي عَلَى الْجَنَازَةِ ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَنَا ، لَعَمْرُك أُخْبِرُكَ ، أَتَّبِعُهَا مِنْ عند أَهْلِهَا ، فَإِذَا وُضِعَتْ كَبَّرْتُ ، وَحَمِدْتُ اللَّهَ ، وَصَلَّيْتُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلى الله عَلَيه وسَلَّم . ثُمَّ أَقُولُ : اللَّهُمَّ عَبْدُكَ ... فَذَكَرَ حديث أبي يعلى.
1891- وَعَنِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : قَامَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - يُصَلِّي فِي جِنَازَةٍ ، فَكَبَّرَ ثُمَّ افْتَتَحَ أُمَّ القُرْآنِ رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ ، ثُمَّ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَكَبَّرَ فَأَخْلَصَ لِلْمَيِّتِ الدُّعَاءَ ، ثُمَّ كَبَّرَ وَدَعَا لِلْمؤُمْنِيِنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي وَالله مَا رَفَعْتُ صَوْتِي بِالْقِرَاءَةِ إِلاَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّهَا سُنَّةٌ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَهُوَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ بِاخْتِصَارٍ.
1892- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ فِي الصَّلاَةِ عَلَى الْمَيِّتِ : اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ ، وَصَلِّ عَلَيْهِ ، وَأَوْرِدْهُ حَوْضَ رَسُولِكَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.@

(2/463)


1893- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : اللهمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا .
وَحَدَّثَ أَبُو سَلَمَةَ بِهَا وَزَادَ فِيهِنَّ : اللهمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإِسْلاَمِ وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِيمَانِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَصْلُهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَفِي الدُّعَاءِ فِي صَلاَةِ الْجِنَازَةِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ عَنْ عُمَرَ ، وَعَلِيٍّ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِمْ وَلَيْسَ فِي الدُّعَاءِ شَيْءٌ مُوَقَّتٌ.
24- باب فضل الصلاة على الجنازة
فيه حديث أبي ذر وسيأتي في القيامة في باب من يظل في ظل الله.
1894- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ مَرَّ بِأَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنهمْ - وَهُوَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً فَصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ ، وَالْقِيرَاطُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ بِهِ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَقامَ إِلَيْهِ أَبُو هُرَيْرَةَ فَأَخَذَ بِيَدِهِ حَتَّى انْطَلَقَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ , @

(2/464)


فَقَالَ لَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ : أَنْشُدُكَ بِالله هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً فَصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ ، الْقِيرَاطُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ فَقَالَتْ : اللهمَّ نَعَمْ , فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَشْغَلُنِي عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غَرْسٌ ، إِنَّمَا كُنْتُ أُلْزِمُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمُ لَكَلِمَةٌ يُعَلِّمُنِيهَا أَوْ لُقْمَةٌ يُطْعِمُنِيهَا.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ , وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وْابْنُ مَاجَةَ وَالْبَزَّارُ بِاخْتِصَارٍ.
1895- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَتَي الْجِنَازَةَ عِنْدَ أَهْلِهَا فَمَشَى مَعَهَا حَتَّى يُصَلِّي عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ مِثْلَ أُحُدٍ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ لِينٌ.
1895/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ فِيهِ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ وَلَفْظُهُ : مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ وَشَيَّعَهَا كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا وَلَمْ يُشَيِّعْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ ، وَالْقِيرَاطُ : مِثْلَ أُحُدٍ.
وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِتَمَامِهِ , وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَمِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ ، وَالنَّسَائِيِّ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ ، وَعَبْدِ الله بْنِ مُغَفَّلٍ.@

(2/465)


1896- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ شَهِدَ إِمْلاَكَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله ، وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِئَةِ يَوْمٍ ، وَمَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله ، وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِئَةِ يَوْمٍ ، وَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله ، وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِئَةِ يَوْمٍ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مِنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ.
1897- وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ ، وَمَنْ مَشَى مَعَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
1898- وَعَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ جِنَازَةَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ كَانَ لَهُ قِيرَاطٌ مِنَ الأَجْرِ ، فَإِنْ قَعَدَ حَتَّى يُصَلُّوا عَلَيْهَا كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ مِنَ الأَجْرِ ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ يَزِيدُ بْنُ أَبَانٍ الرَّقَاشِيُّ لَكِنْ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ الرَّقَاشِيُّ ، فَقَدْ تَابَعَهُ عَلَيْهِ شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا ... فذكره نَحْوَهُ.
25- باب في اجتماع جنائز الرجال والنساء ، ومن أحق بالصلاة
1899- عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ عُثْمَانَ بن عفان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَلَى جَنَائِزِ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ ، فَجَعَلَ الرِّجَالَ مِمَّا يَلِيهِ ، وَجَعَلَ النِّسَاءَ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ ، وَكَبَّرَ أَرْبَعًا.
رواه مُسَدَّد موقوفاً ، ورجاله ثقات.@

(2/466)


1900- وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ كَانَ يَجْعَلُ الرِّجَالَ مِنْ وَرَاءِ النِّسَاءِ ، وَيَجْعَلُ النِّسَاءَ مِمَّا يَلِيهِ.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ , وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.
1901- وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ - أَوْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - : إِذَا حَضَرْتَ جِنَازَةً وَحَضَرَ الأَمِيرُ فَالأَمِيرُ أَحَقُّ بِالصَّلاَةِ عَلَيْهَا.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ فِيهِ الْحَسَنُ بْنُ عَمَّارٍ , وَهُوَ ضَعِيفٌ.
26- باب الدعاء والاستغفار للميت بين التكبيرة الرابعة والسلام
1902- عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجْرِيِّ ، قَالَ : رَأيت عَبْدُ الله بْنُ أَبِي أَوْفَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فِي جِنَازَةِ ابْنَتِهِ رَاكِبًا عَلَى بَغْلَةٍ ، فَمَرَّ عَلَى نِسْوَةٍ تَرْثِينَ ، فَقَالَ : إِيَّاكُنَّ وَالتَّرَاثِي ، فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَانَا عَنْهُ ، لِتَفُضَّ إِحْدَاكُنَّ مِنْ عَبْرَتِهَا ما شاءت .
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ.
1902/2- وَالْحُمَيْدِيُّ ، وَلَفْظُهُ : أَنَّهَ رَأَى ابْنَ أَبِي أَوْفَى فِي جِنَازَةِ ابْنَةٍ لَهُ عَلَى بَغْلَةٍ تُقَادُ بِهِ فَيَقُولُ للقائد : أَيْنَ أَنَا مِنْهَا ؟ فَإِذَا قِيلَ لَهُ : أَمَامَهَا قَالَ : احْتَبَسَ قَالَ : وَرَأَيْتُهُ حِينَ صَلَّى عَلَيْهَا كَبَّرَ أَرْبَعًا ثُمَّ قَامَ سَاعَةً ، فَسَبَّحَ بِهِ الْقَوْمُ ، فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : أَكُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنِّي أَزِيدُ عَلَى أَرْبَعٍ ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَبَّرَ أَرْبَعًا ! وَسَمِعَ نِسَاءً تَرْثِينَ فَنَهَاهُنَّ وَقَالَ : كَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَنْهَى عَنِ الْمَرَاثِي .@

(2/467)


1902/3- وَالْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ بِلَفْظِ : أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ أَبِي أَوْفَى مَاتَتِ ابْنَةٌ لَهُ فَخَرَجَ فِي جِنَازَتِهَا عَلَى بَغْلَةٍ خَلْفَ الْجِنَازَةِ ، فَجَعَلَ النِّسَاءُ يَرْثِينَ فَقَالَ عَبْدُ الله بْنُ أَبِي أَوْفَى : لاَ تَرْثِينَ ، فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنِ الْمَرَاثِي ، وَلَكِنْ لِتَفُضَّ إِحْدَاكُنَّ مِنْ عَبْرَتِهَا مَا شَاءَتْ قَالَ : ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا فَكَبَّرَ أَرْبَعًا فَقَامَ بَعْدَ التَّكْبِيرَةِ الرَّابِعَةِ كَقَدْرِ مَا بَيْنَ التَّكْبِيرَتَيْنِ يَسْتَغْفِرُ لَهَا وَيَدْعُو ، ثُمَّ قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَصْنَعُ هَكَذَا.
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ الْهَجْرِيِّ.
27- باب هل يصلى على الجنازة في الأوقات المكروهة
1903- عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - : أُتِيَ بِجِنَازَةٍ فَلَم يُصَلَّى عَلَيْهَا حَتَّى ارْتَفَعَ النَّهَارُ.
رواه مُسَدَّد موقوفا.
1903/2- وإسحاق بإسناد حسن ولفظه : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ ، قَالَ : انْصَرَفْنَا لِجَنَازَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ مِنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ ، وَعَلَى النَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ ، فَأَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهَا ، فَقَامَ ابْنُ عُمَرَ فَصَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : لاَ تُصَلُّوا عَلَى جَنَائِزِكُمْ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ ، فحبس الإمام الناس.
1903/3- والبيهقي في الكبرى ولفظه : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ @

(2/468)


أَبِي سَلَمَةَ تُوُفِّيَتْ ، وَطَارِقٌ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ ، فَأُتِيَ بِجَنَازَتِهَا بَعْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ ، فَوُضِعَتْ بِالْبَقِيعِ ، قَالَ : وَكَانَ طَارِقٌ يُغَلِّسُ بِالصُّبْحِ ، قَالَ ابْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ : فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ لأَهْلِهَا : إِمَّا أَنْ تُصَلُّوا عَلَى جَنَازَتِكُمُ الآنَ ، وَإِمَّا أَنْ تَتْرُكُوهَا حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ.
وأصله في صحيح مسلم وأصحاب السنن الأربعة من حديث عقبة بن عامر .
ورواه الحاكم والبيهقي موقوفًا من حديث أبي برزة وأنس بن مالك.
1904- وَعَنْ عَنْبَسَة الْوَزَّان ، قَالَ : كُنْتُ فِي جَنَازَةٍ فِيهَا بُدَيْلٌ ، وَالشَّمْسُ مُصْفَرَّةٌ عَلَى أَطْرَافِ الْحِيطَانِ ، فَقَالَ بُدَيْل : لاَ تُصَلُّوا هَذِهِ السَّاعَةَ ، فَقَالَ أَبُو لُبَابَة : صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَلَى جَنَازَةٍ هَذِهِ السَّاعَةَ.
رواه مُسَدَّد : عن يحيى عنه به.
28 - باب الصلاة على الجنازة في المسجد وعلى من أقر بالإسلام
1905- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَلاَ شَيْءَ لَهُ قَالَ صَالِحٌ : وَأَدْرَكْتُ رِجَالاً مِمَّنْ أَدْرَكُوا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَبَا بَكْرٍ إِذَا جَاؤُوا فَلَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يُصَلُّوا فِي الْمَسْجِدِ رَجَعُوا فَلَمْ يُصَلُّوا .
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ
1905/2- وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى فذكره إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : قَالَ صَالِحٌ : فَرَأَيْتُ الْجِنَازَةَ تُوضَعُ فِي الْمَسْجِدِ ، فَرَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا لَمْ يَجِدْ مَوْضِعًا إِلاَّ فِي الْمَسْجِدِ انْصَرَفَ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا .@

(2/469)


وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَةَ دُونَ قَوْلِهِ : قَالَ صَالِحٌ ... إِلَى آخِرِهِ وَفِي بَعْضِ نُسَخِ أَبِي دَاوُدَ : فَلاَ شَيْءَ عَلَيْهِ .
وَحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا مُخَالِفٌ لِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الأربعة من حديث عائشة أنها قَالَتْ : لَمَّا تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ أَرْسَلَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَمُرُّوا بِجِنَازَتِهِ فِي الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّينَ عَلَيْهِ ، فَفَعَلُوا فَوَقَفَ بِهِ عَلَى حِجْرِهِنَّ يُصَلِّينَ عَلَيْهِ ، وَأُخْرِجَ مِنْ بَابِ الْجَنَائِزِ الَّذِي كَانَ إِلَى الْمَقَاعِدِ فَبَلَغَهُنَّ أَنَّ النَّاسَ عَأبو أ ذَلِكَ ، وَقَالُوا : مَا كَانَتِ الْجَنَائِزُ يُدْخَلُ بِهَا الْمَسْجِدَ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَةَ ، فَقَالَتْ : مَا أَسْرَعَ النَّاسَ أَنْ يَعِيبُوا مَا لاَ عِلْمَ لَهُمْ بِهِ عَابُوا عَلَيْنَا أَنْ نَمُرَّ بِجِنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ وَمَا صَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى سُهَيْلِ بْنِ بَيْضَاءَ وَأَخِيهِ إِلاَّ فِي الْمَسْجِدِ .
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : حَديِثُ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ ، وَهُوَ مِمَّا يُعَدُّ فِي أَفْرَادِ صَالِحٍ ، وَحَدِيثُ عَائِشَةَ أَصَحُّ مِنْهُ ، وَصَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ مُخْتَلِفٌ فِي عَدَالَتِهِ كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يُجَرِّحُهُ .
1906- وعَنْ مُغِيرَةٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : إِذَا أَقَرَّ بِالإِِسْلاَمِ ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يُصَلَّ صُلِّيَ عَلَيْهِ.
1906/2- وَعَنْهُ : فِي الَّذِي يُسْبَى ثُمَّ يُقِرُ بِالإسْلامِ ثُمَّ يَمُوتُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّي . قَالَ : يُصَلَّى عَلَيْهِ.
رواه مُسَدَّد ورجاله ثقات.
1907- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ غُلاَمٌ - شَابٌّ يَهُودِيٌّ - يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَمَرِضَ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَعُودُهُ فَقَالَ : أَتشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ الله ؟ قَالَ : فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى أَبِيهِ ، فَقَالَ لَهُ : قُلْ كَمَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ ، قال : فقبل ثمّ مات ، فقال النبي صَلى الله عَلَيه وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ : صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ . وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الإِيمَانِ فِي بَابِ أُصُولِ الدِّينِ.@

(2/470)


29- باب الصلاة على من أعان على خير أو أُثني عليه خيرا
1908- عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، أَنَّ أَبَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيِّ ، حَدَّثَهُ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَائِذٍ ، يَقُولُ : خَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَلَمَّا وُضِعَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : يَا رَسُولَ الله ، لاَ تُصَلِّ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ رَجُلٌ فَاجِرٌ ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : هَلْ رَآهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الإِسْلاَمِ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : نَعَمْ يَا رَسُولَ الله ، حَرَسَ مَعَنَا لَيْلَةً فِي سَبِيلِ الله ، فَصَلَّى عَلَيْهِ وَحَثَى عَلَيْهِ التُّرَابَ فَقَالَ : أَصْحَابُكَ يَظُنُّونَ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَقَالَ : يَا عُمَرُ ، إِنَّكَ لاَ تَسْأَلُ عَنْ أَعْمَالِ النَّاسِ ، وَلَكِنْ تُسْأَلُونَ عَنِ الصَّلاَةِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
1909- وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلُّمَ إِذَا دُعِيَ إِلَى جِنَازَةٍ سَأَلَ عَنْهَا ، فَإِنْ أُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا صَلَّى عَلَيْهَا ، وَإِنْ أُثْنِيَ غَيْرَ ذَلِكَ قَالَ : شَأْنُكُمْ بِهَا وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(2/471)


30- باب في الصلاة على من عليه دين
1910- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ مَاتَ وَتَرَكَ دِينَارًا أَوْ دِينَارَيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيَّةٌ أَوْ كَيَّتَانِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
1910/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَلَفْظُهُ : أَنَّ رَجُلاً تُوُفِّيَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَتَرَكَ دِينَارَيْنِ دينًا عَلَيْهِ وَلَيْسَ لَهُ وَفَاءٌ ، فَأَبَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ وَقَالَ : صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو قَتَادَةَ ، فَقَالَ : أَنَا أَقْضِي عَنْهُ فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَصَلَّى عَلَيْهِ.
1911- وَعَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَصْرَمَ ، سَمِعْتُ عَلِيًّا ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، يَقُولُ : مَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فَقِيلَ : يَا رَسُولَ الله تَرَكَ دِينَارًا أَوْ دِرْهَمًا فَقَالَ : كَيَّتَانِ ، صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ ، وَأَبوُ بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
1912- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : حَضَرْتُ جِنَازَةً فِيهَا @

(2/472)


النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا وُضِعَتْ سَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَعَلَيْهِ دَيْنٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : فَعَدَلَ عَنْهَا وَقَالَ : صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ فَلَمَّا رَآهُ عَلِيٌّ قَفَّا قَفَّا فَقَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، بَرِئَ مِنَ دَيْنِهِ أَنَا ضَامِنٌ لِمَا عَلَيْهِ فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ جَزَاكَ الله وَالإِسْلاَمُ خَيْرًا ، فَكَّ الله رِهَانَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا فَكَكْتَ رِهَانَ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ ، لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقْضِي عَنْ أَخِيهِ المسلم دَيْنَهُ إِلاَّ فَكَّ الله رِهَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَلِعَلِيٍّ خَاصَّةً ؟ قَالَ : لاَ بَلْ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ.
1913- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِرَجُلٍ لِيُصَلِّي عَلَيْهِ فَقَالَ : عَلَيْهِ دَيْنٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : إِنْ ضَمِنْتُمْ دَيْنَهُ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لضعف صَدَقَةَ بْنِ عِيسَى - أَوْ عِيسَى بْنِ صَدَقَةَ.
1913/2- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : عَنْ عِيسَى بْنِ صَدَقَةَ بْنِ عَبَّادٍ الْيَشْكُرِيُّ ، قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقُلْنَا لَهُ حَدِّثْنَا حَدِيثًا يَنْفَعُنَا الله بِهِ ، فَسَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ ، وَلاَ دَيْنَ عَلَيْهِ فَلْيَفْعَلْ ، فَإِنِّي رَأَيْتُ نَبِيَّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأُتِيَ بِجِنَازَةِ رَجُلٍ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ ، فَقَالَ : لاَ أُصَلِّي عَلَيْهِ حَتَّى تَضْمَنُوا دَيْنَهُ ، فَإِنَّ صَلاَتِي عَلَيْهِ تَنْفَعُهُ فَلَمْ يَضْمَنُوا دَيْنَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ ، قَالَ : إِنَّهُ مُرْتَهَنٌ فِي قَبْرِهِ .
وَسَيَأْتِي فِي بَابِ الْقَرْضِ.
1914- عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَبْدٌ أَسْوَدٌ ، فَمَاتَ ، فَأوذِنَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : انْظُرُوا هَلْ تَرَكَ شَيْئًا قَالُوا : دِينَارَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيَّتَانِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(2/473)


31- باب في الصلاة على أهل المعاصي والمنافقين والأطفال وولد الزنا
فيه حديث أبي هريرة وسيأتي في باب الرخصة في الصوم.
1915- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ : مَنْ كَانَ مُضْعَفًا - أَوْ مُصْعَبًا - فَلْيَرْجِعْ وَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى بِذَلكِ فَرَجَعَ النَّاسُ وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ عَلَى بَكْرٍ صَعْبٍ ، فَمَرَّ مِنَ اللَّيْلِ عَلَى سَوَادٍ فَنَفَرَ بِهِ فَصَرَعَهُ فَوَقَصَهُ ، فَلَمَّا جِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا شَأْنُ صَاحِبِكُمْ ؟ قَالُوا : كَانَ مِنْ أَمْرِهِ كَذَا وَكَذَا قَالَ : يَا بِلاَلُ مَا كُنْتَ أَذَّنْتَ فِي النَّاسِ مَنْ كَانَ مُضْعَفًا - أَوْ مُصْعَبًا - فَلْيَرْجِعْ ؟ قَالَ : بَلَى قَالَ : فَأَبَى أَنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ.
1916- وعن حذيفة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : مات رجل من المنافقين فلم أصل عليه ، قال : فقال عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : ما منعك أن تصلي عليه ؟ قال : قلت : إنه منهم ، فقال : أباللّه منهم أنا ؟ قلت : لا ، فبكى.
رواه مُسَدَّد بسند صحيح.
1917- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَرَادَ أَنْ يُصَلِّي عَلَى عَبْدِ الله بْنِ أُبَيٍّ , فَأَخَذَ جِبْرِيلُ بِثَوْبِهِ فَقَالَ : وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا ، وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ يَزِيدُ بْنُ أَبَانٍ الرَّقَاشِيُّ , وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.@

(2/474)


1918- وَعَن نَافِع قَالَ : صَلَّى ابْنُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَلَى مَوْلُودٍ فِي الدَّارِ ، ثُمَّ بَعَثَ بِهِ فَدُفِنَ . فَقُلْتُ لِنَافِعٍ : أَكَانَ اسْتَهَلَّ ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي.
رواه مُسَدَّد بسند صحيح.
1919- وعَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، أَنَّهُ شَهِدَ ابْنَ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - فِي جَنَازَةٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يُوَشْوِشُونَ : هُوَ ابْنُ زِنْيَةٍ ، قَالَ : فَكَانَ يُقَالُ : هُوَ شَرُّ الثَّلاَثَةِ ، قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ : لاَ ، هُوَ خَيْرُ الثَّلاَثَةِ.
رواه مُسَدَّد ، وله شاهد من حديث النعمان بن بشير ، وسيأتي في باب الصلاة على المرأة.
32- باب في الصلاة على القبر
1920- عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ مَعْرُورٍ تُوُفِّيَ قَبْلَ قُدُومِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمَدِينَةَ فَلَمَّا قَدِمَ صَلَّى عَلَيْهِ.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ مرسلاً
1920/2- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ مَرْفُوعًا وَلَفْظُهُ : عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى عَلَى قَبْرِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ.
1921- عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِقَبْرٍ حَدِيثٍ فَقَالَ : مَا هَذَا الْقَبْرُ ؟ قَالُوا : قَبْرُ فُلاَنَةَ قَالَ : فَهَلاَّ آذَنْتُمُونِي ! قَالُوا : كُنْتَ نَائِمًا فَكَرِهْنَا أَنْ نُوقِظَكَ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَلاَ تَفْعَلُوا ، ادْعُونِي لِجَنَائِزِكُمْ فَصَفَّ عَلَيْهَا صَفًّا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.@

(2/475)


1921/2- وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَلَفْظُهُ : أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تُلَقِّطُ الْقَصَبَ وَالأَذَى مِنَ الْمَسْجِدِ فَمَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِقَبْرِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا.
وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ دُونَ قَوْلِهِ : كُنْتُ نَائِمًا ... إِلَى آخِرِهِ ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ ، وَابْنِ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ.
1922- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَعُودُ فُقَرَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ إِذَا مَاتُوا قَالَ : فَتَوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعَوَالِي ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا حُضِرَتْ فَآذِنُونِي بَهَا قَالَ : فَأَتَوْهُ لَيُؤْذِنُوهُ بِهَا فَوَجَدُوهُ نَائِمًا وَقَدْ ذَهَبَ اللَّيْلُ ، فَكَرِهُوا أَنْ يُوقِظُوهُ ، وَتَخَوَّفُوا عَلَيْهِ ظُلْمَةَ اللَّيْل وَهَوَامَ الأَرْضِ ، فَدَفَنُوهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ سَأَلَ عَنْهَا ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله أَتَيْنَاكَ لِنُؤْذِنَكَ بِهَا فَوَجَدْنَاكَ نَائِمًا فَكَرِهْنَا أَنْ نُوقِظَكَ وَتَخَوَّفْنَا عَلَيْكَ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ وَهَوَامَ الأَرْضِ فَدَفَنَّاهَا قَالَ : فَمَشَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى قَبْرِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَكَبَّرَ أَرْبعًا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1922/2- وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ بِلَفْظِ : أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ قَالَ : أَخْبَرَنيِ رِجَالٌ @

(2/476)


مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَزُورُ ضَعَفَةَ الْمُسْلِمِينَ وَمَسَاكِينَهُمْ وَيُصَلِّي عَلَيْهِمْ ، وَلاَ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ أَحَدٌ غَيْرُهُ ، وَأَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْعَوَالِي طَالَ سَقَمُهَا ، وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَسْأَلُ عَنْهَا مَنْ حَضَرَ مِنْ جِيرَانِهَا ، وَأَمَرَهُمْ إِنْ حَدَثَ بِهَا حَدَثٌ أَنْ يُؤْذِنُوهُ بِهَا لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَّ تِلْكَ الْمَرْأَةَ تُوُفِّيَتْ لَيْلاً فَاحْتَمَلُوهَا ، فَأَتَوْا بِهَا مَوْضِعَ الْجَنَائِزِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَمَا أَمَرَهُمْ ، فَوَجَدُوا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَائِمًا ، فَكَرِهُوا أَنْ يُهَيِّجُوهُ مِنْ نَوْمِهِ ، فَصَلَّوْا عَلَيْهَا ، ثُمَّ احْتَمَلُوهَا فَدَفَنُوهَا ، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَأَلَ عَنْهَا مَنْ حَضَرَ مِنْ جِيرَانِهَا ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهَا تُوُفِّيَتْ لَيْلاً ، وَأَنَّهُمُ احْتَمَلُوهَا فَوَضَعُوهَا مَوْضِعَ الْجَنَائِزِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَمَا أَمَرَهُمْ ، فَوَجَدُوهُ نَائِمًا ، فَكَرِهُوا أَنْ يُهَيِّجُوهُ مِنْ نَوْمِهِ فَقَالَ : وَلِمَ فَعَلْتُمْ ؟ قُومُوا فَقَامُوا ، فَصَفَّ عَلَيْهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَمَا يَصُفُّ عَلَى الْجَنَائِزِ وَصَفُّوا خَلْفَهُ ، ثُمَّ كَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ , وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى.
33- باب الصلاة على الغائب والنفساء وما جاء في شق بطن المرأة والولد في بطنها
فيه حديث أنس بن مالك , وسيأتي في فضل سورة الإخلاص.
1923- وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَتَاهُ مَوْتُ النَّجَاشِيِّ ، فَقَالَ : إِنَّ أَخَاكُمْ مَاتَ بِغَيْرِ أَرْضِكُمْ فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ ، فَصَفَّهُمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَلْفَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
1923/2- وَابْنُ مَاجَةَ ، وَلَفْظُهُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَرَجَ بِهِمْ فَقَالَ : صَلُّوا عَلَى أَخٍ لَكُمْ مَاتَ بِغَيْرِ أَرْضِكُمْ قَالُوا : مَنْ هُوَ ؟ قَالَ : النَّجَاشِيُّ .
وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَجَابِرِ بْنِ عبد الله وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَفِي مُسْلِمٍ وَالتِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ.@

(2/477)


1924- وَعَنْ أَبِي قُلاَبَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ تُوُفِّيَ فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ - أَوْ قُومُوا فَادْعُوا لَهُ.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ مُرْسَلاً , وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1925- وَعَنْ جَرِيرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1926- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ حُدَيْجِ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مُرْسَلٌ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ فِي بَابِ فَضْلِ النَّجَاشِيِّ وَأَصْحَابِهِ.
1927- وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : صَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى امْرَأَةٍ مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا مِنَ الزِّنَا وَعَلَى وَلَدِهَا.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ فِيهِ جَابِرٌ الْجَعْفِيُّ.@

(2/478)


1928- وَعَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى عَلَى أُمِّ فُلاَنٍ فِي نِفَاسِهَا فَقَامَ وَسَطَهَا.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَهُوَ فِي الصَّحيِحَيْنِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ بُرَيْدَةَ , عَنْ سَمُرَةَ.
1929- وَعَنْ مُغِيرَةَ ، قَالَ : قَالَتْ أُمُّ سِنَان بْن أبي حَارِثَة : إِذَا أَنَا مِتَّ فَشُقُّوا بَطْنِي ، فَإِنَّ فِيهِ سَيِّدَ غَطَفَانَ ، قَالَ : فمَاتَت فَشَقُّوا بَطْنَهَا فَاسْتَخْرَجُوا سِنَانًا.
رواه أحمد بن منيع ، عن جرير , عنه به.
وقريب من هذه حكاية محمد بن سويد الفهري الراوي عن حذيفة بن اليمان صلاة الليل ، قال فيه أبوحاتم : ماتت أمه وهو يركض في بطنها ، فبقر بطنها وأخرج حيًّا.
34- باب فيمن صلى عليه مئة رجل
1930- عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّي عَلَى الْجِنَازَةِ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ : اجْتَهِدُوا لأَخِيكُمْ فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مِئَةُ رَجُلٍ أُمَّةٌ ، وَمَا صَلَّى مِئَةٌ قَطُّ إِلاَّ وَهَبَ الله لَهُمْ خَطَايَاهُ وَشَفَّعَهُمْ فِيهِ.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ بِسَنَدٍ فِيهِ انْقِطَاعٌ.
1930/2- وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَلَفْظُهُ : أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ إِذَا جِيءَ بِالْمَيِّتِ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، اسْتَقْبَلَهُمْ بِوَجْهِهِ فَقَالَ : إِنَّكُمْ جِئْتُمْ شُفَعَاءَ ، فَاشْفَعُوا لَهُ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مِئَةُ رَجُلٍ أُمَّةٌ ، وَلَنْ تَجْتَمِعَ أُمَّةٌ فَيُخْلِصُونَ الدُّعَاءَ لِمَيِّتِهِمْ إِلاَّ وَهَبَ الله لَهُمْ ذُنُوبَهُ وَغَفَرَ لَهُمْ .
لَكِنَّ الْحَدِيثَ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ , رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ.
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.
وَقَدْ رُوِيَ : مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جِنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلاً لاَ يُشْرِكُونَ بِالله شَيْئًا إِلاَّ شَفَّعَهُمُ الله فِيهِ . رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.@

(2/479)


35- باب حمل الجنازة والصمت عندها
1931- عَنْ ثَوْبَانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً فَأَخَذَ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ الأَرْبَعِ غُفِرَ لَهُ أَرْبَعُونَ ذَنْبًا كُلُّهَا كَبِيرَةٌ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ سِوَارِ بْنِ مُصْعَبٍ.
1932- وَعَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فِي جِنَازَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَائِمًا بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ ، وَاضِعًا السَّرِيرَ عَلَى كَاهِلِهِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى , وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَرَوَى فِيهِ : أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ كَانَ يَحْمِلُ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ سَرِيرَ أُمِّهِ فَلَمْ يُفَارِقْهُ حَتَّى وَضَعَهُ وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ فِي جِنَازَةِ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ قَائِمًا بَيْنَ قَائِمَتَيِ السَّرِيرِ وَأَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَحْمِلُ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ سَرِيرَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَأَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَمَلَ بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرٍ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ.
1933- وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الله يُحِبُّ الصَّمْتَ عِنْدَ ثَلاَثٍ : عِنْدَ تِلاَوَةِ الْقُرْآنِ ، وَعِنْدَ الزَّحْفِ ، وَعِنْدَ الْجِنَازَةِ.
َرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ .
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى.@

(2/480)


36- باب في المشي أمام الجنازة وخلفها وحملها والقيام معها إلى أن تدفن
فيه حديث عبد الله بن عمرو ، وتقدم في باب لزوم المساجد وفيه حديث أبي سعيد وتقدم في عيادة المريض , وفي فضل الصلاة على الجنائز , وتقدم فيه عن أبي هريرة وابن عمر ، وحديث أبي أيوب وسيأتي في الأدب في باب حق المسلم على المسلم وفيه حديث أبي أيوب.
1934- وَعَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى السَّائِبِ ، أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ ، وَعُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَمْشِيَانِ أَمَامَ الْجِنَازَةِ بِأَعْلَى مَكَّةَ يَتَقَدَّمَانِ فَيَجْلِسَانِ ، فَإِذَا جَازَتْ بِهِمَا قَامَا.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَابْنِ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
1935- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ لِعَلِيٍّ - رضي الله عنهمْ - يَا أَبَا الْحَسَنِ أَخْبِرْنَا عَنِ الْمَشْيِ مَعَ الْجَنَازَةِ أَيُّ ذَلِكَ أَفْضَلُ ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ : وَالله إِنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا عَلَى الْمَاشِي أَمَامَهَا كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَوَالله مَا جَلَسْتُ مُنْذُ شَهِدْتُ جِنَازَةً شَهِدَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، فَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ ، وَعُمَرَ يَمْشِيَانِ أَمَامَهَا فَقَالَ : يَغْفِرُ الله لَهُمَا إِنَّ خِيَارَ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، ثُمَّ الله أَعْلَمُ بِالْخَيْرِ أَيْنَ هُوَ ؟ وَلَئِنْ كُنْتَ رَأَيْتَهُمَا فِعْلاَ ذَلِكَ لَقَدْ فَعَلاَ وَهُمَا يَعْلَمَانِ أَنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا عَلَى الْمَاشِي أَمَامَهَا كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ كما تعلم أن دون الغد ليلة , وَلَكِنَّهُمَا أَحَبَّا أَنْ يُبْسَطَ النَّاسُ ، وَكَرِهَا أَنْ يَتَضَايَقُوا ، وَقَدْ عَلِمَا أَنَّهُمَا يُقْتَدَى بِهِمَا قَالَ : يَا أَبَا الْحَسَنِ فَأَخْبِرْنِي عَنْ حَمْلِ الْجَنَازَةِ @

(2/481)


أَوَاجِبٌ عَلَى مَنْ شَهِدَهَا ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنَّهُ خَيْرٌ فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ ، فَإِذَا كُنْتَ مَعَ جِنَازَةٍ فَقَدِّمْهَا بَيْنَ يَدَيْكَ وَاجْعَلْهَا نُصْبًا بَيْنَ عَيْنَيْكَ ، فَإِنَّمَا هِيَ مَوْعِظَةٌ وَتَذْكِرَةٌ وَعِبْرَةٌ ، فَإِذَا بَدَا لَكَ أَنْ تَحْمِلَهَا فَانْظُرْ مُؤَخَّرَ السَّرِيرِ الأَيْسَرِ فَاجْعَلْهُ عَلَى مِنْكَبِكَ الأَيْمَنِ ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ فَقُمْ ، وَلاَ تَقْعُدْ ، فَإِنَّكَ تَرَى أَمْرًا عَظِيمًا ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : أَخُوكَ أَخُوكَ كَانَ يُنَافِسُكَ فِي الدُّنْيَا وَيُشَاحِنُكَ فِيهَا ، تُضَايِقُ بِهِ سُهُولَةَ الأَرْضِ قُصُورًا ، أُدْخِلَ فِي قَبْرٍ تَحْتَ جَوْفِ قَبْرٍ مُحَرَّبٍ عَلَى جَنْبِهِ فَقُمْ ، وَلاَ تَقْعُدْ حَتَّى يُسَنَّ عَلَيْهِ التُّرَابُ سَنَّا فَإِنْ لَمْ يَدَعِ النَّاسُ وَلَيْسُوا بِتَارِكِيكَ وَقَالُوا : مَا هَذَا وَالله بِشَيْءٍ ، فَقُمْ ، وَلاَ تَقْعُدْ حَتَّى يُدَلَّى فِي حُفْرَتِهِ وَإِنْ قَاتَلُوكَ قِتَالاً.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُطَرَّحِ بْنِ يَزِيدَ وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ بِسَنَدٍ فِيهِ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ.
1936- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ ، عَادَ حَسَنًا ، وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ ... الْحَدِيثَ ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : مَا تَقُولُ فِي الْمَشْيِ أَمَامَ الْجَنَازَةِ ؟ فَقَالَ : فَضْلُ الْمَاشِي خَلْفَهَا عَلَى الْمَاشِي أَمَامَهَا كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ . قَالَ : فَإِنِّي رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ ، وَعُمَرَ يَمْشِيَانِ أَمَامَهَا ، فَقَالَ : إِنَّهُمَا كَرِهَا أَنْ يُحْرِجَا النَّاسَ.
رواه إسحاق بن راهويه.
1936/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَلَفْظُهُ : أَنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ عَادَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : @

(2/482)


أَتَعُودُ الْحَسَنَ وَفِي نَفْسِكَ مَا فِيهَا ؟! قَالَ : فَقَالَ لَهُ عَمْروٌ : لَسْتَ بِرَبِّي تَصْرِفُ قَلْبِيَ حَيْثُ شِئْتَ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : أَمَّا ذَاكَ الْحَدِيثُ فَلاَ يَمْنَعُنَا أَنْ نُؤَدِّي إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا مِنْ مُسْلِمٍ عَادَ أَخَاهُ إِلاَّ ابْتَعَثَ الله لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ مِنْ أَيِّ سَاعَاتِ النَّهَارِ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَمِنْ أَيِّ سَاعَاتِ اللَّيْلِ حَتَّى يُصْبِحَ فَقَالَ لَهُ عَمْروٌ : فَكَيْفَ تَقُولُ فِي الْمَشْيِ مَعَ الْجِنَازَةِ بَيْنَ يَدَيْهَا أَوْ خَلْفَهَا ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : إِنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا عَلَى بَيْنَ يَدَيْهَا كَفَضْلِ صَلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ فِي الْجَمَاعَةِ عَلَى الْوحدَةِ فَقَالَ عَمْروٌ : فَإِنِّي رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ ، وَعُمَرَ يَمْشِيَانِ أَمَامَ الْجِنَازَةِ فَقَالَ عَلِيٌّ : إِنَّمَا كَرِهَا أَنْ يُحْرِجَا النَّاسَ.
وَرَوَاهُ الْحَارِثُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ , وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مُخْتَصَرًا.
وَتَقَدَّمَ فِي عِيَادَةِ الْمَرِيضِ.
37- باب في الإسراع بالجنازة وتركه ، وما جاء في اتباع النساء الجنائز
1937- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : أَوْصَانِي أَبُو هُرَيْرَة إِذَا أَنَا متُّ فَلا تَضْرِبُوا عَليَّ فسطاطًا ، ولاَ تُتْبِعُونِي بنار ، وَأَسْرِعُوا بِي ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ : قَدِمُونِي ، قَدِمُونِي . وإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ : يا ويله أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِه.
رواه أبو داود الطيالسي ، وأحمد بن منيع ، وأحمد بن حنبل ، وابن حبان في صحيحه ورواه أصحاب الكتب الستة بغير هذا اللفظ.@

(2/483)


1938- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي جِنَازَةٍ أَمْشِي ، فَإِذَا مَشَيْتُ سَبَقَنِي فَأُهَرْوِلُ فَأَسْبِقُهُ ، فَالْتَفِتُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ خَلْفِي ، فَقُلْتُ : تُطْوَى لَهُ الأَرْضُ وَخَلِيلُ الرَّحْمَنِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1939- وَعَنْ أَبِي مُوسَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ وَهِيَ يُسْرَعُ بِهَا وَهِيَ تُمَخِّضُ تمَخضُ الزِّقُّ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ فِي الْمَشْيِ بِجَنَائِزِكُمْ - قَالَهَا مَرَّتَيْنِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَمُسَدِّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَرَوَى ابْنُ مَاجَةَ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ فَقَطْ ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِتَمَامِهِ . قال : وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّهُ أَوْصَى فَقَالَ : إِذَا انْطَلَقْتُمْ بِجِنَازَتِي فَأَسْرِعُوا بِي الْمَشْيَ . قَالَ : وَفِي ذَلِكَ دِلاَلَةٌ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِمَا رَوَيْنَا هَا هُنَا - إنْ ثبت - كَرَاهِيَةَ شِدَّةِ الإِسْرَاعِ.
1940- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي جِنَازَةٍ فَرَأَى نِسْوَةً ، فَقَالَ : أَتَحْمِلْنَهُ ؟ قُلْنَ : لاَ قَالَ : أَتُدْلِينَهُ ؟ قُلْنَ : لاَ قَالَ : فَارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ .
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَأَصْلِهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ وَتَقَدَّمَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي بَابِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ.@

(2/484)


38- باب القيام للجنازة
1941- عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَخْبَرَةَ قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَلِيٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، نَنْتَظِرُ إِذْ مَرَّتْ بِنَا جِنَازَةٌ فَقُمْنَا لَهَا فَقَالَ : مَا هَذَا ؟! مَا تَأْتُونَنَا بِهِ يا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ ، أن رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِذَا مَرَّتْ بِكُمْ جِنَازَةُ مُسْلِمٍ أَوْ يَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ فَقُومُوا لَهَا ، فَإِنَّا لَسْنَا نَقُومُ لَهَا وَلَكِنْ نَقُومُ لِمَنْ مَعَهَا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ عَلِيٌّ : مَا فَعَلَهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلاَّ مَرَّةً ، كَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ كَانَ يَتَشَبَّهُ بِهِمْ فِي الشَّيْءِ ، فَإِذَا نُهِيَ انْتَهَي.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ . وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَبْيَةَ مُخْتَصَرًا .
1941/2- وَمُسَدَّدُ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا إِلَى أَنْ قَالَ : فَقَالَ عَلِيٌّ : مَا فَعَلَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَطُّ غَيْرَ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ لِيَهُودِيٍّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، ثُمَّ لَمْ يَعُدْ ، وَكَانَ إِذَ نُهِيَ انْتَهَي .
وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
1942- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِذَا مَرَّتْ بِأَحَدِكُمْ جِنَازَةٌ فَلْيَقُمْ حَتَّى تُخَلِّفَهُ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.@

(2/485)


1943- وَعَنْهُ عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِذَا رَأَيْتَ الْجِنَازَةَ فَقُمْ ، أَوْ قَالَ : قِفْ ، حَتَّى تُجَاوِزَ قَالَ : وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا رَأَى جِنَازَةً قَامَ حَتَّى تَجَاوَزَهُ قَالَ : وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا خَرَجَ فِي جِنَازَةٍ وَلَّي ظَهْرَهُ إِلَى الْمَقَابِرِ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ . وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى دُونَ قَوْلِهِ : وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا رَأَى جِنَازَةً ... إِلَى آخِرِهِ.
1944- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، تَمُرُّ بِنَا جِنَازَةُ الْكَافِرِ فَنَقُومُ لَهَا ؟! قَالَ : نَعَمْ ، فَقُومُوا لَهَا فَإِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَقُومُونَ لَهَا إِنَّمَا تَقُومُونَ إِعْظَامًا لِلَّذِي يَقْبِضُ النُّفُوسَ.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ.
1945- وَعَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، أَنَّهُ رَأَى جِنَازَةً ، فَلَمَّا رَآهَا ، قَامَ قَالَ : رَأَيْتُ عُثْمَانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَفْعَلُهُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(2/486)


39- باب في اللحد ووضع الميت فيه وبسط الرداء تحته والدعاء إذا وضع في قبره وصفة ما يصنع به
1946- عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَلْحِدُوا ، وَلاَ تَشُقُّوا ، فَإِنَّ اللَّحْدَ لَنَا وَالشِّقُّ لِغَيْرِنَا.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَفِي سَنَدِهِ عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ , وَهُوَ ضَعِيفٌ.
1946/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَفِي سَنَدِهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَلَفْظُهُ : كنا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَنَحَّاهُ الْقَوْمُ عَنْهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعُوهُ فَقَالَ : جِئْتُ لِتُخْبِرَنِي عَنِ الإِسْلاَمِ فَأَخْبَرَهُ وَعَلَّمَهُ ، ثُمَّ سَارَ مَعَهُ فَوَقَعَتْ بِهِ بَكْرَتُهُ - يَعْنِي نَاقَتَهُ - فِي جُحْرِ ضَبٍّ ، فَوَقَصَتْ عُنُقُهُ ، فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : رَحِمَهُ الله عَمِلَ قَلِيلاً وَأُجِرَ كَثِيرًا فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَلْحَدُوا قَالُوا : يَا رَسُولَ الله أَنَلْحَدُ أَوْ نَشُقُّ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللَّحْدُ لَنَا وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا.
وَرَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَابْنُ مَاجَةَ وَالْبَيْهَقِيُّ مُخْتَصَرًا.
1947- وَعَنْ عَبد الله بْن عَبد الله بْنِ الأَصَمِّ ، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ ، قَالَ : لَمَّا مَاتَتْ مَيْمُونَةُ - وَهِيَ خَالَتُهُ - أَخَذْتُ رِدَائِي فَبَسَطْتُهُ فِي لَحْدِهَا ، فَأَخَذَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَرَمَى بِهِ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح على شرط مسلم.
1948- وعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : أَوْصَانِي عُمَرُ فَقَالَ : إِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي فَأَفِضْ بِخَدِّي إِلَى الأَرْضِ ، حَتَّى لاَ يَكُونَ بَيْنَ جِلْدِي وَبَيْنَ الأَرْضِ شَيْءٌ.
رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف لضعف مجالد.@

(2/487)


1949- وعَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ ، قَالَ : وَكَانَ أَنَسٌ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إِذَا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِي الْقَبْرِ قَالَ : اللَّهُمَّ جَافِ الأَرْضَ عَنْ جَنْبَيْهِ ، وَوَسِّعْ عَلَيْهِ حُفْرَتَهُ.
رواه الحارث بن أبي أسامة عن العباس بن الفضل وهو ضعيف.
1949/2- ورواه أبو داود في سننه وأبو يعلى وعنه ابن حبان في صحيحه من طريق : أَبِي الصِّدِّيقِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنََّ رَسِوُلَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ إِذَا وَضَعَ الْمَيِّتَ فِي قَبْرِهِ قَالَ : بِسْمِ الله وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
1950- وعُثْمَانُ بْنُ الشماخ - وَكَانَ ابْنُ أَخِي سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ - قَالَ : مَاتَ ابْنٌ لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَدْ سَعَى ، قَالَ : فَسَمِعَ بُكَاءً ، فَقَالَ : مَا هَذَا الْبُكَاءُ ؟ قَالُوا : عَلَى فُلاَنٍ ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ ، فَدَعَا بِطَسْتٍ - أَوْ بِعُسٍّ - فَغُسِّلَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ كُفِّنَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ لِمَوْلًى لَهُ : يَا فُلاَنُ ، اذْهَبْ إِلَى حُفْرَتِهِ ، فَإِذَا وَضَعْتَهُ فَقُلْ : بِسْمِ اللَّهِ ، وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَطْلِقْ عُقَدَ رَأْسِهِ وعُقَدَ رِجْلَيْهِ ، وَقُلِ : اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ ، وَلاَ تضلنا بَعْدَهُ.
رواه الحارث بسند ضعيف لضعف العباس.
40- باب القتيل يدفن حيث قتل ، وما جاء في تسوية القبور وألا يزاد على تراب الحفرة
1951- عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ مُعَيَّة السَّوَائِيِّ ، أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَتْلاَ عِنْدَ بَابِ بَنِي سَالِمٍ فَذَكَرَا للنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَمَرَ أَنْ يُدْفَنَا حَيْثُ قُتِلاَ ، فَاحْتُمِلاَ مِنْ حَيْثُ أُصِيبَا ، فَوَافَقَهُمْ ذَلِكَ مَقْبَرَةٌ عِنْدَ بَنِي هِلاَلٍ فَدُفِنَا هُنَالِكَ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَر.@

(2/488)


1952- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي جِنَازَةٍ ، فَقَالَ : أَيُّكُمْ يَأْتِي الْمَدِينَةَ فَلاَ يَدَعُ بِهَا وَحَدَّثَنَا إِلاَّ كَسَرَهُ ، وَلاَ صُورَةً إِلاَّ طلخها ، وَلاَ قَبْرًا إِلاَّ سَوَّاهُ ؟ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله أَنَا فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَكَأَنَّهُ هَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرَجَعَ ، فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَقَالَ : مَا أَتَيْتُكَ يَا رَسُولَ الله حَتَّى لَمْ أَدَعْ فِيَها وَثَنًا إِلاَّ كَسَّرْتُهُ ، وَلاَ قَبْرًا إِلاَّ سَوَّيْتُهُ ، وَلاَ صُورَةً إِلاَّ طلختها فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ عَادَ لِصَنْعَةِ شَيْءٍ منها ... فَقَالَ فِيهِ قَوْلاً شَدِيدًا ، وَقَالَ لَعَلِيٍّ يَا عَلِيُّ ، لاَ تَكُنْ فَتَّانًا ، وَلاَ مُخْتَالاً ، وَلاَ تَاجِرًا إِلاَ تَاجَرَ خَيْرٍ ، فَإِنَّ أُولَئِكَ الْمُسَوِّفُونَ فِي الْعَمَلِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ ، وَابْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَهُوَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ ، وَأَبِي دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيِّ بِاخْتِصَارٍ.
1953- وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَضَرَ مَيْتًا يُدْفَنُ ، فَقَالَ : لاَ تُثْقِلُوا صَاحِبَكُمْ قَالَ سُفْيَانُ : يَعْنِي أَلاَ يُزَادَ عَلَى تراب الحفرة وربما قال في الحديث : خففوا عن صاحبكم قال سُفْيَانَ : يَعْنِي مِنَ التُّرَابِ فِي الْقَبْرِ.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، مُعَنْعَنًا ، وَالتَّابِعِيُّ أَيْضًا مَجْهُولٌ .
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، رَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ في الكبرى.@

(2/489)


41- باب السؤال في القبر وما جاء في ضمة القبر وضغطته
فيه حديث البراء بن عاذب وتميم الداري وقد تقدما في باب قبض روح المؤمن والكافر.
1954- وعن أبي هريرة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ قَالَ : إِذَا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِي قَبْرِهِ قَالَ : إِنَّهُ يَسْمَعُ خَفْقَ نعالهم حِينَ يُوَلُّونَ عَنْهُ ، فَإِذَا كَانَ مُؤْمِنًا كَانَتِ الصَّلاَةُ عِنْدَ رَأْسِهِ ، وَالصِّيَامُ عَنْ يَمِينِهِ ، وَالزَّكَاةُ عَنْ يَسَارِهِ ، وَفِعْلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَتَقُولُ الصَّلاَةُ مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ ، وَيُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ فَيَقُولُ الصِّيَامُ مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ ، وَيُؤْتَى عَنْ يَسَارِهِ فَتَقُولُ الزَّكَاةُ مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ ، وَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَيَقُولُ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصَّلاَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ : فَيُقَالُ : اجْلِسْ ، فَيَجْلِسُ قَدْ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ قَدْ دَنَتْ مِنَ الْغُرُوبِ ، فَيُقَالُ لَهُ : أَخْبِرْنَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الذَّيِ كَانَ فِيكُمْ ؟ مَاذَا تَقُولُ فِيهِ ؟ وَمَاذَا تَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهِ ؟ فَيَقُولُ : دَعُونِي أُصَلِّي ، فَيُقَالُ : أَخْبِرْنَا عَمَّا نَسْأَلُكَ عَنْهُ ، أَخْبِرْنَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ مَاذَا تَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهِ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ ، أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَنَّهُ جَاءَنَا بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الله ، فَيُقَالُ لَهُ : عَلَى ذَلِكَ حَيِيتَ ، وَعَلَى ذَلِكَ مِتَّ ، وَعَلَى ذَلِكَ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ : ذَاكَ مَقْعَدُكَ فِيهَا وَمَا أَعَدَّ الله لَكَ فِيهَا فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ فَيُقَالُ : ذَاكَ مَقْعَدُكَ فِيهَا وَمَا أَعَدَّ الله لَكَ فِيهَا لَوْ عَصَيْتَهُ ، فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي قَبْرِهِ وَيُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : {يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ...} الآيَةُ ثُمَّ يُعَادُ الْجَسَدُ لِمَا بَدَأَ مِنْهُ إِلَى التُّرَابِ - قَالَ مُحَمَّدٌ : فَحَدَّثَنِي @

(2/490)


عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ : فَنَامَ نَوْمَةَ الْعَرُوسِ لاَ يُوقِظُهُ إِلاَّ أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ ثُمَّ عَادَ إِلَى حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ : وَإِنْ كَانَ كَافِرًا أُتِيَ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَلاَ يُوجد لَهُ شيء ، وَيُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ فَلاَ يُوجد لَهُ شَيء ، وَيُؤْتَي عَنْ يَسَارِهِ فَلاَ يُوجد لَهُ شَيء ، وَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَلاَ يُوجد لَهُ شَيء ، فَقَالَ لَهُ : اجْلِسْ فَيَجْلِسُ خَائِفًا مَرْعُوبًا ، فَيُقَالُ لَهُ : أَخْبِرْنَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ مَاذَا تَقُولُ فِيهِ ؟ فَيَقُولُ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلاً فَقُلْتُ كَمَا قَالُوا ، فَيُقَالُ : عَلَى ذَلِكَ حَيِيتَ ، وَعَلَى ذَلِكَ مِتَّ وَعَلَى ذَلِكَ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا ، وَمَا أَعَدَّ الله لَكَ فِيهَا فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُورًا ، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ في قَبْرِهِ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إلى الْجَنَّةِ ، فَيُقَالُ لَهُ : ذَاكَ مَقْعَدُكَ مِنْها ، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا لَوْ أَطَعْتَهُ ، فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُورًا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ ، وَتِلْكَ الْمَعِيشَةُ الضَّنْكَةُ الَّتِي قَالَ الله - تَعَالَى - : {مَعِيشَةً ضَنْكًا} .
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِنَحْوِهِ.
1954/2- وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا قُبِرَ أَحَدُكُمْ - أَوْ قُبِرَ الإِنْسَانُ - أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ فَيُجْلِسَانِهِ ثُمَّ يَقُولاَنِ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ؟ - يَعْنِيَانِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - قَالَ : فَهُوَ قَائِلٌ لَهُمَا مَا كَانَ يَقُولُ فِي الدُّنْيَا ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا قَالَ : هُوَ عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ ، فَيَقُولاَنِ ، قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ قَالَ : ثُمَّ يَأْمُرَانِ الأَرْضَ فَتَنْفَسحُ لَهُ سَبْعِينَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ذِرَاعًا وَيُنَوَّرُ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَيَقُولاَنِ لَهُ : نَمْ فَيَقُولُ : دَعُونِي أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ فَيَقُولاَنِ لَهُ : نَمْ نَوْمَةَ الْعَرُوسِ الَّذِي لاَ يُوقِظُهُ إِلاَّ أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ : كُنْتُ أَسْمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَكُنْتُ أَقُولُهُ فَيَقُولاَنِ لَهُ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ كُنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ ثُمَّ يَأْمُرَانِ الأَرْضَ فَتَنْضَمُّ عَلَيْهِ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ قَالَ : فَلاَ يَزَالُ مَرْعُوبًا إِلى يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَدِّدٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ ، وَتَقَدَّمَ أَلْفَاظُهُم فِي بَابِ قَبْضِ رُوحِ الْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَالْبَزَّارُ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مُخْتَصَرًا.@

(2/491)


1955- وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : يَا عُمَرُ ، كَيْفَ بِكَ إِذَا أَنْتَ مِتَّ فَقَاسُوا لَكَ ثَلاَثَةَ أَذْرُعٍ وَشِبْر ، في ذراع وشبر ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْكَ فَغَسَّلُوكَ وَكَفَّنُوكَ وَحَنَّطُوكَ ، ثُمَّ احْتَمَلُوكَ حَتَّى يَضَعُوكَ فِيهِ ، ثُمَّ يُهِيلُوا عَلَيْكَ التُّرَابَ ، فَإِذَا انْصَرَفُوا عَنْكَ أَتَاكَ فَتَّانَا الْقَبْرِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ ، أَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ ، وَأَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ فَتَلْتَلاَكَ وَتَرتَرَاكَ وَهَوْلاَكَ ، فَكَيْفَ بِكَ عِنْدَ ذَلِكَ يَا عُمَرُ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ الله وَمَعِي عَقْلِي ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : إِذًا أَكْفِيكَهُمَا.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ مُرْسَلاً وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1956- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ - رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَكَرَ فَتَّانَ الْقَبْرِ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : أَتُرَدُّ إِلَيْنَا عُقُولُنَا يَا رَسُولَ الله ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نَعَمْ ، كَهَيْئَتِكُمُ الْيَوْمَ قَالَ عُمَرُ : فَبِفِيهِ الْحَجَرُ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
1957- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِحُبِّ الله سَعْدًا فَقَالَ : إِنَّمَا يَعْنِي السَّرِيرَ قَالَ : {وَرَفَعَ أبويهِ عَلَى الْعَرْشِ} ، قَالَ : تَفَسَّخَتْ أَعْوَادُهُ قَالَ : وَدَخَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَبْرَهُ فَاحْتَبَسَ فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ : يَا رَسُولَ الله ما حبسك ؟ قَالَ : ضُمَّ سَعْدٌ فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً ، فَدَعَوْتُ الله أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، إِلاَّ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فضيل بن غَزْوَانَ رَوَى عَنْهُ بَعْدَ الاِخْتِلاَطِ.@

(2/492)


1957/2- وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم :
هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ الْعَرْش لَهُ ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ ، لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ، ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ.
1958- وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةٍ لَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا لَنَجَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
1959- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى عَلَى صَبِيَّةٍ - أَوْ صَبِيٍّ - فَقَالَ : لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ لَنَجَا هَذَا الصَّبِيُّ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
42 - باب هل يجوز دفن الميت ليلا
فيه حديث عائشة وتقدم في باب الكفن ، وحديث سهل بن حنيف ، وتقدم في باب الصلاة على القبر.
1960- وعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : مَا عَلِمْنَا بِدَفْنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعَنَّا صَوْتَ الْمَسَاحِي مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ .
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق ، ورواه البيهقي.@

(2/493)


1961- وَعَن عُقْبَة بْن عَامِر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : دُفِنَ أَبُو بَكْر لَيْلا.
رواه أحمد بن منيع والبيهقي.
1962- وعن زرعة بن عمرو , عن أبيه قال : كان أبي رابع أربعة فيمن دفن عثمان يوم الدار بعد العشاء الآخرة بالبقيع.
رواه مُسَدَّد والبيهقي.
1963- وعن عروة : أَنَّ عَلِيًّا دَفَنَ فَاطِمَة لَيْلاً.
رواه مُسَدَّد ، ورواه البيهقي من حديث ابن عباس.
1964- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَيَقُولُ فِي دُعَائِهِ : أُوهٍ ، أُوهٍ قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَبَدًا أُوهٍ ، آهٍ قَالَ : فَخَرَجْتُ لَيْلَةً فَإِذَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَدْفِنُ ذَاكَ الرَّجُلَ لَيْلاً بِمِصْبَاحٍ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
1965- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَدُفِنً لَيْلاً قَالَ : فَزَجَرَ عَنْهُ ، ثُمَّ قَالَ : لاَ يَدْفِنن أَحَدُكُمْ لَيْلاَ إِلاَّ أَنْ يُضْطَرَّ إِلَى ذَلِكَ إِنْسَانٌ ، وَلاَ يُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِكُمْ أَحَدٌ مَا دُمْتُ فِيكُمْ غَيْرِي وإذا دفن أحدكم أخاه فَلْيُحْسِن كَفَنه.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
ورواه أحمد بن حنبل ومسلم في صحيحه وأبو داود والنسائي دون قوله : ولا يصلي على جنائزكم أحد ما دمت فيكم غيري ولم يقولوا : من أهل المدينة.@

(2/494)


43- باب في البكاء على الميت
فيه حديث أبي هريرة وسيأتي في الجهاد في باب الحراسة
1966- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَخَرَجَ بِهِ إِلَى النَّخْلِ ، فَأَتَي بِإِبْرَاهِيمَ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ ، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكَ مِنَ الله شَيْئًا وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ : يَا رَسُولَ الله تَبْكِي أَوَلَمْ تَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ ؟! قَالَ : إِنَّمَا نَهَيْتُ عَنِ النَّوْحِ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ : صَوْتٌ عِنْدَ نَغَمَة لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ ، وَصَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةٍ خَمْشُ وُجُوهٍ وَشَقُّ جُيُوبٍ وَرَنَّةُ شَيْطَانٍ ، إِنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ ، وَمَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمُ ، يَا إِبْرَاهِيمُ ، لَوْلاَ أَنَّهُ أَمْرٌ حَقٌّ وَوَعْدُ صِدْقٍ وَسَبِيلٌ مَأْتِية ، وَأَنَّ أُخْرَانَا سَيَلْحَقُ أُولاَنَا لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا أَشَدَّ مِنْ هَذَا ، وَإِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ ، تَبْكِي الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ ، وَلاَ نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ . وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مُخْتَصَرًا , كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ جَابِرٍ ...
وَرَوَاهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَبُو يَعْلَى , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَيَأْتِي.@

(2/495)


1967- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ قَالَتِ امْرَأَتُهُ : هَنِيئًا لَكَ يَا ابْنَ مَظْعُونٍ الْجَنَّةَ قَالَ : فَنَظَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَيْهَا نَظْرَةَ غَضْبَانَ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، فَارِسُكَ وَصَاحِبُكَ قَالَ : مَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِهِ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَكَانَ يُعَدُّ مِنْ خيَارِهِمْ حَتَّى تُوُفِّيَتْ رُقَيَّةُ ابْنَةُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْحَقِي بِسَلَفِنَا الْخَيِّرِعُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ قَالَ : وَبَكَتِ النِّسَاءُ عَلَى رُقَيَّةَ ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْهَاهُنَّ - أَوْ يَضْرِبُهُنَّ - فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مه يَا عُمَرُ ثُمَّ قَالَ : إِيَّاكُمْ وَنَعِيقُ الشَّيْطَانِ ، فَإِنَّهُ مَهْمَا كَانَ مِنَ الْعَيْنِ وَالْقَلْبِ فَمِنَ الرَّحْمَةِ ، وَمَا يَكُونُ مِنَ اللِّسَانِ وَالْيَدِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ قَالَ : وَرَجَعَتْ فَاطِمَةُ تَبْكِي عَلَى شَفِيرِ قَبْرِ رُقَيَّةَ ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَمْسَحُ الدُّمُوعَ عَنْ وَجْهِهَا بِالْيَدِ - أَوْ قَالَ : بِالثَّوْبِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
1967/2- وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فذكره إِلاَّ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : فَجَاءَ عُمَرُ فَجَعَلَ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِهِ ، وَقَالَ : دَعْهُنَّ وَقَالَ : ابْكِينَ وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ.
1967/3- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَلَفْظُهُ : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، لَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَكَتِ النِّسَاءُ ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ ... فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ.
وَمَدَارُ طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى : عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(2/496)


1968- وَعَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، قَالَ : تُوُفِّيَ بَعْضُ كنائن مَرْوَانَ فَحَضَرَ الْجِنَازَةَ مَرْوَانُ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ مَعَهُ قَالَ : فَسَمِعَ مَرْوَانُ نِسَاءً يَبْكِينَ فَشَدَّ عَلَيْهِمْ - أَوْ صَاحَ بِهِنَّ - فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ : يَا أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ ، إِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي جِنَازَةٍ ، فَرَأَى عُمَرُ نِسَاءً يَبْكِينَ فَتَنَاوَلَهُنَّ - أَوْ صَاحَ بِهِنَّ - فَقَالَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عُمَرُ ، دَعْهُنَّ فَإِنَّ الْعَيْنَ دَامِعَةٌ ، وَالنَّفْسُ مُصَابَةٌ ، وَالْعَهْدَ قَرِيبٌ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ وَالْحُمَيْدِيُّ مُخْتَصَرًا.
1968/2- وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَلَفْظُهُمَا : عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْروٍ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ الأَزْرَقِ كَانَ جَالِسًا مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَمَرَّ بِجِنَازَةٍ يَبْكِي عَلَيْهَا ، فَعَابَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ وَانْتَهَرَهُنَّ ، فَقَالَ لَهُ سَلَمَةُ بْنُ الأَزْرَقِ لاَ تَقُلْ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَأَشْهَدَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : مُرَّ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِجِنَازَةٍ وَأَنَا مَعَهُ وَعُمَرُ ، وَنِسَاءٌ يَبْكِينَ فَزَجَرَهُنَّ عُمَرُ ... فذكره.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا.
1969- وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَادَ رَجُلاً مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ ، فَوَجَدَهُ قَدِ احْتَضَرَ وَنِسَاؤُهُ تَبْكِينَهُ ، فَذَهَبَ رِجَالٌ يُوَزِّعُونَ النِّسَاءَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعْهُنَّ فَإِذَا وَجَبَتْ فَلاَ نَسْمَعَنَّ صَوْتُ نَائِحَةٍ.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
1970- وَعَن حَاجِب بْن عُمَر أبي خُشينَة ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ : اشْتَكَى فَأَتَيْتُهُ أَنَا وَالْحَكَمُ نَعُودهُ , فَتَذَاكَرْنَا الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَنْطَلِق رَجُلٌ غَازٍيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ - عز وجل - فَيُقْتَلُ فِي قُطْرٍ مِنْ أَقْطَارِ الأَرْضِ شَهِيدًا ، فَتَبْكِيهِ امْرَأَةٌ سَفِيهَةٌ جَاهِلَةٌ ، فَيُعَذَّبُ بِبُكَائِهَا عَلَيْهِ ؟ فَقَالَ رَجُل مِن أَصْحَاب النَّبِي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم لأَبِي هُرَيْرَةَ : صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبْطَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر.@

(2/497)


1970/2- وأبو يعلى ولفظه : دَخَلْتُ مَعَ الْحَكَمِ الأَعْرَجِ عَلَى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، فَتَذَاكَرُوا أَمْرَ الْمَيِّتِ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ ، فَحَدَّثَنَا بَكْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ خَالَفَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاللَّهِ لَئِنِ انْطَلَقَ رَجُلٌ مُحَارِبًا فِي سَبِيلِ اللهِ ، ثُمَّ قُتِلَ فِي قُطْرٍ مِنْ أَقْطَارِ الأَرْضِ شَهِيدًا ، وَعَمَدَتِ امْرَأَةٌ سَفَهًا أَوْ جَهْلاً ، فَبَكَتْ عَلَيْهِ ، لَيُعَذِّبَنَّ هَذَا الشَّهِيدَ بِبُكَاءِ هَذِهِ السَّفِيهَةِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَجُلٌ : صَدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَذَبَ أَبُو هُرَيْرَةَ , صَدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَذَبَ أَبُو هُرَيْرَةَ .
1971- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قبِضَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَئِذٍ رُكْبَتَيْهِ ، فَدَخَلَ مَالكٌ فَلَمْ يَجِدْ مَجْلسًا قَالَ : فَأَوْسَعْتُ لَهُ وَأُمُّ سَعْدٍ - يَعْنِي ابْنَ مُعَاذٍ - تَبْكِيهِ وَهِيَ تَقُولُ :
وَيْلَ أمِّ سَعْدٍ سَعْدًا ... بَرَاعَةً وَمَجْدَا
نَعْد أَيَادٍ لَهُ وَمَجْدًا ... مُفَدَّمٍ سَدَّ بِهِ سَدًّا
فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُّ الْبَوَاكِي تَكْذِبُ إِلاَّ أُمَّ سَعْدٍ .
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
1972- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ، قَالَ : إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ قَالَ : وَهَلَّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِنَّمَا مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَهُودِيٍّ يُبْكى عَلَيْهِ فَقَالَ : إِنَّهُ لَيَُبْكى عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَيُعَذَّبُ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.@

(2/498)


1973- وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إذ أَبْصَرَ بجَمَاعَة قَوْمٍ ، فَقَالَ : عَلَى مَا اجْتَمَعَ هَؤُلاَءِ ؟ قِيلَ عَلَى قَبْرٍ يَحْفِرُونَهُ قَالَ : فَفَزِعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَبَدَرَ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِهِ مُسْرِعًا حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ ، فَجَثَا عَلَيْهِ قَالَ : فَاسْتَقْبَلْتُهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ لأَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ ، فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى مِنْ دُمُوعِهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ : إِخْوَانِي لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوا قَالَ : وَقَالَ : الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ في قوله : {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ} قَالَ : يَوْمَ يَلْقَوْنَ مَلِكَ الْمَوْتِ لَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ يُقْبَضُ رُوحُهُ إِلاَّ سَلَّمَ عَلَيْهِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ , وَمَدَارُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
1974- وَعَنْهُ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدُ ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُؤُوسِنَا الطَّيْرَ ، فَنَكَّسَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَأْسَهُ ... الْحَدِيثَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ .
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِغَيْرِ هَذِه السِّيَاقة.
1975- وَعَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالُوا : قَالَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ : مَا كَانَ مِنْ حَزَنٍ فِي قَلْبٍ أَوْ عَيْنٍ فَإِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ ، وَمَا كَانَ مِنْ صَوْتٍ أَوْ يَدٍ فَهُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ , وَفِي سَنَدِهِ مُجَالِدُ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(2/499)


1976- وَعَنْ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ ، عَنْ عَمِّهِ ، قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى مَيِّتٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَأَهْلِهِ يَبْكِينَ ، فَقُلْتُ : أَتَبْكُونَ وَهَذَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟! فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعْهُنَّ يَبْكِينَ مَا دَامَ عِنْدَهُنَّ فَإِذَا وَجَبَ لَمْ يَبْكِينَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ هَكَذَا عَنْ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ عَنْ عَمِّهِ ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ ، وَيُقَالُ : جَبْرُ بْنُ عَتِيك.
1977- وَعَنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَادَ ابْنَ أَخِي جَبْرٍ الأَنْصَارِيَّ ، فَجَعَلَ أَهْلُهُ يَبْكُونَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُم جَبْرٌ : لاَ تُؤْذِينَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِبُكَائِكُنَّ فَقَالَ له النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعْهُنَّ يَبْكِينَ مَا دَامَ حَيًّا ، فَإِذَا وَجَبَ فَلْيَسْكُتْنَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
1978- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِي فَأَدْخَلَنِي النَّخْلَ ، فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ حَتَّى خَرَجَتْ نَفْسُهُ قَالَ : فَوَضَعَهُ ثُمَّ بَكَى فَقُلْتُ : تَبْكِي يَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنْتَ تَنْهَى عَنِ الْبُكَاءِ ! قَالَ : إِنِّي لَمْ أَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ ، وَلَكِنْ نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ : صَوْتٌ عِنْدَ نَغَمَة لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ ، وَصَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةٍ لَطْمُ وُجُوهٍ وَشَقُّ جُيُوبٍ ، وَهَذِهِ رَحْمَةٌ ، وَمَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ ، يَا إِبْرَاهِيمُ لَوْلاَ أَنَّهُ وَعْدُ صَادِقٍ ، وَقَوْلُ حَقٍّ ، وَأَنَّ آخِرَنَا سَيَلْحَقُ بِأَوَّلِنَا ، لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا أَشَدَّ مِنْ هَذَا ، وَإِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ ، تَبْكِي الْعَيْنُ ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ ، وَلاَ نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ - عَزَّ وَجَلَّ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وَالْبَزَّارُ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ وَاللَّفْظُ لَهُ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا ، وَتَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ الْبَابِ وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.@

(2/500)


1979- وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : جَاءَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ بَعْدَ قَتْلِ أَبِيهِ ، فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ ، فَقَامَ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَقٍ أَنَا مِنْكَ الْيَوْمَ مَا لَقِيتُ مِنْكَ أَمْسِ ؟.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَصُورَتُهُ مُرْسَلٌ ، فَإِنْ كَانَ قَيْسٌ سَمِعَهُ مِنْ أُسَامَةَ فَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
1980- وَعَن عُثْمَان بْن شَمَّاخ - وَكَانَ ابْنَ أَخِي سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ - قَالَ : مَاتَ ابْنٌ لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَدْ سَعَى , قَالَ : فَسَمِعَ بُكَاءً , فَقَالَ : مَا هَذَا الْبُكَاءُ ؟! قَالُوا عَلَى فُلاَنٍ , فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ .
رواه الحارث بن أبي أسامة.
1981- وعَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ - يعني : البصري - : كُنَّ نِسَاءُ الْمُهَاجِرات يَصْنَعْنَ مَا يُصْنَعُ الْيَوْمَ ؟ قَالَ : لاَ ، هَا هُنَا خَمْشُ وُجُوهٍ ، وَشَقُّ جُيُوبٍ ، وَنَتْفُ أَشْعَارٍ ، وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ ، صَوْتَانِ قَبِيحَانِ فَاحِشَانِ : عِنْدَ هَذِهِ النَّغََْمَةِ ، وَعِنْدَ هَذَا الْبَلاَءِ ، ذَكَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ : {فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} @

(2/501)


وَجَعَلْتُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ حَقًّا مَعْلُومًا لِلْمُغَنِّيَةِ عِنْدَ هَذِهِ النَّغََْمَةِ وَالنَّائِحَةِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ , يَمُوتُ الْمَيِّتُ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وَعِنْدَهُ الأَمَانَةُ وَيُوصِي بِالْوَصِيَّةِ فَيَأْتِي الشَّيْطَانُ أَهْلَهُ فَيَقُولُ : وَاللَّهِ لاَ تُنَفِّذُونَ لَهُ تَرِكَةً ، وَلاَ تُؤَدُّونَ لَهُ أَمَانَةً ، وَلاَ تَقْضُونَ دَيْنَهُ ، وَلاَ تُمْضُونَ له وَصِيَّةُ حَتَّى تَبْدَءونَ بِحَقِّي ، فَيَشْتَرُونَ ثِيَابًا جُدُدًا ، ثُمَّ تُشَقُّ عَملاً ، وَيَجِيئُونَ بِهَا بَيْضَاءَ ثُمَّ تُصْبَغُ ، ثُمَّ يخلى لَهَا سُرَادِقُ فِي دَارِهِ ، فَيَأْتُونَ بِأَمَةٍ مُسْتَأْجَرَةٍ ، تَبْكِي تعَيْر شَجْوِهَا ، وَتَبْتَغِي عَبْرَتَهَا بِدَرَاهِمِهِمْ ، وَمَنْ دَعَاهَا بَكَتْ لَهُ بِأَجْرٍ ، تفتن أَحْيَاءَهُمْ فِي دُورِهِمْ ، وَتُؤْذِي أَمْوَاتَهُمْ فِي قُبُورِهِمْ ، تَمْنَعُهُمْ أَجْرَهُمْ بِمَا يُعْطُونَهَا مِنْ أَجْرِهَا مِنَ الدُّنْيَا ، وَمَا عَسَى أَنْ تَقُولَ النَّائِحَةُ ! تَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي آمُرُكُمْ بِمَا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ , أَلاَ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّبِرِ وَأَنَا أَنْهَاكُمْ أَنْ تَصْبِرُوا , وَإِنَّ اللَّهَ نَهَاكُمْ عَنِ الْجَزَعِ وَأَنَا آمُرُكُمْ أَنْ تَجْزَعُوا ، فَيُقَالَ : اعْرِفُوا لَهَا حَقَّهَا ، فَيُبَرَّدُ لَهَا الشَّرَابُ ، وَتُكْسَى الثِّيَابَ ، وَتُحْمَلُ عَلَى الدَّوَابِّ , فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , مَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أُعَمَّرَ فِي أُمَّةٍ يَكُونُ هَذَا فِيهِمْ .
رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلاً بسند ضعيف لضعف أبي بكر الهذلي . وَستَأْتِي بَقِيَّتُهُ فِي كتاب الأَدَبِ فِي بَابٍ الْمُخَنَّثِينَ.
1982- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ أَبِي بَكْرٍ لَمَّا تُوُفِّيَ بُكَي عَلَيْهِ ، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الرِّجَالِ ، فَقَالَ : إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ مِنْ شَأْنِ أُولاَءِ إِنَّهُنَّ حَدِيثَاتُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنَّ الْمَيِّتَ لَيَنْضَحُ عَلَيْهِ الْحَمِيمُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى والبزار.@

(2/502)


1983- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
1984- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : لَمَّا وُجِعَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَجَدَّ بِهِ الْمَوْتُ ، فَبَكَى عَلَيْهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ - رضي الله عنهما - حَتَّى إِنِّي لأَعْرِفُ بُكَاءَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ بُكَاءِ عُمَرَ ، وَأَنَا أَبْكِي قَالَتْ : وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَذْرِفُ عَيْنَاهُ وَيَمْسَحُ وَجْهَهُ ، وَلاَ يُسْمَعُ صَوْتُهُ قَالَتْ عَائِشَةُ : وَايْمُ الله مَا أُصِيبَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ بَعْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَّلَمَ وَصَاحِبَيْهِ أَشَدَّ مِنْ مُصِيبَتِهِمْ بِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَتْ عَائِشَةُ : فَانْقَلَبَ بِهِ قَوْمُهُ إِلَى دَارِهِمْ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيُّ.
44- باب النائحة
فيه حديث قيس بن عاصم وتقدم في ... وحديث الحسن البصري في الباب قبله وحديث علي بن أبي طالب وسيأتي في ... وحديث أنس وتقدم ....
1985- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ تُصَلِّي الْمَلاَئِكَةُ عَلَى نَائِحَةٍ ، وَلاَ مُرْنَةٍ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.@

(2/503)


1986- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ ، وَلاَ مَنْ سَلَقَ ، وَلاَ مَنْ خَرَقَ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى . وَمَدَارُ إِسْنَادِ حَدِيثِ جَابِرٍ عَلَى مُجَالِدِ بْنِ سَعْدٍ , وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى وَغَيْرِهِ.
1987- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : لَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ بُكِيَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ فَأبوا إِلاَّ أَنْ يَبْكُوا فَقَالَ عُمَرُ لِهِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ : قُمْ فَأَخْرِجِ النِّسَاءَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ : أُحَرِّجُكَ ، فَقَالَ عُمَرُ : ادْخُلْ ، فَقَدْ أَذِنْتُ لَكَ ، فَدَخَلَ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : أَمُخْرِجِي أَنْتَ يَا بُنَيَّ ؟ فَقَالَ : أَمَّا لَكِ فَقَدْ أَذِنْتُ لَكِ ، فَجَعَلَ يُخْرِجُهُنَّ امْرَأَةً امْرَأَةً ، وَهُوَ يَضْرِبُهُنَّ بِالدِّرَّةِ حتّى خَرَجَت أُمُّ فَرْوَةَ ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُنَّ ، أَوْ قَالَ : فَرَّقَ بَيْنَ النَّوحَى.
رواه إسحاق بن راهويه , والْمَرْفُوعُ مِنْهُ مُخَرَّجٌ عِنْدَهُمْ . وَرَوَاهُ أَحْمَدُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِهَذَا الإِِسْنَادِ خَاصَّةً دُونَ بَاقِي الْقِصَّةِ ، وَالْقَصَّةُ أَشَارَ إِلَيْهَا الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا.
1988- وَعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ ، قَالَ : لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ ، دَخَلَتْ إِلَيْهِ حَفْصَةُ ، @

(2/504)


فَقَالَتْ : يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَيَا صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلَّمَ ، وَيَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ ، فَقَالَ عُمَرُ لِابْنِ عُمَرَ : أَجْلِسْنِي يَا عَبْدَ اللَّهِ ، أَجْلِسْنِي ، فَلاَ صَبْرَ لِي عَلَى مَا أَسْمَعُ ، فَأَسْنَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ ، فَقَالَ لَهَا : إِنِّي أُحَرِّجُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَنْدِبِينِي بَعْدَ مَجْلِسِكِ هَذَا ، فَأَمَّا عَيْنَيْكِ فَلَنْ أَتمْلكُهُمَا ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مَيِّتٍ يُنْدَبُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ ، إِلَّا الْمَلاَئِكَةُ تَلْعَنُهُ.
رواه أحمد بن منيع ، والحارث بن أبي أسامة ، بلفظ واحد بإسناد صحيح.
1989- وعن سالم بن أبي الجعد ، عن أبي المليح ، قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وَسَلَّمَ في قوله تعالى : {وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} قال : هو النوح.
رَوَاهُ أَحْمَد بْن منيع.
1990- وَعَنْ كَيْسَانَ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ , قَالَ : خَطَبَنَا مُعَاوِيَةُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ تِسْعٍ وَأَنَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُنَّ أَلا إِنَّ مِنْهُنَّ النَّوْحُ , وَالسِّحر , وَالتَّصَاوِيرُ , وَالشَّعْرُ , وَالذَّهَبُ , وَجُلُودُ السِّبَاعِ , وَالتَّبَرج , وَالْحَدِيد .
رواه أحمد بن حنبل ، وأبو يَعْلَى ، واللفظ له.
1990/2- وفي رواية له : نهى رسول الله صَلى الله عَلَيه وَسَلَّمَ عن : الْغِنَاء ، و النَّوْح ، وَالْحَرِيرُ ، وَالتَّبَرُّجُ , وَالتَّصَاوِيرُ ، وَالْحَدِيد - يعني الخاتم.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، والحارث ، وسيأتي لفظهما في باب لبس الحرير ، ورواه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجة مختصرا.@

(2/505)


1991- وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صَلى الله عَلَيه وَسَلَّمَ قال : النَّوائِح عَلَيْهِم سَرَابِيل مِن قَطران.
رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف ؛ لضعف عبد العزيز بن عُبَيْد الله.
1991/2- ثمّ رواه من طريق ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : كنت معه في جنازة ، فإذا في الجنازة مرنة ، فاستدار إليها ابن عمر فجعل يردها ، فجعلت لا تبالي فقال ابن عمر : يا مجاهد ، إنا نريد الأجر وهذه تريد الوزر ، سمعت رسول الله صَلى الله عَلَيه وَسَلَّمَ يقول : لا تتبعن جنازة فيها نائحة ولا مرنة.
ورواه ابن ماجة مختصرًا ، وابن الجوزي في الموضوعات ، وقال : لا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلاَمِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
1992- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَتْبَعَ الْمَيِّتَ صَوْتٌ أَوْ نَارٌ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ عَبْدُ الله بْنُ مُحَرَّرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
1993- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : أَيُّمَا نَائِحَةٍ مَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَتُوبَ أَلْبَسَهَا الله سِرْبَالاً مِنْ نَارٍ ، وَأَقَامَهَا لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ عبيس بْنُ مَيْمُونٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(2/506)


1994- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ثَلاَثٌ لاَ يُتْرَكْنَ فِي أُمَّتِي حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ : النَّيَّاحَةُ ، وَالْمُفَاخِرَةُ فِي الأَنْسَابِ ، وَالأَنْوَاءِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَالْبَزَّارُ.
45- باب التعزية وتهيئة طعام يبعث به لأهل الميت
1995- عَنْ عُتَيْ السَّعْدِيِّ ، قَالَ : كُنَا عِند أُبَيِّ بْنِ كَعْب فَاعْتَزَى رَجُل بِبَعْض عَزَاء الْجَاهِلِيَّة . قَالَ : اعْضَضْ بِهَنِ أَبِيكَ ، فَكَأَنَّ القَوم سَاءَهُم مَقَالته ، فَقَالَ : قَدْ أَرَى الَّذِي فِي وُجُوهِهِمْ ، وَإِنِّي لَمْ أَسْتَطِعْ إِلا أن أقول ذَاكَ ، إِنَّا كُنَّا نُؤْمَرُ إِذَا اعْتَزَى الرَّجُلُ أَنْ نَعضه بِهَنِ أَبِيهِ وَلا نكن.
رواه مُسَدَّد.
1995/2- وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ : عَنْ عَتَيِّ بْنِ ضِمْرَةَ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَتَعَزَّى رَجُلٌ بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ يَفْتَخِرُ فأعضه أُبي وَلَمْ يَكُنْ ، ثَمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ قَدْ أَرَى مَا فِي وُجُوهِكُمْ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِذَا تَعَزَّى الرَّجُلُ بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعضُّوهُ ، وَلاَ تُكْنُوا.
وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى.@

(2/507)


1996- وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله بْنِ كَرِيزٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا عَزَّى مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا بِمُصِيبَةٍ إِلاَّ كُسِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُلَّةَ يُحَبِّرُ فِيهَا.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ.
1997- وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَيُعَزِّي النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ بَعْدِي التَّعْزِيَةَ بِي ، فَكَان النَّاسَ يَقُولُونَ مَا هَذَا ؟! فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَقِيَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، يُعَزِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
1998- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ نَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذْ بَصَرَ بِامْرَأَةٍ لاَ نَظُنُّ أَنَّهُ عَرَفَهَا ، فَلَمَّا تَوَسَّطَ الطَّرِيقَ وَقَفَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ فَإِذَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهَا : مَا أَخْرَجَكِ مِنْ بَيْتِكِ يَا فَاطِمَةُ ؟! فَقَالَتْ : أَتَيْتُ أَهْلَ هَذَا الْميْتِ فَتَرَحَّمْتُ عَلَيْهِمْ وَعَزَّيْتُهُمْ بِمَيِّتِهِمْ قَالَ : لَعَلَّكِ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الْكُدْيَ ، قَالَتْ : مَعَاذَ الله أَنْ أَكُونَ بَلَغْتُهَا مَعَهُمْ وَقَدْ سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ فِي ذَلِكَ مَا تَذْكُرُ فَقَالَ : لَوْ بَلَغْتِيهَا مَعَهُمْ مَا رَأَيْتِ الْجَنَّةَ حَتَّى يَرَاهَا جَدُّ أَبِيكِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
1998/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : حَتَّى يَرَاهَا جَدُّكَ أَبُو أُمِّكِ - أَوْ أَبُو أَبِيكِ شَكَّ أَبُو يَحْيَى - فَسَأَلْتُ رَبِيعَةَ عَنِ الْكُدْيِ فَقَالَ : أَحْسَبُهَا الْمَقَابِرَ فَلَمَّا رَأَيْتُ رَبِيعَةَ شَكَّ لَقِيتُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ ، فَأَخْبَرْتُهُ بِحَدِيثِ رَبِيعَةَ ، وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْكُدَى فَقَالَ : هِيَ الْمَقَابِرُ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، وَحَضَرَ َرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جِنَازَةَ رَجُلٍ ، فَلَمَّا وُضِعَتْ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا أَبْصَرَ امْرَأَةً ، فَسَأَلَ عَنْهَا ، فَقِيلَ لَهُ : هِيَ أُخْتُ الْمَيِّتِ يَا رَسُولَ الله فَقَالَ لَهَا : ارْجِعِي وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَارَتْ , قَالَ يَزِيدُ : وَحَضَرَتْ أُمُّ سَلَمَةَ أَبَا سَلَمَةَ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مُخْتَصَرًا .
وَالْكُدَى - بِضَمِ الْكَافِ وَبِالدِّالِ الْمُهْمَلَةِ مَقْصُورٌ - هُوَ الْمَقَابِرُ.@

(2/508)


1999- وَعَنْ أَمِّ عِيسَى ، قَالَتْ : لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَتَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَسْمَاءَ ، فَقَالَ لَهَا : أَخْرِجِي إِلَيَّ وَلَدَ جَعْفَرَ فَخَرَجُوا إِلَيْهِ فَضَمَّهُمْ إِلَيْهِ وَشَمَّهُمْ قَالَ : فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله أُصِيبَ جَعْفَرُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أُصِيبَ الْيَوْمَ فَرَجَعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى مَنْزِلِهِ فَقَالَ : إِنَّ بِأَهْلِ جَعْفَرَ شُغْلاً عَنْ أَنْفُسِهِمْ ، فَاصْنَعُوا لَهُمْ طَعَامًا فَابْعَثُوا بِهِ إِلَيْهِمْ قَالَ عَبْدُ الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ : فَمَا زَالَتْ سُنَّةً حَتَّى تَرَكَهَا النَّاسُ.
رَوَاهُ مُسَدَّدُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِجَهَالَةِ أُمِّ عِيسَى ، وَتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ جَعْفَرَ.
2000- وَعنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : كنت أسمع عُمَر بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، يَقُولُ : لاَ يَدْخُلُ رجل مِن قُرَيش فِي بَابٍ إِلاَّ دَخَلَ مَعَهُ ناس فَلا أَدْرِي مَا تَأْوِيلُ قَوْلِهِ حَتَّى طُعِنَ عُمر فَأَمَرَ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثَلاَثًا ، وَأَمَرَ بِأَنْ يَجْعَلَ لِلنَّاسِ طَعَامًا ، فَلَمَّا رَجَعُوا مِنَ الْجَنَازَةِ جاءوا وقد وُضِعَتِ الْمَوَائِدُ ، فَأَمْسَكَ النَّاسُ عَنْهَا ، لِلْحُزْنِ الَّذِي هُمْ فِيهِ ، فَجَاءَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ مَاتَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكَلْنَا بَعْدَهُ وَشَرِبْنَا ، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ فَأَكَلْنَا بَعْدَهُ وَشَرِبْنَا ، أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِنْ هَذَا الطَّعَامِ ، فَمَدَّ يَدَهُ وَمَدَّ النَّاس أَيْدِيَهُم فَأَكَلُوا ، فَعَرَفْتُ تَأَويل قَوله.
رواه أحمد بن منيع بسند فيه علي بن زيد بن جدعان.@

(2/509)


46- باب في نقل عظام الميت
2001- عَنْ أَبِي مُوسَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَعْرَابِيٌّ فَأَكْرَمَهُ ، فَقَالَ لَهُ : ائْتِنَا فَأَتَاهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَلْ حَاجَتَكَ فَقَالَ : نَاقَةٌ نَرْكَبُهَا ، وَأَعْنُزٌ يَحْلِبُهَا أَهْلِي فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَجَزْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، وَمَا عَجُوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟! قَالَ : إِنَّ مُوسَى لَمَّا سَارَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ ضَلُّوا الطَّرِيقَ فَقَالُوا : مَا هَذَا ؟! فَقَالَ عُلَمَاؤُهُمْ : إِنَّ يُوسُفَ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَخَذَ عَلَيْنَا مَوْثِقًا مِنَ الله أَلاَّ نَخْرُجَ مِنْ مِصْرَ حَتَّى نَنْقُلَ عِظَامَهُ مَعَنَا قَالَ : فَمَنْ يَعْلَمُ مَوْضِعَ قَبْرِهِ ؟ قَالُوا : عَجُوزٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا فَأَتَتْهُ فَقَالَ : دُلِّينِي عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ قَالَتْ : حَتَّى تُعْطِينِي حُكْمِي قَالَ : وَمَا حُكْمُكِ ؟! قَالَتْ : أَكُونُ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ فَكَرِهَ أَنْ يُعْطِيَهَا ذَلِكَ ، فَأَوْحَى الله - تَعَالَى - إِلَيْهِ أَنْ أَعْطِهَا حُكْمَهَا ، فَانْطَلَقَتْ بِهِمْ إِلَى بُحَيْرَةِ - مَوْضِعِ مُسْتَنْقَعِ مَاءٍ - فَقَالَتْ : أَنْضِبُوا هَذَا الْمَاءَ فَنَضَبُوهُ ، قَالَتْ : احْتَفِرُوا فَاحْتَفَرُوا ، فَاسْتَخْرَجُوا عِظَامَ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَلَمَّا أَقَلُّوهَا إِلَى الأَرْضِ إِذَا الطَّرِيقُ مِثْلُ ضَوْءِ النَّهَارِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
قال البيهقي في الكبرى : مَاتَ سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص بِالعَقِيق عَلَى نَحْو عَشْرَة أَمْيَالٍ ، وَحُمِلَ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَال مِن العَقِيق إِلَى المَدِينَة ، وَحُمِل أُسَامَة بْن زَيد مِن الجرف ، وَتُوفِي عَبد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر بِالحَبَشَة عَلَى رَأْسِ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ فَنَقَلَهُ ابْنُ صَفْوَانَ إِلَى مَكَّةَ.@

(2/510)


47 - باب زيارة القبور
فيه حديث أنس , وسيأتي في الأشربة في باب الانتباذ في كل وعاء ، وحديث أبي ذر , وسيأتي في القيامة في باب من يظل في ظل الله.
2002- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : فَقَدْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ أَتَى بَعْضَ نِسَائِهِ ، فَتَبِعْتُهُ فَانْتَهَى إِلَى الْبَقِيعِ ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّا بِكُمْ لاَحِقُونَ ، اللهمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ ، وَلاَ تُضِلَّنَا بَعْدَهُمْ , ثُمَّ الْتَفَتَ فَرَآنِي فَقَالَ : وَيْحَهَا لَوْ تَسْتَطِيعُ أَنْ لاَ تَفْعَلَ فَعَلْتُ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ , وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ دُونَ قَوْلِهِ : اللهمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ ... إِلَى آخِرِهِ.
2003- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ ، وَعَنِ الأَوْعِيَةِ ، وَأَنْ تُحْتَبَسَ لُحُومُ الأَضَاحِي فَوْقَ ثَلاَثٍ ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا تُذَكِّرِ الآخِرَةَ ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ هَذِهِ الأَوْعِيَةِ فَاشْرَبُوا فِيهَا ، وَاجْتَنِبُوا مَا أَسْكَرَ ، وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَحْتَبِسُوا لُحُومَ الأَضَاحِي فَوْقَ ثَلاَثٍ ، فَاحْبِسُوهَا مَا بَدَا لَكُمْ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ : عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَسَيَأْتِي لَفْظُهُ فِي الأَشْرِبَةِ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ غَيْرِ طَرِيقَةٍ مُخْتَصَرًا.
2004- وَعَنْ بُرَيْدَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا فَتَحََ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَكَّةَ أَتَى حَرَمَ قَبْرٍ فَجَلَسَ إِلَيْهِ , فجعل كَهَيْئَةِ الْمُخَاطِبِ ، وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ ، ثُمَّ قَامَ وَهُوَ يَبْكِي ، فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَكَانَ مِنْ أَجْرَأِ النَّاسِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , مَا الَّذِي أَبْكَاكَ ؟ فَقَالَ : هَذَا قَبْرُ أُمِّي سَأَلْتُ رَبِّيَ الزِّيَارَةَ فَأَذِنَ لِي ، وَسَأَلْتُهُ الاِسْتِغْفَارَ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، فَذَكَرْتُهَا فَرِقْتُ لَهَا فَبَكَيْتُ ، فَلَمْ يُرَ بَاكِيًا أَكْثَر باكيا مِنْ يَوْمِئذٍ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(2/511)


2004/2- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ فِي أَلْفِ مُقَنَّعٍ فَلَمْ يُرَ بَاكِيًا أَكْثَرَ مِنْ يَوْمِئِدٍ.
وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارٍ.
2005- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ الْمَازِنِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : قَالَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلاَثٍ وَقَدْ أَذِنْتُ لَكُمْ فِيهِنَّ : نَهَيْتُكُمْ أَنْ تَنْبِذُوا فَانْتَبِذُوا ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَدَّخِرُوا لُحُومَ الأَضَاحِي بَعْدَ ثَلاَثٍ فَكُلُوا وَادَّخِرُوا ، وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَزُورُوا الْقُبُورَ فَزُورُوهَا ، وَلاَ تَقُولُوا هَجْرًا.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ مُرْسَلاً.
2006- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ ، وَإِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِمُحَمَّدٍ فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّهِ فَزُورُوهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ هَذِهِ الأَوْعِيَةِ ، وَأَنَّ الأَوْعِيَةَ لاَ تُحِلُّ شَيْئًا ، وَلاَ تُحَرِّمْهُ فَاشْرَبُوا فِيهَا ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِي فَوْقَ ثَلاَثٍ فَاحْبِسُوا مَا بَدَا لَكُمْ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ.
2006/2- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالأَبْطُحِ إِذْ قَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُسْتَبْشِرًا إِلَى الْمَقَابِرِ ، فَجَلَسَ عِنْدَ قَبْرٍ مِنْهَا ، ثُمَّ جَلَسَ إِلَيْنَا كَئِيبًا ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ الله لَقَدْ قُمْتَ مِنْ عِنْدِنَا قُبَيْلُ مُسْتَبْشِرًا وَرَجَعْتَ وَأَنْتَ كَئِيبٌ قَالَ : إِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَزُورَ قَبْرَ آمِنَةَ فَأَذِنَ - أَوْ قَالَ : فَرَخَّصَ - لِي , فَذَهَبْتُ لأَشْفَعَ لَهَا فَمُنِعْتُ ، وَإِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ ... فذكره .
وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ ، وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا.@

(2/512)


48- باب الجلوس على القبور أو الاتكاء عليها وغير ذلك
2007- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : يَعْنِي أَنْ يَجْلِسَ لِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمِيدٍ , وَهُوَ ضَعِيفٌ.
2007/2- وَلَفْظُ ابْنُ مَنِيعٍ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ جَلَسَ عَلَى قَبْرٍ يَتَغَوَّطُ أَوْ يَتَبَوَّلُ فَكَأَنَّمَا جَلَسَ عَلَى جَمْرَةٍ .
2007/3- ورواه مُسَدَّد موقوفًا ولفظه : عن عثمان بن حكيم ، حدثنا عَبد الله بن سرجس وأبو سلمة بن عَبد الرحمن أنهما سمعا أبا هريرة يقول : لأن أجلس على جمرة فتحرق ما دون لحمي حتى تُفضي إليَّ أحب إليَّ من أَنْ أجلس على قبر.
قال عثمان : رأيت خارجة بن زيد في المقابر فذكرت ذلك له ، فأجلسني على قبر وقال : إنما ذلك لمن أحدَثَ عليه.
ورواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة بغير هذا اللفظ .@

(2/513)


2008- وَعَنْ زياد بْنِ نُعَيْمٍ : أَنَّ ابْنَ حَزْمٍ - إِمَّا عَمْروٌ ، وَإِمَّا عُمَارَةُ - قَالَ : رَآنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا مُتَّكِئٌ عَلَى قَبْرٍ ، فَقَالَ : قُمْ لاَ تُؤْذِي صَاحِبَ الْقَبْرِ أَوْ يُؤْذِيكَ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ فِيهْ ابْنُ لَهْيَعَةُ.
2008/2- وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى مِنْ طَرِيقِ عَمْروِ بْنِ حَزْمٍ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ : لاَ تَقْعُدُوا عَلَى الْمَقَابِرِ .
2009- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : نَهَى نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُبْنَى عَلَى الْقُبُورِ أَوْ يُقْعَدَ عَلَيْهَا أَوْ يُصَلَّى عَلَيْهَا.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا كِلاَهُمَا مِنْ طَرِيقِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعَيْدٍ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ.
2010- وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لأَنْ أَجْلِسَ عَلَى جَمْرَةٍ تَحْرِقُ ثَوْبِي ، ثُمَّ تَحْرِقُ جِلْدِي ، أَوْ أَخْصِفُ نَعْلِي بِيَدِي ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَطَأَ عَلَى قَبْرِ رَجُلٍ مِنْكُمْ ، وَمَا أُبَالِي وَسَطَ السُّوقِ قَضَيْتُ حَاجَتِي أَوْ وَسَطَ الْقُبُورِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَكَذَا ابْنُ مَاجَةَ دُونَ قَوْلِهِ : تَحْرِقُ ثَوْبِي ثُمَّ تَحْرِقُ جِلْدِي.@

(2/514)


49- باب عذاب القبر وفتنته ، وما جاء فيمن لم يؤمن بعذاب القبر والإسراع عند وادي ثمود
فيه حديث ابن عباس , وسيأتي في سورة تبارك ، وفيه حديث ابن عباس ، وجابر ، وأبي بكرة , وتقدم كل ذلك في الطهارة في باب الاستنزاه من البول ، وحديث أبي برده , وسيأتي في باب النميمة ، وحديث أبي بن كعب , وسيأتي في قضاء الدين.
2011- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ الْمَعِيشَةَ الضَّنْكَ الَّتِي قَالَ الله - تَعَالَى - هي عَذَابُ الْقَبْرِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ , وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ . رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
2012- وَعَن حُمَيد بْن عَبد الرَّحْمَن وَمُسْلِم بْن يَسَار وَأَبِي العَالِيةَ الرِّيَاحِي وَسُلَيمَان بن يَسار أَنَّهُم كَاُنوا لا يَخْضبون . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ الدَّانَاجُ : وَشَهِدْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، إِنَّ قَوْمًا يُكَذِّبُونَ بِالشَّفَاعَةِ فَقَالَ : لاَ تُجَالِسُوهُمْ . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، إِنَّ قَوْمًا يُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ . فَقَالَ : لاَ تُجَالِسُوهُمْ.
رواه مُسَدَّد.
2013- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَدَخَلَ دَارًا مِنْ دُورِ بَنِي النَّجَّارِ ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا مُسنَتْقِعًا لَوْنُهُ ، فَقَالَ : مَنْ أَهْلُ هَذِهِ الْقُبُورِ ؟ قَالُوا : قُبُورٌ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ : تَعَوَّذُوا بِالله مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُ آنِفًا مِنْهُمْ كَيْفَ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَرَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَمُسْلِمُ وَأَبُو دَاوُدَ مُخْتَصَرًا.@

(2/515)


2014- وَعَنْ يَعْلَى بْنِ سَيَّابَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ بِقَبْرٍ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ ، فَقَالَ : إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ لَيُعذَّبُ فِي غَيْرِ كَبِيرٍ ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ فَوَضَعَهَا عَلَى قَبْرِهِ وَقَالَ : لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُ مَا كَانَتْ رَطِبَةً.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي مُعْجِزَاتِ النُّبُوَّةِ.
2015- وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ ، فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ عُذِّبَ ، وَشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَقٌّ ، فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهَا لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِهَا.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ الْهَيْثَمِ بْنِ جِمَازٍ.
2016- وَعَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الثُّمَالِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَقُولُ الْقَبْرُ لِلْمَيِّتِ حِينَ يُوضَعُ فِيهِ : وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ , مَا غَرَّكَ بِي ؟! أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّي بَيْتُ الْفِتْنَةِ وَبَيْتُ الظُّلْمَةِ , مَا غَرَّكَ بِي إِذْ كُنْتَ تَمُرُّ بِي فَدَّادًا ! فَإِنْ كَانَ مُصْلِحًا أَجَابَ عَنْهُ مُجِيبُ الْقَبْرِ : أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ الْقَبْرُ : إِنِّي إِذًا أَعُودُ عَلَيْكَ خَضِرًا , وَيَعُودُ جَسَدُهُ وَتَصْعَدُ رُوحُهُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ , قَالَ لَهُ ابْنُ عَائِذٍ : يَا أَبَا الْحَجَّاجِ وَمَا الْفَدَّادُ ؟! قَالَ : الَّذِي يُقَدِّمُ رِجْلاً وَيُؤَخِّرُ أُخْرَى كَمِشْيَتِكَ يَا ابْنَ أَخِي أَحْيَانًا قَالَ : وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَلْبَسُ وَيَتَهَيَّأُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِتَدْلِيسِ بَقِيَّةِ بْنِ الْوَلِيدِ.@

(2/516)


2017- وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ بِالْحِجْرِ مِنْ وَادِي ثَمُودَ فَقَالَ : أَسْرِعُوا السَّيْرَ ، وَلاَ تَنْزِلُوا بِهَذِهِ الْقَرْيَةِ الْمُهْلَكِ أَهْلُهَا.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
50- باب الاستعاذة من عذاب القبر
فيه حديث ابن عباس وتقدم في الصلاة في الإشارة بالمسبحة وفيه حديث خباب , وسيأتي في الفتن في باب صفة الدجال.
2018- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اسْتَعِيذُوا بِالله مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
2018/2- وَكَذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَلَفْظُهُ : عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : جَاءَتْ يَهُودِيَّةٌ فَاسْتَطْعَمَتْ عَلَى بَابِي فَقَالَتْ أَطْعِمُونِي أَعَاذَكُمُ الله مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَتْ : فَلَمْ أَزَلْ أَحْبِسُهَا حَتَّى جَاءَ جَاءَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، مَا تَقُولُ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ ؟! قَالَ : وَمَا تَقُولُ ؟ قَالَتْ : قُلْتُ : تَقُولُ أَعَاذَكُمُ الله مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا يستعيذ بِالله مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا فِتْنَةُ الدَّجَّالِ فَإِنَّهُ لَمْ يَكْنُ نَبِيٌّ إِلاَّ قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ ، وسأحذركموه تحذيرًا لَمْ يُحَذِّرْهُ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ ،@

(2/517)


إِنَّهُ أَعْوَرُ ، وَالله لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ ، وَأَمَّا فِتْنَةُ الْقَبْرِ فَبِي تُفْتَنُونَ وَعَنِّي تُسْأَلُونَ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ ، وَلاَ مَشْعُوفٍ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : فيمَ كُنْتَ ؟ يَقُولُ : فِي الإِسْلاَمِ ؟ فَيُقَالُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ الله فَصَدَّقْنَاهُ ، فَتُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يُحَطِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيُقَالُ لَهُ : انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا ، فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا وَيُقَالُ : عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مُتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السُّوءُ جَلَسَ فَزِعًا مَشْعُوفًا فَيُقَالُ لَهُ : فِيمَا كُنْتَ ؟ يَقُولُ : فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي فَيُقَالُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلاً فَقُلْتُ : كَمَا قَالُوا فَتُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا فَيُقَالُ لَهُ : انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ الله عَنْكَ ، ثُمَّ تُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يُحَطِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَيُقَالُ : هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا عَلَى الشَّكِّ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مُتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله ثُمَّ يُعَذَّبُ .
قَوْلُهُ : مَشْعُوفٌ هُوَ بِشِينٍ مُعْجَمَةٍ بَعْدَهَا عَيْنٌ مُهْمَلَةٌ وَآخِرُهُ فَاءٌ قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : الشَّعَفُ هُوَ الْفَزَعُ حَتَّى يَذْهَبَ بِالْقَلْبِ.
2019- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال - وهو يصلي على المنفوس الذي لم يعمل خطيئة قط - : اللهم أعذه من عذاب القبر.
ورواه الحارث ، وسيأتي لفظه في باب صفة الدجال ، رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر وأحمد بن منيع بسند رجاله ثقات ، وله شاهد من حديث أنس بن مالك ، وتقدم في باب ضمة القبر وضغطته ، وآخر من حديث البراء ، وتقدم في قبض روح المؤمن والكافر.
2020- وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ذكر الدجال فقال : إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء ، وتعوذوا بِالله مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَأَبُو دَاوُدَ , وَسَيَأْتِي لَفْظُهُ فِي صِفَةِ الدَّجَّالِ.@

(2/518)


2021- وَعَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حَائِطٍ مِنْ حَوَائِطِ بَنِي النَّجَّارِ فِيهِ قُبُورٌ مِنْهُمْ قَدْ مُوتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَسَمِعَهُمْ يُعَذَّبُونَ ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ : اسْتَعِيذُوا بِالله مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله وَإِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ.
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانُ فِي صَحِيحِهِ.
51 - باب راحة المؤمن في قبره وعذاب الكافر
2022- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : يُسَلَّطُ عَلَى الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا تَنْهَشُهُ وَتَلْدَغُهُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ، وَلَوْ أَنَّ تِنِّينًا مِنْهَا نَفَخَ فِي الأَرْضِ مَا أَنْبَتَتْ خَضْرًا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
2023- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ فِي رَوْضَةٍ ، وَيُرْحَبُ لَهُ قَبْرُهُ سَبْعُونَ ذِرَاعًا ، وَيُنَوِّرُ لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، أَتَدْرُونَ فِيمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} أتدرون ما المعيشة الضنك ؟ قَالُوا : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : عَذَابُ الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , إِنَّهُ لَيُسَلَّطُ عَلَيْهِمْ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا ، أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّينُ ؟ قَالَ : تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ حَيَّةً لِكُلِّ حَيَّةٍ سَبَعَةُ أرؤُسٍ يَنْفُخُونَ فِي جِسْمِهِ وَيَلْسَعُونَهُ وَيَخْدِشُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(2/519)


52- باب في النباش والنباشة وسكنى المقابر مقبرة عسقلان
2024- عَنْ عُمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَعَنَ الْمُخْتَفِي وَالْمُخْتَفِيَةَ ، يَعْنِي : النَّبَّاشَ وَالنَّبَّاشَةَ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى مُرْسَلاً بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
2024/2- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مَرْفُوعًا مِنْ طَرِيقِ عُمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره .
وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، وَقَالَ : الصَّحِيحُ مُرْسَلٌ.
2025- وَعَن عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : مَا لَكَ تَرَكْتَ مُجَاوِرَةَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاوَرْتُ الْمَقَابِرَ - يَعْنِي - : الْبَقِيعَ ؟ فَقَالَ : وَجَدْتُهُمْ جِيرَانَ صِدْقٍ ، يُكَفِّرُونَ السَّيِّئَةَ وَيُذَكِّرُونَ الآخِرَةَ.
رواه إسحاق بن راهويه.@

(2/520)


2026- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَالِكِ بْنِ بُحَيْنَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ الله جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيِّ أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَلَّى الله عَلَى تِلْكَ الْمَقْبَرَةِ - ثَلاَثَ مَرَّاتٍ - قَالَ : فَلَمْ يَسْأَلْهُ أحد أَيَّ مَقْبَرَةٍ هِيَ ؟ وَلَمْ يُسَمِّ لَهُمْ شَيْئًا قَالَ : فَدَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَّلَمَ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - قَالَ عَطَّافُ : فَحَدَّثْتُ أَنَّهَا عَائِشَةُ - فَقَالَ لَهَا : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَكَرَ أَهْلَ مَقْبَرَةٍ ، فَصَلَّى عَلَيْهَا وَلَمْ يُخْبِرْنَا أَيُّ مَقْبَرَةٍ هِيَ ؟ قَالَ : فَدَخَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَأَلَتْهُ عَنْهَا ، فَقَالَ لَهَا : أَهْلُ مَقْبَرَةٍ بِعَسْقَلاَنَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ ، وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ الْمَنَاقِبِ.
53- باب في الأطفال
فيه حديث عائشة والأسود بن سريع وتقدما في كتاب القدر ، وسيأتي أحاديث في صفة الجنة.
2027- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ قَالَ : أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَأَنَا أَقُولُ أَطْفَالُ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَطْفَالُ الْمُشْرِكِينَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ، حَتَّى حَدَّثَنِي فُلاَنٌ عَنْ فُلاَنٍ ، فَلَقِيتُ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْهُ ، فَحَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سُئِلَ عَنْهُمْ ، فَقَالَ : الله أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.@

(2/521)


2027/2- وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَلَفْظُهُ : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَقُولُ أَطْفَالُ الْمُشْرِكِينَ مَعَ آبَائِهِمْ حَتَّى حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَقِيتُهُ فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ هُوَ خَلَقَهُمْ ، وَهُوَ أَعْلَمُ بهم وَبِمَا كَانُوا عَامِلِينَ .
وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَأَبِي دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيِّ بِاخْتِصَارٍ.
2028- وعن سعيد بن أبي صدقة قال : قلت لمحمد بن سيرين : هذا الحديث كل مولود ولد على الفطرة من قاله ؟ قال : قاله من كان يعلمه.
رواه مُسَدَّد.
54- باب في مرض النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه وغير ذالك مما يذكر
فيه حديث العباس بن عبد المطلب ، وتقدم في الإمامة في باب قراءة النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم من حيث انتهى إليه أبو بكر.
2029- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : مَاتَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : ذَاكَ مَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَنِي بِهِ .@

(2/522)


2030- وَعَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ - رضي الله عنهما - قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَرَضِهِ وَعِنْدَهُ عِصَابَةٌ حَمْرَاءُ - أَوْ قَالَ : صَفْرَاءُ - فَقَالَ : ابْنُ عَمِّي خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي فَشَدَدْتُ بِهَا رَأْسَهُ قَالَ : ثُمَّ تَوَكَّأْ عَلَيَّ حَتَّى دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَرُبَ مِنِّي الرَّحِيلُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ ، فَمَنْ كُنْتُ أَصَبْتُ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مِنْ شَعْرِهِ أَوْ مِنْ بَشْرِهِ أَوْ مِنْ مَالِهِ شَيْئَا ، هَذَا عِرْضُ مُحَمَّدٍ وَشَعْرُهُ وَبَشْرُهُ وَمَالُهُ فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ ، وَلاَ يَقُولَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَتَخَوَّفُ مِنْ مُحَمَّدٍ الْعَدَاوَةَ وَالشَّحْنَاءَ ، أَلاَ وَإِنَّهُمَا لَيْسَا مِنْ طَبِيعَتِي وَلَيْسَا مِنْ خُلُقِي قَالَ : ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَيْتُهُ ، فَقَالَ : ابْنَ عَمِّي لاَ أَحْسَبُ أَنَّ مَقَامِي بِالأَمْسِ أَجْزَأَ عَنِّي ، خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي قَالَ : فَشَدَدْتُ بِهَا رَأْسَهُ قَالَ : ثُمَّ تَوَكَّأَ عَلَيَّ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتَهُ بِالأَمْسِ ، ثُمَّ قَالَ : فَإِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيْنَا مَنِ اقْتَصَّ قَالَ : فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَرَأَيْتَ يَوْمَ أَتَاكَ السَّائِلُ ، فَسَأَلَكَ فَقُلْتَ : مَنْ مَعَهُ شَيْءٌ يُقْرِضُنَا ؟ فَأَقْرَضْتُكَ ثَلاَثَةَ دَرَاهِمَ ؟ قَالَ : فَقَالَ : يَا فَضْلُ أَعْطِهِ قَالَ : فَأَعْطَيْتُهُ قَالَ : ثُمَّ قَالَ : وَمَنْ غَلَبَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فَلْيَسْأَلْنَا نَدْعُ لَهُ ؟ قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله إِنِّي رَجُلٌ جَبَانٌ كَثِيرُ النَّوْمِ قَالَ فَدَعَا لَهُ قَالَ الْفَضْلُ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَشْجَعَنَا وَأَقَلَّنَا نَوْمًا قَالَ : ثُمَّ أَتَى بَيْتَ عَائِشَةَ ، فَقَالَ لِلنِّسَاءِ مِثْلَمَا قَالَ لِلرِّجَالِ ثُمَّ قَالَ : وَمَنْ غَلَبَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فَلْيَسْأَلْنَا نَدْعُ لَهُ قَالَ : وَأَوْمَأَتِ امْرَأَةٌ إِلَى لِسَانِهَا قَالَ : فَدَعَا لَهَا قَالَ : فَرُبَّمَا قَالَتْ لِي : يَا عَائِشَةُ أحسني صَلاَتَكِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَسَيَأْتِي فِي الإِمَارَةِ فِي بَابِ الإِمَامِ يُمَكِّنُ مِنْ نَفْسِهِ ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ ، وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ الْقِيَامَةِ.
2031- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : قَالَ لِي أَبِي : يَا بُنَيَّةُ ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قُلْتُ : هَذَا يَوْمُ الاِثْنَيْنِ قَالَ : فَأَيُّ يَوْمٍ مَاتَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قُلْتُ : يَوْمُ الاِثْنَيْنِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَمُسَدَّدٌ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ الْكَفَنِ مُطَوَّلاً.@

(2/523)


2032- وَعَنْهَا قَالَتْ : لَمَّا كَانَ وَفَاةُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَرَادُوا غُسْلَهُ وَقَعَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّوْمِ حَتَّى إِنَّ يَدَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عِنْدَ ذَقْنِهِ ، فَنُودُوا مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ : أَنِ اغْسُلُوهُ فَوْقَ ثِيَابِهِ قَالَتْ عَائِشَةُ : لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا غَسَّلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلاَّ نِسَاؤُهُ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.
2032/2- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : قَالَتْ عَائِشَةُ : لَمَّا أَرَادُوا غُسْلَ َرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَقَالُوا : وَالله مَا نَدْرِي كَيْفَ نَصْنَعُ ؟ أَنُجَرِّدُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانَا ، أَمْ نُغَسِّلُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ ؟ قَالَتْ : فَلَمَّا اخْتَلَفُوا أَرْسَلَ الله عَلَيْهِمُ السنة حَتَّى وَالله مَا مِنَ الْقَوْمِ رَجُلٌ إِلاَّ ذُقْنُهُ فِي صَدْرِهِ قَائِمًا ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ مُكَلِّمٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ مَا يَدْرُونَ مَا هُوَ ، فَقَالَ : اغْسِلُوا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ قَالَتْ : فَثَارُوا إِلَيْهِ فَغَسَّلُوا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ فِي قَمِيصِهِ يُفَاضُ عَلَيْهِ الْمَاءُ وَالسِّدْرُ وَيُدَلِّكُهُ الرِّجَالُ بِالْقَمِيصِ قَالَ فَكَانَتْ تَقُولُ : لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي ... فذكره.
وَرَوَاهُ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ فِي مُسْنَدِهِ ، وَابْنُ الْجَارُودِ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَرَوَى ابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ : لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي ... إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَاقِيهِ.
2033- وَعَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ لأَبِي بَكْرٍ : إِنِّي رَأَيْتُ ثَلاَثَةَ أَقْمَارٍ سَقَطْنَ فِي حُجْرَتِي - أَوْ قَالَتْ : فِي حِجْرِي - فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : خَيْرٌ قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ سَمِعْتُ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّهُ لَمَّا دُفِنَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي بَيْتِ عَائِشَةَ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : هَذَا أَحَدُ أَقْمَارِكِ وَخَيْرُهَا.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَالْحَمِيدِيُّ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ عَلاَمَاتِ النُّبُوَّةِ.@

(2/524)


2034- وَعَنْهَا : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُلْحِدَ لَهُ.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَرِ.
2035- وَعَنْ عَلِيٍّ بْن أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ غَسَّلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ مَا يَكُونُ مِنَ الْمَيِّتِ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا , وَكَانَ طَيِّبًا حَيًّا وَمَيِّتًا , وَوَلِيَ دَفْنَهُ وَإِجْنَانَهُ دُونَ النَّاسِ أَرْبَعَةٌ : عَلِي بْن أَبِي طَالِب , وَالْعَبَّاسُ , وَالْفَضْلُ بْن العَبَّاس , وَصَالِحٌ مَوْلَى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم وأُلُحِدَ لِرَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم لَحْدًا وَنُصِبَ عَلَيْهِ اللَّبِنُ نَصَبًا .
رواه مُسَدَّد بسند صحيح ، والحاكم ، والبيهقي ، ورواه ابن ماجه مختصرًا.
2036- ورواه الحاكم والبيبهقي من حديث ابن عباس وفيه : أن الذين نزلوا قبره صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : علي والفضل ، وقثم بن عباس ، وشقران ، وأوس بن حولاء فكانوا خمسة.
2037- وَعَنْهُ : أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَقَالَ : أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ عَنِ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالُوا : بَلَى قَالَ : لَمَّا كَانَ قَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِثَلاَثٍ أَهْبَطَ الله إليه جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فَقَالَ : يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا وَتَفْضِيلاً لَكَ وَخَاصَّةً لَكَ أَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ ، يَقُولُ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا قَالَ : ثُمَّ جَاءَهُ الْيَوْمَ الثَّانِي فَقَالَ : يَا أَحْمَدُ ، @

(2/525)


إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ وَتَفْضِيلاً لَكَ وَخَاصَّةً لَكَ أَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ ، فَيَقُولُ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا ثُمَّ جَاءَهُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَقَالَ : يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ وَتَفْضِيلاً لَكَ وَخَاصَّةً لَكَ أَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ ، يَقُولُ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا ، وَأَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا وَهَبَطَ مَعَ جِبْرِيلَ مَلَكٌ فِي الْهَوَاءِ يُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ عَلَى سَبْعِينَ أَلْفًا فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ : يَا أَحْمَدُ ، هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ عَلَى آدَمِيٍّ قَبْلَكَ ، وَلاَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى آدَمِيٍّ بَعْدَكَ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ائْذَنْ لَهُ فَأَذِنَ لَهُ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فَدَخَلَ ، فَقَالَ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ : يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ وَأَمَرَنِي أَنْ أُطِيعَكَ إِنْ أَمَرْتَنِي بِقَبْضِ نَفْسِكَ قَبَضْتُهَا ، وَإِنْ كَرِهْتَ تَرَكْتُهَا فَقَالَ جِبْرِيلُ : يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، قَدِ اشْتَاقَ إِلَى لِقَائِكَ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ، امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ فَقَالَ جِبْرِيلُ : يَا أَحْمَدُ عَلَيْكَ السَّلاَمُ هَذَا آخِرُ وَطْئِي الأَرْضَ إِنَّمَا كُنْتَ حَاجَتِي مِنَ الدُّنْيَا فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَجَاءَتِ التَّعْزِيَةُ ، جَاءَ آتٍ يَسْمَعُونَ حِسَّهُ ، وَلاَ يَرَوْنَ شَخْصَهُ فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ الله فِي الله عَزَاءٌ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ ، وَخَلَفٌ مِنْ كِلِّ هَالِكٍ ، وَدَرْكٌ مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ ، فَبِالله فَثِقُوا ، وَإِيَّاهُ فَارْجُوا ، فَإِنَّ الْمَحْرُومَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ – أَو إِنَّ الْمُصَابَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ - وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ فَقَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ هَذَا الْخِضْرُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ , عن مُحَمَّدٍ بْنِ جَعْفَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ : كَانَ أَبِي ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيٍّ ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ ... فذكره بِسَنَدِ رِجَالِهِ ثِّقَاتِ.
2038- وعَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : قَالَ الْعَبَّاسُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : لأَعْلَمَنَّ مَا بَقَاءُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِينَا ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، لَوِ اتَّخَذْتَ شَيْئًا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَدْفَعُ عَنْكَ الْغُبَارَ ، وَيَرُدُّ عَنْكَ الْخَصْمَ فَقَالَ : وَالله لأَدَعَنَّهُمْ يُنَازِعُونِي رِدَائِي وَيَطَأُونَ عَقِبِي وَيَغْشَانِي غُبَارُهُمْ حَتَّى يَكُونَ الله الَّذِي يُرِيحُنِي مِنْهُمْ قَالَ : فَعَلِمْتُ أَنَّ بَقَاءَهُ فِينَا قَلِيلٌ قَالَ : فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ عُمَرُ : وَالله إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى يقطع أَيْدِي رِجَالٍ وَأَلْسِنَتُهُمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ يَقُولُونَ : قَدْ مَاتَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم @

(2/526)


فَقَالَ الْعَبَّاسُ : أَيُّهَا النَّاسُ ، هَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ عَهْدٌ أَوْ عَقْدٌ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فَقَالُوا : لاَ قَالَ : فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَمْ يَمُتْ حَتَّى قَطَعَ الْحِبَالَ وَوَصَلَ وَحَارَبَ وَسَالَمَ وَنَكَحَ النِّسَاءَ وَطَلَّقَ ، وَتَرَكَكُمْ عَلَى مَحَجَّةٍ بَيِّنَةٍ وَطَرِيقٍ نَاهِجَةٍ ، وَإِنْ كَانَ كَمَا قَالَ عُمَرُ لَمْ يَعْجَزِ الله أَنْ يَحْثُوَ عَنْهُ فَيُخْرِجَهُ إِلَيْنَا فَخَّلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ فَلْنَذْهَبَنَّهُ ، فَإِنَّهُ يَأْسِنُ كَمَا يَأْسِنُ النَّاسُ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ الْعَبَّاسِ فَهُوَ مُتَّصِلٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ.
2039- وَعَنْهُ قَالَ : سَمِعُوا أَصْواتًا عِنْدَ وَفَاةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَسْرَعَ الْعَبَّاسُ فَأَصَابَتْ رِجْلُهُ ظَهْرَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : يَا أَمَتَاهُ ، يَا أَمَتَاهُ ، يَا أَمَتَاهُ لاَ تَلُومِينِي هَذِهِ إِلَيَّ ... فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يَقُولُ : الرَّفِيقَ الأَعْلَى قَالَ الْعَبَّاسُ : فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خَيْرٌ فَلَمَّا قُضِيَ عَلَى نَبِيِّهِ الْمَوْتُ غَسَّلَهُ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ يُنَاوِلُهُمُ الْمَاءَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ فَقَالَ : مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُغَسِّلَهُ إِلاَّ أَنَّا كُنَّا صِبْيَانًا نَحْمِلُ الْحِجَارَةَ فِي الْمَسْجِدِ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ فِيهِ انْقِطَاعٌ.
2040- وَعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : كَانَ النَّاسُ اخْتَلَفُوا فِي دَفْنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمُوتُ إِلاَّ يُدْفَنُ حَيْثُ يُقبض فَحَطُّوا فِرَاشِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثُمَّ ادفِنُوهُ حَيْثُ قُبِضَ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ مُرْسَلاً ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ مُتَّصِلٍ ضَعِيفٍ ، وَبِسَنَدٍ مُعْضِلٍ ، وَطَرِيقُ إِسْحَاقَ أَصَحُّ إِسْنَادًا وَهِيَ تُعَضِّدُ الْمُتَّصِلَ وَتُشْعِرُ أَنَّ لَهُ أَصْلاً.@

(2/527)


2041- وَعَنْ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَضَعَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ أَفْوَاجًا.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
2042- وعن الْمُغِيرَة بْنُ شُعْبَة - رضي الله عنه – قَالَ : إِنِّي لِآخِرُ النَّاسِ عَهْدًا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِنَّا حَفَرْنَا لَهُ وَلَحَدْنَا له ، فَلَمَّا دَفَنُوا وَخَرَجُوا ، أَلْقَيْتُ الْفَأْسَ فِي الْقَبْرِ ، فَقُلْتُ : الْفَأْسَ ، الْفَأْسَ ، فَدَخَلْتُ ، فَأَخَذْتُهُ ، وَمَسَحْتَ يَدَيَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة , وأحمد بن منيع.
2042/2- وأبو يعلى بلفظ : أَنَا آخِرُ النَّاسِ الناس عَهْدًا بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لَمَّا أُخْرِجَ عَلِي بْن أََبِي طَالِب مِنَ الْقَبْرِ وَدُفِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُلْقِيَتْ خَاتَمِي فَقُلْتُ : أَبَا الحَسَنٍ ، خَاتَمِي قَالَ : انْزِلْ فَخُذْ خَاتَمَكَ فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُ خَاتَمِي وَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى الكفن ثُمَّ خَرَجْتُ.
ومدار الإسناد على مجالد ، وهو ضعيف.
2043- وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : وَالَّذِي أَحْلِفُ بِهِ إِنْ كَانَ عَلِيٌّ لأَقْرَبَ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ قُبِضَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غَدَاةً بَعْدَ غَدَاةٍ يَقُولُ : جَاءَ عَلِيٌّ مِرَارًا قَالَتْ : وأظنه كَانَ بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ قَالَتْ : فَجَاءَ بَعْدَ ، فَطْنِنَا أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ حَاجَةً ، فَخَرَجْنَا مِنَ الْبَيْتِ فَقَعَدْنَا عِنْدَ الْبَابِ ، فَكُنْتُ مِنْ أَدْنَاهُمْ من الْبَابِ ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ عَلِيُّ ، فَجُعِلَ يَسَارَهُ وَيُنَاجِيهِ ، حتى قُبِضَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ ، وَكَانَ أَقْرَبَ النَّاسِ بِهِ عَهْدًا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى.@

(2/528)


2044- وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : نَعَى لَنَا نَبِيُّنَا وَحَبِيبُنَا نَفْسَهُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ - قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ ، فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ جَمَعَنَا فِي بَيْتِ أُمِّنَا عَائِشَةَ ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا فَدَمَعَتْ عَيْنُهُ ، فَشَهِدَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : مَرْحَبًا بِكُمْ ، حَيَّاكُمُ الله ، رَحِمَكُمُ الله ، آوَاكُمُ الله ، حَفِظَكُمُ الله ، نَصَرَكُمُ الله ، نَفَعَكُمُ الله ، هَدَاكُمُ الله ، وَفَّقَكُمُ الله ، سَلَّمَكُمُ الله ، قَبِلَكُمُ الله ، رَزَقَكُمُ الله ، رَفَعَكُمُ الله ، أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله ، وَأُوصِي الله بِكُمْ وَأَسْتَخْلِفُهُ عَلَيْكُمْ ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَلاَّ تَعْلُوا عَلَى الله فِي عِبَادِهِ وَبِلاَدِهِ ، فَإِنَّ الله – تَعَالَى - قَالَ لِي وَلَكُمْ : {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} وَقَالَ : {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} قُلْنَا : فَمَتَى الأَجَلُ ؟ قَالَ : قَدْ دَنَا الأَجَلُ وَالْمُنْقَلَبُ إِلَى الله وإِلَى السِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، وَإِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى ، وَإِلَى الْكَأْسِ الأَوْفَى ، وَالرَّفِيقِ الأَعْلَى ، وَالْعَيْشِ الأَهْنَأِ قُلْنَا : فَمَنْ يُغَسِّلُكَ ؟ قَالَ : رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي الأَدْنَى فالأَدْنَى , قُلْنَا : فَفِيمَا نُكَفِّنُكَ ؟ قَالَ : فِي ثِيَابِي هَذِهِ أَوْ فِي بِيَاضِ مِصْرَ أَوْ حُلَّةٍ يَمَانِيَّةٍ قُلْنَا : فَمَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ قَالَ فَبَكَى وَبَكَيْنَا فَقَالَ : مَهْلاً غَفَرَ الله لَكُمْ ، وَجَزَاكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيْرًا ، إِذَا غَسَّلْتُمُونِي وَكَفَّنْتُمُونِي فَضَعُونِي عَلَى سَرِيرِي فِي بَيْتِي هَذَا عَلَى شَفِيرِ قَبْرِي هَذَا ثُمَّ اخْرُجُوا عَنِّي سَاعَةً ، فَأَوَّلُ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ خَلِيلِي وَجَلِيسِي جِبْرِيلُ ثُمَّ مِيكَائِيلُ ثُمَّ إِسْرَافِيلُ ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ وَجُنُودُهُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِأَجْمَعِهَا ، ثُمَّ ادْخُلُوا عَلَيَّ فَوْجًا فَوْجًا ، فَصَلُّوا عَلَيَّ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ، وَلاَ تُؤْذُونِي بِتَزْكِيَةٍ ، وَلاَ بِصَيْحَةٍ ، وَلاَ رَنَّةٍ ، وَلْيَبْدَأْ بِالصَّلاَةِ عَلَيَّ رِجَالُ أَهْلِ بَيْتِي وَنِسَاؤُهُمْ ، ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْدُ ، وَمَنْ غَابَ عَنِّي مِنْ أَصْحَابِي فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلاَمَ ، وَمَنْ دَخَلَ مَعَكُمْ فِي دِينِي مِنْ إِخْوَانِي فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلاَمَ ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ سَلَّمْتُ عَلَى مَنْ تَبِعَنِي عَلَى دِينِي مِنَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قُلْنَا : فَمَنْ يَدْخُلُ قَبْرَكَ ؟ قَالَ : أَهْلِي مَعَ مَلاَئِكَةٍ كَثِيرٍ يَرَوْنَكُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.@

(2/529)


2044/2- وَالْبَزَّارُ وَلَفْظُهُ : نَعَى لَنَا حَبِيبُنَا وَنَبِيُّنَا - بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ - نَفْسَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ ... فذكره . إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : وَمَنْ دَخَلَ مَعَكُمْ فِي دِينِكُمْ بَعْدِي ، فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أَقْرَأُ السَّلاَمَ - أَحْسِبُهُ قَالَ : عَلَيْهِ - وَعَلَى كُلِّ مَنْ تَابَعَنِي عَلَى دِينِي مِنْ يَوْمِي هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مُخْتَصَرًا وَقَالَ : فِيهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لاَ أَعْرِفُهُ بِعَدَالَةٍ ، وَلاَ جَرْحٍ وَالْبَاقُونَ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ.
قُلْتُ : عَبْدُ الْمَلِكِ هَذا قَالَ فِيهِ الْفَلاَّسُ : كَذَّابٌ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : مُنْكَرٌ الْحَدِيثُ وَلَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ ، فَقَدْ رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ رُواتُهُ ثِقَاتٌ وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي آخِرِ كِتَابِ عَلاَمَاتِ النُّبُوَّةِ.
2045- وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : تَزْعُمُونَ أَنِّي مِنْ آخِرِكُمْ وَفَاةً ، أَلاَ وَإِنِّي مِنْ أَوَّلِكُمْ وَفَاةً ، وَلَتَتْبَعُنِّي أَفْنَادًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
2046- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : مَا مَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى بَابِي يومًا قَطُّ إِلاَّ قَد قال الْكَلِمَةَ تَقَرُّ بِهَا عَيْنِي ، قَالَتْ : فَمَرَّ يَوْمًا فَلَمْ يُكَلِّمْنِي ،@

(2/530)


وَمَرَّ مِنَ الْغَدِ فَلَمْ يُكَلِّمْنِي قَالَتْ : وَمَرَّ مِنَ الْغَدِ فَلَمْ يُكَلِّمْنِي ، قُلْتُ : قَدْ وَجَدَ عَلِيٌّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي شَيْءٍ قَالَتْ : فَعَصَّبْتُ رَأْسِي وَصَغَّرْتُ وَجْهِي وَأَلْقَيْتُ وِسَادَةً قُبَالَةَ بَابِ الدَّارِ فَجَنَحْتُ عَلَيْهَا قَالَتْ : فَمَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ : مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ ؟ قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله اشْتَكَيْتُ وَصُدِّعْتُ قَالَ : فَقُولِي : بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ قَالَتْ : فَمَا لَبِثَ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى أُتِيتُ بِهِ يُحْمَلُ فِي كِسَاءٍ قَالَتْ : فَمَرَّضْتُهُ وَلَمْ أُمَرِّضْ مَرِيضًا قَطُّ ، وَلاَ رَأَيْتُ مَيِّتًا قَطُّ قَالَتْ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَأَخَذْتُهُ وَأَسْنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي قَالَتْ : فَدَخَلَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِيَدِهِ سِوَاكُ أَرَاكٍ رَطْبٍ ، قَالَتْ : فَلَحِظَ إِلَيْهِ قَالَتْ : فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُهُ ، فَأَخَذْتُهُ فَنَكَّثْتُهُ بِفِيَّ فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ قَالَتْ : فَأَخَذَهُ وَأَهْوَاهُ إِلَى فِيهِ قَالَتْ : فَخَفَقَتْ يَدُهُ فَسَقَطَ مِنْ يَدِهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَيَّ حَتَّى إِذَا كَانَ فَاهُ فِي ثَغْرَةِ نَحْرِي سَالَ مِنْ فِيهِ نُقْطَةٌ بَارِدَةٌ اقْشَعَرَّ مِنْهَا جِلْدِي ، وَثَارَ رِيحُ الْمِسْكِ فِي وَجْهِي ، فَمَالَ رَأْسُهُ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ غُشِيَ عَلَيْهِ قَالَتْ فَأَخَذْتُهُ فَنَوَّمْتُهُ عَلَى الْفِرَاشِ وَغَطَّيْتُ وَجْهَهُ ، قَالَتْ فَدَخَلَ أَبِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : كَيْفَ تَرَيْنَ ؟ فَقُلْتُ : غُشِيَ عَلَيْهِ فَدَنَا مِنْهُ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ : يَا غَشْيَاهُ مَا أَكْوَنَ هَذَا الْغَشْيَ ، ثُمَّ كَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَعَرَفَ الْمَوْتَ ، فَقَالَ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ثُمَّ بَكَى فَقُلْتُ : فِي سَبِيلِ الله انْقِطَاعُ الْوَحْيِ وَدُخُولُ جِبْرِيلَ بَيْتِي ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى صِدْغَيْهِ ، وَوَضَعَ فَاهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ، فَبَكَى حَتَّى سَالَتْ دُمُوعُهُ عَلَى وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ غَطَّى وَجْهَهُ وَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ وَهُوَ يَبْكِي ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ هَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ عَهْدٌ بِوَفَاةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالُوا : لاَ وَالله ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عُمَرَ ، فَقَالَ : يَا عُمَرُ أعِنْدَكَ عَهْدٌ بِوَفَاةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : لاَ , قَالَ : وَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ ذَاقَ طَعْمَ الْمَوْتِ وَقَدْ قَالَ لَهُمْ : إِنِّي مَيِّتٌ وَإِنَّكُمْ مَيِّتُونَ فَضَجَّ النَّاسُ وَبَكَوْا بُكَاءً شَدِيدًا ، ثُمَّ خَلَّوْا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ بَيْتِهِ فَغَسَّلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ يَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ فَقَالَ عَلِيٌّ : مَا نَسِيتُ مِنْهُ شَيْئًا لَمْ أُغَسِّلْهُ إِلاَّ قُلِبَ لِي حَتَّى أَرَاهُ عَلَيْهِ ، فَأُغَسِّلُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَرَى @

(2/531)


أَحَدًا حَتَّى فَرَغْتُ مِنْهُ ثُمَّ كَفَّنُوهُ بِبُرْدٍ يَمَانِيٍّ أَخْضَرَ وَريطَتَيْنِ قَدْ نِيلَ مِنْهُمَا ، ثُمَّ غُسِلاَ ثُمَّ أُضْجِعَ عَلَى السَّرِيرِ ثُمَّ أَذِنُوا لِلنَّاسِ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَوْجًا فَوْجًا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِمَامٍ حَتَّى لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ بِالْمَدِينَةِ حُرٌّ ، وَلاَ عَبْدٌ إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ تَشَاجَرُوا فِي دَفْنِهِ أَيْنَ يُدْفَنُ ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : عِنْدَ الْعُودِ الَّذِي كان يُمْسِكُ بِيَدِهِ وَتَحْتَ مِنْبَرِهِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بِالْبَقِيعِ حَيْثُ كَانَ يَدْفِنُ مَوْتَاهُ ، فَقَالُوا : لاَ نَفْعَلُ ذَلِكَ إِذًا لاَ يَزَالُ عَبْدُ أَحَدِكُمْ وَوَلِيدَتُهُ قَدْ غَضِبَ عَلَيْهِ مَوْلاَهُ فَيَلُوذُ بِقَبْرِهِ فَتَكُونُ سُنَّةً فَاسْتَقَامَ رَأْيُهُمْ أَنْ يُدْفَنَ فِي بَيْتِهِ تَحْتَ فِرَاشِهِ حَيْثُ قُبِضَ رُوحُهُ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ دُفِنَ مَعَهُ فَلَمَّا حَضَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ الْمَوْتُ أَوْصَى قَالَ : إِذَا أَنَا مُتُّ فَاحْمِلُونِي إِلَى بَابِ بَيْتِ عَائِشَةَ فَقُولُوا لَهَا : هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ ، وَيَقُولُ : أَدْخُلُ أَوْ أَخْرُجُ ؟ قَالَتْ : فَسَكتت سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَتْ : أَدْخِلُوهُ فَادْفِنُوهُ مَعَهُ , أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ وَعُمَرُ عَنْ يَسَارِهِ قَالَتْ : فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ أَخَذْتُ الْجِلْبَابَ فَتَجَلْبَبْتُ بِهِ قَالَ : فَقِيلَ لَهَا : مَا لَكِ وَلِلْجِلْبَابِ ؟! قَالَتْ : كَانَ هَذَا زَوْجِي وَهَذَا أَبِي فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ تَجَلْبَبْتُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
2047- وَعَنْ دُغْفَلَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ .
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ وَقَالَ دُغْفَلُ : لاَ يُعْرَفُ لَهُ سَمَاعٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَكَانَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَجُلاً , وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ ، وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : لاَ صُحْبَةَ لَهُ ، وَأَثْبَتَهَا لَهُ ابْنُ حِبَّانَ.@

(2/532)


2048- وَعَنْ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ : مَرِضَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ ، فَقَالَ : حَضَرَتِ الصَّلاَةُ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : مُرُوا بِلاَلاً فَلْيُؤَذِّنْ ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ فَقَالَ : أَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : مُرُوا بِلاَلاً فَلْيُؤَذِّنْ وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : إِنَّ أَبِي رَجُلٌ أَسْيَفُ - أَوْ آسِفٌ - فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَهُ قَالَ : ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ : هَلْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ ؟ قَالُوا : لاَ قَالَ : فَمُرُوا بِلاَلاً فَلْيُقِمْ ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ : إِنَّ أَبِي رَجُلٌ أَسْيَفُ فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَهُ فَقَالَ : إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ ، مُرُوا بِلاَلاً فَلْيُؤَذِّنْ ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ فَأَقَامَ بِلاَلٌ وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَفَاقَ فَقَالَ : ابْغُو لِي مَنْ أَعْتَمِدُ عَلَيْهِ قَالَ : فَخَرَجَ يَعْتَمِدُ عَلَى بَرِيْرةَ وَأنَاسٍ أُخَرَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ ، فَأَرَادَ أَنْ يَتَأَخَّرَ ، فَحَبَسَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ عُمَرُ : لاَ أَسْمَعُ أَحَدًا يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَاتَ إِلاَّ ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي قَالَ سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ : ثُمَّ أَرْسَلُونِي فَقَالُوا : انْطَلِقْ إِلَى صَاحِبِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَادْعُهُ قَالَ : فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَقَدْ أُدْهِشْتُ ، فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ : لَعَلَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَاتَ فَقُلْتُ : إِنَّ عُمَرَ يَقُولُ : لاَ أَسْمَعُ أَحَدًا يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَاتَ إِلاَّ ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي قَالَ : ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ ، فَأَخَذَ بِسَاعِدِي ، فَجِئْتُ أَنَا وَهُوَ فَقَالَ : أَوْسِعُوا لِي فَأَوْسَعُوا لَهُ ، فَانْكَبَّ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ومسه وَوَضَعَ يَدَيْهِ - أَوْ يَدَهُ - وَقَالَ : إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ فَقَالُوا : يَا صَاحِبَ رَسُولِ الله أَمَاتَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ ، وَكَانُوا أُمِّيِّينَ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ نَبِيٌّ قَبْلَهُ قَالُوا : يَا صَاحِبَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَيُصَلَّى عَلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالُوا : كَيْفَ يُصَلَّى عَلَيْهِ ؟ قَالَ : يَدْخُلُ قَوْمٌ فَيُكَبِّرُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَدْعُونَ ثُمَّ يَخْرُجُونَ ، ثُمَّ يَدْخُلُ غَيْرُهُمْ حَتَّى يَفْرُغُوا قَالُوا يَا صَاحِبَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَيُدْفَنُ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالُوا : أَيْنَ يُدْفَنُ ؟ قَالَ : فِي الْمَكَانِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ رُوحُهُ , فَإِنَّهُ لَمْ تُقْبَضْ رُوحُهُ إِلاَّ فِي مَكَانٍ طَيِّبٍ , فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يُغَسِّلَهُ بَنُو أَبِيهِ قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ فَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ يَتَشَاوَرُونَ فَقَالُوا : إِنَّ لِلأَنْصَارِ فِي هَذَا الأَمْرِ نَصِيبًا قَالَ : فَأْتُوهُمْ ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ لِلْمُهَاجِرِينَ فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ لَهُمْ : مَنْ لَهُ ثَلاَثٌ مِثْلَ ما لأَبِي بَكْرٍ : ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ مَنْ هُمَا ؟ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا مَنْ هُمَا ؟ مَنْ كَانَ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، مَعَهُمَا ، قَالَ : ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ فَبَايَعَهُ وَبَايَعَ النَّاسُ ، وَكَانَتْ بَيْعَةً حَسَنَةً جَمِيلَةً.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ ، وَابْنُ مَاجَةَ : قِصَّةَ الصَّلاَةِ فَقَطْ ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَابْنُ خُزَيْمَةُ فِي صَحِيحِهِ وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ.

(2/533)


المجلد الثالث
22- كتاب الزكاة
1- باب مانع الزكاة وعقوبة من كنز
فيه حديث أبي هريرة , وسيأتي في الجهاد في باب فضل الشهداء.
2049- وَعَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحَصِيبِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَلاَ مَنَعَ قَوْمٌ قَط الزَّكَاةَ إِلاَّ حَبَسَ الله عَنْهُمُ الْقَطْرَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
2049/2- وَكَذَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَلَفْظُهُ : مَا نَقَضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلاَّ كَانَ الْقَتْلُ بَيْنَهُمْ ، وَلاَ ظَهَرَتْ فَاحِشَةٌ فِي قَوْمٍ إِلاَّ سُلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ ، وَلاَ مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ إِلاَّ حَبَسَ الله عَنْهُمُ الْقَطْرَ .
وَالْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ ، وَقَالَ الْحَاكِمُ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَهُوَ كَمَا قَالَ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ , وَالْبَزَّارُ , وَالْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ ، وَسَيَأْتِي فِي الزُّهْدِ فِي بَابِ قِصَرِ الأَمَلِ مُطَوَّلاً.@

(3/5)


2050- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَكُونُ الدِّينَارُ عَلَى الدِّينَارِ ، وَلاَ الدِّرْهَمُ عَلَى الدِّرْهَمِ وَلَكِنْ يُوسَعُ جَلْدُهُ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ سَيْفِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّوْرِيِّ , لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ , رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الكْبِيرِ مَوْقُوفًا بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
2051- وَعَنْ ثَوْبَانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ تَرَكَ بَعْدَهُ كَنْزًا مُثِّلَ لَهُ شُجَاعٌ أَقْرَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ زَبِيبَتَانِ يَتْبَعُهُ وَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ ؟ وَيْلُكَ فَيَقُولُ : أَنَا كَنْزُكَ الَّذِي خَلَّفْتَ بَعْدَكَ فَلاَ يَزَالُ يَتْبَعُهُ حَتَّى يُلْقِمَهُ يَدَهُ فَيَقْضِمَهَا ، ثُمَّ يَتْبَعُهُ سَائِرُ جَسَدِهِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا.
2- باب ما نقص مال من صدقة ولا خالطت مالاً قط إلا أهلكته
2052- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : ثَلاَثٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنْ كُنْتُ لَحَالِفًا عَلَيْهِنَّ : لاَ يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا ، وَلاَ يَعْفُو رَجُلٌ عن مَظْلَمَةٍ يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ الله إِلاَّ رَفَعَهُ بِهَا عِزًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ يَفْتَحُ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ فَتَحَ الله عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ.@

(3/6)


رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ ، وَكَذَا أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : مَا نَقَّصَتْ صَدَقَةٌ مَالاً قَطُّ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي كَبْشَةَ الأَنْمَارِيِّ , رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ في الصغير والأوسط من حديث أُمِّ سَلَمَةَ.
2053- وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا خَالَطَتِ الَّصَدَقةُ مَالاً قَطُّ إِلاَّ أَهْلَكَتْهُ قَالَ : يَكُونُ وَجَبَ عَلْيكَ فِي مَالِكَ صَدَقَةٌ ، فَلاَ تُخْرِجُهَا فَيُهْلِكَ الْحَرَامُ الْحَلاَلَ.
رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ بِسَنَدٍ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَفْوَانَ الْجُمَحِيُّ ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَفِي سَنَدِهِ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ , وَهُوَ ضَعِيفٌ .@

(3/7)


2053/2- وَرَوَاهُ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب , الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَالْبَيْهَقِيُّ بِلَفْظِ : مَا تَلَفَ مَالٌ فِي بَرٍّ ، وَلاَ بَحْرٍ إِلاَّ بِحَبْسِ الزَّكَاةِ.
قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِي : هَذَا الْحَدِيثُ يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّ الصَّدَقَةَ مَا تُرِكَتْ فِي مَالٍ وَلَمْ تَخْرُجْ مِنْهُ إِلاَّ أَهْلَكَتْهُ ، وَيَشْهَدُ لِهَذَا حَدِيثُ عُمَرَ الْمُتَقَدِّمُ .
وَالثَّانِي : أَنَّ الرَّجُلَ يَأْخُذُ الزَّكَاةَ وَهُوَ غَنِيٌّ عَنْهَا ، فَيَضَعُهَا مَعَ مَالِهِ فَتُهْلِكُهُ ، وَبِهَذا فَسَّرَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ ، وَالله أَعْلَمُ.
2054- وَعَنْ كَعْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : مَا كَرُمَ عَبْدٌ عَلَى الله , عَزَّ وَجَلَّ , إِلاَّ ازْدَادَ الْبَلاَءُ عَلَيْهِ شِدَّةً ، وَلاَ أَعْطَى عَبْدٌ صَدَقَةَ مَالِهِ فَنَقَصَتْ مِنْ مَالِهِ ، وَلاَ أَمْسَكَهَا فَزَادَتْ فِي مَالِهِ ، وَلاَ سَرَقَ سَارِقٌ إِلاَّ حُسِبَ مِنْ رِزْقِهِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3- باب زكاة الإبل والبقر والغنم والذهب والفضة والحنطة والشعير والتمر والزبيب ، وحدودها وما لا زكاة فيه وغير ذلك
2055- عَنْ أَبِي بَكْرٍ بْنِ عَمْروِ بْنِ حَزْمٍ ، قَالَ : هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِعَمْروِ بْنِ حَزْمٍ فِي فَرَائِضِ الإِبِلِ وَالْغَنَمِ : وَفِي الْغَنَمِ إِذَا بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ شَاةً شَاةً ، حَتَّى @

(3/8)


تَبْلُغَ عِشْرِينَ وَمِئَةً ، فَإِذَا جَاوَزَتْ عِشْرِينَ وَمِئَةً فَفِيهَا شَاتَانِ حَتَّى تَبْلُغَ مِئَتَيْنِ ، فَإِذَا جَاوَزَتْ مِئَتَيْنِ فَفِيهَا ثَلاَثَ شِيَاهٍ حَتَّى تَبْلُغَ ثَلاَثَمِئَةٍ ، فَإِذَا جَاوَزَتْ ثَلاَثَمِئَةٍ فَكَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي كُلِّ مِئَةٍ شَاةٌ شَاةٌ ، وَفِي الإِبِلِ فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينِ بِنْتُ مَخَاضٍ ، فَإِنْ لَمْ تُوجَدْ فَابْنُ لَبُونٍ ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَثَلاَثِينَ فَفِيهَا بِنْتُ لَبُونٍ ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَأَرْبَعِينَ فَفِيهَا حِقَّةٌ حَتَّى تَبْلُغَ سِتِّينَ ، ثُمَّ فِيهَا جَذَعَةٌ حَتَّى تَبْلُغَ خَمْسًا وَسَبْعِينَ ، فَإِنَّ فِيهَا بِنْتِي لَبُونٍ حَتَّى تَبْلُغَ تِسْعِينَ ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا حِقَّتَانِ إِلَى عِشْرِينَ وَمِئَةٍ ، فَإِذَا زَادَتْ فَعُدْ إِلَى أَوَّلِ فَرِيضَةٍ مِنَ الإِبِلِ فِي كُلِّ خَمْسٍ مِنَ الإِبِلِ شَاةٌ حَتَّى تَبْلُغَ عِشْرِينَ وَمِئَةً ، فَإِذَا كَثُرَتْ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مُطَوَّلاً.
2056- وَعَنْ مُصَدِّقِ أَبِي بَكْرٍ الَّذِي بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ أَنَّهُ أَخَذَ مِنْ كُلِّ عَشْرِ بَقَرَاتٍ شَاةً ، وَزَعَمَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَمَرَ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ كُلِّ ثَلاَثِينَ بَقَرَةً تَبِيعَ جَذْعٍ ، أَوْ قَالَ جَذَعَةً ، وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنَّةً.
رواه مُسَدَّد بسند ضعيف ، لجهالة بعض رواته.
وله شاهد من حديث عَبد الله بن مسعود , رواه الترمذي.
وعن عاصم بن كليب ، عن أبيه قال : لقيت عُمَر وهو بالموسم ، فناديت من وراء الفسطاط : ألا إني فلان بن فلان الجرمي ، وإن ابن أخت لنا له أخ عان في بني فلان ، وقد عرضنا عليه فريضة رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأبى ، فرفع عُمَر جانب الفسطاط وقال : أتعرف صاحبك ؟ فقلت : نعم ، هو ذاك. قال : انطلقا به حتى ينفذ لكما قضية رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. قال : وكنا نتحدث أن القضية كانت أربعًا من الإبل .
2057- وَعَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : لَقِيتُ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَهُوَ بِالْمَوْسِمِ , فَنَادَيْتُ مِنْ وَرَاءِ الْفُسْطَاطِ : أَلاَ إِنِّي فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ الْجِرْمِيُّ ، وَإِنَّ ابْنَ أُخْتٍ لَنَا لَهُ أَخٌ عَانَ فِي بَنِي فُلاَنٍ ، وَقَدْ عَرَضْنَا عَلَيْهِ فَرِيضَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبَى ، فَرَفَعَ عُمَرُ جَانِبَ الْفِسْطَاطَ ، وَقَالَ : أَتَعْرِفُ صَاحِبَكَ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ , هُوَ ذَاكَ , قَالَ : انْطَلِقَا بِهِ حَتَّى يُنْفِذَ لَكُمَا قَضِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ القَضِيَةَ كَانَتْ أَرْبَعًا مِنَ الإِِبِلِ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ورجاله ثقات.@

(3/9)


2058- وَعَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدْثَانَ الْبَصْرِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَقَدِمَ أَبُو ذَرٍّ مِنَ الشَّامِ ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَسَلَّمَ عَلَى عُثْمَانَ وَالْقَوْمِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ فَرَدَّ عُثْمَانُ عَلَيْهِ وَالْقَوْمُ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ : كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ ؟ قَالَ : بِخَيْرٍ كَيْفَ أَنْتَ يَا عُثْمَانُ ؟ ثُمَّ أَتَى سَارِيَةً فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَجَاوَزَ فِيهِمَا ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَخْبِرْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُ حِبِّي ، أَوْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : فِي الإِبِلِ صَدَقَتُهَا ، وَفِي الْبَقَرِ صَدَقَتُهَا ، وَفِي الْغَنَمِ صَدَقَتُهَا ، وَفِي الْبُرِّ صَدَقَتُهُ ، مَنْ جَمَعَ دِينَارًا ، أَوْ دِرْهَمًا ، أَوْ تِبْرًا ، أَوْ فِضَّةً لاَ يُعِدُّهُ لِغَرِيمٍ ، وَلاَ يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ الله ، فَهُوَ كَيٌّ يُكْوَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ مَالِكٌ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، انْظُرْ مَا تُخْبِرُ بِهِ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَإِنَّ هَذِهِ الأَمْوَالِ قَدْ فَشَتْ فِي النَّاسِ قَالَ : مَنْ أَنْتَ يَا ابْنَ أَخِي ؟ فَانْتَسَبَ لَهُ : أَنَا مَالِكُ بْنُأَوْسِ بْنِ الْحَدْثَانِ فَقَالَ : أَمَّا نَسَبُكَ الأَكْبَرُ فَقَدْ عَرَفْتُهُ أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ : {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ}.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لاِنْقِطَاعِهِ وَضَعْفِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
2059- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسِ ذُودٍ شَيْءٌ ، وَلاَ فِي أَقَلَّ مِنْ أَرْبَعِينَ مِنَ الْغَنَمِ شَيْءٌ ، وَلاَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثِينَ مِنَ الْبَقَرِ شَيْءٌ ، وَلاَ فِي أَقَلَّ مِنْ عِشْرِينَ مِثْقَالاً شَيْءٌ ، وَلاَ فِي أَقَلَّ مِنْ مِئَتَيْ دِرْهَمٍ شَيْءٌ ، وَلاَ فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ شَيْءٌ ، وَالْعُشْرُ فِي التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ ، وَمَا سُقِيَ سَيْحًا فَفِيهِ الْعُشْرُ وَمَا سُقِيَ بِالْغَرْبِ فَفِيهِ نِصْفُ الْعُشْرِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَفِي سَنَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى وَهُوَ ضَعِيفٌ.
2059/2- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَلَفْظُهُ : رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنَّهُ فَرَضَ الزَّكَاةَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالسَّلْتِ وَالزَّبِيبِ.@

(3/10)


2060- وَعَنْ نَافِعٍ ، أَنَّهُ قَرَأَ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةٍ مِنَ الإِبِلِ شَيْءٌ ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا فَفِيهَا شَاةٌ إِلَى تِسْعٍ ، فَإِذَا كَانَتْ عَشْرًا فَشَاتَانِ إِلَى أَرْبَعَ عَشْرَةَ ، فَإِذَا بَلَغَ خَمْسَ عَشْرَةَ فَفِيهَا ثَلاَثٌ إِلَى تِسْعَ عَشْرَةَ ، فَإِذَا بَلَغَتِ الْعِشْرِينَ فَأَرْبَعٌ إِلَى أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ فَفِيهَا بِنْتُ مَخَاضٍ إِلَى خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ ، فَإِن زَادَتْ فَفِيهَا بِنْت لَبُونٍ إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا حِقَّةٌ إِلَى السِّتِّينَ ، فَإِن زَادَتْ فَفِيهَا بِنَتَا لَبُونٍ إِلَى التِّسْعِينَ ، فَإِن زَادَتْ فَفِيهَا حِقَّتَانِ إِلَى الْعِشْرِينَ وَمِئَةٍ ، فَإِن زَادَتْ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ ، وَلَيْسَ فِي الْغَنَمِ شَيْءٌ فِيمَا دُونَ الأَرْبَعِينَ ، فَإِذَا بَلَغَتِ الأَرْبَعِينَ فَفِيهَا شَاةٌ إِلَى الْعِشْرِينَ وَمِئَةٍ ، فَإِذَا زَادَتْ فَشَاتَانِ إِلَى مِئَتَيْنِ ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى الْمِئَتَيْنِ فَثَلاَثُ شِيَاهٍ إِلَى ثَلاَثِمِئَةٍ ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى الثَّلاَثِمِئَةٍ ، فَفِي كُلِّ مِئَةٍ شَاةٌ.
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ ، ورجاله ثقات.
2061- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا كَانَ بَعْلاً ، أَوْ سَيْحًا ، أَوْ عَثْرِيًّا فَفِي كُلِّ عَشَرَةٍ وَاحِدٌ ، وَمَا كَانَ يَنْضَحُ فَفِي كُلِّ عِشْرِينَ وَاحِدٌ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ الْعَمْرِيِّ.
2062- وَعَن أبي موسى ومعاذ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أنهما ، حِينَ بُعِثَا إِلَى الْيَمَنِ لِيُعَلِّمَا النَّاسَ دِينَهُمْ لَمْ يَأْخُذُوا الصَّدَقَةَ إِلَّا مِنْ هَذِهِ الأَرْبَعَةِ : الْحِنْطَةِ ، وَالشَّعِيرِ ، وَالتَّمْرِ ، وَالزَّبِيبِ.
رواه أبو يعلى والبيهقي في الكبرى بسند رجاله ثقات.@

(3/11)


2063- وَعَن جَابِرٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالاَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ صَدَقَةَ فِي الزرْعِ ، وَلاَ فِي الْكَرْمِ ، وَلاَ فِي النَّخْلِ إِلاَّ مَا بَلَغَ خَمْسَةَ أَوْسُقٍ ، وَذَلِكَ مِئَةُ فِرَقٍ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2064- وَعَن أُمِّ سَعْدٍ الأَنْصَارِيَّةِ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ عَلَى مَنْ أَسْلَفَ مَالاً زَكَاةٌ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ الْمَدَنِيِّ.
2065- وَعَن طَاوُوسٍ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ ، فَكَانَ يَأْخُذُ الثِّيَابَ لِصَدَقَةِ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ.
4- باب زكاة الخيل والرقيق والعسل
2066- عَنْ عَزْرَةَ ، أَنَّ أَهْلَ الشَّامِ قَالُوا لِعُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُ : إِنَّ أَفْضَلَ أَمْوَالِنَا الْخَيْلُ وَالرَّقِيقُ فَأَخَذَ عُمَرُ لِكُلِّ فَرَسٍ عَشَرَةً ، وَلِكُلِّ رَأْسٍ عَشَرَةً ، ثُمَّ رَزَقَهَمْ , وَكَانَ يُعْطِيهِمْ أَكْثَرَ مِمَّا أُخِذَ مِنْهُمْ ، فَعَمَدَ هَؤُلاَءِ فَأَخَذُوا عَشَرَةَ مِنَ الرَّأْسِ وَعَشَرَةً مِنَ الْفَرَسِ ثُمَّ لَمْ يَرْزُقُوا.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مَعْمَرُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْهُ بِهِ.@

(3/12)


2067- وَعَن حَارِثَةَ بْنِ مِضْرَبْ ، قَالَ : جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ إِلَى عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فَقَالُوا : إِنَّا قَدْ أَصَبْنَا أَمْوَالاً خَيْلاً وَرَقِيقًا نُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَنَا فِيهَا زَكَاةٌ وَطُهُورٌ قَالَ : مَا فَعَلَهُ صَاحِبَايَ قَبْلِي فَأَفْعَلُهُ ، فَاسْتَشَارَ أَصْحَابَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَفِيهِمْ عَلِيٌّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فَقَالَ عَلِيٌّ : هُوَ حَسَنٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ جِزْيَةً يَأْخُذُونَ بِهَا مِنْ بَعْدِكَ رَاتِبَهُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2068- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ قَالَ : قَدِمْتُ عَلَى النِّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَسْلَمْتُ ، فَقُلْتُ : اجْعَلْ لِقَوْمِي مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ , قَالَ : فَفَعَلَ النِّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاسْتَعْمَلَنِي عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي أَبُو بَكْرٍ مِنْ بَعْدِهِ ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ مِنْ بَعْدِهِ . قَالَ : فَقَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ ، فَقَالَ لَهُمْ : فِي الْعَسَلِ زَكَاةٌ ، فَإِنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي مَالٍ لاَ يُزَكَّى . فَقَالُوا لِي : كَمْ تَرَى ؟ قَالَ : قلت : الْعُشْرُ . قَالَ : فَأَخَذَ مِنْهُ الْعُشْرَ ، فَقَدِمَ بِهِ عَلَى عُمَرَ ، وَأَخْبَرَهُ بِمَا فِيهِ ، فَأَخَذَهُ عُمَرُ ، فَجَعَلَهُ فِي صَدَقَاتِ الْمُسْلِمِينَ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل والبزار والطبراني في الكبير والبيهقي في الكبرى من طريق منير بن عَبد الله.
قال علي بن المديني في هذا الحديث : منير لا يعرف إلاَّ في هذا الحديث . وقال البخاري : عَبد الله والد منير عن سعد بن أبي ذباب لم يصح حديثه . وقال الشافعي : سعد بن أبي ذباب يحكي ما يدل على أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لم يأمره بأخذ الصدقة من العسل ، وأنه شىء رآه فتطوع له به أهله . وقال الزعفراني : قال الشافعي : الحديث في أن في العسل العشر ضعيف ، وفي ألا يؤخذ منه العشر ضعيف . قال البيهقي : وذكر عن معاذ أنه لم يأخذ من العسل شيئًا.@

(3/13)


5- باب لا تؤخذ كرائم الأموال في الزكاة إلا برضا المالك
2069- عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ : أنَّ عُمَرَ بْن الخَطَّاب , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , مَرَّتْ بِهِ غَنَمٌ مِنْ غَنْمِ الصَّدَقَةِ ، فِيهَا شَاةٌ ذَاتُ ضَرْعٍ ضَخْمٍ ، قَالَ : مَا أَظُنُّ أَنَّ أَهْلَ هَذِهِ أَعْطَوْهَا وَهُمْ طَائِعُونَ ، لاَ تَأْخُذُوا حَزَرَاتِ الْمُسْلِمِينَ ، لاَ تَفْتِنُوا النَّاسَ ، نَكِّبُوا عَنِ الطَّعَامِ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.
2070- وَعَن الصَّنَابِحِ الأَحْمَسِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَبْصَرَ نَاقَةً حَسْنَاءَ فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَقَالَ : قَاتَلَ الله صَاحِبَ هَذِهِ النَّاقَةِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي ارْتَجَعْتُهَا بِبَعِيرَيْنِ مِنْ حَوَاشِي الإِبِلِ قَالَ : فَنِعْمَ إِذًا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ : مُجَالِدٍ . وسيأتي في باب بيع الحيوان .@

(3/14)


2071- وَعَن قَرَّةَ بْنِ دُعْمُوصٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَاعِدٌ وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْنُوَ مِنْهُ فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَدْنُوَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، اسْتَغْفِرْ لِلْغُلاَمِ النُّمَيْرِيِّ فَقَالَ : غَفَرَ الله لَكَ , قَالَ : وَبَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الضَّحَّاكَ سَاعِيًا ، فَجَاءِ بِإِبِلٍ جُلَّةٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَتَيْتَ هِلاَلَ بْنَ عَامِرِ , ونمير بْنَ عَامِرِ , وعَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ فَأَخَذْتَ جُلَّةَ أَمْوَالِهِمْ ! فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله إِنِّي سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ الْغَزْوَ ، فَأَرَدْتُ أَنْ آتِيَكَ بِإِبِلٍ تَرْكَبُهَا وَتَحْمِلُ عَلَيْهَا أَصْحَابَكَ فَقَالَ : وَالله لَلَّذِي تَرَكْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي جِئْتَ بِهِ ، اذْهَبْ فَارْدُدْهَا عَلَيْهِمْ ، وَخُذْ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
2072- عن عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى صَدَقَةِ بِلًى وَعُذْرَةَ ، فَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ مِنْ بِلًى لَهُ ثَلاَثُونَ بَعِيرًا ، فَقُلْتُ : إِنَّ عَلَيْكَ فِي إِبِلِكَ هَذِهِ ابْنَةَ مَخَاضٍ فَقَالَ : ذَاكَ مَا لَيْسَ فِيهِ ظَهْرٌ ، وَلاَ لَبَنٌ ، وَمَا قَامَ فِي مَالِي لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُؤْخَذُ مِنْهُ قَالَ : وَإِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ أُقْرِضَ الله شَرَّ مَالِي فَتُجِيزَهُ فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ : مَا كُنْتُ لِآخُذَ فَوْقَ مَا عَلَيْكَ ، وَهَذَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَتَاهُ ، فَقَالَ نَحْوَ مَا قَالَ لأُبَيِّ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَذَا مَا عَلَيْكَ فَإِنْ جِئْتَ فَوْقَهُ قَبِلْنَا مِنْكَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله هَذِهِ نَاقَةٌ عَظِيمَةٌ سَمِينَةٌ فَمَنْ يَقْبِضُهَا ، فَأَمَرَ مَنْ يَقْبِضُهَا ، وَدَعَا لَهُ فِي مَالِهِ بِالْبَرَكَةِ , قَالَ عُمَارَةُ : فَضَرَبَ الدَّهْرُ مِنْ ضَرَبَاتِهِ وَوَلاَّنِي مَرْوَانُ صَدَقَةَ بِلًي وَعُذْرَةَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ ، فَمَرَرْتُ بِهَذَا الرَّجُلِ وَصَدَقَةُ مَالِهِ ثَلاَثُونَ حِقَّةً فِيهَا فَحْلُهَا عَلَى أَلْفٍ وَخَمْسِمِئَةِ بَعِيرٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ : مَا فَحْلُهَا ؟ قَالَ : إِلاَّ أَنْ تَكُونَ فِي السَّنَةِ إِذَا بَلَغَ صَدَقَةَ الرَّجُلِ ثَلاَثِينَ حِقَّةً أُخِذَ مَعَهَا فَحْلُهَا.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ , وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مُخْتَصَرًا ، وَصَرَّحَ بِتَحْدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ , وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ في صحيحه.@

(3/15)


6- باب أخذ العقال مع البعير في الزكاة وأين تؤخذ الصدقات وما جاء فيمن أتى بإبل الصدقة
2073- عَنْ يَحْيَى بن برهان أنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ استشار عليًّا , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , فِي أَهْلِ الرِّدَّةِ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ , تعالى , جَمَعَ الصَّلاَةَ وَالزَّكَاةَ ، وَلاَ أَرَى أَنْ تُفَرِّقَ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : لَوْ مَنَعُونِي عِقَالاً لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ كَمَا قَاتَلَهُم عَلَيِه رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم .
رواه مُسَدَّد ، وقال : العقال : المئة من الإبل الفريضة.
2073/2- ورواه إسحاق مرسلاً بسند حسن من طريق إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصديق : وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا مِمَّا أَخَذَ مِنْهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ . وَكَانَ يَأْخُذُ مَعَ الْبَعِيرِ عِقَالًا ، ثُمَّ قَرَأَ : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} .
وقد أخرجوا أصله من طريق متصلة ، وإنما أوردته لهذه الزيادة : أنه كان يأخذ مع البعير عقالا فإنها مما تؤيد رواية من روى في الحديث المعروف عقالا خلافا لمن قال : عناقًا .
وله شاهد ويأتي في كتاب المرتد باب قتال أهل الردة.
2074- وَعَن جَمْرَةَ الْحَنْظَلِيَّةَ ، قَالَتْ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ ، فَمَسَحَ رَأْسِي ، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ .
قَالَ أَبُو مَعَمَرٍ : فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَسَحَ رَأْسَ امْرَأَةٍ بَعْدَمَا بَلَغَتْ ، لأَنَّهَا لاَ تَأْتِي بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ إِلاَّ وَهِيَ بَالِغَةٌ .
رواه أبو يعلى : عن أبي معمر , عن عَطْوَانُ , عنها به .@

(3/16)


7- باب لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول ولا على من عليه دين حتى يُقضى عنه وما جاء في العمال ، وتعجيل الصدقة
2075- عن عن أبي بكر الصديق ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أنه كان إذا أعطى الرجل عطاءه قال : هل لك مال ؟ قال : فإن قال : نعم أخذ زكاته ؛ فإذا لم يكن له مال قال : لا تزكه حتى يحول عليه الحول .
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.
2075/2- وإسحاق بسند ضعيف ، ولفظه : أنه أعطى جابرًا عدة كانت له عند رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : وأزيدك ، أنه لا زكاة فيه حتى يحول عليه الحول .
ورواه الترمذي والبيهقي من حديث ابن عُمَر.@

(3/17)


2076- وَعَن عثمان بن عفان ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أنه قال : هذا شهر زكاتكم ، فمن كان عليه دين فليقضه ، ثم ليزكي ما بقي.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح.
2077- وَعَن قُبَيْضَةَ بْنِ هِلْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَذَكَرَ الصَّدَقَةَ قَالَ : لاَ يَجِيئَنَّ أَحَدُكُمْ بِشَاةٍ لَهَا يُعَار , قَالَ : يَقُولُ : تَصِيحُ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ , وَعَنه أَحْمَدَ بْنِ محمد بن حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2078- وَعَن سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِي : قُمْ عَلَى صَدَقَةِ بَنِي فُلاَنٍ وَانْظُرْ لاَ تَأْتِيَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِكَ ، أَوْ عَلَى كَاهِلِكَ ، بِبَكْرٍ لَهُ رُغَاءٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، اصْرِفْهَا عَنِّي فَصَرَفَهَا عَنْهُ.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ.
وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ .
الْبَكْرُ : بِفَتْحِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الْكَافِ - هُوَ الْفَتَيُّ مِنَ الإِبِلِ , وَالأُنْثَى بَكْرَةٌ.
2079- وَعَن عَلِيٍّ ، قَالَ : قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , سَلْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَسْتَعْمِلَكَ عَلَى الصَّدَقَةِ ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ : لاَ نَسْتَعْمِلُكَ عَلَى غُسَالَةِ ذُنُوبِ النَّاسِ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ , وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ .
وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ وَسَيَأْتِي فِي بَابِ : أَيُّ الدُّعَاءِ أَجْوَبُ دَعْوَةً.@

(3/18)


2080- وَعَن مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُعَجِّلُ صَدَقَةَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَنَتَيْنِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ فِيهِ الْحَسَنُ بْنُ عِمَارَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي تَعْجِيلِ الزَّكَاةِ قَبْلَ مَحِلِّهَا فَرَأَى طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ لاَ يُعَجِّلَهَا , وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ , وَقَالَ : أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ لاَ يُعَجِّلَهَا , وَقَالَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ : إِنْ عَجَّلَهَا قَبْلَ مَحِلِّهَا أَجْزَأَتْ عَنْهُ , وَبِهِ يَقُولُ الشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ.
8- باب في الإمام يعطي الصدقة لمن أراد ليقسمها على المساكين ، وما جاء في عرض الصدقة على أهلها ، ومكاتبة الإمام لعامله
2081- عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ : كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، إِذَا صَلَّى صَلاَةً جَلَسَ لِلنَّاسِ ، فِمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ كَلَّمَهُ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لأَحَدٍ حَاجَةٌ قَامَ فَدَخَلَ ، فَصَلَّى صَلَوَاتٍ لاَ يَجْلِسُ لِلنَّاسِ فِيهِنَّ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَحَضَرْتُ الْبَابَ @

(3/19)


فَقُلْتُ : يَا يَرْفَأُ أَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ شَكَاةٌ ؟ فَقَالَ : مَا بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ شَكْوًى فَجَلَسْتُ ، فَجَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَجَلَسَ فَخَرَجَ يَرْفَأُ فَقَالَ : قُمْ يَا عُثْمَان ، قُمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ , فَدَخَلا عَلَى عُمَرَ فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ صُبَرٌ مِنْ مَالٍ ، عَلَى كُلِّ صُبْرَةٍ مِنْهَا كِنْفٍ ، فَقَالَ عُمَرُ : إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَوجَدْتُكُمَا مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِهَا عَشِيرَةً ، فَخُذَا هَذَا الْمَالَ فَاقْسِمَاهُ ، فَمَا كَانَ مِنْ فَضْلٍ فَرُدَّا ، فَأَمَّا عُثْمَانُ فَحَثَا ، وَأَمَّا أَنَا فَجَثَوْتُ لِرُكْبَتَيَّ ، وَقُلْتُ : وَإِنْ كَانَ نُقْصَانٌ رَدَدْتَ عَلَيْنَا ؟ فَقَالَ عُمَرُ شْنَشَةٌ مِنْ أَخْشَنَ - يَعْنِي حَجَرًا مِنْ جَبَلٍ – لا , مَا كَانَ هَذَا عِنْدَ اللهِ , عَزَّ وَجلَّ ، إِذْ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ الْقَدَّ ؛ فَقُلْتُ : بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ هَذَا عِنْدَ اللهِ ، عَزَّ وَجلَّ ، وَمُحَمَّدٌ حَيٌّ ، وَلَوْ عَلَيْهِ فُتِحَ لَصَنَعَ فِيهِ غَيْرَ الَّذِي تَصْنَعُ ، فَغَضِبَ عُمَرُ وَقَالَ : أخبرني صَنَعَ مَاذَا ؟ قُلْتُ : إِذًا لأَكَلَ وَأَطْعَمَنَا ، قَالَ : فَنَشَجَ عُمَرُ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَضْلاَعُهُ ، ثُمَّ قَالَ وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا كَفَافًا لاَ لِيَ وَلاَ عَلَيَّ.
رواه الحميدي , وابن أبي عُمَر بلفظ واحد بسند صحيح.
2082- وَعَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : أَنَّ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَدِمَ الْجَابِيَةَ - جَابِيَةَ دِمَشْقَ - فَقَامَ خَطِيبًا ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، إِلَى أَنْ قَالَ : ثُمَّ قَال : أَلاَ إِذَا انْصَرَفْتُ مِنْ مَقَامِي هَذَا ، فَلاَ يَبْقَيَنَّ أَحَدٌ لَهُ حَقٌّ فِي الصَّدَقَةِ إِلَّا أَتَانِي ، فَلَمْ يَأْتِهِ مِمَّنْ حَضَرَهُ إِلَّا رَجُلاَنِ ، فَأَمَرَ لَهُمَا فَأُعْطِيَا ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : أَصْلَحَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا هَذَا الْغَنِيُّ الْمُتَفَقِّدُ بِأَحَقَّ بِالصَّدَقَةِ مِنْ هَذَا الْفَقِيرِ الْمُتَعَفِّفِ ، قَالَ عُمَرُ : وَيْحَكَ ، وَكَيْفَ لَنَا بِأُولَئِكَ ؟!.
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.
2083- وَعَن يَحْيَى بْنِ عَمْروِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلِمَةَ الْهَمَدَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، @

(3/20)


عَنْ أَبِيهِ ، أَن رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَتَبَ إِلَى قَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الأَرْحَبِيِّ : بِاسْمِكَ اللهمَّ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله إِلَى قَيْسِ بْنِ مَالِكٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ أَمَّا بَعْدُ ، إِنِّي أَسْتَعْمِلُكَ عَلَى قَوْمِكَ عَرَبِيِّهِمْ وَعَجَمِيِّهِمْ وَجُمْهُورِهِمْ وَمَوَالِيهِمْ وَحَوَاشِيهِمْ وَأَقْطَعْتُكَ مِنْ ذَرَّةِ يَسَارٍ مِئَتَيْ صَاعٍ ، وَمِنْ زَبِيبِ خَيْوانَ مِئَتَيْ صَاعٍ جَارٍ ذَلِكَ لَكَ وَلِعَقِبِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَبَدًا أَبَدًا أَبَدًا قَالَ قَيْسٌ : قَوْلُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَبَدًا أَبَدًا أَبَدًا أَحَبُّ إِلَيَّ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَبْقَى عَقِبِي أَبَدًا .
قَالَ يَحْيَى : عَرَبِيُّهُمْ : أَهْلُ الْبَادِيَةِ ، وَجُمْهُورُهُمْ : أَهْلُ الْقُرَى.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ .
9- باب فيمن سأل أمرا فأعطي خيرا منه
2084- عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا : سَلْ لَنَا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْحِجَابَةَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ : أَعْطَيْتُكُمْ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْهَا السِّقَايَةُ تَرْزَأُكُمْ ، وَلاَ تَرْزَؤُونَهَا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
2085- وَعَن الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : مَشَتْ بَنُوا عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى الْعَبَّاسِ ، فَقَالُوا : كَلِّمْ لَنَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَيَجْعَلُ فِينَا مَا يَجْعَلُ فِي النَّاسِ مِنْ هَذِهِ السِّعَايَةِ وَغَيْرِهَا ، قَالَ : فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ يَأْتَمِرُونَ إِذْ جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَدَعَاهُ الْعَبَّاسُ فَقَالَ : قَوْمُكَ وَبَنُو عَمِّكَ اجْتَمَعُوا لَوْ كَلَّمْتَ لَهُمْ @

(3/21)


رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَجَعَلَ لَهُمْ السِّعَايَةَ ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ : إِنَّ اللَّهَ أَبَى لَكُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ يُطْعِمَكُمْ أَوْسَاخَ أَيْدِي النَّاسِ قَالَ : فَقَالَ : رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ دَعُوا هَذَا فَلَيْسَ لَكُمْ عِنْدَهُ خَيْرٌ ، وَابْعَثُوا أَنْتُمْ فَبَعَثَ الْعَبَّاسُ ابْنَهُ الْفَضْلَ ، وَبَعَثَنِي أَبِي رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ : فَانْطَلَقْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَجْلَسَنَا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ قَالَ : فَحَصَرَنَا كَأَشَدَّ حَصْرٍ تَرَاهُ ، ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِي وَأُذُنِهِ فَقَالَ : أَخْرِجَا مَا تُصْرِرَانِ قَالَ : فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، بَعَثَنَا إِلَيْكَ عَمُّكَ وَابْنُ عَمِّكَ تَجْعَلُ لَهُمُ السِّعَايَةَ فَقَالَ : إِنَّ الله أَبَى لَكُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ يُطْعِمَكُمْ غُسَالَةَ أَوْسَاخِ أَيْدِي النَّاسِ ، وَلَكِنْ لَكُمَا عِنْدِي الْحِبَاءُ وَالْكَرَامَةُ ، أَمَّا أَنْتَ يَا ابْنَ رَبِيعَةَ فَأُزَوِّجُكَ فُلاَنَةً ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا فَضْلُ فَأُزَوِّجُكَ فُلاَنَةً ، فَارْجِعَا إِلَيْهِمْ فَقُولاَ كَذَلِكَ قَالَ , فَلَمَّا أَتَيْنَاهُمْ قَالُوا : مَا وَرَاءَكُمْ أَسَعْدٌ أَمْ سَعِيدٌ ؟ قَالَ : قُلْنَا : قَدْ زَوَّجَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : فَأَخْبَرْنَاهُمْ بِقَوْلِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فوثب عليّ ، فقال : أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْقَوْمُ , وَتَفَرَّقُوا ثُمَّ قَامَ.
رَواهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَهُوَ فِي مُسْلِمٍ وَأَبِي دَاوُدَ بِاخْتِصَارٍ.
10- باب في خرص التمر
2086- عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، قَالَ : أَنَّ عُمَرَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , بَعَثَهُ عَلَى خَرْصِ التَّمْرِ ، فَقَالَ : إِذَا أَتَيْتَ عَلَى أَرْضٍ فَاخْرُصْهَا ، وَدَعْ لَهُمْ قَدْرَ مَا يَأْكُلُونَ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح ، وابن حبان في صحيحه , وروي مرفوعًا من حديث سهل .@

(3/22)


2087- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهَ وَسَلَّمَ بَعَثَ ابْنَ رَوَاحَةَ إِلَى أَهْلِ خَيْبَرَ فَخَرَصَهَا ، ثُمَّ خَيَّرَهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا ، أَوْ يَرُدُّوا فَقَالُوا : بِهَذَا قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ , لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ الْعَمْرِيِّ ، وَرَوَاهُ مُسَدِّدٌ , وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الصُّلْحِ.
2088- وَعَن رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَ رَجُلاً إِلَى قَوْمٍ فطمس عَلَيْهِمْ نَخْلَهُم ، فَأَتَوْا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالُوا : أَتَانَا فُلاَنٌ فطمس عَلَيْنَا نَخْلَنَا فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَقَدْ بَعَثْتُهُ وَإِنَّهُ فِي نَفْسِي لأَمِينٌ ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَخَذْتُمْ مَا طَمَسَ عَلَيْكُمْ ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَخَذْنَاهُ وَرَدَدْنَاهُ عَلَيْكُمْ قَالُوا : هَذَا الْحَقُّ وَبِالْحَقِّ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ.
رواه الحارث
11- باب زكاة المعدن والركاز والتجارة والعشور والفطر
فيه حديث أبي ثعلبة وسيأتي في النكاح في باب من عرض ابنته على من يتزوجها.
2089- وَعَنْ أَبِي عَمْرِو(1) بْنِ حِمَاسٍ ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ يَبِيعُ الأَدَمَ وَالْجِعَابَ - قَالَ : قَالَ لِي عُمَرُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : زَكِّ مَالَكَ ، قُلْتُ : إِنَّمَا هُوَ الأَدَمُ ، وَالْجِعَابُ ، قَالَ : قَوِّمْهُ.
رواه مُسَدَّد.
_____حاشية_____
(1) تحرف في المطبوع إلى : "أبي عمر" ، وجاء على الصواب في "المطالب العالية" (918) ، و"تهذيب الكمال" (7532) , و"رجال الحديث" باب الكنى (8319) .@

(3/23)


2090- وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِيمٍ ، عَنْ جَدِّهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِفِضَّةٍ فَقَالَ : مِنْ مَعْدَنٍ لَنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّهُ سَتَكُونُ مَعَادِنُ يُحْضِرُهَا شِرَارُ النَّاسِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
2091- وَعَن عَمْروِ بْنِ عَوْفٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ ، وَالْمَعْدَنُ جُبَارٌ ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَةَ دُونَ قَوْلِهِ : وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ بِسَنَدٍ فِيهِ كُثَيِّرُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروِ بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الدِّيَاتِ.
2092- وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الرِّكَازُ الَّذِي يَنْبُتُ مِنَ الأَرْضِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشْنِيِّ ، وَسَيَأْتِي فِي النِّكَاحِ فِي بَابِ مَنْ عَرَضَ ابْنَتَهُ .
2093- وَعن سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ ، احْمَدُوا الله الَّذِي وَضَعَ عَنْكُمُ الْعُشُورَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَأَبُو يَعْلَى , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.@

(3/24)


2094- وَعَن حَرْبِ بْنِ عُبَيْدِ الله ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُمَيَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عُشُورٌ إِنَّمَا الْعُشُورُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
2094/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : عَنْ حَرْبِ بْنِ عُبَيْدِ الله (1) ، عَنْ خَالِهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
2094/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : عَنْ حَرْبِ بْنُ فُلاَنٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
2094/4- ورَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : عَنْ حَرْبِ بْنِ هِلاَلٍ , عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
2095- وَعَن أَبِي الأَسْوَدَ ، أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ تَقُولُ : كُنَّا نُؤَدِّي صَدَقَةَ الْفِطْرِعَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالْمُدِّ الَّذِي كَانُوا يَتَبَايَعُونَ فِيهِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ مُنْقَطِعٍ.
_____حاشية_____
(1) تحرف في المطبوع إلى : "حرب بن عبد الله" ، وجاء على الصواب في "في مصنف ابن أبي شيبة" 3/197(10678) و "مسند أحمد" 3/474(15991) , وانظر الحديث السابق.@

(3/25)


12- باب قدر الأوقية والنش والنواة والصاع ، وما جاء في الكيل والميزان
2096- عن مجاهد قال : الأوقية أربعون ، والنش عشرون ، والنواة خمس.
رواه مُسَدَّد , عن سفيان , عن منصور عنه.
2097- وَعَن طَاوُوسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْمِكْيَالُ عَلَى مِكْيَالِ مَكَّةَ ، وَالْمِيزَانُ عَلَى مِيزَانِ الْمَدِينَةِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
2097/2- وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى عَلَى الْعَكْسِ مِمَّا هُنَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْمِكْيَالُ مِكْيَالُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَالْوَزْنُ وَزْنُ أهل مَكَّةَ .
2098- وَعَن السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ صَاعُهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَومَ مُدًّا وَثُلُثَ مُدٍّ.
رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح.
2098/2- والنسائي في الصغرى ولفظه : كان الصاع على عهد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مدًّا وثلثًا بمدكم اليوم .@

(3/26)


13- باب في صدقة الأعضاء
2099- عن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ ، كُنْتُ أَظُنُّهُ رَفَعَهُ ، قَالَ : فِي ابْنِ آدَمَ سِتُّونَ وَثلاثمِئَةُ سُلاَمَى - أَوْ عَظْمٍ ، أَوْ مِفْصَلٍ - عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَالَ : كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ يَتَكَلَّمُ بِهَا الرَّجُلُ صَدَقَةٌ ، وَعَوْنُ الرَّجُلِ أَخَاهُ عَلَى الشَّيْءِ صَدَقَةٌ ، وَالشَّرْبَةُ الْمَاءَ يَسْقِيهَا صَدَقَةٌ ، وَإِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ .
2099/2- وَأَبُو يَعْلَى , وَعَنه ابْنِ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَلَفْظُهُ : يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ مَنْسَمٍ مِنَ الإِنْسَانِ صَلاَةٌ وَإِنْ حَمْلاً عَلَى الضَّعِيفِ صَلاَةٌ ، إِنَّ كُلَّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلاَةِ صَلاَةٌ.
وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ.@

(3/27)


14- باب في كل معروف صدقة
2100- عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ ، وَمَا أَنْفَقَ الْمُسْلِمُ مِنْ نَفَقَةٍ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ كُتِبَ لَهُ بهَا صَدَقَةٌ ، وَمَا وَقَى بِهِ الْمُسْلِمُ عِرْضَهُ كُتِبَ لَهُ بِهَا صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ نَفَقَةٍ أَنْفَقَهَا الْمُسْلِمُ فَعَلَى الله خُلْفُهَا ضَامِنًا إِلاَّ نَفَقَةً فِي بُنْيَانٍ ، أَوْ مَعْصِيَةٍ قَالَ : قُلْتُ لاِبْنِ الْمُنْكَدِرِ : مَا قَوْلُهُ : وَمَا وَقَى بِهِ الْمُسْلِمُ عِرْضَهُ ؟ قَالَ : أَنْ يُعْطِيَ الشَّاعِرَ ، وَذَا اللِّسَانِ قَالَ : لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ : الْمُتْقَى.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالدَّارُقُطْنِيُّ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ وَاللَّفْظُ لَهُ.
2100/2- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ ، وَمَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ وَمَالِهِ كُتِبَ لَهُ صَدَقَةٌ ، وَمَا وَقَى بِهِ عِرْضَهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ قَالَ : وَكُلُّ نَفَقَةِ مُؤْمِنٍ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ فَعَلَى الله خُلْفُهُ ضَامِنًا إِلاَّ نَفَقَةً فِي بُنْيَانٍ قَالَ مِسْوَرُ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ : قُلْتُ لِجَابِرٍ : مَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ : وَمَا وَقَى بِهِ الْمَرْءُ عِرْضَهُ ؟ قَالَ : يُعْطِي الشَّاعِرَ ، وَذَا اللِّسَانِ قَالَ جَابِرٌ : كَأَنَّهُ يَقُولُ الَّذِي يَتَّقِي لِسَانَهُ.@

(3/28)


2100/3- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : كُلُّ مَعْرُوفٍ يَصْنَعُهُ أَحَدُكُم إِلَى غَنِيٍّ ، أَوْ فَقِيرٍ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
2100/4- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِلَفْظِ : مُدَارَات النَّاسِ صَدَقَةٌ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَسَيَأْتِي فِي أَوَاخِرِ كِتَابِ الْبِرِّ ، وَالصِّلَةِ.
2101- وَعَن عَبْد الله بْن يَزِيد الخطمِي , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَة.
رواه ابن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل بسند واحد.
15- باب استحقاق الإمام في مال المسلمين وبيان المسكين ، وما جاء في الصدقة على السائل والمحروم وذوي القربى , وقطع الدينار والدرهم
2102- عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : مَرَّتْ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِبِلٌ مِنَ الصَّدَقَةِ ، فَأَخَذَ وَبَرَةً مِنْ ظَهْرِ بَعِيرٍ ، فَقَالَ : مَا أَنَا بِأَحَقَّ بِهَذِهِ الْوَبَرَةِ مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى بِلَفْظٍ وَاحِدٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَغَيْرِهِ وَسَيَأْتِي فِي الْجِهَادِ فِي بَابِ الْغُلُولِ.@

(3/29)


2103- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ النَّبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالطَّوَّافِ الَّذِي تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَالْكِسْرَةُ وَالْكِسْرَتَانِ قُلْنَا : مَنِ الْمِسْكِينُ ؟ قَالَ : الْمِسْكِينُ الَّذِي لاَ يَجِدُ مَا يُغْنِيهِ وَيَسْتَحِي أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ ، وَلاَ يُفْطَنَ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.
2103/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالطَّوَّافِ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ ، وَلاَ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الْمُتَعَطِّفُ الَّذِي لاَ يَسْأَلُ النَّاسَ ، وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ .
وَالْحَارِثُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ الْهَجْرِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ , وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2104- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّهُ قَالَ : أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي ذُو مَالٍ كَثِيرٍ وَذُو أَهْلٍ وَحَاضِرَةٍ ، فَأَخْبِرْنِي كَيْفَ أُنْفِقُ وَكَيْفَ أَصْنَعُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تُخْرِجُ الزَّكَاةَ مِنْ مَالِكَ ، فَإِنَّهَا طُهْرَةٌ تُطَهِّرُكَ ، وَتَصِلُ أَقْرِبَائَكَ ، وَتَعْرِفُ حَقَّ السَّائِلِ وَالْجَارِ , وَالْمِسْكِينِ : {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} قَالَ : حَسْبِي يَا رَسُولَ الله إِذَا أَدَّيْتُ الزَّكَاةَ إِلَى رَسُولِكَ فَقَدْ بَرِئْتُ مِنْهَا إِلَى الله وَرَسُولِهِ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا أَدَّيْتَهَا إِلَى رَسُولِي فَقَدْ بَرِئْتَ مِنْهَا ، فَلَكَ أَجْرُهَا ، وَإِثْمُهَا عَلَى مَنْ بَدَّلَهَا.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.@

(3/30)


2105- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ عُمَرَ ، قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِمَالِي بِثَمْغٍ , فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : احْبِسْ أَصْلَهْ وَسَبِّلْ ثَمَرَتَهُ قَالَ : فَجَعَلَهُ عُمَرُ عَلَى سَبَعَةِ أَسْهُمٍ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَدْ تَصَدَّقَ عَلَى عُمَرَ بِمِئَةِ وَسْقٍ مِنَ الْوَادِي ، فَلَمَّا كَانَ فِي خِلاَفَتِهِ جَمَعَهُ كُلَّهُ ، فَجَعَلَ ذَلِكَ عَلَى ثَلاَثَةِ أَسْهُمٍ : للسَّائِلِ ، وَالْمَحْرُومِ ، وَذَوِي الْقُرْبَي وَكَانَتْ أَوَّلَ صَدَقَةٍ تَصَدَّقَ بِهَا فِي الإِسْلاَمِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ الْعَمْرِيِّ.
2106- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : قَطْعُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ مِنَ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ.
رواه مُسَدَّد بسند رجاله ثقات . وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود , رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وأَبُو داود في سننه وابن ماجة.
16- باب جواز الأكل من مال اليتيم بالمعروف وما جاء في فضل إنظار المعسر وسقي الماء
2107- عن الْحَسَنِ الْعَرْنِيِّ ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، عِنْدِي يَتِيمٌ أَفَآكُلُ مِنْ مَالِهِ ؟ قَالَ : بِالْمَعْرُوفِ غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ مَالاً ، وَلاَ وَاقٍ مَالَكَ بِمَالِهِ قَالَ : فَضَرْبُهُ ؟ قَالَ : مِمَّا كُنْتَ ضَارِبًا مِنْهُ وَلَدَكَ.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/31)


2108- وَعَن أَبِي قَتَادَةَ ، أَنَّهُ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ دَيْنٌ ، فَكَانَ يَأْتِيهِ يَتَقَاضَاهُ فَيَتَغَيَّبُ عَنْهُ ، فَجَاءَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَسَأَلَ عَنْهُ صَبِيًّا ، فَقَالَ : نَعَمْ ، هُوَ فِي الْبَيْتِ يَأْكُلُ خُزَيْرَةً فَنَادَاهُ يَا فُلاَنُ اخْرُجْ فَقَدْ أُخْبِرْتُ أَنَّكَ هَاهُنَا فَخَرَجَ ، فَقَالَ : مَا غيبك عَنِّي ؟ فَقَالَ : إِنِّي مُعْسِرٌ وَلَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ فَقَالَ : آلله إِنَّكَ لَمُعْسِرٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَبَكَى أَبُو قَتَادَةَ ، وَقَالَ : لاَ تَفْعَلْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ ، أَوْ مَحَى عَنْهُ كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ , وَاللَّفْظُ لَهُ وَلأَبِي يَعْلَى.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مُخْتَصَرًا.
2109- وَعَن أَبِي جَعْفَرَ ، عن رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ - وَكَانَ بَدْرِيًّا - رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَسْتَظِلَّ - أَوْ يُظِلَّهُ الله - مِنْ فِيحِ جَهَنَّمَ ، أَوْ فَوْحِ ؟ فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ : نَحْنُ يَا رَسُولَ الله فَقَالَ : مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا ، أَوْ وَضَعَ عَنْ غَرِيمه.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْيُسْرِ وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْقِيَامَةِ.
2110- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَرَادَ أَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ ، وَأَنْ تُكْشَفَ كُرْبَتُهُ فَلْيُفَرِّجْ عَنْ مُعْسِرٍ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ زَيْدٍ الْعَمِيِّ.
2111- وَعَن بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيِّبِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا كَانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ : مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا كَانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلُ الَّذِي أَنْظَرَهُ قَالَ بُرَيْدَةُ : قُلْتُ يَا رَسُولَ الله قُلْتَ مَرَّةً : بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ ثُمَّ قُلْتَ بَعْدَ ذَلِكَ : بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَ الَّذِي أَنْظَرَهُ صَدَقَةٌ ! قَالَ : إِنَّ قَوْلِي : بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ الأَجَلُ ، وَقَوْلِي : كُلُّ يَوْمٍ مَثْلَ الَّذِي أَنْظَرَهُ صَدَقَةٌ بَعْدَ الأَجَلِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ ، والحاكم وقال : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا ، وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا.@

(3/32)


2112- وَعَن الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : يَا رَسُولَ الله ، مُرْنِي بِصَدَقَةٍ قَالَ : اسْقِ ، يَعْنِي : الْمَاءَ قَالَ الْحَسَنُ : فَنَصَبَ سِقَايَتَيْنِ كُنْتُ أَسْعَى بَيْنَهُمَا وأنا غُلاَمٌ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ , وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا.
وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِمَا بِلَفْظِ بِلَفْظِ أَيِّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : سَقْيُ الْمَاءِ .
وَسَتَأْتِي لَهُ شَوَاهِدُ فِي كِتَابِ الأَشْرِبَةِ.@

(3/33)


17- باب فضل الصدقة والحث عليها وإن قلت وغير ذلك
فيه حديث حذيفة وتقدم في كتاب الجنائز في باب من ختم له بخير صنيع ، وحديث عمران بن الحصين وسيأتي في كتاب النذور ، وحديث أنس , وسيأتي في باب صلة الرحم ...
2113- عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِي الله عَنهَا ، قَالَتْ : لَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِخَاتَمِي هَذَا عَلَى مِسْكِينٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَلْفِ درهم أهْدِيهَا إِلَى الْبَيْتِ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.
2114- وَعَن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ مَرْثَدَ بْنِ عَبْدِ الله الْيَزْنِيِّ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ يَجْمَعُ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ وَيَرُوحُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، وَكَانَ لاَ يَأْتِيهِ أَبَدًا إِلاَّ وَمَعَهُ شَيْءٌ يَتَصَدَّقُ بِهِ وَكَانَ يَأْتِي بِالْخُبْزِ وَالْفُلُوسِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَأْتِي بِالْبَصَلِ يَتَصَدَّقُ بِهِ فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا الْخَيْرِ ، مَا تُريِدُ إِلَى هَذَا يُنْتِنُ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ ؟! فَقَالَ : إِنَّهُ وَالله مَا كَانَ فِي بَيْتِي شَيْءٌ أَتَصَدَّقُ بِهِ غَيْرُهُ ، إِنَّهُ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ قَالَ : ظِلُّ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَدَقَتُهُ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى هَكَذَا مُبْهَمًا.
وَرَوَاهُ مُبَيَّنًا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهُمَا ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ مِنْ طَرِيقِ مَرْثَدَ بْنِ عَبْدِ الله الْيَزْنِيِّ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
2115- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مَا مِن رَجُل يَتَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ إِلاَّ وَقَعَتْ فِي يَدِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ , وَقَرَأَ {أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ}.
رواه مُسَدَّد موقوفًا.@

(3/34)


2116- وَعَن عَمْرو بْن عَوف ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ صَدَقَةَ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمْرِ ، وتَمْنَعُ مِيتَةَ السُّوءِ ، وَيُذْهِبُ الله بِهَا الْكِبْرَ وَالْفَخْرَ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ كُثَيِّرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروِ بْنِ عَوْفٍ ، وَقَدْ حَسَّنَهَا التِّرْمِذِيُّ ، وَصَحَّحَهَا هو وَابْنُ خُزَيْمَةَ.
2117- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : عَبَدَ اللَّهَ رَاهِبٌ فِي صَوْمَعَتِهِ سِتِّينَ سَنَةً ، فَنَزَلَتِ امْرَأَةٌ إِلَى جَنْبِهِ ، فَنَزَلَ إِلَيْهَا ، فَكَانَ مَعَهَا سِتَّ لَيَالٍ ، ثُمَّ سُقِطَ فِي يَدِهِ ، فَهَرَبَ فَأَتَى مَسْجِدًا فَمَكَثَ فِيهِ ثَلاَثًَا ، لاَ يَطْعَمُ ، ثُمَّ أُتِيَ بِرَغِيفٍ فَكَسَرَهُ ثِنْتَيْنِ ، فَأَعْطَى مِسْكِينًا عَنْ يَمِينِهِ نِصْفَهُ ، وَآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ نِصْفَهُ ، ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ , فَوَزَنَ السّتُونَ سَنَةً فِي كِفَّةٍ وَالسِّتَّ لَيَالٍ فِي كِفَّةٍ فَرَجَحَتِ السِّتَّ ، فَوَزَنَ السِّتَّ بِالرَّغِيفِ فَرَجَحَ الرَّغِيفُ.
رواه إسحاق موقوفًا والبيهقي في الكبرى بسند صحيح ، وله شاهد مرفوع من حديث أبي ذر ، رواه ابن حبان في صحيحه.
2118- وَعَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَلْ تَدْرُونَ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالُوا : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : الْمُنَيْحَةُ أَنْ تَمْنَحَ أَخَاكَ الدَّنَانِيرَ أَوِ الدَّرَاهِمَ أَوِ الْبَقَرَةَ أَوِ الشَّاةَ ، أَوْ ظَهْرَ الدَّابَّةِ ، أَوْ لَبَنَ الشَّاةِ ، أَوْ لَبَنَ الْبَقَرَةِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنَ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِسْلِمٍ الْهَجْرِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(3/35)


2119- وَعَن الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْكَ شَكَكْتُ فِيهِ قَالَ : إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الأَمْرِ فَلْيَسْأَلْنِي عَنْهُ قَالَ : قَوْلُكَ فِي أَزْوَاجِكَ : إِنِّي لأَرْجُو لَهُنَّ مِنْ بَعْدِي الصِّدِّيقِينَ قَالَ : وَمَنْ تَعْنُونَ بِالصِّدِّيقِينَ ؟ فَقُلْنَا : أَوْلاَدَنَا الَّذِينَ يهْلكُونَ صِغَارًا : قَالَ : لاَ ، وَلَكِنَّ الصِّدِّيقِينَ هُمُ الْمُتَصَدِّقُونَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ : قَرِيبَةُ بِنْتُ عَبْدِ الله بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ لَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَهَا بِعَدَالَةٍ ، وَلاَ جَرْحٍ وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
2120- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , يُرَبِّي لأَحَدِكُمُ اللُّقْمَةَ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَصِيلَهُ حَتَّى يَجْعَلَهَا مِثْلَ أُحُدٍ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِهَذَا اللَّفْظِ وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمِا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ .
الْفَصِيلُ : وَلَدُ النَّاقَةِ إِلَى أَنْ يَنْفَصِلَ عَنْها.@

(3/36)


2121- وَعَن بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيِّبِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا يُخْرِجُ الرَّجُلُ شَيْئًا مِنَ الصَّدَقَةِ حَتَّى يُفَكَّ عَنْهُ لِحَى سَبْعِينَ شَيْطَانًا.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ ، وَالْبَزَّارُ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ وَتَرَدَّدَ فِي سَمَاعِ الأَعْمَشِ مِنَ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ.
قُلْتُ : مَا تَرَدَّدَ فِيهِ ابْنُ خُزَيْمَةَ جَزَمَ بِهِ الْبُخَارِيُّ فَقَالَ : لَمْ يَسْمَعِ الأَعْمَشُ مِنَ ابْنِ بُرَيْدَةَ حَكَاهُ عَنْهُ الْعَلاَئِيُّ فِي الْمَرَاسِيلِ.
2122- وَعَن القاسم : أن عبد الرحمان بن أبي بكر مات فتصدقت عنه برقيق كان له.
رواه مُسَدَّد ورجاله ثقات.
2123- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ ذَهَبًا كَانَتْ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَتَعَارُ مِنَ اللَّيْلِ ، وَهِيَ أَكْثَرُ مِنَ السَّبَعَةِ وَأَقَلُّ مِنَ التِّسْعَةِ ، فَلَمْ يُصْبِحْ حَتَّى قَسَّمَهَا ، ثُمَّ قَالَ : مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ بِرَبِّهِ لَوْ مَاتَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ ؟ قَالَ سُفْيَانُ : أَرَاهَا صَدَقَةً كَانَتْ أَتَتْهُ ، أَوْ حَقًّا لإِنْسَانٍ خَشِيَ أَنْ يتوى.
رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2123/2- وَكَذَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَلَفْظُهُ : قَالَتْ : قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ : مَا فَعَلْتِ بِالذَّهَبِ ؟ قُلْتُ : هُوَ عِنْدِي يَا رَسُولَ الله قَالَ : ائْتِ بِهَا ، فَجِئْتُ بِهَا ، فَجَعَلْتُهَا فِي كِفَّةٍ ، وَهِيَ بَيْنَ الْخَمْسِ وَالسَّبْعِ ، فَرَفَعَ بِهَا كَفَّهُ وَقَالَ : أَنْفِقِيهَا وَقَالَ : مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ لَوْ لَقِيَ الله وَهَذِهِ عِنْدَهُ أَنْفِقِيهَا .
2124- وَعَن عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : ذُكر لِي أَنَّ الأَعْمَالَ تَبَاهَى ، فَتَقُولُ الصَّدَقَةُ : أَنَا أَفْضَلُكُمُ . قَالَ : وَقَالَ عُمَرُ : مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَتَصَدَّقُ بِزَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ إِلَّا ابْتَدَرَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ.
رواه إسحاق بن راهويه ، وابن خزيمة في صحيحه ، والحاكم وقال : صحيح على شرطهما. كذا قال.@

(3/37)


2125- وَعَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ جَلَسَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، فَالصَّدَقَةُ ؟ قَالَ : أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ وَعِنْدَ الله مَزِيدٌ , قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله فَأَيُّهَا أَفْضَلُ ؟ قَالَ : جَهْدُ مُقِلٍّ ، أَوْ سِرٌّ إِلَى فَقِيرٌ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ وَتَقَدَّمَ بِطُرُقِهِ فِي الْعِلْمِ فِي حُسْنِ السُّؤَالِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ وَتَقَدَّمَ فِي الإِيمَانِ.
2126- وَعَن أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الأَسْوَدِ ، عَنْ مُنْيَةَ ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي بَرْزَةَ ، قَالَ : كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تِسْعُ نَسْوَةٍ ، فَقَالَ يَوْمًا : خَيْرُكُنَّ أَطْوَلُكُنَّ يَدَيْنِ فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ تَضَعُ يَدَهَا عَلَى الْجِدَارِ فَقَالَ : لَسْتُ أَعْنِي هَذَا وَلَكِنِّي أَعْنِي أَصْنَعَكُنَّ يَدَيْنِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ , رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ وَغَيْرُهُ.
2127- وَعَن شَقِيقٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَ : دَخَلَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، فَقَالَ : يَا أُمَّهُ قَدْ خَشِيتُ أَنْ تُهْلِكَنِي كَثْرَةُ مَالِي ، أَنَا أَكْثَرُ قُرَيْشٍ كُلِّهِمْ مَالاً قَالَتْ : يَا بُنَيَّ تَصَدَّقْ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لاَ يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ قَالَ : فَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَأَخْبَرَ بِمَا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ ، فَجَاءَ عُمَرُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ : يَا أُمَّهُ مِنْهُمْ أَنَا ؟ قَالَت : لاَ وَلَكِنْ لاَ أَقُولُ لأَحَدٍ بَعْدَكَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/38)


2128- وَعَن جَابِرٍ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ لَهُ : كَيْفَ قَالَ لَكَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قُلْتُ : قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا جَاءَنَا مَالٌ أَعْطَيْتُهُ هَكَذَا ، وَهَكَذَا ، وَهَكَذَا , ثَلاَثَ حَثَيَاتٍ فَحَفَنَ ثَلاَثًا فَعَدَدْتُهَا ثَلاَثَمِئَةٍ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.
2129- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا , قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عَائِشَةُ ، اسْتَتِرِي مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِفِلْقِ تَمْرَةٍ ، فَإِنَّهَا تَسُدُّ مِنَ الْجَائِعِ مَسَدَّهَا مِنَ الشَّبْعَانِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
2130- وَعَن عَمْروِ بْنِ حُرَيْثٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا خَفَّفْتَ عَن خَادِمِكَ مِنْ عَمَلِهِ , كَانَ لَكَ أَجْرًا فِي مَوَازِينِكَ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ.
2131- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَا عَائِشَةُ ، أَنْفِقِي ، وَلاَ تُوكِي فَيُوكَى عَلَيْكَ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ , وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ.
2132- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْتَفَتَ إِلَى أَحَدٍ ، فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أَحَدًا تَحَوَّلَ لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ الله ، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارَانِ إِلاَّ دِينَارَيْنِ أُرْصِدُهُمْ لِدَيْنٍ إِنْ كَانَ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ.@

(3/39)


2133- وَعَن عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، كَانَتْ لِي مِئَةُ أُوقِيَّةٍ فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِعَشْرِ أَوَاقٍ ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، كَانَتْ لِي مِئَةُ دِينَارٍ فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، كَانَتْ لِي عَشَرَةُ دَنَانِيرَ فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِدِينَارٍ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُّكُمْ قَدْ أَحْسَنَ ، وَأَنْتُمْ فِي الأَجْرِ سَوَاءٌ قَدْ تَصَدَّقَ كُلٌّ مِنْكُمْ بِعُشْرِ مَالِهِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ.
2134- وَعن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى , وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2135- وَعَن أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ الْمِنْبَرِ : اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، فَإِنَّهَا تُقِيمُ الْعِوَجَ ، وَتَدْفَعُ ميِتَةَ السُّوءِ ، وَتَقَعُ مِنَ الْجَائِعِ مَوْقِعَهَا مِنَ الشَّبْعَانِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.@

(3/40)


18- باب في اليد العليا
فيه حديث جابر ...
2136- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الأَيْدِي ثَلاَثَةٌ : فَيَدُ الله الْعُلْيَا ، وَيَدُ الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا ، وَيَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَاسْتَعْفِفْ عَنِ السُّؤَالِ وَعَن الْمَسْأَلَةِ مَا اسْتَطَعْتَ ، فَإِنْ أَعْطَيْتَ شَيْئًا ، أَوْ خَيْرًا ، فَلْيُرَ عَلَيْكَ ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ، وَارْضَخْ مِنَ الْفَضْلِ ، وَلاَ تُلاَمُ عَلَى الْعَفَافِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَّدَدٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَإِسْحَاقُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ , ومدار أسانيدهم على إبراهيم بن مسلم الهجري ، وهو ضعيف لكن لَمْ يَنْفَرِدْ بِهَا الْهَجْرِيُّ , فَقَدْ رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ ، وَهُوَ ثِقَةٌ ، عَنْ مَسْرُوقٍ , عن عَبْدِ الله بِهِ.
ارْضَخْ : أَعْطِ ، قَالَهُ صَاحِبُ الْغَرِيبِ .
وَأَصْلُهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ , وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا مِنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ.
2137- وَعَن عَرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : الْيَدُ الْمُنطِيَةُ خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَي.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/41)


2138- وَعَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ جُذَامٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ : عَدِيُّ , كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتَيْنِ لَهُ جِوَارٌ ، فَرَمَى إِحْدَاهُمَا بِحَجَرٍ فَقَتَلَهَا ، فَرَكِبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِتَبُوكَ فَسَأَلَهُ عَنْ شَأْنِ الْمَرْأَةِ الْمَقْتُولَةِ ، فَقَالَ : تَعْقِلُها وَلا تَرِثُهَا , قَالَ عَدِيٌّ : وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَدْعَاءَ ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، تَعَلَّمْنَ إِنَّمَا الأَيْدِي ثَلاَثَةٌ يَدُ الله هِيَ الْعُلْيَا ، وَيَدُ الْمُعْطِي الْوُسْطَى ، وَيَدُ الْمُعْطَى السُّفْلَى ، فَتَغَنَّوْا وَلَوْ بِحِزَمِ الْحَطَبِ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ : اللهمَّ هَلْ بَلَّغْتُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
19- باب في الصدقة على الرحم وفيمن عد الصدقة مغرما
2139- عَن أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مَعِيطٍ ، رَضِيَ الله عَنْهَا , قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ.
رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ , وَفِي سَنَدِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ ، وَقَالَ : الْكَاشِحُ : الْعَدُوُّ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ , وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ .
وَقَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : الْكَاشِحُ - بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ - هُوَ الَّذِي يُضْمِرُ عَدَاوَتَهُ فِي كَشْحِهِ وَهُوَ خَصْرُهُ - يَعْنِي : أَنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْقَاطِعِ الْمُضْمِرِ الْعَدَاوَةَ فِي بَاطِنِهِ.@

(3/42)


2140- وَعَن أَبِي أَيُّوبَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ الصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ .
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ.
2141- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الأَعَاجِمِ مَا آتَاهُمُ الله مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الْحَيَوَانِ ، يَعُدُّونَ الصَّدَقَةَ مَغْرَمًا ، وَالْجِهَادَ ضَرَرًا.
رَوَاهُ الْحَارِثُ مَوْقُوفًا.
2141/2- وَأَبُو يَعْلَى مَرْفُوعًا بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ لَهْيَعَةَ وَلَفْظُهُ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الأَعَاجِمِ قِيلَ : وَمَا قُلُوبُ الأَعَاجِمِ ؟ قَالَ : حُبُّ الدُّنْيَا ، سُنَّتُهُمْ سُنَّةُ الأَعْرَابِ ، مَا آتَاهُمُ الله مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الْحَيَوَانِ ، يَرَوْنَ الْجِهَادَ ضَرَرًا ، وَالصَّدَقَةَ مَغْرَمًا .
20- باب في الأمر للنساء بالصدقة وما جاء في الصدقة عليهن
فيه حديث أبي هريرة وسيأتي في كتاب البر والصلة في باب في كل معروف صدقة.
2142- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ لِلنِّسَاءِ : تَصَدَّقْنَ فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ ، أَوْ مِنْ أَعْقَلِهِنَّ : يَا رَسُولَ الله فِيمَ ، أَوْ بِمَ ، أَوْ لِمَ ؟ قَالَ : إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ , وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/43)


2142/2- وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أهل جَهَنَّمَ.
2142/3- وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ وَزَادَ : قَالَ عَبْدُ الله ، يَعْنَي : ابْنَ مَسْعُودٍ : مَا رَأَيْتُ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِلرِّجَالِ ذَوِي الْعُقُولِ مِنْهُنَّ قِيلَ : وَمَا نُقْصَانُ دِينِهَا ؟ قَالَ : تَمْكُثُ كَذَا وَكَذَا يَوْمًا لاَ تُصَلِّي قِيلَ : وَمَا نُقْصَانُ عَقْلِهَا ؟ قَالَ : جُعِلَتْ شِهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ بِشِهَادَةِ رَجُلٍ.
رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَأَصْلُهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ حَكِيمٍ , وَسَيَأْتِي فِي الْمَوَاعِظِ.
2143- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ عَمرو بْن أُمَيَّةَ الضُّمَرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَ : نَشَدْتُكَ بِالله أَسَمِعْتَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَّلَمَ يَقُولُ : مَا أَعْطَيْتُمُوهُنَّ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لَكُمْ صَدَقَةٌ ؟ قَالَتْ : اللهمَّ نَعَمْ ، اللهمَّ نَعَمْ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمِيدٍ , وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(3/44)


21- باب في المسألة وتحريمها مع الغني وما جاء في الإجمال في طلب الرزق والتعفف والقناعة
فيه حيث أبي ذر وسيأتي في كتاب الوصايا ، وحديث قيس بن عاصم , وسيأتي في وصيته.
2144- وَعَن أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِي : الْمَسْأَلَةُ لاَ تَحِلُّ إِلاَّ لإِحْدَى ثَلاَثٍ : غُرْمٌ مُفْظِعٌ ، أَوْ فَقْرٌ مُدْقِعٌ ، أَوْ دَمٌ مُوجِعٌ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.
2144/2- وَمُسَدَّدٌ ، وَلَفْظُهُ : عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، أَنَّهُ أَصَابَهُ جَهْدٌ شَدِيدٌ هَوُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ فَأَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : مَا عِنْدِي شَيْءٌ ، اذْهَبْ فَأْتِنِي بِمَا عِنْدَكَ فَذَهَبَ فَأَتَاهُ بِحِلْسٍ وَقَدَحٍ ، وَقَالَ : يَا رَسُولَ الله هَذَا الْحِلْسُ وَالْقَدَحُ فقال : من يشتري هذا الحلس والقدح ؟ فقال رجل : أنا آخذهما بدرهم فَقَالَ : مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ فَقَالَ : مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ ، فَقَالَ : هُمَا لَكَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ إِلاَّ لِثَلاَثَةٍ ... فَذَكَرَهُ .
وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِنَحْوِهِ.
2144/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَلَفْظُهُ : عَنْ أَنَسٍ ، أَن ّرَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لاَ تَصْلُحُ إِلاَّ فِي ثَلاَثٍ : فِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ ، أَوْ دَيْنِ مُوجِعٍ ، أَوْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ .
2144/4- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ أَصَابَهُ وَأَهْلَهُ فَقْرٌ فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ فَوَجَدَهُمْ مُصْرَعِينَ مِنَ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ ، فَقَالَ : مَا بِكُمْ ؟ قَالُوا : @

(3/45)


الْجُوعُ أَغثنَا بِشَيْءٍ فَانْطَلَقَ الأَنْصَارِيُّ حَتَّى أَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَتَيْتُكَ مِنْ عِنْدِ أَهْلِ بَيْتٍ مَا أَرَانِي أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ حَتَّى يَهْلِكُوا ، أَوْ يَهْلِكَ بَعْضُهُمْ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا يُهْلِكُهُمْ ؟ قَالَ : الْجُوعُ فَقَالَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَمَا عِنْدَكَ شَيْءٌ ؟ قَالَ : مَا عِنْدِي قَالَ : فَاذْهَبْ فَأْتِ بِمَا عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ فَرَجَعَ الأَنْصَارِيُّ فَلَمْ يَجِدْ إِلاَّ حِلْسًا وَقَدَحًا ، فَأَتَى بِهِما النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : هَذَا الْحِلْسُ وَالْقَدَحُ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ عِنْدَنَا أَمَّا الْحِلْسُ : فَكَانُوا يَفْتَرِشُونَ طَائِفَةً مِنْهَا وَيَلْبَسُونَ طَائِفَةً ، وَأَمَّا الْقَدَحُ : فَيَشْرَبُونَ فِيهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي هَذَا الْحِلْسَ وَالْقَدَحَ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا آخُذُهُمَا بِاثْنَيْنِ قَالَ : هُمَا لَكَ فَأَعْطَاهُمَا فَقَالَ : اذْهَبْ فَاشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا فَانْبِذْهُ إِلَيْهِمْ ، وَاشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا فَأْسًا ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَأَخَذَهَا نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِهِ فَقَالَ : هَلْ عِنْدَكَ نِصَابٌ أُثَبِّتُهَا ؟ قَالَ : لاَ , وَالله مَا هُوَ عِنْدِي , فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : بِأَبِي وَأُمِّي عِنْدِي نِصَابٌ عَسَى أَنْ يُوَافِقَهُ فَقَالَ : ائْتِ بِهَا إِنْ شَئْتَ فَأَتَى بِهَا فَأَخَذَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْفَأْسَ فَأَثْبَتَهَا فِي النِّصَابِ ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى الأَنْصَارِيِّ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اذْهَبْ بِهَذَا الْفَأْسِ فَحَطِّبْ مَا وَجَدْتَ مِنْ شَوْكٍ ، أَوْ حَطَبٍ ، ثُمَّ احْتَزِمْ حِزْمَتَكَ ، فَأْتِ بِهَا السُّوقَ فَبِعْهَا بِمَا قَضَى الله لَكَ ، ثُمَّ لاَ تَأْتِنِي وَلاَ أَرَاكَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً فَجَعَلَ الرَّجُلُ كُلَّ يَوْمٍ يَغْدُو فَيَحْطِبُ ، ثُمَّ يَجِيءُ بِحَطَبِهِ إِلَى السُّوقِ فَيَبِيعَهُ بِثُلُثَيْ دِرْهَمٍ ، حَتَّى أَتَتْ عَلَيْهَ خَمْسَةَ عَشَرَ لَيْلَةٍ ، فَأَصَابَ فِيهَا عَشَرَةَ دَرَاهِمَ ، ثُمَّ أَتَى نَبِيَّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : يَا نَبِيَّ الله قَدْ جَعَلَ الله فِي الَّذِي أَمَرْتَنِي بِهِ بَرَكَةً ، قَدْ أَصَبْتُ فِي خَمْسَةَ عَشْرَةَ لَيْلَةً عَشَرَةَ دَرَاهِمَ ، فَابْتَعْتُ بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ لِلْعِيَالِ طَعَامًا ، وَابْتَعْتُ لَهُمْ كُسْوَةً بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَفِي وَجْهِكَ نُكَتُ الْمَسْأَلَةِ ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لاَ تَصْلُحُ إِلاَّ لِثَلاَثَةٍ : لِذِي دَمٍ موجع ، أَوْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ ، أَوْ فَقْرٍ مُدْقِعٍ.
2144/5- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِلَفْظٍ : إِنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ إِلاَّ لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ ، أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ ، أَوْ دَمٍ مُوجِعٍ.@

(3/46)


وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِتَمَامِهِ ، وَهُوَ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ بِاخْتِصَارٍ.
الْحِلْسُ : بِكَسْرِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ اللاَّمِ وَبِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ هُوَ : كِسَاءٌ غَلِيظٌ يَكُونُ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ ، وَسُمِّيَ بِهِ غَيْرُهُ مِمَّا يُدَاسُ وَيُمْتَهَنُ مِنَ الأَكْسِيَةِ وَنَحْوِهَا.
وَالْفَقْرُ الْمُدْقِعُ : بِضَمِّ الْمِيمِ وَسُكُونِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الْقَافِ , هُوَ : الشَّدِيدُ الْمُلْصِقُ صَاحِبَهُ بِالدَّقْعَاءِ وَهِيَ الأَرْضُ الَّتِي لاَ نَبَاتَ لَهَا.
وَالْغُرْمُ : بِضَمِّ الْغَيْنِ وَسُكُونِ الرَّاءِ هُوَ : مَا يَلْزَمُ أَدَاؤُهُ تَكَلُّفًا لاَ فِي مُقَابَلَةِ عِوَضٍ.
وَالْمُفْظِعُ : بِضَمِّ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْفَاءِ وَكَسْرِ الظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ هُوَ : الشَّدِيدُ الشَّنِيعُ.
وَذُو الدَّمِ الْمُوجِعِ : هُوَ الَّذِي يَتَحَمَّلُ دِيَةً عَنْ قَرِيبِهِ ، أَوْ حَمِيمِهِ أَوُ نَسِيبِهِ الْقَاتِلُ يَدْفَعُهَا إِلَى أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ وَلَوْ لَمْ يَفْعَلْ قُتِلَ قَرِيبِهِ ، أَوْ حَمِيمُهُ الَّذِي يَتَوَجَّعُ لِقَتْلِهِ.
2145- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : أَصَابَنِي جُوعٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى شَدَدْتُ عَلَى بَطْنِي حَجَرًا ، فَقَالَتِ امْرَأَتِي : لَوْ أَتَيْتَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَأَلْتَهُ فَقَدْ أَتَاهُ فُلاَنٌ فَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهَ ، وَأَتَاهُ فُلاَنٌ فَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ فَقُلْتُ : لاَ أَسْأَلُهُ حَتَّى لاَ أَجِدَ شَيْئًا فَالْتَمَسْتُ فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا ، فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ فَوَافَقْتُهُ يَخْطُبُ ، فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ : وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعُفَّهُ الله ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله ، وَمَنْ سَأَلَنَا فَإِمَّا أَنْ نَبْذُلَ لَهُ وَإِمَّا أَنْ نُوَاسِيَهُ ، وَمَنِ اسْتَغْنَى عَنَّا أَحَبُّ إِلَيْنَا فَرَجَعْتُ فَمَا سَأَلْتُ أَحَدًا بَعْدَهُ شَيْئًا ، فَجَاءَتِ الدُّنْيَا فَمَا أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ الأَنْصَارِ أَكْثَرَ أَمْوَالاً مِنَّا.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.
2145/2- وَمُسَدَّدٌ وَلَفْظُهُ : أَنَّهُ أَصَابَهُ جُوعٌ يَوْمًا فَخَرَجَ مِنْ أَهْلِهِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ ؟ فَقَالُوا : لاَ - ثَلاَثَ مرَار - فَأَخَذَ حَجَرًا فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهِ ، وَشَدَّ عَلَيْهِ إِزَارَهُ لِيُقِيمَ بِهِ صُلْبَهُ ، ثُمَّ غَدَا إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَسْأَلَهُ فَرَآهُ يَخْطُبُ .
وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مُخْتَصَرًا.@

(3/47)


2145/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : أَعْوَزْنَا إِعْوَازًا شَدِيدًا ، فَأَمَرَنِي أَهْلِي أَنْ آتِيَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَسْأَلَهُ شَيْئًا ، فَأَقْبَلْتُ فَكَانَ أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ نَبِيَّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ الله ، وَمَنْ تَعَفَّفَ أَعَفَّهُ الله ، وَمَنْ سَأَلَنَا لَمْ نَدَّخِرْ عَنْهُ شَيْئًا إِنْ وَجَدْنَا ، أَوْ كَمَا قَالَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لأَسْتَغْنِيَنَّ فَيُغْنِينِي الله ، وَلأَتَعَفَّفَنَّ فَيُعِفَّنِي الله ، فَلَمْ أَسْأَلِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَيْئًا.
وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا بِاخْتِصَارٍ.
2146- وَعَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَتَاهُ مَالٌ ، فَجَعَلَ يُقَسِّمُهُ بَيْنَ النَّاسِ , يَقْبِضُهُ وَيُعْطِيهِمْ ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فسأله فَأَعْطَاهُ فِي طَرْفِ رِدَائِهِ ، فَقَالَ : زِدْنِي يَا رَسُولَ الله فَزَادَهُ ، ثُمَّ قَالَ : زِدْنَي يَا رَسُولَ الله فَزَادَهُ ، ثُمَّ قَالَ : زِدْنِي فَزَادَهُ ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِينِي فَأُعْطِيَهُ ، ثُمَّ يَسْأَلَنِي فَأُعْطِيَهُ ، ثُمَّ يَسْأَلَنِي فَأُعْطِيَهُ ، فَيَحْمِلُ فِي ثَوْبِهِ نَارًا ، ثُمَّ يَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ بِنَارٍ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو يَعْلَى , وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.
2146/2- وَفِي رِوَايَةٍ جَيِّدَةٍ لأَبِي يَعْلَى وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَخْرُجُ بِصَدَقَتِهِ مِنْ عِنْدِي يَتَأَبَّطُهَا ، وَإِنَّمَا هِيَ لَهُ نَارٌ , قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، كَيْفَ تُعْطِيهِ وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهَا لَهُ نَارٌ ؟ قَالَ : فَمَا أَصْنَعُ يَأْبُونَ إِلاَّ مَسْأَلَتِي ، وَيَأْبَى الله , عَزَّ وَجَلَّ , لِيَ الْبُخْلَ.
2146/3- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : دَخَلَ رَجُلاَنِ عَلَى عَهْدِ عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَأَلاَهُ فِي ثَمَنِ بَعِيرٍ ، فَأَعَانَهُمَا بِدِينَارَيْنِ ، فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِيَهُمَا عُمَرُ فَقَالاَ : وَأَثْنَيَا مَعْرُوفًا وَشُكْرًا مَا صَنَعَ بِهِمَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَخْبَرَ بِمَا قَالاَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَكِنَّ فُلاَنًا أَعْطَيْتُهُ مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الْمِئَةِ فَلَمْ يَقُلْ ذَلِكَ ، إِنَّ أَحَدَهُمْ يَسْأَلُنِي فَيَنْطَلِقُ بِمَسْأَلَتِهِ مُتَأَبِّطَهَا وَمَا هِيَ إِلاَّ نَارٌ فَقَالَ : تُعْطِينَا مَا هُوَ نَارٌ ؟ قَالَ : يَأْبُونَ إِلاَّ أَنْ يَسْأَلُونِي ، وَيَأْبَى الله , عَزَّ وَجَلَّ , لِيَ الْبُخْلَ .@

(3/48)


22- باب من جاءه شيء من غير مسألة ولا إشراف نفس فليقبله سيما إن كان محتاجًا والنهي عن رده وإن كان غنيًا
2147- وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أليس قَدْ قُلْتَ لِي : إِنَّ خَيْرًا لَكَ أَلاَّ تَسْأَلَ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ شَيْئًا قَالَ : إِنَّمَا ذَلكَ أَنْ تَسْأَلَ ، وَمَا جَاءَكَ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ رَزَقَكَهُ الله.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ بن أبي شيبة , وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
2147/2- وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَلَفْظُهُ : أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَعْطَى السَّعْدِيَّ أَلْفَ دِينَارٍ ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا ، وَقَالَ : أَنَا عَنْهَا غَنِيٌّ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : إِنِّي قَائِلٌ لَكَ مَا قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا سَاقَ الله لَكَ رِزْقًا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ، وَلاَ إِشْرَافِ نَفْسٍ فَخُذْهُ ، فَإِنَّ الله أَعْطَاكَهُ .
2148- وَعَن خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ الْجُهَنِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ مِنْ أَخِيهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ، وَلاَ إِشْرَافٍ فَلْيَقْبَلْهُ ، وَلاَ يَرُدُّهُ ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ الله إِلَيْهِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.@

(3/49)


2149- وَعَن ابْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ أَمْوَالِ السُّلْطَانِ ، فَقَالَ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا آتَاكَ الله مِنْهَا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ، وَلاَ إِشْرَافٍ فَكُلْهُ وَتَمَوَّلْهُ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَفِي سَنَدَيهِمَا رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.
2150- وَعَن جُوَيْرِيَّةَ بِنْتِ الْحَارِثِ ، رَضِيَ الله عَنْهَا , قَالَتْ : تُصِدِّقَ عَلَى مَوْلاةٍ لَنَا بِأَعْظُمٍ مِنْ لَحْمٍ ، فَأَهْدَتْهُ لَنَا فَصَنَعْتُهُ ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : هَلْ مِنْ غَدَاءٍ ؟ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، تُصُدِّقَ عَلَى مَوْلاَةٍ لَنَا بِعَظْمٍ مِنْ لَحْمٍ فَأَهْدَتْهُ لَنَا فَصَنَعْنَاهُ ، وَأَنْتَ لاَ تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ فَقَالَ : هَاتِيهِ قَدْ بَلَغَ مَحِلَّهُ فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَأَكَلَ مِنْهُ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ , وَهُوَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ هَذِا السِّيَاقَةِ.
23- باب إعطاء السائل والنهي عن رده وما يقوله للسائل وما جزاء الغني من الفقير
2151- عن أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَوْلاَ أَنَّ الْمَسَاكِينَ يَكْذِبُونَ مَا أَفْلَحَ مَنْ رَدَّهُمْ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.
2152- وَعَن عَمْروِ بْنِ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيِّ ، أَنَّ سَائِلاً قَامَ عَلَى بَابِهِمْ ، فَقَالَتْ جَدَّتُهُ حَوَّاءُ : أَطْعِمُوهُ تَمْرًا , قَالُوا : لَيْسَ عِنْدَنَا قَالَتْ : اسْقُوهُ سَوِيقًا , قَالُوا : الْعَجَبُ لَكِ ؟ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُطْعِمَهُ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا قَالَتْ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ تَرُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحَرَّقٍ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى , وَرَوَى النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ فَقَطْ.@

(3/50)


2153- وَعَن أُمِّ حَكِيمِ بْنِ وَدَاعٍ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : قلت لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا جَزَاءُ الْغَنِيِّ مِنَ الْفَقِيرِ ؟ قَالَ : النَّصِيحَةُ وَالدُّعَاءُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
2154- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَأْتِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسْلِمُ لشَيْءِ مِنَ الدُّنْيَا لاَ يُسْلِمُ إِلاَّ لَهُ ، فَمَا يُمْسِي حَتَّى يَكُونَ الإِسْلاَمُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
رواه أبو يعلى ، ورجاله ثقات.
2155- وَعَن زيد بن ثابت ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : إذا وقف المسكين على الباب فلا تقولوا : بورك فيك ، ولكن قولوا : يرزقك الله ، فإن الله يرزق البر والفاجر .
رواه أبو يعلى بسند ضعيف ، لتدليس محمد بن إسحاق.
24- باب لا تحل الصدقة للنبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ولا لآله ومواليه
فيه حديث علي بن أبي طالب وتقدم في المحافظة على الوضوء .
2156- وَعَن أَبِي الْحَوْرَاءَ السَّعْدِيِّ ، قَالَ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : مَا تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : أَخَذْتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ ، فَأَلْقَيْتُهَا فِي فِيَّ , فَنَزَعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِلُعَابِهَا فَأَلْقَاهَا فِي التَّمْرِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله تَمْرَةُ مِنْ صَبِيٍّ ! فَقَالَ : إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لاَ تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى.@

(3/51)


2156/2- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ : مَا تَعْقِلُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : صَعَدْتُ مَعَهُ غُرْفَةَ الصَّدَقَةِ ، فَأَخَذْتُ تَمْرَةَ فَلُكْتُهَا فِي فِيَّ ، فَقَالَ : أَلْقِهَا فَإِنَّا لاَ تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ.
2156/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَيْضًا إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : قُلْتُ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ : مَا تَعْقِلُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ ... فَذَكَرَهُ.
2157- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : بَعَثَ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ ابْنَيْهِ إِلَى نَبِيِّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ لَهُمَا : انْطَلِقَا إِلَى عَمِّكُمَا لَعَلَّهُ يَسْتَعْمِلُكُمَا عَلَى الصَّدَقَاتِ ، لَعَلَّكُمَا تُصِيبَانِ شَيْئًا فَتَزَوَّجَانِ فَلَقِيَا عَلِيًّا فَقَالَ : أَيْنَ تَأْخُذَانِ ؟ فَحَدَّثَاهُ بِحَاجَتِهِمَا فَقَالَ لَهُمَا : ارْجِعَا ، فَرَجَعَا ، فَلَمَّا أَمْسَى أَمَرَهُمَا , يعني أبوهما , أَنْ يَنْطَلِقَا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا رَفَعَا إِلَى الْبَابِ اسْتَأْذَنَاهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِعَائِشَةَ : أَرْخِي عَلَيْكِ سَجْفَكِ ، أُدْخِلُ عَلَيَّ ابْنَيْ عَمِّي ، فَحَدَّثَا نَبِيَّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِحَاجَتِهِمَا ، فَقَالَ لَهُمَا نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ مِنَ الصَّدَقَاتِ شَيْءٌ ، إِنَّهَا غُسَالَةَ الأَيْدِي إِنَّ لَكُمْ خُمُسًا وَفِي الْخُمُسِ مَا يَكْفِيكُمْ ، أَوْ يُغْنِيكُمْ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ الرَّحْبِيِّ.@

(3/52)


2158- وَعَن عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، قَالَ : أَتَيْتُ أُمَّ كُلْثُومِ بْنِتَ عَلِيٍّ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّدَقَةِ فَرَدَّتْهَا وَقَالَتْ حَدَّثَنِي مَوْلًى يُقَالُ لَهُ : مَهْرَانُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لاَ تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ وَمَوَالِي الْقَوْمِ مِنْهُمْ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَاللَّفْظُ لَهُ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
2158/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ قَالَ : أَتَيْتُ أُمَّ كُلْثُومٍ فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا ، وَفِي الْبَيْتِ سَرِيرٌ مَحْبُوكٌ بِلِيفٍ وَوِسَادَةٍ وَقِرْبَةٍ مُعَلَّقَةٍ ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فَقَالَتْ : مَا تَنْظُرُ ؟ أَمَا إِنَّا مِنَ الله بِخَيْرٍ لَوْ لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلاَّ صَدَقَةُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَوْ عَلِيٍّ لَكَانَ لَنَا فِي ذَلِكَ غِنًى قَالَ : قُلْتُ : دراهم أَوْصَى بِهَا سَلْمَانُ لِمَوْلاَةٍ لَهُ يُقَالُ لَهَا : رُقَيَّةٌ فَقَالَتْ : لاَ أَعْرِفُهَا فَقُلْتُ لَهَا : خُذِيهَا فَقَالَتْ : إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً ، وَلاَ تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ وَلَكِنِ انْطَلِقْ فَتَصَدَّقْ بِهَا أَنْتَ ، فَقُلْتُ لَهَا : بَلْ تَصَدَّقِي بِهَا أَنْتِ ، فَأَبَتْ ثُمَّ قَالَتْ : إِنَّ مَوْلًى لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُقَالُ لَهُ : كِيسَانُ ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي شَيْءٍ ذَكَرَهُ مِنْ أَمْرِ الصَّدَقَةِ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ نُهِينَا أَنْ نَأْكُلَ الصَّدَقَةَ وَإِنَّ مَوَالِينَا مِنْ أَنْفُسِنَا فَلاَ يَأْكُلُوا الصَّدَقَةَ ثُمَّ قَالَتْ : لَقَدْ جَاءَنِي الْبَارِحَةَ صُرَّةٌ مِنَ الْعِرَاقِ فَرَدَدْتُهَا وَأَبَيْتُ أَنْ أَقْبَلَهَا.
2159- وَعَن رَشِيدِ بْنِ مَالِكٍ أَبِي عُمَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَالِسًا ذَاتَ يَوْمٍ ، فَجَاءَ رَجُلٌ بِطَبَقٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ صَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : بَلْ صَدَقَةٌ قَالَ : فَقَدَّمَهَا إِلَى الْقَوْمِ وَالْحَسَنُ مُتَعَفِّرٌ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَأَخَذَ تَمْرَةً فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ - الصَّبِيِّ - فَنَظَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَدْخَلَ إِصْبَعَهُ فِي فِيِّ الصَّبِيِّ فَانْتَزَعَ التَّمْرَةَ وَقَذَفَ بِهَا ، فَقَالَ : إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لاَ نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ.
وَرَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.@

(3/53)


2160- وَعَن أَبِي لَيْلَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَعَلَى صَدْرِهِ - أَوْ بَطْنِهِ - حَسَنٌ ، أَوْ حُسَيْنٌ ، فَبَالَ ، فَرَأَيْتُ بَوْلَهُ أَسَارِيعَ فَقُمْنَا فَقَالَ : دَعُوا ابْنِي لاَ تُفْزِعُوهُ حَتَّى يَقْضِيَ بَوْلَهُ ، ثُمَّ أَتْبِعْهُ الْمَاءَ ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ بَيْتِ تَمْرِ الصَّدَقَةِ ، فَدَخَلَ مَعَهُ الْغُلاَمُ ، فَأَخَذَ تَمْرَةً فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ ، فَاسْتَخْرَجَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَقَالَ : إِنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ لَنَا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
2161- وَعَن بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيِّبِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنَّ سَلْمَانَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِهَدِيَّةٍ عَلَى طَبَقٍ ، فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ : مَا هَذِهِ ؟ قَالَ : صَدَقَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَصْحَابِكَ فَقَالَ : إِنِّي لاَ آكُلُ الصَّدَقَةَ ، فَرَفَعَهُ ، ثُمَّ أتاه مِنَ الْغَدِ بِمِثْلِهَا فَقَالَ : مَا هَذِهِ ؟ قَالَ : هَدِيَّةٌ لَكَ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لأَصْحَابِهِ : كُلُوا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدِ الصَحِيحِ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ , وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ في سننه .
2161/2- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُطَوَّلاً وَلَفْظُهُ : جَاءَ سَلْمَانُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بِمَائِدَةٍ عَلَيْهَا رُطَبٌ ، فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا هَذَا يَا سَلْمَانُ ؟ قَالَ : صَدَقَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَصْحَابِكَ قَالَ : ارْفَعْهَا فَإِنَّا لاَ نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ فَرَفَعَهَا ، وَجَاءَ مِنَ الْغَدِ بِمِثْلِهِ ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا يَا سَلْمَانُ ؟ قَالَ : صَدَقَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَصْحَابِكَ قَالَ : ارْفَعْهَا فَإِنَّا لاَ نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ بِمِثْلِهِ ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ يَحْمِلُهُ ، فَقَالَ : مَا هَذَا يَا سَلْمَانُ ؟ قَالَ : هَدِيَّةٌ لَكَ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لأصحابه : ابسَطُوا قَالَ : فَنَظَرَ إِلَى الْخَاتَمِ الَّذِي عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَآمَنَ بِهِ وَكَانَ لِلْيَهُودِ فَاشْتَرَاهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِكَذَا وَكَذَا دِرْهَمًا ، وَعَلَى أَنْ يَغْرِسَ نَخْلاً ، فَيَعْمَلَ سَلْمَانُ فِيهَا حَتَّى يُطْعِمَ قَالَ : فَغَرَسَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم النَّخْلَ إِلاَّ نَخْلَةً وَاحِدَةً غَرَسَهَا عُمَرُ ، فَحَمَلَتِ النَّخْلُ مِنْ عَامِهَا وَلَمْ تَحْمِلِ النَّخْلَةُ , فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا شَأْنُ هَذِهِ ؟! قَالَ عُمَرُ : أَنَا غَرَسْتُهَا يَا رَسُولَ الله قَالَ : فَنَزَعَهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثُمَّ غَرَسَهَا فَحَمَلَتْ مِنْ عَامِهَا.
وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ معًا بِنَحْوِهِ.@

(3/54)


2161/3- وَعَن سَلْمَانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : احْتَطَبْتُ حَطَبًا فَبِعْتُهُ ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَكَانَ يَسِيرًا فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَقُلْتُ : صَدَقَةٌ ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ : كُلُوا وَلَمْ يَأْكُلْ , وقال صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَن يَدْخُل الجَنَّةَ إِلاَّ نَفْسُ مُسْلِمَةُ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل.
2162- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَصَابَهُ أَرَقٌ مِنَ اللَّيْلِ ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ نِسَائِهِ : يَا رَسُولَ الله ، أَرِقْتَ اللَّيْلَةَ ؟ قَالَ : إِنِّي كُنْتُ وَجَدْتُ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِي فَأَكَلْتُهَا ، وَكَانَ عِنْدَنَا مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ ، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهَا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
2163- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَرْقَمَ بْنَ أَبِي أَرْقَمَ الزُّهْرِيَّ عَلَى بَعْضِ الصَّدَقَةِ ، فَمَرَّ بِأَبِي رَافِعٍ فَاسْتَتْبَعَهُ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا رَافِعٍ ، إِنَّ الصَّدَقَةَ حَرَامٌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ ، أَوْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.@

(3/55)


23- كتاب الصوم
1- باب رؤية الهلال وصفة الرؤية وما يقوله عند رؤية الهلال
فيه حديث عبادة وسيأتي في الذكر في باب ما يقال إذا رأى الهلال.
2164- وَعن طَلْقِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : جَعَلَ الله الأَهِلَّةَ مَوَاقِيتَ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلاَلَ فَصُومُوا ، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا ، فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ , قَالَ مُحَمَّدٌ : قُلْتُ لِقَيْسٍ : ثَلاَثِينَ ؟ قَالَ : ثَلاَثِينَ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ , عَنْهُ بِهِ , وَمُحَمَّدٌ ضَعِيفٌ , وَمِنْ طَرِيقِهِ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ , لَكِنْ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ , فَقَدْ رَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هَذَا مِنْ شَعْبَانَ ، وَبَعْضُهُمْ : هَذَا مِنْ رَمَضَانَ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلاَثِينَ .
وَتَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي بِنَاءِ مَسْجِدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ.@

(3/56)


2165- وَعَن عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرَ الْمَخْزُومِيِّ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا رَأَى الْهِلاَلَ قَالَ : آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ ثَلاَثًا.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.
2166- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ، فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلاَثِينَ , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله أَفَلاَ نَتَقَدَّمُ فَنَزِيدَ يَوْمًا ، أَوْ يَوْمَيْنِ ؟ فَغَضِبَ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
رَوَاهُ الْحَارِثُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبِّرِ وَهُوَ كَذَّابٌ وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ دُونَ قَوْلِهِ : قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ... إِلَى آخِرِ الخبر .
2167- وَعَن الْحَسَنِ ، أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ زَيْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , خَطَبَ النَّاسَ بِالْمَوْسِمِ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّا قَدْ شَهِدْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَسَمِعْنَا مِنْهُمْ وَحَدَّثُونَا أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : صُومُوا لِرُؤْيَةِ الْهِلاَلِ , وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ خُفِيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلاَثِينَ يَوْمًا ، وَإِنْ شَهِدَ ذَوَا عَدْلٍ فَصُومُوا لِرُؤْيَتِهِمَا وَأَفْطِرُوا لَهُمَا وَأَنْسِكُوا لَهُمَا.
رَوَاهُ الْحَارِثُ عَنِ دَاوُدَ , وَهُوَ ضَعِيفٌ.
2168- وَعَن جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلاَلَ فَصُومُوا ، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا ، فَإِنْ غُمَِّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلاَثِينَ يَوْمًا .
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ لَهْيَعَةَ.@

(3/57)


2169- وَعَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , نَنْظُرُ إِلَى الْهِلاَلِ ، فَطَلَعَ رَاكِبٌ قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟ قَالَ : مِنَ الشَّامِ قَالَ : أَهْلَلْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : الله أَكْبَرُ يَكْفِي الْمُؤمِنِينَ أَحَدَهُمْ قَالَ : فَقَامَ إِلَى الصَّلاَةِ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : أَرَأْيُكَ أَمْ رَأْيُ غَيْرِكَ ؟ قَالَ : بَلْ رَآهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ مَفْتُوقٌ خَصْرُهَا فَصَنَعَ كَمَا رَأَيْتَنَي صَنَعْتُ وَمَسَحَ وَصَلَّى.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
2169/2- وَالْحَاكِمُ وَلَفْظُهُ : قَالَ : كُنْتُ مَعَ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبَ وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالْبَقِيعِ ، فَنَظَرَ إِلَى الْهِلاَلِ فَأَقْبَلَ رَاكِبٌ ، فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ قَالَ : مِنَ الْمَغْرِبِ قَالَ : أَهْلَلْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ عُمَرُ : الله أَكْبَرُ ، إِنَّمَا يَكْفِي الْمُسْلِمِينَ الرَجُل مِنْهُمْ , ثُمَّ قَامَ عُمَرُ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ ، ثُمّ قَالَ : هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَنَعَ.
2170- وَعَن رَبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، أَنَّ أَعْرَابِيَّيْنِ شَهِدَا عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُمَا رَأَيَا الْهِلاَلَ بِالأَمْسِ لِفِطْرٍ ، أَوْ أَضْحَى ، فَأَجَازَ شِهَادَتَهُمَا.
رَوَاهُ الْحَارِثُ مُرْسَلاً بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.
2171- وَعَن ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : إِنَّ السُّنَّة لَيْلَةَ يُنْظَرُ إِلَى هِلاَلِ رَمَضَانَ لِلصِّيَامِ أو َالْفِطْرِ يُؤَذَّنُ لِصَلاَةِ الْمَغْرِبِ لِوَقْتِهَا ثُمَّ تُؤَخَّرُ الْإِقَامَةُ حَتَّى يُرَى الْهِلاَلُ أَوْ يُيئَسُ مِنْهُ وَيَبْدُوَ بَعْضُ النُّجُومِ.
رواه الحارث بن أبي أسامة.@

(3/58)


2- باب في الهلال يغيب قبل الشفق أو بعده والشهر يكون تسعة وعشرين
2172- عَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا غَابَ الْهِلاَلُ قَبْلَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَةٍ , وَإِذَا غَابَ بَعْدَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَتَيْنِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِتَدْلِيسِ بَقِيَّةِ بْنِ الْوَلِيدِ.
2173- وَعَن سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ , رَضِيَ الله عَنْهَا , صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ , فَتُعُجِّبَ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : وَمَا تَعَجُّبُكُمْ مِنْ ذَلِكَ ؟ لَمَا صُمْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تِسْعًا وَعِشْرِينَ أَكْثَرَ مِمَّا صُمْتُ ثَلاَثِينَ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَابْنِ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2174- وَعَن عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : عَلَّمَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الصَّلاَةَ وَالصِّيَامَ فَقَالَ : صَلِّ كَذَا ، وَصَلِّ كَذَا ، وَصُمْ كَذَا ، فَإِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ فَكُلْ وَاشْرَبْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ ، وَصُمْ ثَلاَثِينَ يَوْمًا إِلاَّ أَنْ تَرَى الْهِلاَلَ قَبْلَ ذَلِكَ , فَأَخَذْتُ خَيْطًا مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ وَخَيْطًا أَبْيَضَ ، فَكُنْتُ أَنْظُرُ فِيهِمَا فَلاَ يَتَبَيَّنُ لِي فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَضَحِكَ وَقَالَ : يَا ابْنَ حَاتِمٍ ، إِنَّمَا ذَلِكَ بَيَاضُ النَّهَارِ مِنْ سَوَادِ اللَّيْلِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدُ ، وَأَبُو يَعْلَى مُخْتَصَرًا ، كِلاَهُمَا مِنْ طَرِيقِ مُجَالد وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا بِاخْتِصَارٍ.@

(3/59)


2175- وَعَن علي رَضِيَ الله عَنْهُ قال : الشَّهْرُ ثَلاثُون ، وَالشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ.
رواه مُسَدَّد موقوفا.
2176- وَعَن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بِسَنَدٍ فِيهِ انْقِطَاعٌ.
2177- وَعَن سَمُرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يُتِمُّ شَهْرَانِ سِتِّينَ يَوْمًا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ.
2178- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ ، وَعِكْرِمَةَ ، أَنَّ نَبِيَّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ مُرْسَلاً , وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2179- وَعَن رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيِّمٍ لاَ نُكَذِّبُهُ قَالَ : أخْبَرَت عَائِشَة ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمْ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ ، فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ وَقَالَتْ : يَغْفِرُ الله لأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَيْسَ كَذَلِكَ ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَلَكِنْ قَالَ : الشَّهْرُ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.@

(3/60)


3- باب الدخول في الصوم بالنية الصالحة
2180- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ : خَرَجَتْ أُمُّ أَيْمَنَ , رضي الله عنها ، مُهَاجِرَةً إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَهِيَ مَاشِيَةٌ ، لَيْسَ مَعَهَا زَادٌ ، وَهِيَ صَائِمَةٌ ، فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ ، فَأَصَابَهَا عَطَشٌ شَدِيدٌ حَتَّى كَادَتْ تَمُوتُ مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ ، قَالَتْ : فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ إِذَا أَنَا بِحَفِيفِ شَيْءٍ فَوْقَ رَأْسِي ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا أَنَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ بِرِشَاءٍ أَبْيَضَ ، فَدَنَا مِنِّي ، حَتَّى إِذَا دَنَا حَيْثُ أَسْتَمْكِنُ ، تَنَاوَلْتُهُ فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى رُوِيتُ ، فَلَقَدْ كُنْتُ أَصُومُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ ، ثُمَّ أَطُوفُ فِي الشَّمْسِ كَيْ أَعْطَشَ ، فَمَا عَطِشْتُ بَعْدَهَا.
رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف ، لجهالة عثمان بن القاسم.
2181- وَعَن مَيْمُونَةَ بِنْتِ سَعْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهَا , قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ أَجْمَعَ الصَّوْمَ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَصُمْ ، وَمَنْ أَصْبَحَ وَلَمْ يُجْمِعْهُ فَلاَ يَصُمْ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ عَنِ الْوَاقِدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ حَفْصَةَ ، وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ , وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا.
4- باب في الصوم مطلقا وما جاء في فضله
فيه حديث أبي ذر وتقدم في كتاب العلم ، وفيه حديث حذيفة وتقدم في الجنائز في باب من ختم له بعمل صالح.
2182- وَعَن عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ السَّائِحِينَ قَالَ : هُمُ الصَّائِمُونَ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً بِسَنَدِ الصَّحِيحِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَيْرٍ.@

(3/61)


2183- وَعَن أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : أَنْشَأَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غَزْوَةً ، فَأَتَيْتُهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، ادْعُ الله لِي بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللهمَّ سَلِّمْهُمْ ، وَغَنِّمْهُمْ فَغَزَوْنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا , ثُمَّ أَنْشَأَ جَيْشًا آخَرَ ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، ادْعُ الله لِي بِالشَّهَادَةِ , فَقَالَ : اللهمَّ سَلِّمْهُمْ ، وَغَنِّمْهُمْ فَغَزَوْنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا , ثُمَّ أَنْشَأَ جَيْشًا آخَرَ ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله إِنِّي أَتَيْتُكَ تَتْرًا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَسْأَلُكَ أَنْ تَدْعُوَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَقُلْتُ : اللهمَّ سَلِّمْهُمْ ، وَغَنِّمْهُمْ , فَسَلَّمَنَا وَغَنَّمَنَا يَا رَسُولَ الله فَمُرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فَقَالَ : عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ قَالَ : فَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ لاَ يُرَى فِي بَيْتِهِ الدُّخَانُ نَهَارًا إِلاَّ إِذَا نَزَلَ بِهِ ضَيْفٌ ، فَإِذَا رَأَوُا الدُّخَانَ نَهَارًا عَلِمُوا أَنْ قَدِ اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ .
2183/2- وَالْحَارِثُ ... فَذَكَرَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : فَمَا رُؤِيَ أَبُو أُمَامَةَ ، وَلاَ امْرَأَتُهُ ، وَلاَ خَادِمُهُ إِلاَّ صَائِمًا قَالَ : فَكَانَ إِذَا رُؤِيَ فِي دَارِهِ الدُّخَانُ بِالنَّهَارِ قِيلَ : اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ ، نَزَلَ بِهِمْ نَازِلٌ قَالَ : فَلَبِثَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ الله ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله أَمَرْتَنَا بِالصِّيَامِ ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ الله قَدْ بَارَكَ لَنَا فِيهِ ، يَا رَسُولَ الله مُرْنِي بِأَمْرٍ آخَرَ فَقَالَ : اعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَسْجُدَ للَّهِ سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَ الله لَكَ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً.
وَرَوَى النَّسَائِيُّ مِنْهُ : عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ له فَقَطُ.@

(3/62)


2184- وَعَن عَمْروِ بْنِ عَبْسَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَامَ فِي سَبِيلِ الله يَوْمًا بُوعِدَ مِنَ النَّارِ مَسِيرَةَ مِئَة عَامٍ.
رَوَاهُ عبد بْنُ حَمِيدٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالأَوْسَطِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
2185- وَعَن أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله , عَزَّ وَجَلَّ , جَعَلَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا عَرْضُهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالأَوْسَطِ بِإِسْنَادٍ لاَ بَأْسَ بِهِ.
2186- وَعَن سَعِيدِ بْنِ زَيد بْن عَمْروِ بْنِ نُفَيْلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَقْبَلَ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، فَقَالَ : يَا أُسَامَةُ ، عَلَيْكَ بِطَرِيقِ الْجَنَّةِ وَإِيَّاكَ أَنْ تَخْتَلِجَ دُونَهَا فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، وَمَا أَسْرَعُ مَا يُقْطَعُ بِهِ ذَلِكَ الطَّرِيقُ ؟ فَقَالَ : الظَّمَأُ فِي الْهَوَاجِرِ ، وَحَبْسُ النَّفْسِ عَنْ لَذَّةِ النِّسَاءِ ، يَا أُسَامَةُ وَعَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ إِلَى الله ، إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى الله مِنْ رِيحِ فَمِ الصَّائِمِ تَرَكَ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ لِلَّهِ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَأْتِيَكَ الْمَوْتُ وَبَطْنُكَ جَائِعٌ وَكَبِدُكَ ظَمْآنٌ فَافْعَلْ ، فَإِنَّكَ تُدْرِكُ بِذَلِكَ شَرَفَ الْمَنْزِلِ فِي الآخِرَةِ ، وَتَحِلُّ مَعَ النَّبِيِّينَ تُفْرَحُ بِقُدُومِ رُوحِكَ عَلَيْهِمْ ، وَيُصَلِّي عَلَيْكَ الْجَبَّارُ ، وَإِيَّاكَ يَا أُسَامَةُ وَكُلُّ كَبِدٍ جَائِعَةٍ تُخَاصِمُكَ إِلَى الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَإِيَّاكَ يَا أُسَامَةُ وَدُعَاءَ عِبَادٍ قَدْ أَذَابُوا اللُّحُومَ ، وَحَرَّقُوا الْجُلُودَ بِالرِّيَاحِ وَالسَّمَائِمِ ، وَأَظْمَؤُوا الأَكْبَادَ , حَتَّى غَشِيَتْ أَبْصَارُهُمْ , فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِمْ سُرَّ بِهِمْ وَبَاهى بِهِم الْمَلاَئِكَةُ , بِهِمْ تُصْرَفُ الزَّلاَزِلُ وَالْفِتَنُ ثُمَّ بَكَى @

(3/63)


النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى اشْتَدَّ نَحِيبُهُ ، وَهَابَ النَّاسُ أَنْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّ أَمْرًا قَدْ حَدَثَ بِهِمْ مِنَ السَّمَاءِ ، ثُمَّ سَكَتَ فَقَالَ : وَيْحَ هَذِهِ الأُمَّةِ مَا يَلْقَى مِنْهُمْ مَنْ أَطَاعَ رَبَّهُ فيْهمْ كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَطَاعَ الله فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : يَا رَسُولَ الله ، وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الإِسْلاَمِ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَفيمَ إِذًا يَقْتُلُونَ مَنْ أَطَاعَ الله وَأَمَرَهُمْ بِطَاعَتِهِ ؟! فَقَالَ : يَا عُمَرُ : تَرَكَ الْقَوْمُ الطَّرِيقَ ، وَرَكَبُوا الدَّوَابَّ ، وَلَبِسُوا اللَّيِّنَ مِنَ الثِّيَابِ ، وَخَدَمَتْهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ ، والروم , يَتَزَيَّنُ الرجل مِنْهُمْ تَزَيُّنَ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا وَتَبَرُّجَ النِّسَاءِ زَيُّهُمْ زَيُّ الْمُلُوكِ ، وَدِينُهُمْ دِينُ كِسْرَى وَهِرْمِزَ ، يَسْمنونَ باهوا بالْجُشَّاءِ وَاللُّبَّاسِ ، فَإِذَا تَكَلَّمَ أَوْلِيَاءُ الله عَلَيْهِمُ الْعَبَاءُ ، مَحْنِيَّةٌ أَصْلاَبُهُمْ ، قَدْ ذَبَحُوا أَنْفُسَهُمْ مِنَ الْعَطَشِ ، فَإِذَا تَكَلَّمَ مِنْهُمْ مُتَكَلِّمٌ كُذِّبَ ، وَقِيلَ لَهُ : أَنْتَ قَرِينُ الشَّيْطَانِ وَرَأْسُ الضَّلاَلَةِ ، تُحَرِّمُ زِينَةَ الله وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ، يَتَأَوَّلُونَ كِتَابَ الله عَلَى غَيْرِ دِينٍ اسْتَذَلُّوا أَوْلِيَاءَ الله وَاعْلَمْ يَا أُسَامَةُ أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمَنْ طَالَ حُزْنُهُ وَعَطَشُهُ وَجُوعُهُ فِي الدُّنْيَا الأَخْفِيَاءُ الأَبْرَارُ ، الَّذِينَ إِذَا شَهِدُوا لَمْ يُقَرَّبُوا ، وَإِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الأَرْضِ ، يُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ ، وَيَخْفَوْنَ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ ، وَتَحُفُّ بِهِمُ الْمَلاَئِكَةُ ، يَنْعَمُ النَّاسُ بالدنيا وَيَنْعَمُونَ هُمْ بِالْجُوعِ وَالْعَطَشِ ، لَبِسوا النَّاسُ لَيِّنَ الثِّيَابِ وَلَبِسُوا هُمْ خَشِنَ الثِّيَابِ ، افْتَرَشَ النَّاسُ الْفُرُشَ وَافْتَرَشُوا هُمُ الْجِبَاهَ ، @

(3/64)


والركب ضَحِكَ النَّاسُ وَبَكَوْا يَا أُسَامَةُ ، لاَ يَجْمَعُ الله عَلَيْهِمُ الشِّدَّةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَهُمُ الْجَنَّةُ ، وَيَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ يَا أُسَامَةُ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الآخِرَةِ وَيَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ ، الأَرْضُ بِهِمْ رَحِيمَةٌ ، وَالْجَبَّارُ عَنْهُمْ رَاضٍ ، ضَيَّعَ النَّاسُ فِعْلَ النَّبِيِّينَ وَأَخْلاَقَهُمْ وَحَفِظُوا هُمْ ، الرَّاغِبُ مَنْ رَغِبَ إِلَى الله فِي مِثْلِ رَغْبَتِهِمْ ، وَالْخَاسِرُ مَنْ خَالَفَهُمْ ، تَبْكِي الأَرْضُ إِذَا فَقَدَتْهُمْ وَيَسْخَطُ الله عَلَى كُلِّ بَلْدَةٍ لَيْسَ فِيهَا مِثْلُهُمْ يَا أُسَامَةُ ، وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ فِي قَرْيَةٍ فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لِتِلْكَ الْقَرْيَةِ لاَ يُعَذِّبُ الله قَوْمًا هُمْ فِيهِمْ ، اتَّخِذْهُمْ لِنَفْسِكَ عَسَى أَنْ تَنْجُوَ بِهِمْ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَدَعَ مَا هُمْ عَلَيْهِ فَتَزِلَّ قَدَمُكَ فَتَهْوِي فِي النَّارِ ، حُرِمُوا حَلاَلَ مَا أَحَلَّ الله لَهُمْ ، طَلَبُوا الْفَضْلَ فِي الآخِرَةِ ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ ، عَنْ قُدْرَةٍ ، لَمْ يَتَكَابُّوا عَلَى الدُّنْيَا تَكَابُبَ الْكِلاَبِ عَلَى الْجِيَفِ ، شُغِلَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَشَغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِطَاعَةِ الله ، لَبِسُوا الْخِرَقَ وَأَكَلُوا الْفِلَقَ ، تَرَاهُمْ شُعْثًا غُبْرًا ، يَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ بِهِمْ دَاءً وَمَا ذَاكَ بِهِمْ ، وَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّهُمْ قَدْ ذَهَبَتْ عُقُولُهُمْ وَمَا ذَهَبَتْ ، وَلَكِنْ نَظَرُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى أمرٍ ذَهَبَ بِعُقُولِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا ، فَهُمْ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا يَمْشُونَ بِلاَ عُقُولٍ يَا أُسَامَةُ ، عَقَلُوا حِينَ ذَهَبَتْ عُقُولُ النَّاسِ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الآخِرَةِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.
2187- وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَوْ أَنَّ رَجُلاً صَامَ يَوْمًا تَطَوُّعًا ، ثُمَّ أُعْطِيَ مِلْءَ الأَرْضِ ذَهَبًا لَمْ يُسْتَوْفَ ثَوَابَهُ دُونَ يَوْمِ الْحِسَابِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.@

(3/65)


2188- وَعن سَلَمَةُ بْنُ قَيْصَرَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ الله بَاعَدَهُ الله مِنْ جَهَنَّمَ كَبُعْدِ غُرَابٍ طَارَ وَهُوَ فَرْخٌ حَتَّى مَاتَ هَرَمًا.
رَوَاهُ أَبُو يَعُلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ زَبَّانِ بْنِ فَائِدٍ وَالرَّاوِي عَنْهُ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فَسَمَّاهُ سَلاَمَةَ بِزِيَادَةِ أَلِفٍ ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ قَيْصَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.
2189- وَعَن سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله مُتَطَوِّعًا فِي غَيْرِ رَمَضَانَ بَعُدَ مِنَ النَّارِ مِئَةَ عَامٍ سَيْرَ الْمُضْمَرِ الْجَوَادِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ : زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ.
2190- وَعَن أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لِكُلِّ شَيْءٍ بَابٌ وَبَابُ الْعِبَادَةِ الصِّيَامُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي مَرْيَمَ.
2191- وَعَن أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الصَّوْمُ يُكَفِّرُ مَا قَبْلَهُ ثُمَّ تَصِيرُ الصَّلاَةُ نَافِلَةً فَقِيلِ لأَبِي أُمَامَةَ : سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : نَعَمْ ، غَيْرَ مَرَّةٍ ، وَلاَ مَرَّتَيْنِ ، وَلاَ ثَلاَثٍ ، وَلاَ أَرْبَعٍ ، وَلاَ خَمْسٍ , وَعَقَدَ بِأَصَابِعِهِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2192- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعِبَادِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : رِبِّ إِنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّرابَ بِالنَّهَارَ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ رَبِّ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، فَيَشْفَعَانِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَفِيهِ سَنَدَهُ ابْنُ لَهْيَعَةَ لَكِنْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , والطبراني في الكبير , وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ , وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.@

(3/66)


5- باب في صوم رمضان وفضله
2193- عن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَظَلَّكُمْ شَهْرُكُمْ هَذَا بِمَحْلُوفِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا دَخَلَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ شَهْرٌ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْهُ ، وَلاَ دَخَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ شَهْرٌ شَرٌّ لَهُمْ مِنْهُ ، بِمَحْلُوفِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِنَّ الله يَكْتُبُ أَجْرَهُ وَنَوَافِلَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُدْخِلَهُ ، وَيَكْتُبُ وِزْرَهُ وَشَقَاءَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُدْخِلَهُ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُعِدُّ لَهُ مِنَ النَّفَقَةِ لِلْقُوَّةِ فِي الْعِبَادَةِ ، وَيُعِدُّ لَهُ الْمُنَافِقُ اتِّبَاعَ غَفَلاَتِ الْمُسْلِمِينَ ، وَاتِّبَاعَ عَوَرَاتِهِمْ ، فَهُوَ غَنَمٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ويغتبنه ، أَوْ قَالَ : نِقْمَةٌ لِلْفَاجِرِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ.
2194- وَعَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ لَمْ تُعْطَهَا أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ : خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ الله مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، @

(3/67)


وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا ، وَيُزَيِّنُ الله , عَزَّ وَجَلَّ , كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ ، ثُمَّ يَقُولُ : يُوشِكُ عِبَادِي الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ الْمَؤُنَةَ وَالأَذَى وَيَصِيرُوا إِلَيْكِ ، وَتُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، وَلاَ يَخْلُصُونَ فِيهِ إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ فِي غَيْرِهِ ، وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ قِيلَ : يَا رَسُولَ الله هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إِنَّمَا يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبَزَّارُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَأَبُو الشَّيْخِ بْنُ حَيَّانَ.
2195- وَعَن عُبَيْدِ الله بْنِ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ صَوْمِ الدَّهْرِ ، فسَكَتَ ، فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ ، فَسَكَتَ ، فَسَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ : إِنَّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، صُمْ رَمَضَانَ وَالَّذِي يَلِيهِ وُكُلَّ أَرْبِعَاءٍ وَخَمِيسٍ ، فَإِذًا أَنْتَ قَدْ صُمْتَ الدَّهْرَ وَأَفْطَرْتَ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ هَكَذَا مُرْسَلاً ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ , وَالتِّرْمِذِيُّ ، مِنْ طَرِيقِ : هَارُونَ بْنِ سَلْمَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرُوهُ بِدُونِ ذِكْرِ تَكْرَارِ السُّؤَالِ , وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
2196- وَعَن سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، فَرَضَ الله صِيَامَهُ ، وَجَعَلَ قِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا ، فَمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ @

(3/68)


الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً ، فَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ ، وَهُوَ شَهْرُ الْمُوَاسَاةِ ، وَهُوَ شَهْرٌ يُزَادُ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ فِيهِ , مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ عِتْقَ رَقَبَةٍ ، وَمَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ قِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، لَيْسَ كُلُّنَا يَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ ! قَالَ : يُعْطِي الله هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لَبَنٍ أَو ْتَمْرَةٍ ، أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ ، وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ ، وَسَقَاهُ الله مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لاَ يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا ، وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ ، وَمَنْ خَفَّفَ عَنْ مَمْلُوكِهِ فِيهِ أَعْتَقَهُ الله مِنَ النَّارِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ , ثُمَّ قَالَ : إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ , وَمِنْ طَرِيقِهِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَأَبُو الشَّيْخِ ابْنُ حَيَّانَ.
2197- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يقول : هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ قَدْ جَاءَ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ ، مَنْ أَدْرَكَهُ رَمَضَانُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِيهِ فَمَتَى يُغْفَرُ لَهُ ؟!.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ يَزِيدَ بْنِ أَبَانٍ ، وَتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.
2197/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ حَضَرَ رَمَضَانُ : سُبْحَانَ الله مَاذَا تَسْتَقْبِلُونَ وَمَا يَسْتَقْبِلُ الْمَرْءُ ثَلاَثًا فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ الله ، وَحْيٌ نَزَلَ ؟ قَالَ : لاَ , قَالَ : فَعَدُوٌّ حَضَرَ ؟ قَالَ : لاَ قَالَ : فَمَاذَا ؟ قَالَ : إِنَّ الله يَغْفِرُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ لِكُلِّ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَنَظَرَ إِلَى إِنْسَانٍ قَاعِدٍ بَيْنَ يَدِهِ وَهُوَ يُحَرِّكُ رَأْسَهُ يَقُولُ : بَخٍ بَخٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَأَنَّهُ ضَاقَ صَدْرُكَ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنْ ذَكَرْتُ الْمُنَافِقِينَ قَالَ : إِنَّ الْمُنَافِقَ هُوَ الْكَافِرُ ، وَلَيْسَ لِلْكَافِرُ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ .@

(3/69)


2198- وَعَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لَوْ أَنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , أَذِنَ لِلسَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَنْ تَكَلَّمَا لَشَهِدَتَا لِمَنْ صَامَ رَمَضَانَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هُدْبَةَ الْفَارِسِيِّ.
2199- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يَقُولُ ، وَقَدْ أَهَّلَ شَهْرُ رَمَضَانَ : لَوْ يَعْلَمُ الْعِبَادُ مَا فِي رَمَضَانَ لَتَمَنَّتْ أُمَّتِي أَنْ تَكُونَ السَّنَةُ كُلُّهَا رَمَضَانَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ : حَدِّثْنَا بِهِ قَالَ : إِنَّ الْجَنَّةَ لَتُزَيَّنُ لِرَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ الْحَوْلِ إِلَى الْحَوْلِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمِ رَمَضَانَ هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ، فَصَفَقَتْ وَرَقَ الْجَنَّةِ ، فَيَنْظُرُ الْحُورُ الْعِينُ إِلَى ذَلِكَ فَيَقُلْنَ : يَا رَبُّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ عِبَادِكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَزْوَاجًا ، تَقَرُّ أَعْيُنُنَا بِهِمْ ، وَتَقَرُّ أَعْيُنُهُمْ بِنَا ، فَمَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ رَمَضَانَ إِلاَّ زُوِّجَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فِي خَيْمَةٍ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ مِمَّا نَعَتَ الله {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} عَلَى كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ حُلَّةً , لَيْسَ فِيهَا حُلَّةٌ عَلَى لَوْنِ الأُخْرَى ، وَتُعْطَى سَبْعِينَ لَوْنًا مِنَ الطِّيبِ ، لَيْسَ مِنْهَا لَوْنٌ عَلَى رِيحِ الآخَرِ ، لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ سَرِيرًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُتَوَشِّحَةٍ بِالدُّرِّ ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ، وَفَوْقَ السَّبْعِينَ فِرَاشًا سَبْعُونَ أَرِيكَةً ، لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ لِحَاجَتِهَا ، وَسَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفٍ ، مَعَ كُلِّ وَصِيفٍ صَحْفَةٌ مِنْ ذَهَبٍ ، فِيهَا لَوْنُ طَعَامٍ يَجِدُ لِآخِرِ لُقْمَةٍ مِنْهَا لَذَّةً لاَ يَجِدُ لأَوَّلِهِ ، وَيُعْطَى زَوْجُهَا مِثْلَ ذَلِكَ عَلَى سَرَيرٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ ، عَلَيْهِ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ مُوَشَّحٍ بِيَاقُوتٍ أَحْمَرَ ، هَذَا بِكُلِّ يَوْمٍ صَامَ مِنْ رَمَضَانَ سِوَى مَا عَمِلَ مِنَ الْحَسَنَاتِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ الْبُجَلِيُّ.@

(3/70)


2200- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ، فَعَرَفَ حُدُودَهُ ، وَحَفِظَ مَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَحْفَظَ مِنْهُ كَفَّرَ مَا قَبْلَهُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حبانَ فِي صَحِيحِهِ.
2201- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : أَنْزَلَ اللَّهُ , تَبَارَكَ وَتَعَالَى , صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى ، عَلَيهِ السَّلام لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأَنْزَلَ الزَّبُورَ عَلَى دَاوُدَ , عَلَيهِ السَّلام , لِاثْنَيْ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ القُرْآن عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ.
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : عن سفيان بن وكيع ، وهو ضعيف ، وله شاهد من حديث واثلة بن الأسقع , رواه أحمد بن حنبل.
6- باب فضل صوم رمضان بمكة المشرفة
2202- عن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ فَصَامَهُ وَقَامَ مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ لَهُ كَتَبَ الله لَهُ مِئَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِغَيْرِ مَكَّةَ ، وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ ، وَكُلِّ لَيْلَةٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ ، وَكُلِّ يَوْمٍ حِمْلاَنِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ الله ، وَكُلِّ لَيْلَةٍ حِمْلاَنِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ الله ، وَكُلِّ يَوْمٍ حَسَنَةً ، وَكُلِّ لَيْلَةٍ حَسَنَةً.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ دُونَ قَوْلِهِ : وَكُلِّ لَيْلَةٍ حِمْلاَنِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ الله , وَفِي سَنَدِهِ زَيْدٌ الْعَمِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ.@

(3/71)


7- باب صوم شهر الصبر وثلاثة أيام بعده
2203- وَعَن رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، قَالَ : كُنَّا عَلَى بَابِ مُعَاوِيَةَ ، وَمَعَنَا أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُمَا , فَذَكَرَ أَنَّهُ صَائِمٌ فَلَمَّا دَخَلْنَا َوُضِعَتِ الْمَوَائِدُ جَعَلَ أَبُو ذَرٍّ يَأْكُلُ ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا أَحْمَرُ مَا لَكَ أَتُرِيدُ أَنْ تَشْغَلَنِي عَنْ طَعَامِي ؟! قَالَ : قُلْتُ : أَلَمْ تُخْبِرْنَا أَنَّكَ صَائِمٌ ، أَوْ قُلْتُ : أَلَمْ تَزْعُمْ أَنَّكَ صَائِمٌ ؟ قَالَ : بَلَى , ثُمَّ قَالَ : أَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : لَعَلَّكَ قَرَأْتَ الْمُفْرَدَ مِنْهُ ، وَلَمْ تَقْرَأِ الْمُضَعَّفَ : {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، حَسِبْتُهُ قَالَ ، صَوْمُ الدَّهْرِ وَلَكِنَّ هَذَا الَّذِي لاَ شَكَّ فِيهِ يُذْهِبُ مَغَلَّةَ الصَّدْرِ قَالَ : قُلْتُ : مَا مَغَلَّةُ الصَّدْرِ ؟ قَالَ : رِجْسُ الشَّيْطَانِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ مُخْتَصَرًا.
2204- وَعَن أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي سَفَرٍ ، فَحَضَرَ الطَّعَامُ ، فَبَعَثْنَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَجَاءَ الرَّسُولُ ، فَذَكَرَ أَنَّهُ صَائِمٌ ، فَوُضِعَ الطَّعَامُ لِيُؤْكَلَ ، وَجَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَدْ كَادُوا يَفْرَغُونَ مِنْهُ ، فَتَنَاوَلَ فَجَعَلَ يَأْكُلُ ، فَنَظَرُوا إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي أَرْسَلُوهُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ : مَا تَنْظُرُونَ إِلَيَّ ، قَدْ وَالله أَخْبَرَنِي أَنَّهُ صَائِمٌ ! قَالَ : صَدَقَ ، ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : صَوْمُ شَهْرُ الصَّبْرِ وَثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ صَوْمُ الدَّهْرِ , فَأَنَا صَائِمٌ فِي تَضْعِيفِ الله , عَزَّ وَجَلَّ , وَمُفْطِرٌ فِي تَخْفِيفِهِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.@

(3/72)


2204/2- وَمُسَدَّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَلَفْظُهُ : أَنَّ قَوْمًا دَعَوْا أَبَا هُرَيْرَةَ وَهُمْ يَأْكُلُونَ ، فَقَالَ : إِنِّي صَائِمٌ ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى ، ثُمَّ جَاءَ فَأَكَلَ قَالَ : فَقَالُوا لَهُ : دَعَوْنَاكَ لِتَأْكُلَ فَزَعَمْتَ أَنَّكَ صَائِمٌ ، ثُمَّ جِئْتَ تَأْكُلُ ! فَقَالَ : إِنِّي صَائِمٌ فِي التَّضْعِيفِ مُفْطِرٌ فِي التَّخْفِيفِ ، إِنِّي صُمْتُ مِنْ أَوَّلِ شَهْرِي هَذَا ثَلاَثًا , وَجَبَ لِي آخِرُهُ وَحَلَّ لِيَ الطَّعَامُ.
2204/3- وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى بِلَفْظِ : شَهْرُ الصَّبْرِ وَثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ .
2205- وَعَن أَبِي الْعَلاَءِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الشِّخِّيرِ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا بِهَذا الْمَرْبَدِ بِالْبَصْرَةِ ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ مَعَهُ قِطْعَةٌ أَدِيمٍ ، أَوْ قِطْعَةُ جِرَابٍ ، فَقَالَ : هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَخَذْتُهُ فَقَرَأْتُهُ عَلَى الْقَوْمِ ، فَإِذَا فِيهِ : بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِبَنِي زُهَيْرِ بْنِ أَقْيَشَ : إِنَّكُمْ إِنْ أَقْمُتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَأَعْطَيْتُمْ مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمْسَ وَسَهْمَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَالصَّفِيِّ ، فَأَنْتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ الله وَأَمَانِ رَسُولِهِ قَالَ : فَقُلْنَا لِلأَعْرَابِيِّ : أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ : صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ ، يَعْنِي : رَمَضَانَ ، وَثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَذْهَبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ , ثُمَّ أَخَذَ الْكِتَابَ فَانْصَاعَ مُدْبِرًا , قَالَ : فَقَالَ : أَتَرْونِي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟!.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَمِسَدَّدٌ ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَالْحَارِثُ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(3/73)


2205/2- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا بِالْبَصْرَةِ فِي مَجْلِسٍ لَنَا ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ بِإِبِلٍ لَنَا ، فَغَشِيَتْنَا إِبِلُهُ وَنَحْنُ فِي مَجْلِسِنَا ، فَحَوَّلْنَا إِلَى مَجْلِسٍ فَغَشِيَتْنَا إِبِلُهُ ، فَقُلْنَا لَهُ : أَمَجْنُونٌ أَنْتَ ؟! قَالَ : أَنَا مَجْنُونٌ وَمَعِي كِتَابُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ! فَأَخْرَجَ لَنَا كِتَابًا فِيهِ : بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ تُذْهِبُ وَحر الصَّدْرِ .
2206- وَعَن مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَوْمُ رَمَضَانَ وَثَلاَثَةٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبُ وَغْرَ الصَّدْرِ , قَالُوا : يَا رَسُولَ الله وَمَا وَغْرُ الصَّدْرِ ؟ قَالَ : إِثْمُهُ وَغِلُّهُ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً ، وَالنَّسَائِيُّ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2207- وَعَن جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَسَأَلَهُ عَنِ الصِّيَامِ ، فَشُغِلَ عَنْهُ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ : صُمْ رَمَضَانَ وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كِلِّ شَهْرٍ فَقَالَ الرَّجُلُ : أَعُوذُ بِالله مِنْكَ يَا عَبْدَ الله فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَمَا تَبْغِي ؟ صُمْ رَمَضَانَ وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ ، وَالْبَزَّارُ.
8- باب صوم ثلاثة أيام من كل شهر
فيه الأحاديث المذكوره في الباب قبله ، وحديث عمر بن الخطاب وسيأتي بعد في كل القضاء.
2208- وَعَن قُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَوْمُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ وَإِفْطَارُهُ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَمُسَدَّدٌ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ.@

(3/74)


2209- وَعَن صَدَقَةَ ، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنِ الصَّوْمِ ، فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ خَيْرِ الْبَشَرِ النَّبِيِّ الْعَرَبِيِّ الْقُرَشِيِّ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَيَقُولُ : هُنَّ صِيَامُ الدَّهْرِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.
2210- وَعَن أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ بِشَيْءٍ : أَوْصَانِي بِصِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَأَنْ لاَ أَنَامَ إِلاَّ عَلَى وِتْرٍ ، وَسُبْحَةِ الضُّحَى فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَتَقَدَّمَ لَفْظُهُ فِي بَابِ غُسْلِ الْجُمْعَةِ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ دُونَ قَوْلِهِ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ.
2211- وَعَن يَزِيدَ بْنِ الْحَوْتَكِيَّةِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , سُئِلَ عَنِ الأَرْنَبِ ، فَقَالَ : مَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ أَتَاهُ الأَعْرَابِيُّ ؟ قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : جَاءَ بِهَا الأَعْرَابِيُّ وَقَدْ نَظَّفَهَا وَصَنَعَهَا وَأَهْدَاهَا إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : رَأَيْتُهَا تُدْمِي ، أَيْ تَحِيضُ ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ : كُلُوا ، فَأَكَلَ الْقَوْمُ وَلَمْ يَأْكُلِ الأَعْرَابِيُّ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْكُلَ ؟ قَالَ : إِنِّي صَائِمٌ قَالَ : فَهَّلاَ الْبِيضُ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ وَفِي سَنَدِهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي كِتَابِ الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ.@

(3/75)


2212- وَعَن مُوسَى بْنَ سَلَمَةَ : وَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنْ صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ الْبِيضِ , فَقَالَ : كَانَ عُمَرُ يَصُومُهُنَّ.
رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفًا.
2213- والبزار مرفوعًا بإسناد حسن ولفظه : قال : قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ , وَثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبَنَّ وَحَرَّ الصَّدرِ .
2214- وَعَن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ , وَثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، صَوْمُ الدَّهْرِ ، يَذْهَبُ وَحَرَّ الصَّدرِ .
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ ، والبزار بسند فيه الْحَارِثُ الأَعور .
9- باب أفضل الصيام صيام داود عليه الصلاة والسلام
2215- عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : أَصُومُ الدَّهْرَ ؟ فَنَهَاهُ ، وَعَاوَدَهُ فَنَهَاهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ : وَلَكِنْ صُمْ صَوْمَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَمَا زَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا حَتَّى مَاتَ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ.@

(3/76)


2216- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنَّ أَفْضَلَ الصِّيَامِ صِيَامُ أَخِي دَاوُدَ , عَلَيْهِ السَّلاَمُ , كَانَ يَصُومُ نِصْفَ الدَّهْرِ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.
2217- وَعَن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذْ أَتَى عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا : مَا أَفْطَرَ مُذْ كَذَا وَكَذَا , فَقَالَ : لا صَامَ ، وَلاَ أَفْطَرَ ، أَوْ مَا صَامَ وَمَا أَفْطَرَ , شَكَّ غَيْلاَنُ , فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ غَضَبَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يَا رَسُولَ الله صَوْمٌ يَوْمَيْنِ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ ؟ قَالَ : وَيُطِيقُ ذَاكَ أَحَدٌ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، صَوْمُ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ ؟ قَالَ : ذَاكَ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ , قَالَ : يَا رَسُولَ الله صَوْمُ يَوْمِ وَإِفْطَارُ يَوْمَيْنِ ؟ قَالَ : وَمَنْ يُطِيقُ ذَاكِ , قَالَ : يَا رَسُولَ الله صَوْمُ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ ؟ قَالَ : ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ النُّبُوَّةُ , قَالَ : يَا رَسُولَ الله صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ ؟ قَالَ : أَحَدُهُمَا يُكَفِّرُ سَنَةً وَالآخَرُ يُكَفِّرُ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا , شَكَّ أَبُو هِلاَلٍ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الأربعة وآخر من حديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين.@

(3/77)


10- باب في صوم ست من شوال
2218- عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَسِتًّا مِنْ شَوَّالٍ ، فَكَأَنَّمَا صَامَ السَّنَةَ كُلَّهَا.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ , وَمَدَارُ طُرُقِهِمْ عَلَى : عَمْروِ بْنِ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيِّ , وَهُوَ ضَعِيفٌ لَكِنَّ الْمَتْنَ لَهُ شَوَاهِدُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ ، وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ , وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ ، وابن ماجة , وَابْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ ، وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : وَقَدِ اسْتَحَبَّ قَوْمٌ صِيَامَ سِتَّةِ أَيَّامِ مِنْ شَوَّالٍ لِهَذَا الْحَدِيثِ , وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : هُوَ حَسَنٌ هُوَ مِثْلُ صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَيُرْوَى فِي بَعْضِ هَذَا الْحَدِيثِ ، وَيُلْحَقُ هَذَا الصِّيَامُ بِرَمَضَانَ ، وَاخْتَارَ أَنْ تَكُونَ سِتَّةَ أَيَّامٍ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ , قَالَ : وَإِنْ صَامَ سِتَّةً مِنْ شَوَّالٍ مُتَفَرِّقَةً فَهُوَ جَائِزٌ.@

(3/78)


11- باب صوم يوم عرفة
فيه حديث عمر ، وتقدم في صوم داود ، وفيه حديث ابن عباس , وسيأتي في الحج.
2219- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ يَوْمِ عَرَفَةَ , فَقَالَ : حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلَمْ يَصُمْهُ ، وَحَجَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ ، وَأَنَا لاَ أَصُومُهُ ، وَلاَ آمُرُ بِهِ ، وَلاَ أَنْهَى عَنْهُ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَفِي سَنَدِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ ، لَكِنْ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ.
2219/2- وفي رواية لمُسَدَّد قال : مرَّ عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، على أبيات بعرفات فقال : لمن هذه الأبيات ؟ قلنا : لعبد القيس ، فقال لهم خيًرا ، أو نهاهم عن صوم يوم عرفة.
2219/3- قَالَ : وَحَجَّ أَبِي ، وَطَلِيقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ ، قَالَ : فَاخْتَلفْنَا فِي صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ ، فَقَالَ أَبِي : بَيْنِي وَبَيْنَكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ فَأَتَيْنَاهُ فَقُلْتُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، اخْتَلَفْنَا فِي صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَجَعَلْنَاكَ بَيْنَنَا فَقَالَ : أُخْبِرُكُمْ عَمَّنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي , عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ كَانَ لاَ يَصُومُهُ ، وَيَقُولُ : حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَعُثْمَانَ ، كُلُّهُمْ لاَ يَصُومُهُ فَأنَا لاَ أَصُومُهُ.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى بِاخْتِصَارٍ.
وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ ، فَكَانَ مَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ يَخْتَارَانِ الْفِطْرَ ، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ ، وَعَائِشَةُ يَصُومَانِ يَوْمَ عَرَفَةَ , وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ ، وَكَانَ إِسْحَاقُ يَمِيلُ إِلَى الصَّوْمِ ، وَكَانَ عَطَاءُ يَقُولُ : أَصُومُ فِي الشِّتَاءِ ، وَلاَ أَصُومُ فِي الصَّيْفِ , وَقَالَ قَتَادَةُ : لاَ بَأْسَ بِهِ إِذَا لَمْ يَضْعُفْ عَنِ الدُّعَاءِ , وَقَالَ الشَّافِعِيُّ : يُسْتَحَبُّ صَوْمُ عَرَفَةَ لِغَيْرِ الْحَاجِّ ، فَأَمَّا الْحَاجُّ فَأَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يُفْطِرَ لِتَقْوِيَتِهِ عَلَى الدُّعَاءِ , وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : إِنْ قَدِرَ عَلَى أَنْ يَصُومَ صَامَ ، وَإِنْ أَفْطَرَ فَذَلِكَ يَوْمٌ يَحْتَاجُ فِيهِ إِلَى الْقُوَّةِ.@

(3/79)


2220- وَعَن ابن عباس , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّه قال : مَنْ صَحِبَنِي مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ، فَلاَ يَصُومَنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ ، فَإِنَّهُ يَوْمُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ.
رواه مُسَدَّد.
2221- وَعَن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَامَ عَرَفَةَ غُفِرَ لَهُ سَنَتَيْنِ مُتَتَابِعَتَيْنِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
2222- وَعَن الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَرِبَ يَوْمَ عَرَفَةَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2223- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ غُفِرَ لَهُ سَنَتَيْنِ : سَنَةٌ قَبْلَهُ وَسَنَةٌ بَعْدَهُ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.@

(3/80)


12- باب صوم يوم عاشوراء
فيه حديث عمر بن الخطاب وتقدم في صوم داود.
2224- عن الأسود بن يزيد قال : ما رأيت أحد كان آمر بصوم عاشوراء من علي بن أبي طالب ، وأبي موسى , رَضِيَ الله عَنْهُمَا .
روا أبو داود الطيالسي بسند صحيح.
2225- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صُومُوا عَاشُورَاءَ ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , لَكِنْ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ ، فقد تَابعهُ عَلَيْهِ صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحِ بْنِ حَيِّ.
2225/2- وَكَذَا الْحُمَيْدِيُّ وَلَفْظُهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لَئِنْ بَقِيتُ لَآمُرَنَّ بِصِيَامِ يَوْمٍ قَبْلَهُ ، أَوْ يَوْمٍ بَعْدَهُ ، يعني يَوْمَ عَاشُورَاءَ .
وََهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالنَّسَائِيِّ بِاخْتِصَارٍ.
2226- وَعَن الْحَسَنِ ، قَالَ : أَمَرَهُمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ الْيَوْمِ الْعَاشِرِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
2227- وَعَن مَزِيدَةَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ سَمِعْتُ الأَشْعَرِيَّ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ يَقُولُ : أَمَرَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِصَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَصُومُوا.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.@

(3/81)


2228- وَعَنْ شُعْبَةَ قَالَ : سَأَلْت عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ عَنْ صَوْمٍ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ لاَ يَصُومُهُ.
رواه مُسَدَّد عن يحيى عنه به موقوفًا ، ورجاله ثقات إلاَّ أن عَبد الرحمن لم يدرك ابن عُمَر.
2229- وَعَن مُجْزِأَةَ بْنِ زَاهِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2230- وَعَنْ يَحْيَى بْنِ هِنْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، وَكَانَ هِنْدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ ، وَأَخُوهُ الَّذِي بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ قَوْمَهُ بِالصومِ يَوْم عَاشُورَاءَ ، وَهُوَ أَسْمَاءُ بْنُ حَارِثَةَ ، فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ هِنْدٍ ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ حَارِثَةَ : رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَهُ فَقَالَ : مُرْ قَوْمَكَ فَليَصُومُوا هَذَا الْيَوْمَ قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ وَجَدْتُهُمْ قَدْ طَعِمُوا ؟ قَالَ : لِيُتِمُّوا آخِرَ يَوْمِهِمْ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
2231- وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ , يَوْمٌ كَانَ يَصُومُهُ الأَنْبِيَاءُ فَصُومُوهُ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ إِبْرَاهِيمَ الْهَجْرِيِّ.@

(3/82)


2232- وَعَنْ ثُوَيْرٍ بْن أَبِي فَاخِتَة ، سَمِعْتُ ابْن الزُّبَيْر ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ : هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ فَصُومُوه , فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِصِيامِه.
رواه أحمد بن منيع ، وأحمد بن حنبل ، وثوير بن أبي فاختة ضعيف.
2233- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فُلِقَ الْبَحْرُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ ، يَزِيدُ بْنُ أَبَانٍ الرُّقَاشِيُّ.
2234- وَعَن خَبَّابٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَمْ يَأْكُلْ فَلْيَصُمْ ، وَمَنْ كَانَ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ.
قَالَ أَبُو يَعْلَى : يَعْنِي يَوْمَ عَاشُورَاءَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
2235- وَعَن رُزَيْنَةَ خَادِمَةَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَدْعُو بِمَرَاضِعِهِ وَمَرَاضِعِ فَاطِمَةَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، فَيَنْفُثُ فِي أَفْوَاهِهِم ، وَيَقُولُ : لاَ تَسْقُوهُمْ إِلَى اللَّيْلِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْحَارِثُ وَاللَّفْظُ لَهُ.
2236- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمَرَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ وَكَانَ لاَ يَصُومُهُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(3/83)


2237- وَعَن أَبِي قَتَادَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ : يَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ الْعَامَ الَّذِي قَبْلَهُ وَالَّذِي بَعْدَهُ ، وَيَوْمُ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ الْعَامَ الَّذِي قَبْلَهُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفِ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ ، وَمَعَ ضَعْفِهِ مُخَالِفٌ لِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ أَيْضًا وَلَفْظُهُ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ , فَقَالَ : يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ لَفْظُ مُسْلِمٍ.
13- باب صوم شهر شعبان وإقرانه برمضان وما جاء في سرر الشهر وصوم شوال
2238- عن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله رَأَيْتُكَ تَصُومُ شَعْبَانَ صَوْمًا لاَ تَصُومُهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الشُّهُورِ إِلاَّ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ! قَالَ : ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبَ وَشَهْرِ رَمَضَانَ ، تُرْفَعُ فِيهِ أَعْمَالُ النَّاسِ ، فَأُحِبُّ أَنْ لاَ يُرْفَعَ عَمَلِي إِلاَّ وَأَنَا صَائِمٌ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى.
2239- وَعَن كُثَيِّرِ بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ رَبَّكُمْ يَطَّلِعُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى خَلْقِهِ ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ كُلَّهُمْ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مُشْرِكًا ، أَوْ مُصَارِمًا قَالُوا : وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَصُومُ شَعْبَانَ ، فَيَدْخُلُ رَمَضَانُ وَهُوَ صَائِمٌ تَعْظِيمًا لِرَمَضَانَ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ مُرْسَلاً ، وَصَدْرُ الْحَدِيثِ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمرو ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.@

(3/84)


2240- وَعَن أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فِي يَوْمِ خَمِيسٍ ، فَدَعَا بِمَائِدَةٍ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْغَدَاءِ ، فَتَغَدَّى بَعْضُ الْقَوْمِ وَأَمْسَكَ بَعْضٌ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ فَفَعَلَ مِثْلَهَا : دَعَا بِمَائِدَةٍ ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى الْغَدَاءِ ، فَأَكَلَ بَعْضُهُمْ وَأَمْسَكَ بَعْضٌ ، فَقَالَ لَهُمْ أَنَسُ : لَعَلَّكُمُ اثْنَيْنِيُّونَ لَعَلَّكُمْ خَمِيسِيُّونَ ، كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَصُومُ فَلاَ يُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ : مَا فِي نَفْسِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُفْطِرَ الْعَامَ ، ثُمَّ يُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ : مَا فِي نَفْسِهِ أَنْ يَصُومَ الْعَامَ ، وَكَانَ أَحَبُّ الصَّوْمِ إِلَيْهِ فِي شَعْبَانَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ : عُثْمَانُ بْنُ رَشِيدٍ ، ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ , وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
2241- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ، قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَحَبُّ الشُّهُورِ إِلَيْكَ أَنْ تَصُومَ شَعْبَانَ قَالَ : الله يَكْتُبُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مَيْتَةٍ تِلْكَ السُّنَّةِ ، فَأُحِبُّ أَنْ يَأْتِيَنِي أَجَلِي وَأَنَا صَائِمٌ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ , وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.@

(3/85)


2242- وَعَن عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَرِيفٍ مِنْ عُرَفَاءِ قُرَيْشٍ ، حَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ فَلْقِ فِيِّ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَشَوَّالاً وَالأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
رَواهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
2242/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُهُ ، مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدِ ، عن عَرِيفٍ مِنْ عُرَفَاءِ قُرَيْشٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ فَلْقِ فِيِّ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
2243- وَعَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كُنْتُ أَصُومُ شَهْرًا مِنَ السَّنَةِ فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : أَيْنَ أَنْتَ عَنْ شَوَّالٍ ؟ فَكَانَ أُسَامَةُ إِذَا أَفْطَرَ أَصْبَحَ مِنَ الْغَدِ صَائِمًا مِنْ شَوَّالٍ حَتَّى يَتِمُّ عَلَى آخِرِهِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ وَتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ , وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ كَمَا أَوْضَحْتُهُ فِي زَوَائِدِ ابْنِ مَاجَهْ.
2244- وَعَن هَانِئِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مِحْرَيْشٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَلْ صُمْتَ مِنْ سِرَرِ هَذَا الشَّهْرِ شَيْئًا ؟ يَعْنِي شَعْبَانَ قَالَ : قُلْتُ : لاَ , قَالَ : فَصُمْ مِنْهُ يَوْمًا ، أَوْ يَوْمَيْنِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ : عِمْرَانَ بْنِ حِصَيْنٍ .
وَسِرَرُ الشَّهْرِ : بِكَسْرِ السِّينِ , آخِرُ لَيْلَةٍ فِيهِ ، وَقِيلَ : أَوَّلُهُ ، وَقِيلَ : وَسَطُهُ.@

(3/86)


2245- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رُبَما يُقْرِنُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
14- باب في صوم الاثنين والأربعاء والخميس والجمعة والشتاء
فيه حديث عكرمة في الباب قبله , وحديث بشير بن الخصاصية , وسيأتي في باب الفطر على التمر.
2246- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَتَحَّرَى شَهْرًا ، أَوْ يَوْمًا بِصَوْمِهِ , وَيَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَامَ الأَبَدَ فَلاَ صَامَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ مَوْقُوفًا بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عِيسَى بْنِ مَيْمُونَ.
2247- وَعَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ صَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ، وَيَقُولُ : قَدْ كَانَ يُكْرَهُ أَنْ يَنْصَبَ الرَّجُلُ يَوْمًا إِذَا جَاءَ ذَلِكَ الْيَوْمُ صَامَهُ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مَوْقُوفًا وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
2247/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُوَقِّتَ يَوْمًا يَصُومُهُ.
2248- وَعَن أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ صَامَ الأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ وَالْجُمْعَةَ بَنَى الله لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ يُرَى ظَاهِرُهُ مِنْ بَاطِنِهِ وَبَاطِنُهُ مِنْ ظَاهِرِهِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِسَنَدٍ فِيهِ : صَالِحُ بْنُ جَبَلَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(3/87)


2249- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْن عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُم , قَالا : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَامَ الأَرْبِعَاء وَالْخَمِيس كُتِبَ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِتَدْلِيسِ بَقِيَّةِ بْنِ الْوَلِيدِ.
2250- وَعَنْ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحَرِّ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى الأَشْعَرِيِّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَتَغَدَّى ، فَدَعَانِي ، فَقُلْتُ : إِنِّي صَائِمٌ ، فَقَالَ : لاَ تَصُومَنَّ يَوْمًا تَجْعَلُ صَوْمَهُ عَلَيْكَ حَتْمًا.
رواه مُسَدَّد.
2251- وَعَن قَيْسِ بْنِ السَّكْنِ ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ الله أَتَوْا أَبَا الدَّرْدَاءِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فِي يَوْمِ جَمْعَةٍ وهم صِيَامٌ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ ، فَأَقْسَمَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُفْطِرُوا.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي اسْتَقْبَالِهِ الْقِبْلَةَ فِي بَابِ الرَّجُلِ يُصَلِّي عَاقِصًا شَعْرَهُ ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ بَشِيرِ بْنِ الْخَصَّاصِيَّةَ وَسَيَأْتِي فِي بَابِ النَّهْيِ عَنِ الْوِصَالِ ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ النَّذْرِ.
2252- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : مَا رُئِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُفْطِرًا يَوْمَ الْجُمْعَةِ قَطُّ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَالْبَزَّارُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ.@

(3/88)


2253- وَعَن أَبِي الأَوْبَرِ قَالَ : كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنَّكَ تَنْهَى النَّاسَ أَنْ يَصِلُوا فِي نِعَالِهِمْ قَالَ : مَا نَهَيْتُ النَّاسَ وَلَكِنْ وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي إِلَى هَذَا الْمَقَامِ وَعَلَيْهِ نَعْلاَهُ ، فَانْصَرَفَ وَهُمَا عَلَيْهِ ثُمَّ أَتَاهُ آخر فَقَالَ : يَا أَبا هُرَيْرَة إِنَّكَ نَهَيْتَ النَّاسَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ! فَقَالَ : مَا نَهَيْتُ النَّاسَ أَنْ يَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لاَ تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَإِنَّهُ يَوْمُ عِيدٍ إِلاَّ أَنْ تَصِلُوهُ بِأَيَّامٍ , ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمًا خَارِجًا وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسًا ، إِذْ جَاءَهُ الذِّئْبُ حَتَّى أَقْعَى بَيْنَ يَدِهِ ، ثُمَّ بَصْبَصَ بِذَنَبِهِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَذَا الذِّئْبُ وَهَذَا وَافِدُ الذِّئَابِ فَمَا تَرَوْنَ ؟ أَتَجْعَلُونَ لَهُ مِنْ أَمْوَالِكُمْ شَيْئًا ؟ فَقَالَ النَّاسُ : لاَ وَالله يَا رَسُولَ الله لاَ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْوَالِنَا شَيْئًا فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ فَرَمَاهُ بِحَجَرٍ فَأَدْبَرَ وَلَهُ عُوَاءٌ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الذِّئْبُ وَمَا الذِّئْبُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَالْحَارِثُ وَأَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ وَمَدَارُ طُرُقِهِ عَلَى : أَبِي الأَوْبَرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ.
2254- وَعَن جُنَادَةَ الأَزْدِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي سَبَعَةٍ مِنَ الأَزْدِ أَنَا ثَامِنُهُمْ يَوْمَ الْجُمْعَةِ وَهُوَ يَتَغَدَّى ، فَدَعَانَا إِلَى طَعَامِهِ ، فَقُلْنَا إِنَّا صِيَامٌ ، فَقَالَ : أَصُمْتُمْ أَمْسِ ؟ قُلْنَا : لاَ , قَالَ : أَفَتَصُومُونَ غَدًا ؟ قُلْنَا : لاَ , قَالَ : فَأَفْطِرُوا فَأَكَلْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ طَعَامِهِ ، فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَصَعَدَ الْمِنْبَرَ دَعَا بِمَاءٍ فَشَرِبَهُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يُرِي النَّاسَ أَنَّهُ لاَ يَصُومُ يَوْمَ الْجُمْعَةِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ وَتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَتَقَدَّمَ فِي ... @

(3/89)


2255- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْقُضَاعِيُّ .
2255/2- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَعَنِه الْبَيْهَقِيِّ في الكبرى بِلَفْظٍ : الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ ، قَصُرَ نَهَارُهُ فَصَامَهُ ، وَطَالَ لَيْلُهُ فَقَامَهُ .
وَفِي أسانيدهمِ ابْن لَهْيَعَةَ .
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ أَنَسٌ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى الْغَنِيمَةِ الْبَارِدَةِ ؟ قُلْنَا : وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ : الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ.
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مَوْقُوفًا.@

(3/90)


15- الترغيب في السحور سيما بالتمر
2256- عن عَبْدِ الله ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَأَلَهُ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَقَالَ : أَيُّكُمْ يَذْكُرُ لَيْلَةَ الصَّهْبَاوَاتِ ؟ فَقَالَ عَبْدُ الله : أَنَا وَالله بِأَبِي وَأُمِّي أَذْكُرُهَا ، وَإِنَّ فِي يَدِي لَتَمْرَاتٍ أَتَسَحَّرُ بِهِنَّ مُسْتَتِرًا بِمُؤَخِّرَةِ رَحْلِي مِنَ الْفَجْرِ ، وَذَاكَ حِينَ طَلَعَ الْقَمَرُ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.
2257- وَعَن ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَخِيهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةٌ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ.
2258- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ : رُبَّمَا قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَرِّبِي سَحُورَكِ الْمُبَارَكَ , وَرُبَّمَا لَمْ يَكُنْ غَيْرُ تَمْرَتَيْنِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ , وَأَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدْفِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
2259- وَعَن أَبِي قَيْسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِسَهْلَةٍ مِنْ تُرَابٍ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً , وَهُوَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.@

(3/91)


2260- وَعَن ضُمْرَةَ وَالْمُهَاجِرِ ، ابْنَيْ حَبِيبٍ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : عَلَيْكُمْ بِالسَّحُورِ ، فَإِنَّهُ الْغَدَاءُ الْمُبَارَكُ ، وَأَسْفِرُوا بِهِ ما اسْتَطَعْتُمْ ، وَتَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً..
2261- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا أَنَسُ ، إِنِّي أُرِيدُ الصَّوْمَ فَأَطْعِمْنِي شَيْئًا , فَجِئْتُهُ بِتَمْرٍ وَإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ بَعْدَمَا أَذَّنَ بِلاَلٌ فَقَالَ : يَا أَنَسُ ، انْظُرْ إِنْسَانًا يَأْكُلْ مَعِي قَالَ : فَدَعَوْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي شَرِبْتُ شَرْبَةً مِنْ سَوِيقٍ ، وَأّنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ فَتَسَحَّرَ مَعَهُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ خَرَجَ فَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَالْحَارِثُ وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.
2261/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَلَفْظُهُ : قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : انْظُرْ هَلْ تَرَى فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا ؟ فَإِذَا أَنَا بِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، فَدَعَوْتُهُ فَأَكَلاَ تَمْرًا ، وَشَرِبَا مِنَ الْمَاءِ ، ثُمَّ خَرَجَا إِلَى الصَّلاَةِ ، يَعْنِي : فِي رَمَضَانَ.
2261/3- وَفِي رِوَايَةٍ : تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ .
2262- وَعَن عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ الْقَصِيرِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الإِسْكَنْدَرَانِيّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْجَمَاعَةُ بَرَكَةٌ ، وَالثَّرِيدُ بَرَكَةٌ ، وَالسَّحُورُ بَرَكَةٌ ، تَسَحَّرُوا فَإِنَّهُ يَزِيدُ فِي الْقُوَّةِ ، وَهُوَ مِنَ السُّنَّةِ ، تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ ، أَوْ عَلَى جُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ ، تَسَحَّرُوا صَلَوَاتُ الله عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ .
رواه الحارث بسند ضعيف لضعف بحر بن كَنِيزٍ ، وداود بن المحبر , وَلَهُ شَاهِدٌ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الأَطْعِمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2263- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ بِإِسْنَادٍ قَوِيٍّ مِنْ طَرِيقِ رِفَاعَةَ , عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : السَّحُورُ كُلُّهُ بَرَكَةٌ ، فَلاَ تَدَعُوهُ وَلَوْ يَجْرَعُ أَحَدُكُمْ جُرْعَةَ مِنْ مَاءٍ ، فَإِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
وَآخَرُ فِي الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ مَرْفُوعًا ، وَلَفْظُهُ : الْبَرَكَةُ فِي ثَلاَثَةٍ : فِي الْجَمَاعَةِ ، وَالثَّرِيدِ ، وَالسَّحُورِ .@

(3/92)


2264- وَعَن جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ أَرَادَ الصَّوْمَ فَلْيَتَسَحَّرْ وَلَوْ بِشَيْءٍ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ : عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ.
16- باب ما يقال للمؤذن عند السحور وما جاء في تسمية السحور غذاء
2265- عن عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : كَانَ عَلْقَمَةُ بْنُ عِلاَثَةَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَاءَ بِلاَلٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : رُوَيْدًا يَا بِلاَلُ يَتَسَحَّرُ عَلْقَمَةُ قَالَ : وَهُوَ يَتَسَحَّرُ بِرَأْسٍ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.@

(3/93)


2265/2- وَعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ وَلَفْظُهُ : بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَتَسَحَّرُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ سَحُورِهِ جَاءَ عَلْقَمَةُ بْنُ عِلاَثَةَ ، فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِرَأْسٍ ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَأْكُلُ إِذْ جَاءَ بِلاَلٌ يُؤْذِنُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالصَّلاَةِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : رُويْدًا يَا بِلاَلُ حَتَّى يَفْرُغَ عَلْقَمَةُ مِنْ سَحُورِهِ .
2266- وَعَن الْعِرْبَاضِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يَدْعُو إِلَى السَّحُورِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَقَالَ : هَلُمُّوا إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ قَالَ : ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : اللهمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ فَذَكَرَهُ دُونَ الدُّعَاءِ لِمُعَاوِيَةَ.
2267- وَعَن أَبِي هُبَيْرَةَ ، عَنْ جَدِّهِ شَيْبَانَ ، قَالَ : أَتَيْتُ الْمَسْجِدَ ، فَدَخَلْتُ ، فَأَسْنَدْتُ ظَهْرِي إِلَى حُجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَإذا النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَتَسَحَّرُ ، فَتَنَحْنَحْتُ فَقَالَ : أَبُو يَحْيَى ، هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ , قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله إِنِّي أُرِيدُ الصِّيَامَ , فَقَالَ : وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ وَلَكِنَّ مُؤَذِّنَنَا هَذَا فِي بَصَرِهِ سُوءٌ ، أَوْ فِي بَصَرِهِ شَيْءٌ ، فَإِنَّهُ أَذَّنَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
17- باب فيمن دعا وهو صائم وفيمن لم يصلحه الخير أصلحه الشر
2268- عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ الأَفْرِيقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : غَزَوْنَا الْبَحْرَ زَمَن مُعَاوِيَةَ ، فَأَرْسَيْنَا مَرْسًا ، فَصَامَ مَرْكِبُ أَبِي أَيُّوبٍ الأَنْصَارِيِّ ، فَلَمَّا حَضَرَ غَدَاؤُنَا أَرْسَلْنَا إِلَى أَبِي أَيُّوبَ وَأَهْلِ مَرْكِبِهِ ، فَقَالَ : دَعَوْتُمُونِي وَأَنَا صَائِمٌ , فَلَمْ أَجِدْ بُدًّا مِنْ أَنْ أُجِيبَ ، @

(3/94)


إِنِّي سَمِعْت ُرَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنَّ لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خِصَالاً وَاجِبَةً : إِذَا دَعَاهُ أَنْ يُجِيبَهُ ، وَإِذَا مَرِضَ أَنْ يَعُودَهُ ، وَإِذَا مَاتَ أَنْ يَشْهَدَ جِنَازَتَهُ ، وَإِذَا لَقِيَهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ ، وَإِذَا عَطَسَ أَنْ يُشَمِّتَهُ ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَهُ أَنْ يَنْصَحَهُ , وَكَانَ فِينَا رَجُلٌ يَمْزَحُ ، فَقَالَ لأَبِي أَيُّوبَ : إِنَّ مَعَنَا رَجُلاً إِذَا قُلْنَا لَهُ جَزَاكَ الله خَيْرًا ، أَوْ بِرًّا غَضِبَ فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ : إِنَّا كُنَّا نَقُولُ مَنْ لَمْ يُصْلِحْهُ الْخَيْرُ أَصْلَحَهُ الشَّرُّ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَإِسْحَاقُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ , وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى الأَفْرِيقِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي الْبِرِّ وَالصِّلَةِ فِي بَابِ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ.
18- باب تعجيل الإفطار وتأخير السحور
فيه حديث ابن عمر وتقدم في ... .
2269- عن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُعَجِّلَ إِفْطَارَنَا ، وَأَنْ نُؤَخِّرَ سَحُورَنَا ، وَنَضَعَ أَيْمَانَنَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي الصَّلاَةِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدٌ بْنُ حَمِيدٍ , وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
2270- وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ : مَرْفُوعًا : أَنَّ جُزْءًا مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ تَأْخِيرُ السَّحُورِ ، وَتَبْكِيرُ الْفِطْرِ ، وَإِشَارَةُ الرَّجُلِ بِإِصْبَعَيْهِ فِي الصَّلاَةِ .@

(3/95)


2271- وَعَن حِبَّانَ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَلِيًّا ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَهُوَ بِعَسْكَرِ أَبِي مُوسَى ، فَوَجَدْتُهُ يَطْعَمُ ، فَقَالَ : ادْنُ فَكُلْ ، فَقُلْتُ : إِنِّي أُرِيدُ الصِّيَامَ , قَالَ : وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ ، فَأَكَلَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَالَ لِمُؤَذِّنِهِ ابْنِ النَّبَّاحِ : أَقِمْ.
رواه مُسَدَّد ، وَحِبَّانَ بْنِ الْحَارِث - بكسر الحاء المهملة ، وبالباء الموحدة - لم أر فيه جرحًا ولا تعديلا ، وباقي رجال الإسناد ثقات.
2272- وَعَن أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَمْنَعَنَّكُمْ أَذَانُ بِلاَلٍ مِنَ السَّحُورِ ، فَإِنَّ فِي بَصَرِهِ شَيْئًا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
2273- وَعَنْهُ قَالَ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَطُّ يُصَلِّي صَلاة المَغْرِب حَتَّى يُفْطِرَ وَلَوْ عَلى شَرْبَة مِنْ مَاءٍ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى ، وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا.
2274- وَعَن بِلاَلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم آذَنُهُ بِالصَّلاَةِ وَهُوَ يُرِيدُ الصِّيَامَ ، فَشَرِبَ وَنَاوَلَنِي ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/96)


2275- وَعَن عَطِيَّةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ رَبِيعَةَ الثَّقَفِيِّ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا وَفْدُنَا الَّذِي كَانُوا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالُوا : قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي رَمَضَانَ ، فَلَمَّا أَسْلَمْنَا صُمْنَا ، فَكَانَ بِلاَلٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مُؤَذِّنُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَأْتِينَا من عند رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِفِطْرِنَا وَسَحُورِنَا ، وَنَحْنُ فِي قُبَّةٍ قَدْ ضُرِبَتْ لَنَا فِي الْمَسْجِدِ ، فَيَأْتِينَا بِفِطْرٍ وَإِنَّا لَنَقُولُ : إِنَّا لَنُمَارِي فِي وُقُوعِ الشَّمْسِ لِمَا نَرَى مِنَ الإِسْفَارِ فَيَضَعُ عَشَاءَنَا بَيْنَ أَيْدِينَا ، فَيَقُولُ : كُلُوا فَنَقُولُ : يَا بِلاَلُ رُدَّهُ إِنَّا نَرَى سَفَرًا فَيَقُولُ : مَا جِئْتُكُمْ حَتَّى أَكَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ يَضَعُ يَدَهُ فِي الطَّعَامِ فَلَيْتَقِمُ مِنْهُ ، وَيَقُولُ : كُلُوا وَيَأْتِينَا بِسَحُورِنَا ، وَإِنَّا لَنَتَمَارَى فِي الصُّبْحِ ، وَيَقُولُ : كُلُوا قَدْ كَادَ الْفَجْرُ يَطْلَعُ فَنَقُولُ : يَا بِلاَلُ إِنَّا نَخْشَى أَنْ نَكُونَ قَدْ أَصْبَحْنَا فَيَقُولُ : لَقَدْ تَرَكْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَتَسَحَّرُ فَتَسَحَّرُوا.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
2276- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَصُومُ فِي الصَّيْفِ لاَ يُصَلِّي فِي الصَّيْفِ الْمَغْرِبَ إِذَا كَانَ صَائِمًا حَتَّى آتِيَهُ بِرُطَبٍ ، فَيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ ، ثُمَّ يَقُومَ فَيُصَلِّيَ ، وَإِذَا كَانَ الشِّتَاءُ أَتَيْتُهُ بِتَمْرٍ ، فَيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ ، ثُمَّ يَقُومَ فَيُصَلِّيَ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ.
2277- وَعَن أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّه قال : قُلْتُ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبِيتَ عِنْدَكَ اللَّيْلَةَ فَأُصَلِّيَ بِصَلاَتِكَ قَالَ : لاَ تَسْتَطِيعَ صَلاَتِي فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَغْتَسِلُ ، فَسَتَرْتُهُ بِثَوْبٍ وَأَنَا مُحَوَّلُ عَنْهُ ، فَاغْتَسَلَ ، ثُمَّ فَعَلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : هَكَذَا الْغُسْلُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى ، وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى جَعَلْتُ أَضْرِبُ بِرَأْسِي الْجُدْرَانَ مِنْ طُولِ صَلاَتِهِ ثُمَّ أَتَى بِلاَلٌ بِالصَّلاَةَ فَقَالَ : أَفَعَلْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : إِنَّكَ يَا بِلاَلُ تُؤَذِّنُ إِذَا كَانَ الصُّبْحُ سَاطِعًا فِي السَّمَاءِ لَيْسَ ذَاكَ الصُّبْحَ إِنَّمَا الصَّبْحُ هَكَذَا مُعْتَرِضًا ثُمَّ دَنَا بِسَحُورِهِ فَتَسَحَّرَ.@

(3/97)


2278- قَالَ حَاتِمُ بْنُ عَدِيٍّ وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ تَزَالُ هَذِهِ الأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا أَخَّرُوا السَّحُورَ وَعَجَّلُوا الْفِطْرَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُخْتَصَرًا ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ التَّجِيبِيِّ وَهُوَ مَجْهُولٌ.
2279- وَعن زَرٍّ ، قَالَ : تَسَحَّرْتُ ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَمَرَرْتُ بِحُذَيْفَةَ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ بِلَقْحَةَ ، فَحَلَبْتُ وقِدْرٍ فَسَخَّنْتُ ، ثُمّ قَالَ : ادْنُ فَكُلْ فَقُلْتُ : إِنِّي أُرِيدُ الصَّوْمُ قَالَ : وَأَنَا أُرِيدُ الصَّوْمَ قَالَ : فَأَكَلْنَا وَشَرِبْنَا ، ثم أتيت المسجد فأقيمت الصلاة ، وَقَالَ : هَكَذَا فَعَلَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقُلْتُ : أَبَعْدَ الصُّبْحِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، هُوَ الصُّبْحُ غَيْرَ أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَطْلُعْ قَالَ عَاصِمٌ : بَيْنَ الْمَسْجِدِ وَبَيْنَ الْمَنْزِلِ كَمَا بَيْنَ مَسْجِدِ ثَابِتٍ وَبُسْتَانِ حَوْطٍ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
2279/2- وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا بِلَفْظِ : تَسَحَّرْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هو النَّهَارِ إِلاَّ أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَطْلُعْ .
2280- وَعَن عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَنْهَى عَنِ الْوِصَالِ ، وَيَأْمُرُ بِتَبْكِيرِ الإِفْطَارِ وَتَأْخِيرِ السَّحُورِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.@

(3/98)


2281- وَعَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ بِلاَلٌ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
2282- وَعَن أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ وَدَاعٍ ، رَضِيَ الله عَنْهَا , قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : عَجِّلُوا الْفِطْرَ وَأَخِّرُوا السَّحُورَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِِ مَجْهُولاَتٌ.
19- باب الفطر على التمر والنهي عن الوصال
2283- عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : اللهمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَأَبْنَائِهَا ، وَأَبْنَاءِ أَبْنَائِهَا وَحَشَمِهَا قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا كَانَ الرُّطَبُ لَمْ يُفْطِرْ إِلاَّ عَلَى الرُّطَبِ ، وَإِذَا لَمْ يَكُنِ الرُّطَبُ لَمْ يُفْطِرْ إِلاَّ عَلَى التَّمْرِ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ بِسَنَدٍ ضَعيف لجهالة بعض رواته .
2284- وَعَن أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُحِبُّ أَنْ يُفْطِرَ عَلَى ثَلاَثِ تَمْرَاتٍ ، أَوْ شَيْءٍ لَمْ تُصِبْهُ النَّارُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ دُونَ قَوْلِهِ : أَوْ شَيْءٍ لَمْ تُصِبْهُ النَّارُ.
2285- وَعن إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ ، عَنِ لَيْلَى امْرَأَةِ بَشِيرِ بْنِ الخَصَّاصِيَّةَ ، قَالَتْ : أَرَدْتُ أَنْ أَصُومَ يَوْمَيْنِ مُوَاصِلاً ، فَذَكَرْتُ ذلك لِبَشِيرٍ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنْهُ وَقَالَ : يَفْعَلُ ذَلِكَ الْيَهُودُ ، وَلَكِنْ صُومُوا فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ فَأَفْطِرُوا.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.@

(3/99)


2285/2- وَكَذَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ وَلَفْظُهُمَا : أَرَدْتُ أَنْ أَصُومَ يَوْمَيْنِ مُوَاصِلَةً ، فَمَنَعَنِي بَشِيرٌ ، وَقَالَ : إِنََّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنْهُ وَقَالَ : يَفْعَلُ ذَلِكَ النَّصَارَى وَلَكِنْ صُومُوا كَمَا أَمَرَكُمُ الله : وَأَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ فَأَفْطِرُوا .
2285/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ ، عَنْ جَهْدَمَةَ بِنْتِ يَزِيدَ ، عَنْ زَوْجِهَا بَشِيرِ بْنِ الْخَصَّاصِيَّةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قُلْتُ : يَا نَبِيَّ الله كَيْفَ أَصْنَعُ بَعْدَكَ ؟ قَالَ : اسْمَعْ وَأَطِعْ قَالَ : ثُمَّ أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ ، وَقَالَ لِي فِي بَعْضِهِمْ : وَإِنْ كَانَ عَلَيْكَ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله أَصُومُ الْجُمْعَةَ ؟ قَالَ : لاَ لأنَّهُ يَوْمُ عِيدٍ لاَ تَصُومُهُ إِلاَّ فِي أَيَّامٍ قَالَ : يَا رَسُولَ الله أُوَاصِلُ ؟ قَالَ : لاَ تُوَاصِلُوا صُومُوا كَمَا أَمَرَكُمُ الله عَزَّ وَجَلَّ.
2285/4- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ أَيْضًا , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَلَفْظُهُ : عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ لَيْلَى امْرَأَةَ بَشِيرٍ تقول : إِنَّ بَشِيرًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَصُومُ الْجُمْعَةَ ، وَلاَ أُكَلِّمُ ذَلِكَ الْيَوْمَ أَحَدًا ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَصُوم يَوْمَ الْجُمْعَةِ إِلاَّ فِي أَيَّامٍ هُوَ أَحَدُهَا ، أَوْ فِي شَهْرٍ ، وَأَمَّا لاَ تُكَلِّمَ أَحَدًا فَلَعَمْرِي ، لأَنْ تُكَلِّمَ بِمَعْرُوفٍ وَتَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَسْكُتَ.
وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مُخْتَصَرًا.
2286- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْوِصَالِ ، وَأُخْتِي هَذِهِ تُوَاصِلُ وَأَنَا أَنْهَاهَا.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَأَبي دَاوُدَ دُونَ قَوْلِهِ : وَأُخْتِي هَذِهِ ... إِلَى آخِرِهِ.@

(3/100)


2287- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنِ الْوَصْلِ فِي الصَّوْمِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ وَتَقَدَّمَ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ ، وَحَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله , وَسَيَأْتِي فِي بَابِ الطَّلاَقِ قَبْلَ النِّكَاحِ.
2288- وَعَن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَاصَلَ مِنَ السَّحَرِ إِلَى السَّحَرِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
2289- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَاصَلَ فِي رَمَضَانَ وَنَهَاهُمْ فَقِيلَ لَهُ : إِنَّكَ تُوَاصِلُ ! فَقَالَ : إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ إِنِّي أَظَلُّ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي.
رَوَاهُ أَبُو مَنِيعٍ وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وأَبِي دَاوُدَ دُونَ قَوْلِهِ : إِنِّي أَظَلُّ عِنْدَ رَبِّي .
2290- وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُوَاصِلُ مِنَ السَّحَرِ إِلَى السَّحَرِ ، فَفَعَلَ ذَلِكَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَنَهَاهُم (1) فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله أَنْتَ تَفْعَلُ ذَلِكَ ! فَقَالَ : إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِثْلِي إِنِّي أَظَلُّ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ بِغَيْرِ هَذِهِ الأَلْفَاظِ , وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ ، وَالْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
_____حاشية_____
(1) تحرف في المطبوع إلى : "فنهاه" ، وجاء على الصواب في طبعة الرشد (3075) ، و "معجم ابن الأعرابي" (1295) .@

(3/101)


+++101
20- باب إجابة دعوة الصائم وما يدعو به الصائم لمن أفطر عنده وما لله عند كل فطر من عتقاء من النار
2291- عن عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لِلصَّائِمِ عِنْدَ إِفْطَارِهِ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ فَكَانَ عَبْدُ الله بْنُ عَمْروٍ إِذَا أَفْطَرَ دَعَا أَهْلَهُ وَوَلَدَهُ وَدَعَا.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.
2292- وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَة مَا تُرَدُّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الله يَقُولُ عِنْدَ فِطْرِهِ : اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِي - زَادَ فِي رِوَايَةٍ : ذُنُوبِي لَفْظُ ابْنِ مَاجَةَ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبَزَّارُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ ، وَابْنُ مَاجَةَ وَابْنُ خزيمَةَ , وابن حبان في صحيحيهما.@

(3/102)


2293- وروي من حديث علي بن أبي طالب : يَا عَلِيّ فَإِذَا كُنْتَ صَائِمًا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَقُلْ بَعْدَ إِفْطَارِكَ : اللهمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ ، يُكْتَبُ لَكَ مِثْلُ مَنْ كَانَ صَائِمًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ... الْحَدِيثُ , وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِعَلِيٍّ.
2294- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا أَفْطَرَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتٍ قَالَ : أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى وَالْيَوْمَ وَاللَّيْلَةَ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُطَوَّلاً , وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ كِتَابِ الزُّهْدِ.
2295- وَعَن أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، وَآخَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أُسَامَةَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَوَاهُ الْبَزَّارُ.@

(3/103)


21- باب جواز السواك والكحل للصائم وما جاء فيمن قال صمت كما أفطرت
2296- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَسَوَّكَ وَهُوَ صَائِمٌ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا وَمُسَدَّدٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ مَرْفُوعًا.
2297- وَعَن ابن عمر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أنه قَالَ : صُمْت كَمَا أَفْطَرْت.
رواه الحارث موقوفا.
2298- وَعَنْهُ قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ وَقَدِ اكْتَحَلَ بِالإِثْمِدِ فِي رَمَضَانَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِيِّ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ كِتَابِ الأَطْعِمَةِ وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ : لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالْقَوِيِّ ، وَلاَ يَصِحُّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي هَذَا الْبَابِ شَيْءٌ قَالَ : وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي الْكُحْلِ لِلصَّائِمِ ، فَكَرِهَهُ بَعْضُهُمْ وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ وَابْنِ الْمُبَارَكِ ، وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ وَرَخَّصَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْكُحْلِ لِلصَّائِمِ وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ.@

(3/104)


2299- وَعَن أَبِي رَافِعٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَكْتَحِلُ وَهُوَ صَائِمٌ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
22- باب ما جاء في القبلة للصائم
فيه حديث عائشة وسيأتي في باب الإفطار مما دخل.
2300- عن أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ قُبْلَةِ الصَّائِمِ قَالَ : رَيْحَانَةٌ يَشَمُّهَا.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ.
2301- وَعَن سَعِيد بْن أَبِي سَعِيدٍ ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فَقَالَ : أُقَبِّلُ امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ ؟ قَالَ : لاَ بَأْسَ قَالَ : فَأُقَبِّلُ امْرَأَةً غَيْرَهَا ؟ قَالَ : أُفٍّ , قَالَ : وَسَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : لاَ بَأْسَ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورواته ثقات.
2302- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصِيبُ مِنَ الرُّؤُوسِ وَهُوَ صَائِمٌ - يَعْنِي الْقُبَلَ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَمحمد بن يََحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ بِسَنَدٍ فِيهِ رَجُلٌ لَمْ يُسَمَّ , وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل بسند الصحيح @

(3/105)


2303- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ عُمَرُ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْمَنَامِ ، فَرَأَيْتُهُ لاَ يَنْظُرُ إِلَيَّ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله مَا شَأْنِي ؟! قَالَ : أَلَسْتَ الَّذِي تُقَبِّلُ وَأَنْتَ صَائِمٌ ؟ قَالَ : فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أُقَبِّلُ بَعْدَهَا وَأَنَا صَائِمٌ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عَمْروِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ.
وقال الترمذي : وَاخْتَلَفَ أَهْلُ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَغَيْرِهِمْ فِي القُبْلَةِ لِلصَّائِمِ ، فَرَخَّصَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي القُبْلَةِ لِلشَّيْخِ ، وَلَمْ يُرَخِّصُوا لِلشَّابِّ مَخَافَةَ أَنْ لاَ يَسْلَمَ لَهُ صَوْمُهُ ، وَالمُبَاشَرَةُ عِنْدَهُمْ أَشَدُّ , وَقَدْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ : القُبْلَةُ تُنْقِصُ الأَجْرَ وَلاَ تُفْطِرُ الصَّائِمَ ، وَرَأَوْا أَنَّ لِلصَّائِمِ إِذَا مَلَكَ نَفْسَهُ أَنْ يُقَبِّلَ ، وَإِذَا لَمْ يَأْمَنْ عَلَى نَفْسِهِ تَرَكَ القُبْلَةَ لِيَسْلَمَ لَهُ صَوْمُهُ ، وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَالشَّافِعِيِّ.
23- باب ترهيب الصائم من الغيبة والفحش والكذب ونحو ذلك
2304- عن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَعِفُّوا الصِّيَامَ فَإِنَّ الصِّيَامَ لَيْسَ مِنَ الطَّعَامِ ، وَلاَ مِنَ الشَّرَابِ ، وَلَكِنَّ الصِّيَامَ مِنَ الْمَعَاصِي ، فَإِذَا صَامَ أَحَدُكُمْ فَجَهِلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ ، أَوْ شَتَمَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي صَائِمٌ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَرَوَاهُ أَصْحَابُ الْكُتُبِ فَلَمْ يَذْكُرُوا صَدْرَ الْحَدِيثِ إِلَى قَوْلِهِ : وَلَكِنَّ الصِّيَامَ مِنَ الْمَعَاصِي.@

(3/106)


2304/2- وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ وَابْنُ حِبَّانَ , وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ بِلَفْظِ : لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَقُلْ : إِنِّي صَائِمٌ ، إِنِّي صَائِمٌ .
2305- وَعَن أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَصُومُوا يَوْمًا وَقَالَ : لاَ يُفْطِرَنَّ أَحَدٌ حَتَّى آذَنَ لَهُ فَصَامَ النَّاسُ فَلَمَّا أَمْسَوْا جَعَلَ الرَّجُلُ يجَيِءُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَيَقُولُ : ظَلَلْتُ مُنْدُ الْيَوْمَ صَائِمًا فَأْذَنْ لِي فَلأُفْطِرْ ، فَيَأْذَنُ لَهُ ، وَيَجِيءُ الرَّجُلُ يَقُولُ ذَلِكَ فَيَأْذَنُ لَهُ ، حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله إِنَّ فَتَاتَيْنِ مِنْ أَهْلِكَ ظَلَّتَا مُنْذُ الْيَوْمَ صَائِمَتَيْنِ وَإِنّهَمَا تَسْتَحِييَانِ أَنْ تَأْتِيَانِكَ فَائْذَنْ لَهُمَا فَلْيُفْطِرَا ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : َمَا صَامَتَا وَكَيْفَ صَامَ مَنْ ظَلَّ هَذَا الْيَوْمَ يَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ ؟ اذْهَبْ فَمُرْهُمَا إِنْ كَانَتَا صَائِمَتَيْنِ أَنْ تَسْتَقِيئَا فَفَعَلَتَا فَقَاءَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عُلْقَةً ، فَأَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ مَاتَتَا وَهُمَا فِيهِمَا لأَكَلَتْهُمَا النَّارُ.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ يَزِيدُ بْنُ أَبَانٍ الرُّقَاشِيُّ , وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيُّ.
2306- وَعَن عُبَيدِ مَوْلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّ امْرَأَتَيْنِ صَامَتَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَلَسَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الأُخْرَى ، فَجَعَلَتَا تَأْكُلاَنِ لُحُومَ النَّاسِ ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله إِنَّ هَاهُنَا امْرَأَتَيْنِ صَامَتَا وَقَدْ كَادَتَا أَنْ @

(3/107)


تَمُوتَا مِنَ الْعَطَشِ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَوْ سَكَتَ ، ثُمَّ جَاءَهُ بَعْدَ ذَلِكَ ، أَحْسَبُهُ قَالَ فِي الظَّهِيرَةِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّهُمَا وَالله لَقَدْ مَاتَتَا ، أَوْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ائْتُمُونِي بِهِمَا فَجَاءَتَا فَدَعَا بِعُسٍّ ، أَوْ قَدَحٍ فَقَالَ لإِحْدَيْهِمَا قِي ، فَقَاءَتْ مِنْ قَيْحٍ وَدَمٍ وَصَدِيدٍ حَتَّى قَاءَتْ نِصْفَ الْقَدَحِ وَقَالَ لِلأُخْرَى : قِي فَقَاءَتْ مِنْ قَيْحٍ وَدَمٍ وَصَدِيدٍ حَتَّى مَلأَتِ الْقَدَحَ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ هَاتَيْنِ صَامَتَا عَمَّا أَحَلَّ الله لَهُمَا ، وَأَفْطَرَتَا عَلَى مَا حَرَّمَ الله عَلَيْهِمَا ، جَلَسَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الأُخْرَى فَجَعَلَتَا تَأْكُلاَنِ لُحُومَ النَّاسِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ , وَمُسَدَّدٌ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : سَعْدُ مَوْلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَفِي سَنَدِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ , وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَاللَّفْظُ لَهُمَا وَفِي سَنَدَيْهِمَا أَيْضًا رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ , وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى مُخْتَصَرًا وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ , وَقَالَ : عُبَيْدُ مَوْلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم . وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ ، وَقَالَ مَرَّةً : سَعد مَوْلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَمَرَّةً : عُبَيْدُ ، وَمَرَّةً : سَعد ، أَوْ عُبَيْدٌ.
والْعُسُّ : بِضَمِّ الْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ , هُوَ الْقَدَحُ الْعَظِيمُ .
وَالْعَبِيطُ : بِفَتْحِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا بَاءٌ مُوَحَّدَةٌ ثُمَّ يَاءٌ مُثَنَّاةٌ مِنْ تَحْتِ وَبِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ هُوَ : الطَّرِيُّ.
2307- وَعَن أبي المتوكل : أخبرنا أبا هريرة , رَضِيَ الله عَنْهُ , كان إذا صام جلس في المسجد قال : نعف صيامنا.
رواه مُسَدَّد موقوفا.
2308- وَعَن عطاء بن السائب قال : كان أصحابنا يقولون : أهون الصيام ترك الطعام والشراب.
رواه مُسَدَّد عن حماد بن زيد عنه به.@

(3/108)


24- باب في الحجامة للصائم
تقدم حديث علي بن أبي طالب رَضِيَ الله عَنْهُ في باب الرجل يصلي عاقصا شعره وفيه : ونهاني أن احتجم وأنا صائم.
2309- وعنه قال : أفطر الحاجم والمحجوم.
رواه مُسَدَّد موقوفا بسند ضعيف.
2310- وَعَن صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ ، أَنَّهَا قَالَتْ : أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا.
2311- وَعَن مَعْقِلِ بْنِ سِنَانٍ الأَشْجَعِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّهُ قَالَ : مَرَّ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا أَحْتَجِمُ لِثَمَانِيَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، فَقَالَ : أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمُحْجُومُ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
2312- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ , قَالَ : وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَغَيْرِهِمْ إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ وَلَمْ يَرَوْا بالْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ بَأْسًا ، وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ.
2313- وَعَن أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : مَرَّ بِنَا أَبُو طِيبَةَ فِي رَمَضَانَ ، فَقُلْنَا مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ قَالَ : حَجَّمْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ.@

(3/109)


2314- وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمُسْتَحْجِمُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَحَدِيثُ أَبُو هُرَيْرَةَ فِي ... وَإِنَّمَا أَوْرَدْتُهُ لاِنْضِمَامِهِ مَعَ عَائِشَةَ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ فَقَطْ.
2315- عن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : احْتَجَمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ صَائِمٌ مُحْرِمٌ فَغُشِيَ عَلَيْهِ ، فَنَهَى النَّاسَ يَوْمَئِذٍ أَنْ يَحْتَجِمَ الصَّائِمُ كَرَاهَةَ الضَّغْفِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى لَكِنْ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ فَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ طَرِيقِ الْحَكم عَنْ مُقْسَمٍ عَنْهُ.
قال الترمذي : قَدْ كَرِهَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ : الحِجَامَةَ لِلصَّائِمِ حَتَّى أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ بِاللَّيْلِ ، مِنْهُمْ : أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ ، وَابْنُ عُمَرَ ، وَبِهَذَا يَقُولُ ابْنُ الْمُبَارَكِ , قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ : مَنْ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ فَعَلَيْهِ القَضَاءُ , قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ : وَهَكَذَا قَالَ أَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ ، قَالَ الشَّافِعِيُّ : قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ ، وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ وَلاَ أَعْلَمُ وَاحِدًا مِنْ الحَدِيثَيْنِ ثَابِتًا ، وَلَوْ تَوَقَّى رَجُلٌ الحِجَامَةَ وَهُوَ صَائِمٌ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ ، وَإن احْتَجَمَ صَائِمٌ لَمْ أَرَ ذَلِكَ أَنْ يُفْطِرَهُ , قال الترمذي : هَذَا كَانَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ بِبَغْدَادَ ، وَأَمَّا بِمِصْرَ فَمَالَ إِلَى الرُّخْصَةِ وَلَمْ يَرَ بِالحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ بَأْسًا ، وَاحْتَجَّ بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ وَهُوَ صَائِمٌ مُحْرِم.@

(3/110)


25- باب الإفطار مما دخل وليس مما خرج
2316- عن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ : دَخَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ هَلْ مِنْ كِسْرَةٍ ؟ فَأَتَيْتُهُ بِقُرْصٍ فَوَضَعَهُ عَلَى فِيهِ قَالَ : يَا عَائِشَةُ هَلْ دَخَلَ بَطْنِي مِنْهُ شَيْءٌ ؟ كَذَلِكَ قُبْلَةُ الصَّائِمِ ، إِنَّمَا الإِفْطَارُ مِمَّا دَخَلَ وَلَيْسَ مِمَّا خَرَجَ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى.
26- باب فيمن أكل أوشرب وهو صائم
2317- عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيد المَقْبُرِي ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَكَلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ ، ؟ قَالَ : لاَ شَيْءَ عَلَيْكَ . قَالَ : شَرِبْتُ وَأَنَا صَائِمٌ ؟ قَالَ : لاَ شَيْءَ عَلَيْكَ , فأعاد قَالَ : أَكَلْتُ كَذَا وَكَذَا وَأَنَا صَائِمٌ ؟ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، أَنْتَ لَمْ تَعْتَدِ الصِّيَامَ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورواته ثقات.@

(3/111)


2318- وَعَن أُمِّ إِسْحَاقَ الْغَنَوِيَّةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَتَى بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ ، قَالَتْ : وَكُنْتُ أَشْتَهِي أَنْ آكُلَ طَعَامَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : هَلُمَّ يَا أُمَّ إِسْحَاقَ فَكُلِي قَالَتْ : فَأَكَلْتُ ، ثُمَّ نَاوَلَنِي عَرْقًا فَرَفَعْتُهُ إِلَى فِيَّ ، فَذَكَرْتُ أَنِّي صَائِمَةٌ فَبَقِيَتْ يَدِي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرْفَعَهَا إِلَى فِيَّ ، وَلاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَضَعَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا أُمَّ إِسْحَاقَ ! قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله إِنِّي كُنْتُ صَائِمَةً فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَتِمِّي صَوْمَكِ فَقَالَ ذُو الْيَدَيْنِ : الآنَ حِينَ شَبِعْتِ ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ الله إِلَيْهَا.
رَوَاهُ عبد بن حَمِيدٍ : وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ قَالَ : وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ : إِنْ أَكَلَ فِي رَمَضَانَ نَاسِيًا فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ وَالْقَوْلُ الأَوَّلُ أَصَحُّ.
27- باب في الصائم يأكل البرد
2319- عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مَطَّرَتِ السَّمَاءُ بَرَدًا ، فَقَالَ لَنَا أَبُو طَلْحَةَ وَنَحْنُ غِلْمَانُ : نَاوِلْنِي يَا أَنَسُ مِنْ ذَاكَ الْبَرَدِ ، فَنَاوَلْتُهُ فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَهُوَ صَائِمٌ فَقُلْتُ : أَلَسْتَ صَائِمًا ؟! قَالَ : بَلَى ، إِنَّ ذَا لَيْسَ بِطَعَامٍ ، وَلاَ شَرَابٍ وَإِنَّمَا هُوَ بَرَكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ نُطَهِّرُ بِهِ بُطُونَنَا قَالَ أَنَسٌ : فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ : خُذْ مِن عَمِّكَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.
2319/2- ورواه البَزَّار ولفظه : قَاَل أَنَس : رَأَيْت أَبَا طَلْحَة يَأْكُل البَرَد وَهُوَ صَائِمٌ وَيَقُول : إِنَّهُ لَيْسَ بِطَعَامٍ وَلاَ شَرَابٍ . قَالَ : فَذَكَرْت ذَلِك لِسَعِيدِ بْن المُسَيَّب فَكَرِهَهُ وَقَالَ : إِنَّهُ يَقْطَع الظَّمِأ.
قال البَزَّار : لا نعلم هذا الفعل إلاَّ عن أبي طلحة . انتهى.
وشيخ البَزَّار ضعيف.@

(3/112)


28- باب وضع الصوم عن المسافر والحبلى والمرضع
2320- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : الْحَامِلُ وَالْمُرْضِعُ إِذَا خَافَتَا أَفْطَرَتَا وَأَطْعَمَتَا كل يوم مسكينًا ، ، وَلاَ قَضَاءَ عَلَيْهِمَا
رواه مُسَدَّد بإسناد حسن.
ورواه أبو داود في سننه وسكت عليه دون قوله : ولا قضاء عليهما.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك رواه النسائي ، والتِّرمِذيّ وحسنه ، قال : وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ , وقَالَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ : الحَامِلُ ، وَالمُرْضِعُ ، تُفْطِرَانِ وَتَقْضِيَانِ وَتُطْعِمَانِ , وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ ، وَمَالِكٌ ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ , وقَالَ بَعْضُهُمْ : تُفْطِرَانِ ، وَتُطْعِمَانِ ، وَلاَ قَضَاءَ عَلَيْهِمَا ، وَإِنْ شَاءَتَا قَضَتَا ، وَلاَ إِطْعَامَ عَلَيْهِمَا ، وَبِهِ يَقُولُ إِسْحَاقُ.@

(3/113)


2321- وَعَن أَبِي قُلاَبَةَ ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ ، قَالَ : أَتَى رَجُلٌ مِنَّا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَذْهَبَ قَالَ : أَلاَ تَنْتَظِرُ حَتَّى تُصِيبَ مِنَ الْغَدَاءِ ؟ فقلت إنِّي صائم فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصَّوْمَ وَشَطْرَ الصَّلاَةِ ، وَعَن الْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ.
رَوَاهُ مَحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ.
29- باب قبول رخصة الله تعالى , وما جاء فيمن لم يقبلها
2322- عن أبي سعيد مَوْلَى الْمهرِيِّ قَالَ : أَقْبَلْتُ مَعَ صَاحِبٍ لِي مِنَ الْعُمْرَةِ ، فَوَافَيْنَا الْهِلاَلَ , هِلاَلَ رَمَضَانَ ، فَنَزَلْنَا فِي أَرْضِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ ، فَأَصْبَحْنَا مُفْطِرِينَ إِلَّا رَجُلًا مِنَّا وَاحِدًا ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ ، نِصْفَ النَّهَارِ فَوَجَدَ صَاحِبَنَا يَلْتَمِسُ بَرْدَ النَّخْلِ ، قَالَ : مَا بَالُ صَاحِبِكُمْ ؟ قَالُوا : صَائِمٌ ، قَالَ : مَا حَمَلَهُ عَلَى أَنْ لاَ يُفْطِرَ ؟ قَدْ رَخَّصَ اللَّهُ لَهُ ، لَوْ مَاتَ مَا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.
2323- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : الإِِفْطَارُ فِي السَّفَرِ عَزْمَةٌ.
رواه أحمد بن منيع موقوفا بسند صحيح.
2324- وَعَن أَبِي طُعْمَةَ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ إِنِّي أَقْوَى عَلَى الصِّيَامِ فِي السَّفَرِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ لَمْ يَقْبَلْ رُخْصَةَ الله كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلَ جِبَالِ عَرَفَةَ.
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ بِسَنَدٍ فِيهِ : ابْنُ لَهْيَعَةَ , وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : كَانَ شَيْخُنَا أَبُو الْحَسَنِ يَقُولُ : إِسْنَادُ أَحْمَدَ حَسَنٌ , وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ : هُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.@

(3/114)


2325- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله تعالى يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ قَصْرِ الصَّلاَةِ.
30- باب فيمن وقع على زوجته في رمضان وما يحل للرجل من امرأته وهو صائم وفيمن أصبح جنبا من غير احتلام ثم صام
2326- عن عَطَاءٍ ، وَعَمْروِ بْنِ شُعَيْبٍ قَالاَ : إِنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله هَلَكْتُ قَالَ : وَمَا أَهْلَكَكَ ؟ قَالَ وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ قَالَ : وَأُتِيَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِحِمَارٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ فَأَمَرَ لَهُ بِبَعْضِهِ فَقَالَ : خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ قَالَ : يَا رَسُولَ الله مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنِّي فَضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَالَ : أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ وَيَوْمٌ مَكَانَ يَوْمٍ وَاسْتَغْفِرِ الله قَالَ : فَلاَ أَدْرِي فِي حَدِيثِ أَحَدِهِمَا ، أَوْ فِي حَدِيثَيْهِمَا يَوْمٌ مَكَانَ يَوْمٍ ، وَاسْتَغْفِرِ الله.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ مُعْضِلٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ طَرِيقِ عَطَاءٍ ، وَعَمْروِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَمِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ.@

(3/115)


2327- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : كُلُّ شَيْءٍ مِنَ امْرَأَتِكَ لَكَ حَلاَلٌ إِذَا كُنْتَ صَائِمًا إِلاَّ مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ وَضَعْفِ بَعْضِهِمْ.
2328- وَعَن أَبِي قِلابة ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلاَمٍ ثُمَّ يَصُومُ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2328/2- وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَأَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ، وَأُمِّ سَلَمَةَ زَوْجَيِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّهُمَا قَالَتَا : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصْبِحُ جُنُبًا فِي رَمَضَانَ مِنْ جِمَاعِ غَيْرِ احْتِلاَمٍ ثُمَّ يَصُومُ .
31- باب فيمن أفطر يوما من رمضان وفيمن ضعف عن الصوم
2329- عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : إِنِّي أَفْطَرْتُ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ قَالَ : تَصَدَّقْ لِمَا صَنَعْتَ ، وَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ ، وَاسْتَغْفِرِ الله , عَزَّ وَجَلَّ .
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً.@

(3/116)


2330- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : إِنِّي أَفْطَرْتُ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ قَالَ : مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ ، وَلاَ سَفَرٍ ؟! قَالَ : نَعَمْ قَالَ : بِئْسَ مَا صَنَعْتَ قَالَ : أَجَلْ قَالَ : فَمَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : أَعْتِقْ رَقَبَةً قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا مَلَكْتُ رَقَبَةً قَطُّ قَالَ : فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ : لاَ أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ قَالَ : فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُشْبِعُ أَهْلِي قَالَ : فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِمِكْتَلٍ فِيهِ تَمْرٌ فَقَالَ : تَصَدَّقْ بِهَذَا عَلَى سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ : إِلَى مَنْ أَدْفَعُهُ ؟ قَالَ : إِلَى أَفْقَرِ مَنْ تَعْلَمُ قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا بَيْنَ قُتْرَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ مِنَّا قَالَ : تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى عِيَالِكَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ (1) بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَوَاهُ الْبَزَّارُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.
2331- وَعَن أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ ، قَالَ : ضَعُفَ أَنَسٌ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ الصَّوْمِ فَصَنَعَ جَفْنَةً مِنْ ثَرِيدٍ ، فَدَعَا ثَلاَثِينَ مِسْكِينًا فَأَطْعَمَهُمْ.
رواه أبو يَعْلَى الموصلي.
32- باب في قضاء رمضان
2332- عن قيس العبدي : أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ قَضَاءِ رَمَضَانَ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، قَالَ : فَمَا أَدْرِي مَا كَانَتِ الْمُرَاجَعَةُ فِيمَا بَيْنَهُمَا ، فَأَمَرَهُ بِقَضَاءِ رَمَضَانَ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ , قَالَ : وَلاَ تَقُول : إِنَّ أَبَاكَ سَمِعَ ذَاكَ مِنْ عُمَرَ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.
_____حاشية_____
(1) تحرف في المطبوع إلى : "سعيد" ، وجاء على الصواب في "مسند البزار" (1107) , وفي طبعة الرشد (3118) .@

(3/117)


2333- وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ، عَنْ جَدَّتِهِ ، أَنَّ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ أَمَرَهَا أَنْ تَقْضِيَ ، رَمَضَانَ مُتفَرَّقًا.
رواه مُسَدَّد عن يحيى , عن شعبة عنه.
2333/2- وأبو بكر بن أبي شَيْبَة ولفظه : عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ جَدَّتِهِ ، أَنَّ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ كَانَ يَقُولُ : أَحْصُوا الْعِدَّةَ وصم كَيْفَ شِئْتَ.
2334- وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ وَعَلَيْهِ شَيْءٌ لَمْ يَقْضِهِ أَدْرَكَهُ فِي رَمَضَانَ آخَرَ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ ، وَمَنْ صَامَ تَطَوُّعًا وَعَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ رَمَضَانَ لَمْ يَقْضِهِ فَإِنَّهُ لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ حَتَّى يَقْضِيَهُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ : عَبْدُ الله بْنُ لَهْيَعَةَ.
33- باب النهي عن صومي الفطر والأضحى
فيه حديث عبد الله بن عمرو وتقدم في باب كراهية الصلاة بعد الصبح وسيأتي في خطبة يوم الفتح.
2335- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ تَصُومُوا يَوْمَيْنِ ، وَلاَ تُصَلُّوا صَلاَتَيْنِ : لاَ تَصُومُوا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى ، وَلاَ تُصَلُّوا بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ ، وَلاَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، وَلاَ تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ فَوْقَ ثَلاَثٍ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ ، وَلاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ : الْمَسْجِدُ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِي ، وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ.@

(3/118)


رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَفِي سَنَدِهِ مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَرَوَى عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ مِنْهُ قِصَّةَ الْمَسَاجِدِ فَقَطْ بِسَنَدٍ فِيهِ : أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ ، وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بزيادة , وَسَيَأْتِي في الميراث بالنكاح وبَابِ لاَ تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَالنَّهْيُ عَنْ صَوْمِ الْعِيدَيْنِ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَقِصَّةُ الصَّوْمِ والصَّلاَةِ فِي أَبِي دَاوُدَ.
2336- وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ صَوْمِ سِتَّةِ أَيَّامٍ : عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْفِطْرِ ، وَيَوْمِ الأَضْحَى ، وَتَعْجِيلِ يَوْمٍ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ ، وَثَلاَثَةِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.
2336/2- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِلَفْظٍ : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ طُعْمٍ وذكر .
وَعَن ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مُقْتَصِرًا عَلَى نَهْيِ تَعْجِيلِ الصَّوْمِ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ .
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.@

(3/119)


34- باب النهي عن صوم أيام التشريق
فيه حديث أبي هريرة المذكور في الباب قبله.
2337- وَعَن أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ صَوْمِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنَ السَّنَةِ : ثَلاَثَةُ أَيَّامِ من التَّشْرِيقِ ، وَيَوْمُ الْفِطْرِ ، وَيَوْمُ الأَضْحَى ، وَيَوْمُ الْجُمْعَةِ مُخْتَصَّةً مِنَ الأَيَّامِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَالْحَارِثُ ، وَأَبُو يَعْلَى كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ الرُّقَاشِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
2338- وَعَن يُوسُفَ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ جَدَّتِهِ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ رَجُلاً مَرَّ عَلَيْهِمْ وَهُوَ يُوضِعُ بِمَنًى عَلَى بَعِيرِهِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ وَهُوَ يَصِيحُ : إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ، فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا : هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ .
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَجَدَّةُ يُوسُفَ وَإِنْ كَانَتْ مَجْهُولَةً فَإِنَّ لَهَا صُحْبَةً فَلاَ تَضُرُّ الْجَهَالَةُ.
2339- وَعَن عُمَر بْنِ خُلْدَةَ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أُمِّهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمَرَ عَلِيًّا فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ : أَلا يَصُوم أَحَدٌ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَبِعَالٍ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ كُلُّهُمْ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ ، وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى مُرْسَلاً وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ حُذَافَةَ.@

(3/120)


2340- وَعَن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قُمْ فَصِحْ فِي النَّاسِ أَنَّ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ لاَ صِيامَ فِيهَا.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمِيدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
2341- وَعَن ابن عمر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ينهي عن صيام هذه الأيام الثلاثة . يعني أيام التشريق.
رواه عبد بن حميد.
2342- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَصَلاَةٍ فَلاَ يَصُومَنَّ فِيهَا أَحَدٌ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
2343- وَعَن زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : أَمَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَجُلاً يُنَادِي أَيَّامَ التَّشْرِيقِ : أَلاَ إِنَّ هَذِهِ الأَيَّامَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَنِكَاحٍ .
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ وَقَالَ : وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَكْرَهُونَ الصِّيَامَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ إِلاَّ أَنَّ قَوْمًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَغَيْرِهِمْ رَخَّصُوا للمُتَمتع إِذَا لَمْ يَجِدْ هَدْيًا وَلَمْ يَصُمْ فِي الْعَشْرِ أَنْ يَصُومَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ وَبِهِ يَقُولُ مَالِكُ بن أَنَس وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ.@

(3/121)


35- باب في صيام الدهر
2344- عَنْ أَبِي مُوسَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مَنْ صَامَ الدَّهْرَ ضَيَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ جَهَنَّمَ حَتَّى تَكُونَ أَضْيَقَ مِنْ تِسْعِينَ .
رواه أبو داود الطيالسي وأبو بكر بن أبي شَيْبَة موقوفًا ، ورواه عَبد بن حُمَيد موقوفًا ثم مرفوعا واللفظ له ، ورجال أسانيدهم ثقات.
2345- وَعََنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ أُمِّهِ ، قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ صَائِمًا إِلَّا شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَيَوْمَيْنِ.
رواه إسحاق بإسناد صحيح.
2346- وَعَن أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِشَرَابٍ فدار عَلَى الْقَوْمِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ صَائِمٌ فلما بلغه قال له : اشرب ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِنَّهُ يَصُومُ الدَّهْرَ فَقَالَ : لاَ صَامَ مَنْ صَامَ الأَبَدَ.
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ.@

(3/122)


2346/2- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : قَالَتْ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ ، ثُمَّ أَعْطَى الْقَوْمَ فَشَرِبُوا ، فَمَرَّ الإناء عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ : إِنِّي صَائِمٌ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : إِنَّهُ لاَ يُفْطِرُ إِنَّهُ يَصُومُ كُلَّ يَوْمٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ صَامَ ، وَلاَ أفطر مَنْ صَامَ الأَبَدِ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ.
36- باب الصوم والفطر في السفر وما جاء في صوم المحاصر ، والمقاتل ، والمتطوع يدخل في الصوم نهارا قبل الزوال.
2347- عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ فِي سَفَرٍ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ ، فَصَامُوا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ ، فَدَعَا بِإِنَاءٍ فَشَرِبَ مِنْهُ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
2347/2- وَمُسَدَّدٌ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ وَلَفْظُهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَأَفْطَرَ.
2347/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَلَفْظُهُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَافَرَ فِي رَمَضَانَ ، فَأُتِيَ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ نَهَارًا فَشَرِبَ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.
2348- وَعَن الْغِطْرِيفِ أَبِي هَارُونَ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَجُلَيْنِ فِي حَاجَةٍ لَهُ فِي رَمَضَانَ ، فَتَقَدَّمَ إِلَى أَحَدِهِمَا أَنْ لاَ يَصُومَ وَسَكَتَ عَنِ الآخَرِ فَصَامَ فَلَمَّا قَدِمَا قَالَ : مَا صَنَعْتُمَا ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا : صُمْتُ , وَقَالَ الآخَرُ : لَمْ أَصُمْ فَقَالَ : كِلاَكُمَا قَدْ أَصَابَ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.@

(3/123)


2349- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ عَلَى نَهْرٍ من مَاء السماء فِي يوم صَائِفٍ وَالْمُشَاةُ كَثِيرٌ وَالنَّاسُ صِيَامٌ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا تَتَامَّ النَّاسُ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اشْرَبُوا قَالَ فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ مَا يَصْنَعُ قَالَ : إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ إِنِّي رَاكِبٌ وَأَنْتُمْ مُشَاةٌ قَالَ : فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ , قَالَ : فَلَمَّا أَبَوْا حَوَّلَ وَرِكَهُ ، فَنَزَلَ فَشَرِبَ ، وَشَرِبَ النَّاسُ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
2350- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَصْحَبَهُ رَجُلٌ فِي سَفَرِهِ اشْتَرَطَ أَنْ لاَ يَصْحَبَنَا عَلَى بَعِيرٍ غير حلال ، وَلاَ يُنَازِعَنَا الأَذَانَ ، وَلاَ يَصُومَنَّ إِلاَّ بِإِذْنِنَا قَالَ نَافِعٌ : فَكَانَ رَجُلٌ يَصْحَبُهُ فِي السَّفَرِ ، فَيَأْمُرُنَا أَنْ نُوقِظَهُ وَأَنْ نُهَيِّئَ لَهُ سَحُورَهُ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.
2351- وَعَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , مِنَ الْمَدِينَةِ فِي رَمَضَانَ ، مُبَادِرًا لِلْفِتْنَةِ أَنْ تَقَعَ فَأَفْطَرَ ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَدْخُلُ فِيهَا ، يَعْنِي مَكَّةَ ، أَصْبَحَ فِيْهَا صَائِمًا.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح.@

(3/124)


2352- وَعَن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَافَرَ فِي رَمَضَانَ ، فَاشْتَدَّ الصَّوْمُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَجَعَلَتْ نَاقَتُهُ تَهِيمُ تَحْتَ ظِلاَلِ الشَّجَرِ ، فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَمَرَهُ فَأَفْطَرَ ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ ، فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ فَلَمَّا رَآه النَّاسَ شَرِبَ شَرِبُوا.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
2352/2- وَفِي رِوَايَةٍ لاِبْنِ مَنِيعٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ ، فَصَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَضَعُفَ ضَعْفًا شَدِيدًا وَكَادَ الْعَطَشُ يَقْتُلَهُ وَجَعَلَتْ نَاقَتُهُ تَدْخُلُ تَحْتَ الْعَصَا ، فَأَخْبَرَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : ائْتُونِي بِهِ فَأُتِيَ بِهِ فَقَالَ : أَلَسْتَ فِي سَبِيلِ الله ؟ وَمَعَ رَسُولِ الله ؟! أَفْطِرْ .
2353- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : سَافَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي رَمَضَانَ فَصَامَ وَأَفْطَرَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
2354- وَعَن ابْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَصُومُ فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ ، لاَ يَدَعُهُمَا يَقُولُ : لاَ يَزِيدُ عَلَيْهِمَا يَعْنِي : الْفَرِيضَةَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، وَسَيَأْتِي فِي الأَشْرِبَةِ فِي بَابَ جَوَازِ الشُّرْبِ قَائِمًا وَقَاعِدًا.
2355- وَعَن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَاءَ إِلَى أقوام مُحَاصِرِي حِصْنٍ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُفْطِرُوا.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.@

(3/125)


2356- وَعَن مُوسَى ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , يَقُولُ : حَاصَرْنَا تَسْتُرَ وَعَلَيْنَا مُوسَى ، فَصَامَ وَصُمْنَا .
رواه مُسَدَّد موقوفًا .
2357- وَعَن عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ : أَفْطِرُوا فَإِنَّهُ يَوْمُ قِتَالٍ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2358- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ : أَعِنْدَكِ شَيْءٌ ؟ قُلْتُ : لاَ , قَالَ : إِذًا أَصُومُ , وَدَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا آخر فَقَالَ : عِنْدَكِ شَيْءٌ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : إِذًا أُفْطِرُ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ فَرَضْتُ الصَّوْمَ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُعَاذٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
2358/2- وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ مِنْ طَرِيقِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَجِيءُ فَيَدْعُو بِالطَّعَامِ فَلاَ يَجِدُهُ فَيَفْرِضُ الصَّوْمَ قَالَتْ : وَرُبَّمَا جَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ وَعِنْدِي طَرَفَةُ فَنَقُولُ : يَا رَسُولَ الله لَوْلاَ أَنَّكَ صَائِمٌ لأَطْعَمْنَاكَ فَيَدْعُو فَيَأْكُلُ .
2359- وَعَن أَبِي سُفْيَانَ ، سَمِعْتُ رَجُلاً سَأَلَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ : تَسَحَّرْتُ ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أُفْطِرَ ؟ قَالَ : أَفْطِرْ ثُمَّ قَالَ : كَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَأْتِي أَهْلَهُ فَيَقُولُ : عِنْدَكُمْ شَيْءٌ ؟ فَإِذَا قَالُوا : لاَ قَالَ : فَأَنَا صَائِمٌ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.@

(3/126)


2360- وَعَن أُمِّ الدَّرْدَاءِ ، أَّنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، كَانَ يَأْتِيهِمْ بَعْدَمَا يُصْبِحُ فَيَسْأَلُهُمُ الْغَدَاءَ فَلاَ يَجِدُهُ ، فَيَقُولُ : أَنَا إِذًا صَائِمٌ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات.
2361- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : صَنَعَ رَجُلٌ طَعَامًا وَدَعَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَصْحَابَهُ ، فَقَالَ رَجُلٌ : إِنِّي صَائِمٌ , فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَخُوكَ صَنَعَ طَعَامًا وَدَعَاكَ أَفْطِرْ وَاقْضِ يَوْمًا مَكَانَهُ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ ابْنِ أَبِي حَمِيدٍ وَسَيَأْتِي فِي الأَطْعِمَةِ فِي الاِجْتِمَاعِ عَلَى الطَّعَامِ.
37- باب ما جاء في الاعتكاف
2362- عن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اعْتَكَفَ وَخَدِيجَةُ شَهْرًا بِحَرَاءٍ ، فَوَافَقَ ذَلِكَ رَمَضَانَ ، فَخَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَسَمِعَ السَّلاَمَ عَلَيْكُمْ قَالَت : قَالَ : وَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ فَجْأَةُ الْجِنِّ فَقَالَتْ : أَبْشِرْ فَإِنَّ السَّلاَمَ خَيْرٌ ... الْحَدِيثُ بِطُولِهِ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَالْحَارِثُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ ، وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي عَلاَمَاتِ النُّبُوَّةِ.@

(3/127)


2363- وَعَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ إِذَا اعْتَكَفَ لَمْ يَخْرُجْ إِلاَّ لِحَاجَةٍ لاَبُدَّ مِنْهَا.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ بِسَنَدٍ فِيهِ عَبْدُ الله بْنُ بَدِيلٍ الْخُزَاعِيُّ.
2364- وَعَن ابن عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ شُرَيْحًا عَنِ امْرَأَةٍ نَذَرَتْ أَنْ تَعْتَكِفَ رَجَبَ ذَلِكَ الْعَامَ فِي الْمَسْجِدِ قال : وكان زياد - أو ابن زياد - نهى النساء أن يعتكفن في المسجد ، قَالَ : فَقَالَ شُرَيْحٌ ، إِنِّي لاَ أَقُولُ إِنَّهُ فِي كِتَابٍ الله مَنَزَّلٍ ، وَلاَ فِي سُنَّةٍ مَاضِيَةٍ ، إِنَّمَا هُوَ رَأْيٌ ، تَصُومُ رَجَبَ ذَلِكَ الْعَامَ ، فَإِذَا أَفْطَرْتَ أَفْطِرَ مَعَهَا كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِين ، أَوْ أَطْعَمْتَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِسْكِينًا ، نُسُكَانِ بِنُسُكٍ وَاحِدٍ ، يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ.
رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفًا على شريح بسند صحيح.
38- باب مما جاء في ليلة القدر وعلامتها
فيه حديث جابر بن سمرة وكعب بن مالك وعائشة ، وتقدم كل ذلك في أخر كتاب النوافل.
2365- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ : سَمْحَةٌ طَلْقَةٌ لاَ حَارَّةً ، وَلاَ بَارِدَةً تُصْبِحُ شَمْسُهَا صَبِيحَتَهَا ضَعِيفَةً حَمْرَاءَ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَالْبَزَّارُ ، وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2365/2- وَكَذَا مُسَدَّدٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِلَفْظِ : بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ فِي رَمَضَانَ أتيت ، فَقِيلَ لِي : إِنَّ اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، فَقُمْتُ وَأَنَا نَاعِسٌ ، فَتَعَلَّقْتُ ببعض أَطْنَابِ فِسْطَاطِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يُصَلِّي ، فَنَظَرْتُ فِي اللَّيْلَةِ ، فَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ.@

(3/128)


2365/3- قَالَ : وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنَّ الشَّيْطَانَ يَطْلُعُ مَعَ الشَّمْسِ إِلاَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَذَلِكَ أَنَّهَا تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ لاَ شُعَاعَ لَهَا.
2366- وَعَن أَبِي عَقْرَبَ الأَسَدِيِّ ، قَالَ : أَتَيْنَا عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ فِي دَارِهِ فَوَجَدْنَاهُ فَوْقَ الْبَيْتِ قَالَ : فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ : صَدَقَ الله وَرَسُولُهُ , صَدَقَ الله وَرَسُولُهُ , فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا هَذَا ؟! فَقَالَ : إِنََّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي النِّصْفِ مِنَ السَّبْعِ الأَوَاخِرِ تُصْبِحُ الشَّمْسُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ فَرَمَقْتُهَا فَإِذَا هِيَ كَمَا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرْتُ إِلَى الشَّمْسِ ، فَرَأَيْتُهَا كَمَا حُدِّثْتُ فَكَبَّرْتُ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَقْرَبَ وَلَمْ يُسَمَّ ، وَلَمْ أَرَ مَنْ وَثَّقَهُ ، وَلاَ مَنْ جَرَّحَهُ وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
2367- وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : خَرَجْتُ لَكُمْ وَقَدْ بُيِّنَتْ لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ وَمَسِيحُ الضَّلاَلَةِ ، فَكَانَ تَلاَحٍ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ ، فَذَهَبْتُ لأَحْجِزَ بَيْنَهُمَا فَأُنْسِيتُهُمَا ، وَسَأَشْدُو لَكُمْ مِنْهُمَا شَدْوًا : أَمَّا لَيْلَةُ الْقَدْرِ فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وِتْرًا ، وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلاَلَةِ فَإِنَّهُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ أَجْلَى الْجَبْهَةِ عَرِيضُ النَّحْرِ فِيهِ انْدِفَاءٌ مِثْلَ قَطَنِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى فَقَالَ الرَّجُلُ : يَضُرُّنِي يَا رَسُولَ الله شِبْهُهُ ؟ فَقَالَ : لاَ أَنْتَ مُسْلِمٌ وَهُوَ كَافِرٌ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّ الْمَسْعُودِيَّ اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ وَقَدْ قِيلَ إِنَّ أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ سَمِعَ مِنْهُ بَعْدَ الاِخْتِلاَطِ.
2368- وَعَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ : إِنَّهَا لَيْلَةُ سَابِعَةٍ ، أَوْ تَاسِعَةٍ وَعِشْرِينَ ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي الأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْحَصَى.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.@

(3/129)


2369- وَعَن أَبِي مَرْثَدَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قُلْتُ : كَيْفَ سَأَلْتَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ؟ قَالَ : كُنْتُ أَنَا أَسْأَلُ النَّاسَ عَنْهَا قُلْتُ : يَا نَبِيَّ الله أَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَفِي رَمَضَانَ أَمْ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ ؟ قَالَ : بَلْ هِيَ فِي رَمَضَانَ قُلْتُ : تَكُونُ مَعَ الأَنْبِيَاءِ إِذَا كَانُوا فَإِذَا قُبِضُوا رُفِعَتْ ؟ قَالَ : بَلْ هِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قُلْتُ : فِي أَيِّ رَمَضَانَ ؟ قَالَ : الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوسَطِ أَوِ الْعَشْرِ الآوَاخِرِ لاَ تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا ثُمَّ حَدَّثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَحَدَّثَ ثُمَّ اهْتَبَلتُ غَفْلَةً ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي عَلَيْكَ لمَا أَخْبَرْتَنِي فِي أَيِّ الْعِشْرِينَ هِيَ ؟ فَغَضِبَ غَضَبًا مَا رَأَيْتُهُ غَضِبَ مِثْلَهُ - قَالَ يَحْيَى : قَالَ عِكْرِمَةُ كَلِمَةً مَا أَحْفَظُهَا - فَقَالَ : الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ الْبَاقِينَ لاَ تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ.
2369/2- وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ : كُنْتُ مَعَ أَبِي ذَرٍّ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ : كَانَ أَسْأَلَ النَّاسِ عَنْهَا رَسُولَ الله أَنَا قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ كَانَتْ تَكُونُ عَلَى عَهْدِ الأَنْبِيَاءِ ، فَإِذَا ذَهَبُوا رُفِعَتْ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنَّهَا تَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله فَأَخْبِرْنَا بِهَا قَالَ : لَوْ أُذِنَ لِي فِيهَا لأَخْبَرْتُكُمْ وَلَكِنِ الْتَمِسُوهَا فِي إِحْدَى السَّبَعَيْنِ لَيْلَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ ، وَلَيْلَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ، ثُمَّ لاَ تَسْأَلْنِي عَنْهَا بَعْدَ مَقَامِكَ ، أَوْ مَقَامِي ثُمَّ أَخَذَ فِي حَدِيثٍ فَلَمَّا انْبَسَطَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِلاَّ حَدَّثْتَنِي بِهَا فَغَضِبَ عَلَيَّ غَضْبَةً لَمْ يَغْضَبْ عَلَيَّ قَبْلَهَا مِثْلَهَا ، وَلاَ بَعْدَهَا مِثْلَهَا.
2369/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : جَلَسْتُ لأَبِي ذَرٍّ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى ، فَتَدَالَ النَّاسُ عَلَيْهِ حَتَّى مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ ، وَقَدْ جَمَعْتُ أَشْيَاءَ أُرِيدُ أَسْأَلَهُ عَنْهَا ، فَتَفَلَّتَتْ مِنِّي فَجَعَلْتُ أَرْمِي بِبَصَرِي إِلَى السَّمَاءِ أَتَذَكَّرُ ، فَذَكَرْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَقَالَ : كُنْتُ مِنْ أَسْأَلِ النَّاسِ عَنْهَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله أَرَأَيْتَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ شيء يَكُونُ فِي زَمَانِ الأَنْبِيَاءِ ... فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ.
وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.@

(3/130)


2370- وَعَن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا.
2371- وَعَن مُجَاهِدٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمَرَ الْجُهَنِيَّ بِلَيْلَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً.
2372- وَعَن الْفَلْتَانِ بْنِ عَاصِمٍ الْجُرْمِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا قُعُودًا نَنْتَظِرُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَاءَنَا وَفِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ حَتَّى جَلَسَ ، ثُمَّ رَأَيْنَا وَجْهَهُ يُسْفِرُ فَقَالَ : إِنَّهُ بُيِّنَتْ لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ وَمَسِيحُ الضَّلاَلَةِ ، فَخَرَجْتُ لأُبَيِّنَهما لَكُمْ ، فَلَقِيتُ بِسُدَّةِ الْمَسْجِدِ رَجُلَيْنِ يَتَلاَحَيَانِ ، أَوْ قال : يَقْتَتِلاَنِ ، مَعَهُمَا الشَّيْطَانُ فَحَجَبْتُ بَيْنَهُمَا فَأُنْسِيتُهَما ، وَسَأَشْدُو لَكُمْ مِنْهُما شَدْوًا : أَمَّا لَيْلَةُ الْقَدْرِ : فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ ، وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلاَلَةِ فَرَجُلٌ أَجْلَى الْجَبْهَةِ مَمْسُوحَ الْعَيْنِ عَرِيضَ النَّحْرِ كَأَنَّهُ فُلاَنُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى ، أَوْ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ قَطَنٍ , قَالَ أُبَيُّ : فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ : وَمَا أَعْجَبَكَ مِنْ ذَلِكَ ؟! كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , إِذَا دَعَا الأَشْيَاخَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دَعَانِي مَعَهُمْ وَقَالَ : لاَ تَتَكَلَّمْ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا فَدَعَانَا ذَاتَ يَوْمٍ ، أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ : الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وِتْرًا ، أَيُّ الوِتْر هِيَ ؟ @

(3/131)


فَقَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ : تَاسِعَةٌ ، سَابِعَةٌ ، خَامِسَةٌ ، ثَالِثَةٌ . فَقَالَ لِي : مَالَكَ لاَ تَتَكَلَّمُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ؟ فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنْ شَئْتَ تَكَلَّمْتُ فَقَالَ : مَا دَعَوْتُكَ إِلاَّ لِتَتَكَلَّمَ قَالَ : إِنَّمَا أَقُولُ بِرَأْيِي قَالَ : عَنْ رَأْيِكَ أَسْأَلُ فَقُلْتُ : إِنِّي سَمِعْتُ الله أَكْثَرَ ذِكْرَ السَّبْعِ فذكر السَّمَاوَاتِ سَبْعًا وَالأَرْضِينَ سَبْعًا حَتَّى قَالَ فِيمَا قَالَ : وَمَا أَنْبَتَتِ الأَرْضُ سَبْعًا فقلت لَهُ : كُلُّ مَا قَدْ قُلْتَهُ عَرَفْتُهُ غَيْرَ هَذَا ، مَا تَعْنِي بِقَوْلِكَ : وَمَا أَنْبَتَتْ سَبْعًا ؟ فَقَالَ إِنَّ الله يَقُولُ : {ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} فَالْحَدَائِقُ : كُلُّ مُلْتَفٍ حَدِيقَةٌ ، وَالأَبُّ : مَا أَنْبَتَتِ الأَرْضُ مِمَّا لاَ يَأْكُلُهُ النَّاسُ فَقَالَ عُمَرُ : أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَقُولُوا مِثْلَمَا قَالَ هَذَا الْغُلاَمُ الَّذِي لَمْ يَسْتَوِ سَوَاءُ رَأْسِهِ ؟! ثُمَّ قَالَ لِي : كُنْتُ نَهَيْتُكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ مَعَهُمْ ، فَإِذَا دَعَوْتُكَ فَتَكَلَّمْ مَعَهُمْ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2372/2- وَكذا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَلَفْظُهُ : إِنِّي رَأَيْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا ، وَرَأَيْتُ مَسِيحَ الضَّلاَلَةِ ، وَرَأَيْتُ رَجُلَيْنِ يَتَلاَحَيَانِ ، فَحَجَزْتُ بَيْنَهُمَا فَأُنْسِيتُهُما ، فَأَمَّا لَيْلَةُ الْقَدْرِ : فَاطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ ، وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلاَلَةِ : فَرَجُلٌ أَجْلَى الْجَبْهَةِ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى عَرِيضُ النَّحْرِ فِيهِ دِفًا كَأَنَّهُ فُلاَنُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى ، أَوْ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ فُلاَنٍ .
2372/3- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثِ لاِبْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِي فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ : وَمَا أَعْجَبَكَ ؟ سَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَصْحَابَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَكَانَ يَسْأَلُنِي مَعَ الأَكَابِرِ مِنْهُمْ وَيَقُولُ : لاَ تَتَكَلَّمْ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا ، فَقَالَ : لَقَدْ عَلَمْتِمُ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ : اطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وِتْرًا فَفِي أَيِّ الْوِتْرِ ؟ فَأَكْثَرَ الْقَوْمُ فِي الْوِتْرِ قَالَ : مَا لَكَ لاَ تَتَكَلَّمُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : إِنْ شِئْتَ تَكَلَّمْتُ قَالَ : مَا دَعَوْتُكَ إِلاَّ لِتَتَكَلَّمَ قُلْتُ : رَأَيْتُ الله أَكْثَرَ مِنْ ذَكْرِ السَّبْعِ ، فَذَكَرْتُ السَّمَاوَاتِ سَبْعًا ، وَالأَرْضِينَ سَبْعًا ، وَالطَّوَافَ وَالْجِمَارَ سَبْعًا ، وَذَكَرَ @

(3/132)


مَا شَاءَ الله ، وَخَلْقُ الإِنْسَانَ مِنْ سَبَعَةٍ ، وَجَعَلَ رِزْقَهُ فِي سَبْعٍ فَقَالَ : كُلُّ مَا ذَكَرْتَ عَرَفْتُهُ فَمَا خَلْقُ الإِنْسَانِ مِنْ سَبَعَةٍ ، وَجَعَلَ رِزْقَهُ فِي سَبَعَةٍ ؟ قَالَ : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} ثُمَّ قَرَأَ : {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} قَالَ : وَالأَبُّ : مَا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِمَّا لاَ يَأْكُلُ النَّاسُ وَمَا أَرَاهُ إِلاَّ لَيْلَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ لِسَبْعٍ يَبْقَيْنَ. قَالَ عُمَرُ , رَضِيَ الله عَنْهُ : أَعْيَيْتُمُونِي أَنْ تَأْتُونِي بِمِثْلِ مَا جَاءَ بِهِ هَذَا الْغُلاَمُ الَّذِي لَمْ تُجْمَعْ شُؤُونُ رَأْسِهِ؟!.
وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ مُخْتَصَرًا بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2373- وَعَن أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى هُذَيْلٍ قَالَ : جَاوَرْتُ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ بَنِي بَيَاضَةَ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فِي قُبَّةٍ لَهُ يَسْتُرُ عَلَى بَابِهَا بِقِطْعَةِ حَصِيرَةٍ قَالَ : فَبَيْنَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ وَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي قُبَّةٍ لَهُ إِذْ رَفَعَ الْحَصِيرَ عَنِ الْبَابِ وَأَشَارَ إِلَى مَنْ فِي الْمَسْجِدِ أَنِ اجْتَمِعُوا ، فَاجْتَمَعْنَا فَوَعَظَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَوْعِظَةً لَمْ أَسْمَعْ وَاعِظًا مِثْلَهَا فَقَالَ : إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ يُنَاجِيهِ ، وَلاَ يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ ثُمَّ رَدَّ الْحَصِيرَ وَرَجَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا إِلَى مَوْضِعِهِ فَقَالَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ : إِنَّ لِهَذِهِ اللَّيْلَةِ لَشَأْنًا وَعَظَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِيهَا ، فَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ ثَلاَث وَعِشْرِينَ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، وَجَعْلِهِ مِنْ مُسْنَدِ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى بَنِي هُذَيْلٍ . وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طُرُقٍ أَكْثَرُهَا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي حَازِمٍ عَنِ الْبَيَاضِيِّ وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قِصَّةَ النَّهْيِ عَنِ الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ عَن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ , عَنِ الْبَيَاضِيِّ وَاخْتُلِفَ فِي أَبِي حَازِمٍ هَذَا فَفِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ أَنَّهُ مَوْلَى بَنِي غِفَارٍ وَاسْمُهُ دِينَارٌ , وَفِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَنَّهُ مَوْلَى بَنِي هُذَيْلٍ فَالله أَعْلَمُ ، وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَغَيْرُهُ وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ قَضَاءِ الْفَوَائِتِ.@

(3/133)


2374- وَعَن زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : لَيْلَةُ القدر لَيْلَة السَّابع عَشَرَ ، يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَمَا شَكَّ ، وَلاَ اسْتَثْنَى .
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مَوْقُوفًا بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ حَوْطٍ.
2375- وَعَن جَعْفَرِ بْن بُرْقَان ، سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ ، يَقُولُ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ : هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِهَا أَهْلَ بَدْرٍ . قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} قَالَ جَعْفَرٌ : بَلَغَنِي أَنَّهَا لَيْلَةَ سِتَّ عَشْرَةَ ، أَوْ سَبْعَ عَشْرَةَ.
رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفًا بسند فيه راوٍ لم يسم.
2376- وَعَن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سُئِلَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فَقَالَ : هِيَ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ ، أَوْ فِي الْخَامِسَةِ ، أَوْ فِي السَّابِعَةِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حنبل وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2377- وَعَن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : رَأَيْتُ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ كَأَنَّهُ شِقُّ جَفْنَةٍ .
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
2378- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَقَدْ أُخْبِرْنَا بِهِ فَسَمِعَ لَغَطًا فِي الْمَسْجِدِ فَاخْتُلِسَتْ مِنْهُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ وَلَمْ يُسَمَّ.@

(3/134)


2379- وَعَنْهُ : أَنَّ الْجُهَنِيَّ ، قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، نَحْنُ بِحَيْثُ قَدْ عَلِمْتُ ، وَلاَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْصُرَ هَذَا الشَّهْرَ ، فَأَخْبِرْنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، قَالَ : احْضُرِ السَّبْعَ الأَوَاخِرَ مِنَ الشَّهْرِ ، قَالَ : لاَ أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ ، قَالَ : الْتَمِسْهَا لَيْلَةَ سَابِعَةٍ تَبْقَى ، وَهِيَ هَذِهِ اللَّيْلَةُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، هَذِهِ لَيْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ وَهِيَ لِثَمَانٍ يَبْقَيْنَ فَقَالَ : كَذَا هَذَا الشَّهْرُ يَنْقُصُ وَهِيَ لِسَبْعٍ يَبْقَيْنَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
2380- وَعَن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وَيَرْفَعُ الْمِئْزَرَ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَالتِّرْمِذِيُّ دُونَ قَوْلِهِ : وَيَرْفَعُ الْمِئْزَرَ.@

(3/135)


24- كتاب الحج
1- باب فرض الحج
2381- عن ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : لَمَّا فَرَغَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنْ بِنَاءِ الْبَيْتِ ، قَالَ لَهُ : أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ، قَالَ : وَمَا يَبْلُغُ صَوْتِي ؟! قِيلَ : أَذِّنْ وَعَلَيَّ الْبَلاَغُ ، فَنَادَى إِبْرَاهِيمُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ، فَسَمِعَهُ مَنْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، أَلا تَرَى أَنَّ النَّاسَ يَحُجُّونَ مِنْ أَقْطَارِ الأَرْضِ يُلَبُّونَ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وفِي سَنَدِهِ : قَابُوسُ مُخْتَلَفٌ فِيهِ وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ وَسَيَأْتِي مُطَوَّلاً فِي بَابِ سُنَّةِ رَمْي الْجِمَارِ.
2- باب تعجيل الحج إذا قدر عليه وما جاء في كنز الكعبة
2382- وَعَن سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ مَوْلَى الْمُشَمْعِلِ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يُحَدِّثُ أَبَا قَتَادَةَ ، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَسْتَحِلُّ هَذَا الْبَيْتَ أَهْلُهُ ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ ، فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ ، ثُمَّ تَجِيء الْحَبَشَةُ ، فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لاَ يُعَمَّرُ بَعْدَهُ ، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَحِلُّونَ كَنْزَهُ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ... .@

(3/136)


2383- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ عَذْرَاءَ فِي خِدْرِهَا وَقَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يَحُجَّ النَّاسُ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ ، عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ.
2384- وَعَنْ عَلِيٍّ بْن أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : حُجُّوا ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى حَبَشِيٍّ أْصَمَعَ بِيَدِهِ مِعْوَلٌ يَنْقُضُهَا حَجَرًا حَجَرًا , قُلْنَا لِعَلِيٍّ : أَبِرَأْيِكَ ؟ قَالَ : لاَ ، وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ ، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رواه الحارث والبيهقي في الكبرى بلفظ واحد.
وله شاهد في صحيح البخاري وغيره من حديث ابن عباس ، وآخر من حديث عَبد الله بن عَمْرو ، رواه أحمد بن حنبل.
2385- وَعَن الْحَسَنِ أَنَّ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، هَمَّ أَنْ يَأْخُذَ كَنْزَ الْكَعْبَةِ وَيْنُفِقَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَقَالَ لَهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ : سَبَقَكَ صَاحِبَاكَ ، فَلَمْ يَفْعَلاَ ، وَلَوْ كَانَ خَيْرًا لَفَعَلاَهُ ، فَتَرَكَهُ.
رواه إسحاق ورجاله ثقات إلاَّ أنه منقطع.@

(3/137)


3- باب في فضل النفقة في الحج وفيمن قدر على الحج فلم يحج وما جاء في الحج بعد يأجوج ومأجوج
2386- عن بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : النَّفَقَةُ فِي الْحَجِّ ، كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ الله سبْعِمِئَة ضعْف.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
2387- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , يَقُولُ : إِنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ لَهُ جِسْمَهُ ، وَأَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ تَمْضِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ لاَ يَفِدُ إِلَيَّ لَمَحْرُومٌ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى ، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَقَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ : أَخْبَرَنِي بْعَضُ أَصْحَابِنَا ، قَالَ : كَانَ حَسَنُ بْنُ حَيٍّ يُعْجِبُهُ هَذَا الْحَدِيثُ ، وَبِهِ يَأْخُذُ ، وَيَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ الْمُوسِرِ الصَّحِيحِ أَنْ لاَ يَتْرُكَ الْحَجَّ خَمْسَ سِنِينَ .@

(3/138)


وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ وَفِيهِ تَعْلِيقًا : قَالَ بَعْضُ النَّاسِ : يَجِبُ الْحَجُّ فِي كُلِّ خَمْسَةِ أَعْوَامٍ ، وَرَوُوا فِي ذَلِكَ حَدِيثًا أَسْنَدُوه لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَالْحَدِيثُ بَاطِلٌ لاَ يَصِحُّ ، وَالإِجْمَاعُ صَادٌّ فِي وُجُوهِهِمْ , قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : إِنَّ عَبْدًا أَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ لَمْ يَعُد إِلَيَّ فِي كُلِّ أَرْبَعَةِ أَعْوَامٍ لَمَحْرُومٌ ، مَشْهُورٌ مِنْ حَدِيثِ الْعَلاَءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ الْكَاهِلِيِّ الْكُوفِيِّ مِنْ أَوْلاَدِ الْمُحَدِّثِينَ ، رَوَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ ، مِنْهُمْ مَنْ قَالَ : فِي خَمْسَةِ أَعْوَامٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : الْعَلاَءُ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فِي غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الاِخْتِلاَفِ انْتَهَى.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى.
2388- وَعَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ لَهُ جِسْمَهُ ، وَأَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ ، تَأْتِي عَلَيْهِ خَمْسُ حِجَجٍ ، لَمْ يَأْتِ إِلَيَّ فِيهِنَّ لَمَحْرُومٌ.
رواه أبو يعلى بسند فيه راوٍ لم يسم ، والراوي عنه ضعيف.
2389- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : إِنَّ النَّاسَ لَيَحُجُّونَ وَيَعْتَمِرُونَ وَيَغْرِسُونَ النَّخْلَةَ بَعْدَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ.
رواه عَبد بن حُمَيد ورجاله ثقات ، وهو في صحيح البخاري دون قوله : ويغرسون ... إلى آخره.
4- باب فضل الحج والعمرة
2390- وَعَنْ مِرْدَاس بْن عَبْدِ الرَّحْمَن ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَحَدَّثَنَا قَالَ : مَا مِنْ أَحَدٍ ، أَوْ رَجُلٍ , يُهِلُّ إِلَّا قَالَ اللَّهُ : أَبْشِرْ , فَقَالَ عَمُّ مِرْدَاسٍ بْن شَداد : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، وَاللَّهِ لاَ يُبَشِّرُ اللَّهُ إِلَّا بِالْجَنَّةِ , فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ يَا ابْنَ أَخِي ؟ قَالَ : أَنَا مِرْدَاسُ الْجَنَدِيُّ , يَا ابْنَ أَخِي ، وَكَانَ خِيَارُنَا يَتبَايَعُونَ عَلَى ذَلِكَ.
رواه مُسَدَّد.@

(3/139)


2390/2- والحاكم ولفظه : عَنْ مِرْدَاسٍ عَنْ كَعْبٍ قَالَ : الْوُفُودُ ثَلاَثَةٌ الْغَازِي فِي سَبِيل اللهِ وَافِدٌ عَلَى اللهِ ، وَالْحَاجُّ إِلَى بَيْت اللهِ وَافِدٌ عَلَى اللهِ ، وَالْمُعْتَمِرُ وَافِدٌ عَلَى اللهِ مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ وَلاَ كَبَّرَ مُكَبِّرٌ إِلاَّ قِيلَ أَبْشِرْ قَالَ مِرْدَاسٌ بِمَاذَا ؟ قَالَ : بِالْجَنَّة.
2391- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُوسٍ ، قَالَ : كَانَ أَبِي إِذَا أَقْبَلْنَا إِلَى مَكَّةَ سَارَ بِنَا مِنْ مَكَانِهِ شَهْرًا ، وَإِذَا رَجَعَ سَارَ بِنَا شَهْرَيْنِ ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ لاَ يَزَالُ فِي سَبِيلِ الْحَجِّ ، حَتَّى يَدْخُلَ إِلَى أَهْلِهِ .
رواه مُسَدَّد ورجاله ثقات.
2392- وَعَن جَابِرِ بْن عَبدِ الله , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنْ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ وَافِد الله ثَلاثَة : الحَاج ، وَالمُعْتَمِر ، وَالغَازِي .
رواه إسحاق والبزار بسند فيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف ، لكن تابعه محمد بن زيد عن محمد بن المنكدر عنه ، كما رواه الطبراني في الأوسط ، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه النسائي وابن ماجة ، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ، وآخر من حديث أنس ، وسيأتي مطولا في باب الطواف بالبيت وفضله.@

(3/140)


5- باب ما جاء في الحج المبرور
2393- عن جابر بن عَبد الله , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَفْضَلُ الإِيمَانِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ الله ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا بِرُّ الْحَجِّ ؟ قَالَ : إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَطِيبُ الْكَلاَمِ.
رواه أبو داود الطيالسي ، ومُسَدَّد ، وعبد بن حميد ، وأحمد بن حنبل ، والطبراني في الأوسط ، وابن خزيمة في صحيحه ، والحاكم وصححه ، والبيهقي.
وله شاهد من حديث الشفاء ، وتقدم في أول كتاب الإيمان ، وآخر فيه في باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
2394- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَفْضَلُ الأَعْمَال عِنْدَ اللهِ إِيمَانٌ لاَ شَكَّ فِيهِ ، وَغَزْوٌ لاَ غُلُولَ فِيهِ ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : حَجٌّ مَبْرُورٌ يُكَفِّرُ خَطَايَا تِلْكَ السَّنَةِ .
رواه مُسَدَّد وابن حبان في صحيحه بلفظ واحد ، وهو في الصحيحين ، والتِّرمِذيّ ، وابن ماجة لكن بغير هذا اللفظ.
والمبرور : هو الذي لم تقع فيه معصية.
2394/2- ورواه الأصبهاني وزاد : ما سبح الحاج من تسبيحة ولا هلل من تهليلة ولا كبر من تكبيرة إلاَّ بشر بها تبشيرة.@

(3/141)


6- باب في السفر يوم الخميس ووداع المنزل بركعتين وما جاء في التوديع ، وما يودع به الرجل صاحبه
فيه حديث عبد الله بن يزيد وسيأتي في كتاب ... وحديث ابن عباس وسيأتي في باب ...
2395- وَعَن أنس بن مالك ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا لَمْ يَرْتَحِلْ مِنْهُ حَتَّى يُوَدِّعَهُ بِرَكْعَتَيْنِ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأبو يعلى والبيهقي في الكبرى بسند رجاله ثقات ، ورواه البَزَّار.
2396- وَعَن بريدة بن الحصيب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَحِبُّ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ.
رواه أبو يعلى عن عَمْرو بن حصين وهو ضعيف ، لكن المتن له شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث كعب بن مالك ، وآخر من حديث صخر بن وداعة رواه أبو داود ، والتِّرمِذيّ وحسنه.@

(3/142)


2397- وَعَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَّعَ رَجُلًا فَقَالَ : زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى , وَغَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ , وَيَسَّرَ لَكَ الْخَيْرَ مِنْ حَيْثُمَا كُنْتَ.
رواه مُسَدَّد بسند فيه راوٍ لم يسم.
وله شاهد من حديث عَبد الله بن يزيد ، وسيأتي في الجهاد في باب تشييع الجيش.
2398- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ كَانَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا اسْتُوْدِعَ شَيْئًا حَفِظَهُ
رواه عبد بن حميد.
2398/2- والنسائي في اليوم والليلة وزاد : وإني أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم.
2398/3- والحاكم وعنه البيهقي في الكبرى من طريق القَاسِم بْن مُحَمَّد قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : أَرَدْتُ سَفَرًا فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : انْتَظِرْ حَتَّى أُوَدِّعَكَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوَدِّعُنَا : أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دينكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ.
7- باب في الرفقاء وكراهة السفر وحده
فيه حديث أكثم بن الجون الخزاعي ، وسيأتي في الجهاد في باب ماجاء في الجيوش والسرايا.
2399- عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْفُقُ بَيْنَ الْقَوْمِ , وَأَنَّهُ كَانَ فِي رُفْقَةٍ مِنْ تِلْكِ الرِّفَاقِ رَجُلٌ يَهْتِفُ بِهِ أَصْحَابُهُ , فَقَال أَصْحَابه : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ فلان إِذَا نَزَلْنَا صَلَّى , وَإِذَا سَافرْنَا قَرَأَ , قَالَ : فَمَنْ كَانَ يَكْفِيهِ عَلَفُ بَعِيرِهِ ؟ فَقَالُوا : نَحْنُ : فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ : كُلُّكُمْ خَيْرٌ مِنْهُ أَوْ كَمَا قَالَ.
رواه مُسَدَّد مرسلاً ، ورجاله ثقات.@

(3/143)


2399/2- وأبو داود في المراسيل ولفظه : عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، أَنَّ ، نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمُوا يُثْنُونَ عَلَى صَاحِبٍ لَهُمْ خَيْرًا ، قَالُوا : مَا رَأَيْنَا مِثْلَ فُلاَنٍ قَطُّ ، مَا كَانَ فِي مَسِيرٍ إِلاَّ كَانَ فِي قِرَاءَةٍ ، وَلاَ كَانَ فِي مَنْزِلٍ إِلاَّ كَانَ فِي صَلاَةٍ ، قَالَ : فَمَنْ كَانَ يَكْفِيهِ صَنْعَتَهُ ؟ ... حَتَّى ذَكَرَ : وَمَنْ كَانَ يَعْلِفُ جَمَلَهُ أَوْ دَابَّتَهُ ؟ ، قَالُوا : نَحْنُ ، قَالَ : فَكُلُّكُمْ خَيْرٌ مِنْهُ.
وله شاهد من حديث سلمان وسيأتي في الجهاد في باب شدة العَدْو.
2400- وَعَنْ بَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ ، قَالَ : قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ نَزَلْنَا بِهِمْ - يَعْنِي الأَنْصَارَ - لَقَدْ أَشْرَكُونَا فِي أَمْوَالِهِمْ وَكَفَوْنَا الْمُؤْنَةَ ، وَلَقَدْ خِفْنَا أَنْ يَكُونُوا قَدْ ذَهَبُوا بِالأَجْرِ كُلِّهِ ، فَقَالَ : كَلا , ما دَعَوْتُمُ اللَّهَ لَهُمْ ، وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ ، فَلَمْ يَذْهَبُوا بِالأَجْرِ كُلِّهِ.
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ وسيأتي في إكرام الضيف ، ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وسيأتي في كتاب الدعاء في باب الدعاء بظهر الغيب.
2401- وَعَن عَبد الله بن عَمْرو , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَارِجًا مِنْ مَكَّةَ فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أَصَحِبت مِنْ أَحَدٍ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : الْوَاحِدُ شَيْطَانٌ , وَالاِثْنَانِ شَيْطَانَانِ ، وَالثَّلاَثَةُ رَكْبٌ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بإسناد صحيح ، والحاكم وصححه , وعنه البيهقي في الكبرى ، وروى المرفوع منه مالك ، وأَبُو داود ، والتِّرمِذيّ وحسنه ، @

(3/144)


والنسائي بأسانيد صحيحة وابن خزيمة وبوَّب عليه : بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَيْرِ الاِثْنَيْنِ وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ مَا دُونَ الثَّلاَثِ مِنَ الْمُسَافِرِينَ عُصَاةٌ ، إِذِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَعْلَمَ أَنَّ الْوَاحِدَ شَيْطَانٌ ، وَالاِثْنَانِ شَيْطَانَانِ ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ : شَيْطَانٌ أَي عَاصِ ، كَقَوْلِهِ : {شَيَاطِينَ الإِِنْسِ وَالْجِنِّ} ، وَمَعْنَاهُ : عُصَاةُ وَالإِِنْسِ الْجِنِّ.
وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه الحاكم وصححه . وآخر من حديث المغيرة بن شعبة ، وسيأتي في كتاب الجهاد ، وآخر من حديث ابن عباس ، وسيأتي في الأدب في باب الوحدة.
2402- وَعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ إِلاَّ مَعَ زَوْجٍ أَوْ ذِي مَحْرَمٍ.
رواه أبو يعلى وله شاهد من حديث أبي سعيد ، وتقدم في النهي عن صومي الفطر والأضحى ، وهو في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عُمَر وأبي سعيد وأبي هريرة.
8- باب الرَّجُلِ يُؤَاجِرُ نَفْسَهُ مِنْ رَجُلٍ يَخْدُمُهُ ثُمَّ يُهِلُّ بِالْحَجِّ مَعَهُ ، أَوْ يُكْرِي جِمَالَهُ ثُمَّ يَحُجُّ فَيَجْزِئُهُ حَجُّهُ , وما جاء في ترك المماكسة في الكراء
فيه حديث أويس ، وسيأتي في عشرة النساء.
2403- عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُل ابْن عَبَّاسٍ قَالَ : أُؤَاجِرُ نَفْسِي مِنْ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ فَأَنْسُكُ مَعَهُمُ أَلَي أَجْرٍ قَالَ : نَعَمْ {أُولَئِكَ لَهُمْ نُصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا}.
رواه مُسَدَّد.@

(3/145)


2403/2- والبيهقي ولفظه : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ : إِنِّي أَكْرَيْتُ نَفْسِي إِلَى الْحَجِّ وَاشْتَرَطْتُ عَلَيْهِمْ أَنْ أَحُجَّ أَفَيُجْزِئُ ذَلِكَ عَنِّي ؟ قَالَ : أَنْتَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ {أُولَئِكَ لَهُمْ نُصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.
2404- وَعَنْ أَبِي السَّلِيل قال : قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُما ، إِنَّ لِي رَوَاحِلُ أْكَرِيهُمْ فِي الْحَجِّ ، وَأَسْعَى عَلَى عِيَالِي ، فَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّهُ لاَ حَجَّ لِي ، لأَنَّهَا تُكْرَى . قَالَ : كَذَبُوا ، لَكَ أَجْرٌ فِي حَجِّكَ ، وَأَجْرٌ فِي سَعْيِكَ عَلَى عِيَالِكَ ، فَلَكَ أَجْرَانِ.
رواه مُسَدَّد بسند ضعيف ، لضعف عَبد الله بن شبيب.
2404/2- ورواه ابن أبي شَيْبَة بسند فيه راو لم يسم ولفظه : سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ : إنَّا نُكْرِي فِي هَذَا الْوَجْهِ ، نُكْرِي الحاج ، وَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنْ لاَ حَجَّ لَنَا ، قَالَ : أَلَسْتُمْ تُلَبُّونَ ، وَتَطُوفُونَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَتَرْمُونَ الْجِمَارَ ، وَتَقِفُونَ الْمَوْقِفِ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : أَنْتُم حُجَّاجٌ ، قَدْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنْ مِثْلِ مَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ فَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} فَدَعَاهُ فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّكُمْ حُجَّاجٌ.
ورواه أبو داود في سننه مختصرا.
2405- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ لاَ يُمَاكِسُ فِي ثَلاَثَةٍ : فِي الْكِرَاءِ إِلَى مَكَّةَ ، وَفِي الرَّقَبَةِ ، وَفِي الأُضْحِيَةِ.
رواه أبو يعلى.@

(3/146)


9- باب كراهة دوام الوقوف على الدابة لغير حاجة وترك النزول عنها للحاجة وما يقوله إذا ركبها ، وما جاء فيمن لم يسم الله عليها
2406- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلَى ظَهْرِ كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ , فَإِذَا رَكِبْتُمُوهَا فَاذْكُرُوا اللَّهَ , وَامْتَهِنُوهُنَّ ؛ فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات ، وعَبد الرحمن بن أبي عُميرة مختلف في صحبته.
2407- وَعَنْ أَبِي لاَسٍ الْخُزَاعِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : حَمَلَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ ضِعَافٍ لِلْحَجِّ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَرَى أَنْ تَحْمِلَنَا ؟ هَذِهِ قَالَ : مَا مِنْ بَعِيرٍ إِلاَّ وَفِي ذروته شَيْطَانٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّه عَلَيْهَا إِذَا رَكِبْتُمُوهَا كَمَا أَمْرَكُمُ به وَامْتَهِنُوها لِأَنْفُسِكُمْ فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللَّهُ عليها.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة واللفظ له وأبو يعلى والبخاري حدث به تعليقًا والحاكم وعنه البيهقي بسند ضعيف ، لتدليس محمد بن إسحاق.
وله شاهد من حديث ابن مسعود ، رواه البيهقي في الكبرى ولفظه : إِذَا رَكِبَ الرَّجُلُ الدَّابَّةَ فَلَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ رَدِفَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ لَهُ : تَغَنَّ فَإِنَ لَمْ يُحْسِنْ قَالَ لَهُ تَمَنَّ.
2408- عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , مَرَّ بِقَوْمٍ قَدْ أَنَاخُوا بَعِيرًا فَحَمَّلُوهُ غِرَارَتَيْنِ ثُمَّ عَلَوْهُ بِأُخْرَى فَلَمْ يَسْتَطِعِ الْبَعِيرُ أَنْ يَنْهَضَ , فَأَلْقَاهَا أَبُو الدَّرْدَاءِ عَن البعير , ثُمَّ أَنْهَضَهُ ، فَانْتَهَضْ ثُمَّ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : لئِنْ غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ مِثْل مَا تَأْتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ لَيَغْفِرَنَّ لَكُم عَظِيمًا , إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِهَذِهِ الْعُجْمِ خَيْرًا أَنْ تَنْزِلُوا بِهَا مَنَازِلَهَا , فَإِذَا أَصَابَتْكُمْ سَنَةٌ أَنْ تَنْحُوا عَنْهَا نِقيِهَا. @

(3/147)


رواه الحارث ، ورجاله ثقات ، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه مسلم في صحيحه وغيره.
قوله : نِقْيها - بكسر النون وسكون القاف بعدها مثناة تحت - أي : مخها . ومعناه : أسرعوا حتى تصلوا مقصدكم قبل أن يذهب مخها من ضنك السير والتعب.
2409- وَعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ ، عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ أَبُوه مِنْ أَصْحَابِ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنه ذكر أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ارْكَبُوا هَذِهِ الدَّوَابَّ سَالِمَةً وَابْتَدِعُوهَا سَالِمَةً وَلاَ تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِيَّ.
رواه الحارث ، وأبو يعلى واللفظ له ، ورجاله ثقات ، والحاكم وعنه البيهقي.
10- باب كيفية السير والتعريس وما يستحب من الدجلة وما جاء في ركوب الأبل والنهي عن ركوب الجلالة
2410- عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا كُنْتُمْ فِي الْخِصْبِ فَأَمْكِنُوا الركاب أَسِنَّتَهَا ، وَلاَ تَعْدُوا الْمَنَازِلَ ، وَإِذَا كُنْتُمْ فِي الْجَدْبِ فَاسْتَنْجُوا ، وَعَلَيْكُمْ بِالدُّلُجَّةِ , فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ ، وَإِذَا تَغَوَّلَتْ لَكُمُ الْغِيلاَنُ فَنادوا بِالأَذَانِ ، وَلاَ تُصَلُّوا عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ ، وَلاَ تَنْزِلُوا عَلَيْهَا ؛ فَإِنَّهَا مَأْوَى الْحَيَّاتِ وَالسِّبَاعِ ، وَلاَ تَقْضُوا عَلَيْهَا الْحَوَائِجَ فَإِنَّهَا الْمَلاَعِنُ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة واللفظ له ، ورجاله ثقات ، وأبو يعلى ، ورواه أبو داود وابن ماجة والنسائي في اليوم والليلة مختصرًا.@

(3/148)


2411- وَعَن أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِذَا أَخْصَبَتِ الأَرْضُ فَانْزِلُوا عَنْ ظَهْرِكُمْ فَأَعْطُوهُ حَقَّهُ مِنَ الْكَلَأِ ، وَإِذَا أَجْدَبَتِ الأَرْضُ فَامْضُوا عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا وَعَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ.
رواه أبو يعلى ، ورجاله ثقات ، والبزار ، والبيهقي في الكبرى ، ورواه أبو داود في سننه مختصرًا . وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه مسلم في صحيحه وغيره.
قوله : أعطوه حقه من الكلأ أي : ارفقوا بها في السير لترعى في حال سيرها.
2412- وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَدِمَ عُمَرُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , مَكَّةَ ، فَأُخْبِرَ أَنَّ لِمَوْلًى لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِبِلًا جَلَّالَةً ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا ، فَأَخْرَجَهَا مِنْ مَكَّةَ ، قَالَ : إِبِلٌ نَحْتَطِبُ عَلَيْهَا ، وَنَنْقُلُ عَلَيْهَا الدن , فَقَالَ عُمَرُ : لاَ تَحُجَّ عَلَيْهَا ، وَلاَ تَعْتَمِرْ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.@

(3/149)


2413- وَعَن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : نهي عن ركوب الجَلَّالة.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، وحكمه الرفع ، ورجاله ثقات.
2413/2- ورواه البَزَّار مرفوعًا من حديث أبي هريرة ولفظه : نَهَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْجَلاَّلَة وَعَنْ شُرْب أَلْبَانهَا وَأَكْلهَا وَرُكُوبهَا
2414- وَعَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً حَافِيًا ، فَقَالَ : ارْكَبْهَا . قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّهَا بَدَنَة ، قَالَ : ارْكَبْهَا , فَرَكِبَهَا.
رواه أبو يعلى ، وأخرجته لقوله : حافيًا.
11- باب ما تحصل به البركة في الزاد وما جاء في الرجل يجد زادًا وراحلة فيحج ماشيًا يحتسب فيه زيادة الأجر
فيه حديث ... وسيأتي
2415- عن جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتُحِبُّ يَا جُبَيْرُ إِذَا خَرَجْتَ سَفَرًا أَنْ تَكُونَ مِنْ أَمْثَلِ أَصْحَابِكَ هَيْئَةً ، وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي . قَالَ : اقْرَأْ هَذِهِ السُّوَرَ الْخَمْسَ : {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، و {َقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، و {َقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، وَافْتَتِحْ كُلَّ سُورَةٍ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَاخْتِمْ قِرَاءَتَكَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , قَالَ جُبَيْرٌ : وَكُنْتُ غَنِيًّا ، كَثِيرَ الْمَالِ ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ مع من شاء الله أن أخرج معهم ، فِي سَفَرٍ ، فَأَكُونُ مِنْ أَبَذِّهِمْ هَيْئَةً ، وَأَقَلِّهِمْ زَادًا ، فَمَا زِلْتُ مُنْذُ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَرَأْتُ بِهِنَّ أَكُونُ مِنْ أَحْسَنِهِمْ هَيْئَةً ، وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا ، حَتَّى أَرْجِعَ مِنْ سَفَرِي ذلك.
رواه أبو يعلى .@

(3/150)


+++150
2416- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّهُ قَالَ لِبَنِيهِ : يا بني ، اخْرُجُوا طَائِعِينَ مِنْ مَكَّةَ مُشَاةً ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ لِلْحَاجِّ الرَّاكِبِ بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا رَاحِلَتُهُ سَبْعِينَ حَسَنَةً ، وَلِلْمَاشِي بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا سَبْعُمِئَةِ حَسَنَةً مِنْ حَسَنَاتِ الْحَرَمِ , قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا حَسَنَاتُ الْحَرَمِ ؟ قَالَ : الْحَسَنَةُ بِمِئَةِ أَلْفٍ.
رواه أبو يعلى ، ورجاله على شرط مسلم إلاَّ أنه منقطع ، ورواه ابن خزيمة في صحيحه ، والحاكم وصححه ، والبيهقي وقال : تفرد به عيسى بن سوادة وهو مجهول ، وقال ابن خزيمة : إن صح الخبر؛ فإن في القلب من عيسى بن سوادة . قال الحافظ المنذري : قال البخاري : منكر الحديث. قلت : وكذا قال أبو حاتم ، وقال ابن معين : كذاب رأيته.
2417- وروى الحاكم والبيهقي أيضًا من طريق عَبْدَ اللهِ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ عمير قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ فَاتَنِي فِي شَبَابِي إِلاَّ أَنِّي لَمْ أَحُجَّ مَاشِيًا ، وَلَقَدْ حَجَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ حَجَّةً مَاشِيًا وَإِنَّ النَّجَائِبَ لَتُقَادُ مَعَهُ.@

(3/151)


2418- وروى البيهقي في الكبرى من طريق مُجَاهِد : أَنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمَا الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ حَجَّا مَاشِيَيْنِ.
12- باب كيفية إذا عيى ، وما جاء في المركب الهنيء
2419- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ قَوْمًا , شَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمَشْيَ فَدَعَاهُمْ فَقَالَ : عَلَيْكُمْ بِالنَّسْلاَنِ فَنَسَلْنَا فَوَجَدْنَاهُ أَخَفَّ عَلَيْنَا .
رواه إسحاق ، ورجاله ثقات ، والحاكم ، والبيهقي.
نَسَلان - بفتح النون والسين المهملة - عدو الذئب ، يقال : نسل ينسل نسلا ونسلانًا ، وعليكم بالنسلان.
2420- وَعَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ المُسْلِم : الْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ , وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيُّ.
رواه مُسَدَّد وابن أبي شَيْبَة , وعبد بن حميد بسند رجاله ثقات.
2421- وَعَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ , قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ قُرَّةَ أَوْ قُرَّةَ - أَبُو بَكْرٍ يَشُك - يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ثَلاَثٌ مِنْ نَعِيمِ الدُّنْيَا وَإِنْ كَانَ لاَ نَعِيمَ لَهَا : مَرْكَبٌ وَطِيءٌ , وَالْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ , وَالْمَنْزِلُ الْوَاسِعُ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، ورجاله ثقات.
وله شاهد من حديث أبي أمامة وغيره ، وسيأتي في كتاب النكاح.@

(3/152)


13- باب التواضع في الحج
2422- عَنْ أَبِي مُوسَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لَقَدْ مَرَّ بِالصَّخْرَةِ مِنَ الرَّوْحَاءِ سَبْعُونَ نَبِيًّا ، مِنْهُمْ نَبِيُّ اللهِ مُوسَى , حُفَاةً عَلَيْهِمُ الْعَبَاءُ , يَؤُمُّونَ بَيْتَ اللهِ الْعَتِيقَ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأبو يعلى بسند ضعيف ، لضعف يزيد بن أبان الرقاشى.
2423- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : حَجَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَتَى وَادِي عُسْفَانَ قَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَيُّ وَادٍ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا عُسْفَان . قَالَ : لَقَد مَرَّ بِهَذَا الوَادِي نُوح ، وَهُود ، وَصَالِحٌ ، وَإِبْرَاهِيْم عَلَى بَكَرَاتٍ لَهُم حُمْرٍ خُطُمُهم اللِّيفُ ، أُزُرُهُمْ الْعَبَاءُ ، وَأَرْدِيَتُهُمْ النِّمَارُ ، يَحُجُّونَ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ.
رواه أبو يعلى ، وأحمد بن حنبل ، والبيهقي ، كلهم من طريق زمعة بن صالح , عن سلمة بن وهرام ، ولا بأس بحديثهما في المتابعات ، وقد احتج بهما ابن خزيمة وغيره.
عُسْفان - بضم العين وسكون السين المهملتين - موضع على مرحلتين من مكة.
والبكرات : جمع بكْرة - بسكون الكاف - هي الثنية ، من الإبل.
والنمرات : - بكسر الميم - جمع نمرة ، وهي كساء مخطط.
2424- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لَقَدْ مَرَّ بِالصَّخْرَةِ مِنِ الرَّوْحَاءِ سَبْعُونَ نَبِيًّا حُفَاةً عَلَيْهِمُ الْعَبَاءَةُ ، يَؤُمُّونَ بَيْتَ اللهِ الْعَتِيقَ ، مِنْهُمْ مُوسَى نَبِيُّ اللهِ , عَلَيهِ السَّلام.
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.@

(3/153)


2425- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ فِي هَذَا الْوَادِي مُحْرِمًا بَيْنَ قَطَوَانتَيْنِ
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
14- باب ما جاء في تحويل الأمتعة على الجمال
2426- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، وَأَخْرَجَ مَعَهُ نِسَاءَهُ ، قَالَتْ : وَكَانَ مَتَاعِي فِيهِ خِفٌّ ، وَكَانَ عَلَى جَمَلٍ نَاجٍ ، وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ فِيهِ ثُقْلٌ , وَكَانَ عَلَى جَمَلٍ ثَقَالٍ بَطِيءٍ يَتَبَطَّأُ بِالرَّكْبِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَوِّلُوا مَتَاعَ عَائِشَةَ عَلَى جَمَلِ صَفِيَّةَ ، وَحَوِّلُوا مَتَاعَ صَفِيَّةَ عَلَى جَمَلِ عَائِشَةَ ، حَتَّى يَمْضِيَ الرَّكْبُ , قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ ، قُلْتُ : يَا لَعِبَادِ اللَّهِ !! غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ ، إِنَّ مَتَاعَكِ كَانَ فِيهِ خُفٌّ ، وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ فِيهِ ثُقْلٌ ، فَأَبْطَأَ بِالرَّكْبِ ، فَحَوَّلْنَا مَتَاعَهَا عَلَى بَعِيرِكِ ، وَحَوَّلْنَا مَتَاعَكِ عَلَى بَعِيرِهَا ، قَالَتْ : فَقُلْتُ : أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالَتْ : فَتَبَسَّمَ ، قَالَ : أَو فِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالَتْ : قُلْتُ : أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَهَلَّا عَدَلْتَ ؟ وَسَمِعَنِي أَبُو بَكْرٍ ، وَكَانَ فِيهِ غَرْبٌ ، أَيْ حِدَّةٌ ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ وَلَطَمَ وَجْهِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَهْلًا يَا أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالَتْ ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْغَيْرَى لاَ تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أَعْلاَهُ.
رواه أبو يعلى بسند ضعيف ، لتدليس ابن إسحاق.@

(3/154)


15- باب ما يقول إذا خرج لسفر أو رجع منه وما جاء في طلب الدعاء من المفضول لمن أفضل منه
2427- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ فِي السَّفَرِ قَالَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضُّبْنَةِ فِي السَّفَرِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعَثَاءِ السَّفَر ، وَالْكَآبَةِ فِي الْمُنْقَلَبِ ، اللَّهُمَّ اقْبِضْ لَنَا الأَرْضَ ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ وَإِذَا أَرَادَ الرُّجُوعَ قَالَ : آيِبُونَ ، تَائِبُونَ ، عَابِدُونَ ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ وَإِذَا دَخَلَ - يعني : عَلَى أَهْلَهُ - قَالَ : تَوْبًا تَوْبًا ، لِرَبِّنَا أَوْبًا ، لاَ يُغَادِرُ عَلَيْنَا حَوْبًا.
رواه مُسَدَّد وأبو بكر بن أبي شَيْبَة واللفظ له ، وأبو يعلى ، وأحمد بن حنبل ، وابن حبان في صحيحه ، والطبراني في كتاب الدعاء مختصرًا ، والبيهقي ، وله شاهد في صحيح مسلم من حديث ابن عُمَر ، وآخر في السنن الأربعة من حديث عَبد الله بن سرجس ، وآخر من حديث أبي هريرة رواه أبو داود.
الضبنة - بفتح الضاد المعجمة وسكون الباء الموحدة وفتح النون - عيال الرجل ؛ لأنهم في ضبنه ، والضبن ما بين الكشح والإبط.
والكآبة - بالمد - هي تغير النفس من حزن ونحوه ، والمنقلب : المرجع.@

(3/155)


2428- وَعَنِ الْبَرَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ إِلَى سَفَرٍ ، قَالَ : اللَّهُمَّ بَلاَغًا يُبَلِّغُ خَيْرًا ، مَغْفِرَةً مِنْكَ وَرِضْوَانًا ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ ، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ ، وَأَطْوِ لَنَا الأَرْضَ ، اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ.
رواه أبو يعلى ، ورواه النسائي ، والتِّرمِذيّ وصححه مختصرًا.
والوعثاء - بفتح الواو ، وإسكان العين المهملة ، وبالثاء المثلثة ، والمد - هي الشدة.
2429- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : جَاءَ عُمَرُ إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَسْتَأْذِنُ فِي الْعُمْرَةِ , فَقَالَ يَا أَخِي ادْعُ ، وَلاَ تَنْسَنَا مِنْ صَالِحِ الدُّعَاءِ.
رواه أبو يعلى ، وله شاهد من حديث عُمَر بن الخطاب رواه أبو داود في سننه ، ولما تقدم شواهد في كتاب الدعاء ستأتي.@

(3/156)


16- باب في ركوب البحر للحاج ونحوه
2430- عن أبي بكرة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا يَرْكَب البَحْر إلاَّ غَازِي أَوْ حَاج أَو مُعْتَمِر.
رواه الحارث بن أبي أسامة عن الخليل بن زكريا وهو ضعيف.
2431- وَعَن زُهَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صََلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ بَاتَ عَلَى إِجَّارٍ لَيْسَ عَلَيْهِ شَيء يَسْتُرهُ فَوَقَعَ فَهَلَكَ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ ، ، وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ حِيْنَ يَرْتَجُّ فَهَلَكَ , فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ.
رواه أبو يعلى.
2431/2- وأحمد بن حنبل ولفظه : مَنْ بَاتَ فَوْقَ إِجَّارٍ ، أَوْ فَوْقَ بَيْتٍ لَيْسَ حَوْلَهُ شَيْءٌ يَرُدُّ رِجْلَهُ ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ ، وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ بَعْدَمَا يَرْتَجُّ ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ.
ورواه البيهقي في الكبرى ، وله شاهد من حديث سمرة بن جندب وغيره وسيأتي في الأدب في باب من بات على سطح.
الإجار - بكسر الهمزة وتشديد الجيم - هو السطح ، وارتجاج البحر : هيجانه.
17- باب فيمن خرج للحج أو العمرة فمات
2432- عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَذَا الْبَيْتُ دِعَامَةُ الإِِسْلاَمِ ، مَنْ خَرَجَ يَؤُمُّ هَذَا الْبَيْتَ مِنْ حَاجٍّ ، أَوْ مُعْتَمِرٍ ، أَوْ زَائِرٍ ، كَانَ مَضْمُونًا عَلَى اللَّهِ ، عَزَّ وَجلَّ ، إِنْ قَبَضَهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، وَإِنْ رَدَّهُ رَدَّهُ بِغَنِيمَةٍ ، وَأَجْرٍ.
رواه الحارث عن داود بن المحبر وهو ضعيف ، ورواه الطبراني في الأوسط . الدِّعامة - بكسر الدال المهملة - هي عمود البيت والخباء.@

(3/157)


2433- وَعَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ مَاتَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ لَمْ يَعْرِضْهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَمْ يُحَاسِبْهُ.
رواه الحارث عن إسحاق بن بشر وهو ضعيف ، ورواه الأصبهاني.
2434- وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ خَرَجَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِحَجٍّ ، أَوْ بِعُمْرَةٍ فَمَاتَ فِيهِ ، لَمْ يُعْرَضْ وَلَمْ يُحَاسَبْ ، وَقِيلَ لَهُ : ادْخُلِ الْجَنَّةَ , قَالَتْ : وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِالطَّائِفِينَ .
رواه أبو يعلى والطبراني والدارقطني والبيهقي بسند ضعيف.
2435- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ خَرَجَ حَاجًّا فَمَاتَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْحَاجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ خَرَجَ مُعْتَمِرًا فَمَاتَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْمُعْتَمِرِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلٍ فَمَاتَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْغَازِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
رواه أبو يعلى بسند ضعيف ، لتدليس محمد بن إسحاق.@

(3/158)


18- باب ما جاء في الأحرام من دويرة أهلة أو من الميقات أو من مكة
2436- عَنْ قَتَادَةَ ، أَنَّ الْحَسَنَ حَدَّثَهُمْ ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ ، أُرَاهُ قَالَ : يَعْنِي أَحْرَمَ مِنَ الْبَصْرَةِ ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ وَقَدْ كَانَ بَلَغَهُ ذَلِكَ ، فَأَغْلَظَ لَهُ ، وَقَالَ : يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْرَمَ مِنْ مِصْرٍ مِنَ الأَمْصَارِ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند الصحيح ، والبيهقي في الكبرى.
وله شاهد رواه الحاكم وعنه البيهقي ولفظه : أن عَبد الله بن عامر بن كريز حين فتح خراسان قال : لأجعلن شكري للّه أن أخرج ، من موضعي محرمًا ، فأحرم من نيسابور ، فلما قدم على عثمان لأمه على ما صنع وقال : ليتك تضبط من الوقت الذي يحرم منه الناس.
2437- وَعَنِ ابْن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَحْرَمَ مِنْ مَكَّةَ لَمْ يَسْعَ حَتَّى يَرْجِعَ مِنْ مِنًى.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند الصحيح.
2438- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ ، عَنْ أَبِي ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهَلَّ مِنْ مَسْجِدِ ذِي الْحَلِيفَةِ.
رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف.
وسيأتي الإحرام بعمرة من بيت المقدس في باب ما يجوز للمحرم أكله.@

(3/159)


19- باب في الحج من عمان وألا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج
2439- عن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنِّي لأَعْلَمُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا : عُمَانُ ، يَنْضَحُ بِنَاحِيَتَيهَا الْبَحْرُ ، لَلْحَجَّةُ مِنْهَا خَيْر مِنَ الحَجْتَيْن مِنْ غَيْرِهَا.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن منيع ، والحارث وأحمد بن حنبل بسند رجاله ثقات.
2440- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : مِنَ السُّنَّةِ أَلَّا يُحْرَمَ بِالْحَجِّ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ.
رواه أحمد بن منيع والدارقطني والبيهقي.
2440/2- ورواه ابن خزيمة والحاكم وعنه البيهقي أيضًا بلفظ : لاَ يُحْرِمُ بِالْحَجِّ إِلاَّ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ ؛ فَإِنَّ سُنَّةِ الْحَجِّ أَلا يُحْرِمَ بِالْحَجِّ إلا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ.@

(3/160)


20- باب لا يحج عن غيره حتى يحج عن نفسه
2441- عَنْ عَطَاءٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ : لَبَّيْكَ عَنْ فُلَانٍ - فقال أصحابي : إنه قال : عَنْ شُبْرُمَةَ - فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُهَا المُلَبِي عَنْ شُبْرُمَةَ ، إِنْ كُنْتَ لَبْيَتَ عَنْ نَفْسك فَقُل عَنْ شُبْرُمَة.
رواه مُسَدَّد مرسلا بسند ضعيف ، لضعف محمد بن عَبد الرحمن بن أبي ليلى.
2441/2- ورواه أبو يعلى مرفوعًا من طريق مُحَمَّد بْن أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يُلَبِّي عَنْ شُبْرُمَةَ قَالَ : وَمَا شُبْرُمَةُ ؟ فَذَكَرَ قَرَابَةً لَهُ ، فَقَالَ : حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ ؟ قَالَ : لاَ , قَالَ : فَاحْجُجْ عَنْ نَفْسِكَ ، ثُمَّ احجج عَنْ شُبْرُمَةَ.
وله شاهد من حديث ابن عباس رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأبو داود ، وابن ماجة ، وأبو يعلى المَوْصِلِيّ وعنه ابن حبان في صحيحه.
21- باب حج الصبي والمملوك والأعرابي والذرية والمرأة في عدتها
2442- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَقفَلَ فَكَانَ بِالرَّوْحَاءِ رَأى رَكْبًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ : مَنِ الْقَوْمُ ؟ قَالُوا : الْمُسْلِمُونَ ، مِمَنِ الْقَوْمُ ؟ فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفزعت امْرَأَة فَرَفَعت صَبِيًّا لَهَا مِنْ مِحَفَّةٍ بِيَدِيْهَا ، وَقَالَتْ : أَلِهَذَا حَجٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ.
رواه الحميدي ، ومحمد بن أبي عُمَر واللفظ له ، ورجاله ثقات ، ورواه مسلم وأبو داود والنسائي باختصار.@

(3/161)


2443- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لاَ يُتْمَ بَعْدَ الْحُلُمِ , وَلاَ عِتْقَ قَبْلَ مِلْكٍ ، , وَلاَ رَضَاعَةَ بَعْدَ فِطَامٍ ، وَلاَ طَلاَقَ قَبْلَ نِكَاحٍ , وَلاَ صَمْتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ , وَلاَ وِصَالَ فِي الصِّيَامِ , وَلاَ نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ , وَلاَ يَمِينَ فِي قَطِيعَةٍ , وَلاَ تَعرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ , وَلاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ , وَلاَ يَمِينَ لِلْمَمْلُوكِ مَعَ سَيِّدٍه , وَلاَ يَمِينَ لِزَوْجَةٍ مَعَ زَوْجِهَا , وَلاَ يَمِينَ لِوَلَدٍ مَعَ وَالِدِهِ , وَلَوْ أَنَّ صَغِيرًا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ كَانَتْ عَلَيْهِ حَجَّةُ الْإِسْلاَمِ إِذَا عَقِلَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا , وَلَوْ أَنَّ أَعْرَابِيًّا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ كَانَتْ عَلَيْهِ حَجَّةٌ إِذَا هَاجَرَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا.
رواه أبو داود الطيالسي ، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة والحارث بن أبي أسامة واللفظ له ، وأبو يعلى ، والبزار ، والحاكم ، والبيهقي وسيأتي بتمامه في باب الطلاق قبل النكاح ، وله شاهد من حديث ابن عباس رواه الحاكم وعنه البيهقي في سننه.@

(3/162)


2444- وَعَنْ عَطَاءٍ قَال َ: ضَمَّتْ عَائِشَةُ أُمَّ كُلْثُومٍ أُخْتَهَا امْرَأَةَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، فَحَجَّتْ بِهَا فِي عِدَّتِهَا.
رواه مُسَدَّد بسند ضعيف ، لضعف محمد بن عَبد الرحمن بن أبي ليلى.
2445- وَعَن عُمَر بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : أَحِجُّوا الذُّرِّيَّةَ ، لاَ تَأْكُلُوا أَرْزَاقَهَا ، وَتَدَعُوا آثَامَهَا فِي أَعْنَاقِهَا.
رواه مُسَدَّد.
22- باب النيابة في الحج وما جاء في حج الأقلف
2446- عن طاووس : أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ أَبِي لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحُجَّ إِلاَّ مُعْتَرِضًا أَفَأَحُجَّ عَنْهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قال : إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَلَمْ تُوصِ ، أَفَأتَصَدَّقَ عَنْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ
رواه مُسَدَّد مرسلا ، ورجاله ثقات.
2447- وَعَن عُبَيد اللهِ بْنِ العَبَّاس ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنَّ رَجُلاً النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنَّ أَبِي أَدْرَكَهُ الإِِسْلامُ وَلَمْ يَحُجَّ ، ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ ؟ قَالَ : نَعَم.
رواه أحمد بن منيع عن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي وهو ضعيف ، وعبيد اللّه بن عباس هذا أصغر من أخيه عَبد الله بسنة.
2448- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ, رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَدْخُلُ الله - تعالى - بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ الْجَنَّةَ : الْمَيِّتُ , وَالْحَاج , وَالْمُنَفِّذُ ذَلِكَ.
رواه الحارث والبيهقي بسند ضعيف ، لضعف أبي معشر ، واسمه نجيح بن عَبد الرحمن المدني.@

(3/163)


2449- وَعَن عَوْفٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ : بَلَغَنِي ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ دَخَلَتْ فِي الْإِسْلاَمِ وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ , وَإِنِّي كُنْتُ أَحُجُّ عَنْهَا وَأَتَصَدَّقُ وَأُعْتِقُ عَنْهَا وَإِنَّهَا قَدْ مَاتَتْ , فَهَلْ يَنْفَعُهَا أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ عَنْهَا قَالَ : نَعَمْ.
رواه الحارث بسند ضعيف ومنقطع.
2450- وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْث الْمَدَنِيِّ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , يُدْخِلُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاَثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ : الْحَاجَّ عَنِ الْمَيِّتِ ، وَالْمَيِّتَ , وَالْمُنَفِّذَ ذَلِكَ عَنِ الْمَيِّتِ.
رواه الحارث بسند ضعيف ، لضعف إبراهيم بن شعيث - بالثاء المثلثة - وصحف البخاري شعيث فجعله بباء موحدة ، قاله الخطيب البغدادي , انتهى.
وله شاهد من حديث أنس رواه الحاكم وعنه البيهقي في سننه ولفظه : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي رَجُلٍ أَوْصَى بِحَجَّةٍ : كُتِبَتُ لَهُ أَرْبَعُ حُجَجٍ حَجَّةٌ لِلَّذِي كَتَبَهَا , وَحَجَّةٌ لِلَّذِي أَنْفَذَهَا , وَحَجَّةٌ لِلَّذِي أَخَذَهَا , وَحَجَّةٌ لِلَّذِي أَمَرَ بِهَا.
وفي إسناده زياد بن سفيان ، وهو مجهول ، والإسناد ضعيف.
2451- وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ أَقْلَفَ ، أَيَحُجُّ بَيْتَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ حَتَّى يَخْتَتِنَ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.
2451/2- وعنه أبو يعلى إلاَّ أنه قال : لاَ ، نَهَانِيَ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ حَتَّى يَخْتَتِنَ.
ورواه البيهقي في الكبرى.@

(3/164)


23- باب العمرة في رجب وشوال وذي القعدة وما جاء في عمره صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم
2452- عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَاِزبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ.
رواه أبو داود الطيالسي.
2452/2- وأبو بكر بن أبي شَيْبَة ولفظه : اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ , اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ , اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ.
2452/3- وفي رواية له ولأبي يَعْلَى الموصلى وأحمد بن حنبل : اعْتَمَرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث عُمَرٍ.
وله شاهد من حديث أنس رواه مسلم في صحيحه وغيره ، ورواه الحاكم وعنه البيهقي من حديث أبي هريرة.
2453- وَعَن عَبد الله بن عَمْرو , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ ثَلاَثَ عُمَرَ فِي ذِي القِعْدَة ، كُلَّ ذَلِكَ لاَ يَقْطَعُ التَّلْبِيَةَ حَتَّى يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ.
رواه مُسَدَّد ، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن حنبل .
ورواه البَزَّار من حديث جابر بن عَبد الله بسند صحيح. ==

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نور الدغاء

  قلت المدون سبحانك وبحمدك وأستغفرك أنت الله الشافي الكافي الرحمن الرحيم الغفار الغفور القادر القديرالمقتدرالملك القدوس السلام المؤمن ال...