دعائي لربي

 

قلت المدون سبحانك وبحمدك وأستغفرك أنت الله الشافي الكافي الرحمن الرحيم الغفار الغفور القادر القديرالمقتدرالملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور... الواحد الأحد المغيث لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك الملك ولك الحمد وأنت علي كل شيئ قدير ولا حول ولا قوة إلا بك وأستغفرك اللهم بحق أن لك هذه الأسماء وكل الأسماء الحسني أسألك أن تَشفني شفاءا لا يغادر سقما وأن تَكفني كل همي وتفرج كل كربي وتكشف البأساء والضراء عني وأن تتولي أمري وتغفر لي ذنبي وأن تشرح لي صدري وأن تيسر لي أمري وأن تحلل عُقَدْ لساني يفقهوا قولي وأن تغنني بفضلك عمن سواك يا ربي اللهم آمين .

الاثنين، 12 سبتمبر 2022

ج5وج6. إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري {من2454 الي3595}

 

5. إتحاف الخيرة المهرة
بزوائد المسانيد العشرة أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري


2454- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الطَّائِفِ نَزَلَ الْجِعْرَانَةَ فَقَسَمَ بِهَا الْغَنَائِمَ ، ثُمَّ اعْتَمَرَ مِنْهَا وَذَلِكَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ شَوَّالٍ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وعنه أبو يعلى.
2455- وَعَنْ حَفْصَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالتْ : أَهْلَلْنَا بِعُمْرَةٍ فِي رَمَضَانَ ، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ فِي شَوَّالٍ وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ مُتَوَافِرُونَ ، فَسَأَلْنَا ، فَمَا سَأَلْنَا أَحَدًا إِلَّا قَالَ : هِيَ مُتْعَةٌ.
رواه مُسَدَّد.
2456- وَعَن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : اعْتَمَرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعًًا ، إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ.
رواه أحمد بن منيع ، ورجاله ثقات.
2457- وَعَن عمران ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : اعْتَمَرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاث عُمَرٍ.
رواه أحمد بن منيع ، وفي سنده علي بن زيد بن جدعان.
2458- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : سُئِلَ كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ؟ فَقَالَ : مَرَّتَيْنِ . فَقَالَتْ عَائِشَةُ : قَدْ عَلِمَ ابْنُ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدِ اعْتَمَرَ ثَلاَث سِوَى عُمْرَتِهِ الَّتِي قَرَنَهَا بِحَجَّةِ الْوَدَاعِ.
رواه أحمد بن منيع ، وعبد بن حميد واللفظ له ، ورجاله ثقات.
وله شاهد من حديث ابن عباس رواه الترمذي وحسنه.@

(3/166)


24- باب فضل العمرة في رمضان وما جاء في الاعتمار من بيت المقدس
فيه حديث عَبد الله بن أبي عامر ، وسيأتي في باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد.
2459- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحَجَّ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ لِزَوْجِهَا أَحْجِجْنِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَقَالَ مَا عِنْدِي مَا أُحِجُّكِ عَلَيْهِ , قَالَتْ أَحِجَّنِي عَلَى جَمَلِكَ فُلانٍ , فَقَالَ ذَاكَ حَبِيسٌ فِي سَبِيلِ اللهِ , فَقَالَتْ أحِجَّني عَلَى نَاضِحِكَ , فَقَالَ ذَاكَ نَعْتَقِبُهُ أَنَا وَابْنكِ , قَالَتْ فَبِعْ تَمَرَ رِقَكَ , قَالَ ذَاكَ قُوتِي وَقُوتُكِ , فَلَمَّا أن قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ زَوْجَهَا إِلَيْهِ فَقَالَتْ أَقْرِئْهُ السَّلامَ وَرَحْمَةَ اللهِ , وَسَلْهُ مَا تَعْدِلُ حَجَّةً مَعَكَ يَا رَسُولَ اللهِ , فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ امْرَأَتِي تُقْرئني عَلَيْكَ السَّلامَ وَرَحْمَةَ اللهِ , وَإِنَّهَا كَانَتْ سَأَلَتْنِي الْحَجَّ مَعَكَ , فَقُلْتُ مَا عِنْدِي مَا أُحِجُّكِ عَلَيْهِ , فَقَالَتْ حجنِي عَلَى جَمَلِكَ فُلانٍ , فَقُلْتُ ذَاكَ حَبِيسٌ فِي سَبِيلِ اللهِ , قَالَ أَمَا إنَّها لَوْ حجَجتهَا عَلَيْهِ كَانَ فِي سَبِيلِ اللهِ , فَقَالَتْ فَاحْجِجْنِي عَلَى نَاضِحِكَ , قَالَ ذَلكَ نَعْتَقِبُهُ أَنَا وابنك , قَالَتْ فَبِعْ تَمَرَ رِقَكَ , قُلْتُ ذَاكَ قُوتِي وَقُوتُكِ , قَالَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حِرْصِهَا عَلَى الْحَجِّ , وَإِنَّهَا أَمَرَتْنِي أَنْ أَسْأَلَكَ مَا يَعْدل حَجَّةً مَعَكَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرِئْهَا السَّلامَ وَرَحْمَةَ اللهِ وَأَخْبِرْهَا أَنَّهَا تَعْدِلُ حَجَّةً مَعِي : عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ.
رواه مُسَدَّد بسند صحيح ، ورواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي دون قوله : فبع تمر رقك , قال : ذاك قوتي وقوتك . ولم يذكروا : فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حِرْصِهَا عَلَى الْحَجِّ.@

(3/167)


2460- وَعَن الشعبي ، عَنِ ابْنِ خَنْبَشٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : عَمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ كحَجَّةٍ.
رواه الحميدي بسند فيه لين.
2460/2- ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة والنسائي وابن ماجة بسند صحيح من طريق الشعبي ، عن وَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : عَمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً.
وأصله في صحيح البخاري وغيره من حديث جابر وابن عباس.
قال الترمذي : وفي الباب عن ابن عباس وجابر ، وأبي هريرة ، وأنس ، ووهب بن خنبش. قال : وحديث وهب بن خنبش أصح .
2461- وَعَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنَّ أُمَّهُ أَتَتْ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبَا مَعْقِلٍ كَانَ وَعَدَنِي أَلاَ يَحُجَّ إِلاَّ وَأَنَا مَعَهُ ، فَحَجَّ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَلَمْ أُطِقِ الْمَشْيُ فَسَأَلْتُهُ جَدَادَ نَخْلَةٍ ، فَقَالَ هُوَ قُوت عِيَاله ، وَسَألْته بَكْرًا عِنْدَهُ فَقَالَ : هُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ لَسْتُ بِمُعْطِيكِيهِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مَعْقِلٍ مَا تَقُولُ أُمُّ مَعْقِلٍ ؟ قَالَ : صَدَقَتْ ، قَالَ : فَأَعْطِهَا بَكْرَكَ فَإِنَّ الْحَجَّ مِنْ سَبِيلُ اللهِ ، فَأَعْطَاهَا بَكْرَهُ , قَالَتْ : إِنِّي امْرَأَةٌ قَدْ سَقِمْتُ وَكَبِرْتُ وَأَخَافُ أَنْ لاَ أُدْرِكَ الْحَجَّ حَتَّى أَمُوتَ ، فَهَلْ شَيْءٌ يَجْزِئني مَنِ الْحَجِّ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً فَاعْتََمِرِي فِي رَمَضَانَ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، ورجاله ثقات ، ورواه أصحاب السنن الأربعة باختصار.@

(3/168)


2462- وَعَنْ أَبِي طَلِيقٍ ، أَنَّ امْرَأَتَهَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَتْ لَهُ ، وَلَهُ جَمَلٌ وَنَاقَةٌ : أَعْطِنِي جَمَلَكَ أَحُجُّ عَلَيْهِ , قَالَ : هُوَ حَبْسٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , قَالَتْ : إِنَّهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَنَا أَحُجَّ عَلَيْهِ ، قَالَتْ : فَأَعْطِنِي النَّاقَةَ ، وَحُجَّ عَلَى جَمَلِكَ ؟ قَالَ : لاَ أُوثِرُ عَلَى نَفْسِي أَحَدًا , قَالَتْ : فَأَعْطِنِي مِنْ نَفَقَتِكَ , قَالَ : فقلت : مَا عِنْدِي فَضْلٌ عَمَّا أَخْرُجُ بِهِ ، وَلَوْ كَانَ مَعِي لَأَعْطَيْتُكِ , قَالَتْ : فَإِن فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ ، فَأَقْرِئْ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي السَّلاَمَ إِذَا لقيْتَهُ ، وَقُلْ لَهُ الَّذِي قُلْتُ لَكَ ، فَلَمَّا لَقِيَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَهُ مِنْهَا السَّلاَمَ ، وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَتْ لَهُ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَتْ أُمُّ طَلِيقٍ ، لَوْ أَعْطَيْتَهَا جَمَلَكَ كَانَت فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَلَوْ أَعْطَيْتَهَا نَاقَتَكَ كَانَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَلَوْ أَعْطَيْتَهَا مِنْ نَفَقَتِكَ أَخْلَفَهَا اللَّهُ لَكَ ، فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، وَمَا يَعْدِلُ الْحَجَّ ؟ قَالَ : عَمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ.
رواه أبو يعلى والبزار والطبراني بسند رجاله ثقات.
2463- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا : أُمُّ سِنَانٍ ، أَرَادَتِ الْحَجَّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فلم تفعل ، فلما رجع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : ما منعك من الحج معنا ؟ قالت كان لهم ناضح فحج عليها زوجها أو غزا عليه ، فَقَالَ لَهَا : اعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ ، فَإِنَّهَا لَكِ حَجَّةٌ . قال سعيد : قَالَ سَعِيدٌ : وَلاَ نَعْلَمُهُ قال ذلك إِلَّا لِهَذِهِ الْمَرْأَةِ وَحْدَهَا.
رواه أحمد بن منيع ، وله شاهد من حديث أم معقل رواه الترمذي.@

(3/169)


25- باب العمل الصالح وفضله في عشر ذي الحجة
2464- عن عَبد الله بن عَمْرو , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : حَضَرْتُ عِنْد رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم وَذُكِرت عِنْدَهُ أَيَّامُ الْعَشْرِ فَقَالَ : مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ؟ فَأَكْبَرَهُ , قَالَ : وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَكَانَ فَجْعتهُ فِيهِ.
رواه أبو داود الطيالسي وأبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن حنبل وأبو يعلى المَوْصِلِيّ بسند صحيح على شرط مسلم.
وله شاهد من حديث ابن عباس رواه البخاري وغيره : أبو داود ، والتِّرمِذيّ ، وابن ماجة.
2465- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَم عِنْدَ الله وَلا أَحَب إِلَيْهِ فِيهِنَّ الْعَمَلُ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ : عَشْر ذِي الحجة - أَوْ قَالَ : الْعَشْرِ - فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ من التَّهْلِيلَ والتسبيح , وَالتَّكْبِيرَ وَالتَّحْمِيدَ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وعبد بن حميد وأبو يعلى ، والبيهقي في الشعب بسند صحيح.
وله شاهد من حديث عَبد الله بن مسعود رواه الطبراني بإسناد صحيح.@

(3/170)


2466- وروى البيهقي وغيره من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ ، قال : قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ وَلا الْعَمَلُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ - يعني : من الْعَشْرِ - فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَذِكْرِ اللهِ ، وَإِنَّ صِيَامَ يَوْمٍ مِنْهَا يَعْدِلُ بِصِيَامِ سَنَةٍ ، وَالْعَمَلَ فِيهِنَّ يُضَاعَفُ سَبْعمِئَةِ ضِعْفٍ.
2467- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هُنَّ أَفْضَلُ أَمْ عِدَّتُهُنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : هُنَّ أَفْضَلُ مِنْ عِدَّتِهِنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، إِلَّا عَفِيرًا يَعْفِرُ وجهه فِي التُّرَابِ ، وَمَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ ، فَيَقُولُ : انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ جَاءُوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، وَلَمْ يَرَوْا رَحْمَتِي وَلاَ عَذَابِي ، فَلَمْ يُرَ أَكْثَرَ عَتِيقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ.
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ ، والبزار ، وابن حبان في صحيحه.
26- باب الاختيار في إفراد الحج والتمتع بالعمرة
2468- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، يَقُولُ : لَوِ اعْتَمَرْتَ ، ثُمَّ اعْتَمَرْتَ ، ثُمَّ حَجَجْتَ لَتَمَتَّعْتَ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح.@

(3/171)


2469- وَعَنِ ابن عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْن الْخَطَّاب : إِنْ تفَرِّقُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ تَكُن الْعُمْرَةَ فِي غَيْرِ أَشْهُرِ الْحَجِّ أَتَمُّ لِحَجِّ أَحَدِكُمْ وَأَتَمُّ لِعُمْرَتِهِ.
رواه مُسَدَّد بسند صحيح ، والبيهقي في الكبرى.
2470- وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ ، وَأَفْرَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحَجَّ وَلَمْ يَعْتَمِرْ.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر.
2471- وَعَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، هَمَّ أَنْ يَنْهَى عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ ، فَقَامَ إِلَيْهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، فَقَالَ : لَيْسَ ذَاكَ لَكَ ، قَدْ نَزَلَ بِهَا كِتَابُ اللَّهِ ، وَاعْتَمَرْنَاهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَتَرَكَ عُمَرُ.
رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح.
2471/2- وفي رواية له : قَامَ أُبَيٌّ وَأَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَقَالاَ : أَلاَ تَعْلَمُ النَّاسُ أَمْرَ هَذِهِ الْمُتْعَةِ ؟ فَقَالَ : وَهَلْ بَقِيَ أَحَدٌ إِلَّا عَمِلهَا ، أَمَا أَنَا فَأَفْعَلُهَا.
2472- وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَفْرِدُوا الْحَجَّ وَدَعُوا قَوْلَ أَعْمَاكُمْ هذا , قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بن عَبَّاسٍ : إِنَّ الَّذِي أَعْمَى اللَّهُ قَلْبَهُ أَنْتَ أَلا تَسْأَلُ أُمَّكَ عَنْ هَذَا فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَقَالَتْ صَدَقَ ابن عَبَّاسٍ , جِئنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُجَّاجًا فَجَعَلْنَاهَا عُمْرَةً , فَحَلَلْنَا الإِحْلالَ كُلَّهُ حَتَّى سَقَطَتِ الْمَجَامِرُ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.@

(3/172)


2473- وَعَنْ مُسْلِمِ الْقُرِّيِّ ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , يَقُولُ : أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِالْعُمْرَةِ ، وَأَهَلَّ أَصْحَابُهُ بِالْحَجِّ .
رواه ابن أبي شَيْبَة.
2474- وَعَنْ جَابِر بن عَبد الله قال : لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بن الخَطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : إِنَّ الْقُرْآنَ هُوَ الْقُرْآنَ ، وَإِنَّ الرَّسُولَ هُوَ الرَّسُولُ ، وَإنَّمَا كَانَت مُتْعَتَان عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فأنا أنهى الناس عَنْهُمَا وَأُعَاقِبُ عَلَيْهِمَا إِحْدَاهُمَا مُتْعَةُ الحج ، فَافْصِلُوا حَجَّكُمْ مِنْ عُمْرَتِكُمْ فَإِنَّهُ أَتَمُّ لِحَجِّكُمْ وَأَتَمُّ لِعُمْرَتِكُمْ ، والأخرى : متعة النساء ، فَلاَ أَقْدِرُ عَلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً إِلَى أَجَلٍ إِلاَّ غَيَّبْتُهُ فِي الْحِجَارَةِ .
رواه أبو يعلى بسند صحيح ، ومسلم في صحيحه باختصار.
وله شاهد من حديث ابن عباس ، رواه الترمذي وحسنه ولفظه : تَمَتَّعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ، وَعُثْمَانَ ، وَأَوَّلُ مَنْ نَهَى عَنْهَا مُعَاوِيَةُ.
قال الترمذي : وَقَدِ اخْتَارَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَغَيْرِهِمُ التَّمَتُّعَ بِالْعُمْرَةِ , وَالتَّمَتُّعُ أَنْ يَدْخُلَ الرَّجُلُ بِعُمْرَةٍ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ ، ثُمَّ يَقُوم حَتَّى يَحُجَّ , فَهُوَ مُتَمَتِّعٌ وَعَلَيْهِ دَمٌ مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَصَامَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ ، وَيُسْتَحَبُّ لِلْمُتَمَتِّعِ إِذَا صَامَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ ، أَنْ يَصُومَ في الْعَشْرَ , وَيَكُونَ آخِرُهَا يَوْمَ عَرَفَةَ ، فَإِنْ لَمْ يَصُمْ فِي الْعَشْرِ صَامَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ ، فِي قَوْلِ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْهُمُ ابْنِ عُمَرَ ، وَعَائِشَةَ . وَبِهِ يَقُولُ مَالِكٌ ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ , وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لاَ يَصُومُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ , وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَأَصْحَاب الْحَدِيثِ يَخْتَارُونَ التَّمَتُّعَ بِالْعُمْرَةِ فِي الْحَجِّ . وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.@

(3/173)


2475- وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ تَمَتَّعَ مَعَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُتْعَةَ الْحَجِّ
رواه أبو يعلى بسند ضعيف ، لضعف زمعة بن صالح.
27- باب القرآن
2476- عَنْ سَعْدٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذِي الحليفة قَالَ : إِنِّي أُرِيدُ الْجَمْعَ بَيْنَ الْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ ، فَمَنْ أَرَادَ ذَلِكَ مِنْكُمْ ، فَلْيَقُلْ كَمَا أَقُولُ ، ثُمَّ لَبَّى ، قَالَ : بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ مَعًا.
رواه مُسَدَّد موقوفًا.
2477- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : قَدِمَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِي أَصْحَابٍ لَهُ قَدْ جَمَعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ، فَقِيلَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، إِنَّ عِمْرَانَ ، قَدِمَ فِي أَصْحَابٍ لَهُ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ : أَنِ اخْتَرْ أَحَدَهُمَا , قَالَ عِمْرَانُ : فَعَلْنَا ذَلِكَ مَعَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَنَهَانَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ، وَقَدْ خُيِّرْنَا ، فَأَنَا أَخْتَارُ الْحَجَّ.
رواه مُسَدَّد ورواته ثقات.
2478- وَعَنْ سَالِمِ بن عَبْدِ اللهِ : أَنَّ مُعَاوِيَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، جَعَلَ يَقُولُ لِبَعْضِ مَنْ حَضَرَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : فِي كَذَا كَذَا ؟ قَالُوا : بَلَى , قَالَ أَفَلَمْ يَقُلْ فِي شَأْنِ جَمْع الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ - أو قال : في التَّمَتُّعِ - نَهَى عَنْهَا , فَقَالَ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ فِي الْحَدِيثِ الأَوَّلِ وَاللَّهِ مَا قَالَ هَذَا وَمَا عَلِمْنَاهُ قَالَ.
رواه مُسَدَّد بسند رواته ثقات.@

(3/174)


2479- وَعَن ابن عباس , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : أَنْبَأَنِي أَبُو طَلْحَة أَنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَمَعَ بَيْنَ حَجه وَعُمْرَته.
رواه أحمد بن منيع ، وله شاهد من حديث ابن عُمَر ، ورواه ابن حبان في صحيحه.
2480- وَعَن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ ، أنه قَالَ : حَجَجْتُ مَعَ مَوْلاَيَ ، فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُلْتُ : أَعْتَمِرُ قَبْلَ أَنْ أَحُجَّ ؟ قَالَتْ : إِنْ شِئْتَ فَاعْتَمِرْ قَبْلَ أَنْ تَحُجَّ ، وَإِنْ شِئْتَ فَبَعْدَ أَنْ تَحُجَّ قُلْتُ : فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ : مَنْ كَانَ صَرُورَةٍ فَلاَ يَصْلُحُ أَنْ يَعْتَمِرَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ ، قَالَ : فَسَأَلْتُ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، فقَالُوا مِثْلَمَا قَالَتْ فَرَجَعْتُ إِلَيْهَا ، فَأَخْبَرْتُهَا بِقَوْلِهِنَّ ، فَقَالَتْ : نَعَمْ وَأَشْفِيكَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : أَهِلُّوا يَا آلَ مُحَمَّدٍ بُعُمْرَةٍ فِي حَجٍّ ، يَعْنِي : الْقِرَانَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَاللَّفْظُ لَهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
2480/2- وَأَبُو يَعْلَى ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِلَفْظٍ : أَنَّ أَبَا عِمْرَانَ حَجَّ مَعَ مَوَالِيهِ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ أُمَّ سَلَمَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي لَمْ أَحُجَّ قَطُّ ، فَأَيُّهُمَا أَبْدَأُ بِالْعُمْرَةِ ، أَوْ بِالْحَجِّ ؟ قَالَتْ : ابْدَأْ بِأَيِّهِمَا شِئْتَ قَالَ : ثُمَّ إِنِّي أَتَيْتُ صَفِيَّةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، فَسَأَلْتُهَا ، فَقَالَتْ لِي مِثْلَمَا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ قَالَ : ثُمَّ جِئْتُ أُمَّ سَلَمَةَ ، فَأَخْبَرْتُهَا بِقَوْلِ صَفِيَّةَ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : يَا آلَ مُحَمَّدٍ ، مَنْ حَجَّ مِنْكُمْ فَليُهلَ بِعُمْرَةٍ فِي حَجِّهِ ، أَوْ حَجَّتِهِ.
وَأَصْلُهُ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ ، وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ.@

(3/175)


28- باب إتمام الحج والعمرة وفضل متابعتهما
2481- عَنْ أَبِي سَعِيد قَالَ : قَامَ عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، حين استخلف فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ؛ فإن الله - تعالى - قد كانَ يُرَخِّصُ لِنَبِيِّهِ مَا شَاء ، وَإِنَّهُ قَدِ انطَلَقَ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَحَصِّنُوا فُرُوجَ هَذِهِ النِّساءِ ، وَأَتِمُّوا الحَجَّ والعُمرَةَ للّه .
رواه مُسَدَّد وأحمد بن منيع بسند رواته ثقات.
2482- وَعَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّ مُتَابَعَةَ بَيْنِهِمَا تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ وَالرِّزْقِ وَيَنْفِيَانِ الذُّنُوبَ.
رواه الحارث بن أبي أسامة واللفظ له.
2482/2- وأبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل بلفظ : تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ.
ومدار أسانيدهم على عاصم بن عُبَيد اللهِ العمري ، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث عُمَر بن الخطاب رواه الحميدي وابن أبي عُمَر ، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه ابن ماجة ، وآخر من حديث ابن مسعود رواه الترمذي ، والنسائي ، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.@

(3/176)


2483- وَعَن عباد بن سهيل بن أبي صالح ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ , فوالذي نفسي بيده فَإِنَّهُمَا لينْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ مُرْسَلاً بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبِّرِ.
2484- وَعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّ الْمُتَابَعَةَ بَيْنَهُمَا تَنْفِي الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ.
رواه الحارث ، وله شاهد من حديث عَبد الله بن مسعود رواه البَزَّار وابن حبان في صحيحه.
29- باب في الإحرام وفضله والتلبية وما جاء في التلبية في الأماكن المقدسة
2485- عَنْ يَحْيَى بْنِ سِيرِينَ ، أَنَّهُ حَجَّ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، فَحَدَّثَنَا أَنَّهُ أَحْرَمَ مِنَ الْعَقِيقِ , قَالَ : وَكَانَ يَقُولُ فِي تَلْبِيَتِهِ : لَبَّيْكَ حَجًّا حَقًّا ، تَعَبُّدًا وَرِقًّا.
رواه مُسَدَّد ، ورواته ثقات.@

(3/177)


2486- وَعَن عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ ، وَكَانَتْ تَلْبِيَتُهُ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ , وَهُوَ عَلَى بَعِيرٍ يعنق ، وَالإِبِل تعنق مَا تدركه.
رواه مُسَدَّد بسند ضعيف ، لجهالة بعض رواته.
2487- وَعَنْ عَبَّاد : حُدِّثْت ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، لَمَّا دَخَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ.
رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف ، لتدليس ابن إسحاق.
2488- وَعَن طارق بن شهاب ، عن عَبد الله ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : أَفْضَل الحَج العجُّ والثجُّ.
فالعج : العجيج , وأما الثج : فنحور الدماء.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.
2488/2- وأبو يعلى إلاَّ أنه قال : فَأَمَّا العَجُّ فَالتَّلْبِيَةُ ، وَأَمَّا الثَّجُّ فَنَحَرُ الإِبِل.
وله شاهد من حديث أبي بكر الصديق رواه الترمذي.
2489- وَعَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ فُلاَنٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا مِنْ رَجُلٍ يَضَعُ ثَوْبَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَتُصِيبُهُ الشَّمْسُ حَتَّى تَغْرُبَ إِلَّا غَرُبَتْ بِخَطَايَاهُ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف ، لضعف عاصم بن عُبَيد اللهِ العمري.
2490- وَعَن الأزرق بن قيس الحراني : أنه جاء رجل إلى ابن عُمَر وقد لبد رأسه وهو محرم فقال : ما تقول في هذا ؟ قال : ومن أنت ؟ قال : أنا مولاك ، فقال ابن عُمَر : إن عُمَر مولاك كان يقول في أقاربه وإمارته كلها وما قاله في خلافته : من لبد رأسه وضفريه فقد وجب عليه الحلق ، فقال الآخر : إنما صنعت كذا وكذا - كأنه يهون - قال ابن عُمَر : تيس وعنز ، وعنز وتيس.
رواه الحارث بن أبي أسامة بسند الصحيح.@

(3/178)


2491- وَعَن أنس ، رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنَّ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُلَبِّي : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ , لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ ، لاَ شَرِيكَ لَكَ.
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.
30- باب في صفة التلبية وتى تقطع وفيمن استحب الاقتصار عل تلبية رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم
2492- عَنِ ابْن عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : كَانَتْ تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ , لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ ، لاَ شَرِيكَ لَكَ .
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة والحارث بن أبي أسامة وأحمد بن حنبل بسند رواته ثقات.
2493- وَعَنْ أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : وَقَفْتُ مَعَ حُسَيْنٍ بْنِ عَلِيِّ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يَقُولُ : لَبَّيْكَ , لَبَّيْكَ , حَتَّى انْتَهَى إلَى الْجَمْرَةِ ، قُلْتُ لَهُ : مَا هَذَا الإِهْلاَلُ ، يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ؟! قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ أَبِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يُهِلُّ حَتَّى انْتَهَى إلَى الْجَمْرَةِ ، وَحَدَّثَنِي : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهَلَّ حَتَّى انْتَهَى إلَيْهَا.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة , وعنه أبو يعلى.@

(3/179)


2493/2- وَفِي رِوَايَةٍ لأَبِي يَعْلَى : عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : دَفَعْتُ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يَقُولُ : لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْجَمْرَةِ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا هَذَا الإِهْلاَلُ ، يَا أَبَا عَبْدِ الله ؟ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يُهِلُّ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْجَمْرَةِ ، وَحَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَهَلَّ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا , قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ الْحُسَيْنِ ، فَقَالَ : صَدَقَ.
2493/3- قال : وَأَخْبَرَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَكَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنه سَمِعَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْجَمْرَةِ.
2493/4- ورواه أحمد بن حنبل بسند رواته ثقات ولفظه : عَنْ أَبَان ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : أَفَضْتُ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ ، فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : أَفَضْتُ مَعَ أَبِي مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ.
وأصله في الصحيحين من حديث عَبد الله بن عباس ، عن أخيه الفضل.
2494- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا تَرَكَ التَّلْبِيَةَ حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ ، إِلاَّ أَنْ يَخْلِطَهَا بِتَكْبِيرٍ أَوْ تَهْلِيلٍ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.
2495- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ سَعْدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً ، يَقُولُ : لَبَّيْكَ ذَا الْمَعَارِجِ ، فَقَالَ : إِنَّهُ ذُو الْمَعَارِجِ ، وَلَكِن لَمْ نَقُل هَكَذَا وَنَحْنُ مَعَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رواه مُسَدَّد وأبو بكر بن أبي شَيْبَة وأبو يعلى وأحمد بن حنبل والحاكم وعنه البيهقي بسند رواته ثقات.
وله شاهد في السنن من حديث ابن عُمَر ، رواه أبو داود ، والتِّرمِذيّ وابن ماجة.@

(3/180)


31- باب في الصرورة وفسخ الحج إلى العمرة
2496- عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنِ ابْنِ أَخِي جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ : قامَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى الْمَرْوَةِ وَبِيَدِهِ مشِقَصٌّ ، يُقَصِّرُ بِهِ مِنْ شَعْرَهُ وَهُوَ يَقُولُ : دَخَلَت الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، لاَ صَرُورَةَ فِي الإِسْلاَمِ ، قال : وَتُثَجُّ الإِبِلُ ثَجًّا ، وَعُجَّوا بِالتَّكْبِيرِ عَجًّا.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن منيع بسند فيه منصور بن أبي سليمان ، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث ابن عباس رواه أبو داود في سننه.@

(3/181)


2497- وَعَن ابن عباس , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , رفعه قال : مَنْ أَرَادَ مِنْكُم الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ ، فَإِنَّهُ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ ، وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ .
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.
2498- وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ : أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ المُتْعَة فِي الْحَجِّ ، فَقَالَ : كَانَتْ لَنَا ، لَيْسَتْ لَكُمْ.
رواه إسحاق بن راهويه.
2499- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ حَفْصَةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ : أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُحِلَّ فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّ.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
32- باب في غسل المحرم وثيابه وما جاء في لبس الثوب المصبوغ للمحرم
2500- عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، قَالَ : سَأَلَتِ امْرَأَةٌ ابْنَ عُمَرَ : أَغْسِلُ ثِيَابِي وَأَنَا مُحْرِمَةٌ ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يَصْنَعُ بِدِرَّتِكِ شَيْئًا.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.
2501- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : الْمُحْرِمُ يَغْتَسِلُ ، وَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ إِنْ شَاءَ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورواته ثقات.@

(3/182)


2502- وَعَن ابن عباس مثله.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بإسناد حسن.
2503- وَعَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَلَى طَلْحَةَ ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْنِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ : مَا هَذَا ؟! قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ، إِنَّمَا هُوَ مِشْقٌ قَالَ : إِنَّكُمْ أَيُّهَا الرَّهْطُ أَئِمَّةٌ ، يَقْتَدِي بِكُمُ النَّاسُ ، وَلَعَلَّ الْجَاهِلَ أَنْ لَوْ رَآكَ أَنْ يَقُولَ : لَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى طَلْحَةَ ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْنِ ، فَنَلْبِسُ الثِّيَابَ الْمَصْبُوغَةَ فِي الإِِحْرَامِ ، فَلاَ أَعْرِفَنَّ مَا لَبِسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ ثَوْبًا مَصْبُوغًا فِي الإِِحْرَامِ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح . وهو أصل في سد الذرائع.
2504- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَخَّصَ فِي الثَّوْبِ الْمَصْبُوغِ لِلْمُحْرِمِ مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نَفْضٌ ، وَلاَ رَدْعٌ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأبو يعلى المَوْصِلِيّ بسند فيه الحسين بن عَبد الله ، وهو ضعيف.
2505- وَعَنْ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ : أن عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أبصر عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْن ، وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ : مَا هَذا ؟! فَقَالَ عَلِيُّ : مَا أَخَالُ أَحَدًا يُعَلِّمُنَا السُّنَّةَ
رواه أحمد بن منيع.@

(3/183)


33- باب ما يجوز للمرأة المحرمة لبسه وما لا يجوز
2506- عَنْ جَابِر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لاَ تَلْبَسُ الْمَرْأَةُ الْمُهِلَّةُ الثِّيَابَ الْمُطَيَّبَةَ ، وَتَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَةَ ، وَلاَ أَرَى الصُّفْرَةَ طِيبًا.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورواته ثقات.
2507- وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، حَدَّثَتْنِي أُخْتِي ، أَنَّهَا رَأَتْ عَائِشَةَ , رَضِيَ الله عَنْهَا , عَشِيَّةَ التَّرْوِيَةِ وَعَلَيْهَا درْعٌ مُوَرَّدٌ وَخِمَارٌ أَسْوَدُ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ.
2507/2- وفي رواية : عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ أُخْتِهِ وَأُمِّهِ ، أَنَّهُمَا دَخَلَتَا عَلَى عَائِشَةَ وَعَلَيْهَا دِرْعٌ مُوَرَّدٌ ، وَخِمَارٌ أَسْوَدُ ، فَقُلن لَهَا : أَتُغَطِّي الْمُحْرِمَةُ وَجْهَهَا ؟ فَرَفَعَتْ خِمَارَهَا هَكَذَا مِنْ قَبْلِ صَدْرِهَا إِلَى رَأْسِهَا ، وَقَالَتْ : لاَ بَأْسَ بِهَذَا.
رواهما مُسَدَّد موقوفًا ، وهو ضعيف من الطريقين لجهالة بعض رواته.
2508- وَعَنْ عَائِشَةَ : رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تُرَخِّصُ لِلْمُحْرِمَةِ فِي لِبْسِ الْقُفَّازَيْنِ.
رواه الحارث عن الواقدي.
34- باب ما يجتنبه المحرم وما يجوز له
2509- عن يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ ، وَعَلَيْهِ أَثَرُ الْخَلُوقِ ، أَوْ صُفْرَةٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، كَيْفَ أَفْعَلُ فِي عُمْرَتِي ؟ فَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْوَحْيَ ، فَسَتَرَ بِثَوْبٍ قَالَ : وَكَانَ أُمَيَّةُ يُحِبُّ أَنْ يَرَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَقَدْ نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ قَالَ : نَعَمْ فَرَفَعَ طَرَفَ الثَّوْبِ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ وَلَهُ غَطِيطٌ - قَالَ هَمَّامٌ : أَحْسَبُهُ قَالَ : كَغَطِيطِ الْبِكْرِ ، قَالَ : وَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْعُمْرَةِ ؟ قَالَ : أَنَا يَا رَسُولَ الله قَالَ : اغْسِلْ عَنْكَ أَثَرَ الْخَلُوقِ ، أَوْ أَثَرَ الصُّفْرَةِ ، وَاخْلَعِ الْجُبَّةَ ، وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ مَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ رِوَايَةِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ , وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ : عَنْ أَبِيهِ أُمية وَهَمٌ مِنَ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ شَيْخِ الْحَارِثِ.@

(3/184)


2510- وَعَنْ عَلِي بْن أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَيُّمَا رَجُلٍ تَزَوَّجَ وَهُوَ مُحْرِمٌ انْتَزَعْنَا مِنْهُ امْرَأَتَهُ ، وَلَمْ يَجُزْ نِكَاحُهُ.
رواه مُسَدَّد والبيهقي بسند رواته ثقات.
2511- وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا رَافِعٍ وَرَجُلاً مِنَ الأََنْصَارِ فَزَوَّجَاهُ مَيْمُونَةَ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ وَهُو حَلالٌ .
رواه مُسَدَّد مرسلاً بسند الصحيح.
2512- وَعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فَرَأَى رَجُلًا يُدْخِلُ رَأْسَهُ بَيْنَ السِّتْرِ وَالْبَيْتِ ، فَنَهَاهُ وَقَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْخِلَ الْمُحْرِمُ رَأْسَهُ بَيْنَ السِّتْرِ وَالْجِدَارِ ، أَو السِّتْرِ وَالْبَيْتِ.
رواه الحارث بن أبي أسامة.@

(3/185)


35- باب رفع الأيدي عند رؤية البيت وغيره وما جاء في تقبيل الحجر الأسود والمسح عليه
فيه حديث أبي أمامة , وتقدم في الاستسقاء في باب ما يقال عند رؤية المطر.
2513- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : تُرْفَعُ الأَيْدِي فِي سَبْعَةِ مَوَاطِنٍ : فِي بَدْءِ الصَّلاَةِ ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْبَيْتَ ، وَعَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَعَشِيَّةَ عَرَفَةَ ، وَبِجَمْعٍ ، وَعِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ ، وَعَلَى الْميْتِ.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر والبيهقي بسند فيه انقطاع.
2514- وَعَن جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيِّ ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَبَّلَ الْحَجَرَ وَسَجَدَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : رَأَيْتُ خَالِيَ ابْنَ عَبَّاسٍ قَبَّلَهُ وَسَجَدَ عَلَيْهِ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَبَّلَ الْحَجَرَ وَسَجَدَ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ عُمَرُ : لَوْ لَمْ أَرَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَبَّلَهُ مَا قَبَّلْتُهُ.
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمِنْ طَرِيقِهِ رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ.
2514/2- ورواه إسحاق بلفظ : كَانَ عُمَرُ يُقَبِّلُ الْحَجَرَ ، ثُمَّ يَسْجُدُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ يُقَبِّلُهُ ، ثُمَّ يَسْجُدُ عَلَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
2515- وَعَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ رَجُلٍ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْد عِنْدَ الْحَجَرِ فَقَالَ : إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ ، ثُمَّ قَبَّلَهُ ، قال : ثُمَّ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ فَوَقَفَ عِنْدَ الْحَجَرِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ ، وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ , ثم قبَّله.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.@

(3/186)


2516- وَعَن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : رأيت عُمَر بن الخطاب قبَّل الحجر وسجد عليه ، ثم عاد فقبله وسجد عليه ، ثم قال : هكذا رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صنع.
رواه أبو يعلى بسند ضعيف ، لضعف عُمَر بن هارون.
2517- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ الحَجَر وَيَضَعُ خَدَّهُ عَلَيْهِ.
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.
36- باب في استلام الحجر وتركه وما يقال عند استلامه
فيه حديث عبد الرحمن بن عوف ، وسيأتي في باب جمع الأسابيع.
2518- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كُنْتُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ فَبَدَأَ بِالْحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ.
رواه أبو داود الطيالسي بسند صحيح.@

(3/187)


2518/2- وعنه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ولفظه : كُنْتُ فِي الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْر ، فَبَدَأَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالْحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ هُوَ وَصَاحِبَه.
2519- وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ : حَجَّ مُعَاوِيَةُ وَابْنُ عَبَّاسٍ ، فَجَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، يَسْتَلِم الأَرْكَانَ كُلَّهَا ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : إِنَّمَا اسْتَلَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَّيْنِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَيْسَ مِنْ أَرْكَانِهِ شَيْءٌ مَهْجُورٌ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن حنبل ، ورجاله ثقات.
2520- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ, رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ ، فَمَا مَرَرْتُ بِهِ مُنْذُ رَأَيْتُهُ إِلاَّ اسْتَلَمْتُهُ . قَالَ نَافِعٌ : فَكَانَ ابنُ عُمَرَ يُزَاحِمُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا رَأَوْهُ أَوْسَعُوا لَهُ فَلَقَدْ وَقَعْتُ يَوْمًا فِي زِحَامِ النَّاسِ فَوَضَعَ رَجُلٌ مِرْفَقَهُ مِنْ خَلْفِي وَوَقَعَ الرَّجُلُ مِنْ أَمَامِهِ وَوَقَعْت مِنْ خَلْفِي ، فَمَا ظَنَنْتُ أَنْ أَنقلب حَتَّى يَقْتُلُونِي وَأَبَى هُوَ إِلاَّ أَنْ يَتَقَدَّمَ
رواه أبو يعلى.
2521- وَعَن أَبِي يَعْفُورٍ ، عَنْ شَيْخِهِ مِنْ خُزَاعَةَ - وَكَانَ اسْتَخْلَفَهُ الْحَجَّاجُ عَلَى مَكَّةَ - أَنَّ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُ , كَانَ رَجُلاً شَدِيدًا ، وَكَانَ يُزَاحِمُ عِنْدَ الرُّكْنِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عُمَرُ ، لاَ تُزَاحِمْ عَلَى الرُّكْنِ ، فَإِنَّكَ تُؤْذِي الضَّعِيفَ ، فَإِنْ رَأَيْتَ خَلْوَةً فَاسْتَلِمْهُ وَإِلاَّ فَاسْتَقْبِلْهُ ، وَهَلِّلْ ، وَكَبِّرْ ، وَامْضِ.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ.@

(3/188)


2522- وَعَن عَلِي بْن أَبِي طَالِب ، رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَرَّ بِالْحَجَرِ الأَسْوَدِ فَرَأَى عَلَيْهِ زِحَامًا اسْتَقْبَلَهُ وَكَبَّرَ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ إِيمَانًا بِكِتَابِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ.
رواه أبو داود الطيالسي.
2522/2- ومُسَدَّد ولفظه : أَنَّهُ كَانَ إِذَا اسْتَلَمَ الْحَجَرَ قَالَ : اللَّهُمَّ إِيمَانًا بِكَ ، وَتَصْدِيقًا بِكِتَابِكَ , وَاتِّبَاعًا لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه الطبراني في كتاب الدعاء ، والبيهقي في الكبرى ، ومدار الإسناد على الحارث الأعور وهو ضعيف.
37- باب فضل الحجر الأسود وما جاء في الركنين اللذين يليان الحجر
2523- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , رَفَعَهُ : قَالَ : لَوْلاَ مَا مَسَّهُ مِنْ أَنْجَاسِ الْجَاهِلِيَّةِ ، مَا مَسَّهُ ذُو عَاهَةٍ إِلَّا شُفِيَ ، وَمَا عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْجَنَّةِ شَيْءٌ غَيْرُهُ .
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.@

(3/189)


2523/2- ورواه الترمذي ولفظه : إِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ ، طَمَسَ اللَّهُ نُورَهُمَا ، وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا لأَضَاءَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ.
وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا لأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ.
ورواه ابن حبان في صحيحه ، والبيهقي في الكبرى.
وله شاهد من حديث ابن عباس ، رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد حسن.
2524- وَعَن مَحَمَّدِ بْن عَبَّادِ بْن جَعْفَر قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ : إِنَّ الرُّكْنَ يَمِينُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ يُصَافِحُ بِهَا عِبَادَهُ مُصَافَحَةَ الرَّجُلِ أَخَاهُ.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر موقوفًا بإسناد الصحيح.
2525- وَعَن علي بن أبي طالب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَرْفَعُوا الْحَجَرَ - يعني : قريشًا - اخْتَصَمُوا فِيهِ فَقَالُوا : يَحْكُمُ بَيْنَنَا أَوَّلُ رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ السِّكَّةِ ، قَالَ : فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ عليهم ، فَفَصَلَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي مِرْطٍ ، ثُمَّ تَرْفَعَهُ جَمِيعُ الْقَبَائِلِ كُلِّهَا ، وَرَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَومَئِذٍ رَجُل شَاب .
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.
2526- وَعَن ابن عباس , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نَزَلَ بِالحَجَرِ الأَسْوَد ، مَلَك.
رواه الحارث عن محمد بن عُمَر الواقدي وهو ضعيف.
2527- وَعَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ ، قَالَ : طُفْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ ، قَالَ يَعْلَى : فَكُنْتُ مِمَّا يَلِي البَاب ، فَلَمَّا بَلَغَ الرُّكْنَ الْغَرْبِيَّ الَّذِي يَلِي الأَسْوَدَ ، جَرَرْتُ يَدِي لأَسْتَلِمَ فَقَالَ : مَا شَأْنُكَ ؟ فَقُلْتُ : أَلا تَسْتَلِمُ ؟ فَقَالَ : أَلَمْ تَطُفْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : فَرَأَيْتَهُ يَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْغَرْبِيَّيْنِ ؟ فَقُلْتُ : لاَ ، قَالَ : أَفَلَيْسَ فِيهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : فَانبذْ عَنْكَ.
رواه مُسَدَّد وأحمد بن منيع واللفظ له ، وأبو يعلى وأحمد بن حنبل بسند فيه انقطاع ، والبيهقي وقال : قال الشافعي : وأما العلة فيهما فنرى أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم فكانا كسائر البيت.@

(3/190)


38- باب في ذكر الكعبة وبنائها ووصفها ووضع الحجر
2528- عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , ذُعِرْتُ ذُعْرًا شَدِيدًا ، وَكَانَ سَلُّ السَّيْفِ فِينَا عَظِيمًا , فَخَرَجْنَا إِلَى السُّوقِ فِي بَعْضِ الْحَاجَةِ , فَمَرَرْتُ بِبَابِ دَارٍ فَإِذَا سِلْسِلَةٌ مُعْتَرِضََة مُثَبَتَةٌ عَلَى الْبَابِ , وَإِذَا جَمَاعَةٌ , فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ فَمَنَعَنِي رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ ، قَالَ الْقَوْمُ : دَعْهُ , فَدَخَلْتُ فَإِذَا وِسَادَةٌ مَثْنِيَّةٌ , وَإِذَا جَمَاعَةٌ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَظِيمٌ الْبَطْنِ أَصْلَعُ فِي حُلَّةٍ لَهُ فَجَلَسَ فَقَالَ : سَلُونِي وَلاَ تَسْأَلُونِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَيُضَرُّ , فَقَالَ رَجُلٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ؟ قَالَ : وَيْحَكَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ : لاَ تَسْأَلْنِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَيُضَرُّ ؟! تِلْكَ الرِّيَاحُ , قَالَ : فَمَا الْحَامِلاَتِ وَقْرًا ؟ قَالَ : وَيْحَكَ ، أَلَمْ أَقُلْ لَكَ : لاَ تَسْأَلْنِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَيُضَرُّ ؟ هِيَ السَّحَابُ ، قَالَ : فَمَا الْجَارِيَاتِ يُسْرًا قَالَ : وَيْحَكَ ، أَلَمْ أَقُلْ لَكَ : لاَ تَسْأَلْنِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَيُضَرُّ ؟! تِلْكَ السُّفُن ، قَالَ : فَمَا الْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا قَالَ : وَيْحَكَ ، أَلَمْ أَقُلْ لَكَ : لاَ تَسْأَلْنِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَيُضَرُّ ؟! تِلْكَ الْمَلاَئِكَةُ , قَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الْبَيْتِ , هُوَ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ , قَالَ : كَانَتِ الْبُيُوتُ قَبْلَهُ وَقَدْ كَانَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلاَمُ @

(3/191)


يَسَكَنَ الْبُيُوتَ ، وَلَكِنَّهُ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ مُبَارَكًا وَهَدَى لِلْعَالَمِينَ ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ بِنَائِهِ ، قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ , تَعَالَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلاة وَالسَّلاَمُ أَنِ ابْنِ لِي بَيْتًا ، قَالَ : فَضِيقَ , إِبْرَاهِيمُ , عَلَيْهِ الصَّلاة وَالسَّلام , ذَرْعًا ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , رِيحًا يُقَالُ لَهَا السَّكِينَةُ وَيُقَالُ لَهَا : الْخَجُوجُ لَهَا عَيْنَانِ وَرَأْسٌ ، وَأَوْحَى اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , لإِبْرَاهِيمَ , عَلَيْهِ الصَّلاة وَالسَّلام , أَنْ يَسِيرَ إِذَا سَارَتْ , وَيَقِيلَ إِذَا قَالَتْ ، فَسَارَتْ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ , فَتَطَوَّقَتْ عَلَيْهِ مِثْلَ الْجحفَةِ وَهِيَ بِإِزَاءِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ ، وَإِسْمَاعِيلُ , عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ , يَبْنِيَانِ كُلَّ يَوْمٍ مَسَاقًا فَإِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِمَا الْحَرُّ اسْتَظَلَّا فِي ظِلِّ الْجَبَلِ , فَلَمَّا بَلَغَا مَوْضِعَ الْحَجَرِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِإِسْمَاعَيلَ , عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ : ائْتِنِي بِحَجَرٍ أَضَعُهُ يَكُونَ عَلَمًا لِلنَّاسِ فَاسْتَقْبَلَ إِسْمَاعِيلُ الْوَادِيَ , وَجَاءَهُ بِحَجَرٍ فَاسْتَصْغَرَهُ إِبْرَاهِيمُ وَرَمَى بِهِ وَقَالَ : جِئْنِي بِغَيْرِهِ , فَذَهَبَ إِسْمَاعِيلُ وَهَبَطَ جِبْرِيلُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِما السَّلاَمُ بِالْحَجَرِ الأسود فَجَاءَ إِسْمَاعِيلُ , فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ , عَلَيْهِ السَّلاَمُ : قَدْ جَاءَنِي مَنْ لَمْ يَكِلْنِي فِيهِ إِلَى حَجَرِكَ قَالَ : فَبَنَى الْبَيْتَ وَجَعَلُوا يَطُوفُونَ حَوْلَهُ وَيُصَلُّونَ حَتَّى مَاتُوا وَانْقَرَضُوا فَتَهَدَّمَ الْبَيْتُ فَبَنَتْهُ الْعَمَالِقَةُ , فَكَانُوا يَطُوفُونَ بِهِ حَتَّى مَاتُوا وَانْقَرَضُوا , فَتَهَدَّمَ الْبَيْتُ فَبَنَتْهُ قُرَيْشٌ , فَلَمَّا بَلَغُوا مَوْضِعَ الْحَجَرِ اخْتَلَفُوا فِي وَضْعِهِ فَقَالُوا : أَوَّلُ مَنْ يَطْلُعُ مِنَ الْبَابِ , فَطَلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : قَدْ طَلَعَ الأَمِينُ , فَبَسَطَ ثَوْبًا وَوَضَعَ الْحَجَرَ وَسَطَهُ , وَأَمَرَ بُطُونَ قُرَيْشٍ فَأَخَذَ كُلُّ بَطْنٍ مِنْهُمْ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ وَوَضَعَهُ بِيَدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رواه الحارث ، ورواه أبو داود الطيالسي ، وإسحاق بن راهويه ، والبيهقي في الكبرى.
وتقدم لفظهم في أول كتاب المساجد ، ورواه البيهقي من حديث ابن عباس وابن عُمَر.@

(3/192)


39- باب الصلاة في الحجر وعند باب الكعبة وما جاء في دخول الكعبة وفضلها والصلاة فيها وكسوتها
2529- عَنْ عَائِشَة , رَضِي الله عَنْهَا , قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَؤصَلِّي فِي الْكَعْبَةِ ؟ فَقَالَ : صَلِّي فِي الْحِجْرِ فَإِنَّهُ مِنَ الْكَعْبَةِ ، أَوْ قَالَ : مِنَ الْبَيْتِ.
رواه أبو داود الطيالسي بإسناد الصحيح.
2530- وَعنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : مَا أُبَالِي صَلَّيْتُ فِي الْحِجْرِ أَوْ فِي الْبَيْتِ.
رواه أبو يعلى موقوفًا.
2531- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : مَا طَافَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ إِلاَّ وَهُوَ مِنَ الْبَيْتِ.
رواه أبو يعلى.
2532- وَعَن عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ، كَانَ يُخْبِرُ أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ ، أَخْبَرَهُ : أَنَّهُ دَخَلَ الْبَيْتَ مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ فِي الْبَيْتِ ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا خَرَجَ فَنَزَلَ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ بَابِ الكَعْبَة.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بإسناد الصحيح.@

(3/193)


2532/2- وفي رواية له : دَخَلَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْبَيْتَ فَدَعَا فِي نَوَاحِيهِ ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
2532/3- ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند رجاله ثقات بلفظ : قَامَ فِي الْكَعْبَةِ وَلَمْ يَرْكَعْ وَلَمْ يَسْجُدْ.
2533- وَعَنْ مُجَاهِدٍ : {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} ؟ قَالَ : هُوَ كَقَوْلِكَ : ادْخُلْ وَأَنْتَ آمِنٌ.
رواه مُسَدَّد.
2534- وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَينِ عَنِ الصَّلاَةِ فِي الْكَعْبَةِ ، فَقَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ فِي الْكَعْبَةِ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح ، وله شاهد من حديث جابر ، وسيأتي في غزوة الفتح.
2535- وَعَن عطاء قال : العرش على الحرم .
رواه معاذ بن المثنى من زياداته عن غير مُسَدَّد في مسند مُسَدَّد.
2536- عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ ، قَالَ : خَرَجْتُ حَاجًّا ، فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ ، فَجَاءَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ فَدَخَلَ ، فَلَمَّا كَانَ بَيْنَ السَّارِيتَيْنِ مَشَى ، حَتَّى لَصَقَ بِالْحَائِطِ ، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، قَالَ : فَجِئْتُ حَتَّى صَلَيْتُ إِلَى جَنْبِهِ ، قَالَ : فَلَمَّا انْصَرَف َقُلْتُ لَهُ : إِنَّ أُنَاسًا يُصَلُّونَ هَاهُنَا وَهَاهُنَا ، فَأَيْنَ صَلَّى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : هَاهُنَا , أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم , صَلَّى ، فَقُلْتُ : كَمْ صَلَّى ؟ فَقَالَ : عَلَى هَذَا أَجِدُنِي أَلُومُ نَفْسِي ، مَكَثْتُ مَعَهُ عُمْرًا لَمْ أَسْأَلْهُ ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ ، خَرَجْتُ حَاجًّا ، فَجِئْتُ حَتَّى دَخَلْتُ الْبَيْتَ ، ثُمَّ قُمْتُ مَقَامَهُ ، قَالَ : فَجَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ حَتَّى قَامَ إِلَى جَنْبِي ، قَالَ : فَلَمْ يَزَلْ يزَحمُنِي ، حَتَّى أَخْرَجَنِي ، قَالَ : فَصَلَّى أَرْبَعًا.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل ولفظهما واحد بسند الصحيح.@

(3/194)


2537- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَبِّ أَسْعَدَ الْحِمْيَرِيِّ وَقَالَ : هُوَ أَوَّلُ مَنْ كَسَا الْبَيْتَ.
رواه الحارث بن أبي أسامة عن محمد بن عُمَر الواقدي وهو ضعيف.
2538- وَعَن العَبَّاسِ بْن عَبْدِ المُطَّلِب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : كَسَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ فِي حَجَّتِهِ الْحُبُرَاتِ.
رواه الحارث عن الواقدي أيضًا.
40- باب في الطواف بالبيت وفضله
2539- عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا يُحْصِيهِ ، كُتِبَتْ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةٌ ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ سَيِّئَةٌ ، وَرُفِعَتْ لَهُ دَرَجَةٌ ، وَكَانَ لَهُ عَدْلُ رَقَبَةٍ.
رواه أبو داود الطيالسي ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر والبيهقي.
2539/2- وعبد بن حميد ولفظه قال : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُزَاحِمُ عَلَى الحَجَر وَالرُّكْنِ الْيَمَانِي زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ ، فَقُلْتُ لَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إِنَّ مَسْحَهُمَا كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا , وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَنْ طَافَ أُسْبُوعًا فَأَحْصَاهُ كَانَ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَا يَرْفَعُ الْحَاجُّ قَدَمًا ، وَلاَ يَضَعُ أُخْرَى إِلاَّ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ ، وَحُطَّ عَنْهُ خَطِيئَةٌ وَرُفِعَ لَهُ دَرَجَةٌ.@

(3/195)


2539/3- وأَبُو يعلي ولفظه : قلت لاِبْن عُمَر : مَا لِي لاَ أَرَاكَ تَسْتَلِمُ إِلاَّ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ ، وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَ ؟ قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : إِنْ أَفْعَلْ فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اسْتِلاَمَهُمَا يَحُطُّ الْخَطَايَا . وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَنْ طَافَ أُسْبُوعًا يُحْصِيهِ ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ , وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَا رَفَعَ رَجُلٌ قَدَمًا ، وَلاَ وَضَعَهَا إِلاَّ كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ.
ورواه أحمد بن حنبل بتمامه ، وابن خزيمة في صحيحه ، والحاكم وصححه ، والطبراني ، وابن حبان في صحيحه ، ورواه الترمذي مختصرًا.
2540- وَعَن أَنَسٍ صَاحِبِ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَار ، وَرَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ ، فَلَمَّا سَلمَا قَالاَ : جِئْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِنَسْأَلكَ قَالَ : إِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُكُمَا بِمَا تَسْأَلاَنِي عَنْهُ فَعَلْتُ ، وَإِنْ شِئْتُمَا أَنْ أَسْكُتَ فَتَسْأَلاَنِي فَعَلْتُ . قَالاَ : أَخْبِرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَزْدَادُ إِيمَانًا - أَوْ نَزْدَادُ يَقِينًا ، شَكَّ إِسْمَاعِيلُ - فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ لِلثَّقَفِيِّ : سَلْ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , قَالَ : بَلْ أَنْتَ فَسَلْهُ ، فَإِنِّي لَأَعْرِفُ لَكَ حَقَّكَ , فَسَلْهُ , فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ : أَخْبِرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : جِئْتَنِي لِتَسْأَلنِي عَنْ مَخْرَجِكَ مِنْ بَيْتِكَ تَؤُمُّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ، وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ طَوَافِكَ بِالْبَيْتِ ، وَمَالَكَ فِيهِ ، وَعَنْ رَكْعَتَيْكَ بَعْدَ الطَّوَافِ ، وَمَا لَكَ فِيهِمَا ، وَعَنْ طَوَافِكَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ وُقُوفِكَ بِعَرَفَةَ وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ رَمْيِكَ الْجِمَارَ وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ نَحْرِكَ وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ حِلاَقِكَ رَأْسَكَ وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ طَوَافِكَ بَعْدَ ذَلِكَ وَمَا لَكَ فِيهِ - يعني : الإفاضة - قَالَ : وَالَّذِي @

(3/196)


بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لعَنْ هَذَا جِئْتُ أَسْأَلُكَ , قَالَ : فَإِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ تَؤُمُّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ، لَمْ تَضَعْ نَاقَتُكَ خُفًّا ، وَلَمْ تَرْفَعْهُ ، إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَكَ بِهِ حَسَنَةً ، وَمَحَا عَنْكَ بِهِ خَطِيئَةً ، وَرَفَعَ لَكَ بِهَا دَرَجَةً ، وَأَمَّا رَكْعَتَيْكَ بَعْدَ الطَّوَافِ ، فَإِنَّهُمَا كَعِتْقِ رَقَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ ، وَأَمَّا طَوَافُكَ بِالصَّفَا ، وَالْمَرْوَةِ ، فَكَعِتْقِ سَبْعِينَ رَقَبَةً ، وَأَمَّا وُقُوفُكَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيُبَاهِيَ بِكُمُ الْمَلاَئِكَةَ ، يَقُولُ : هَؤُلاَءِ عِبَادِي جَاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، يَرْجُونَ رَحْمَتِي وَمَغْفِرَتِي ، فَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُكُمْ عَدَدَ الرَّمْلِ ، أَوْ كَزَبَدِ الْبَحْرِ لَغَفَرْتُهَا ، أَفِيضُوا عِبَادِي مَغْفُورًا لَكُمْ ، وَلِمَنْ شَفَعْتُمْ لَهُ ، وَأَمَّا رَمْيُكَ الْجِمَارَ ، فَلَكَ بِكُلِّ حَصَاةٍ رَمَيْتَهَا تكفير كَبِيرَةٌ مِنَ الْكَبَائِرِ الْمُويِقَاتِ الْمُوجِبَاتِ ، وَأَمَّا نَحْرُكَ فَمَدْخُورٌ لَكَ عِنْدَ رَبِّكَ ، وَأَمَّا حِلاَق رَأْسَكَ فَبِكُلِّ شَعْرَةٍ حَلَقْتَهَا حَسَنَةٌ ، وَيُمْحَى عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةٌ , قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَإِنْ كَانَتِ الذُّنُوبُ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : إِذًا يُدَّخَرُ لَكَ فِي حَسَنَاتُكَ , وَأَمَّا طَوَافُكَ بِالْبَيْتِ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَإِنَّكَ تَطُوفُ وَلاَ ذَنْبَ لَكَ ، يَأْتِي مَلَكٌ ، حَتَّى يَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْكَ ، ثُمَّ يَقُولُ : اعْمَلْ لِمَا يُسْتَقْبَلُ ، فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا مَضَى قَالَ الثَّقَفِيُّ : أَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الصَّلاةِ ، قَالَ : إِذَا غَسَلْتَ وَجْهَكَ انْتَثَرَتِ الذُّنُوبُ مِنْ أَشْفَارِ عَيْنَيْكَ ، وَإِذَا غَسَلْتَ يَدَيْكَ انْتَثَرَتِ الذُّنُوبُ مِنْ أَظْفَارِ يَدَيْكَ ، وَإِذَا مَسَحْتَ بِرَأْسِكَ انْتَثَرَتِ الذُّنُوبُ عَنْ رَأْسِكَ ، وَإِذَا غَسَلْتَ رِجْلَيْكَ انْتَثَرَتِ الذُّنُوبُ مِنْ أَظْفَارِ قَدَمَيْكَ ، ثُمَّ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَاقْرَأْ مِنَ الْقُرْآنِ مَا تَيَسَّرَ ، ثُمَّ إِذَا رَكَعْتَ فَأَمْكِنْ يَدَيْكَ مِنْ رُكْبَتَيْكَ : وَافْرق بَيْنَ أَصَابِعِكَ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ، ثُمَّ إِذَا سَجَدْتَ فَمَكِنْ وَجْهَكَ مِنَ السُّجُودِ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ، وَصَلِّ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَآخِرِهِ , قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ صَلَّيْتُ الليل كُلَّهُ ؟ قَالَ : فَإِنَّك إِذًا أَنْتَ
رواه مُسَدَّد والبزار والأصبهاني بسند ضعيف ، لضعف إسماعيل بن رافع.
وله شاهد من حديث ابن عُمَر رواه الطبراني في الكبير ، والبزار ، وابن حيان في صحيحه ، ورواه الطبراني في الأوسط من حديث عبادة بن الصامت.@

(3/197)


2541- وَعَن عُرْوَة أن عَبد الله بن الزبير ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أهل هلال ذي الحجة ، ثم طاف وسعى ، ثم خرج .
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح.
2542- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا ، وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ ، فَهُوَ كَفَكِّ رَقَبَةٍ.
رواه أبو يعلى والأصبهاني موقوفًا بسند فيه راو لم يسم ، ورواه الترمذي من حديث ابن عباس.
41- باب ما يقال في الطواف
2543- عَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ وَقَفَ وَتَبَسَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَأَيْتُكَ وَقَفْتَ وَتَبَسَّمْتَ ! فَقَالَ : لَقِيَنِي عِيسَى يَطُوفُ مَعَهُ مَلَكَانِ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ.
رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه راوٍ لم يسم.
2544- وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ صُهْبَانَ قَالَ : رأيت عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَقُولُ بين الباب والركن - أو بين المقام والباب - {رَبِّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} .
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات ، والبيهقي في الكبرى ، وَقَالَ : قَالَ الشَّافِعِيُّ : أُحِبُّ كُلَّمَا حَاذَى بِهِ - يَعْنِي بِالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ - أَنْ يُكَبِّرَ وَأَنْ يَقُولَ فِي رَمَلِهِ : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا ، وَذَنْبًا مَغْفُورًا ، وَسَعْيًا مَشْكُورًا . وَيَقُولُ فِي الأطواف الْأَرْبَعَةِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَاعْفُ عَمَّا تَعْلَمُ ، وَأَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.@

(3/198)


42- باب ما جاء في جمع الأسابيع وركعتي الطواف وما يقرأ فيهما وجواز فعلهما في غير المسجد
فيه حديث أنس وتقدم في باب الطواف.
2545- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ ، عَنْ أُمِّهِ ، أَنَّ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، كَانَتْ تَطُوفُ ثَلاَثَةَ أَسَابِيعَ تَقْرِنُ بَيْنَهُنَّ ، ثُمَّ تُصَلِّي لِكُلِّ أُسْبُوعٍ رَكْعَتَيْنِ.
رواه مُسَدَّد ، وفي سنده راوٍ لم يسم.
2546- وَعَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقْرَأ فِي رَكْعَتَيَ الطَّوَافِ بـ {{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر معضلا ، وفي سنده موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف . لكن المتن له شاهد من حديث جابر بن عَبد الله ، رواه الترمذي وصححه.
2547- وَعَن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ قال : طفت مع عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، بعد صلاة الفجر ، فَرَكَبَ ، وَلَمْ يُسَبِّحْ حَتَّى أَتَى طُوَى فركع ركعتين .
رواه الحارث ، والبيهقي ، ورجاله ثقات.@

(3/199)


2548- وَعَن عَبد الرحمن بن عوف ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ صَنَعْتَ فِي اسْتِلاَمِ الْحَجَرِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : اسْتَلَمْتُ وَتَرَكْتُ قَالَ : أَصَبْتَ.
رواه الحارث ورجاله ثقات.
2549- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : طَافَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ النَّحْرِ ، ثُمَّ صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ يَلْتَفِتُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ يَمِينًا وَشِمَالًا , فَظَنَنَّا أَنَّ لِكُلِّ أُسْبُوعٍ رَكْعَتَيْنِ ، وَلَمْ يُسَلِّمْ.
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ بسند ضعيف ، لضعف عبد السلام بن أبي الجنوب.
2549/2- ومن طريقه رواه البيهقي في الكبرى ولفظه : طَافَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالْبَيْتِ ثَلاَثَةَ أَسَابِيع جَمِيعًا ثُمَّ أَتَى الْمَقَامَ فَصَلَّى خَلْفَهُ سِتَّ رَكَعَاتٍ يُسَلِّمُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ يَمِينًا وَشِمَالاَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَرَادَ أَنْ يُعَلِّمَنَا
43- باب في المرأة تكبر وتعقد ولا تستلم الحجر وما جاء في طوافها منتقبة وفيمن رأى امرأة في الطواف فأعجبته
2550- عن مَنْبُوذ ، عَنْ أمه ، قَالَت : كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ , رَضِيَ الله عَنْهَا , إِذِ أتتها مَوْلاَةٌ لَهَا ، فَقَالَتْ : إني اسْتَلَمْتُ الْحَجَرَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ بسَبْعٍ طُفْتُهُ ، فَقَالَتْ : لاَ أجَرَ لكِ - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا - هلَّا كَبَّرْتِ وَعَقَدْتِ ، وَمَرَرْتِ ، أَرَدْتِ أَنْ تُدافِعِي الرِّجَالَ !.
رواه مُسَدَّد.@

(3/200)


2551- وَعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ ، أَنَّ عَائِشَة , رَضِيَ الله عَنْهَا , كَانَتْ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ مُنْتَقِبَةً , قَالَ : وَكَانَ عَطَاءٌ يَكْرَهُهُ ، حَتَّى حَدَّثَتْهُ هَذَا الْحَدِيثِ ، فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يُفْتِي بِهِ.
رواه مُسَدَّد.
2552- وَعَن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ رَأَيْتُ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْنِي ، وَكَانَ يُقَالُ : لاَ يَضُرُّكُ حُسْنُ امْرَأَةٍ لاَ تَعْرِفُهَا.
رواه أحمد بن منيع.
44- باب الطواف في المطر على الراحلة وفي الخفاف والنعال
2553- عن دَاوُدَ بْنِ عَجْلاَنَ ، قَالَ : طُفْنَا مَعَ أَبِي عِقَالٍ فِي مَطَرٍ ، فَلَمَّا قَضَيْنَا طَوَافَنَا ، آوَيْنَا نَحْوَ الْمَقَامِ ، فَوَقَفَ بِنَا دُونَ الْمَقَامِ ، فَقَالَ : أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا تُسَرُّونَ بِهِ ؟ قُلْنَا : بَلَى قَالَ : طُفْتُ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَالْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ ، فَلَمَّا قَضَيْنَا طَوَافَنَا صَلَّيْنَا خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ فَقَالَ لَنَا : اسْتَأْنِفُوا الْعَمَلَ ، َقَدْ غُفِرَ لَكُمْ مَا مَضَى هَكَذَا قَالَ لَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَطُفْنَا مَعَهُ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَلَفْظُهُمَا مُتَقَارِبٌ ، وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا ، وَابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ ، كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ أَبِي عِقَالٍ.
2554- وَعَنِ ابنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ : طَافَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ، يَسْتَلِمُ الأَرْكَانَ بِمِحْجَنٍ كان مَعَهُ.
رواه أبو يعلى ، وفي سنده موسى بن عبيدة.@

(3/201)


2555- وَعَنْ قُدَامَةَ بن عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَلَى نَاقَةٍ فَيَسْتَلِمُ الحجر بِمِحْجَنِهِ .
رواه أبو يعلى وعبد اللّه بن أحمد بن حنبل في زوائده على المسند بسند رجاله ثقات.
وله شاهد من حديث ابن عباس ، رواه أصحاب السنن : أبو داود ، والتِّرمِذيّ ، والنسائي.
2556- وَعَن عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ الله ، عن عبد الله بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، وَهُوَ يَحْدُو ، وَعَلَيْهِ خُفَّانِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ , رَضِيَ الله عَنْهُ : مَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَعْجَبُ حِدَاؤُكَ حَوْلَ الْبَيْتِ ، أَوْ طَوَافُكَ فِي خُفَّيْكَ قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ هَذَا عَلَى عَهْدِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ ، رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ عَلِيَّ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ الله.
2557- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الطَّوَافِ ، فَانْقَطَعَ شِسْعه ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَاوِلْنِي أُصْلِحُهُ , قَالَ : هَذِهِ الأَثَرَةُ ، وَلاَ أُحِبُّ الأَثَرَةَ.
رواه أبو داود الطيالسي ، وفي سنده عاصم بن عُبَيد اللهِ أيضًا.@

(3/202)


2557/2- وكذا رواه أبو يعلى ولفظه : أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، فَانْقَطَعَ شِسْعُهُ ، فَأَخْرَجَ رَجُلٌ شِسْعًا مِنْ نَعْلِهِ ، فَذَهَبَ يَشُدُّهُ فِي نَعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَانْتَزَعَهَا , وَقَالَ : هَذِهِ أَثَرَةٌ ، وَلاَ أُحِبُّ الأَثَرَةَ.
45- باب في الرمل وفيما ينزل على البيت من الرحمة للطائفين وغيرهم
2558- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عُمَرَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ طَافَ فَأَرَادَ أَلاَ يَرْمُلَ قَالَ : إِنَّمَا رَمَلَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلِيهِ وَسَلَّم لِيَغِيظَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ قَالَ : أَمْرٌ فَعَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ فَرَمَلَ.
رواه أبو داود الطيالسي , عن زمعة , عن سلمة بن وهرام ، وهو سند ضعيف.
2558/2- ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند رجاله ثقات ولفظه : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : رَمَلَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلِيهِ وَسَلَّم فِي حَجه وعُمَرِه ، وَأَبُو بَكْر وَعُمَر وَعُثْمَان وَالخُلَفَاء بَعْدَهُ.
2559- وَعَن أبي الطفيل ، رَضِيَ الله عَنْهُ : أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ.
رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل بإسناد حسن ، وله شاهد من حديث ابن عُمَر ، رواه أبو داود وابن ماجة وأصله في صحيح مسلم من حديث عَبد الله بن عَمْرو.@

(3/203)


2560- وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى إِلَى الصَّفَا فَبَدَأَ بِهِ نَهَارًا فَوَقَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ نَزَلَ فَمَشَى حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَطْنِ الْوَادِي فَرَمَلَ , وَرَمَلَ النَّاسُ مَعَهُ حَتَّى جَاوَزوا الْوَادِيَ ثُمَّ مَشَى.
رواه الحارث عن الواقدي ، وهو ضعيف.
2561- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُنَزِّلُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , كُلَّ يَوْمٍ مِئَةَ رَحْمَةٍ : سِتُّونَ مِنْهَا لِلطَّائِفِينَ , وَعِشْرُونَ مِنْهَا لِأَهْلِ مَكَّةَ , وَعِشْرُونَ مِنْهَا لِسَائِرِ النَّاسِ.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
2561/2- ورواه البيهقي ولفظه : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُنَزِّلُ اللَّهُ كُلَّ يَوْمٍ على حجاج بيته الحرام عِشْرِينَ وَمِئَةَ رَحْمَةٍ ، سِتِّينَ لِلطَّائِفِينَ ، وَأَرْبَعِينَ لِلْمُصَلِّينَ ، وَعِشْرِينَ لِلنَّاظِرِينَ.
رواه البيهقي ، وحسن الحافظ المنذري إسناده.
46- باب وجوب الطواف بين الصفا والمروة وأن غيره لا يجزىء عنه
فيه حديث أنس ، وتقدم في باب الطواف ، وحديث ابن عُمَر ، وسيأتي في باب الوقوف بعرفة.
2562- وَعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ ، أَنَّهَا رَأَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن خَوْخَةٍ لَهَا ، وَهُوَ يَسْعَى فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ ، وَهُوَ يَقُولُ : لاَ يُقْطَعُ الوَادِي - أو قال : الأَبْطَحُ إِلاَّ شَدًّا.
رواه مُسَدَّد.@

(3/204)


2562/2- وابن أبي عُمَر ولفظه : عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي نَوْفَلٍ ، أَنَّهَا اطَّلَعَتْ مِنْ خَوْخَةٍ لَهَا ، فَرَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الصَّفَا ، وَالْمَرْوَةِ ، وَهُوَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ ، فَاسْعَوْا , قالت : فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وَهُوَ يَسْعَى : رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ ، إِنَّكَ أَنْتَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ.
2562/3- وفي رواية له : رسول الله رَأَيْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا ، وَالْمَرْوَةِ ، وَرَأَيْتُهُ إِذَا أَتَى عَلَى بَطْنِ الْوَادِي يَسْعَى حَتَّى تَبْدُوَ رُكْبَتَاهُ , صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
2562/4- ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل بلفظ : عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي تَجْرَاةٍ , قَالَتْ : نَظَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فِي نِسْوَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَإِنَّهُ ليَسْعَى فِي آخِرِ النَّاس وَهُوَ يَقُولُ : اسْعَوْا فَإِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ , فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَسْعَى وَمِئزره يَدُورُ مِنْ شِدَّةِ السَّعْيِ.
2562/5- وفي رواية لأحمد بن حنبل ، والحاكم وعنه البيهقي , عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي تَجْرَاةَ قَالَتْ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَالنَّاسُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ وَرَاءَهُمْ ، وَهُوَ يَسْعَى حَتَّى أَرَى رُكْبَتَيْهِ مِنْ شِدَّةِ السَّعْيِ يَدُورُ إِزَارُهُ ، وَهُوَ يَقُولُ : اسْعَوْا فَإِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ . لفظ أحمد بن حنبل.
2563- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : يَا أَهْلَ مَكَّةَ ، إِنَّمًا طَوَافُكُمْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ إِذَا رَجَعْتُمْ مِنْ مِنًى . وكان عطاء يقول لمن يقدم : يطوف ويسعى ، ثم يخرج .
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.@

(3/205)


2564- وَعَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنَّهُ طَافَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَانْحَدَرَ ، وَسَعَى ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ثُمَّ وَقَفَ حَتَّى أَدْرَكَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ :
حَبَّذَا مَكَّةَ مِنْ وَادِي ... بِهَا أَهْلِي وَعُوَّادِي
بِهَا أَمْشِي بِلاَ هَادِيَ ... بِهَا تَرْسُخُ أَوْتَادِي
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَبَّذَا هِيَ.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند ضعيف ، لضعف طلحة بن عَمْرو.
2565- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ, رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، يَمْشِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ قَالَ : إِنْ مَشَيْتُ فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي ، وَإِنْ سَعَيْتُ فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْعَى.
رواه عَبد بن حُمَيد ، ورجاله ثقات.
2566- وَعَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يومًا حارًّا مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ وَهُوَ مُرْدِفِي إِلَى نُصُبٍ مِنَ الأَنْصَابِ ، وَقَدْ ذَبَحْنَا لَهُ شَاةً فَأَنْضَجْنَاهَا ، قَالَ : فَلَقِيَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، فَحَيَّا كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا صَاحِبَهُ بِتَحِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا زَيْدُ ، مَالِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شَنِفُوا لَكَ ! قَالَ : وَاللَّهِ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ ذَلِكَ لِغَيْرِ نَائِلَةٍ لِي مِنْهُمُ ، وَلَكِن خَرَجْتُ أَبْتَغِي هَذَا الدِّينَ فَخَرَجْت حَتَّى أَقْدَمَ عَلَى أَحْبَارِ فَدَكَ فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : مَا هَذَا بِالدِّينِ الَّذِي أَبْتَغِي , فَخَرَجْتُ أَقْدَمَ عَلَى أَحْبَارِ الشَّامِ , فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ ، فَقُلْتُ : مَا هَذَا @

(3/206)


بِالدِّينِ الَّذِي أَبْتَغِي ، فَقَالَ شَيْخٌ مِنْهُمْ : إِنَّكَ لَتَسْأَلُ عَنْ دِينٍ مَا نَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا يَعْبُدُ اللَّهَ بِهِ إِلَّا شَيْخًا بِالْحِرةِ , قَالَ : فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدُمَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : أَنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ الشَّوْكِ وَالْقَرَظِ , فَقَالَ : إِنَّ الدِّين الَّذِي تَطْلُبُ قَدْ ظَهَرَ بِبِلاَدِكَ ، قَدْ بُعِثَ نَبِيٌّ ، قَدْ طَلَعَ نَجْمُهُ ، وَجَمِيعُ مَنْ رَأَيْتُهُمْ فِي ضَلاَلٍ ، فَلَمْ أُحِسَّ بِشَيْءٍ بَعْده يَا مُحَمَّدُ , قَالَ : وَقَدَّمَ إِلَيْهِ السُّفْرَةَ ، فَقَالَ : مَا هَذَا يَا مُحَمَّد ؟ قَالَ : شَاةٌ ذَبَحْنَاهَا لِنُصُبٍ مِنَ الأَنْصَابِ , قَالَ : فَقَالَ : مَا كُنْتُ لِآكُلَ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ : وَتَفَرَّقْنَا , قَالَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ : فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ فَطَافَ بِهِ ، وَأَنَا مَعَهُ ، وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، قَالَ : وَكَانَ بالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ صَنَمَانِ مِنْ نُحَاسٍ أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ : إِسَاف وَالآخَرُ يُقَالُ لَهُ : نَائِلَةُ ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا طَافُوا تَمَسَّحُوا بِهِمَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَمَسَّحْهُمَا ، فَإِنَّهُمَا رِجْسٌ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لَأَمَسحَنَّهُمَا حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَسَّحْتُهُمَا فَقَالَ : يَا زَيْدُ ، أَلَمْ تُنْهَ ؟ , قَالَ : وَمَاتَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو ، وَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدٍ : إِنَّهُ يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ وأحمد بن حنبل مختصرًا والنسائي في الكبرى بسند رجاله ثقات.
47- باب الرواح إلى منى والصلاة فيها ، ثم عرفة والإياب منها وما يقال في ليلة عرفة
2567- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَتَى جِبْرِيلُ إِبْرَاهِيمَ , رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَرَاحَ بِهِ إِلَى مِنًى ، فَصَلَّى بِهِ الصَّلَوَاتِ جَمِيعًا ، ثُمَّ صَلَّى بِهِ الْفَجْرَ ، ثُمَّ غَدَا بِهِ إِلَى عَرَفَةَ ، فَنَزَلَ بِهِ حَيْثُ يَنْزِلُ النَّاسُ ، ثُمَّ صَلَّى بِهِ الصَّلاَتَيْنِ جَمِيعًا ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الْمَوْقِفَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ كَأَعْجَلِ مَا يُصَلِّي أحد من الناس الْمَغْرِبَ أَفَاضَ ، ثُمَّ أَتَى بِهِ جَمْعًا فَصَلَّى بِهِ الصَّلاَتَيْنِ جَمِيعًا ، ثُمَّ بَاتَ حَتَّى إِذَا كَانَ كَأَعْجَلِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ الْفَجْرَ صَلَّى بِهِ الْفَجْرَ , ثُمَّ وَقَفَ بِهِ حَتَّى إِذَا كَانَ كَأَبْطَأِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ ، أَفَاضَ بِهِ إِلَى مِنًى ، فَرَمَى الْجَمْرَةَ ، ثُمَّ ذَبَحَ وَحَلَقَ ، ثُمَّ أَفَاضَ بِهِ ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ , تَعَالَى , بَعْدُ إِلَى نَبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم : {أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.@

(3/207)


2567/2- ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر ولفظه : أَفَاضَ جِبْرِيلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى أَتَى مُزْدَلِفَةَ فَنَزَلَ بِهَا وَبَاتَ ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ كَأَعْجَلِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ وَقَفَ بِهِ كَأَبْطَأِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَى مِنًى ، فَرَمَى وَذَبَحَ ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُحَمَّدٍ {ثُمَّ أَوْحَينَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِن الْمشرِكِينَ}.
2567/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ : أَنَّ رَجُلاً مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ لِعَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو : إِنِّي مُضْعَفٌ مِنَ الأَهْلِ وَالْحُمُولَةِ ، وَإِنَّمَا حُمَولَتُنَا هَذِهِ الْحُمُرُ الدَّبَّابَةُ أَلاَ أَفِيضُ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ ؟ قَالَ : أَمَّا إِبْرَاهِيمُ ، فَإِنَّهُ بَاتَ بِمِنًى ، حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ وَطَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ سَارَ إِلَى عَرَفَةَ ، حَتَّى يَنْزِلَ مَنْزِلاً مِنْهَا ، ثُمَّ رَاحَ ، ثُمَّ وَقَفَ مَوْقِفَهُ مِنْهَا حَتَّى إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ أَفَاضَ ، حَتَّى إِذَا أَتَى جَمْعًا نَزَلَ مَنْزِلَهُ مِنْهُ حَتَّى بَاتَ بِهِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ صَلاَةُ الصُّبْحِ الْمُعَجَّلَةُ وَقَفَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ الصُّبْحُ الْمُسْفِرُ أَفَاضَ فَتِلْكَ مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَقَدْ أُمِرَ نِبِيُّكُمْ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَتَّبِعَهُ.
وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى : مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَهُوَ ضَعِيفٌ.
2568- وعَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , بِعَرَفَاتٍ ، فَلَمَّا أفضنا أفضت معه حَتَّى إذا أتى المضيق بين المأزمين أناخ فذهب لحاجته ، فأنخنا ونحن نرى أنه يريد الصلاة ، فقال غلامه : إنه ليس يريد الصلاة إنما ذهب لحاجته . ولكنه ذكر أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لما مرَّ بهَذَا الْمَكَانِ قَضَى حَاجَتَهُ ، فمن أراد منكم أن يقضي حاجته فليفعل ، فلما جاء جعلت أصب علية الماء فتوضأ ، ثم ركب حتى أتى جمعًا فعرض راحلته فصلى إليها ، فصلى المغرب ثلاثًا ، ثم أتبعها بركعتين فجعلنا ننتظره العشاء فقمنا فصلينا ثم نمنا ، فلما طلع الفجر أتى الموقف وصلى الفجر بغلس ، ثم وقف ووقفنا معه حتى أفاض.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند رجاله ثقات ، وأحمد بن منيع ، وأحمد بن حنبل.
وتقدم في العلم في باب اتباع الكتاب والسنة.@

(3/208)


2569- وَعَنْ نَافِعٍ : أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَسْفَرَ بِالدَّفْعَة ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : طُلُوعُ الشَّمْسِ ، يَنْتَظِرُونَ ! صَنِيعَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَدَفَعَ ابْنُ عُمَرَ ، وَدَفَعَ النَّاسُ بِدَفْعِهِ ، وَدَفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات ، وله حكم المرفوع.
2570- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : لَمَّا أَفَاضَ الرَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْ عَرَفَاتٍ ، أَوْضَعَ النَّاسُ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مُنَادِيًا فَنَادَى : لَيْسَ الْبِرُّ بِإِيضَاعِ الْخَيْلِ وَلا الرِّكَابِ ، قَالَ : فَمَا رَأَيْتُ رَافِعَة يَدَهَا عَادِيَةً حَتَّى أَتَى جَمْعًا.
رواه أحمد بن منيع.
2571- وَعَن عَبد الله بن مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ قَالَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ هَذِهِ الْعَشْرَ كَلِمَاتٍ أَلْفَ مَرَّةٍ ، لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ ، إِلَّا قَطِيعَةَ رَحِمٍ أَوْ مَأْثَم : سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الأَرْضِ مَوْطِئُهُ ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي النَّارِ سُلْطَانُهُ ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْقُبُورِ قَضَاؤُه ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْهَوَاءِ نِعْمَتُهُ ، سُبْحَانَ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ ، سُبْحَانَ الَّذِي وَضَعَ الأَرْضَ ، سُبْحَانَ الَّذِي لاَ مَنْجَا مِنْهُ إِلَّا إِلَيْهِ.
رواه أبو يَعْلَى والطبراني في كتاب الدعاء بسند ضعيف ، لضعف عزرة بن قيس.@

(3/209)


48- باب في النزول بوادي نمرة والوقوف بعرفة ومزدلفة وما يفعله من فاته الحج
فيه حديث أنس ، وتقدم في باب الطواف.
2572- وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : الْحَجُّ عَرَفَةُ ، وَالْعُمْرَةُ الطَّوَافُ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند رجاله ثقات.
2573- وَعَن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَنْزِلُ وَادِى نَمِرَةَ ، فَلَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ أَىَّ سَاعَةٍ كَانَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَرُوحُ فِى هَذَا الْيَوْمِ ؟ فَقَالَ : إِذَا كَانَ ذَلِكَ رُحْنَا فَأَرْسَلَ الْحَجَّاجُ رَجُلاً فقال : إذا راح فأعلمني ، فأَرَادَ ابْنُ عُمَرَ أَنْ يروح , قَالُوا : لَمْ تَزِغْ الشَّمْسُ ، فَجَلَسَ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يروح ، فقَالُوا : لَمْ تَزِغْ الشَّمْسُ فَجَلَسَ فَلَمَّا أَنْ قَدْ زَالَت الشَّمْسُ راح.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، ورجاله ثقات.
2574- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنَّهُ كَانَ لاَ يَرَى بأسًا أَنْ يَنْزِلَ بالأَبْطَحِ ، وَيَقُولُ : إِنَّمَا أَقَامَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ.
رواه الحارث بسند فيه الحجاج بن أرطاة.@

(3/210)


2575- وعَنِ ابْنِ رَبِيعَةَ الْقُرَشِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِعَرَفَاتٍ مَعَ الْمُشْرِكِينِ ، وَرَأَيْتُهُ وَاقِفًا فِي الإِِسْلاَمِ فِي ذَلِكَ الْمَوْقِفِ ، فَعَرَفْتُ أَنَّ اللَّهَ وَفَّقَهُ لِذَلِكَ.
رواه إسحاق بن راهويه.
2576- وَعَن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ وَكُلُّ جَمْعٍ مَوْقِفٌ وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ.
رواه الحارث عن الواقدي ، وهو ضعيف.
2576/2- ورواه أحمد بن حنبل من وجه آخر ولفظه : كُلُّ عَرَفَاتٍ مَوْقِفٌ ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ ، وَكُلُّ مُزْدَلِفَةَ مَوْقِفٌ ، وَارْفَعُوا عَنْ مُحَسِّرٍ ، وَكُلُّ فِجَاجِ مِنًى مَنْحَرٌ ، وَكُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ.
وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب , رواه الترمذي ، وآخر من حديث ابن عباس رواه البَزَّار.
2577- وَعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ خَالِدِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَرَفَةُ يَوْمٌ يَعْرِفُ النَّاسَ.
رواه الحارث بن أبي أسامة.@

(3/211)


2578- وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ خَمَاشَةَ الْجُهَنِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِعَرَفَةَ : عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ إِلَّا بَطْنُ عَرَنَةَ ، وَالْمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ، إِلَّا بَطْنُ مُحَسِّرٍ.
رواه الحارث عن الواقدي ، وهو ضعيف.
2579- وَعَن رَافِع أَنَّ رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ فَقَالَ : هَذَا الْمَنْحَرُ ، وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ .
رواه أبو يَعْلَى.
2579/2- وَفِي رِوَاية لَهُ : غَدَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى أصبح بجمع حتى وَقَفَ عَلَى قُزَحَ بالْمُزْدَلِفَةِ ثم قال : هَذَا الْمَوْقِفُ ، وَكُلُّ الْمُزْدَلِفَةِ مَوْقِفٌ ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ مُحَسِّرٍ ، ثُمَّ دَفَعَ حِينَ أَسْفَرَ.
2580- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : مَنْ أَدْرَكَ عَرَفَةَ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ ، وَمَنْ فَاتَهُ عَرَفَةُ فَقَدْ فَاتَهُ الْحَجُّ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح.
2580/2- والبيهقي في الكبرى ولفظه : مَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ النَّحْرِ مِنَ الْحَاجِّ ، فَوَقَفَ بِجِبَالِ عَرَفَةَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ ، وَمَنْ لَمْ يُدْرِكْ عَرَفَةَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَقَدْ فَاتَهُ الْحَجُّ ، فَلْيَأْتِ الْبَيْتَ ، فَلْيَطُفْ بِهِ سَبْعًا وَيَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعًا ، ثُمَّ لِيَحْلِقْ أَوْ ليُقَصِّر إِنْ شَاءَ ، وَإِنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَنْحَرْهُ قَبْلَ أَنْ يَحْلِقَ ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ وَسَعْيِهِ فَلْيَحْلِقْ أَوْ ليُقَصِّر ، ثُمَّ لِيَرْجِعْ إِلَى أَهْلِهِ ، فَإِنْ أَدْرَكَهُ الْحَجُّ من قَابِل فَلْيَحُجَّ إِنِ اسْتَطَاعَ وَلْيَهْدِ فِي حجه ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا فَلْيَصُمْ عَنْهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ ، وَسَبْعَةً إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ.@

(3/212)


49- باب في الدعاء ومغفرة الله تعالى لعباده يوم عرفة
2581- عَنْ عَلِيٍّ بن أبي طالب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَكْثَرُ دُعَائِي وَدُعَاءِ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي بِعَرَفَةَ : لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا ، وَفِي بَصَرِي نُورًا ، وَفِي قَلْبِي نُورًا ، اللَّهُمَّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ وَسْوَاسِ الصُّدُورِ ، وَشَتَاتِ الأُمُورِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا يَلِجُ فِي اللَّيْلِ ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَلِجُ فِي النَّهَارِ ، وَمِنْ شَرِّ مَا تَهُبُّ بِهِ الرِّيَاحُ ، وَشَرِّ بَوَائِقِ الدَّهْرِ.
رواه إسحاق بن راهويه والبيهقي بسند ضعيف ، لضعف موسى بن عُبيدة ، ورواه الطبراني في كتاب الدعاء من غير هذا الوجه.
2582- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقَفَ بِعَرَفَاتٍ وَقَالَ هَكَذَا ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ نَحْوَ ثَنْدُوَتَيْهِ.
2582/2- وفي رواية : وَقَفَ بِعَرَفَة فَجَعَلَ يَدْعُو هَكَذَا ، وَجَعَلَ ظَهْرَ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي صَدْرَه.
رواه أحمد بن منيع ومدار الطريقين على بشر بن حرب ، وهو ضعيف.
2583- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : لَقَدْ رُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ رَافِعًا يَدَيْهِ ، ليُرَى مَا تَحْتَ إِبْطَيْهِ.
رواه أحمد بن منيع.@

(3/213)


2584- وَعَن شُعَيْب بن أَبِي حَمْزَة يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِلاَلًا غَدَاةَ جَمْعٍ يُنَادِي فِي النَّاسِ أَنْ أَنْصِتُوا ، أَوِ اصْمُتُوا ، فَفَعَلَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَطَاوَلَ عَلَيْكُمْ فِي جَمْعِكُمْ ، فَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ ، وَوَهْبَ لِمُحْسِنِكُمْ مَا سَأَلَ ، ادْفَعُوا بِسْمِ اللَّهِ.
رواه مُسَدَّد معضلا.
2585- وَعَنِ ابْن عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : إِنَّ اللَّهَ ، عَزَّ وَجلَّ ، يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ الْمَلاَئِكَةَ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا.
2586- وَعَن أَنَس بْن مَالِك ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : إِنَّ اللَّهَ - تعالى - تطوَّل عَلَى أَهْلِ عَرَفَاتٍ يُبَاهِي بهم الْمَلاَئِكَةَ يَقُولُ : يَا مَلاَئِكَتِي ، انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا ، غُبْرًا أَقْبَلُوا يَضْرِبُونَ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، فأشهدكم أَنِّي قَدْ أَجَبْتُ دَعَاءهُمْ ، وَشَفَعْتُ رَغْبَتَهُمْ ، وَوَهَبْتُ مُسِيئَهُمْ لِمُحْسِنِهِمْ ، وَأَعْطَيْتُ مُحْسِنَهُمْ جَمِيعَ مَا سَأَلُونِي غَيْرَ التَّبِعَاتِ الَّتِي بَيْنَهُمْ ، فَلَمَّا أَفَاضَ الْقَوْمُ إِلَى جَمْعٍ وَوَقَفُوا وَعَادُوا فِي الرَّغْبَةِ وَالطَّلَبِ إِلَى اللهِ فَيَقُولُ : يَا مَلاَئِكَتِي ، عِبَادِي وَقَفُوا فَعَادُوا إلى الرَّغْبَةِ وَالطَّلَبِ ، فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَجَبْتُ دُعَاءَهُمْ ، وَوَهَبْتُ مُسِيئَهُمْ لِمُحْسِنِهِمْ ، وَأَعْطَيْتُ مُحْسنهمْ جَمِيعَ مَا سَأَلُونِي ، وَكَفَلْتُ عَنْهُمُ التَّبِعَاتِ الَّتِي بَيْنَهُمْ.
رواه أحمد بن منيع ، وأَبُو يَعْلَى واللفظ له ، ومدار إسناديهما على يزيد الرقاشى ، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث العباس بن مرداس ، رواه الطيالسي , وأحمد بن حنبل ، وابن ماجة ، والبيهقي ، وآخر من حديث جابر بن عَبد الله ، وتقدم في باب العمل الصالح في عشر ذي الحجة.@

(3/214)


2587- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لاَ يَبْقَى أَحَدٌ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ . قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ : أَلأَهْلِ مُعَرَّفِ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً ؟ قَالَ : بَلْ لِلنَّاسِ عَامَّةً.
رواه عبد بن حميد.
2588- وَعَن طَالِبُ بْنُ سَلْمَى بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِنَا أَنَّهُ سَمِعَ جَدِّي ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومئذٍ : أَلاَ إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى هَذَا الْجَمْعِ فَقَبِلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ ، وَشَفَّعَ مُحْسِنَهُمْ فِي مُسِيئِهِمْ ، فَتَجَاوَزَ عَنْهُمْ جَمِيعًا .
رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف ، لجهالة بعض رواته.
50- باب ما جاء في صوم يوم عرفة بعرفة وصون الأعضاء فيه
2589- عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ ، بِعَرَفَةَ.
رواه أبو داود الطيالسي والحاكم بإسناد حسن.
2589/2- وَرَوَاهُ الحَاكِم أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَة ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَحَدَّثَنَا عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ نَهَى عَنْ صَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ.
وَعَن الحاكم روى البيهقي الطريقين معًا.
وقال : والمحفوظ عن عكرمة ، عن أبي هريرة.@

(3/215)


2590- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ .
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى بسند رجاله ثقات.
ولما تقدم شواهد في كتاب الصوم.
2591- وَعَنْهُ قَالَ : كَانَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , رَدِيفَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ ، فَجَعَلَ الْفَتَى يُلاَحِظُ النِّسَاءَ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ ، وَجَعَلَ رَسُول الله يَصْرِفُ وَجْهَهُ بِيَدِهِ مِنْ خَلْفِهِ مرارًا ، وَجَعَلَ الْفَتَى يُلاَحِظُ إِلَيْهِنَّ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : يا ابْنَ أَخِي ، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَلِسَانَهُ غُفِرَ لَهُ.
رواه أبو داود الطيالسي وابن خزيمة والطبراني والبيهقي ، وأَبُو يَعْلَى وأحمد بن حنبل بإسناد صحيح.
51- باب الدفع من عرفات والإيضاع في وادي محسر وأخذ الحصى منه
2592- عن عُمَر بن ذر : سمعت مجاهدًا يقول : أردف النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يوم عرفة أسامة ، فقال الناس : هذا صاحبنا ، يخبرنا ما صنع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : فكف رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم زمام راحلته حتى أصاب رأسها وسط الرحل أو كاد يصيبه ، يسير سيًرا هينًا ، لا يزيد على السير الهين ، ويشير بيده إلى الناس : السكينة يا أيها الناس السكينة , حتى دفع إلى جمع ، ثم @

(3/216)


أردف الفضل فقال الناس : هذا صاحبنا يخبرنا ما صنع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فصنع ما صنع بالأمس لا يزيد على هذا السير العنق حتى دفع إلى وادي محسر ، فلما دفع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إلى وادي محسر دفع معه حتى استوت به الأرض حتى خرج من الوادي.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، عن رجل لم يسم ، ورواه الحاكم مطولا ، وعنه البيهقي في الكبرى.
وله شاهد من حديث ابن عباس رواه أحمد بن حنبل في مُسْنَده.
2593- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا بَلَغْنَا وَادِيَ مُحَسِّرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خُذُوا حَصَى الْجِمَارِ مِنْ وَادِي مُحَسِّرٍ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف ، لجهالة بعض رواته.
2594- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقِفُونَ بِعَرَفَاتٍ ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ ، كَأَنَّهَا الْعَمَائِمُ عَلَى رُءُوسِ الرِّجَال أَفَاضُوا ، ثُمَّ وَقَفُوا بِالْمُزْدَلِفَةِ ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ عَلَى رُءُوسِ الْرِّجَال دَفَعُوا ، فَلَمَّا جَاءَ الإِِسْلاَمُ ، أَخَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّفْعَةَ مِنْ عَرَفَاتٍ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ ، وَعَجَّلَ الدَّفْعَةَ مِنْ جَمْعٍ ، فَدَفَعَ مِنْهَا حِينَ أَسْفَرَ كُلُّ شَيْءٍ فِي الْوَقْتِ الآخَرِ ، وَصَلَّى فِيهِ بِغَلَسٍ.
رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف ، لضعف زمعة بن صالح ، وأخرجه أحمد مختصرًا عن أبي داود عن زمعة.@

(3/217)


52- باب ما جاء في مسجد الخيف والنزول بمنى ورمي الجمار وصفته وقدر الحصى ورمي الرعاء ليلاً.
فيه حديث أنس ، وتقدم في الطواف.
2595- عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا قَدِمْنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ نَزَلْنَا الْخَيْفَ . وَالْخَيْفُ مَسْجِدُ مِنًى.
رواه مُسَدَّد معضلا ، ورجاله ثقات.
2596- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ مُعَاذٌ أَوِ ابْنُ مُعَاذٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْزَلَ النَّاسَ بِمِنًى مَنَازِلَهُمْ ، فَأَنْزَلَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارَ شُعَبَهُمْ ، قَالَ : وَعَلَّمَ النَّاسَ مَنَاسِكَهُمْ ، قَالَ : وَفَتَحَ اللَّهُ أَسْمَاعَنَا ، فَإِنَّا لَنَسْمَعُ وَنَحْنُ فِي رِحَالِنَا ، فَكَانَ فِيمَا عَلَّمَنَا أَنْ قَالَ : إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ فَارْمُوهَا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ.
رواه الحميدي.
2597- وَعَن حَرْمَلَةَ بْنَ عَمْرٍو ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : حَجَجْتُ مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَجَّةَ الْوَدَاعِ وأَنَا غُلام مُرْدِفِي عَمِّي ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا إِحْدَى أُصْبُعَيْهِ عَلَى الأُخْرَى ، فَقُلْتُ لِعَمِّي : مَاذَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : يَقُولُ : ارْمُوا الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ.
رواه مُسَدَّد.
2597/2- وأحمد بن حنبل بسند رجاله ثقات ، ولفظه : حَجَجْتُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مُرْدِفِي عَمِّي سِنَانُ . قَالَ : فَلَمَّا وَقَفْنَا بِعَرَفَاتٍ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره.@

(3/218)


2598- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ مَوْلَى عَمْرو بن عُثْمَان أَنَّهُ سَمِعَ عَبد الله بْنِ عُثْمَانَ يُخْبِرُ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حَيَّةَ يُفْتِي النَّاسَ ، أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِمَا رَمَى بِهِ الرَّجُلُ فِي الجِمَارِ مِنْ الحَصَى - يعني : مِنْ عَدَدِه - فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، فَذُكِرَ ذلك لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، فَقَالَ : صَدَقَ أَبُو حَيَّةَ , وَكَانَ أَبُو حَيَّةَ بَدْرِيًّا.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.
2599- وَعَنْ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ ، قَالَ : نَظَرْنَا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، يَوْمَ النَّفْرِ الأَوَّلِ ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا تَقْطُرُ لِحْيَتُهُ مَاءً ، فِي يَدِهِ حَصَيَاتٍ وَفِي حزته حَصَيَاتٍ ، مَاشِيًا يُكَبِّرُ فِي طَرِيقِهِ ، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الأُولَى ، فَرَمَاهَا ، حَتَّى انْقَطَعَ مِنَ فضض الحصى حيث لا يَنَالَهُ حَصَى مَنْ رَمَى ، ثُمَّ دَعَى سَاعَةً ، ثُمَّ مَضَى إِلَى الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى ، ثُمَّ الأُخْرَى.
رواه مُسَدَّد.
2600- وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو بن الأَحْوَصِ ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جُنْدُبٍ ، رضي الله عنها ، قَالَتْ : رَأَيْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي يَوْمَ النَّحْرِ وَهُوَ عَلَى دَابَّتِه ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَتَبِعَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ , وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا بِهِ بَلاَءٌ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ , إنَّ هَذَا ابْنِي وَبَقِيَّةُ أَهْلِي ، وَإِنَّهُ بِهِ بَلاَءً لاَ يَتَكَلَّمُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ائْتُونِي بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ , فَأُتِيَ بِمَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَمَضْمَضَ فَاهُ ، ثُمَّ أَعْطَاهَا ، فَقَالَ : اسْقِيهِ مِنْهُ وَصُبِّي عَلَيْهِ مِنْهُ وَاسْتَشْفِي اللَّهَ لَهُ ، قَالَ : فَلَقِيتُ الْمَرْأَةَ ، فَقُلْتُ : لَوْ وَهَبْت لِي مِنْهُ ، فَقَالَتْ : إنَّمَا هُوَ لِهَذَا الْمُبْتَلَى , قَالَتْ : فَلَقِيت الْمَرْأَةَ مِنَ الْحَوْلِ فَسَأَلْتُهَا عَنِ الْغُلاَمِ ، فَقَالَتْ : بَرَأَ وَعَقَلَ عَقْلاً لَيْسَ كَعُقُولِ النَّاسِ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه عَبد بن حُمَيد بإسناد حسن.@

(3/219)


2600/2- ورواه أحمد بن منيع ، ولفظه : قَالَتْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ رَاكِبًا وَوَرَاءَهُ من يَسْتُرُهُ مِنْ رَمْيِ النَّاسِ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ لاَ يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَنْ رَمَى منكم الجِمارَ فَلْيَرْمِهِ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ , وَرَأَيْتُ بَيْنَ أَصبعِهِ حَجَرًا , فَرَمَى وَرَمَى النَّاسُ ثُمَّ انْصَرَفَ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنٌ لَهَا بِهِ مَسٌّ فَقَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ابْنِي فَأَمَرَهَا فَدَخَلَتْ بَعْضَ الأَخْبِيَةِ فَجَاءَتْ بِتَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ فَأَخَذَهُ في يَدِهِ فَمَجَّ فِيهِ وَدَعَا فِيهِ وَغَسَّلَ فِيهِ يَدَه ثُمَّ أَمَرَهَا فَقَالَ اسْقِيهِ قَالَت : فَتَبِعْتُهَا فَقُلْتُ لَهَا : هَبِي لِي مِنْ هَذَا الْمَاءِ فَقَالَتْ : خُذِي مِنْهُ فَأَخَذْتُ مِنْهُ فَسَقَيْتُ ابْنِي فَعَاشَ فَكَانَ مِنْ بِرِّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ .
2600/3- ورواه أبو يَعْلَى ولفظه : قالت : رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم واقفًا عند الجمرة في بطن الوادي يقول : أيها الناس ، لا يقتل بعضكم بعضًا ، واذا رميتم الجمار فارموا بمثل حصى الخذف . قالت : ثم رمى عندها ثم انطلق.
2601- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِلرِّعَاءِ ، أَنْ يَرْمُوا الْجِمَارَ لَيْلًا.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.
2601/2- والبيهقي بلفظ : الرَّاعِي يَرْمِي بِاللَّيْلِ وَيَرْعَى بِالنَّهَارِ.
ورواه الحاكم وعنه البيهقي من حديث ابن عُمَر.@

(3/220)


53- باب في قبول حصى الجمار ، وما جاء في سبب الرمي
2602- عن أبي سعيد الخدري ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : حصى الجمار ما يقبل منه رفع ، وما ردَّ تُرِك ، ولولا ذلك كان أطول من ثبير.
رواه مُسَدَّد موقوفًا واللفظ له.
2602/2- والطبراني في الأوسط ، والحاكم وصححه ، ولفظه : عن أبي سعيد الخدري قال : قلنا : يا رسول الله ، هذه الجمار التي نرمي كل سنة فنحسب أنها تنقص . قال : ما تقبل منها رفع ، ولولا ذلك لرأيتموها مثل الجبال .
وفي إسناديهما يزيد بن سنان مختلف في توثيقه.
ورواه البيهقي في سننه من حديث ابن عباس ، وابن عُمَر.
2603- وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَافَ عَلَى بَعِيرٍ بِالْبَيْتِ ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ قَالَ : صَدَقُوا وَكَذَبُوا قُلْتُ : مَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا ؟ ، قَالَ : صَدَقُوا ؛ طَافَ عَلَى بَعِيرٍ وَلَيْسَ بِسُنَّةٍ ؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يصْرف النَّاسُ عَنْهُ وَلاَ يُدْفَعُ ، فَطَافَ عَلَى بَعِيرٍ كَيْ يَسْمَعُوا كَلاَمَهُ ، وَلاَ تَنَالَهُ أَيْدِيهِمْ قُلْتُ : يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ رَمَلَ بِالْبَيْتِ ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ فَقَالَ : صَدَقُوا وَكَذَبُوا قُلْتُ : مَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا ؟ ، قَالَ : صَدَقُوا ؛ قَدْ رَمَلَ وَكَذَبُوا ؛ لَيْسَتْ @

(3/221)


بِسُنَّةٍ ؛ إِنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ : دَعُوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ حَتَّى يَمُوتُوا مَوْتَ النَّغَفِ فَلَمَّا صَالَحُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَنْ يَجِيئُوا مِنْ الْعَامِ المقبل فَيُقِيمُوا بِمَكَّةَ ثَلاَثَة ، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ ، وَالْمُشْرِكُونَ مِنْ قِبَلِ قُعَيْقِعَانَ قَالَ لأَصْحَابِهِ : ارْمُلُوا وَلَيْسَ بِسُنَّةٍ قُلْتُ : يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ قَالَ : صَدَقُوا ؛ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ , عليه الصلاة والسلام لَمَّا أُرِيَ الْمَنَاسِكَ عَرَضَ لَهُ شَّيْطَانٌ عِنْدَ الْمَسْعَى ، فَسَابَقَهُ ، فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيمُ , عليه السلام , ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى أَتَى بِهِ مِنًى ، فَقَالَ : مُنَاخُ النَّاسِ هَذَا ، ثُمَّ انْتَهَى إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ ، فَعَرَضَ لَهُ شَيْطَانٌ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ بِهِ إِلَى جَمْرَةِ الْوُسْطَى ، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ ، ثُمَّ أَتَى جَمْرَةَ الْقُصْوَى ، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ ، ثُمَّ أَتَى بِهِ جَمْعًا فَقَالَ : هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ ، ثُمَّ أَتَى بِهِ عَرَفَةَ فَقَالَ : هَذِهِ عَرَفَةُ , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَتَدْرِي لِمَ سِمِّيَتْ عَرَفَةَ ؟ ، قَالَ : لاَ قَالَ : لأَنَّ جِبْرِيلَ , عليه السلام , قَالَ لَهُ : أَعَرَفْتَ ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَتَدْرِي كَيْفَ كَانَتِ التَّلْبِيَةُ ؟ قُلْتُ : وَكَيْفَ كَانَتِ التَّلْبِيَةُ قَالَ : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ , عليه السلام , لَمَّا أُمِرَ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ أُمِرَتِ الْجِبَالُ فَخَفَضَتْ رُءُوسَهَا وَرُفِعَتْ لَهُ الْقُرَى ، فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ.
رواه أبو داود الطيالسي واللفظ له بسند رجاله ثقات ، والحميدي ، وأحمد بن منيع.
ورواه مسلم ، وأَبُو داود مختصرًا ، وأحمد بن حنبل مطولاً.
وسيأتي في آخر علامات النبوة , في باب ذكر إبراهيم وإسماعيل.@

(3/222)


54- باب في الحلق والتقصير والإحلال والصلاة بمنى
فيه حديث أنس ، وتقدم في باب الطواف ، وحديث ابن عمر ، وتقدم في باب الوقوف بعرفة.
2604- وَعَن مَالِك بْن رَبِيعَة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَاتَ يَوم : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ , قَالَ : يَقُولُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : وَالْمُقَصِّرِينَ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الثَّالِثَةِ ، أَوْ الرَّابِعَة : وَللْمُقَصِّرِينَ , وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مَحْلُوقُ رَأْسِي ، لا يَسُرُّنِي أَنْ لِي بِحَلْقِ رَأْسِي حُمْرُ النَّعَمِ أَوْ خِطْرًا عَظِيمًا.
رواه مُسَدَّد ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل بسند واحد ، ورجاله ثقات.
2605- وَعَن وَهْبِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ قَارِبٍ ، أَوْ مَارِبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ ، يَقُولُ : يَرْحَمُ الله الْمُحَلِّقِينَ وَأَشَارَ بِيَدِهِ هَكَذَا ، وَمَدَّ الْحُمَيْدِيُّ يَمِينه ، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، وَالْمُقَصِّرِينَ ؟ قَالَ : يَرْحَمُ الله الْمُحَلِّقِينَ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، وَالْمُقَصِّرِينَ ؟ قَالَ : يَرْحَمُ الله الْمُحَلِّقِينَ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، وَالْمُقَصِّرِينَ ؟ وَأَشَارَ الْحُمَيْدِيُّ بِيَدِهِ ، وَلَمْ يَمُدَّ مِثْلَ الأُولَى .
قَالَ سُفْيَانُ : وَجَدْتُ فِي كِتَابٍي , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ مَارِبٍ وَحِفْظِي : قَارِبٍ وَالنَّاس تقول : قَارِبٌ كَمَا حَفِظْتُ فَأَنَا أَقُولُ قَارِبٌ ، أَوْ مَارِبٌ.
رَوَاهُ الُحُمَيْدِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ثَلاَثَتُهُمْ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ بِهِ.@

(3/223)


2606- وَعَنْ حُبْشِي بْنِ جُنَادَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ وَاِلْمُقَصِّرِينَ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَاِلْمُقَصِّرِينَ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُقَصِّرِينَ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن حنبل.
قال البخاري : إسناد حديث حبشي فيه نظر.
2607- وَعَنْ عَطَاءٍ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : إذَا رَمَى الْجَمْرَةَ وَذَبَحَ وَحَلَقَ ، فَقَدَ حَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ النِّسَاءَ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة مرسلا ، وعنه أبو يَعْلَى.
2608- وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا رَمَيْتُمْ وَحَلَقْتُمْ ، فَقَدْ حَلَّ لَكُمُ الطِّيبُ وَكُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ النِّسَاءَ.
رواه الحارث بسند ضعيف ، لضعف الحجاج بن أرطاة.
2609- وَعَنْ أُمِّ عُمَارَةَ نُسَيْبَةَ بِنْتِ كَعْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : أَنَا أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ يَنْحَرُ بُدْنَهُ قِيَامًا ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وَقَدْ حَلَقَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ دَخَلَ قُبَّةً لَهُ حَمْرَاءَ ، فَرَأَيْتُهُ أَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنْ قُبَّتِهِ وَهُوَ يَقُولُ : يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ ، ثَلاَثًا ، ثُمَّ قَالَ : وَلِلْمُقَصِّرِينَ.
رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف.@

(3/224)


2610- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَلَقَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَأَصْحَابُهُ إِلاَّ أَبَا قَتَادَةَ وَعُثْمَانَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ ، قَالُوا : وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ ، قَالُوا : وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : وَالْمُقَصِّرِينَ فِي الثَّالِثَةِ .
رواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل ، وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عُمَر.
2611- وَعَن حفصة ، رَضِيَ الله عَنْهَا , قَالَتْ : أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُحِلَّ فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند الصحيح.
2612- وَعَنْ مَعْقِل بْنُ يَسَارٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : حَجَجْتُ مَعَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَوَجَدَ عَائِشَة تُنْزَعُ ثيابهَا ، فَقَالَ : مَا لَكِ ؟ قَالَتْ : أُنْبِئْتُ أَنَّكَ أَحْلَلْتَ وَأَحْلَلْتَ أَهْلَكَ قَالَ : أَجل مَنْ لَيْسَ مَعَهُ بَدَنَةٌ ، فَأَمَّا نَحْنُ ، فَلم نَحِلُّ ، وإِنَّ مَعَنَا بُدنًا ، حَتَّى نَبْلُغَ عَرَفَاتٍ إلى الحَج .
رواه أبو يَعْلَى.
2613- وَعَن عُرْوَة أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صلى بمنى ركعتين ، وأن أبا بكر صلى بمنى ركعتين ، وأن عُمَر صلى بمنى ركعتين ، وأن عثمان صلى شطر إمارته ركعتين .
رواه مُسَدَّد مرسلا ، ورجاله ثقات.@

(3/225)


2613/2- وأَبُو يَعْلَى من طريق دَاوُد بْنِ أَبِي عَاصِمٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ وَهُوَ بِمِنًى : لَم تُقَصر هَاهُنَا ؟ قَالَ : صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ ، وَأَبُو بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ وَعُمَرُ رَكْعَتَيْنِ , وَصَلاَّهَا عُثْمَانُ سِتَّ سِنِينَ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ جَعَلُوهَا أَرْبَعًا ، فَكُنَّا إِذَا صَلَّيْنَاهَا مَعَهُمْ صَلَّيْنَا أَرْبَعًا ، وَإِذَا صَلَّيْنَا عَلَى حِدَةٍ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ.
قال الترمذي : وروي عن ابن مسعود أنه قال : صليت مع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بمنى ركعتين ، ومع أبي بكر ركعتين ، ومع عُمَر ركعتين ، ومع عثمان ركعتين صدرًا من إمارته . قال : وقد اختلف أهل العلم في تقصير الصلاة بمنى لأهل مكة ، فقال بعض أهل العلم : ليس لأهل مكة أن يقصروا بمنى إلاَّ من كان بمنى مسافرًا . وهو قول ابن جريج وسفيان الثوري ويحيى القطان والشافعي وأحمد وإسحاق . وقال بعضهم : لا بأس لأهل مكة أن يقصروا الصلاة بمنى . وهو قول الأوزاعي ومالك وابن عيينة وعَبد الرحمن بن مهدي.
55- باب خطبة النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بمنى
2614- عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَمَنْ شَهد خُطْبَةَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أوَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ , قال : قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، أَلاَ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ ، وَلاَ أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ ، إِلاَّ بِالتَّقْوَى ألا هَلْ بَلَّغْتُ ؟ قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ , ثُمَّ قَالَ : أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالُوا : يَوْمٌ حَرَامٌ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ قَالُوا : شَهْرٌ حَرَامٌ ، قَالَ : أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قَالُوا بَلَدٌ حَرَامٌ ، قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ بَيْنَكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ - قَالَ : فَلاَ أَدْرِي قَالَ : وَأَعْرَاضَكُمْ ، أَمْ لاَ - كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا , أَبَلَّغْتُ ؟ قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات ، وأحمد بن حنبل ، والحارث ، وتقدم لفظه في باب سماع الحديث.@

(3/226)


2615- وَعَنْ مُرَّةَ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَامَ فِينَا النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ مُخَضْرَمَةٍ , فَقَالَ : أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ يَوْمُكُمْ هَذَا ؟ قَالَ : قُلْنَا : يَوْمُ النَّحْرِ ، قَالَ : صَدَّقْتُمْ ، يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ ، قَالَ : أَتَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ شَهْرُكُمْ هَذَا ؟ قَالَ : قُلْنَا : ذُو الْحِجَّةِ ، قَالَ : صَدَّقْتُمْ ، قَالَ : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا , وَشَهْرِكُمْ هَذَا , وَبَلَدِكُمْ هَذَا , أَلاَ وَإِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ , فَلاَ تُسَوِّدُوا وَجْهِي ، أَلاَ وَقَدْ رَأَيْتُمُونِي وَسَمِعْتُمْ مِنِّي ، وَسَتُسْأَلُونَ عَنِّي فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ , أَلاَ وَإِنِّي مُسْتَنْقِذٌ رِجَالاً - أَوْ أُنَاسًا - وَمُسْتَنْقَذٌ مِنِّي آخَرُونَ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيُقَالُ : إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ .
رواه مُسَدَّد ورجاله ثقات ، ورواه النسائي في الكبرى ، وابن ماجة مختصرًا من طريق مرة ، عن عَبد الله بن مسعود به.
2616- وَعَنْ أَبِي غَادِيَةَ - رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : خَطَبَنَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْعَقَبَةِ فَقَالَ : يَأَيُّهَا النَّاسُ ، أَلاَ إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إِلَى أَنْ تَلْقَوُا اللَّهَ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ أَلاَ بَلَّغْتُ ؟ قَالَ : قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ ، أَلاَ لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند رواته ثقات.@

(3/227)


2617- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا قال : إِنَّ هَذِهِ السُّورَةَ نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بِمِنًى وَهُوَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} حَتَّى خَتَمَهَا فَعَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ الْوَدَاعُ ، فَأَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ فَرُحِلَتْ لَهُ فَرَكِبَ فَوَقَفَ للنَّاسِ بِالْعَقَبَةِ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ فَحَمِدَ اللَّهُ ، وَأثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْل ، فَقَالَ : يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ كُلَّ دَمٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ هَدَرٌ وَأَوَّلُ دم أضعه دَمُ إِيَاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ , كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بَنِي لَيْثٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ ، وَإِنَّ أَوَّلَ رِبًا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ أَوْل ربا أَضَعُ لَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ ، وَلاَ تُظْلَمُونَ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ فَهُوَ الْيَوْمَ كَهَيْئَةِ يَوْمِ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ , وَإِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا , مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ رَجَبُ مُضَرَ بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ، وَذُو الْقَعْدَةِ ، وَذُو الْحِجَّةِ ، وَالْمُحَرَّمُ ، وَإِنَّ النَّسِيءَ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا , يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَجْعَلُونَ صَفَرَ عَامًا حَلاَلاً وَعَامًا حَرَامًا ، وَيجْعَلُونَ المُحَرَّمَ عَامًا حَرَامًا وَعَامًا حَلاَلاً ، وَذَلِكَ النَّسِيءُ مِنَ الشَّيْطَانِ , أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا آخِرَ الزَّمَانِ وَقَدْ رَضِيَ مِنْكُمْ بِمُحَقَّرَاتِ الأَعْمَالِ فَاحْذَرُوهُ فِي دِينِكُمْ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ وَدِيعَةٌ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا ، أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ النِّسَاءَ عِنْدَكُمْ عَوَانٌ ، أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللهِ ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ ، وَلَكُمْ عَلَيْهُنَّ حَقٌّ ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقٌّ ، وَمِنْ حَقِّكُمْ أَلا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُون ، وَلاَ يَعْصِينَكُمْ فِي مَعْرُوفٍ , فَإِذَا فَعَلْنَ فَلَهُنَّ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فَاضْرِبُوا ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ ، أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِذَا اعْتَصَمْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللهِ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالُوا يَوْمٌ حَرَامٌ . قَالَ : أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ قَالُوا : شَهْرٌ حَرَامٌ . قَالَ : أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قَالُوا : بَلَدٌ حَرَامٌ . قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ هَذَا الْيَوْمِ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَلاَ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي ، وَلاَ أُمَّةَ بَعْدَكُمْ أَلاَ فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ , ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ , اللَّهُمَّ اشْهَدْ - ثَلاَثَ مرَّات.
رواه البَزَّار ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه عَبد بن حُمَيد بسند فيه موسى بن عُبيدة الربذي ، وهو ضعيف.
ورواه البخاري تعليقًا ، وأَبُو داود وابن ماجة متصلا مرفوعًا باختصار جدًّا.
وله شاهد من حديث وابصة بن معبد ، وتقدم في كتاب العيدين ، وأصله في الصحيحين من حديث ابن عباس ، وفي السنن الأربعة من حديث عَمْرو بن الأحوص.@

(3/228)


2618- وَعَنِ سُلَيْم بْن عَامِرٍ ، قَالَ : قُلْتُ لأَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : ابْنُ كَمْ كُنْتَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : مَا سَأَلَنِي عَنْهَا غَيْرُكَ قَبْلَكَ , قَالَ : كُنْتُ ابْنَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَة ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَحَضَرْتُ خُطْبة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الوَدَاع ، فَجَعَلَ يَمِيل بِصَدْرِ رَاحِلَتِهِ ، ليُزِيلَنِي عَنِ السَّمَاعِ ، فَأَضَعُ كَتِفَي فِي صَدْرِ رَاحِلَتِهِ فَأُزِيلُهَا.
رواه أحمد بن منيع ، ورواه أبو داود في سننه مختصرًا.
2619- وَعَن عِكْرِمَة ، َحَدَّثَنِي ابْنُ حُجَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ , أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قَالُوا : بَلَدٌ حَرَامٌ قَالَ : فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ قَالُوا : شَهْرٌ حَرَامٌ , قَالَ : فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالُوا : يَوْمٌ حَرَامٌ قَالَ : أَلاَ إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا , كَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا , فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ فَلاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
2620- وَعَن طَالِبُ بْنُ سَلْم بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ : حَدَّثَنِيهِ بَعْضُ أَهْلِي أَنَّ جَدِّي ، حَدَّثَه أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ فِي خُطْبَتِهِ فَقَالَ : أَلاَ إِنَّ أَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ هَذَا الْبَلَدِ فِي هَذَا الْيَوْمِ ، أَلاَ فَلاَ يجَرمَنَّكُمْ : تَرْجِعُونَ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ، أَلاَ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ، فَإِنِّي لاَ أَدْرِي هَلْ أَلْقَاكُمْ هَاهَنا أَبَدًا بَعْدَ الْيَوْمِ ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ ، اللَّهُمَّ بَلَّغْتُ.
رواه أبو يَعْلَى بسند فيه راو لم يسم.@

(3/229)


2621- وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِمِنًى.
رواه أبو يَعْلَى.
2622- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى ... بِنَحْوٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ
2623- وَعَنْ عَمَّارِ بْنَ يَاسِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ فَقُلْنَا : يَوْمُ النَّحْرِ , فَقَالَ : أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ قُلْنَا : ذُو الْحِجَّةِ شَهْرُ حَرَامِ , قَالَ : فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قُلْنَا بَلَدٌ حَرَامٌ , قَالَ : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ , وَأَمْوَالَكُمْ , وَأَعْرَاضَكُمْ , عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا , فِي شَهْرِكُمْ هَذَا , فِي بَلَدِكُمْ هَذَا , أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ.
رواه أبو يَعْلَى.@

(3/230)


2624- وَعَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، رَضِيَ الله عَنْهُما ، أَنَّهُ قَامَ فِي بَابٍ دَاخِل فيه إِلَى الْمَسْجِدِ - مَسْجِدِ مِنًى - فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ هَؤُلاَءِ الأَعْبُدَ الْكُفَّارَ الْفُسَّاقَ ، قَدْ عَبَرُوا عَلَى أَنْ يَأْتُوا فِي كُلِّ عَامٍ ، فَيَسْرِقُوا أَمْوَالَنَا ، وَيُؤبِقُوا رقيقنا ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِمَا اسْتَحَلُّوا مِنْ دِمَائِنَا وَأَمْوَالِنَا ، يَعْنِي نَجْدَةَ الْخَارِجِيَّ وَأَصْحَابَهُ ، وَإِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْهِمْ فَأُعْطُوا مَا سُئِلُوا ، فقال : َهَذِهِ الرِّفَاقُ ، فامنحوها وَهَذِهِ الرِّجَالُ ، فميزوها ، فَمَا عَرَفْتُمْ من مال ورقيق نجدة فَخُذُوهُ . وَلَكِنِّي لاَ أَرَى مِنَ الرَّأْيِ أَنْ يُهَرَاقَ فِي حَرَمِ اللَّهِ دَمٌ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : أَيُّ بَلَدٍ أَحْرَمُ ؟ قِيلَ : مَكَّةُ قَالَ : أَيُّ شَهْرٍ أَحْرَمُ ؟ فقِيلَ : ذُو الْحِجَّةِ . قَالَ : أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ قِيلَ : يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَبْلُغُوا رَبَّكُمْ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا , فلا أرى من الرأي أن يهراق في حرم الله ، عز وجل ، دم .
رواه أبو يَعْلَى.
2625- وَعَنْ رَبِيعَةُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن حِصْنٍ الْغَنَوِيُّ قَالَ : حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي السَّرَّي , بنتُ نَبْهَانَ بْن عَمْرو - وَكَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ رَبَّةَ البَيْتٍ ، رَضِيَ الله عَنْهَا - قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يقول : أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالَتْ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي تَدْعُونَ يَوْمَ الرُّوسِ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : هَذَا أَوْسَطُ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ , قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا . قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ , قَالَ إِنِّي لاَ أَدْرِي لِعَلِّي لاَ أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا , أَلا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَينَكُم حَرَامٌ بعضكم على بعض كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا حَتَّى تَلْقَوْا الله – عز وجل - فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ أَلا فَلْيُبَلِّغْ أَدْنَاكُمْ أَقْصاكُمْ قال : ثم أتبعها اللهم هَلْ بَلَّغْتُ , اللهم هَلْ بَلَّغْتُ , فتوفي حين بلغ الْمَدِينَةَ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم .
رواه أبو يَعْلَى ، وأحمد بن حنبل ، ورواه أبو داود مختصرًا جدًّا.@

(3/231)


56- باب الرفث والفسوق والجدال في الحج وما جاء في الهدي
2626- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : ? {فَلاَ رَفَث} ? قَالَ : الرَّفَثُ : الْجِمَاعُ ? {وَلا فُسُوقَ} ? قال : الْفُسُوقُ : الْمَعَاصِي ، {وَلاَ جدَالَ في الحَجِّ} ? قال : الْمِرَاء.
رواه أبو يَعْلَى بإسناد حسن موقوفًا.
2626/2- والحاكم ولفظه : الرَّفَثُ : الْجِمَاعُ , وَالْفُسُوقُ : السِّبَابُ ، وَالْجِدَالُ : أَنْ تُمَارِيَ صَاحِبَك حَتَّى تُغْضِبَهُ.
2626/3- وَعَن الحاكم رواه البيهقي ، وفي رواية له : الرَّفَثُ التَّعَرُّضُ لِلنِّسَاءِ بِالْجِمَاعِ , وَالْفُسُوقُ : عِصْيَانُ اللهِ , وَالْجِدَالُ : جِدَالُ النَّاسِ.@

(3/232)


2627- وَعَن عَلِيٍّ أَوْ حُذَيْفَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشْرَكَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي هَدْيِهِمُ الْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ.
رواه أبو داود الطيالسي ، وأحمد بن حنبل.
2628- وَعَنْ عَائِشَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا , قَالَتْ : كُنْتُ أُقَلِّدُ هَدْيَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَخْرُجُ الْهَدْيُ مُقَلَّدًا وَيُقِيمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَالاًّ مَا يَمْتَنِعُ مِنَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ.
رواه أبو داود الطيالسي.
2629- وَعَن شهر بن حوشب قال : بعث رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مع رجل من الأنصار بدنًا . قال شهر : فحدثني الأنصاري الذي بعث معه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بالبدن قال : لما مضيت رجعت إليه فقلت : يا رسول الله ، أرأيت إن عطب بعضها كيف أصنع به ؟ قال : انحرها ثم اجعل خفها في دمها وضعه على جنبيها - أو على صفحتها - ولا تأكل أنت ولا أهل رفقتك منها شيئًا.
رواه مُسَدَّد بسند ضعيف ، لضعف بعض رواته.
وله شاهد من حديث أبي قتادة ، وسيأتي في الصيد في باب ذبح الإبل.
2630- وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ ، قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنْ رَجُلٍ ، يهْدِي بَقَرَةً أَيَبِيعُ جِلْدَهَا وَيَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهِ ؟ قَالَ : لاَ بَأْسَ بِهِ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات.@

(3/233)


2631- وَعَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُ بِالْهَدْيِ ، فَيَأْمُرُ الَّذِي يَبْعَثُهُ مَعَهُ ، إِنْ أزحفه عليك شَيْءٌ فانْحَرْهُ ، وَاصْبُغَ نَعْلَهُ فِي دَمِهِ ، ثُمَّ اضْرِبَ صَفْحَتَهُ ، وَلْيَأَكُلْهُ مَنْ بَعْدَكَ ، وَلاَ تَأْكُلْ مِنْهُ أَنْتَ شَيْئًا ، وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِكَ , وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، يقول ذَلِكَ.
رواه مُسَدَّد.
2632- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , فِي الرَّجُلِ يَبْعَثُ بِالْهَدْيِ وَهُوَ مُقِيمٌ ، قَالَ : يُوَاعِدُهُ يَوْمًا ، فَإِذَا بَلَغَ أَمْسَكَ هُوَ عَمَّا يُمْسِكُ عَنْهُ الْحَرَامُ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات.
2633- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاقَ مِئَةَ بَدَنَةٍ فِي حَجَّتِهِ.
رواه الحارث عن محمد بن عُمَر الواقدي ، وهو ضعيف.
57- ما يجوز للمحرم أكله من الصيد وما لا يجوز
2634- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ حَجَّ وَكَعْبٌ ، فَجَاءَ جَرَادٌ ، فَجَعَلَ كَعْبٌ يَضْرِبُهُ بِسَوْطٍ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا إِسْحَاقَ ، أَلَسْتَ مُحْرِمًا ؟! قَالَ : بَلَى , إِنَّهُ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ ، وَإِنَّمَا خَرَجَ أَوَّلُهُ مِنْ مِنْخَرِ حُوتٍ.
رواه مُسَدَّد بسند فيه يوسف بن هلال لم أر من ذكره بعدالة ولا جرح ، وباقي رجال الإسناد ثقات.@

(3/234)


2635- وَعَن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : لا بأس بالخبيص والخشتنان الأصفر للمحرم.
رواه مُسَدَّد ، وفي سنده ليث بن أبي سليم.
2636- وَعَنْ عَبْد اللَّهِ بْنَ أَبِي عَمَّار ، قَالَ : أَقْبَلْتُ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَكَعْبٍ مُحْرِمَيْنِ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَأَمِيرُنَا مُعَاذٌ ، وَأَمْرُنَا إِلَيْهِ ، وَهُوَ يَؤُمُّنَا ، فَلَمَّا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ تَبَرَّزَ ، مُعَاذٌ لِحَاجَتِهِ ، وَخَالَفَهُ رَجُلٌ بِحِمَارٍ وَحْشٍِ قَدْ عَقَرَهُ ، فَأَخَذَهُ كَعْبٌ ، فَأَهْدَاهُ إِلَى الرُّفْقهِ , قَالَ : فَلَمْ يَرْجِعْ مُعَاذٌ إِلَّا وَقُدُورُ الْقَوْمِ تَغْلِي فِيهَا مِنْهُ ، فَسَأَلَه ، فَأُخْبِرَ ، فَقَالَ : لاَ يُطِيعُنِي أَحَدٌ إِلَّا كَفَأ قِدْرَهُ , قَالَ : فَكَفَأ كَعْبٌ وَالقَوْمٌ قُدُورَهُمْ ، فَلَمَّا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ ، وَكَعْبٌ يُصَلِّي عَلَى نَارٍ إِذْ مَرَّتْ بِهِ رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ ، فَأَخَذَ جَرَادَتَيْنِ فَقَتَلَهُمَا ، وَنَسِيَ إِحْرَامَهُ ، ثُمَّ ذَكَرَ إِحْرَامَهُ فَرَمَى بِهِمَا , قَالَ : فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ دَخَلَ الْقَوْمُ عَلَى عُمَرَ ، وَدَخَلْتُ مَعَهُمْ ، فَقَالَ كَعْبٌ : كَيْفَ تَرَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَصَّ عَلَيْهِ قِصَّةَ الْجَرَادَتَيْنِ ، قَالَ : وَمَا بَأْسٌ بِذَلِكَ يَا كَعْبُ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : إِنَّ حِمْيَرَ تُحِبُّ الْجَرَادَ ، وَمَاذَا جَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ ؟ قَالَ : دِرْهَمَيْنِ ، قَالَ : دِرْهَمَانِ خَيْرٌ مِنْ مِئَةِ جَرَادَةٍ ، اجْعَلْ مَا جَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ .
رواه مُسَدَّد.
2637- وَعَنْ هِشَامُ بْن عُرْوَة ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ يُسَافَرُ بِصَفِيفِ الْوَحْشِ ، فَيَأْكُلُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
رواه مُسَدَّد.
2638- وَعَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْن عُبَيدِ الله ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّهُ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِفَاحِ الرَّوْحَاءِ ، فَإِذَا نَحْنُ بِحِمَارٍ عَقِيرٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ هَذَا الْحِمَارَ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ لَهُ طَالِبٌ قَالَ : فَمَا لَبِثْنَا أَنْ جَاءَ صَاحِبُهُ ، فَقَالَ : يا رسول الله خُذُوهُ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُقَسِّمَهُ بِيْنَ الرِّفَاقِ ، ثُمَّ خَرَجْنَا ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالإِِثَايَةِ بِالْعَرْجِ ، إِذ ظَبْيٌ حَاقِفٌ ، فِيهِ سَهْمٌ غَائِرٌ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَقِفَ عَلَيْهِ ، فَيَمْنَعَهُ مِنَ النَّاسِ , قَالَ : وَصَاحِبُ الْحِمَارِ رَجُلٌ مِنْ بَهْز.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، ورجاله ثقات ، وابن ماجة مختصرًا.@

(3/235)


2639- وَعَنْ جَابِرٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ كان يكرهَ أَنْ يَذْبَحَ ، النُّسُكَ إِلَّا مُسْلِمٌ.
رواه أحمد بن منيع ، وكذا روي عن ابن عباس ، والحسن البصري ، وإبراهيم ، وليث ، وعطاء ، وطاوس ، ومجاهد ، والشعبي.
2640- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ذُؤَيْبٍ الأَسَدِيِّ قَالَ : صَحِبْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ , رَضِيَ الله عَنْهُ ، مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَكَانَ يَأْكُلُ لَحْمَ صَيْدِ الْبَرِّ فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ , فَقَالَ : صَادَهُ حَلاَلٌ وَقَدْ سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا.
رواه الحارث.
2641- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّ أَبَاهُ صَنَعَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، نُزُلاً بِقُدَيْدٍ ، فَجِيءَ بِثَرِيدٍ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْحَجَلُ ، فَقَالَ لِلْقَوْمِ : كُلُوا ، فَإِنَّمَا أُصِيدَ مِنْ أَجْلِي ، قَالَ : فَقَالَ الْقَوْمُ : هَذَا عَلِيٌّ نَهَانَا عَنْ أَكْلِهِ ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ فَجَاءَ علي وَإِنَّهُ يَمْسَحُ الْخَبَطَ عَنْ يَدَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ : كُلْهُ ، فَقَالَ ... فَذَكَرَهُ إِلَى أَنْ قَالَ : ثُمَّ قَالَ - أَعْنِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب : أَنْشُدُ اللَّهَ - أَوْ أُذَكِّرُ اللَّهَ - رَجُلاً شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ جَاءَهُ الأَعْرَابِيُّ بِبَيْضَاتِ نَعَامٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : اذْهَبْ بِهِ إِلَى أَهْلِ الْحِلِّ فَإِنَّا قَوْمٌ حُرم ، فَقَامَ قَوْمٌ فَشَهِدُوا ، فَقَلَبَ عُثْمَانُ وَرِكَهُ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ ، وَقَامَ الْقَوْمُ عَنِ الطَّعَامِ ، فَجَاءَ أَهْلُ الْحِلِّ فَأَكَلُوهُ .
رواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل بسند ضعيف ، لضعف على بن زيد بن جدعان . ورواه أبو داود والنسائي مختصرًا.@

(3/236)


2642- وَعَنْ عَائِشَةَ , رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَ لَهُ وَشِيقَةُ ظَبْيٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَرَدَّهَا وَلَمْ يَأْكُله.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، وأَبُو يَعْلَى واللفظ له ، وأحمد بن حنبل.
قال سفيان : الوشيقة : لحم يطبخ ثم ييبس.
58- باب في جزاء الصيد وطواف الإفاضة وفيمن قضى نسكه
2643- عَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبد الله , أَنَّ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَضَى فِي الْيَرْبُوعِ جْفَرَةً ، وَفِي الضَّبُعِ كَبْشًا ، وَفِي الظَّبْيِ شَاةً ، وَفِي الأَرْنَبِ عَنَاقًا.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند الصحيح.
2643/2- وأحمد بن منيع ولفظه : عَنْ جَابِرٍ ، عن عُمَر قَالَ : فِي الْيَرْبُوعِ جْفَرَةً.
2643/3- وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ولفظه : عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : وَلاَ أَرَاهُ إِلاَّ قَدْ رَفَعَهُ : حَكَمَ فِي الضَّبُعِ يُصِيبُهُ الْمُحْرِمُ شَاةٍ ، وَفِي الأَرْنَبِ عَنَاقٌ ، وَفِي الْيَرْبُوعِ جَفْرَةٌ ، وَفِي الظَّبْيِ كَبْشٌ.
ورواه البيهقي.@

(3/237)


2644- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فِي بَيْضِ النَّعَامَِ يُصِيبُهُ الْمُحْرِمُ : تَحْمِلُ الْفَحْلَ عَلَى إِبِلِكَ ، فَإِذَا تَبَيَّنَ لَكَ لِقَاحُهَا سَمَّيْتَ عَدَدَ مَا أَُصيب مِنَ الْبَيْضِ فَقُلْتُ : هَذَا هَدْيٌ لَيْسَ عَلَيْكَ ضَمَانُهَا ، فَمَا صَلُحَ مِنْ ذَلِكَ كما صَلُحَ ، وَمَا فَسَدَ فَلَيْسَ عَلَيْكَ ، كَما الْبَيْضِ مِنْهُ مَا يَصْلُحُ ، وَمِنْهُ مَا يَفْسُدُ , فَعَجِبَ مُعَاوِيَةُ مِنْ قَضَاءِ عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، فَلِمَ يُعْجِب مُعَاوِيَةَ مَا هُوَ إِلَّا مَا يُبَاعُ بِهِ الْبَيْضُ فِي السُّوقِ ، وَيُتَصَدَّقُ بِهِ.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات.
2645- وَعَنْ عِكْرِمَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَكَمَ فِي الضَّبُعِ كَبْشًا ، وَجَعَلَهُ صَيْدًا.
رواه مُسَدَّد مرسلا بسند فيه راوٍ لم يسم.
2646- وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَكَمَ فِي بِيضِ النَّعَامَةَ كَسَرَهُ رَجُلٌ , صِيَامُ يَوْمٍ فِي كُلِّ بَيْضَةٍ.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، وأَبُو داود في المراسيل والدارقطني والبيهقي بسند فيه راوٍ لم يسم.
2647- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن العاصي , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي كَلْبِ الصَّيْدِ ، إِذَا أُصِيبَ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا ، وَفِي كَلْبِ الْمَاشِيَةِ شَاةً مِنَ الْغَنَمِ ، وَفِي كَلْبِ الزَّرْعِ بِفَرَق مِنْ الطَعَامٍ ، وَفِي كَلْبِ الدَّارِ ، فَرَقٌ مِنْ تُرَابٍ ، حَقٌّ عَلَى رَبِّ الْقَاتِلِ أَنْ يُؤَدِّيَهُ ، وَحَقٌّ عَلَى رَبِّ الدَّارِ أَنْ يَقْبَلَهُ.
رواه ابن أبي عُمَر بسند ضعيف.@

(3/238)


2648- وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ , مِنْ أَصْحَابِ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَوْطَأَ رَاحِلَته أُدْحِيَّ نَعَامٍ ، فأتَى عَليًّا ، فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : عَلَيْكَ بِكُلِّ بَيْضَةٍ جَنِينُ نَاقَةٍ ، أَوْ ضِرَابها ، فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ قَالَ عَلِيٌّ بِمَا سَمِعْتَ ، وَلَكِنْ هَلُمَّ إِلَى الرُّخْصَةِ ، عَلَيْكَ في كُلِّ بَيْضَةٍ صيام يوم ، أَوْ إِطْعَامُ مِسْكِينٍ.
رواه أحمد بن منيع واللفظ له ، ورجاله ثقات ، وأحمد بن حنبل ، وأَبُو داود في المراسيل ، والحاكم ، والبيهقي ، وقال : هذا هو المحفوظ . وقيل فيه : عن معاوية بن قرة ، عن عَبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي.
2649- وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهَا أَنْ تُوَافِيَ صَلاَةَ الصُّبْحِ يَوْمَ النَّحْرِ بِمَكَّةَ.
رواه أبو يَعْلَى ، ورجاله ثقات.
2650- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ قَضَى نُسُكَهُ وَسَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَر.
رواه أحمد بن منيع واللفظ له ، وعبد بن حميد ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأبو يعلى ، وتقدم بتمامه في كتاب الإيمان.@

(3/239)


59- باب لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج
2651- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَزْوَاجِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : إِنَّمَا هِيَ هَذِهِ ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصُرِ , قَالَ : فَكُنَّ كُلُّهُنَّ يُسَافِرْنَ إِلاَّ زَيْنَبَ وَسَوْدَةَ ، فَإِنَّهُمَا قَالَتَا : لاَ تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَمَا سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
رواه أبو داود الطيالسي ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن منيع ، والحارث بن أبي أسامة ، وأَبُو يَعْلَى ، وأحمد بن حنبل ، ورجالهم ثقات ، والبيهقي وقال : قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَمَنَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْحَجَّ لِقَوْلِ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّمَا هِيَ هَذِهِ الْحِجَّةُ ثُمَّ ظُهُورُ الْحُصُرِ , قَالَ البيهقي : قَدْ رُوِّينَا عَنْ عُمَرَ : أَنَّهُ أَذِنَ لَهُنَّ فِي الْحَجِّ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا , وَبَعَثَ مَعَهُنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ , وَفِيهِ وَفِي حَجِّ سَائِرِ النِّسَاءِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم : هَذِهِ ثُمَّ ظُهُورُ الْحُصْرِ أَنْ لاَ يَجِبُ الْحَجُّ إِلاَّ مَرَّةً ، وَاخْتَارَ لَهُنَّ تَرْكَ السَّفَرِ بَعْدَ أَدَاءِ الْوَاجِبِ .
2652- وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : إِنَّمَا هِيَ هَذِهِ الْحَجَّةُ ، ثُمَّ الْجُلُوسُ عَلَى ظُهُورِ الْحُصُرِ فِي الْبُيُوتِ .
رواه أبو يَعْلَى ورجاله ثقات.
وله شاهد من حديث أبي واقد الليثي رواه أبو داود في سننه.@

(3/240)


2653- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما حَجَّ بِنِسَائِهِ قَالَ : إِنَّمَا هِيَ هَذِهِ ، ثُمَّ عَلَيْكُمْ بِظُهُورِ الْحُصْرِ.
رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف ، لضعف عاصم بن عُمَر ، ورواه الطبراني في الأوسط.
60- باب فضل مكة شرفها الله تعالى وعظمها والصيام فيها وما جاء في خروج أهلها منها وفضل المجاورة بها
فيه حديث جبير بن مطعم ، وسيأتي في باب صلة الرحم.
2654- وَعَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنَ سَابِطٍ ، قَالَ : لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَمْشِي ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْبَيْتِ فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ بَيْتًا وَضَعَهُ اللَّهُ فِي الأَرْضِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ , وَلا بَلَدة أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكِ , وَمَا خَرَجْتُ عَنْكَ رَغْبَةً ، وَلَكِنْ أَخْرَجَنِي الَّذِينَ كَفَرُوا , ثُمَّ نَادَى : يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ، لاَ يَحِلُّ لِعَبْدٍ أَنْ يَمْنَعَ عَبْدًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ أَيَّ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ.
رواه مُسَدَّد ، ولقصة الطواف شاهد من حديث جبير بن مطعم ، رواه أصحاب السنن الأربعة ، وآخر من حديث جابر بن عَبد الله رواه البَزَّار وقال : لا نعرفه إلاَّ من حديث جبير بن مطعم.@

(3/241)


2655- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُخْرِجَ مِنْ مَكَّةَ : إِنِّي لَأَخْرُجُ مِنْكِ وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ لأَحَبُّ بِلاَدِ اللَّهِ إِلَيْهِ , وَأَكْرَمه عَلَيه , وَلَوْلاَ أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ مِنْكِ , يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ إِنْ كُنْتُمْ ولاَةَ هَذَا الأَمْرِ مِنْ بَعْدِي فَلاَ تَمْنَعُوا طَائِفًا بِبَيْتِ اللَّهِ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ , وَلَوْلاَ أَنْ تَبْطر قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَهَا عِنْدَ اللَّهِ , اللَّهُمَّ أَنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهُمْ نَكَالًا فَأَذِقْ آخِرَهُمْ نَوَالًا.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
2655/2- وأَبُو يَعْلَى ولفظه : لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ تِلْقَاءَ الْغَارِ ، نَظَرَ إِلَى مَكَّةَ ، قَالَ : أَنْتِ أَحَبُّ بِلاَدِ اللَّهِ إِلَيَّ ، وَلَوْلاَ أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ لَمْ أَخْرُجْ مِنْكِ ، فَأَعْدَى الأَعْدَاءِ مَنْ عَدَا عَلَى اللَّهِ فِي حَرَمِهِ ، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ ، أَوْ قَتَلَ بِذحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ , قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجلَّ ، عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ} .
وابن حبان في صحيحه مختصرًا.
2656- وَعَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْن الخَطَّاب أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُول : سَيَخْرُجُ أَهْلُ مَكَّةَ مِنْهَا ثُمَّ لاَ يَعْمُرُونَهَا إِلاَّ قَلِيلاً .
رواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل ، وفي سنده ابن لَهِيعَة.
وقد تقدم في كتاب الصوم من حديث ابن عباس مرفوعًا : مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَصَامَهُ وَقَامَ مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ كَتَبَ الله لَهُ مِئَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِغَيْرِ مَكَّةَ ... الحديث.@

(3/242)


2657- وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ أَصْحَابَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لاَ أُجُورَ لَنَا فِي مُقَامِنَا بِمَكَّةَ ! فَقَالَ : لَتَأْتِيَنَّكُمْ أُجُورُكُمْ وَلَوْ كُنْتُم فِي جُحْرٍ , وَأَصْغَى إِلَيَّ بِرَأْسِهِ فَقَالَ : إِنَّ فِي أَصْحَابِي مُنَافِقِينَ.
رواه أبو داود الطيالسي ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن منيع ، وأحمد بن حنبل ، والحارث ، وأَبُو يَعْلَى ، كلهم بسند فيه راوٍ لم يسم.
61- باب في الإلحاد بمكة والنهي عن أجور بيوت مكة وبيع رباعها ، وما جاء في حدودها وفيمن دعا أن لا يموت بها .
2658- وَعَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , يَضْرِبُ قُبَّتَيْنِ : قُبَّةً فِي الْحِلِّ , وَقُبَّةً فِي الْحَرَمِ فَقِيلَ لَهُ : لَوْ كُنْتَ مَعَ ابْنِ عَمِّكَ وَأَهْلِكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ مَكَّةَ مَكَّةَ ، وَإِنَّا أُنْبِئْنَا أَنَّ مِنَ الإِِلْحَادِ فِيهَا : كَلَّا وَاللَّهِ ، وَبَلَى وَاللَّهِ.
رواه أحمد بن منيع.@

(3/243)


2659- وَعَن سعيد أبي مالك قال : إني لقاعد في الحِجر مع ابن الزبير إذ جاءه عبد الله بن عَمْرو قال : فَقَالَ : لابْن الزُّبَيْرِ ، إِيَّاكَ وَالإِِلْحَادَ فِي حَرَمِ مَكْةَ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : سَيُلْحِدُ بِها رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، لَوْ وُزِنَتْ ِذُنُوب الثَّقَلَيْنِ بذُنُوبَهُ لَوَزَنَتْهَا ، قَالَ ابن الزبير : فَانْظُرْ لاَ تَكُونَ يا ابن العاص , فَإِنَّكَ قَدْ قَرَأْتَ الْكُتُبَ ، قَالَ : لا وَالله إِنِّي أُشْهِدُكَ هَذَا وَجْهِي إِلَى الشَّأْمِ .
رواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل ، ورجاله ثقات.
وسيأتي في تفسير سورة الحج من حديث عبد الله بن مسعود موقوفًا في قوله عز وجل : ? {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بإِلحادٍ بظُلْم نُذِقْهُ مِنْ عَذَاب أَلِيم} ? قَالَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً هَمَّ فِيهِ بِإِلْحَادٍ وَهُوَ بِعَدَنِ لأَذَاقَهُ اللَّهُ - تَعَالَى - عَذَابًا أَلِيمًا
2660- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : إِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ كِرَاء بُيُوتِ مَكَّةَ ، إِنَّمَا يَأْكُلُ فِي بَطْنِهِ نَارًا.
رواه مُسَدَّد موقوفًا.
2660/2- وأحمد بن منيع ولفظه : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : نُهِيَ عَنْ أُجُورِ بُيُوتِ مَكَّةَ ، وَعَنْ بَيْعِ رِبَاعِهَا.
2660/3- والحاكم ولفظه : عن عَبد الله بن عَمْرو قال : قال رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَكَّةُ حَرَامٌ ، وَحَرَامٌ بَيْعُ رِبَاعِهَا ، وَحَرَامٌ بَيْعُ بُيُوتِهَا
وعن الحاكم رواه البيهقي وقال : كذا روي مرفوعَا ورفعه وهم . قال : والصحيح أنه موقوف ، قاله عَبد الرحمن السلمي عن الدارقطني.@

(3/244)


2661- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ , عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَاَل بِمَكَةَ : اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ مَنَايَانَا بِهَا حَتَّى نَخْرَجَ مِنْهَا.
رواه مُسَدَّد مرسلا ، ورجاله ثقات.
2661/2- ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل مرفوعًا بلفظ : عن عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ : اللَّهُمَّ ... فذكره.
قال الطبراني : معناه عندي أنه صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كره أن يموت الرجل في الموضع الذي هاجر منه ، والشاهد على ذلك قوله لسعد لما دخل عليه يعوده بمكة : اللهم أتمم لسعد هجرته.
2662- وَعَن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خثيم ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الأَسْوَدِ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ نَصَبَ الأَنْصَابَ لِلْحَرَمِ ، أَشَارَ لَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام إِلَى مَوَاضِعِهَا.
2662/2- قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ تَمِيمَ بْنَ أَسَدٍ جَدَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ تَمِيمٍ ، فَحَدَّدَهَا.
رواه ابن أبي عُمَر بسند رجاله ثقات.@

(3/245)


62- باب في شرب ماء زمزم وذكر سقاية العباس رضي الله عنه
فيه حديث وائل بن حجر, وتقدم أول كتاب الطهارة.
2663- عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مُنْذُ كَمْ أَنْتَ هَاهُنَا ؟ قَالَ : قُلْتُ : مُنْذُ ثَلاَثِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً ، قَالَ : مُنْذُ ثَلاَثِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً ! قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَا طَعَامُكَ ؟ قُلْتُ : مَا كَانَ طَعَامٌ وَلاَ شَرَابٌ إِلاَّ مَاءَ زَمْزَمَ ، وَلَقَدْ سَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي ، وَمَا أَجِدُ عَلَى كَبِدِي سَخْفَةَ جُوعٍ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ ، وَهِيَ طَعَامُ طُعْمٍ ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ.
رواه أبو داود الطيالسي بسند الصحيح.
2663/2- وابن أبي شَيْبَة به بلفظ : زَمْزَمَ طَعَامُ طُعْمٍ ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ.
ورواه الحاكم والبيهقي في الكبرى.
ورواه مسلم في صحيحه دون قوله : وشفاء سقم وهذه الزيادة رواها البَزَّار والبيهقي في سننه ، وله شاهد من حديث جابر بن عَبد الله , رواه أحمد بن حنبل وابن ماجه.
ورواه الدارقطني والحاكم والبيهقي من حديث ابن عباس.
قوله : طعام طُعْم بضم الطاء وسكون العين - أي : طعام يشبع من أكله.@

(3/246)


2664- وَعَن علي بن أبي طالب قال : قلت للعباس ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : سل لنا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الحماية قال : فقال : أعطيتكم ما هو خير منها السقاية ، ترزؤكم ولا ترزؤونها . قال : قلت لقبيصة : فسأل النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : لم يزد على هذا ، ولا يكون إلا قد ، سأله.
رواه إسحاق وأحمد بن منيع ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة بإسناد حسن ، ولفظهم واحد.
2664/2- وأَبُو يَعْلَى ولفظه : قَالَ عَلِيٌّ لِلْعَبَّاسِ : قُلْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِيَكَ الْخِزَانَةَ ، فَسَأَلَهُ الْعَبَّاسُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أُعْطِيكُمْ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ذَلِكَ : مَاتُرْزَؤُكُمْ وَلاَ تُرْزَؤُونَهَا ، فَأَعْطَاهُمُ السِّقَايَةَ .
2664/3- ورواه البَزَّار ولفظه : قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ : سَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَا الْحِجَابَةَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ : أُعْطِيكُمُ السِّقَايَةَ تَرْزُؤُكُمْ وَلاَ تَرْزُؤُونَهَا ، فَقُلْتُ لِلْعَبَّاسِ سَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَسْتَعْمِلُكَ عَلَى الصَّدَقَاتِ , فَقَالَ : مَا كُنْتُ لأَسْتَعْمِلَكَ عَلَى غُسَالَةِ ذُنُوبِ النَّاسِ.@

(3/247)


2665- وَعَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ السِّقَايَةِ ، فَذَهَبَ لِيَشْرَبَ مِنَ الْحَوْضِ الَّذِي يَشْرَبُ مِنْهُ النَّاسُ , فَقُلْنَا لَهُ : أَلاَ نُخْرِجُ لَكَ ، فَإِنَّ هَذَا خَاضَهُ النَّاسُ بِأَيْدِيهِمْ ؟ فَقَالَ : بَلِ اسْقُونِي مِن هَذَا الَّذِي قَدْ شَرِبَ النَّاسُ مِنْهُ قَالَ : فَشَرِبَ مِنَ الَّذِي يَشْرَبُ مِنْهُ النَّاسُ.
رواه إسحاق بن راهويه بسند فِيهِ انْقِطَاعٌ ، وَهُوَ عِنْدَهُمْ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ .
2666- وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِيهِ أبي رافع ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمْرَةَ انْصَرَفَ إلى المَنْحَر ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَتَى الْبَيْتَ ، فَطَافَ بِهِ سَبْعًا ، ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ ، فَأَتَى بِسَجْلٍ مِنْ مَاءٍ ، فَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ قَالَ : انْزِعُوا عَلَى سِقَايَتِكُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَلَوْلاَ أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَنهَا لَنَزَعْتُ.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
63- باب إخراج يهود الحجاز من جزيرة العرب وما جاء في طواف الوداع
2667- عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَخْرِجُوا يَهُودَ الْحِجَازِ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ.
رواه أبو داود الطيالسي ومُسَدَّد والحميدي وابن أبي عُمَر.
2667/2- ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل والبزار بلفظ آخِرَ ماتَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْرِجُوا الْيَهُودَ مِنْ الْحِجَازِ وَأَهْلَ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ.
وله شاهد من حديث جابر ، وسيأتي في آخر كتاب الجهاد ، وآخر من حديث علي بن أبي طالب , رواه أحمد بن حنبل.@

(3/248)


2668- وَعَنْ عَطَاءٍ ، أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ ، فَلْيَكُنْ آخِرَ عَهْدِهِ الطواف بِالْبَيْتِ , وَرَخَّصَ لِلنِّسَاءِ.
رواه مُسَدَّد مرسلا بسند فيه محمد بن عَبد الرحمن بن أبي ليلى ، وهو ضعيف.
2669- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : نَهَى رَسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَنْفر المَرْء حَتَّى يَكُون آخِرُ عَهْدِهِ بِالبَيْتِ إِلاَّ الحُيَّضَ ، رَخَّصَ لَهُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند ضعيف ، لضعف إبراهيم بن يزيد المكي.
ورواه ابن ماجة دون قوله : إِلاَّ الحُيَّضَ ... إلى آخره.
2670- وَعَنهُ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، بِمِنًى يَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ النَّفْرَ غَدًا فَلاَ يَنْفِرَنَّ أَحَدٌ حَتَّى يَطُوفَ بِالْبَيْتِ ، فَإِنَّ آخِرَ النُّسُكِ الطَّوَافُ .
رواه أبو يَعْلَى بإسناد ضعيف ، لتدليس ابن إسحاق.@

(3/249)


64- باب فضل المدينة المشرفة وما جاء في حمى المدينة ودخولها ليلاً والإقامة بها إلى الممات
2671- عَنْ عَلِي بْن أَبِي طَالِب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مَا عِنْدَنَا إِلاَّ كِتَابُ اللهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةِ عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنه قال الْمَدِينَةُ حَرَامٌ مَا بَيْنَ عِيرٍ إِلَى ثَوْرٍ مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حدثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ , وقال : ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ ، وَمَن أَحتْفَزَ مُسْلِمًا ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ ، وَالْمَلاَئِكَةِ ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا ، وَلاَ عَدْلاً وَمَنْ تَوَلَّى قَوْمَا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لاَ يقْبَل مِنْهُ صَرْف وَلاَ عَدْل.
رواه أبو داود الطيالسي ، وأَبُو يَعْلَى واللفظ له ، وهو في الصحيحين وغيرهما باختصار.
2672- وَعَنْ أُسَامَةَ بْن زَيْد ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلاً قَدِمَ مِنَ الأَرْيَافِ فَأَخَذَهُ الْوَجَعُ فَرَجَعَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لاَ يَطْلُعَ عَلَيْنَا نِقَابَهَا - يَعْنِي : نِقَابَ الْمَدِينَةِ.
رواه أبو داود الطيالسي.
2673- وَعَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْنَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيَّ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : خَرَجَ جَابِرٌ يَوْمَ الْحَرَّةِ فَنُكِبَتْ رِجْلُهُ بِحَجَرٍ ، قَالَ : تَعِسَ مَنْ أَخَافَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قُلْتُ : وَمَنْ أَخَافَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ أَخَافَ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ - يَعْنِي جَنْبَيْهِ .
رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل.@

(3/250)


2673/2- ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، والحارث بن أبي أسامة بلفظ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ , لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلاَ عَدْلًا , مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ - يَعْنِي قَلْبَهُ.
2673/3- ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من أخاف أهل المدينة أخافه الله.
2674- وَعَن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسهم يَقُولُ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا.
رواه مُسَدَّد بسند ضعيف ، لضعف بشر بن حرب.
قرله : فِي صَاعِنَا ومُدِّنا يريد في طعامنا المكيل بالصاع والمد ، ومعناه : أنه دعا لهم بالبركة في أقواتهم جميعًا.
2675- وَعَن أَبِي هُرَيْرَة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ ، وَإِنِّي عَبْدكَ وَرَسُول الله وَإِنِّي حَرَّمْتُ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا كما حَرَّمَ إِبْرَاهِيمَ مَكَّةَ , وكان أبو هريرة يقول : وَالذِي نَفْسِي بِيَده لَو أَجِد الظِّبَاء بِبَطْحَان مَا ذَعَرْتهَا.
رواه مُسَدَّد بسند الصحيح ، وهو في مسلم وابن ماجة باختصار.
2676- وَعَن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّهُ كَانَ يَدْخُل المَدِينَةَ عشَاء إِذَا جَاءَ مِنَ مَكَةَ.
رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.@

(3/251)


2677- وَعَن أبي ذر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : كنا مع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في سفر فنزلنا منزلا ، فتعجل ناس من أصحابه إلى المدينة فتفقدهم النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقلنا : تعجلوا إلى المدينة فقال : ليتركنها أحسن ما كانت ، ليت شعري متى تخرج نار من جبل الوراق تضيء لها أعناق الإبل ببصرى بُروُكًا كضوء النهار.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.
2678- وَعَن سهل بن حنيف ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : يتيه قوم قبل المشرق محلقة رءوسهم. وسئل عن المدينة فقال : حرمًا آمنًا ، حرمًا آمنًا
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
2678/2- ورواه مسلم في صحيحه ولفظه : يتيه قوم قبل المشرق محلقة رءوسهم.
2679- وَعَن سعد وأبي هريرة , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قالا : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللهم بارك لأهل المدينة في مدهم ، وبارك لهم في صاعهم ، وبارك لهم في مدينتهم ، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ، وإني عبدك ورسولك ، وإن إبراهيم سأل لمكة ، وإني أسألك للمدينة مثلما سأل إبراهيم لمكة ومثله معه ، إن المدينة مشتبكة بالملائكة ، على كل كنف منها ملكان يحرسانها فلا يدخلها الدجال ولا الطاعون ، من أراد أهلها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى ، ورواه مسلم والنسائي باختصار.
2680- وَعَن العباس بن عبد المطلب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن الله ، عَزَّ وَجلَّ ، قد طهر هذه القرية من الشرك إن لم تضلهم النجوم.
رواه أبو يَعْلَى بسند فيه انقطاع.@

(3/252)


2680/2- وفي رواية له متصلة : قال العباس : خرجت مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من المدينة ، فالتفت إليها فقال : إن الله ، عَزَّ وَجلَّ ، قد برَّأ هذه الجزيرة من الشرك ولكن أن تضلهم النجوم. قالوا : يا رسول الله ، كيف تضلهم النجوم ؟! قال : ينزل الله ، عَزَّ وَجلَّ ، الغيث فيقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا.
2681- وَعَن سبيعة الأسلمية رضي الله عنها عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت؛ فإنه لن يموت بها أحد إلاَّ كنت له شفيعًا - أو شهيدًا - يوم القيامة.
رواه أبو يَعْلَى والطبراني في الكبير ورجاله محتج بهم في الصحيح إلاَّ عَبد الله بن عكرمة روى عنه جماعة ، ولم أر من تكلم فيه. وقال البيهقي : هو خطأ؛ إنما هو عن صميتة نتهى.
وحديث صميتة الليثية رواه النسائي وابن حبان في صحيحه ، وله شاهد من حديث عُمَر بن الخطاب ، وسيأتي في باب زيارة قبر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وآخر من حديث ابن عُمَر رواه ابن حبان في صحيحه.
2682- وعن هشام بن عُرْوَة ، عن أبيه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : فتحت المدائن بالسيف ، وفتحت المدينة بالقرآن.
رواه أبو يَعْلَى مرسلا بسند ضعيف ، لضعف محمد بن الحسن المخزومي ، وإنما هو قول مالك ، جعله محمد بن الحسن مرفوعًا وأبرز له إسنادًا ، وقد رواه غير محمد بن الحسن فزاد في الإسناد عائشة.@

(3/253)


2683- وَعَن كعب بن مالك ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : بعثني رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أعلم على حمى المدينة أعلم على أشراف ذات الجيش ، وأعلم على أعلام المضبوعة ، وعلى أشراف مخيض ، وعلى أشراف قناة.
رواه الحارث.
2684- وَعَن السائب بن خلاد ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : من أخاف أهل المدينة ظلماً أخافه الله ، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين؛ لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلا.
رواه الحارث.
2685- وَعَن عَمْرو بن مرة قال : أخبرني أبو البختري الطائي أن ناسًا كانوا بالكوفة مع أبي المختار فقتلوا إلاَّ رجلين حملا على العدو بأسيافهم فأفرجوا لهما فنجيا أو ثلاثة ، فأتوا المدينة فخرج عُمَر وهم قعود يذكرونهم . قال عُمَر : عمَّ قلتم لهم ؟ قالوا : استغفرنا لهم ودعونا لهم. قال : لتحدثني ما قلتم لهم. قالوا : استغفرنا لهم ودعونا. قال : لتحدثني ما قلتم لهم أو لتلقون مني قبوحًا. قالوا : إنا قلنا : إنهم شهداء. قال عُمَر : والذي لا إله غيره ، والذي بعث محمدًا بالحق ، والذي لا تقوم الساعة إلاَّ بإذنه ، ما تعلم نفس حية ماذا عند الله لنفس ميتة إلاَّ نبي الله؛ فإنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، والذي لا إله غيره ، والذي بعث محمدًا بالحق ، والذي لا تقوم الساعة إلاَّ بإذنه إن الرجل يقاتل رياء ، ويقاتل حمية ، ويقاتل يريد به الدنيا ، ويقاتل يريد به المال ، وما للذين يقاتلون عند الله إلاَّ ما في أنفسهم ، إن الله اختار لنبيه المدينة وهي أقل الأرض طعامًا وأملحه ماء إلاَّ ما كان من هذا التمر ، وإنه لا يدخلها الدجال ، ولا الطاعون إن شاء الله - تعالى.
رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة ، ورجاله ثقات.@

(3/254)


65- باب في أسماء المدينة المشرفة وما جاء صيدها
فيه حديث أبي أمامة ، وتقدم في باب المسح على الخفين.
2686- وَعَن أبي قتادة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : لما أقبلنا من غزوة تبوك قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هذه طيبة ، أسكننيها ربي ، عَزَّ وَجلَّ ، تنفي خبث أهلها كما ينفي الكير خبث الحديد ، فمن لقي منكم أحدًا من المتخلفين فلا يكلمنه ولا يجالسنه .
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وفي سنده موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف ، وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث زيد بن ثابت.
2687- وَعَن البراء بن عازب قال : من قال للمدينة : يثرب ؛ فليستغفر الله ، هي طيبة - ثلاث مرات.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ موقوفًا وأحمد بن حنبل مرفوعًا ، ومدار إسناديهما على يزيد بن أبي زياد.
وقد سميت المدينة ومكة بأسماء ، ونظم ذلك في هذه الأبيات :
بطيبة دار يثرب قدتسمت ... مدينة طابة الحصن الحصين
وفي أم القرى البشاشة اجعل ... أسامي مكة الحرم المصون
بحاطمة صلاح وأم رحم ... وبكة بلدة بلد أمين
وطس قادس عرش وكوني ... مقدسة وباشة أو بنون@

(3/255)


2688- وَعَن سعد بن أبي وقاص ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : من وجدتموه يقطع من الشجرة شيئًا - يعني : شجر الحرم - فلكم سلبه ، لا يعضد شجرها ولا يقطع. قال : فرأى سعد غلمانًا يقطعون ، فأخذ متاعهم ، فانتهوا إلى مواليهم فأخبروهم أن سعدًا فعل كذا وكذا ، فأتوه فقالوا : يا أبا إسحاق ، إن غلمانك - أو مواليك - أخذوا متاع غلماننا! فقالت : بل أنا أخذته ، سمعت رسول الله يقول : من وجدتموه يقطع من شجر الحرم فلكم سلبه. ولكن سلوني من مايما ما شئتم.
رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن منيع بلفظ واحد.
2688/2- ومُسَدَّد ولفظه : أن سعدًا كان يخرج من المدينة فيجد الحاطب من الحطاب معه شجر رطب قد عضده من بعض شجر المدينة ، فيأخذ عليه فيكلم فيه فيقولن : لا أدع غنيمة أغنمنيها رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. قال : وإني من أكثر الناس مالا.
2688/3- ورواه إسحاق بن راهويه ولفظه : وجد سعد بن أبي وقاص عاصية تقطع الحمى ، فأخذ فأسها وعباءتها ، فاستعدت عليه عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فقال : أد إليها فأسها وعباءتها ، فقال : والله لا أؤدي إليها غنيمة غنمنيها رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. قال : فلقد اتخذ سعد من تلك الفأس مسحاة فما زال يعمل بها حتى مات.
2688/4- وفي رواية له مرسلة : من وجدتم قطع من الحمى شيئًا فاضربوه واسلبوه.
2688/5- ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ولفظه : قال سعد : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ينهى أن يقطع من شجر المدينة قال : ومن قطع منه شيئًا فلمن يأخذه سلبه.
2688/6- وفي رواية له : رأيت سعد بن أبي وقاص أخذ رجلا يصيد في حرم المدينة الذي حرم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فسلبه ثيابه ، فجاء مواليه ، فقال : إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حرم هذا الحوم وقال : من رأيتموه يصيد فيه فلكم سلبه ، فلا أرد عليه طعمة أطعمنيها رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ولكن إن شئتم أعطيتكم ثمنه من مالي.@

(3/256)


2688/7- ورواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ولفظه : سمعت سعد بن أبي وقاص وأتاه قوم في عبد لهم أخذ سعد سلبه ، رآه يصيد في حرم المدينة الذي حرم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأخذ سلبه فكلَّموه في أن يرد عليهم سلبه فأبي وقال : إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال حين حدَّ حدود حرم المدينة فقال : من وجدتموه يصيد في هذه الحدود من أخذه فله سلبه ، فلا أرد عليه طعمة أطعمنيها رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ولكن إن شئتم غرمت لكم ثمن سلبه.
ورواه مسلم في صحيحه ، وأَبُو داود والنسائي باختصار من غير هذا الوجه وبغير هذا اللفظ والسياؤا وفي هذا زيادة الاستعداء عليه إلى عُمَر ، وإقرار عُمَر له على ذلك.
2689- وَعَن شرحبيل قال : اصطدت طيًرا بالمدينة فرآه زيد بن ثابت فانتزعه من يدي فأرسله.
رواه مُسَدَّد.
2689/2- والحميدي ولفظه : أتانا زيد بن ثابت ونحن في حائط ننصب فخاخًا للطير ، فطردنا وقال : إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نهى عن صيد المدينة.
ورواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل.
2689/3- والبيهقي في الكبرى واللفظ له ولفظه : إن شرحبيل بن سعد دخل الأسواف - موضعًا بالمدينة - فاصطاد نهسًا - يعني : طيًرا - فدخل عليه زيد بن ثابت وهو معه ، قال : فعرك أذني ثم قال : خل سبيله لا أم لك ، أما علمت أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حرم ما بين لابتيها ؟!.
وله شواهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة , وعبد الله بن زيد , وأنس بن مالك وغيرهم.@

(3/257)


66- باب فضل مسجد المدينة المشرفة والصلاة فيه وما جاء في زيارة قبر سيدنا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم والأدب عند زيارته
2690- عن علي بن أبي طالب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلاَّ المسجد الحرام.
رواه الحارث بن أبي أسامة عن الواقدي ، وهو ضعيف.
لكن تقدم له شواهد في كتاب المساجد.
2691- وَعَن عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : من زار قبري - أو قال : من زارني - كنت له شهيدًا - أو شفيعًا - ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله ، عَزَّ وَجلَّ ، في الآمنين يوم القيامة.
رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف لجهالة التابعي ، ورواه البَزَّار بزيادة طويلة ، ورواه البيهقي وقال : إسناد مجهول ، وله شاهد من حديث سبيعة رواه أبو يَعْلَى والطبراني في الكبير بسند صحيح.@

(3/258)


2692- وَعَن أبي ذر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أشد أمتي لي حبًّا قوم يكونون بعدي ، يود أحدهم لو أنه أَعَطى أهله وماله وأنه يراني .
رواه مُسَدَّد ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف ، لجهالة التابعي.
2693- وَعَن أبي هريرة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : والذي نفسي بيده ، ليأتين عليكم يوم لأدن يراني أحدكم ثم لا يراني أحب إليه من أدن يكون له مثل أهله وماله أو كما قال.
رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف ، لتدليس محمد بن إسحاق.
2694- وَعَن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من حجَّ فزارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي.
رواه أبو يَعْلَى والبيهقي في سننه بسند فيه ليث بن أبي سليم ، والجمهور على ضعفه.
2695- وعنه : أنه كان إذا قدم من سفر صلى ركعتين في مسجد النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثم أتى القبر فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا أبه.
رواه مُسَدَّد ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر والبيهقي موقوفًا بسند صحيح.
2696- وَعَن ابن عباس قال : استأذن عُمَر بن الخطاب على النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليكم ، أيدخل عُمَر ؟ .
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة والنسائي في اليوم والليلة.@

(3/259)


2697- وَعَن علي بن حسين : أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فيدخل فيها فيدعو فنهاه ، فقال : ألا أحدثكم حديثًا سمعته من أبي ، عن جدي ، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : لا تتخذوا قبري عيدًا ، ولا بيوتكم قبورًا؛ فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ، وتقدم في المساجد.
2698- وَعَن أبي هريرة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا تجعلن قبري وَحَدَّثَنَا ، لعن الله قومًا اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.
رواه أبو يَعْلَى ، ورجاله ثقات ، وهو في الصحيحين دون قوله : لا تجعلن قبري وَثَنًَا.
67- باب ما بين القبر والمنبر روضة وما جاء في فضل الدفن بالبقيع
2699- عن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة.
رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات.@

(3/260)


2700- وَعَن أبي سعيد الخدري ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل.
2700/2- ورواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ، وأحمد بن منيع ، والحارث بن أبي أسامة ولفظهم عن أبي هريرة وأبي سعيد ، أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي.
وهو في الصحيحين ، والتِّرمِذيّ وإنما أوردته لانضمامه مع أبي سعيد.
2701- وَعَن قنفذ قال : رأيت الزبير كثيرا يصلي بين القبر والمنبر ، فقلت له في ذلك ، فقال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة.
رواه الحارث بن أبي أسامة هكذا عن الواقدي ، وهو ضعيف. وأعاده فقال : ما بين بيتي ومنبري.
2702- وَعَن أبي بكر الصديق ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على ترعة من ترع الجنة.
رواه أبو يَعْلَى والبزار بسند فيه أبو بكر بن أبي سبرة العامري ، وهو ضعيف ، واللفظ لأبي يَعْلَى.@

(3/261)


2703- وَعَن جابر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ما بين بيتي إلى حجرتي روضة من رياض الجنة ، وإن منبري على ترعة من ترع الجنة.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ وأحمد بن حنبل بسند ضعيف ، لضعف علي بن زيد بن جدعان.
2704- وَعَن أم قيس بنت محصن رضي الله عنها قالت : لقد رأيتني ورسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم آخذ بيدي في بعض سكك المدينة وما فيها بيت حتى انتهينا إلى بقيع الغرقد فقال : يا أم قيس. قلت : لبيك يا رسول الله وسعديك. قال : ترين هذه المقبرة ؟ قلت : نعم يا رسول الله. قال : يبعث منها سبعون ألف وجوههم كالقمر ليلة البدر يدخلون الجنة بغير حساب ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ، وأنا ؟ فقال : وأنت ، فقام آخر فقال : وأنا يا رسول الله. قال : سبقك بها عكاشة.
رواه أبو داود الطيالسي ، وله شاهد من حديث جابر بن عَبد الله ، وسيأتي في آخر كتاب المناقب.
2705- وَعَن سالم بن عَبد الله بن عُمَر قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أبعث يوم القيامة بين أبي بكر وعمر ، ثم أذهب إلى بقيع الغرقد فيبعثون معي ، ثم أنتظر أهل مكة حتى يأتوني فأبعث بين أهل الحرمين.
رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلا.
2706- عن علي بن زيد ، عن ابن المنكدر قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أسمع الصيحة فأخرج إلى البقيع فأحشر معهم.
رواه الحارث مرسلا بسند ضعيف.@

(3/262)


68- باب ما جاء في فضل مسجد قباء وجبل أحد والطائف
2707- عن سهل بن حنيف ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من توضأ فأحسن وضوءه ثم جاء مسجد قباء فركع فيه أربع ركعات كان ذلك عدل عمرة.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف ، لضعف موسى بن عبيدة الربذي.
ورواه أحمد بن حنبل ، والنسائي ، وابن ماجة باختصار ، وله شاهد من حديث عُمَر بن الخطاب ، وتقدم في كتاب المساجد ، وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عُمَر.
2708- وَعَن أبي هريرة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كان يأتي قباء ماشيًا وراكبًا.
رواه الحارث عن الواقدي ، وهو ضعيف.
وقد تقدم فضل مسجد الخيف في كتاب المساجد.
2709- وَعَن سهل بن سعد الساعدي ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنه لما قفل من غزوة تبوك فاطلع على ثنية المبرك بدا له أُحد ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هذا جبل يحبنا ونحبه.
رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه عبدالمهيمن بن عباس بن سهل ، وهو ضعيف ، لكن تابعه عليه عمارة بن غزية كما علقه البخاري من طريقه.
وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه أحمد بن حنبل.@

(3/263)


2710- وعنه قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُحد ركن من أركان الجنة.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ، والطبراني في الكبير.
2711- وَعَن أبي بكر بن عَبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن كعب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أنه سمعه يقول : إن وجًّا مقدس ، منه عرج الرب إلى السماء يوم قضى خلق الأرض.
رواه الحميدي موقوفًا ... , قال المخزومي : وج : واد بالطائف.
69- باب البشير بخبر الحاج ، وما جاء في ملاقاة الحاج والسلام عليه ومصافحته وفيمن يستغفر له الحاج
2712- عن وهب بن كيسان قال : رأيت أبا هريرة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، صلى بالمدينة بالناس مساء يوم النفر الآخر ، ثم قال : ألا إن أبا القاسم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قد سبق بالخيرات ، وإن ذكوان مولى مروان قد سبق الحاج ، وإنه قد أخبر عن الناس بسلامة. قال سفيان : وقال ذكوان :
أَنَا الَّذي كُلفتُها سيرَ ليلة ... من أَهل مِنَى نصًّا إلى أَهِل يَثْربِ
رواه الحميدي موقوفًا بسند على شرط الشيخين.@

(3/264)


2713- وَعَن المهاجر قال : قال عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ : يغفر للحاج ولمن يستغفر له الحاج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وعشرًا من ربيع.
رواه مُسَدَّد ، وفي سنده ليث بن أبي سليم ، والجمهور على تضعيفه.
وله شاهد في مسند أحمد بن حنبل من حديث ابن عُمَر مرفوعًا ولفظه : إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه وَمُرْه أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته؛ فإنه مغفور له . وآخر من حديث أبي هريرة رواه البَزَّار.@

(3/265)


25- كتاب البيوع
1- باب في البكور في طلب الرزق
2714- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مِسْهَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ النُّعْمَانَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللهمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا .
2714/2- رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا عُبَيد اللهِ بن عُمَر القواريري وعبدان ، قالا : حَدَّثَنَا عبد الواحد بن زياد ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن إسحاق ... فذكره.
2714/3- ورواه عَبد الله بن أحمد بن حنبل : حَدَّثَنَا أبو كامل الجحدري ومحمد بن أبى بكر المقدمي وروح بن عبدالمؤمن المقرئ ح
2714/4- قال : وَحَدَّثَنَا محمد بن عبيد بن حساب وعبيد اللّه بن عُمَر القواريري ، قالوا : حَدَّثَنَا عبد الواحد بن زياد ... فذكره.
ومدار طرق حديث علي بن أبي طالب على عَبد الرحمن بن إسحاق الواسطي ، وهو ضعيف.
2715- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ النَّخَعِيُّ أَبُو الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الله أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : اللهمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا .
2715/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ الشَّبَّاكُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : بُورِكَ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا.
قُلْتُ : ضعيف ؛ لضعف عَلِيِّ بْنِ عَابِسٍ ، لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ ، رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ ، وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ.@

(3/266)


2716- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا عَمَّارٌ أَبُو يَاسِرٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو الْمِقْدَامِ حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ سَلاَمٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : اللهمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا .
2717- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَمَّارٌ أَبُو يَاسِرٍ , حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَنْبَسَةَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ أَنَسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : اللهمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا.
2717/2- قُلْتُ : رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُوسِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَبِيرِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الْخُزَاعِيُّ ، عَنْ عَنْبَسَةَ ، يَعْنِي ابْنَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، عَنْ شَبِيبٍ ، عَنْ أَنَسٍ أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ وَزَادَ يَوْمَ خَمِيسِهَا .
وَقَالَ : لاَ نَعْلَمُهُ عَنْ أَنَسٍ ، إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ انتهى .
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ بِسَنَدٍ ضعيف ، كما بينته في الكلام على زوائد ابن ماجه.
2- باب الترغيب في كسب المال الحلال والترهيب من اكتساب الحرام
2718- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنِ الْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يُعْجِبَنَّكَ رَحْبُ الذِّرَاعَيْنِ يَسْفِكُ الدِّمَاءَ ، فَإِنَّ لَهُ عِنْدَ الله قَاتِلاً ، أَوْ قَتِيلاً لاَ يَمُوتُ ، وَلاَ يُعْجِبَنَّكَ امْرُؤٌ كَسَبَ مَالاً مِنْ حَرَامٍ ، فَإِنَّهُ إِنْ أَنْفَقَهُ ، أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ ، وَإِنْ تَرَكَهُ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ ، وَإِنْ بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ كَانَ زَادُهُ إِلَى النَّارِ.@

(3/267)


2718/2- قُلْتُ : رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ ، بِزَيَادَةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ طَرِيقِ أَبَانِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الصَّبَاحِ وَحَسَّنَهَا بَعْضُهُمْ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاَقَكُمْ ، كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ ، وَإِنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ ، وَمَنْ لاَ يُحِبُّ ، وَلاَ يُعْطِي الدِّينَ إِلاَّ مَنْ يُحِبُّ ، فَمَنْ أَعْطَاهُ الله الدِّينَ فَقَطْ ، فَقَدْ أَحَبَّهُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لاَ يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يُسْلِمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ ، وَلاَ يُؤْمِنٌ حَتَّى يُؤْمِنَ جَارُهُ بَوَائِقِهِ قَالُوا : وَمَا بَوائِقُهُ يَا نَبِيَّ الله ؟ قَالَ : غَشْمُهُ وَظُلْمُهُ : وَلاَ يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالاً حَرَامًا فَيَتَصَدَّقُ بِهِ ، فَيُقْبَلُ مِنْهُ ، وَلاَ يُنْفِقُ مِنْهُ فَيُبَارَكُ فِيهِ ، وَلاَ يَتْرُكُ خَلْفَ ظَهْرِهِ ، إِلاَّ كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ ، إِنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , لاَ يَمْحُو السَّيَّئ بِالسَّيِّئ ، وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئ بِالْحَسَنِ ، إِنَّ الْخَبِيثَ لاَ يَمْحُو الْخَبِيثَ .
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ... وسياتي في كتاب الزهد.
2719- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا حَسَنٌ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ دِرَاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَيُّمَا رَجُلٍ كَسَبَ مَالاً مِنْ حَلاَلٍ فَأَطْعَمَ نَفْسَهُ ، وَرَجُلٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ يَكُونُ فِيهِ صَدَقَةٌ ، فَقَالَ : اللهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، وَصَلِّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمِاتِ ، فَإِنَّهُ لَهُ زَكَاةٌ ، وَقَالَ : لاَ يَشْبَعْ مُؤْمِنٌ مِنْ خَيْرٍ حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الْجَنَّةُ.
قُلْتُ : رَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ مِنْهُ لاَ يَشْبَعْ ... إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَاقِيهِ ، َمِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ دِرَاجٍ بِهِ.@

(3/268)


2719/2- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ دِرَاجٍ بِهِ ، وَلَفْظُهُ : أَيُّمَا رَجُلٍ كَسَبَ مَالاً مِنْ حَلاَلٍ ، فَأَطْعَمَ نَفْسَهُ ، أَوْ كَسَاهَا مَنْ دُونَهُ مِنْ خَلْقِ الله ، فَإِنَّهُ لَهُ بِهَا زَكَاةٌ .
2719/3- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عِكْرِمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اطْلُبِ الرِّزْقَ فِي خَبَايَا الأَرْضِ.
قُلْتُ : هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الله ضَعِيفٌ.
2720- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى فُضَيْلٍ ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ.
2720/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ يَسْتَعْدِي عَلَى وَالِدِهِ ، فَقَالَ : إِنَّهُ يَأْخُذُ مَالِي ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ .
قَالَ : لاَ نَعْلَمُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا ، إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
قلتُ : وله شاهد من حديث عائشة رواه ابن حبان.@

(3/269)


2721- وَقَالَ مُحَمَّدُ يحيى بن بْنُ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنِ اشْتَرَى سَرِقَةً ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا سَرِقَةٌ ، فَقَدْ شُرِكَ فِي إِثْمِهَا وَعَارِهَا.
2721/2- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مِينَاءٍ ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، قَالَ ... فَذَكَرَهُ.
2721/3- ورواه الطبراني : حَدَّثَنَا علي بن عبد العزيز ، حَدَّثَنَا أبو نعيم ، حَدَّثَنَا سفيان ... فذكره.
2721/4- وقال البيهقي في سننه : حَدَّثَنَا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ... فذكره.
قلتُ : ورواه البيهقي من حديث أبي هريرة ، قال الحافظ المنذري : وفي إسناده احتمال للتحسين ، ويشبه أن يكون موقوفًا.
3- باب الإجمال في طاب الدنيا وترك طلبها مما لا يحل
2722- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلاَّ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَلاَ شَيْءٌ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلاَّ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ ، وَإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِي ، أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ ، إِلاَّ وَقَدْ كَتَبَ الله رِزْقَهَا ، فَاتَّقُوا الله ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، وَلاَ يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِالْمَعَاصِي ، فَإِنَّهُ لاَ يُدْرَكُ مَا عِنْدَ الله إِلاَّ بِطَاعَتِهِ.
قُلْتُ : فِيهِ انْقِطَاعٌ .
2722/2- رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ تُرْضِيَنَّ أَحَدًا بِسُخْطِ الله ، وَلاَ تَحْمِدَنَّ أَحَدًا عَلَى فَضْلِ الله ، وَلاَ تُذِمَّنَّ أَحَدًا عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ الله ، فَإِنَّ رِزْقَ الله لاَ يَسُوقُهُ إِلَيْكَ حِرْصُ حَرِيصٍ ، وَلاَ يَرُدُّهُ عَنْكَ كَرَاهِيَةُ كَارِهٍ ، وَإِنَّ الله بِقِسْطِهِ وَعَدْلِهِ ، جَعَلَ الرَّوْحَ وَالْفَرَحَ فِي الرِّضَا وَالْيَقِينِ ، وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحَزَنَ فِي السُّخْطِ .@

(3/270)


2722/3- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمَسْتَدْرَكِ : فَقَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بُكير ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ مِنْ عَمَلٍ يُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةِ إِلاَّ قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَلاَ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إِلَى النَّارِ إِلاَّ وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ ، فَلاَ يَسْتَبْطِئَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ رِزْقَهُ رِزْقَهُ إِنَّ جِبْرِيلَ , عَلَيْهِ السَّلاَمُ , أَلْقَى فِي رُوعِيَ أَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَنْ يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ رِزْقَهُ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا النَّاسُ ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، فَإِنِ اسْتَبْطَأَ أَحَدٌ مِنْكُمْ رِزْقَهُ ، فَلاَ يَطَلُبه بِمِعْصِيَةِ الله ، فَإِنَّ الله لاَ يُنَالُ فَضْلُهُ بِمَعْصِيَتِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ .
وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، والحاكم ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ الْكُبْرَى مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله.
2723- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ أُسَامَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ بَسْطَاسٍ مَوْلَى كَثِيرٍ بْنِ الصَّلْتِ ، حَدَّثَهُ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الْغِنَى لَيْسَ عِنْدَ كَثْرَةِ الْعَرَضِ ، وَلِكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ وَإِنَّ الله , عَزَّ وَجَلّ , مؤتي عَبْدَهُ مَا كَتَبَ لَهُ مِنَ الزِّرْقِ ، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ : خُذُوا مَا حَلَّ ، وَدَعُوا مَا حُرِّمَ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارٍ , وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الزُّهْدِ .
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ ، وَسَيَأْتِي فِي الزُّهْدِ.@

(3/271)


2724- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْطَاكِيُّ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ ، مَوْلَى ابْنِ مُجَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَوْ هَرَبَ عَبْدٌ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَهْرُبُ مِنَ الْمَوْتِ ، لأَتَاهُ رِزْقُهُ كَمَا يَأْتِيهِ الْمَوْتُ .
4- باب نزول الرزق على قدر المؤنة
2725- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنِ وَاقِدٍ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , يُنْزِلُ الرِّزْقَ عَلَى قَدْرِ الْمَؤُنَةِ ، وَيُنْزِلُ الصَّبْرَ عَلَى قَدْرِ الْبَلاَءِ .
2725/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ : فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، هُوَ ابْنُ حَسَّانٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ طَارِقٍ ، وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الْمَعُونَةَ تَأْتِي مِنَ الله عَلَى قَدْرِ الْمَؤُنَةِ ، وَإِنَّ الصَّبْرَ يَأْتِي مِنَ الله عَلَى قَدْرِ الْبَلاَءِ.
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ.@

(3/272)


5- باب ما جاء في الأسواق
2726- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَيُّ الْبِلاَدِ شَرٌّ ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي فَلَمَّا أَتَى جِبْرِيلُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يَا جِبْرِيلُ ، أَيُّ الْبِلاَدِ شَرٌّ ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ رَبِّي ، فَانْطَلَقَ جِبْرِيلُ ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ الله ، ثُمَّ جَاءَ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّكَ سَأَلْتَنِي أَيُّ الْبِلاَدِ شَرٌّ ؟ قُلْتُ : لاَ أَدْرِي ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي , تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَقُلْتُ : أَيُّ الْبِلاَدِ شَرٌّ ؟ قَالَ : أَسْوَاقُهَا.
2726/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ... فَذَكَرَهُ.
2726/3- وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَغَيْرُهُ , تَقَدَّمَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فِي كِتَابِ الصَّلاَةِ فِي بَابِ الْمَسَاجِدِ.
2727- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْفَضْلُ الأَنْصَارِيُّ ، سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ ، وَلاَ الصَّيَّاحَ فِي الأَسْوَاقِ .@

(3/273)


6- باب في التجارة وحث التجار على الصدقة
2728- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ ، قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ ، إِنَّهُ يُخَالِطُ أَسْوَاقَكُمْ لَغْوٌ وَحَلْفٌ ، فَشُوبُوهُ بِصَدَقَةٍ ، أَوْ شَيْءٍ مِنْ صَدَقَةٍ .
2728/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَنَحْنُ نَتَبَايَعُ فِي السُّوقِ ، قَالَ : وَكُنَّا نُدْعَى السَّمَاسِرَةُ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ فَاشْرَأَبَّ الْقَوْمُ ، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ سَمَّانَا التُّجَّارَ ، فَفَرِحْنَا بَقَوْلِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ سَمَّانَا بِالتُّجَّارِ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ ، إِنَّ الشَّيْطَانَ ، وَالإِثْمَ يَحْضُرَانِ الْبَيْعَ ، فَشُوبُوا بَيْعَكُمْ بِصَدَقَةٍ.
2728/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ ... فَذَكَرَهُ.
2728/4- وَرَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيُنٍ ، وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ مِنْ أَبِي وَائِلٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي غَزَرَةَ ، يَقُولُ : كُنَّا نُسَمَّى السَّمَاسِرَةَ عَلَى عَهْدِ عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَتَانَا وَنَحْنُ بِالْبَقِيعِ وَمَعَنَا الْعِصِيُّ ، فَسَمَّانَا بِاسْمٍ هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ الْحَلْفُ وَالْكَذِبُ ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ .
2728/5- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُيَسَّرٍ أَبُو سَعْدٍ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : كُنَّا نَبِيعُ الرَّقِيقَ ، وَكُنَّا نُسَمَّى السَّمَاسِرَةَ ، فَأَتَانَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَمَّانَا التُّجَّارَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ ، إِنَّ هَذَا الْبَيْعَ تَحْضُرُهُ الأَيْمَانُ وَاللَّغْوُ ، فَشُوبُوهُ بِصَدَقَةٍ .@

(3/274)


2728/6- قال : وَحَدَّثَنَا أبو معاوية ، حَدَّثَنَا الأعمش ، عن شقيق ... فذكر نحوه.
قلت : رواه أصحاب السنن الأربعة باختصار.
وقال الترمذي : حديث حسن صحيح. قال : ورواه منصور والأعمش وحبيب بن أبي ثابت وغير واحد ، عن أبي وائل ، عن قيس بن أبي غرزة ، ولا يعرف لقيس عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غير هذا.
2729- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، عَنِ الأَخْضَرِ بْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، بَاعَ حِلْسًا وَقَدَحًا فِيمَنْ يَزِيدُ.
وَتَقَدَّمَ بِأَلْفَاظِهِ فِي الزَّكَاةِ ، بَابُ تَحْرِيمِ الْمَسْأَلَةِ.
2730- قَالَ : وَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تِسْعَةُ أَعْشَارِ الرِّزْقِ فِي التِّجَارَةِ قَالَ نَعَيْمٌ : الْعُشُرُ الْبَاقِي فِي السَّائِمَةِ ، يَعْنِي : الْغَنَمَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
2731- قال أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا أبو معاوية ، حَدَّثَنَا الأعمش ، عن خيثمة ، عن أبي الدرداء ، قال : كنت تاجرًا قبل أن يبعث محمدٌ صَلى الله عَلَيه وسَلَّم فلما تأملت التجارة والعبادة فلم يجتمعا ، فأخذت العبادة وتركت التجارة.
هذا إسناد فيه مقال , خيثمة ضعفه ابن معين ، ووثقه ابن حبان , وباقي رجال الإسناد ثقات.@

(3/275)


7- باب في كسب الحجام والقصاب والصائغ
2732- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَلْجَ يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ، سَمِعْتُ عَبَايَةَ بْنَ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ ، أَنَّ جَدَّهُ هَلَكَ ، وَتَرَكَ غُلاَمًا حَجَّامًا ، وَنَاضِحًا ، وَأَرْضًا ، وَأَمَةً ، فَأَمَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُجْعَلَ كَسْبُ الْحَجَّامِ فِي عَلَفِ النَّاضِحِ ، وَنَهَى عَنْ كَسْبِ الأَمَةِ ، وَقَالَ فِي الأَرْضِ : ازْرَعُوهَا ، أَوْ ذَرُوهَا .
2732/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي بَلْجَ ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ ، قَالَ : مَاتَ رِفَاعَةُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَتَرَكَ عَبْدًا حَجَّامًا وَجَمَلاً نَاضِحًا ، وَأَمَةً ، وَأَرْضًا ، فَقَالَ : أَمَّا الْحَجَّامُ فَلاَ تَأْكُلُوا مِنْ كَسْبِهِ ، وَأَطْعِمُوهُ النَّاضِحَ , قَالُوا : لَهُ أَمَةٌ تَكْسِبُ ، قَالَ : لاَ تَأْكُلُوا مِنْ كَسْبِ الأَمَةِ ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَبْغِي , قَالُوا : فَالأَرْضُ ؟ قَالَ : امْنَحُوهَا ، أَوِ ازْرَعُوهَا.
2732/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي الْمَسْنَدِ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّصْرِ , حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ... فَذَكَرَهُ.
2733- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله أَخُو صَالِحِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ , حَدَّثَنَا قَاسِمٌ ، عَنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَعْطَى خَالَتَهُ غُلاَمًا ، فَقَالَ : لاَ تَجْعَلِيهِ قَصَّابًا ، وَلاَ حَجَّامًا ، وَلاَ صَائِغًا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ ، وَسَيَأْتِي لَهُ شَوَاهِدُ فِي كِتَابِ الطَّبِّ مِنْ حَدِيثِ مَاجِدَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
2734- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ وَكِيعٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : السَّحْتُ ثَلاَثَةٌ : مَهْرُ الْبَغِيِّ ، وَكَسْبُ الْحَجَّامِ ، وَثَمَنُ الْكَلْبِ.@

(3/276)


2734/2- قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى : عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ ... فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الطِّبِّ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.
2735- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : دَعَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَبَا طِيبَةَ فَحَجَمَهُ ، فَسَأَلَهُ عَنْ ضَرِيبَتِهِ فَقَالَ : ثَلاَثَةُ آصُعٍ قَالَهُ فَوَضَعَ عَنْهُ صَاعًا.
2735/2- قال : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ غِيَاثٍ , حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ... فَذَكَرَهُ.
2736- قَالَ : وَحَدَّثَنَا جِبَارَةُ بْنُ الْمَغَلِّسِ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ النَّهْشَلِيُّ ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ جَابِرٍ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم احْتَجَمَ فِي الأُخْدَعَيْنِ وَبَيْنَ الْكَتِفَيْنِ ، وَأَعَطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُعْطِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي صحيح مُسْلِمٍ ، وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
2737- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَالِكِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَهَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سُئِلَ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ ، فَقَالَ : أَحْسَبُهُ قَالَ : أَعْلِفْهُ نَاضِحَكُمْ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.@

(3/277)


8- باب في كسب الأمة وتحربم بيع المغنيات وشرائهن وأكل أثمانهن والاستماع إليهن
2738- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا عبد الوارث ، عن ليث ، عن عُبَيد اللهِ ، عن القاسم ، عن أبي أمامة وعائشة في قوله تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ...} ? قال : لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا أكل أثمانهن ولا تعليمهن. قال مجاهد : ولا الاستماع إليهن.
2738/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ مُطَرَّحِ بْنِ يَزِيدَ الْكَنَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زُحَرَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ يَحِلُّ تَعْلِيمُ الْمُغَنِّيَاتِ ، وَلاَ شِرَاؤُهُنَّ ، وَلاَ بَيْعُهُنَّ ، ثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ ، وَقَدْ نَزَلَ تَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الله {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ...} الَآيَةُ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بَيَدِهِ ، مَا رَفَعَ رَجُلٌ قَطُّ عَقِيرَتَهُ بِغِنَاءٍ ، إِلاَّ ارْتَدَفَهُ شَيْطَانَانِ يَضْرِبَانِ بَأَرْجُلِهِمَا عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ حَتَّى يَسْكُتَ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ.
قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقِ عُبَيدِ الله الإِفْرِيقِيِّ كِلاَهُمَا ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ فَقَطْ مَرْفُوعًا ولم يذكر ما قاله مجاهد.
2739- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَذْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الصَّدَائِيُّ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ نَهْبَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْمُغَنِّيَاتِ وَالنَّوَّاحَاتِ ، وَعَنْ شِرَائِهِنَّ ، وَبَيْعِهِنَّ ، وَالتِّجَارَةِ فِيهِنَّ ، قَالَ : وَكَسْبُهُنَّ حَرَامٌ .@

(3/278)


9- باب في الحكرة والاحتكار
2740- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن سليمان التيمي ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد مولى للأنصار أن عثمان بن عفان كان ينهى عن الحكرة ، فكلمه الزبير في مولى له - أو في إنسان - فتركه.
2740/2- رواه إسحاق بن راهويه : حَدَّثَنَا المعتمر بن سليمان ، سمعت أبي يقول : أَنْبَأَنَا أبو نضرة ، عن أبي سعيد مولى بني أسيد أن عثمان بن عفان كان ينهى عن الحكرة ، قال أبي : وكانوا لا يرون الحكرة إلاَّ في الطعام والأدم.
2741- قال : وأنبأنا عبدة بن سليمان ، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد قال : كان سعيد بن المُسَيَّب يحتكر الزيت.
2742- قال : وَحَدَّثَنَا وكيع ، حدثني ابن أبي ذئب عن مسلم الخباط قال : كنت أشتري الخبط والنوى لسعيد بن المُسَيَّب فيحتكره.
2743- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُحْتَكَرَ الطَّعَامُ.@

(3/279)


2743/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ... فَذَكَرَهُ.
2743/3- وذكره رزين في جامعه بغير إسناد ، ولم أره في شيء من الأصول التي جمعها ، ولفظه عن أبي أمامة أن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال : أهل المدائن هم الحبساء في سبيل الله ، فلا تحتكروا عليهم الأقوات ، ولا تغلوا عليهم الأسعار ؛ فإن من احتكر عليهم طعامًا أربعين يومًا ثم تصدق به ، لم يكن له كفارة.
قال الترمذي : وفي الباب عن عمر وعلي وابن عمر وأبي أمامة ، قال : والعمل على هذا عند أهل العلم . كرهوا احتكار الطعام ، ورخص بعضهم في الاحتكار في غير الطعام . وقال ابن المبارك : لا بأس بالاحتكار في القطن والسختيان وغير ذلك.
2744- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا الأَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ الْوَرَّاقُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الله ، وَالله بَرِئٌ مِنْهُ ، وَأَيُّمَا أَهْلِ عَرْصَةٍ ظَلَّ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعًا ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ الله .
2744/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ جَمَعَ طَعَامًا وَتَرَبَّصَ بِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الله ، وَبِرئَ الله مِنْهُ ، وَأَيُّمَا أَهْلِ عَرْصَةٍ ظَلَّ فِي نَادِيهِمْ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَائِعًا ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ الله .
2744/3- ورواه أبو يعلى الموصلي : حَدَّثَنَا زهير ، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون ، أنبأنا أصبغ بن زيد الجهني ... فذكره.@

(3/280)


2744/4- ورواه أحمد بن حنبل في مسنده : حَدَّثَنَا يزيد ... فذكره.
ورواه البزار والحاكم وفي هذا المتن غرابة ، وبعض أسانيده جيد ، وقد ذكر رزين شطره الأول ، ولم أره في شىء من الأصول التي جمعها.
2745- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْمَكِّيُّ ، عَنْ فَرُّوخٍ مَوْلَى عُثْمَانَ ، أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَرَأَى طَعَامًا مُنْتَثِرًا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ، فَأَعْجَبَهُ كَثْرَتُهُ ، فَقَالَ : مَا هَذَا الطَّعَامُ ؟ قَالُوا : طَعَامٌ جُلِبَ إِلَيْنَا فَقَالَ : بَارَكَ الله فِيهِ ، وَفِي مَنْ جَلَبَهُ إِلَيْنَا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابَهُ الَّذِينَ يَمْشُونَ مَعَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّهُ قَدِ احْتُكِرَ قَالَ : وَمَنِ احْتَكَرَ ؟ قَالُوا : فُلاَنٌ مَوْلَى عُثْمَانَ ، وَفُلاَنٌ مَوْلاَكَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا ، وَقَالَ لَهُمَا : مَا حَمَلَكُمَا عَلَى أَنْ تَحْتَكِرَا طَعَامَ الْمُسْلِمِينَ ؟ قَالاَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، نَشْتَرِي بِأَمْوَالِنَا وَنَبِيعُ إِذَا شِئْنَا فَقَالَ عُمَرُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ ضَرَبَهُ الله بِالْجُذَامِ ، أَوْ بِالإِفْلاَسِ قَالَ فَرُّوخٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أُعَاهِدُ الله أَنْ لاَ أَعُودَ فِي طَعَامٍ بَعْدَ هَذِهِ أَبَدًا ، فَتَحَوَّلَ إِلَى مِصْرَ وَأَمَّا مَوْلَى عُمَرَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَمْوَالُنَا نَشْتَرِي بِهَا إِذَا شِئْنَا ، وَنَبِيعُ إِذَا شِئْنَا ، فَزَعَمَ أَبُو يَحْيَى ، أَنَّهُ رَأَى مَوْلَى عُمَرَ مَجْذُومًا مَخْدُوجًا.
2745/2- رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا عُبَيد اللهِ ، حَدَّثَنَا اهيثم بن يحيى الطاطري ، حَدَّثَنَا أبو يحيى مولى عُمَر - قال الهيثم : وكان أبو يحيى أدرك عُمَر - أنه ألقى على باب مسجد طعامًا كثيًرا ، فدخل عليه عُمَر فرأى الطعام ، فقال : ما هذا الطعام ؟! قال : طعام جلب إلينا ، فقال : بارك الله فيه ... فذكره.
2745/3- قلت : روى ابن ماجة المرفوع منه حسب بإسناد صحيح ، عن يحيى بن حكيم ، حَدَّثَنَا أبو بكر الحنفي ، حَدَّثَنَا الهيثم بن رافع ... ذكره إلاَّ أنه قال : بالجذام والإفلاس بغير ألف بينهما.
ورواه الأصبهاني بتمامه من طريق الهيثم بن رافع ... فذكره.
وقد أنكر على الهيثم روايته لهذا الحديث مع كونه ثقة ، والله أعلم.@

(3/281)


2746- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله يَعْنِي : ابْنَ مُوسَى ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : نَهَى الرَّسُولُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْحُكْرَةِ بِالْبَلَدِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ نَوْفَلٍ ، وَضَعْفِ الرَّاوِي عَنْهُ.
10- باب التسعير
2747- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى أَبُو الْمُعَلَّى الْعَدَوِيّ سَمِعْتُ الْحَسَنَ ، يَقُولُ : دَخَلَ عُبَيْدُ الله بْنُ زِيَادٍ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغَلِّيَهُ عَلَيْهِمْ ، كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يَقْذِفَهُ فِي مُعْظَّمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
2747/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ قَالَ لِعُبَيْدِ الله بْنِ زِيَادٍ : اسْمَعْ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : ... فَذَكَرَهُ.
2747/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ يَعْنِي : ابْنَ مُرَّةَ أَبُو الْمَعُلَّى ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : ثَقُلَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ الله بْنُ زِيَادٍ يَعُودُهُ ، فَقَالَ : هَلْ تَعْلَمُ يَا مَعْقِلَ ، أَنِّي سَفَكْتُ دَمًا حَرَامًا ؟ قَالَ : مَا عَلِمْتُ قَالَ : هَلْ عَلِمْتَ أَنِّي دَخَلْتُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ ؟ قَالَ : مَا عَلِمْتُ قَالَ : أَجْلِسُونِي ثُمَّ قَالَ : اسْمَعْ يَا عُبَيْدَ الله ، حَتَّى أُحَدِّثَكَ شَيْئًا لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّةً ، وَلاَ مَرَّتَيْنِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغَلِّيَهُ عَلَيْهِمْ ، كَانَ حَقًّا عَلَى الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُقْعِدَهُ فِي مُعَظَّمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ : أَنْتَ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : نَعَمْ غَيْرَ مَرَّةٍ ، وَلاَ مَرَّتَيْنِ.@

(3/282)


2748- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُ : وَحَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي حَكِيمٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعُوا النَّاسَ يُصِيبُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، وَإِذَا اسْتَشَارَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَنْصَحْهُ.
2748/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عن أبيه ، عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
2748/3- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعُوا النَّاسَ فَلْيُرْزَقْ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ... فَذَكَرَهُ.
2748/4- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
2749- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ذَرُوا عِبَادَ الله ، فَلْيَرْزُقِ الله بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، وَإِذَا اسْتَشَارَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ، فَلْيُشِرْ عَلَيْهِ .
2749/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ , حَدَّثَنَا عِيسَى ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعُوا النَّاسَ يَرْزُقُ الله بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/283)


قلتُ : مدار إسناد حديث جابر على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهوضعيف ، لكن المتن له شواهد ؛ فمنها ما تقدم ومنها ما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده وأبو داود والترمذي وصححه وابن ماجه من حديث أنس ، ورواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري ، والبزار في مسنده من حديث علي بن أبي طالب ، والبيهقي في سننه من حديث عمر بن الخطاب.
11- باب السماحة في البيع
2750- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا شَبابة بْنُ سُوَّارٍ الْمَدَائِنِيُّ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ , وَهُوَ ابْنُ الْغَازِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ابْتَاعَ حَائِطًا مِنْ رَجُلٍ فَسَاوَمَهُ حَتَّى قَامَ عَلَى الثَّمَنِ ، ثُمّ قَالَ : أَعْطِنِي يَدَكَ قَالَ : وَكَانُوا لاَ يَسْتَوْجِبُونَ إِلاَّ بِصَفْقَةٍ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْبَائِعُ ، قَالَ : لاَ وَالله ، لاَ أَبِيعُهُ حَتَّى يَزِيدَنِي عَشْرَةَ آلاَفٍ فَالْتَفَتَ عُثْمَانُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ الله , تَعَالَى , يُدْخِلُ الْجَنَّةَ رَجُلاً كَانَ سَمْحًا بَائِعًا وَمُبْتَاعًا ، وَقَاضِيًا وَمُقْتَضِيًا ثُمَّ قَالَ : دُونَكَ الْعَشْرَةَ آلاَفٍ لأَسْتَوْجِبَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ الَّتِي سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.@

(3/284)


2750/2- قَالَ : وَأَنَبْأَنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْسَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَدِمَ حَاجًّا ، فَلَمَّا قَضَى حَجَّهُ قَدِمَ إِلَى أَرْضِ الطَّائِفِ ، فَإِذَا أَرْضٌ إِلَى جَنْبِ أَرْضِهِ فَطَلَبَهَا ، فَكَانَ بَيْنَهُمَا عَشْرَةُ آلاَفٍ فِي الثَّمَنِ ، فَلَمَّا وَضَعَ عُثْمَانُ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ ، قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : رَحِمَ الله عَبْدًا سَمْحَ الْبَيْعِ ، سَمْحَ الاِبْتِيَاعِ ، سَمْحَ الْقَضَاءِ ، سَمْحَ التَّقَاضِي ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : نَعَمْ ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَدًّا عَلَى الرَّجُلِ ، فَأَعْطَاهُ الْعَشْرَةَ آلاَفٍ وَأَخَذَ الأَرْضَ.
2750/3- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْخَيَّاطُ ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، أَنَّهُ سَاوَمَ رَجُلاً بِأَرْضٍ حَتَّى وَجَبَ الْبَيْعُ ، أَوْ كَادَ الْبَيْعُ يَجِبُ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : وَالله لاَ أُعْطِيَنَّكَ حَتَّى تَزِيدَنِي عَشْرَةَ آلاَفٍ ، فَالْتَفَتَ عُثْمَانُ إِلَى رِجَالٍ ، فَقَالَ : أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : رَحِمَ الله رَجُلاً سَمْحَ التَّقَاضِي ، سَمْحَ الاِقْتِضَاءِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ فَزَادَهُ عَشْرَةَ آلاَفٍ ، وَأَخَذَ الأَرْضَ.
2751- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدَةَ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو الأَوْدِيِّ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يُحَرَّمُ عَلَى النَّارِ ؟ ، أَوْ بِمَنْ تُحَرَّمُ عَلَيْهِ النَّارُ ؟ قَالَ : كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ ، قَرِيبٍ سَهْلٍ.
2751/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الله الْحَلَوَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ... فَذَكَرَهُ.
2751/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَوْنٍ الخَرَّازُ ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ... فَذَكَرَهُ.
2751/4- قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ دُونَ قَوْلِهِ قَوْلِهِ لَيِّنٍ عَنْ هَنَّادِ بْنِ السَّرِيِّ ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ بِهِ .
وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ.@

(3/285)


2751/5- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ... فَذَكَرَهُ.
2751/6- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ هِشَامٍ ... فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الإِيمَانِ ، فِي بَابِ مَنْ يُحَرَّمُ عَلَى النَّارِ.
2752- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّكْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي بَلْعَدَوَيَّةَ ، حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَنَزَلْتُ عِنْدَ الْوَادِي ، فَإِذَا رَجُلاَنِ بَيْنَهُمَا عَنْزٌ وَاحِدَةٌ ، وَإِذَا الْمُشْتَرِي يَقُولُ لِلْبَائِعِ : أَحْسِنْ مُبَايَعَتِي قَالَ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : هَذَا الْهَاشِمِيُّ الَّذِي أَضَلَّ النَّاسَ أَهُوَ هُوَ ؟ قَالَ : فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ الْجِسْمِ ، عَظِيمُ الْجَبْهَةِ ، دَقِيقُ الأَنْفِ ، دَقِيقُ الْحَاجِبَيْنِ ، وَإِذَا مِنْ ثَغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى سُرَّتِهِ مِثْلُ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ شَعْرًا أَسْوَدَ ، وَإِذَا هُوَ بَيْنَ طِمْرَيْنِ قَالَ : فَدَنَا مِنَّا ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ دَعَا الْمُشْتَرِي فَقَالَ : يا رَسُولَ الله ، قُلْ لَهُ يُحْسِنْ مُبَايَعَتِي فَمَدَّ يَدَهُ ، وَقَالَ : أَمْوَالُكُمْ تَمْلِكُونَ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَلْقَى الله , عَزَّ وَجَلَّ , يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يَطْلُبُنِي أَحَدٌ بِشَيْءٍ ظَلَمْتُهُ فِي مَالٍ ، وَلاَ دَمٍ ، وَلاَ عَرَضٍ إِلاَّ بِحَقِّهِ ، رَحِمَ الله امْرَءًا سَهْلَ الْبَيْعِ ، سَهْلَ الشِّرَى ، سَهْلَ الأَخْذِ ، سَهْلَ الْعَطَاءِ ، سَهْلَ الْقَضَاءِ ، سَهْلَ التَّقَاضِي ثُمَّ مَضَى ، فَقُلْتُ : وَالله لأَقُصُّنَّ أَثَرَ هَذَا ، فَإِنَّهُ حَسَنُ الْقَوْلِ ، فتبعته ، فقلت : يا محمد ، فالتفت إلي بجميعه ، فقال : ما تشاء ؟ فقلت : أَنْتَ الَّذِي ضَلَلْتَ النَّاسَ ، وَأَهْلَكْتَهُمْ ، @

(3/286)


وَصَدَدْتَهُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ ؟ قَالَ : ذَاكَ الله قُلْتُ : مَا تَدْعُو إِلَيْهِ ؟ قَالَ : أَدْعُو عِبَادَ الله إِلَى الله قَالَ : قُلْتُ : مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : أَشْهَدُ أنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله ، وَنُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ وَنَكْفُرُ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى ، وَنُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَنُؤْتِي الزَّكَاةَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : وَمَا الزَّكَاةُ ؟ قَالَ : يَرُدُّ غَنِيُّنَا عَلَى فَقِيرِنَا قَالَ : قُلْتُ : نِعْمَ الشَّيْءُ تَدْعُو إِلَيْهِ قَالَ : وَلَقَدْ كَانَ وَمَا عَلَى الأَرْضِ أَحَدٌ يَتَنَفَّسُ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْهُ فَمَا بَرِحَ حَتَّى كَانَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ مِنْ وَالِدِي وَوَلَدَيِ ، وَمِنَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : قَدْ عَرَفْتُ ، قَالَ : قَدْ عَرَفْتَ قُلْتُ نَعَمْ ، قَالَ : فَتَشْهَدْ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله ، وَتُؤْمِنْ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ قُلْتُ : نعم يَا رَسُولَ الله ، إِني أُرِد مَاء عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، فَأَدْعُوهُمْ إِلَى مَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَتَّبِعُونِي ، قَالَ : نَعَمْ ، فَادْعُهُمْ فَأَسْلَمَ أَهْلُ ذَلِكَ الْمَاءِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ ، فَمَسَحَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَأْسَهُ.
وَسَيَأْتِي هَذَا الْحَدِيثُ فِي كِتَابِ عَلاَمَاتِ النُّبُوَّةِ.
12- باب النهي عن اليمين في البيع ، والأمر بالإحسان للخادم في البيع وصحة المعاطاة ، والحث على الصدقة وما جاء في التجار
2753- قال مُسَدَّد : حدثنا يحيى ، عن يزيد اليشكري ، حَدَّثَنَا أبو حازم : إن ابن عُمَر مر على رجل ومعه غنيمات له ، قال : فقال : بكم تبيع غنمك هذه ؟ قال : بكذا وكذا ، فقال ابن عُمَر : أخذتها بكذا وكذا ، فحلف ألا يبيعها ، فانطلق ابن عُمَر فقضى حاجته ، فمر عليه فقال : يا أبا عَبد الرحمن ، خذها بالذي أعطيتني. قال : حلفت على يمين ، فلم أكن لأعين الشيطان عليك أن أحنثك.
2754- قال إسحاق بن إبراهيم بن راهويه : أَنْبَأَنَا محمد بن عبيد ، حَدَّثَنَا المختار - هو @

(3/287)


ابن نافع التمار - عن أبي مطر قال : خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي خلفي : ارفع إزارك ... فذكر الحديث فإذا هو علي ، قال : فانتهى إلى سوق الإبل فقال : بيعوا ولا تحلفوا فإن اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة . ثم أتى صاحب التمرة فإذا خادم تبكي ، قال : ما شأنك ؟ قالت : باعني هذا تمرًا بدرهم فأبى مولاي أن يقبله ، فقال : خذه وأعطها درهمها ، فإنها خادم ليس لها أمر ، فكأنه أبى ، فقلت : ألا تدري من هذا ؟ قال ، لا. قلت : هذا علي أمير المؤمنين ، فصب تمره وأعطاها درهمها ، ثم مر مجتازًا بأصحاب التمرة فقال : أطعموا المسلمين يربو كسبكم.
2754/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ ، عَنْ أَبِي مَطَرٍ ، قَالَ : خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا رَجُلٌ يُنَادِي مِنْ خَلْفِي : ارْفَعْ إِزَارَكَ ، فَإِنَّهُ أَنْقَى لِثَوْبِكَ ، وَأَبْقَى لَكَ ، وَخُذْ مِنْ رَأْسِكَ إِنْ كُنْتَ مُسْلِمًا فَمَشَيْتُ خَلْفَهُ ، وَهُوَ بَيْنَ يَدَيَّ مُؤْتَزِرٌ بِإِزَارٍ مُتَرَدٍّ بِرِدَاءٍ ، وَمَعَهُ الدُّرَّةَ ، كَأَنَّهُ أَعْرَابِيٌّ بَدَوِيٌّ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ لِي رَجُلٌ : أَرَاكَ غَرِيبًا بِهَذا الْبَلَدِ ؟ فَقُلْتُ : أَجَلْ ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ : هَذَا عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى دَارِ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ ، وَهُوَ سُوقُ الإِبِلِ ، فَقَالَ : بِيعُوا ، وَلاَ تَحْلِفُوا ، فَإِنَّ الْيَمِينَ تُنْفِقُ السِّلْعَةَ ، وَتَمْحَقُ الْبَرَكَةَ ، ثُمَّ أَتَى أَصْحَابَ التَّمْرِ فَإِذَا خَادِمٌ تَبْكِي ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكِ ؟ فَقَالَتْ : بَاعَنِي هَذَا الرَّجُلُ تَمْرًا بِدِرْهَمٍ وَرَآهُ مَوْلاَيَ ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : خُذْ تَمْرَكَ وَأَعْطِهَا دِرْهَمَهًا ، فَإِنَّهَا لَيْسَ لَهَا أَمْرٌ ، فَدَفَعَهُ ، فَقُلْتُ : أَتَدْرِي مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : لاَ قُلْتُ : هَذَا عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَعَبَّ تَمْرَهُ وَأَعْطَاهَا دِرْهَمَهًا قَالَ : أُحِبُّ أَنْ تَرْضَى عَنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : أَمَا أَرْضَى عَنْكَ إِذَا أَوْفَيْتَهُمْ ثُمَّ مَرَّ مُجْتَازًا بِأَصْحَابِ التَّمْرِ ، فَقَالَ : يَا أَصْحَابَ التَّمْرِ أَطْعِمُوا الْمَسَاكِينَ يَرْبُو كَسْبُكُمْ ، ثُمَّ مَرَّ مُجْتَازًا وَمَعَهُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَصْحَابِ السَّمَكِ ، فَقَالَ : لاَ يُبَاعُ فِي سُوقِنَا طَافِي ثُمَّ أَتَى دَارَ فُرَاتَ ، وَهِيَ سُوقُ الْكَرَابِيسِ ، فَأَتَى شَيْخًا ، فَقَالَ : يَا شَيْخُ ، أَحْسِنْ بَيْعِي فِي قَمِيصٍ بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ ، فَلَمَّا عَرَفَهُ لَمْ يَشْتَرِ مِنْهُ ، ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى آخَرَ ، فَلَمَّا عَرَفَهُ لَمْ يَشْتَرِ مِنْهُ شَيْئًا ، فَأَتَى غُلاَمًا حَدَثًا ، فَاشْتَرَى مِنْهُ قَمِيصًا بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ ، وَلَبِسَهُ مَا بَيْنَ الرُّسْغَيْنِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ، يَقُولُ فِي لُبْسِهِ : الْحَمْدُ للِّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنَ اللِّبَاسِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ ، وَأُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي فَقِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، @

(3/288)


هَذَا شَيْءٌ تَرْوِيهِ عَنْ نَفْسِكِ ، أَوْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فَقَالَ : لاَ ، بَلْ شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُهُ عِنْدَ الْكِسْوَةِ ، فَجَاءَ أَبُو الْغُلاَمِ صَاحِبُ الثَّوْبِ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا فُلاَنُ ، قَدْ بَاعَ ابْنُكَ الْيَوْمَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَمِيصًا بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ قَالَ : أَفَلاَ أَخَذْتَ مِنْهُ دِرْهَمَيْنِ ؟ فَأَخَذَ أَبُوهُ دِرْهَمًا ، ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى بَابِ الرَّحْبَةِ ، فَقَالَ : أَمْسِكْ هَذَا الدِّرْهَمَ فَقَالَ : مَا شَأْنُ هَذَا الدِّرْهَمِ ؟ فَقَالَ : كَانَ قَمِيصًا ثَمَنُهُ دِرْهَمَيْنِ فَقَالَ : بَاعَنِي بِرِضَائِي ، وَأَخَذَ بِرِضَاهُ.
2754/3- رواه أبو يعلى الموصلي : حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن عمار ، حَدَّثَنَا المعافى بن عمران ، حَدَّثَنَا المختار به.
هَذَا الْحَدِيثُ ضَعِيفٌ ، أَبُو مَطَرٍ مَجْهُولٌ ، وَلاَ يُعْرَفُ اسْمُهُ ، وَالْمُخْتَارُ بن نَافِعٌ ضَعِيفٌ.
2755- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، حَدَّثَنَا هِشَامٍ الدُّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحَبْرَانِيِّ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ ، وَلاَ تَغْلُوا فِيهِ ، وَلاَ تُجْفُوا عَنْهُ ، وَلاَ تَأْكُلُوا بِهِ ، وَلاَ تَسْتَكْبرُوا بِهِ .
2755/2- وَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، أَوَ لَيْسَ قَدْ أَحَلَّ الله الْبَيْعَ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ ، فَيَكْذِبُونَ وَيَأْثَمُونَ .
2755/3- وَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ قَالَ : قِيلَ : وَمَنِ الْفُسَّاقُ ؟ قَالَ : النِّسَاءُ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَوَ لَيْسَ أُمَّهَاتُنَا وَأَخَوَاتُنَا وَأَزْوَاجُنَا ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنَّهُنَّ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ ، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ .
2755/4- رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة : حَدَّثَنَا عفان ، حَدَّثَنَا أبان بن يزيد العطار ، حَدَّثَنَا يحيى بن أبي كثير ، عن زيد ، عن أبي سلام ، عن أبي راشد الحبراني ، عن عَبد الرحمن بن شبل الأنصاري أن معاوية قال : إذا أتيت فسطاطي فقم فأخبر بما سمعت من رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : اقرءوا القرآن ... فذكر مثل طريق ابن منيع الأولى.
2755/5- وبه أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن التجار هم الفجار ... فذكر مثل طريق ابن منيع الثانية.@

(3/289)


2755/6- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَمٍ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ ، أَنْ عَلِّمِ النَّاسَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ ، فَإِنْ عَلَّمْتُمُوهُ فَلاَ تَغْلُوا فِيهِ ، وَلاَ تَجْفُوا عَنْهُ ... فَذَكَرَ مِثْلَ مَا رَوَاهُ ابْنُ مَنِيعٍ بِتَمَامِهِ ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ لِيُسَلِّمِ الرَّاكِبُ عَلَى الرَّاجِلِ ، وَالرِّاجِلُ عَلَى الْجَالِسِ ، وَالأَقَلُّ عَلَى الأَكْثَرِ ، فَمَنْ أَجَابَ السَّلاَمَ كَانَ لَهُ ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَلاَ شَيْءَ عَلَيْهِ.
2755/7- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ... فَذَكَرَهُ .
2755/8- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هِشَامٍ الدُّسْتُوَائِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَأَسْقَطَ أَبَا سَلاَمٍ.
2755/9- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ : حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ... فَذَكَرَهُ
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ.
2755/10- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَمٍ ، عَنْ أَبِي سَلاَمٍ ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : التُّجَّارُ هُمُ الْفُجَّارُ قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله ، أَلَمْ يُحِلَّ الله الْبَيْعَ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ فَيَأْثَمُونَ .
2756- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى ، عن سفيان ، حدثني محمد بن جحادة ، عن أبي سعيد قال : سمعت عليًّا يقول : التاجر فاجر إلاَّ من أخذ الحق وأعطاه.
هذا إسناد صحيح.
وقد ورد أن عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : إن الله لا يزكي ثلاثة نفر ، ولا ينظر إليهم ولا يقربهم يوم القيامة ولهم عذاب أليم : رجل خرج بسلعة بعد العصر فحلف باللّه لقد أعطي بها كذا وكذا فاشتريت لقوله... الحديث ، رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر وسيأتي بتمامه في كتاب المواعظ.@

(3/290)


13- باب السوم
2757- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ التَّلَقِّي ، وَعَنْ ذَبْحِ ذَوَاتِ الدَّرِّ ، وَعَنْ ذَبْحِ في الْغَنَمِ ، وَعَن السَّوْمِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ.
2757/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنِي الرَّبِيعُ بن حبيب ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ السَّوْمِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، وَعَنْ ذَبْحِ ذَوَاتِ الدَّرِّ.
2757/3- قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ... فَذَكَرَ إِسْنَادَ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ وَمَتْنِهِ سواء .
الرَّبِيعُ ، وَنَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ضَعِيفَانِ ، كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي الْكَلاَمِ عَلَى زَوَائِدِ ابْنِ ماجة.
2758- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْحُسَيْنِ الأَصْبَهَانِيُّ ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَبْتَاعَنَّ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ ، وَلاَ يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَتِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ بِشْرِ بْنِ حُسَيْنٍ.
قَالَ الْبَيْهَقِي فِي سُنَنِهِ : قَالَ الشَّافِعِيُّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فِي كِتَابِ الرِّسَالَةِ : قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم @

(3/291)


أَنَّهُ قَالَ : لاَ يَسُومُ أَحَدُكُمْ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ فَإِنْ كَانَ ثَابِتًا ، وَلَسْتُ أَحْفَظْهُ ثَابِتًا ، فَهُوَ مُثْلُ : لاَ يَخْطُبُ أَحَدُكُمْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ ، وَلاَ يَسُومُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ إِذَا رَضِيَ الْبَائِعُ وَأَذِنَ بِأَنْ يُبَاعَ قَبْلَ الْبَيْعِ ، حَتَّى لَوْ بِيعَ لَزِمَهُ قَالَ : ورَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَاعَ فِيمَنْ يَزِيدُ ، وَبَيْعُ مَنْ يَزِيدُ سَوْمُ رَجُلٍ عَلَى سَوْمٍ أَخِيهِ ، وَلَكِنَّ الْبَائِعَ لَمْ يَرْضَ السَّوْمَ حَتَّى طَلَبَ الزِّيَادَةَ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ ، وَغَيْرُهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيِثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ النِّكَاحِ مِنْ حَدِيثِ سَمُرَةَ.
14- باب من باع عبداً له مال
2759- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ... عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ ، فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ ، وَمَنْ بَاعَ نَخْلاً قَدْ أُبِّرَتْ ، فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ ، قَضَى بِذَلِكَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ انْقِطَاعٌ ، مُحَمَّدٌ لَمْ يُدْرِكْ عَلِيًّا.
2759/2- وَهَكَذَا رَوَى الْحَاكِمُ ، وَأَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبَّاسٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ وَهْبِ بْنِ بِلاَلٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَهُ.
2759/3- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، عَنِ الْحَاكِمِ ، وَأَبِي سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ... فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، رَوَاهُ ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ ، وَغَيْرُهُ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَمِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ.@

(3/292)


15- باب النهي عن بيع ما ليس عندك
2760- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ ، قَالَ : لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَاهُ عَنْ سَلَفٍ وَبَيْعٍ ، وَعَنْ شَرْطَيْنِ فِي بَيْعٍ ، وَعَنْ بَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ ، وَشِفِّ مَا لَمْ يُضْمَنْ.
2760/2- قُلْتُ : رَوَى ابْنُ ماجة مِنْهُ : وَشِفِّ مَا لَمْ يُضْمَنْ حَسْبُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ .
وَعَطَاءٌ هُوَ ابْنُ أَبِي رَبَاحٍ ، وَلَيْثٌ هُوَ ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ، ضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ كَمَا أَوْضَحْتُهُ فِي الْكَلاَمِ عَلَى زَوَائِدِ ابْنِ ماجة ، لَكِنْ لَهُ شَوَاهِدُ : مِنْهَا حَدِيثُ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو فِي السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ ، وَعَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ فِي أَبِي دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيِّ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ.
16- باب النهي عن الغش
2761- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أرطاة ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا.
هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ.@

(3/293)


2762- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ السَّلَفِ وَزَادَ ، قَالَ : وَمَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى حِنْطَةٍ مَطِيرَةٍ ، وَعَلَى رَأْسِهَا حِنْطَةٌ جَافَّةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ أَلاَّ تَرَكْتَهَا حَتَّى يَشْتَرِيَ إِخْوَانُكَ مَا يَعْرِفُونَ ؟ .
2763- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عامر ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عِيسَى ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ خَالِهِ أَبِي بُرْدَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرّ بِطَعَامٍ فَإِذَا هُوَ مُخْتَلِطٌ ، أَوْ مَغْشُوشٌ ، فَقَالَ : لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّنَا .
2763/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عِيسَى ، عَنْ جُمَيْعٍ ، وَلَمْ يَشُكَّ ، عَنْ خَالِهِ أَبِي بُرْدَةَ بِنْ نِيَارٍ ، قَالَ : انْطَلَقْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى بَقِيعِ الْمُصَلَّى ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي طَعَامٍ ، ثُمَّ أَخْرَجَهَا ، فَإِذَا هُوَ مَغْشُوشٌ ، أَوْ مُخْتَلِفٌ ، فَقَالَ : لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّنَا.
2763/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عِيسَى ، عَنْ جُمَيْعٍ ، أَوْ أَبِي جُمَيْعٍ ، عَنْ خَالِهِ أَبِي بُرْدَةَ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/294)


2764- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ شُرَيْجٍ ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ ، قَالَ : مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِرَجُلٍ يَبِيعُ طَعَامًا ، فَقَالَ الرَّسُولُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ ، أَسْفَلُ الطَّعَامِ مِثْلُ أَعْلاَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ غَشَّ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ.
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحَصِيبِ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الإِيمَانِ .
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.
2765- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عفان ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فِيمَا يَحْسَبُ حَمَّادٌ أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَبِيعُ الْخَمْرَ فِي سَفِينَةٍ ، وَمَعَهُ فِي السَّفِينَةُ قِرْدٌ ، وَكَانَ يَشُوبُ الْخَمْرَ بِالْمَاءِ ، فَأَخَذَ الْقِرْدُ الْكِيسَ ، فَصَعَدَ بِهِ فَوْقَ الدَّقْلَ ، وَفَتَحَ الْكِيسَ ، فَجَعَلَ يَأْخُذُ دِينَارًا فَيُلْقِيهِ فِي السَّفِينَةِ ، وَدِينَارًا فِي الْبَحْرِ حَتَّى جَعَلَهُ نِصْفَيْنِ.
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ بِتَمَامِهِ وَرَوَى عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلاً .
2765/2- وَفِي رِوَايَةِ الْبَيْهَقِيِّ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَشُوبُوا اللَّبَنَ لِلْبَيْعِ ، ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ النَّاقَةِ الْمُحَفَّلَةِ ، ثُمَّ قَالَ : مَوْصُولاً بِالْحَدِيثِ : أَلاَ وَإِنَّ رَجُلاً مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ جَلَبَ خَمْرًا إِلَى قَرْيَةٍ مُشَابَةً بِالْمَاءِ ، فَأَضْعَفَ ضِعَافًا ، فَاشْتَرَى قِرْدًا ، فَرَكِبَ الْبَحْرَ حَتَّى إِذَا لَجَّ فِيهِ ، أَلْهَمَ الله الْقِرْدَ صرة الدَّنَانِيرِ ، فَأَخَذَهَا فَصَعِدَ الدَّقْلَ ، فَفَتَحَ الصَّرَّةَ وَصَاحِبُهَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَأَخَذَ دِينَارًا فَرَمَى بِهِ فِي الْبَحْرِ ، وَدِينَارًا فِي السَّفِينَةِ ، حَتَّى قَسَمَهَا نِصْفَيْنِ.@

(3/295)


2765/3- وَفِي أُخْرَى لَهُ أَيْضًا : قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ رَجُلاً كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَمَلَ خَمْرًا ، ثُمَّ جَعَلَ فِي أَزَقٍ نِصْفها مَاءً ، ثُمَّ بَاعَهُ ، فَلَمَّا جَمَعَ الثَّمَنَ ، جَاءَ ثَعْلَبٌ ، فَأَخَذَ الْكِيسَ وَصَعَدَ الدَّقْلَ ، فَجَعَلَ يَأْخُذُ دِينَارًا ، فَيَرْمِي بِهِ فِي السَّفِينَةِ ، وَيَأْخُذُ دِينَارًا فَيَرْمِي بِهِ فِي الْمَاءِ ، حَتَّى فَرَغَ مَا فِي الْكِيسِ .
17- باب النهي عن بيع الطعام قبل قبضه
2766- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ عُبَيْدٍ ، يَعْنِي ابْنَ حُنَيْنٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : ابْتَعْتُ زَيْتًا بِالسُّوقِ ، فَقَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ فَأَرْبَحَنِي ، فلما أَخَذْتُ بِيَدِهِ لأَضْرِبَ عَلَيْهَا ، أَخَذَ بِذِرَاعِي رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي ، فَأَمْسَكَ بِيَدَيَّ ، فَالْتَفتُ إِلَيْهِ فَإِذَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، فَقَالَ لاَ تَبِعْهُ حَتَّى تَحُوزَهُ إِلَى بَيْتِكَ ، فَإِنَّ نَبِيَّ الله نَهَانَا عَنْ ذَلِكَ.
2767- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا فَلاَ يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ.
لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَرَوَاهُ ابْنُ ماجة مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ.@

(3/296)


18- باب بيع المجازفة
2768- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، قَالَ : كُنْتُ أَبِيعُ التَّمْرَ فِي سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ ، فَأَكِيلُ أَوْسَاقًا فَأَقُولُ : كِلْتُ فِي وَسْقِي كَيْتَ وَكَيْتَ ، فَدَخَلَنِي شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : إِذَا سَمَّيْتَ كَيْلاً فَكِلْ .
2768/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ : أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، يَقُولُ : كُنْتُ أَنْطَلِقُ فَأَبْتَاعُ التَّمْرَ فَأَكْتَالُهُ فِي أَوْعِيَتِهِمْ ، ثُمَّ أَهْبِطُ بِهِ إِلَى السُّوقِ فَأَقُولُ : فِيهِ كَذَا وَكَذَا مَكِيلَةٌ ، فَآخُذُ رِبْحِي وَأَتَخَلَّى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَبْقَى ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يَا عُثْمَانُ ، إِذَا ابْتَعْتَ فَاكْتَلْ ، وَإِذَا بِعْتَ فَكِلْ .
2768/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، سَمِعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، يَقُولُ : فِي هَذَا الْوِعَاءِ كَذَا وَكَذَا ، وَلاَ أَبِيعُكَ إِلاَّ مُجَازَفَةً ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا سَمَّيْتَ كَيْلاً فَكِلْهُ.
قُلْتُ : حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ هَذَا ضَعِيفٌ .
2768/4- رَوَاهُ ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ يَزِيدَ ... فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ : فِي سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ ، فَأَكِيلُ أَوْسَاقًا.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَغَيْرُهُ.@

(3/297)


19- باب ما جاء في بيع اللبن في الضرع وما في الأرحام ، واجتناب الشبهات
2769- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا ملازم ، حَدَّثَنَا زفر بن يزيد بن عَبد الرحمن السحيمي ، عن أبيه يزيد بن عَبد الرحمن ، وكان من جلساء أبي هريرة قال : سألت أبا هريرة عن شراء اللبن في ضروع الغنم ، فقال : لا خير فيه. وسألته عن شراء الشاة بالشاتين إلى أجل فيقال : لا ، يدًا بيد.
قلت : له شاهد من حديث ابن عباس قال : نهى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أن تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها أو يباع صوف على ظهر ، أو سمن في لبن ، أو لبن في ضرع.
رواه الحاكم وعنه البيهقي مرفوعًا وموقوفًا ومرسلاً.
2770- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ بَيْعِ الْمَجْرِ ، يَعْنِي : اشْتِرَاءَ مَا فِي الأَرْحَامِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
2771- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُبَيْدَةَ ، وَغَيْرِهِ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الْحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ ، فَمَنْ تَوَقَّاهُنَّ كَانَ أَتْقَى لِدِينِهِ ، وَمَنْ وَاقَعَهُنَّ أَوْشَكَ أَنْ يُوَاقِعَ الْكَبَائِرَ ، كَالْمُرْتَعِي إِلَى جَانِبِ الْحِمَى ، أَوْشَكَ أَنْ يُوَاقِعَهُ ، وَلِكُلِّ مَلِكٍ حِمَى ، وَحِمَى الله حُدُودُهُ.
هَذَا إِسْنَادٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ.@

(3/298)


2771/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبِرْقَانِ ، أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ ، عَنْ عَمَّارٍ ، نَحْوَهُ.
وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث النعمان بن بشير.
2772- قال مُسَدَّد : حدثنا يحيى بن سعيد ، حَدَّثَنَا حجاج ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي عَبد الرحمن مولى سعد قال : جئت بالليل أنا وسعد إلى بستان ذي نخل ، فطلبنا صاحب البستان فلم نجده ، فقال لي سعد : إن سرَّك أن تكون مسلماً حقًّا فلا تأكل منه شيئًا. قال : فبتنا جائعين.
20- باب النهي عن تلقي الركبان أو أن يبيع حاضر لباد
2773- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمر : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ ابْنَ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ تَلْقُوا الرُّكْبَانَ ، وَلاَ يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ.
2773/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ... فَذَكَرَهُ.
2773/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُتَلَقَّى الأَجْلاَبُ ، وَأَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ ، فَمَنِ اشْتَرَى مُصَرَّاةً ، فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ ، فَإِنْ حَلِبَهَا وَرَضِيَهَا فَهِيَ لَهُ ، وَإِنْ رَدَّهَا رَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ طَعَامٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ.
2773/4- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/299)


2773/5- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ ... فَذَكَرَ.
2773/6- قَالَ : وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عن َعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ رَجُلٍ ... فَذَكَرَهُ.
2773/7- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
2773/8- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرِمٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ.
2773/9- وَعَن الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ .
وَقَالَ : يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا شَكًّا مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ ، فَقَالَ : صَاعًا مِنْ هَذَا ، أَوْ مِنْ ذَاكَ إِلاَّ إِلاَّ أَنَّهُ عَلَى وَجْهِ التَّخْيِيرِ ، لِيَكُونَ مُوَافِقًا لِلأَحَادِيثِ الثَّابِتَةِ فِي هَذَا الْبَابِ ، وَالله أَعْلَمُ.
2774- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : وَحَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مِهْرَانَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ : يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ ، إِنِّي رَامٍ بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ ، لاَ تَتَلَقُّوا الرُّكْبَانَ ، وَلاَ يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ.
لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2775- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، قَالَ : جَلَسَ إِلَيَّ ، وَأَنَا فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ وَفِي يَدِهِ عَصًا ، وَصَحِيفَةٌ يَحْمِلُهَا فِي يَدِهِ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ الله ، تَرَى هَذَا الْكِتَابَ نَافِعِي عِنْدَ صَاحِبِكُمْ هَذَا ؟ قُلْتُ : وَمَا هَذَا الْكِتَابُ ؟ قَالَ : كِتَابٌ كَتَبَهُ لَنَا @

(3/300)


رَسُولُ الله ، قُلْتُ : وَكَيْفَ كَتَبَهُ لَكُمْ ؟ قَالَ : قُلْتُ : دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ مَعَ أَبِي ، وَأَنَا غُلاَمٌ شَابٌّ فِي إِبِلٍ جَلَبْنَاهَا إِلَى الْمَدِينَةِ لِنَبِيعَهَا ، قَالَ : وَكَانَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ الله صَدِيقًا لأَبِي ، فَنَزَلْنَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ أَبِي : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، اخْرُجْ مَعَنَا فَبِعْ لَنَا ظَهْرَنَا ، فَإِنَّهُ لاَ عِلْمَ لَنَا بِهَذِهِ السُّوقِ قَالَ : أَمَّا أَنْ أَبِيعَ لَكَ فَلاَ ، إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نَهَى أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ ، وَلَكِنْ سَأَخْرُجُ مَعَكُمَا إِلَى السُّوقِ ، فَإِنْ رَضِيتُ لَكُمْ رَجُلاً مِمَّنْ يُبَايِعُكُمَا أمرتكما بِبَيْعِهِ ، قَالَ : فَخَرَجَ مَعَنَا ، فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ السُّوقِ ، وَسَاوَمَنَا الرِّجَالُ بِظَهْرِنَا ، حَتَّى إِذَا أَعْطَانَا رَجُلٌ مَا يُرْضِينَا ، أَتَيْنَاهُ فَاسْتَأْمَرْنَاهُ فِي بَيْعِهِ ، فَقَالَ : بَايِعُوهُ ، فَقَدْ رَضِيتُ لَكُمَا وَفَاءَهُ وَصَلاَتَهُ ، قَالَ : فَبَايَعْنَاهُ ، وَأَخَذْنَا الَّذِي لَنَا ، فَقَالَ لَهُ أَبِي : خُذْ لَنَا كِتَابًا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ لاَ يُتَعَدَّى عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا قَالَ : ذَلِكَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ، فَقُلْنَا : وَإِنْ كَانَ قَالَ : فَمَشَى بِنَا فَقَالَ : يا رَسُولَ الله ، إِنَّ هَذَيْنِ يحبان أَنْ تَكْتُبَ لَهُمَا أَنْ لاَ يُتَعَدَّى عَلَيْهِمَا فِي صَدَقَاتِهِمَا فَقَالَ : ذَلِكَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّهُمَا يحبان أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُمَا مِنْكَ كِتَابٌ ، فَكَتَبَ لَهُمَا هَذَا الْكِتَابَ ، فَتَرَاهُ نَافِعِي عِنْدَ صِاحِبِكُمْ هَذَا ؟ فَقَد : وَالله تَعَدَّى عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا قَالَ : قلتْ : لاَ أَظُنُّ وَالله .
21- باب بيع المصراة
2776- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَمَنِ اشْتَرَى شَاةً مُحَفَّلَةً فَلَهُ أَنْ يُمْسِكَهَا ثَلاَثًا ، فَإِنْ رَضِيَهَا أَمْسَكَهَا ، وَإِنْ رَدَّهَا رَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ .
2776/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الشَّامِيّ ، حَدَّثَنَا عَرْعَرَةُ بْنُ الْبَرْنَدِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْمَكِّيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَلاَمَسُوا ، وَلاَ تَنَاجَشُوا ، وَلاَ تَبَايَعُوا الْغَرَرِ ، وَلاَ يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ ، وَمَنِ اشْتَرَى مُحَفَّلَةً ، فَلْيَحْلِبْهَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ، فَإِنْ رَدَّهَا ، فَلْيَرُدَّهَا بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ.@

(3/301)


2776/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، وَقَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ... فَذَكَرَ بَعْضَهُ.
2776/4- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ... فَذَكَرَه.
2776/5- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يعقوب ... فَذَكَرَه.
هَذَا حَدِيثٌ مَدَارُ طُرُقِهِ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ : أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ.
2777- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنِي صَيْفِيُّ بْنُ رِبْعِيِّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ إِيَّاسَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تُرْسِلُوا الإِبِلَ بُهْلاً وَصُرُّوهَا صَرًّا ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَرْضَعُهَا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عُمَرَ بْنِ مُوسَى الأَنْصَارِيِّ الشَّامِيِّ.@

(3/302)


22- باب لا يحل لصاحب السلعة كتم عيبها ولا لمن علمها وما جاء في الحذق في البيع
2778- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ سَمِعْتُ أَبَا سِبَاعٍ ، قَالَ : اشْتَرَيْتُ نَاقَةً مِنْ دَارِ وَاثلَةَ بِنِ الأَسْقَعِ ، فَلَمَّا خَرَجْتُ بِهَا ، أَدْرَكَنَا وَاثِلَةُ وَهُوَ يَجُرُّ رِدَائَهُ ، فَقَالَ : يا عَبْدَ الله ، اشْتَرَيْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : هَلْ بَيَّنَ لَكَ مَا فِيهَا قُلْتُ : وَمَا فِيهَا ؟ إِنَّهَا لَسَمِينَةٌ ، ظَاهِرَةُ الصِّحَّةِ قَالَ : أَرَدْتَ بِهَا سَفَرًا ، أَمْ أَرَدْتَ بِهَا لَحْمًا ؟ قَالَ : أَرَدْتُ الْحَجَّ قَالَ : فَإِنَّ بِخُفِّهَا نَقَبًا ، قَالَ : فَقَالَ صَاحِبُهَا : أَصْلَحَكَ الله مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا تُفْسِدُ عَلَيَّ ؟ فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ بَاعَ شَيْئًا فَلاَ يَحِلُّ لَهُ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُ مَا فِيهِ ، وَلاَ يَحِلُّ لِمَنْ يَعْلَمُ ذَلِكَ إِلاَّ بَيِّنَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ أَبِي سِبَاعٍ ، قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
2778/2- قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ مُخْتَصَرًا ، فَقَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ مَكْحُولٍ ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ بَاعَ عَيْبًا لَمْ يُبَيِّنْهُ ، لَمْ يَزَلْ فِي مَقْتٍ مِنَ الله ، وَلَمْ تَزَلِ الْمَلاَئِكَةُ تَلْعَنُهُ.
2778/3- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُكْرِمٍ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ.
2778/4- وَرَوَاهُ الْبَيَهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : عَنِ الْحَاكِمِ ، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحِيرِيِّ ، قَالاَ : أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/303)


2779- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا كامل , حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ القناد عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الْمَغْبُونُ لاَ مَحْمُودٌ ، وَلاَ مَأْجُورٌ .
23- باب النهي عن تفرقة الرقيق
2780- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : بَعَثَ مَعِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِغُلاَمَيْنِ مَسْبِيَّيْنِ مَمْلُوكَيْنِ أَبِيعُهُمَا ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ قَالَ : جَمَعْتَ ، أَوْ فَرَّقْتَ ؟ قُلْتُ : فَرَّقْتُ قَالَ : أَدْرِكْ أَدْرِكْ .
2780/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : أَمَرَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ أَبِيعَ غُلاَمَيْنِ أَخَوَيْنِ ، فَبِعْتُهُمَا ، فَفَرَّقْتُ بَيْنَهُمَا ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَدْرِكْهُمَا فَارْتَجِعْهُمَا ، وَلاَ تَبِعْهُمَا إِلاَّ جَمِيعًا.
2780/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ وَزَادَ فِي آخِرِهِ ، وَلاَ تُفَرِّقْ بَيْنَهُمَا .
قُلْتُ : الَّذِي فِي أَبِي دَاوُدَ ، وَغَيْرِهِ ، أَنَّهُ وَهَبَهُمَا لَهُ ، وَأَنَّهُ بَاعَ أَحَدَهُمَا.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى ، رَوَاهُمَا ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَالْحَاكِمُ.@

(3/304)


24- باب الصرف
2781- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أن رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْوَرِقُ بِالْوَرِقِ ، وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ عَيْنًا بِعَيْنٍ ، أَوْ قَالَ : وَزْنًا بِوَزْنٍ وَقَالَ : أَحَدَهُمَا وَلَمْ يَقُلِ الآخَرَ ، وَلاَ بِأْسَ بِالدِّينَارِ بِالْوَرِقِ اثْنَيْنِ بِوَاحِدٍ ، يَدًا بِيَدٍ ، وَلاَ بَأْسَ بِالْبُرِّ بِالشَّعِيرِ اثْنَيْنِ بِوَاحِدٍ ، يَدًا بِيَدٍ ، وَلاَ بَأْسَ بِالْمِلْحِ بِالشَّعِيرِ اثْنَيْنِ بِوَاحِدٍ ، يَدًا بِيَدٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ ، الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ مختلف فيه , وباقي رجال الإسناد ثقات .
وَحَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ شُرَحْبِيلَ ، عَنْ عُبَادَةَ ، وَإِنَّمَا أَوْرَدْتُهُ لاِنْضِمَامِهِ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
2782- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا أبو عوانة ، عن المغيرة ، عن إبراهيم قال : إذا لم يقدر أن يزايل الذهب من الفضة فلا بأس أن يبيعه بذهب أو فضة.
2783- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ ، وَابْنَ عُمَرَ ، يُحَدِّثُونَ أَنَّ نَبِيَّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ ، وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ ، وَزْنًا بِوَزْنٍ ، مَنْ زَادَ فَقَدْ أَرْبَى قَالَ : إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْهُمْ فَأَدْخَلَنِي الله النَّارَ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/305)


2784- قال : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب أن عليًّا وعثمان نهيا عن الصرف.
2785- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ : نَهَوْا عَنِ الصَّرْفِ.
هذا إسناد مرسل , ورجاله ثقات.
2786- قال : وحدثني أوس بن عُبَيد اللهِ ، حَدَّثَنَا بُرَيد بن أبي مريم أنه لقي ابن عباس فسأله عن الصرف ، فقال : لا بأس به ما كان يدًا بيد. قال : ثم بلغني عنه أنه أمسك عن ذلك القول.
2787- قال : وَحَدَّثَنَا حماد ، عن أيوب وعثمان البتي أنهما كانا لا يريان بأسًا أن يشتري الرجل العرض بالعرض.
2788- قال : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن ربيعة بن كلثوم ، عن أبيه ، عن مجاهد ، عن أبي عَبد الله قال : رأيت ثلاثين من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كلهم ينهى عن الصرف ، منهم معاذ بن جبل.
2789- وقال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا زهير ، حَدَّثَنَا سعيد بن عامر ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن مطر ، عن ابن سيرين ، عن ذكوان أبي صالح - وأثنى عليه خيًرا - عن جابر وأبي هريرة وأبي سعيد أنهم نهوا عن الصرف ، ورجلان منهم يرفعان ذلك إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
2789/2- رواه أحمد بن حنبل : أَنْبَأَنَا عبدالوهاب الخفاف ، أَنْبَأَنَا سعيد ، عن مطر ، عن محمد بن سيرين ... فذكره.@

(3/306)


2789/3- قال : وَحَدَّثَنَا محمد بن جعفر ، حَدَّثَنَا سعيد ... فذكره.
2789/4- قال : وَحَدَّثَنَا يحيى بن سعيد ، عن أشعث ، عن محمد ... فذكره.
2790- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حَبِيبٍ سَمِعْتُ أَبَا الْمِنْهَالِ ، قَالَ : سَأَلْتُ الْبَرَاءَ ، وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ عَنِ الصَّرْفِ ، قَالاَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالْوَرِقِ دَيْنًا .
25- باب في بيع الحيوان
2791- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نَضْلَةَ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ جزء جزور يُبَاعُ بِنَتَاجٍ ، فَنَهَاهُمْ عَنْهُ .
2792- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اشْتَرَى مُهْرًا مِنَ الأَعْرَابِ بِمِئَةِ صَاعٍ مِنْ تَمْرٍ ، ثُمَّ قَالَ : يَا فُلاَنُ ، اذْهَبْ إِلَى فُلاَنٍ حَتَّى تُوَفِّيَهُمْ مِئَةَ صَاعٍ ، وَتَدَعَهُمْ يَأْكُلُوا حَتَّى يَسْتَوْفُوا .
2793- قال : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن هشام بن أبي عَبد الرحمن ، حدثني يحيى بن أبي كثير ، حدثني من سمع ابن عباس سئل عن بعير ببعيرين نسيئة. قال : الزيادة يصلح بعضها ببعض ، فأما لحم موضوع فلا بأس به.
له شاهد من حديث الحسن ، عن سمرة ، رواه الترمذي في الجامع وصححه , قال : وفي الباب عن ابن عباس وابن عُمَر وجابر.@

(3/307)


2794- قال مُسَدَّد : وحدثنا يحيى ، عن مالك ، حدثني صالح بن كيسان ، عن الحسن بن محمد بن علي أن عليًّا ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، باع بعيًرا بعشرين بعيًرا إلى رجل.
2795- وَقَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ.
هَذَا إسناد رجاله ثقات
2796- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ شَيْبَانَ ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ ، أَنَّ عُبَيْدَ الله قَالَ : نَحَرْتُ جَزُورًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُسِّمَتْ أَجْزَاءَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : أَعْطِنِي جُزْءًا مِنَ الأَجْزَاءِ بِشَاةٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَصْلُحُ.
2797- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنِ الصَّنَابِحِيِّ الأَحْمُسِيِّ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَبْصَرَ نَاقَةً حَسَنَةً فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ ، فَقَالَ : قَاتَلَ الله صَاحِبَ هَذِهِ النَّاقَةِ قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي أَرْتَجِعُهَا بِبَعِيرَيْنِ مِنْ مَوَاشِي الإِبِلِ قَالَ : فَنَعَمْ إِذًا.
2797/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ.@

(3/308)


26- باب الربا
2798- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ النُّدَبِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الصَّرْفِ ، الدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمَيْنِ ، فَقَالَ : عَيْنُ الرِّبَا عَيْنُ الرِّبَا فَلاَ تَقرَبهُ ، سَمِعْتُ مَا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ : خُذُوا الْمِثْلَ بِالْمِثْلِ .
2798/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ مِثْلاً بِمِثْلٍ ، إِنْ زَادَ ، فَقَدْ أَرْبَى ، وَإِنِ اسْتَنْظَرَكَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ فَلاَ تَدَعْهُ.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ بِاخْتِصَارٍ.
2798/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ يَعْنِي : ابْنَ خَلِيفَةَ ، عَنْ أَبِي الْجَنَابِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
2798/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَعْلَى : حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي : ابْنَ غَزْوَانَ ، عَنْ أَبِي دَهْقَانَ ، عَنْ أَبِي عُمَرَ مَرْفُوعًا ... فَذَكَرَهُ.
2798/5- قال : وَحَدَّثَنَا ابن نمير ، حَدَّثَنَا فضيل بن غزوان ، حدثني أبو دهقانة ... فذكره.
2799- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حماد ، عن سليمان الربعي ، عن أبي الجوزاء , سمعت ابن عباس وهو يأمر بالصرف : الدرهم بالدرهمين ، والدينار بالدينارين يدًا بيد ، فقدمت العراق فأفتيت الناس بذاك ، ثم بلغني أنه نزل عن ذلك ، قال : فقدمت مكة فسألته ، فقال : إنما كان ذلك مني ، وهذا أبو سعيد يحدث عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ينهى عنه.
قلت : رواه مسلم في صحيحه والنسائي في الصغرى من طريق أبي المتوكل الناجي علي بن داود ، عن أبي سعيد ... فذكر المرفوع منه دون باقيه.@

(3/309)


2800- ورواه إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا عبد الصمد بن عبد الوارث ، حَدَّثَنَا زيد بن مرة أبو المعلى ، حَدَّثَنَا أبو سعيد الرقاشي أن عكرمة مولى ابن عباس قدم البصرة فجلسنا إليه في المسجد الجامع ، فقال : ألا تنهون شيخكم هذا - يعني : الحسن بن أبي الحسن - يزعم أن ما يتبايع المسلمون يدًا بيد الفضة بالفضة والذهب بالذهب حرام ، فأنا أشهد أن ابن عباس أحله. قال أبو سعيد : فقلت له : ويحك ، أما تعلم أني جالس عند رأسه وأنت عند رجليه ، فجاء رجل فقام عليك فقلت : ما حاجتك ؟ فقال : أردت أن أسأل ابن عباس عن الذهب بالذهب ، فقلت : اذهب فإنه يزعم أنه لا بأس به ، فكشف عمامته عن وجهه ، ثم جلس ابن عباس فقال : أستغفر الله ، والله ما كنت أرى أن ما تبايع به المسلمون من شيء يدًا بيد إلاَّ حلال ، سمعت عَبد الله بن عُمَر وعمر بن الخطاب حفظا من ذلك عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ما لم أحفظ ، وأستغفر الله.
2801- قال إسحاق : وَحَدَّثَنَا جرير ، حدثني سالم بن أبي حفصة ، عن عَبد الله بن أبي مليكة سمعت ابن عباس قبل موته بثلاث يقول : أستغفر الله وأتوب إليه من الصرف.
2802- قال : وأنبأنا محمد بن بكر , أَنْبَأَنَا إسماعيل بن عبدالملك بن أبي الصفير ، حدثني عطاء قال : جاء بضعة عشر من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إلى ابن عباس ، فقالوا : نحن أقدم سنًّا منك ، وأعلم برسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم منك ، أرأيت حين تحل الصرف وقد سمعنا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ينهى عنه ... فذكر الحديث عن أسامة.
وهو في الصحيح ، ولم يخرجوا هذا السياق عن هذه العدة من الصحابة ، وإسماعيل فيه كلام.@

(3/310)


2803- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى ، عن سفيان ، حدثني حماد ، عن أبي صالح ، عن شريح ، قال : قال عُمَر : الدرهم بالدرهم فضل ما بينهما ربًا.
2804- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَعَنَ عَشَرَةً مِنَ النَّاسِ : آكِلُ الرِّبَا ، وَموكلِهُ ، وَكَاتِبُهُ ، وَشَاهِدُهُ ، وَالْوَاشِمَةُ ، وَالْمُسْتَوْشِمَةُ ، وَمَانِعُ الصَّدَقَةِ ، وَالْمُحِلُّ ، وَالْمُحَلِّلُ لَهُ ، وَكَانَ يَنْهَى عَنِ النَّوْحِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ مُجَالِدٍ ورواه ... دون قصة النوح.
2805- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ الصَّرْفِ وَزْنًا بِوَزْنٍ بَيْنَهُمَا فَضْلٌ ، فَقَالَ : مَا زَادَ فَهُوَ رِبًا وَقَالَ : بَاعَ صَاحِبُ نَخْلٍ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ بِصَاعٍ أَجْوَدَ مِنْ تَمْرِهِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَدْ أَرْبَيْتَ فَرُدَّ فَإِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَبِعْ تَمْرَكَ بِسِلْعَةٍ ، ثُمَّ اشْتَرِ بِهَا التَّمْرَ الَّذِي تُرِيدُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ ، أَحَقُّ أَنْ يَكُونُ رِبًا مِنَ الْوَرِقِ بِالْوَرِقِ.
قُلْتُ : رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بِهِ دُونَ قَوْلِهِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ ... إِلَى آخِرِهِ.
وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ، وَإِنْ أَخْرَجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ ، فَإِنَّمَا أَخْرَجَ لَهُ فِي الْمَتَابَعَاتِ ، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ.@

(3/311)


2806- وقال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا محمد بن بكر البرساني ، أَنْبَأَنَا ابن أبي عروبة ، عن قتادة سألت سعيد بن المُسَيَّب عن شاة بشاتين إلى الحياة ، فقال : سأل رجل عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فقال عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ : إن آخر ما أنزل الله آية الربا ، وإن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قبض قبل أن يفسرها لنا ، فدعوا الربا والريبة.
هذا حديث صحيح.
2806/2- رواه ابن ماجة في سننه : عن نصر بن علي الجهضمي ، حَدَّثَنَا خالد بن الحارث ، حَدَّثَنَا سعيد ... فذكره سوى السؤال.
وسعيد بن أبي عروبة وان اختلط بأخرة فإن خالد بن الحارث ومحمد بن بكر البرساني رويا عنه قبل الاختلاط.
2807- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : وَأنبأنا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي حَمّزَة ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ بِلاَلٍ ، قَالَ : كَانَ عِنْدِي تَمْرٌ دُونَ ، فَابْتَعْتُ مِنْهُ بِالسُّوقِ تَمْرًا أَجْوَدَ مِنْهُ بِنِصْفِ كَيْلِهِ ، فَذَهَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَحَدَّثْتُهُ بِمَا صَنَعْتُ ، فَقَالَ : انطلق فخذ تمرك واردد هذا ففعلت ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : التَّمْرُ بِالتَّمْرِ مِثْلاً بِمِثْلٍ ، وَالْحِنْطَةُ بِالْحِنْطَةِ مِثْلاً بِمِثْلٍ ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ مِثْلاً بِمِثْلٍ ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ مِثْلاً بِمِثْلٍ ، وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَزْنًا بِوَزْنٍ ، وَمَا كَانَ مِنْ فَضْلٍ فَهُوَ رِبًا .
2807/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : كَانَ عِنْدَ بِلاَلٌ تَمْرٌ قَدْ سَوَّسَ ، فَبَاعَ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا بِلاَلُ ، مَا هَذَا ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ الله بِعْتُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ ، فَقَالَ : يَا بِلاَلُ ، هَذَا لاَ يَصْلُحُ ، التَّمْرُ بِالتَّمْرِ مِثْلاً بِمِثْلٍ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/312)


2807/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ... فَذَكَرَهُ.
2807/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ بِلاَلٍ ، قَالَ : كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عِنْدِي تَمْرٌ فَوَجَدْتُ أَطْيَبَ مِنْهُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ فَاشْتَرَيْتُهُ ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا يَا بِلاَلُ ؟ قَالَ : اشْتَرَيْتُ صَاعًا بِصَاعَيْنِ قَالَ : رُدَّهُ وَارْدُدْ عَلَيْنَا تَمْرَنَا.
2807/5- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ... فَذَكَرَهُ.
2807/6- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ... فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ.
2808- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : احْتَجْنَا ، فَأَخَذْتُ خلخالي امْرَأَتِي ، فَخَرَجْتُ فِي السَّنَةِ الَّتِي اسْتُخْلِفَ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَقُلْتُ : أَحْتَاجُ إِلَى نَفَقَةٍ فَقَالَ : إِنَّ مَعِي وَرِقًا أُرِيدُ بِهَا فِضَّةً ، فَدَعَا بِالْمِيزَانِ ، فَوَضَعَ الْخَلْخَالَيْنِ فِي كِفَّةٍ ، وَوَضَعَ الْوَرِقَ فِي كِفَّةٍ ، فَشِفَّ الْخَلْخَالاَنِ نَحْوًا مِنْ دَانِقٍ ، فَقرَضهُ ، فَقُلْتُ : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله ، هُوَ لَكَ حَلاَلٌ , فَقَالَ : يَا أَبَا رَافِعٍ ، إِنَّكَ إِنْ أَحْلَلْتَهُ ، فَإِنَّ الله لاَ يُحِلُّهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَزْنًا بِوَزْنٍ ، َالزَّائِدُ وَالْمَزِيدُ فِي النَّارِ.@

(3/313)


2808/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنِ ابْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ... فَذَكَرَهُ.
2808/3- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ ... فَذَكَرَهُ.
2808/4- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، أَنْبَأَنَا الْكَلْبِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
2808/5- ورَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
2808/6- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا الْكَلْبِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
2808/7- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ ، وَالْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الأُرْزِيُّ ، واللفظ للحسن ، قَالاَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الأَشْقَرِ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ أَبِي حَفْصٍ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ ... فَذَكَرَهُ.
2809- قال إسحاق بن راهويه : وأنبأنا أبو عامر العقدي ، عن موسى بن عُلَيّ بن رَباح اللخمي ، عن أبيه ، عن أبي قيس أن أبا بكر الصديق كتب إلى أمراء الأجناد بالشام : إنكم هبطتم أرض الربا ، فلا تبتاعوا الذهب بالذهب إلاَّ وزنًا بوزن ، ولا الورق بالورق إلاَّ وزنًا بوزن ، ولا الطعام بالطعام إلاَّ مكيالا بمكيال.
هذا إسناد صحيح.@

(3/314)


2810- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ ، لَيْلَةَ الْخَمِيسِ فِي رَمَضَانَ ، وَلَمْ يَصُمْ رَمَضَانَ بَعْدَهُ ، يَقُولُ : الْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ مِثْلاً بِمِثْلٍ ، يَدًا بِيَدٍ ، وَمَا زَادَ فَهُوَ رِبًا ، وَالشَّعِيرُ قَفِيزًا بِقَفِيزٍ ، يَدًا بِيَدٍ ، وَمَا زَادَ فَهُوَ رِبًا ، وَالتَّمْرُ قَفِيزًا بِقَفِيزٍ ، يَدًا بِيَدٍ ، وَمَا زَادَ فَهُوَ رِبًا.
قُلْتُ : رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.
2811- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وحَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، قَالَ : كَانَ النَّاسُ يَشْتَرُونَ الذَّهَبَ بِالْوَرِقِ نَسِيئًا ، أَحْسَبُهُ قَالَ إِلَى : عَطَاءٍ ، فَأَتَى عَلَيْهِمْ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ ، فَنَهَاهُمْ ، وَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَانَا أَنْ نَشْتَرِيَ الذَّهَبَ بِالْوَرِقِ نَسِيئَةً ، أَوْ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَنَّ ذَاكَ هُوَ الرِّبَا .
2811/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، قَالَ : كَانَ النَّاسُ بِالْبَصْرَةِ زَمَانَ ابْنِ زِيَادٍ يَأْخُذُونَ الدَّرَاهِمَ بِالدَّنَانِيرِ نَسِيئَةً ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يُقَالُ لَهُ : هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ الأَنْصَارِيُّ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالورق نَسِيئًا ، وَأَنْبَأَنَانَا أَنَّ ذَلِكَ الرِّبَا.
2811/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ... فَذَكَرَهُ .
2811/4- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/315)


2811/5- قَالَ وَحَدَّثَنَا حَسَن بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي : ابْنَ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، قَالَ : قَدِمَ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ الْبَصْرَةَ ، فَوَجَدَهُمْ يَبْتَاعُونَ الذَّهَبَ بِالْوَرِقِ ... فَذَكَرَهُ.
2812- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ : الدِّرْهَمُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ خَطِيئَةً مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاَثِينَ زَنْيَةً.
هذا إسناد موقوف ضعيف.
2812/2- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ مَرْفُوعًا : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ حَنْظَلَةَ غَسِيلِ الْمَلاَئِكَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دِرْهَمُ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ ، وَهُوَ يَعْلَمُ ، أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاَثِينَ زَنْيَةً .
2813- قَالَ : وَحَدَّثَنَا وكيع ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن ابن أبي مليكة ، عن حنظلة بن راهب ، عن كعب قال : لأن أزني ثلاثًا وثلاثين زنية أحب إليَّ من أكل درهم ربًا يعلمه الله أني أكلته حين أكلته ربًا .
هذا إسناد صحيح ، رجاله رجال الصحيح ، ورواه الطبراني في الكبير.
قال الحافظ المنذري : حنظلة والد عبد الله لقب بغسيل الملائكة ، لأنه كان يوم أحد جنبًا ، وقد غسل أحد شقي رأسه ، فلما سمع الهيعة خرج فاستشهد ، فقال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : لقد رأيت الملائكة تغسله .@

(3/316)


2814- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ ، حَدَّثَنَا سِكِّينٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ ، مِثْلاً بِمِثْلٍ ، كَيْلاً بِكَيْلٍ ، مَنْ زَادَ أَوِ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2815- قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَهْقَانَةَ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عَنْدَ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : أَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ضَيْفٌ ، فَقَالَ لِبِلاَلٍ : ائْتِنَا بِطَعَامٍ فَذَهَبَ بِلاَلٌ ، فَأَبْدَلَ صَاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرِ خَيْبَرَ ، وَكَانَ تَمْرُهُ رَدِيئًا ، فَأَعْجَبَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ هَذَا ؟ فَأَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ أَبْدَلَ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : رُدَّ عَلَيْنَا تَمْرَنَا.
2815/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَعْلَى ، وَابْنُ نُمَيْرٍ : حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ ، عَنْ أَبِي دَهْقَانَةَ ... فَذَكَرَهُ.
2816- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَرَةَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ عَمِّهِ ، قَالَ : كُنْتُ آخِذًا بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي أَوَاسِطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ ، فَقَالَ فِيمَا يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ كُلَّ رِبًا مُوْضُوعٌ ، وَإِنَّ أَوَّلَ رِبًا يُوضَعُ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، لَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ ، لاَ تَظْلِمُونَ ، وَلاَ تُظْلَمُونَ .@

(3/317)


2817- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : آكِلُ الرِّبَا وَمُوكِلُهُ ، وَكَاتِبُهُ وَشَاهِدَاهُ ، إِذَا عَلِمُوا بِهِ ، وَالْوَاشِمَةُ وَالْمُسْتَوْشِمَةُ ، وَلاَوِي الصَّدَقَةِ ، وَالْمُرْتَدُّ أَعْرَابيًا بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ ، وَابْنُ حِبَّانَ أَيْضًا ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ آخِرِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، إِلاَّ ابْنَ حِبَّانَ ، فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ... فَذَكَرَهُ.
2818- قال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : وَحَدَّثَنَا أحمد الأخنسي ، حَدَّثَنَا محمد بن فضيل ، حَدَّثَنَا الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله عز وجل : ? {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} ? قال : يعرفون يوم القيامة بذلك ، لا يستطيعون القيام إلاَّ كما يقوم المتخبط المُخَنَّقُ {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} وكذبوا على الله {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ} إلى قوله : {ومَنْ عَادَ} فأكل الربا {فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} , @

(3/318)


وقوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ , فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ ...} إلى آخر الآية ، فبلغنا ، والله أعلم ، أن هذه الآية نزلت في بني عَمْرو بن عُمَير بن عوف من ثقيف ، وبني المغيرة من بني مخزوم ، كانت بنو المغيرة يربون لثقيف ، فلما أظهر الله رسوله على مكة ووضع يومئذ الربا كله ، وكان أهل الطائف قد صالحوا على أن لهم رباهم ، وما كان عليهم من ربا فهو موضوع ، وكتب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في آخر صحيفتهم أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين ، ألا يأكلوا الربا ولا يؤاكلوه فأتى لهم بنو عَمْرو بن عُمَير وبنو المغيرة إلى عتاب بن أسيد وهوعلى مكة ، فقال بنو المغيرة : ما جعلنا أشقى الناس بالربا ، ووضع عن الناس غيرنا ؟! فقال بنو عَمْرو بن عُمَير : صولحنا على أن لنا ربانا ، فكتب عتاب بن أسيد في ذلك إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فنزلت هذه الآية : ? {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ} ? فعرف بنو عَمْرو أن الإيذان لهم بحرب من الله ورسوله بقوله : {وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ} فتأخذوا الكثير {وَلاَ تُظْلَمُونَ} فتجتنبون منه {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} أن تذروه خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون {ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ , وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} فذكروا أن هذه الآية , نزلت ، وآخر آية من النساء نزلتا آخر القرآن .
هذا إسناد ضعيف ، لضعف محمد بن السائب الكلبي ، وسيأتي في كتاب التفسير في تفسير سورة البقرة.
27- باب اختلاف الأجناس
2819- قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُمَيْرٍ ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : اشْتَرَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَزُورًا مِنْ @

(3/319)


أَعْرَابِيٍّ بِوَسْقِ عَجْوَةٍ ، فَطَلَبَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عِنْدَ أَهْلِهِ تَمْرًا فَلَمْ يَجِدْ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلأَعْرَابِيِّ ، فَصَاحَ الأَعْرَابِيُّ : وَاغَدْرَاهْ فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بَلْ أَنْتَ يَا عَدِوَّ الله أَغْدَرُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعُوهُ ، فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالاً فَأَرْسَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ ، وَبَعَثَ الأَعْرَابِيَّ مَعَ الرِّسُولِ ، فَقَالَ : قُولُوا لَهَا : إِنِّي ابْتَعْتُ هَذِهِ الْجَزُورَ مِنْ هَذَا الأَعْرَابِيِّ بِوَسْقِ تَمْرٍ ، فَلَمْ أَجِدْهُ عِنْدَ أَهْلِي ، فَأَسْلِفِينِي وَسْقَ تَمْرٍ عَجْوَةً لِهَذَا الأَعْرَابِيِّ ، فَلَمَّا قَبَضَ الأَعْرَابِيُّ حَقَّهُ ، رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهُ : قَبَضْتَ قَالَ : نَعَمْ ، أَوْفَيْتَ وَأَعْطَيْتَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَيْرُ النَّاسِ الْمُوَفُّونَ الْمُتَطَيِّبُونَ.
2819/2- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، يَعْنِي : الْقَطَوَانِيَّ ... فَذَكَرَهُ.
2819/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ : َأَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ عَمْرٍو ، قَالاَ : حَدَّثَنَا محمد بن يعقوب ... فذكره
2819/4- قَالَ : وَأَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، عَنْ أَبِي الأَزْهَرِ أَحْمَدَ بْنِ الأَزْهَرِ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ : وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الأَزْهَرِ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُمَرَ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ .
وَروي هَذَا الْحَدِيثَ مختصرًا : عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، وَغَيْرِهِ ، وَسَيَأْتِي فِي مَنَاقِبِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ.
2820- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أرطأة ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ وَكَانَ يَأْخُذُ الثِّيَابَ بِصَدَقَةِ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ.
هَذَا مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ.@

(3/320)


2821- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ : سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله عَنِ الْحِنْطَةِ بِالتَّمْرِ بِفَضْلٍ يَدًا بِيَدٍ ، فَقَالَ : قَدْ كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَشْتَرِي الصَّاعَ الْحِنْطَةَ بِسِتَّةِ آصُعٍ مِنْ تَمْرٍ يَدًا بِيَدٍ ، فَإِنْ كَانَ نَوْعًا وَاحِدًا ، فَلاَ خَيْرَ فِيهِ إِلاَّ مِثْلاً بِمِثْلٍ .
28- باب اختلاف المتبايعين وما جاء في بيع الخيار
2822- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ : بَايَعَ عَبْدُ الله الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ بِرَقِيقٍ مِنْ رَقِيقِ الإِمَارَةِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَتَقَاضَاهُ ، فَقَالَ الأَشْعَثُ : بِعْتَنِي بِعَشْرَةِ آلاَفٍ وَقَالَ عَبْدُ الله : بِعْتُكَ بِعِشْرِينَ أَلْفًا فَقَالَ عَبْدُ الله : اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَجُلاً فَقَالَ الأَشْعَثُ : أَمَا وَالله ، لأَخْتَارَنَّ أَنْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِكَ ، فَقَالَ عَبْدُ الله لَهُ : أَمَا وَالله لأَقْضِيَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بِقَضَاءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِذَا اخْتَلَفَا الْبَيِّعَانِ وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا بَيِّنَةٌ ، فَهُوَ مَا يَقُولُ رَبُّ السِّلْعَةِ ، أَوْ يَتَتَارَكَانِ.
وَيَرْوِيهِ هُشَيْمٌ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الله.
2822/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ اشْتَرَى رَقِيقًا مِنْ رَقِيقِ الإِمَارَةِ ... فَذَكَرَهُ.
2822/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيُّ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ لَيْلَى ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ اشْتَرَى رَقِيقًا مِنْ رَقِيقِ الإِمَارَةِ ، فَاخْتَلَفَا فِي الثَّمَنِ ، فَقَالَ عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ : بِعْتُكَ بِعِشْرِينَ أَلْفًا ، وَقَالَ الأَشْعَثُ : إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ بِعَشْرَةِ آلاَفٍ فَقَالَ عَبْدُ الله : إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : هَاتِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِذَا اخْتَلَفَ الْبَيِّعَانِ ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا بَيِّنَةٌ ، فَالْقَوْلُ قَوْلُ الْبَائِعِ ، أَوْ يَرُدَّانِ الْبَيْعَ قَالَ : فَإِنِّي أَرُدُّ الْبَيْعَ.@

(3/321)


2823- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنِي مُنْقِذُ بْنُ عَمْرٍو ، وَكَانَ رَجُلاً قَدْ أَصَابَتْهُ آمَّةٌ فِي رَأْسِهِ فَكَسَرَتْ أَسْنَانَهُ ، وَكَانَ لاَ يَدَعُ عَلَى ذَلِكَ التِّجَارَةَ ، فَكَانَ لاَ يَزَالُ يَغْبُنُ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : إِذَا أَنْتَ بِعْتَ فَقُلْ : لاَ خِلاَبَةَ ، ثُمَّ أَنْتَ فِي كُلِّ سِلْعَةٍ ابْتَعْتَهَا بِالْخِيَارِ ثَلاَثَ لَيَالٍ ، فَإِنْ رَضِيتَ فَأَمْسِكْ ، وَإِنْ سَخِطْتَ فَارْدُدْهَا عَلَى صَاحِبِهَا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، خرجه ابن ماجه عن محمد بن يحيي بن حبان مرسلا.
29- باب الشرط في البيع وما جاء في البعير الشرود والرد بالعيب
2824- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن سفيان ، حدثني عاصم بن عُبَيد اللهِ ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة في الرجل يشتري الجارية على ألا يبيع ولا يهب ، قالت : كرهت ذاك ، وكرهت الشرط .
موقوف.
2825- قال : وَحَدَّثَنَا أبو عوانة ، عن أبي محمد أن رجلا أخذ من ابن عُمَر أرضًا فاشترط ألا يجعل فيها عذرة ، فقال : إنه لا يصلحها إلاَّ ذاك . قال : إن كان لا يصلحها إلاَّ ذاك فدعها.@

(3/322)


2826- قال : وَحَدَّثَنَا أبو عوانة ، عن خالد بن سلمة المخزومي ، عن محمد بن عَمْرو بن الحارث بن أبي الضرار ، عن زينب امرأة عَبد الله بن مسعود قالت : أخدمني عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، خادمًا ، فقال عَبد الله : تبيعينيها ؟ قالت : فقلت ما كنت لأبيعك خادمًا أخدمنيها أمير المؤمنين. قال : فلم يزل بها حتى اشتراها منها ، وشرط لها خدمتها حتى تشتري خادمًا ، قالت : فسعى ساعٍ فأخبر عُمَر بذلك ، فراح إليه - أو غدا - فقال له عُمَر : بلغني أنك اشتريت جارية زينب. قال : أجل . قال : فلا تقربنها ولأحد فيها مثنوية.
2862/2- رواه البيهقي في سننه من طريق عَبد الرحمن بن عَبد الله بن عتبة ، عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ضرار أن عُمَر بن الخطاب أعطى امرأة عَبد الله بن مسعود جارية من الخمسة فباعتها من عَبد الله بن مسعود بألف درهم ، واشترطت عليه خدمتها فبلغ عُمَر بن الخطاب فقال له : يا أبا عبد الرحمن ، أشتريت جارية امرأتك فاشترطت عليك خدمتها؛ فقال : نعم ، فقال : لا تشترها وفيها مثنوية.
رواه سفيان الثوري ، عن حماد بن سلمة ، عن محمد بن عَمْرو ، إلاَّ أنه قال : فقال عُمَر لعبد اللّه : لا تقض عليها ولأحد فيها شرط.
قال : ورواه القاسم بن عَبد الرحمن مرسلا ، قال : فقال عُمَر : إنه ليس من مالك ، ما كان فيه مثنوية لغيرك.
2827- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : اشْتَرَى حُذَيْفَةُ نَاقَةً مِنْ رَجُلَيْنِ مِنَ النَّخَعِ ، وَشَرَطَ لَهُمَا رِضَاهُمَا مِنَ النَّقْدِ ، فَجَاءَ بِهَا إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَأَخْرَجَ لَهُمَا كِيسًا فَأفْسلا عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَخْرَجَ لَهُمَا كِيسًا فَأفْسلا عَلَيْهِ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : أَعُوذُ بِالله ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ شَرَطَ عَلَى صَاحِبِهِ شَرْطًا لَمْ يَفِ لَهُ بِهِ ، كَانَ كَالْمُدْلِي بِجَارِهِ إِلَى غَيْرِ مَنْفعَةٍ.
2827/2- رَوَاه الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أرطأة ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : اشْتَرَى حُذَيْفَةُ مِنْ رَجُلٍ نَاقَةً بِأَرْبَعِمِئَةِ دِرْهَمٍ ، وَشَرَطَ لَهُ رِضَاهُ مِنَ النَّقْدِ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْبَهَانَ ، كَانَ أَبْصَرَ بِالْوَرِقِ مِنْهُ ، فَأَخْرَجَ لَهُ حُذَيْفَةُ كِيسًا ، فَفَسَلَ عَامَّتَهُ ، ثُمَّ أَخْرَجَ لَهُ كِيسًا فَفَسَلَ عَامَّتَهُ ، ثُمَّ أَخْرَجَ لَهُ كِيسًا فَغَسَلَ عَامَّتَهُ ، ثُمَّ أَخْرَجَ لَهُ كِيسًا فَفَسَلَ عَامَّتَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي أَعُوذُ بِالله مِنْكُمْ ، ثَلاَثًا يَقُولُهَا ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُهَا : مَنْ شَرَطَ لأَخِيهِ شَرْطًا لاَ يُرِيدُ أَنْ يَفِيَ بِهِ ، فَهُوَ ... .@

(3/323)


2828- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُبيد الله بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ عَجْلاَنَ ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ الشَّرُودَ يُرَدُّ , يَعْنِي : الْبَعِيرَ الشَّرُودَ .
2828/2- رواه الحافظ أبو الحسن الدارقطني : حَدَّثَنَا أبو محمد بن صاعد ، حَدَّثَنَا سوار بن عبد الله العنبري حَدَّثَنَا عبد الصمد بن عبد الوارث ، حَدَّثَنَا عبد السلام بن عجلان العجيفي ، حَدَّثَنَا أبو يزيد المدني ... فذكره.
2828/3- ورواه البيهقي في الكبير : حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن الحارث ، حَدَّثَنَا الحافظ أبو الحسن على بن عمر الدارقطني ... فذكره.
2828/4- وَحَدَّثَنَا أبو سعد الماليني ، حَدَّثَنَا أبو أحمد بن عدي ، حَدَّثَنَا أبو يعلى ، حَدَّثَنَا عبد الله ابن عمر بن أبان ... فذكره.
30- باب ما جاء في بيع النخل
2829- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حَفْصٌ ، عَنْ أَبِي الْعَوَامِ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَبِيعُ مِنْ غِلْمَانِهِ النَّخْلَ السَّنَةَ ، وَالسَّنَتَيْنِ ، وَالثَّلاَثَةَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ جَابِرٌ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ السَّنَةَ ، وَالسَّنَتَيْنِ ، وَالثَّلاَثَ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنْ أَمَا عَلِمْتَ أَنْ لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ سَيِّدِهِ رِبًا .
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.@

(3/324)


2830- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا فَضَالَةُ بْنُ حُصَيْنٍ الْعَطَّارُ سَمِعْتُ الْخَطَّابَ بْنَ سعيد ، يُحَدِّثُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الرَّاسِخَاتُ فِي الْوَحْلِ الْمُطْعِمَاتُ فِي الْمَحْلِ ، مَنْ بَاعَهَا ، فَإِنَّ ثَمَنَهَا بِمَنْزِلَةِ الرَّمَادِ عَلَى شَاهِقَةٍ ، هَبَّتْ لَهُ رِيحٌ فَفَرَّقَتْهُ .
31- باب لا تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها
2831- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا سفيان ، عن عَمْرو ، عن طاووس ، عن ابن عُمَر قال : لا تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها . وكان ابن عباس يقول : حتى تطعم.
2832- وبه عن طاووس ، عن ابن عباس قال : نُهي عن بيع الثمر حتى تطعم.
2833- قال : وَحَدَّثَنَا سفيان ، عن عَمْرو ، عن أبي معبد أن ابن عباس كان يبيع من غلامه الثمرة قبل أن تطعم ، وكان لا يرى بينه وبين عبده ربًا.
2834- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ تُبَاعُ ثمَرَة بِثَمَرَةٍ .
2835- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، وَمَكْحُولٌ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى أَنْ تُبَاعَ الثَّمَرَةُ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاَحُهَا.
وَسَيَأْتِي بِقَيَّتُهُ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ ، وَكِتَابِ الصَّيْدِ ، إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.@

(3/325)


2836- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عبد الملك بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ سُرَاقَةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تَذْهَبَ الْعَاهَةُ قَالَ ابْنُ سُرَاقَةَ : فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ : مَاذَا ؟ قَالَ : طُلُوعُ الثُّرَيَّا.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2837- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ ، عَنْ أُمِّهِ عُمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا : أَنّ رَسُولَ الله نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاَحُهَا ، وَتَنْجُوَ مِنَ الْعَاهَةِ.
2837/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ : حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ أَبِي الرِّجَالِ ... فَذَكَرَهُ.
2837/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْحَكَمُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمْرَةَ ... فَذَكَرَهُ.
هذا حديث رِجَالٌ إِسْنَادُهُ ثِقَاتٌ.
32- باب إذا طلع النجم رُفعت العاهة أو خفت وما جاء في التدبير
2838- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ ، عَنْ عِسْلِ بْنَ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا يَطْلُعُ النَّجْمُ قَطُّ ، وَفِي الأَرْضِ مِنَ الْعَاهَةِ شَيْءٍ إِلاَّ رُفِعَ .
2838/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا عِسْلِ بْنِ سُفْيَانَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَا طَلَعَ النَّجْمُ صَبَاحًا قَطُّ ، وَبِقَوْمٍ عَاهَةٌ ، إِلاَّ رُفِعَتْ عَنْهُمْ ، أَوْ خَفَّتْ.@

(3/326)


2838/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا عِسْلٌ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ.
2838/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ مُسَدَّدٍ.
قُلْتُ : مَدَارُ أَسَانِيدِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَلَى عِسْلِ بْنِ سُفْيَانَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
2839- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَصْلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ ، وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ ، وَأَخِيفُوا الْهَوَامَ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ.
قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا : وَمَثَاوِيَكُمْ ، قَالَ : بُيُوتَكُمْ وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ ، قَالَ : إِذَا أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ مَمْلُوكًا بِعَشْرَةِ آلاَفٍ اشْتَرَى مَمْلُوكَيْنِ ، وَأَخِيفُوا الْهَوَامَ ، يَعْنِي : الْحَيَّاتِ.
33- باب في بيع المزابنة والمحاقلة والعرايا
2840- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْمُزَابَنَة ، وَالْمُحَاقَلَةِ ، والمزابنة : الثمر بالتمر كيًلا ، والحاقلة : اشْتِرَاءُ الزَّرْعِ بِالْحِنْطَةِ كَيْلاً ، وَاسْتِئْجَارُ الأَرْضِ بِالْحِنْطَةِ كَيْلاً وَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ عَنْ كِرَائِهَا بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، قَالَ : لاَ بَأْسَ بِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مُرْسَلٌ ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ.
2841- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْمُحَاقَلَةِ ، وَالْمُزَابَنَةِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ.@

(3/327)


2842- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الشَّيْبَانِيِّ ، قَالَ : بِعْتُ مَا فِي رُؤُوسِ نَخْلِي بِمِئَةِ وَسْقٍ ، إِنْ زَادَ فَلَهُمْ ، وَإِنْ نَقَصَ فَعَلَيْهِمْ ، فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ ذَلِكَ ، إِلاَّ أَنَّهُ رَخَّصَ فِي الْعَرَايَا.
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ وَصَحَّحَهُ.
2843- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، عَنْ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ ، عَنْ جَابِرٍ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَخَّصَ فِي الْعَرَايَا بِالْوَسْقِ ، وَالْوَسْقَيْنِ ، وَالثَّلاَثَةِ ، وَالأَرْبَعَةِ ، وَقَالَ : فِي كُلِّ جَادٍ عَشَرَةُ أَوْسُقٍ ، مَا بَقِيَ عِذْقًا يُوضَعُ فِي الْمَسْجِدِ لِلْمَسَاكِينِ قَالَ مُحَمَّدٌ : وَهُمُ الْيَوْمَ يَشْتَرِطُونَ ذَلِكَ.
2843/2- رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ... فَذَكَرَهُ.
34- باب النهي عن بيع فضل الماء ليمنع بها الكلأ
2844- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، حَدَّثَنَا مُحَمد ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : حَرِيمُ الْبِئْرِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا مِنْ جَوَانِبِهَا ، كُلِّهَا لأَعْطَانِ الإِبِلِ وَالْغَنَمِ ، وَالْقَانِعِ ، وَابْنِ السَّبِيلِ أَوَّلُ الشَّارِبِ ، وَلاَ يُمْنَعُ فَضْلُ الْمَاءِ لِيُمْنَعَ بِهِ فضل الْكَلأُ.
2844/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَنَا عَوْفٌ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ إِلَى قَوْلِهِ : وَابْنُ السَّبِيلِ أَوَّلُ شارِبِ .@

(3/328)


2845- قَالَ : وَحَدَّثَنَا هَارُونُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ : سَمِعْتُ حَيَوَةَ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخُولاَنِيُّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى غِفَارٍ ، قَالَ : سمعت أبا هريرة ، يقول : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لاَ تَمْنَعُوا فَضْلَ الْمَاءِ ، وَلاَ تَمْنَعُوا الْكَلأَ ، فَيَهْزِلُ الْمَالُ ، وَتَجُوعُ الْعِيَالُ.
2845/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عمران بْنِ عُمَير ، قَالَ : شَكَوْتُ إِلَى عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله قَوْمًا مَنَعُونِي مَاءً ، فَقَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ الْمَسْعُودِيُّ : لاَ أَرَاهُ إِلاَّ قَدْ رَفَعَهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ يُمْنَعُ فَضْلُ مَاءٍ بَعْدَ مَا يُسْتَغْنَى عَنْهُ ، وَلاَ فَضْلُ مَرْعًى.
قُلْتُ : هُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا بِاخْتِصَارٍ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، أَنَّهُمْ كَرِهُوا بَيْعَ الْمَاءِ ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، وَالشَّافِعِيِّ ، وَأَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ ، وَقَدْ رَخَّصَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي بَيْعِ الْمَاءِ : مِنْهُمُ الْحَسَنُ انْتَهَى.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : ذَكَرَ الشَّافِعِيُّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنْ سُفْيَانَ ، قَالَ : مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثَ : أَنْ يُبَاعَ الْمَاءُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي خَلَقَهُ الله فِيهِ ، وَذَلِكَ أَنْ يَأْتِيَ بِالْبَادِيَةِ الرَّجُلُ لَهُ الْبَئْرُ بِهَا مَاشِيَتُهُ ، وَيَكُونُ فِي مَائِهَا فَضْلٌ عَنْ مَاشِيَتِهِ ، فَنَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَالِكَ الْمَاءِ ، عَنْ بَيْعِ ذَلِكَ الْفَضْلِ ، وَنَهَاهُ عَنْ مَنْعِهِ ، نَعَمْ إِذَا حَمَلَ الْمَاءَ عَلَى ظَهْرِهِ ، فَلاَ بَأْسَ أَنْ يَبِيعَهُ مِنْ غَيْرِهِ ، لأَنَّهُ مَالِكٌ لِمَا حَمَلَ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : سُئِلَ عَطَاءٌ عَنْ بَيْعِ الْمَاءِ فِي الْقِرَبِ ، فَقَالَ : هَذَا يَنْزَعُهُ وَيَحْمِلُهُ ، لاَ بَأْسَ بِهِ ، لَيْسَ كَفَضْلِ الْمَاءِ الَّذِي يَذْهَبُ فِي الأَرْضِ.
2846- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّائِغِ ، عَنْ قَهْرَمَانَ لِسَعْدٍ ، عَنْ سَعْدٍ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ ، مَنَعَهُ الله فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.@

(3/329)


2847- مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا سفيان بن عيينة ، عن معمر ، حَدَّثَنَا ابن طاووس أن أباه كان يكره أن يباع الكلأ في منبته.
2848- قال : وَحَدَّثَنَا هشيم ، عن يونس ، عن الحسن أنه كره بيع الرطبات إلاَّ جزة جزة .
2849- قال : وَحَدَّثَنَا عَبد الله بن داود ، عن ابن أبي بردة ، عن عطاءأنه سئل عن بيع الرطبة ، قال : جزة لا جزتين.
35- باب النهي عن عسب الفحل وقفيز الطحان
2850- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا خالد بن عَبد الله ، حَدَّثَنَا عطاء بن السائب ، عن عَبد الرحمن بن أبي أنعم قال : نهى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عن عسب التيس ، وكسب الحجام ، وقفيز الطحان.
2850/2- رواه الحافظ علي بن عُمَر الدارقطني : حَدَّثَنَا إسحاق بن محمد بن الفضل الزيات ، حَدَّثَنَا يوسف بن موسى ، حَدَّثَنَا وكيع وعبيد اللّه بن موسى ، قالا : حَدَّثَنَا سفيان ، عن هشام أبي كليب ، عن ابن أبي أنعم البجلي ، عن أبي سعيد الخدري قال : نهي عن عسب الفحل - زاد عُبَيد اللهِ : وعن قفيز الطحان.
2850/3- ورواه البيهقي في سننه - واللفظ له - أَنْبَأَنَا أبو بكر بن الحارث الفقيه ، أَنْبَأَنَا علي بن عُمَر الحافظ ... فذكره.
قال البيهقي : ورواه ابن المبارك عن سفيان كما رواه عُبَيد اللهِ وقال : نهي وكذلك قاله إسحاق الحنظلي عن وكيع : نهي عن عسب الفحل.
ورواه عطاء بن السائب ، عن عَبد الرحمن بن أبي أنعم قال : نهى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
قلت : مدار هذه الطرق على عَبد الرحمن الأفريقي وهو ضعيف.
رواه النسائي في الصغرى من طريق سفيان ... فذكره دون قوله : وقفيز الطحان.@

(3/330)


2851- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا سوار ، حَدَّثَنَا شوذب أبو معاذ قال : كنت تياسًا فنهاني البراء بن عازب ، وقال : إن عسب الفحل لا يحل.
36- باب النهي عن بيع السلاح لمن يعصي الله عز وجل به
2852- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا بَحْرُ بْنُ كَنِيزٍ السَّقَّاءُ ، عَنْ عُبيد الله بْنِ الْقِبْطِيَّةِ ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ بَيْعِ السِّلاَحِ فِي الْفِتْنَةِ.
2852/2- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الأَصَمُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ.
2852/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدُ الله الْحَافِظُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ... فذكره.
2852/4- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ أَيْضًا : أَنْبَأَنَا أَبُو السَّعْدِ الْمَالْيَنِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الأَشْهَبِ ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ ، عَنْ عِمْرَانَ ، أَنَّهُ كَرِهَ بَيْعَ السِّلاَحِ فِي الْفِتْنَةِ.
قَالَ الْبَيْهَقِي : رَفَعَهُ ، وَهُوَ الْمَوْقُوفُ أَصَحُّ ، وَإِنَّمَا يُعْرَفُ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ بَحْرِ بْنِ كَنِيزٍ السَّقَّاءِ ، عَنِ عبيد الله الْقِبْطِيِّ.
قُلْتُ : بَحْرُ بْنُ كَنِيزٍ ، هَذَا ضَعِيفٌ ، ضَعَّفَهُ ابْنُ سَعْدٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ ، والْبُخَارِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ ، وَالسَّاجِيُّ ، وَابْنُ الرَّقِّيِّ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجُنَيْدِ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ.@

(3/331)


37- باب ما جاء في بيع العقار
2853- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ هِشَامٍ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : قَالَ سَعْدٌ : طَلَّقْتُ امْرَأَتِي ، ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَلِي بِهَا عَقَارٌ ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ ، فَأَجعَلَهُ فِي الْكِرَاعِ وَالسِّلاَحِ ، ثُمَّ أُجَاهِدُ الرُّومَ حَتَّى أَمُوتَ ، فَلَقِيَنِي رَهْطٌ مِنْ قَوْمِي ، فَحَدَّثُونِي أَنَّ رَهْطًا مِنْ قَوْمِي أَرَادُوا ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ ، وَقَالَ : أَلَيْسَ لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ؟ قَالُوا : بَلَى ، يَا رَسُولَ الله.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ مَوْثُوقُونَ.
2854- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمُلَيْحِ الْهُذَلِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ يَعْلَى أَنَّ أَبَاهُ بَاعَهُ دَارَهُ بِمِئَةِ أَلْفٍ ، فَمَرَّ بِهِ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ ، فَقَالَ : بِعْتَ دَارَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَلاَ تَبِعْهَا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ بَاعَ عُقْدَةَ مَالٍ ، سَلَّطَ الله عَلَيْهِ تَالِفًا يُتْلِفُهُ قَالَ : فَاسْتَقَالَهُ ، فَأَقَالَهُ.
هَذَا إِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2854/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمُلَيْحِ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ ، أَنَّ يَعْلَى بْنَ سُهَيْلٍ مَرَّ بِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، فَقَالَ لَهُ : يَا عَلِيُّ ، أَلَمْ أُنَبَّأْ أَنَّكَ بِعْتَ دَارَكَ بِمِئَةِ أَلْفٍ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَدْ بِعْتُهَا بِمِئَةِ أَلْفٍ قَالَ : فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : ... فَذَكَرَهُ.
له شاهد من حديث سعيد بن حريث ، رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِهِ ، وَابْنُ ماجة ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، بِلَفْظِ بِلَفْظِ مَنْ بَاعَ دَارًا ، أَوْ عَقَارًا ، فَلَمْ يَجْعَلْ ثَمَنَهُ فِيهِ ، كَانَ قَمِنٌ أَنْ لاَ يُبَارَكَ لَهُ فِيهِ.
وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ عُيَيَنَةَ ، قَالَ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ : مَنْ بَاعَ دَارًا وَلَمْ يَشْتَرِ بِثَمَنِهَا دَارًا ، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِي ثَمَنِهَا .
قَالَ سُفْيَانُ : إِنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , يَقُولُ : {وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} يَقُولُ : فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْبَرَكَةِ ، ثُمَّ لَمْ يَعِدْهَا فِي مِثْلِهَا ، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ.@

(3/332)


38- باب النهي عن بيع الكالىء بالكالىء وما جاء في البيع إلى أجل
2855- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُبَاعَ كَالِئٌ بِكَالِئٍ ، يَعْنَي : دَيْنًا بِدَيْنٍ.
2855/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ... فَذَكَرَهُ ، وَلَفْظُهُ نَهَى أَنْ يُبَاعَ الْكَالِئُ بِالْكَالِئِ ، وَهُوَ الدَّيْنُ بِالدَّيْنِ.
2855/3- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا بَهْلُولٌ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الشِّغَارِ ، وَعَنْ بَيْعِ الْمَجْرِ ، وَعَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ ، وَعَنْ بَيْعِ كَالِئٍ بِكَالِئٍ ، وَعَنْ بَيْعِ آجِلٍ بِعَاجِلٍ.
قَالَ : وَالْمَجْرِ : فِي الأَرْحَامِ ، وَالْغَرَرِ : أَنْ تَبِيعَ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ ، وَكَالِئٌ بِكَالِئٍ : دَيْنٌ بِدَيْنٍ ، وَالآجِلِ بِالْعَاجِلِ : يَكُونُ لَكَ عَلَى الرَّجُلِ أَلْفُ دِرْهَمٍ ، فَيَقُولُ رَجُلٌ : أُعَجِّلُ لَكَ خَمْسَمِئَةٍ وَدَعِ الْبَقِيَّةَ ، وَالشِّغَارُ : أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ بِالْمَرْأَةِ لَيْسَ لَهَا صَدَاقٌ.
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ بِهَذَا التَّمَامِ ، إِلاَّ مُوسَى.@

(3/333)


2855/4- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ فِي كِتَابِ الْمُسْتَدْرَكِ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا الْخَصِيبُ بْنُ نَاصِحٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّرَاوَرْدِيُّ ، عَنْ مُوسَى ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنِ الْكَالِئِ بِالْكَالِئِ.
2855/5- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ ... فَذَكَرَهُ.
2855/6- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ الْكِسَائِيُّ ، حَدَّثَنَا الْخَصِيبُ ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : مُوسَى هَذَا هُوَ ابْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ ، وَشَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ الله ، قَالَ فِي رِوَايَتِهِ : عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، وَهُوَ خَطَأٌ ، وَالْعَجَبُ مِنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ شَيْخُ عَصْرِهِ ، رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ السُّنَنِ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيِّ هَذَا ، فَقَالَ : عَنْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، وَشَيْخُنَا أَبُو الْحُسَيْنِ رَوَاهُ لَنَا عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمِصْرِيِّ فِي الْجُزْءِ الثَّالِثِ مِنْ سُنَنِ الْمِصْرِيِّ عَنْ مُوسَى - غَيْرُ مَنْسُوبٍ - وَالحديث مَشْهُورٍ بِمُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَمَرّة عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قُلْتُ : مَدارَ هَذِهِ الطُّرُقِ عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
2856- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ , أَنْبَأَنَا أَبُو سَلَمَةَ ، بَيَّاعُ الطَّعَامِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ ، وَلَيْسَ بِالْجُعْفِيِّ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : بَعَثَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى حُلَيْقٍ النَّصْرَانِيِّ أَبْتَاعُ لَهُ أَثْوَابًا ، قَالَ : إِلَى الْمَيْسَرَةِ فَأَتَيْتُهُ ، فَقَالَ : وَمَا الْمَيْسَرَةُ ؟ وَالله مَا لِمُحَمَّدٍ ثَاغِيَةٌ ، وَلاَ رَاغِيَةٌ ، فَلَمَّا أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : كَذَبَ عَدُوُّ الله ، أَنَا خَيْرُ مَنْ بَاعَ ، لأَنْ يَلْبَسَ أَحَدُكُمْ مِنْ رِقَاعٍ شَتَّى ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ أَمَانَتِهِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ.
2856/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ صَاحِبُ الطَّعَامِ ، أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ ، وَلَيْسَ بِجَابِرٍ الْجُعْفِيِّ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/334)


39- باب تحريم بيع الخمر
2857- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا سَلاَّمٌ ، وَقَيْسٌ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : ثَمَنُ الْكَلْبِ ، وَمَهْرُ الْبَغِيِّ ، وَثَمَنُ الْخَمْرِ حَرَامٌ.
لَهُ شَاهِدٌ مَوْقُوفٌ عَلَى ابْنِ عَبَّاسِ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ في سننه ، وَلَفْظُهُ قال : السُّحْتُ : الرِّشْوَةُ فِي الْحُكْمِ ، وَمَهْرُ الْبَغِيِّ ، وَثَمَنُ الْكَلْبِ ، وَثَمَنُ الْقِرْدِ ، وَثَمَنُ الْخِنْزِيرِ ، وَثَمَنُ الْمَيْتَةِ ، وَثَمَنُ الدِّمِ ، وَعَسْبُ الْفَحْلِ ، وَأَجْرُ النَّائِحَةِ ، وَأَجْرُ الْمُغَنِّيَةِ ، وَأَجْرُ الْكَاهِنِ ، وَأَجْرُ السَّاحِرِ ، وَأَجْرُ الْقَائِفِ ، وَثَمَنُ جُلُودِ السِّبَاعِ ، وَثَمَنُ جُلُودِ الْمَيْتَةِ ، فَإِذَا دُبِغَتْ فَلاَ بَأْسَ بِهَا ، وَأَجْرُ الصُّوَرِ ، وَالتَّمَاثِيلِ ، وَهَدِيَّةُ الشَّافِعَةِ ، وَجُعَيْلَةُ الْغَزْوِ.
2858- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبَنَانِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَجَاءَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : إني أَشْتَرِي هَذِهِ الْحِيطَانَ فِيهَا الأَعْنَابُ ، فَلاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَبِيعَهَا كُلَّهَا عِنَبًا حَتَّى نَعْصِرَهَا ، قَالَ : فَعَنْ ثَمَنِ الْخَمْرِ تَسْأَلُنِي ؟ سَأُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُنَّا جُلُوسًا مَعَ نَبِيِّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، إِذْ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ أَكَبَّ وَنَكَثَ فِي الأَرْضِ ، وَقَالَ : الْوَيْلُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ الله ، لَقَدْ أَفْزَعَنَا قَوْلُكَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ : لَيْسَ عَلَيْكُمْ مِنْ ذَلِكَ بَأْسٌ إِنَّهُ حُرِّمَ عَلَيْهِمُ الشَّحْمُ فَيُكَوِّرُونَهُ وَيَبِيعُونَهُ ، ثُمَّ يَأْكُلُونَ ثَمَنَهُ ، وَكَذَلِكَ ثَمَنُ الْخَمْرِ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ قَالَ : وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْعَزْلِ ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى مَا يَلِيهِ ، فَوَثَبَ الرَّجُلُ فَحَصَبَهُ ، وَقَالَ : أُفٍّ ، فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لأَنَسٍ ، قَالَ : مَا كُنَّا نَرَى بِهِ بَأْسًا.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2859- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاً أَهْدَى إِلَى رَسُولِ الله مَزَادَةً مِنْ خَمْرٍ ، فَأَمَرَ بِبَيْعِهَا ، فَلَمَّا وَلَّى ، قَالَ : إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا فَأَمَرَ بِوِكَائِهَا فَفَتَحَ.
هَذَا إِسْنَادٌ مُعْضَلٌ.@

(3/335)


2860- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ - يَعْنِي : الْقَمِيَّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ جَارِيَةَ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يَحْمِلُ الْخَمْرَ مِنْ خَيْبَرَ ، فَيَبِيعُهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَحَمَلَ مِنْهَا بِمَالٍ ، فَقَدِمَ بِهِ الْمَدِينَةَ ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ : يَا فُلاَنُ ، إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ ، فَوَضَعَهَا حَيْثُ انْتَهَى عَلَى تِلٍّ ، وسَجَّى عَلَيْهَا بِالأَكْسِيَةِ ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، بَلَغَنِي أَنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ ؟ قَالَ : أَجَلْ قَالَ : أَلاَ أَرْدُدْهَا عَلَى مَنْ يَبِيعُهَا ابْتَعْهَا مِنْهُ ؟ قَالَ : لاَ يَصْلُحُ رَدُّهَا قَالَ : أَلاَ أَهْدِيهَا لِمَنْ يُكَافِئُنِي مِنْهَا ؟ قَالَ : لاَ قَالَ : إِنَّ فِيهَا مَالاً لِيَتَامَى فِي حِجْرِي ؟ قَالَ : إِذَا أَتَانَا مَالٌ مِنَ الْبَحْرَيْنِ ، فَإِنَّنَا نُعَوِّضُ أَيْتَامَكَ مِنْ مَالِهِمْ ، ثُمَّ نَادَى : يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَالَ : فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا رَسُولَ الله ، الأَوْعِيَةُ يُنْتَفَعُ بِهَا ؟ قَالَ : فَحَلُّوا أَوْكِيَتَهَا فَانْصَبَّتْ حَتَّى اسْتَقَرَّتْ فِي بَطْنِ الْوَادِي.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.
40- باب ما نهي عنه من البيوع وما جاء في الجعالة
2861- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ الأَعْوَرِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : أَرْسَلَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ يَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي أَرْضِ الْعَجَمِ وَشِرَائِهَا وَكِرَائِهَا ؟ فَقَالَ رَافِعُ بْنُ خُدَيْجٍ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ بَيْعِ أَرْضِ الْعَجَمِ ، وَشِرَائِهَا ، وَكِرَائِهَا .
2861/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْحَكَم بْنِ مُوسَى ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السُّبَيْعِيُّ حَدَّثَنَا الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَرْسَلَ إِلَى رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ يَسْأَلُهُ عَنْ أَرْضِ الأَعَاجِمِ - أَوْ قَالَ : الْعَجَمِ - فَقَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ بَيْعِ أَرْضِ الْعَجَمِ ، وَشِرَائِهَا ، وَكِرَائِهَا.
قُلْتُ : مَدارُ حَدِيثِ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ هَذَا ، عَلَى الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ الْحِمْصِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَالْعِجْلِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالْجُوزْجَانِيُّ ، وَالسَّاجِيُّ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ.@

(3/336)


2862- قال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا يحيى بن آدم ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن أبي رباح - وهو عَبد الله بن رباح - عن أبي عَمْرو الشيباني قال : أتيت ابن مسعود بأباق من عين التمر - أو قال : من العين - فقال : أبشر بالأجر والغنيمة. قال : قلت : هذا الأجر ، فما الغنيمة ؟ قال : أربعون درهمًا ، وهو بالكوفة.
2862/2- ورواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو بكر محمد بن إبراهيم الحافظ ، أَنْبَأَنَا أبونصر العراقي ، أَنْبَأَنَا سفيان بن محمد الجوهري ، حَدَّثَنَا علي بن الحسن الهلالي ، حَدَّثَنَا عَبد الله بن الوليد ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن أبي رباح ، عن أبي عَمْرو الشيباني قال : أصبت غلمانًا أباقا بالعين ، فأتيت عَبد الله بن مسعود فذكرت ذلك له ، فقال : الأجر والغنيمة. قلت : هذا الأجر ، فما الغنيمة ؟ قال : أربعون درهمًا في كل رأس.
قال البيهقي : وهذا أمثل ما روي في هذا الباب ، قال : ويحتمل أن يكون عَبد الله عرف شرط مالكهم لمن ردهم عن كل رأس أربعون درهما ، فأخبره بذلك. وسيأتي في كتاب اللقيط.
قلت : له شواهد في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري ، وفي البخاري من حديث ابن عباس ، وفي البَزَّار من حديث جابر بن عَبد الله.
41- باب فيمن حرمت عليهم الشحوم فباعوها فأكلوا ثمنها
2863- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَنَا شَيْبَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شداد ، عَنْ كُلْثُومٍ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَعُودُهُ ، وَهُوَ مَرِيضٌ ، فَوَجَدْنَاهُ نَائِمًا قَدْ غَطَّى وَجْهَهُ بِبُرْدٍ عَدَنِّيٍّ ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ، ثُمَّ قَالَ : لَعَنَ الله الْيَهُودَ ، يُحِرِّمُونَ شُحُومَ الْغَنَمِ ، وَيَأْكُلُونَ أَثْمَانَهَا.@

(3/337)


2863/2- رواه الحارث بن مُحَمَّد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا أبو النضر ، حَدَّثَنَا عبد الله ، عن شيبان ... فذكره.
2863/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
2864- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله ، أَنْبَأَنَا شَيْبَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لَعَنَ الله الْيَهُودَ ، يُحَرِّمُونَ شُحُومَ الْغَنَمِ ، وَيَأْكُلُونَ أَثْمَانَهَا.
2864/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ... فَذَكَرَهُ.
وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2864/3- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُوسَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ بَرَكَةَ أَبِي الْوَلِيدِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَاعِدًا خَلْفَ الْمَقَامِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَنَظَرَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : قَاتَلَ الله الْيَهُودَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ ، فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا ، وَإِنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , لَمْ يُحَرِّمْ شَيْئًا عَلَى قَوْمٍ ، إِلاَّ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ.
42- باب العمرى جائزة لأهلها
2865- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لأَهْلِهَا.
2865/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/338)


2865/3- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
2865/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ... فَذَكَرَهُ.
2865/5- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ... فَذَكَرَهُ.
2865/6- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : عَنْ عَفَّانَ ، وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
2866- قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لِمَنْ أَعْمَرَهَا.
43- باب ما جاء في بيع الزط وتجارة الغلام
2867- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان أن ابن مسعود أتى ناسًا من الزط يتبايعون مستدفرين ، فقال : ما رأيت قومًا أشبه بالجن من هؤلاء.
هذا إسناد رجاله ثقات.
2868- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا نُمَيْرٌ ، عَنْ فِطْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، قَالَ : خَطَّ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دَارًا بِالْمَدِينَةِ بِقَوْسِهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلاَ أَزِيدُكَ ثُمَّ مَرَّ بِعَبْدِ الله بْنِ جَعْفَرٍ وَهُوَ يَلْعَبُ بِشَيْءٍ يَبِيعُهُ ، وَهُوَ غَلاَمٌ ، فَقَالَ : اللهمَّ بَارِكْ لَهُ فِي تِجَارَتِهِ.@

(3/339)


2868/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ ، عَنْ مُسَدَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دَاوُدَ ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ ... فَذَكَرَهُ ، إِلاَّ قَوْلَهُ قَوْلَهُ : أَزِيدُكَ وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ.
وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ.
2868/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ فِطْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ بِعَبْدِ الله بْنِ جَعْفَرٍ وَهُوَ يَبِيعُ بَيْعَ الْغِلْمَانِ ، فَقَالَ : اللهمَّ بَارِكْ لَهُ فِي بَيْعِهِ ، أَوْ قَالَ : فِي صَفْقَتِهِ .
44- باب ما جاء في بيع بده دوازده
2869- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا حماد بن زيد ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين أن رجلا جلب كرًا بالمدينة فكسد عليه ، فقالوا : ائت عَبد الله بن جعفر ، فأتاه فاشتراه منه بده دوازده وقال : من شاء أخذ ، فقال الرجل : آخذ معهم ؟ قال : خذ.
45- باب في شراء الهدية وأداء الأمانة
2870- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، حَدَّثَنَا سليمان اللتيمي ، عن أبي عثمان أن عَبد الله بن عامر بن ربيعة حمل على فرس في سبيل الله يقال له : غمرة - أو غمرًا - نتجت مهرًا ، فأراد أن يشتريه ، فنهي عن شرائه.
2871- قال أبو يعلى : وَحَدَّثَنَا سعيد بن أبي الربيع ، حدثني عيسى بن صدقة سمعت أنسًا يقول : اتقوا الله ، وأدوا الأمانات إلى أهلها.
قال أبو يعلى : وأكبر ظني أن المعلى ، حدثني به عن عيسى ، ولكن لم أجده.@

(3/340)


46- باب اتخاذ الماشية
2872- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عِيسَى ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْغَنَمُ بَرَكَةٌ ، وَالإِبِلُ عِزٌّ لأَهْلِهَا ، وَالْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ ، وَالْعَبْدُ أَخُوكَ ، فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ ، فَإِنْ رَأَيْتَهُ مَغْلُوبًا فَأَعِنْهُ .
2873- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ الْعَدَوِيِّ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ بُدَيْلٍ ، عَنْ إِيَّاسَ بْنِ أبي طلحة ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَيْرُ مَالِ الْمَرْءِ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ ، أَوْ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ.
2873/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عِيسَى ، عَنْ إِيَّاسَ بْنِ زُهَيْرٍ ... فَذَكَرَهُ.
2873/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ بُدَيْلٍ ، عَنْ إِيَّاسَ بْنِ زُهَيْرٍ ... فَذَكَرَهُ.
السِّكَّةُ الْمَأْبُورَةُ : النَّخْلَةُ الْمُلَقَّحَةُ مِنَ التَّأْبِيرَةِ ، وَالْمُهْرَةُ الْمَأْمُورَةُ : الْكَثِيرَةُ النِّتَاجِ.
2874- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيُّ ، سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ أَبِي عَمَّارِ بْنِ فَيْرُوزَ ، يَقُولُ : أَكْرِمُوا الْمَعْزَى ، وَامْسَحُوا الرُّغَامَ عَنْهَا ، وَصَلُّوا فِي مَرَاحِهَا ، فَإِنَّهَا مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ.
الرُّعَامُ بِضَمِّ الرَّاءِ ، وَفَتْحِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ : مَا يَسِيلُ مِنْ أُنُوفِ الْغَنَمِ عَنْ مَرَضٍ وَالرُّغَامُ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ : مَا يَسِيلُ مِنَ الأَنْفِ مُطْلَقًا قَالَهُ : صَاحِبُ الْغَرِيبِ.@

(3/341)


2874/2- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الملك ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي مُحَمَّدٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَكْرِمُوا الْمَعْزَى ... فَذَكَرَهُ.
وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الجنة.
2875- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَرِيكٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نِعْمَ الإِبِلُ الثَّلاَثُونَ ، يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا ، وَيُعِيرُ أَدَاتَهَا ، وَيُمْنَحُ غَزِيرَتُهَا ، وَحَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا فِي أَعْطَانِهَا.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2876- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، أَنْبَأَنَا رِشْدِينٌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمَرَ الأَغْنِيَاءَ أَنْ يَتَّخِذُوا الْغَنَمَ ، وَأَمَرَ الْفُقَرَاءَ أَنْ يَتَّخِذُوا الدَّجَاجَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ رِشْدِينٍ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ ، وَابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ.
2877- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَوْنٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْغَنَمُ بَرَكَةٌ ، وَالإِبِلُ عِزٌّ لأَهْلِهَا.
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ ، رَوَاهُ ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ وَالدَّارِمِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدَيْهمَا بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.@

(3/342)


2878- وقال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شَيْبَة ، حَدَّثَنَا أبو معاوية ، حَدَّثَنَا الأعمش ، عن عَبد الله بن عَبد الله ، عن ابن أبي ليلى ، عن البراء قال : الغنم بركة.
موقوف.
2878/2- وبه عن البراء ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : الغنم بركة.
له شاهد من حديث أم هانئ ، رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه ابن ماجة في سننه.
2879- قال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : وَحَدَّثَنَا محمد بن عباد المكي ، حَدَّثَنَا محمد بن سليمان بن مسمول ، حَدَّثَنَا القاسم بن مخول البهزي ثم السلمي يقول : سمعت أبي - وكان قد أدرك الجاهلية والإسلام - يقول : نصبت حبائل لي بالأبواء ، فوقع في حبل منها ظبي فأفلت ، فخرجت في إثره ، فوجدت رجلا قد أخذه فتنازعنا فيه ، فتساوقنا إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فوجدناه قائلا بالأبواء تحت شجرة يستظل بنطع ، فاختصمنا إليه ، فقضى به بيننا شطرين ، فقلت : يا رسول الله ، نلقى الإبل وبها لبن وهي مصرَّاة ونحن محتاجون. قال : ناد : ياصاحب الإبل ثلاثًا ، فإن جاء وإلا فاحلل صرارها ، ثم اشرب ثم صرَّ وأبق للبن دواعيه ، فقلت : يا رسول الله ، الضَّوال ترد علينا ، هل لنا أجر أن نسقيها ؟ قال : نعم ، في كل ذات كبد حَرَّى أجر ، ثم أنشأ رسول الله يحدثنا قال : سيأتي على الناس زمان خير المال فيه غنم بين المسجدين تأكل الشجر وترد الماء ، يأكل صاحبها من رسلها ، ويشرب من ألبانها ، ويلبس من أصوافها - أو قال : أشعارها - والفتن ترتكس بين جراثيم العرب ، @

(3/343)


والله ما تعبئون - يقولها رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثلاثًا. قلت : يا رسول الله ، أوصني. قال : أقم الصلاة ، وآت الزكاة ، وصم رمضان ، وحج البيت ، واعتمر ، وبر والديك ، وصل رحمك ، وأقرِ الضيف ، وأمر بالمعروف ، وانه عن المنكر ، وزل مع الحق حيث زال.
2879/2- ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب العزلة : عن محمد بن عباد به.@

(3/344)


26- كتاب السلم
2880- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ : سَمِعْتُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ ، يَقُولُ : قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ : إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ عَنِ السَّلَمِ فِي النَّخْلِ ، وَعَن الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ ؟ فَقَالَ : أَمَّا السَّلَمُ فِي النَّخْلِ ، فَإِنَّ رَجُلاً أَسْلَمَ فِي نَخْلٍ لِرَجُلٍ ، ثُمَّ لَمْ يَحْمِلْ ذَلِكَ الْعَامَ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : بِمَا تَأْكُلُ مَالَهُ ؟ فَأَمَرَهُ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ ، ثُمَّ نَهَى عَنِ السَّلَمِ فِي النَّخْلِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاَحُهُ وَأَمَّا الزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَتَى بِرَجُلٍ سَكْرَانَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي لَمْ أَشْرَبْ خَمْرًا ، إِنَّمَا شَرِبْتُ زَبِيبًا وَتَمْرًا ، فَأَمَرَ بِهِ فَضَرَبَهُ الْحَدَّ ، وَنَهَى عَنْهُمَا أَنْ يَخْتَلِطَا .
2880/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ إِسْحَاقَ ، عَنِ النَّجْرَانِيِّ ، قُلْتُ لِعَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ : أُسْلِمُ فِي نَخْلٍ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ ؟ قَالَ : لاَ قُلْتُ : لِمَ ؟ قَالَ : لأَنَّ رَجُلاً أَسْلَمَ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حَدِيقَةِ نَخْلٍ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ ، فَلَمْ يُطْلِعِ الله شَيْئًا فِيهَا ذَلِكَ الْعَامَ ، فَقَالَ الْمُشْتَرِي : هُوَ لِي حِينَ يَطْلُعُ ، وَقَالَ الْبَائِعُ : إِنَّمَا بِعْتُكَ النَّخْلَ هَذِهِ السَّنَةَ ، فَاخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَخَذَ مِنْ نَخْلِكَ شَيْئًا ؟ قَالَ : لاَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فِيمَا تَسْتَحِلُّ مَالَهُ ؟ ارْدُدْ عَلَيْهِ مَا أَخَذْتَ مِنْهُ ، وَلاَ تُسْلِمُوا فِي نَخْلٍ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاَحُهُ قَالَ : قُلْتُ : إِنَّا بِأَرْضٍ ذَاتِ تَمْرٍ وَزَبِيبٍ ، فَهَلْ نَخْلِطُ التَّمْرَ وَالزَّبِيبَ ، فَنَنَبِذُهُمَا جَمِيعًا ؟ قَالَ : لاَ قُلْتُ : لِمَ ؟ قَالَ : لأَنَّ رَجُلاً سَكِرَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَتَى بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ سَكْرَانُ فَضَرَبَهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ شَرَابِهِ ، فَقَالَ : إِنِّي شَرِبْتُ نَبِيذًا قَالَ : أَيُّ نَبِيدٍ ؟ قَالَ : نَبِيذُ تَمْرٍ وَزَبِيبٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَخْلِطُوهُمَا ، فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَكْفِي وَحْدَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
2881- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ سَلاَمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : أَسْلَفَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ ، يُقَالُ لَهُ : يَامِينُ فِي تَمْرٍ ، كَيْلٌ مُسَمًّى إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّى ، وَقَالَ الْيَهُودِيُّ مِنْ تَمْرِ حَائِطِ بَنِي فُلاَنٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَمَّا مِنْ ثَمَرِ حَائِطِ بَنِي فُلاَنٍ فَلاَ.
هَذَا إِسْنَادٍ مُرْسَلٌ ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ عَلَى شَرْطِ ابْنِ حِبَّانَ.@

(3/345)


27- كتاب الرهن
1- باب جواز الرهن
قال الله تعالى : {فرهان مقبوضة}.
2882- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ قُسَيْطٍ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، قَالَ : نَزَلَ بِرَسُولِ الله عليه وسلم ضَيْفٌ ، فَبَعَثَنِي إِلَى يَهُودِيٍّ ، فَقَالَ : قُلْ لَهُ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : بِعْنِي ، أَوْ أَسْلِفْنِي إِلَى رَجَبٍ فَأَتَيْتُهُ ، فَقُلْتُ لَهُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : وَالله ، لاَ أَبِيعُهُ ، وَلاَ أُسْلِفُهُ إِلاَّ بِرَهْنٍ ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ الله ، فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : وَالله ، لَوْ بَاعَنِي ، أَوْ أَسْلَفَنِي لَقَضَيْتُهُ ، إِنِّي أَمِينٌ فِي السَّمَاءِ ، أَمِينٌ فِي الأَرْضِ ، اذْهَبْ بِدِرْعِي الْحَدِيدِ إِلَيْهِ قَالَ : فَنَزَلَتْ تَعْزِيَةً عَنِ الدُّنْيَا : {وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.
2882/2- قال : وَأَنْبَأَنَا روح بن عبادة ، يعني : عن موسى... فذكره.
2882/3- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ... فَذَكَرَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : تَعْزِيَةً عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
2882/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/346)


2882/5- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَ فَاسْتُقْرضَ لَهُ تَمْر مِنْ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ : لاَ وَالله ، إِلاَّ بِرَهْنٍ قَالَ : فَقَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنَا فِي السَّمَاءِ أَمِينُ مَنْ فِي الأَرْضِ .
2883- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبَرْسَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ ، يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ سَمُرَةَ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ رَهَنَ أَرْضًا بِدَيْنٍ عَلَيْهِ ، فَإِنَّهُ يَقْضِي مِنْ تَمْرِهَا مَا فَضَلَ عَلَى نَفَقَتِهَا ، فَيَقْضِي مِنْ ذَلِكَ دَيْنَهُ الَّذِي عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ يَحْسِبَ الَّذِي بَقِيَ لَهُ عِنْدَهُ : عَمَلُهُ ، وَنَفَقَتُهُ بِالْعَدْلِ.
هذا إسناد ضعيف سليمان وابنه خبيب وجعفر بن سعد ذكرهم ابن حبان في الثقات وضعفهم ... .@

(3/347)


28- كتاب التفليس
2884- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرِّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَجُلاً سَمْحًا شَابًّا جَمِيلاً ، مِنْ أَفْضَلِ شَبَابِ قَوْمِهِ ، وَكَانَ لاَ يَمْسِكُ شَيْئًا ، فَلَمْ يَزَلْ يُدَانُ حَتَّى أَغْلَقَ مَالَهُ كُلَّهُ فِي الدَّيْنِ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَطْلُبُ إِلَيْهِ أَنْ يَسْأَلَ غُرَمَاءَهُ ، أَنْ يَضَعُوا لَهُ ، فَأَبَوْا فَلَوْ تَرَكُوا لأَحَدٍ مِنْ أَجْلِ أَحَدٍ ، لَتَرَكُوا لِمُعَاذٍ مِنْ أَجْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَبَاعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَالَهُ كُلَّهُ فِي دَيْنِهِ ، َتَّى قَامَ مُعَاذٌ بِغَيْرِ شَيْءٍ ، حَتَّى إِذَا كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ ، بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَمِيرًا لِيَجْبُرَهُ ، فَمَكَثَ مُعَاذٌ بِالْيَمَنِ أَمِيرًا ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اتَّجَرَ فِي مَالِ الله هُوَ ، فَمَكَثَ حَتَّى أَصَابَ ، وَحَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا قَدِمَ ، قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ : أَرْسِلْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ ، فَدَعْ لَهُ مَا يُعِيشَهُ وَخُذْ سَائِرَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنَّمَا بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِيَجْبُرَهُ ، وَلَسْتُ آخِذًا مِنْهُ شَيْئًا إِلاَّ أَنْ يُعْطِيَنِي فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَيْهِ إِذْ لَمْ يُطِعْهُ أَبُو بَكْرٍ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِمُعَاذٍ ، فَقَالَ مُعَاذٌ : إِنَّمَا أَرْسَلَنِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِيَجْبُرَنِي وَلَسْتُ بِفَاعِلٍ ، ثُمَّ لَقِيَ مُعَاذٌ عُمَرَ ، فَقَالَ : قَدْ أَطَعْتُكَ ، وَأَنَا فَاعِلٌ مَا أَمَرْتَنِي ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي فِي حَوْمَةِ مَاءٍ وَقَدْ خَشِيتُ الْغَرَقَ ، فَخَلَّصْتَنِي مِنْهُ يَا عُمَرُ ، فَأَتَى مُعَاذٌ أَبَا بَكْرٍ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، وَحَلَفَ أَنَّهُ لَمْ يَكْتُمْهُ شَيْئًا حَتَّى بَيَّنَ لَهُ سَوْطَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَالله لاَ آخُذُهُ مِنْكَ ، وَقَدْ وَهَبْتُهُ لَكَ فَقَالَ عُمَرُ : هَذَا حِينَ طَابَ وَحَلَّ ، فَخَرَجَ مُعَاذٌ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الشَّامِ.
2884/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ شَابًّا سَمْحًا ، أَفْضَلَ فِتْيَانِ قَوْمِهِ ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَغْرَقَ مَالَهُ فِي الدَّيْنِ ، فَكَلَّمَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غُرَمَاءَهُ ، فَلَوْ تُرِكَ أَحَدٌ مِنْ أَجْلِ أَحَدٍ لَتُرِكَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ مِنْ أَجْلِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فَبَقِيَ مُعَاذٌ ، وَلاَ مَالَ لَهُ.@

(3/348)


2884/3- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الإمام ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ شَابًّا حَلِيمًا سَمْحًا مِنْ أَفْضَلِ شَبَابِ قَوْمِهِ ، وَلَمْ يَكُنْ يُمْسِكُ شَيْئًا ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَغْرَقَ مَالَهُ كُلَّهُ فِي الدَّيْنِ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَكَلَّمَ غُرَمَاءَهُ ، فَلَوْ تَرَكُوا أَحَدًا مِنْ أَجْلِ أَحَدٍ ، لَتَرَكُوا مُعَاذًا مِنْ أَجْلِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَبَاعَ لَهُمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَالَهُ ، حَتَّى قَامَ مُعَاذٌ بِغَيْرِ شَيْءٍ .
2884/4- رواه البيهقي في سننه عن الحاكم به.
هكذا رواه هشام بن يوسف ، عن معمر ، وخالفه عبد الرزاق فرواه عن معمر مرسلا.@

(3/349)


28- كتاب الصلح
فيه حديث سعد بن أبي وقاص وسيأتي في الفتن في باب ما كان في زمن علي بن أبي طالب ، وحديث أبي أيوب وسيأتي في الأدب.
2885- عن عَمْرو ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنه صالح أهل خيبر على أن يعملوا العمل ؟ فإذا عملوا فبلغ فلهم الشطر وله الشطر ، فلما عملوا وبلغ أرسل ابن رواحة فخرص عليهم فقالوا : الذي أخذت منها أكثر مما أعطيت . قال : فلكم ما أخذت ولي ما أعطيت. قالوا : بهذا قامت السموات.
رواه مُسَدَّد مرسلا بسند صحيح.
2886- وَعَن ابن عباس , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : كتب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كتابا بين المهاجرين والأنصار أن يعقلوا معاقلهم ، وأن يفدوا عانيهم بالمعروف والإصلاح بين الناس.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة واللفظ له وأحمد بن حنبل بسند فيه الحجاج بن أرطاة.
2886/2- ورواه أحمد بن حنبل أيضًا من طريق الحجاج ، عن عَمْرو بن شعيب ، عن أبيه ، عَن جَدِّهِ مرفوعًا ... فذكره.
2887- وَعَن علي بن أبي طالب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أنه قال : إن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صالح بني تغلب على أن يثبتوا على دينهم ولا يُنَصِّروا أبناءهم ، وإنهم قد نقضوا ، وإنه إن يتم لي الأمر قتلت المقاتلة وسبيت الذرية.@

(3/350)


2887/2- وفي رواية له عن علي قال : شهدت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صالح نصارى من بني تغلب على ألا يُنَصِّروا أولادهم؛ فإن فعلوا فقد برئت منهم الذمة. قال : فقال علي : فقد والله فعلوا ، فواللّه لئن تم لي الأمر لأقتلن مقاتلهم ، ولأسبين ذراريهم .
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : ومدار إسناد الطريقين على أصبغ بن نباتة ، وهو ضعيف.@

(3/351)


30- كتاب الضمان
2888- عن عائشة ، رضي الله عنها ، أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن خراج العبد بالضمان. وذلك أن رجلا ابتاع عبدًا وضمنه سنة أو ما كان من ذلك ، ثم ظهر في العبد داء كان فيه قبل البيع كان له خراجه بضمانه إياه .
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند فيه راوٍ لم يسم.
2889- وَعَن ابن عباس , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : كان العباس بن عبد المطلب إذا دفع مالاً مضاربة اشترط على صاحبه أن لا يسير برًّا ولا بحرًا ولا ينزل به واديًا ، ولا يشترى به ذات كبد رطبة؛ فإذا فعل فهو ضامن ، فرفع شرطه إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بين فأجازه.
رواه ابو يعلى الموصلي. @

(3/352)


31- كتاب الشركة
2890- عن أبي خداش ، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : المسلمون شركاء في ثلاثة : في النار ، والكلأ ، والماء.
رواه مُسَدَّد ، ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، وأحمد بن منيع ، ورجاله ثقات.
2890/2- والحارث بن أبي أسامة بسند فيه راوٍ لم يسم ، عن أبي عثمان ، عن أبي خداش قال : كنا في غزاة فنزل الناس منزلا ، فقطعوا الطريق ومدوا الحبال على الكلأ ، فلما رأى ما صنعوا قال : سبحان الله! لقد غزوت مع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غزوات فسمعته يقول : الناس شركاء في ثلاث : في الماء ، والكلأ ، والنار.
وله شواهد في سنن ابن ماجة وغيره من حديث أبي هريرة وابن عباس وعائشة.
2891- وَعَن أبي مالك الأشعري ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أعظم الغلول عند الله يوم القيامة ذراع أرض يسرقها الرجل : الرجلان والجاران يكون بينهما الأرض ، فيسرق أحدهما من صاحبه فيطوقه من سبع أرضين .
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل والطبراني في الكبير بسند فيه عَبد الله بن محمد بن عقيل.@

(3/353)


2892- وَعَن جابر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من كان له رباع أو أرض فأراد أن يبيعها فليعرضها على شركائه ، فإن أرادوها فهم أحق بها من الناس بالثمن .
رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف ؛ لضعف الحجاج بن أرطاة.
2893- وَعَن قائد السائب ، عن السائب ، رَضِيَ الله عَنْهُ : أنه قال للنبى صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كنت شريكي في الجاهلية فكنت خير شريك ، كنت لا تداري ولا تماري.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، ورجاله ثقات ، ورواه أحمد بن منيع مطولا ومُسَدَّد ، وسيأتي لفظهما في الأدب في باب إكرام الضيف.@

(3/354)


32- كتاب العارية
2894- عن عطاء بن أبي رباح ، عن ناس من آل صفوان قال : استعار رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من صفوان بن أمية سلاحًا ، فقال له صفوان : أعارية أم غصب ؟ قال : بل عارية ، فأعاره ما بين ثلاثين إلى أربعين درعًا ، فغزا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حنينًا ، فلما هزم الله - تعالى - المشركين قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اجمعوا أدراع صفوان ، ففقدوا من دروعه درعًا ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يا صفوان ، إن شئت أغرمناها لك ، فقال : يا رسول الله ، إن في قلبي اليوم من الإيمان ما لم يكن يومئذ.
رواه مُسَدَّد وأبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند واحد ورجاله ثقات ، ورواه أبو داود في سننه والنسائي في الكبرى بنفس اللفظ.
وله شاهد في السنن : أبي داود ، والترمذي ، وابن ماجة ورواه الحاكم وعنه البيهقي في سننه من حديث ابن عباس.
2895- وَعَن طاووس أن ابن عباس ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : إنما قال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لأن يعير أحدكم أخاه أرضه ، خير له من أن يأخذ عليها كذا وكذا ، لشيء معلوم .
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند رجاله ثقات.
2896- وَعَن أبي العباس ، عن رجل من الأنصار ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : العارية مردودة ، والمنيحة مردودة.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر.@

(3/355)


33- كتاب الغصب
2897- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنِي شَيْخٌ لَقِيَهُ بِالْبَحْرَيْنِ ، عَنْ خُطْبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ ، أَنَّهُ قَالَ : لاَ يَحِلُّ مِنْ مَالِ امْرِئٍ إِلاَّ مَا أَعْطَى عَنْ طِيبِ نَفْسٍ .
2898- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو ثَابِتٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَخَذَ أَرْضًا بِغَيْرِ حَقِّهَا ، كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَ تُرَابَهَا إِلَى الْمَحْشَرِ.
2898/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ ، عَنْ أَيْمَنَ سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ مُرَّةَ الثَّقَفِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ أَخَذَ أَرْضًا ... فَذَكَرَهُ.
2898/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : أَيُّمَا رَجُلٌ ظَلَمَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ، كَلَّفَهُ الله أَنْ يَحْفُرَهُ حَتَّى يَبْلُغَ آخِرَ سَبْعِ أَرْضِينَ ، ثُمَّ يُطَوِّقُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَ النَّاسِ.
2898/4- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ.
2898/5- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَ الطَّرِيقَ الأُولَى.
2898/6- قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَ الطَّرِيقَ الثَّانِيَةَ.@

(3/356)


2898/7- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
2898/8- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ ... فَذَكَرَهُ.
2898/9- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ محمد بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَهُوَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبُ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ يَعْنِي : الْفَزَارِيَّ ... فَذَكَرَهُ.
2898/10- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ ... فَذَكَرَهُ.
2898/11- ورواه ابن حبان في صحيحه قال : حَدَّثَنَا أبو يعلى الموصلي ... فذكره.
قَوْلُهُ : طَوَّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرْضِينَ قِيلَ : أَرَادَ طُوِّقَ التكليف لا طوق التقليد. وهو أن يطوق حملها يوم القيامة. وقيل : أراد أن تخسف به الأرض فتصير البقعة المغصوبة في عنقه كالطوق. قال البغوي : وهذا أصح.
2899- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَعْظَمُ الْغُلُولِ عِنْدَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ذِرَاعُ أَرْضٍ يَسْرِقُهَا الرجل : الرَّجُلاَنِ ، وَالْجَارَانِ تكون بَيْنَهُمَا الأرض ، فَيَسْرِقُهُ أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ ، فَيُطَوَّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرْضِينَ.
2899/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، وَأَسْوَدُ ، وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، وَأَبُو النَّضْرِ ، عَنْ شَرِيكٍ ... فَذَكَرَهُ.
ورَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ.@

(3/357)


2900- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كُرَيْبٍ ، عَنْ كُرَيْبٍ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَلْعُونٌ مَنِ انْتَقَصَ شَيْئًا مِنْ تُخُومِ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ.
2900/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ كُرَيْبٍ.
2901- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَرَّةَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ عَمِّهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ، إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ.
2901/2- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ هَارونَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ بن جدعان.
2902- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ الضَّحَّاكِ ، حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا طَالِبُ بْنُ سَلْمَى بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِي ، أَنَّ جَدِّي ، حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حَجَّتِهِ فِي خُطْبَتِهِ ، فَقَالَ : أَلاَ إِنَّ أَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ، كُحُرْمَةِ هَذَا الْبَلَدِ ، فِي هَذَا الْيَوْمِ أَلاَ فَلاَ يَعْرِفَنَّكُمْ تَرْجِعُونَ بَعْدِي كُفَّارًا ، يَضْرِبُ بَعْضَكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ، أَلاَ لِيُبَلِغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ، فَإِنِّي لاَ أَدْرِي ، هَلْ أَلْقَاكُمْ هَا هُنَا أَبَدًا بَعْدَ الْيَوْمِ ، اللهمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ ، اللهمَّ هَلْ بَلَّغْتُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ ، لَكِنْ لَهُ شَوَاهِدُ كَثِيرَةٌ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ جُمْلَةٌ مِنْهَا فِي كِتَابِ الْحَجِّ.@

(3/358)


2903- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ بِجَادِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ سعد : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حِلِّهِ ، طُوِّقَهُ سَبْعَ أَرْضِينَ ، لاَ يُقْبَلُ لَهُ صَرْفًا ، وَلاَ عَدْلاً ، وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ ، أَوْ لِغَيْرِ مَوْلاَهُ ، فَقَدْ كَفَرَ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ والطبراني في الأوسط ، مِنْ طَرِيقِ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ.
2903/2- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ : مَدَارُ حَدِيثِ سعد عَلَى حَمْزَةَ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
2904- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عِيسَى جَارُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ قُتِلَ دُونَ حَقِّهِ ، فَهُوَ شَهِيدٌ.
وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْجِهَادِ.
2905- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا شَبَاب ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسَ ، حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ ، يَعْنِي الدُّعَاءَ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْحَارِثِ السُّلَمِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ أَخَذَ مِنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ شِبْرًا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ مِنْ سَبْعِ أَرْضِينَ قَالَ : وَغَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَبْعَ غَزَوَاتٍ آخِرُهُنَّ خَيْبَرُ ، قَالَ : فَكُنْتُ أَسِيرُ فِي مَقْدَمَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خِلاَف رَاحِلَتِي ، فَمَرَّ بِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَنَا أَضْرِبُهَا ، فَقَالَ : مَهْ وَزَجَرَهَا ، فَقَامَتْ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَطِيَّةَ.
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ السَّدُوسِيِّ.@

(3/359)


2906- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَسَنٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَارِثَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَثْرِبِيٍّ ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : لاَ يَحِلُّ لاِمْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ شَيْءٌ إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ غَنَمَ ابْنَ عَمٍّ لِي أَجْتَزِرُ مِنْهَا شَاةً ؟ فَقَالَ : إِنْ لَقِيتَهَا نَعْجَةً تَحْمِلُ شَفْرَةً وَأَزْنَادًا بِمَكَانٍ سَمَّاهُ فَلاَ تَهْجَعْهَا.
2906/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ ، يَعْنِي : ابْنَ حَسَنٍ الْجَارِيَّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ : سَمِعْتُ عِمَارَةَ بْنَ حَارِثَةَ الْضَّمْرِيَّ ، يُحَدِّثُ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2907- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يَحِلُّ لاِمْرِئٍ أَنْ يَأْخُذَ عَصَا أَخِيهِ بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ قَالَ : وَذَلِكَ لِشِدَّةِ مَا حَرَّمَ الله مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ.
2907/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قرْةَ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ، حَدَّثَنِي سُهَيْلٌ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدٍ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/360)


2907/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ... فَذَكَرَهُ.
2907/4- ورواه ابن حبان في صحيحه : حَدَّثَنَا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ... فذكره.
2907/5- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ... فَذَكَرَهُ.
2907/6- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ الْكَبْرَى ، عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ.
2908- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ أبي ذِئْبٍ ، عن مَوْلًى لِجُهَيْنَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنِ النُّهْبَةِ وَالْخُلْسَةِ .@

(3/361)


34- كتاب الشفعة
2909- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الْمَرْءُ أَوْلَى بِسَقَبِهِ قَالَ : فَقُلْتُ لِعَمْرٍو : مَا سَقَبُهُ ؟! قَالَ : شُفْعَتُهُ.
2910- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ مِسْهَرٍ ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، وَعُبَيْدَةُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الشُّفْعَةِ : وَإِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِدًا يُنْتَظَرُ بِهَا ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/362)


35- كتاب القرض
1- باب فضل الاقتراض
2911- قال أبو داود الطيالسي : حَدَّثَنَا جعفر بن الزبير ، عن القاسم مولى يزيد بن معاوية ، عن أبي أمامة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : انطلق برجل إلى باب الجنة فرفع رأسه فإذا على الجنة مكتوب الصدقة بعشرة أمثالها ، والقرض الواحد بثمانية عشر ، لأن صاحب القرض لا يأتيك إلاَّ وهو محتاج ، وإن الصدقة ربما وضعت في غني .
رواه الطبراني والبيهقي ، كلاهما من طريق عتبة بن حميد.
هذا إسناد ضعيف ، جعفر بن الزبير كذبه شعبة ، وقال البخاري : تركوه. لكن له شاهد من حديث أنس بن مالك ، رواه ابن ماجة والبيهقي بإسناد حسن يعمل به في الترغيب والترهيب.
ورواه ابن ماجة وابن حبان في صحيحه والبيهقي من حديث ابن مسعود.
2912- وقال أبو بكر بن أبي شَيْبَة : حَدَّثَنَا عفان ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن ابن أذنان قال : أسلفت علقمة ألفي درهم ، فلما خرج عطاؤه قلت : اقضني. قال : أخرني إلى قابل. قال : فأبيت عليه فأخذتها منه فبرحت به. قال : فأتيته بعد ذلك فقال : برحت بي وقد منعتني ؟ فقلت : نعم ، هو عملك. قال : وما شأني ؟ فقلت : أنت حدثتني عن ابن مسعود ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : السلف يجري مجرى الصدقة. قال : نعم فهو كذلك. قال : فخذ الآن.@

(3/363)


2912/2- رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أبو خيثمة ، حَدَّثَنَا عفان ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة ، حَدَّثَنَا عطاء بن السائب ، عن ابن ، أذنان قال : أسلفت علقمة ألفي درهم ، فلما خرج عطاؤه فقلت : اقضني. قال : أخرني إلى قابل ... فذكره.
2912/3- قال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : وَحَدَّثَنَا يحيى بن معين ، حَدَّثَنَا معتمر قال : قرأت على الفضيل أبي معاذ ، عن أبي حريز ، أن إبراهيم حدثه أن الأسود بن يزيد كان يستقرض من مولى للنخع تاجر ، فإذا خرج عطاؤه قضاه ، وإنه خرج عطاؤه فقال له الأسود : إن شئت أخرت عنا ، فإنه قد كان علينا حقوق في هذا العطاء ، فقال له التاجر : إني لست فاعلا ، فنقده الأسود خمسمائة درهم حتى إذا قبضها التاجر ، قال له التاجر : دونك فخذها . قال الأسود : قد سألتك هذا فأبيت. قال له التاجر : إني سمعتك تحدثنا عن عَبد الله بن مسعود أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كان يقول : من أقرض مرتين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به.
2912/4- وأخرجه ابن حبان في صحيحه عن أبي يَعْلَى المَوْصِلِيّ عن يحيى بن معين به.
2912/5- ورواه الدارقطني : حَدَّثَنَا أبو حامد محمد بن هارون ، حَدَّثَنَا أزهر بن جميل ، حَدَّثَنَا المعتمر بن سليمان ... فذكر المرفوع دون قصة الأسود ، وقال في آخره : فيما يروي المعتمر.
وقال : هذا حديث غريب من حديث النخعي عن الأسود عن عَبد الله ، تفرد به أبو حريز ، ولم يروه عنه غير الفضيل بن ميسرة ، تفرد به المعتمر عنه.
وأما الاختلاف الذي وقع في كون المقترض علقمة أو الأسود ، فالظاهر أن كل رواية قصة غير القصة الأخرى ، قاله شيخنا أبو الفضل بن الحسين.
2912/6- ورواه البيهقي في سننه من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني يحيى بن معين ... فذكره.
2912/7- ورواه البيهقي في سننه أيضًا من طريق قيس بن رومي ، عن سليم بن أذنان ، @

(3/364)


عن علقمة ، عن عَبد الله قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من أقرض ورقًا مرتين كان كعدل صدقة مرة.
قال : ورواه الحكم ، وأَبُو إسحاق وإسرائيل وغيرهم ، عن سليم بن أذنان ، عن علقمة ، عن عَبد الله بن مسعود من قوله.
ورواه دلهم بن صالح ، عن حميد بن عَبد الله الكندي ، عن علقمة ، عن عَبد الله.
ورواه منصور ، عن علقمة ، عن عَبد الله قال : كان يقال ذلك.
قلت : رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر في مُسْنَده ، وابن ماجة في سننه بنقص ألفاظ.
وله شاهد من حديث أنس رفعه قال : قرض الشيء خير من صدقته قال البيهقي : وجدته في المسند مرفوعًا فهبته ، فقلت : رفعه.
2- باب ما جاء في جواز الاستقراض وحسن النية في قضائه
2913- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تُدَانُ ، فَقِيلَ لَهَا : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا لَكِ وَالدَّيْنُ ؟ فَقَالَتْ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ نَوَى قَضَاءَ الدَّيْنِ ، كَانَ مَعَهُ عَوْنٌ مِنَ الله فَأَنَا أَلْتَمِسُ ذَلَكَ الْعَوْنَ.
2913/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا الْمُقْرِي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ ، وَيُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ حَمَلَ مِنْ أُمَّتِي دَيْنًا ، ثُمَّ جَهِدَ عَلَى قَضَائِهِ ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَهُ ، فَأَنَا وَلِيُّهُ.@

(3/365)


2913/3- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
2913/4- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ... فَذَكَرَهُ.
2913/5- وَرَوَاهُ أَبُو يَعَلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ ، وَيُونُسُ ... فذكره.
2913/6- ورواه أحمد بن حنبل في مسنده : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، يَعْنِي : ابْنَ الْفَضْلِ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ الطَّيَالِسِيِّ.
2913/7- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، يَعْنِي : ابْنَ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ... فَذَكَرَه ، وفيه : كان معه من الله عون وحافظ .
2913/8- وَحَدَّثَنَا عبد الواحد ، حَدَّثَنَا القاسم بن الفضل ... فذكره.
2913/9- قال : وَحَدَّثَنَا عفان ، حَدَّثَنَا القاسم بن الفضل ، حدثني محمد بن علي ... فذكره ، وقال : كانت عائشة تدان ، فقيل لها : ما لك وللدين ولك عنه مندوحة ... .
2913/10- قال : حَدَّثَنَا أبو سعيد مولى بني هاشم ، حَدَّثَنَا طلحة ، حدثتني ورقاء ، أن عائشة قالت : سمعت أبا القاسم صَلى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : من كان عليه دين همه قضاؤه أو هم بقضائه لم يزل معه من الله حارس.@

(3/366)


2913/11- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا أبو مُسْلِمٌ ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ سَمِعْتُ ابنَ عَلِيٍّ ، يَقُولُ : كَانَتْ عَائِشَةُ تُدَانُ ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا ... فَذَكَرَهُ.
2913/12- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، مِنَ الطَّرِيقَيْنِ مَعًا ، عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ .
هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2914- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : وحَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمَرَانَ الْجَوْنِيُّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ قَيْسٍ ، أَوْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ قَاضِي الْمِصْرِيِّينَ شُرَيْحٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الله تَعَالَى يَدْعُو صَاحِبَ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، فِيمَ أَضَعْتَ حُقُوقَ النَّاسِ ؟ فِيمَ أَذْهَبْتَ أَمْوَالَهُمْ ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، لَمْ أُفْسِدْهُ ، وَلَكِنْ أُصِبْتُ إِمَّا غَرَقًا ، وإمَّا حَرْقًا ، فَيَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنَا أَحَقُّ مَنْ قَضَى عَنْكَ الْيَوْمَ ، فَتَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ صَدَقَةَ بْنِ مُوسَى الدقيقي.
2914/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ ، وَإِسْنَادُ أَحَدِهِمْ حَسَنٌ بِلَفْظِ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَدْعُو الله صَاحِبَ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، حَتَّى يُوقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَيُقَالُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، فِيمَا أَخَذْتَ هَذَا الدَّيْنَ ؟ وَفِيمَا ضَيَّعْتَ حُقُوقَ النَّاسِ ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخَذْتُهُ ، فَلَمْ آكُلْ ، وَلَمْ أَشْرَبْ ، وَلَمْ أَلْبَسْ ، وَلَمْ أُضَيِّعْ ، وَلَكِنْ إِمَّا حُدْقٌ ، وَإِمَّا سُرْقٌ ، وَإِمَّا وَضِيعَةٌ ، فَيَقُولُ الله : صَدَقَ عَبْدِي : فَأَنَا أَحَقُّ مَنْ قَضَى عَنْكَ فَيَدْعُو الله بِشَيْءٍ ، فَيَضَعُهُ فِي كِفَّةِ مِيزَانِهِ ، فَتَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ.
الْوَضِيعَةُ : هِيَ الْبَيْعُ بِأَقَلِّ مِمَّا اشْتَرَى بِهِ.@

(3/367)


2915- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلْيَمَانَ ، عَنِ الأَفْرِيقِيِّ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الْمُعَافِرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ثَلاَثٌ مَنْ تُدِينَ فِيهِنَّ ، ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَهُنَّ ، فَإِنَّ الله يَقْضِي عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : الرَّجُلُ يَكُونُ فِي سَبِيلِ الله ، فَتَضْعُفُ قُوَّتُهُ ، فَيَتَقَوَّى لِعَدُوِّهِ بِدَيْنٍ ، ثُمَّ يَمُوتُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ وَرَجُلٌ خَافَ الْفِتْنَةَ فِي الْغُرْبَةِ ، فَيَسْتَعْفِفُ بِامْرَأَةٍ ، فَيَتَزَوَّجُهَا بِدَيْنٍ ، ثُمَّ يَمُوتُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ وَرَجُلٌ مَاتَ عِنْدَهُ مُسْلِمٌ ، فَلاَ يَجِدُ مَا يُكَفِّنُهُ إِلاَّ بِدَيْنٍ ، ثُمَّ يَمُوتُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ ، فَإِنَّ الله يَقْضِي عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
2915/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا الأَفْرِيقِيُّ ... فذكره.
2915/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الأَفْرِيقِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
2915/4- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ ... فَذَكَرَهُ بِلَفْظٍ ثَلاَثٌ مَنْ تُدِينَ فِيهِنَّ ، ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يَقْضِهِنَّ ، فَإِنَّ الله يَقْضِي عَنْهُ : رَجُلٌ يَكُونُ فِي سَبِيلِ الله ، فَيَخْلَقُ ثَوْبُهُ ، فَيَخَافْ أَنْ تَبْدُوَ عَوْرَتُهُ ، أَوْ كَلِمَةٌ نَحْوُهَا فَيَمُوتُ وَلَمْ يَقْضِ ، وَرَجُلٌ مَاتَ عِنْدَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ، فَلَمْ يَجِدْ مَا يُكَفِّنُهُ بِهِ ، وَلاَ يُوَارِيهِ ، فَمَاتَ وَلَمْ يَقْضِ دَيْنَهُ ، وَرَجُلٌ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ الْعَنَتَ ، فَتَعَفَّفَ بِنِكَاحِ امْرَأَةٍ ، فَمَاتَ وَلَمْ يَقْضِ ، فَإِنَّ الله يَقْضِي عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ وَاخْتِلاَفٍ.
قُلْتُ : مَدَارُ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمرٍو عَلَى الأَفْرِيقِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي الْكَلاَمِ عَلَى زَوَائِدِ بْنِ مَاجَهْ.
لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ثَلاَثَةٌ حَقٌّ عَلَى الله عَوْنُهُمْ : الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ الله ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الأَدَاءَ ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ.
رواه التِّرْمِذِيُّ واللفظ له وَقَالَ : حديث صَحِيحٌ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
الْعَنَتَ - بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالنُّونِ جَمِيعًا - هُوَ الإِثْمُ وَالْفَسَادُ.@

(3/368)


2916- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ أَبُو جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ ؛ أَنَّ أَخَاهُ مَاتَ ، وَتَرَكَ ثَلاَثَمِئَةِ دِرْهَمٍ ، وَتَرَكَ عِيَالاً وَدَيْنًا ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُنْفِقَهَا عَلَى عِيَالِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ أَخَاكَ مُحْتَبَسٌ بِدَيْنِهِ ، فَاقْضِ عَنْهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، قَدْ أَدَّيْتُ عَنْهُ ، إِلاَّ دِينَارَيْنِ ، ادَّعَتْهُمَا امْرَأَةٌ وَلَيْسَ لَهَا بَيِّنَةٌ قَالَ : أَعْطِهَا فَإِنَّهَا مُحِقَةٌ.
2916/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بَدْرٍ ، حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْقُرَشِيُّ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ ، أَنَّ أَبَاهُ مَاتَ وَتَرَكَ ثَلاَثَمِئَةِ دِرْهَمٍ ، وَعِيَالاً وَدَيْنًا ... فَذَكَرَهُ.
2916/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا حديث حسن.
2916/4- رَوَاهُ ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ إلا أَنَّهُ قَالَ : عَنْ سعْدٍ ، وَهُوَ الصَّوَابُ.
قال شيخنا أبو الفضل بن الحسين ، رحمه الله تعالى : وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، فَقَالَ : إن أباه مات فيحتمل أنه غلط من النساخ ، فإن نسخ الأوسط كثير منها مغلوط لعدم اتصالها بالسماع ، والمعروف أنه أخوه وقد قيل إن اسم أخيه المتوفى : يسار .
وَفِيمَا قَالَهُ شَيْخُنَا نَظَرٌ ، فَقَدْ رَوَاهُ أبو يعلى الموصلي كَذَلِكَ ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي مُسْنَدِهِ مِتَّصِلٌ بِالسَّمَاعِ.@

(3/369)


3- باب ما جاء في التشديد في الدَّين
2917- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي فِرَاسٌ ، سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، قَالَ : صَلَّى صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الصُّبْحَ ، فَقَالَ : هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي فُلاَنٍ ؟ إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَحْبُوسٌ بِبَابِ الْجَنَّةِ بِدَيْنٍ .
2917/2- قَالَ يُونُسُ : قَالَ أَبُو دَاوُدَ : فَزَعَمَ أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ فِرَاسٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَاحَ مَرَّتَيْنِ ، فَقَالَ : مَنْ هَا هُنَا مِنْ بَنِي فُلاَنٍ ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ ، فَقَامَ فِي الثَّالِثَةِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : أَنَا ، فَقَالَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تُجِيبَنِي فِي الْمَرَّتَيْنِ الأُولَيَيْنِ ؟ إِنِّي لَمْ أُنَوِّهْ بِاسْمِكَ الأَخِيرِ ، إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَحْبُوسٌ بِبَابِ الْجَنَّةِ بِدَيْنٍ عَلَيْهِ قَالَ : فَقَضَى عَنْهُ ، حَتَّى مَا يُطَالِبَهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ.
2917/3- قال أبو داود : وَحَدَّثَنَا شعبة ، عن مجالد وإسماعيل ، عن الشعبي أنه قال : إن شئتم فأسلموه إلى عقاب الله ، وإن شئتم ففكوه.
2917/4- رواه مُسَدَّد : حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي خالد ، حدثني عامر ... فذكره.
قلت : رواه أبو داود السجستاني والنسائي في سننهما مثل حديث أبي عوانة حسب ، دون باقيه.
2917/5- ورواه الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ في المُسْتَدرك بتمامه ، وزاد : فقال رجل : عليَّ دينه ، فقضاه .
وقال : صحيح على شرط الشيخين.
قال الحافظ المنذري : رووه كلهم عن الشعبي ، عن سمعان - وهو ابن مشنج - عن سمرة. وقال البخاري في تاريخه الكبير : لا نعلم لسمعان سماعًا من سمرة ، ولا للشعبي سماعًا من سمعان.@

(3/370)


2918- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ زِيَادُ ، وَهَارُونُ بْنُ مَلُّولٍّ ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ ، عَنْ حُدَيْجِ بْنِ صُومِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْغَفْلَةُ فِي ثَلاَثَةٍ : عَنْ ذِكْرِ الله , عَزَّ وَجَلَّ ، وَحِينَ يُصَلَّى الصُّبْحُ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ ، وَغَفْلَةُ الرَّجُلِ عَنْ نَفْسِهِ فِي الدَّيْنِ حَتَّى يَرْكَبَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
2918/2- أَخْرَجَهُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، عن هارون بْن مَلُّولٍّ ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ... فَذَكَرَهُ.
وَمَلُّولٍّ بِلاَمَيْنِ مُشَدَّدَةٌ ، وَهُوَ لَقَبُهُ ، وَاسْمُهُ : عِيسَى بْنُ يَحْيَى التَّجِيبِيُّ مَوْلاَهُمْ ، قَالَ ابْنُ يُونُسَ : ثِقَةٌ فِي الْحَدِيثِ ، وَقَالَ : آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنِ الْمُقْرِئِ بِمِصْرَ ، وَهُوَ عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِي احتج به الأئمة الستة.
وَالأَفْرِيقِيُّ وثقه يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ وقال يحيى بن معين : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وضعفه أحمد والنسائي وَابْنُ حِبَّانَ.
وَحُديجٌ رَوَى عَنْه جَمَاعَةٍ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَهُوَ بِضَمِّ الْحَاءِ والدال المهملتين.
2919- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى اللَّيْثِيِّينَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ ، أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : مَا لِي يَا رَسُولَ الله ، إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ الله ؟ قَالَ : الْجَنَّةُ فَلَمَّا وَلَّى ، قَالَ : إِلاَّ الدَّيْنَ سَارَّ لِي بِهِ جِبْرِيلُ آنِفًا .@

(3/371)


2919/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَمْشِي فِي الْمَدِينَةِ ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ ، يُقَالُ لَهُ : مَعْمَرٌ ، فَقَالَ : غَطِّ فَخْذَيْكَ يَا مَعْمَرُ ، فَإِنَّهُمَا مِنَ الْعَوْرَةِ قَالَ : ثُمَّ جَلَسَ وَجَلَسْنَا قَالَ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ، فَقَالَ : سُبْحَانَ الله مَاذَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ؟ فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، قُلْتُ أَمْسِ : مَاذَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ؟ فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَكَ ، مَا هُوَ ؟ قَالَ : لَوْ أَنَّ رَجُلاً قُتِلَ فِي سَبِيلِ الله , عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ عَاشَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، ثُمَّ عَاشَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ ، مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَقْضِيَ دَيْنَهُ.
قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ جَحْشٍ.
2919/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ... فَذَكَرَهُ.
2919/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ... فَذَكَرَهُ.
2919/5- ورواه أبو طالب بن غيلان في كتابه الغيلانيات : حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الشافعي ، حَدَّثَنَا محمد بن غالب ، حَدَّثَنَا عبد الصمد ، حَدَّثَنَا مسلم بن خالد ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي كثير ... فذكره.
2919/6- ورواه الحاكم في المستدرك من رواية سعيد بن سلمة بن أبي الحسام ، وعَبد العزيز بن محمد الدراوردي ، فرقهما ، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن به بلفظ : سألت رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... وكرر قوله : سبحان الله .
وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، مِنْ طَرِيقِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَخْبَرَنِي أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ جَحْشٍ.@

(3/372)


2920- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍٍ ، جَاءَ يَتَقَاضَى دَيْنًا لَهُ عَلَى رَجُلٍ ، فَقَالُوا : قَدْ خَرَجَ ، قَالَ : فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لَوْ أَنَّ رَجُلاً قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، ثُمَّ أُحْيِيَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، ثُمَّ أُحْيِيَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى دَيْنُهُ.
2921- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ جَاهَدْتُ فِي سَبِيلِ الله بِنَفْسِي وَمَالِي صَابِرًا مُحْتَسِبًا ، مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ ، أأَدْخُلُ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَأَعَادَ عَلَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالَ : نَعَمْ ، إِنْ لَمْ تَمُتْ وَعَلَيْكَ دَيْنٌ ، لَيْسَ عِنْدَكَ وَفَاؤُهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.
2921/2- ورَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : أَنْبَأَنَا أَبُو النَّضْرِ ، أَنْبَأَنَا شَرِيكٌ ... فَذَكَرَهُ.
2922- قال : وَحَدَّثَنَا الأسود بن عامر شاذان ، حَدَّثَنَا أبو هلال ، عن بشر بن نمير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : من داين الناس بدين يعلم الله أنه يريد قضاءه فأتاه أجله ، دون ذلك ، أرضى الله هذا من حقه وتجاوز عنه ، ومن داين الناس بدين يعلم الله أنه لا يريد قضاءه ، قضى الله منه ، وقال : حسبت أني لم أقتص له منك .
هذا إسناد ضعيف ، لضعف بشر بن نمير.@

(3/373)


2922/2- رواه الحاكم من طريقه مرفوعًا بلفظ : من تداين بدين وفي نفسه وفاؤه ثم مات ، تجاوز الله عنه وأرضى غريمه بما شاء ، ومن تداين بدين وليس في نفسه وفاؤه ، ثم مات اقتص الله - تعالى - لغريمه يوم القيامة.
2922/3- ورواه الطبراني في الكبير ولفظه : من ادَّان دينًا وهو ينوي أن يرده ، أدَّاه الله عنه يوم القيامة ، ومن استدان دينًا وهو لا ينوي أن يؤديه فمات قال الله ، عَزَّ وَجلَّ ، يوم القيامة : ظننت أني لا آخذ لعبدي بحقه ، فيؤخذ من حسناته فتجعل في حسنات الآخر ، فإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات الآخر فتجعل عليه.
2923- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ ، أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو ، أَنَّ شُعَيْبَ بْنَ زُرْعَةَ حَدَّثَهُ ، حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ لأَصْحَابِهِ : لاَ تُخِيفُوا أَنْفُسَكُمْ ، أَوْ قَالَ : الأَنْفُسَ فَقِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، وَبِمَا نُخِيفُ أَنْفُسَنَا ؟ قَالَ : بِالدَّيْنِ .
2923/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلاَنَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رِشْدُينٌ ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو الْمُعَافِرِيُّ ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ زُرْعَةَ الْمُعَافِرِيِّ ... فَذَكَرَهُ .
2923/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا حَيَوَةُ ... فَذَكَرَهُ.
وَفِي رِوَايَةٍ لأَحْمَدَ : لاَ تُخِيفُوا أَنْفُسَكُمْ بَعْدَ أَمْنِهَا.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
2923/4- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ ، إِمْلاَءً ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/374)


2923/5- قال : وأنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، حَدَّثَنَا عبد الله بن جعفر ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان ، حدثني سعيد بن أبي مريم ، أنبأنا نافع بن يزيد ، حَدَّثَنَا بكر بن عمرو ... فذكره.
2924- قَالَ : وَأَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ : أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ : الدَّيْنُ يُرِقُّ الْحُرَّ .
2925- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ سُفْيَانُ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لأَنْ يَلْبَسَ أَحَدُكُمْ أَثْوَابًا مِنْ أَلْوَانٍ شَتَّى ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْتَدِينَ ، مَا لَيْسَ عِنْدَهُ قَضَاؤُهُ .
2926- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَاحِبُ الدَّيْنِ مَغْلُولٌ فِي قَبْرِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَاسْمُهُ : طَرِيفُ بْنُ شِهَابٍ السَّعْدِيُّ ، وَأَبُو نَضْرَةَ اسْمُهُ : الْمُنْذِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قِطْعَةَ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ هُوَ : مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ الضَّرِيرُ.
2927- قَالَ أَبُو يَعْلَى المصلي : وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الأَشْعَثِ ، أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ صَدَقَةَ بْنِ عَبَّادٍ الْيَشْكُرِيُّ ، قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلِيٍّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، فَقُلْنَا لَهُ حَدِّثْنَا حَدِيثًا يَنْفَعُنَا الله بِهِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ ، وَلاَ دَيْنَ عَلَيْهِ فَلْيَفْعَلْ ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأُتِيَ بِجِنَازَةِ رَجُلٍ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ ، فَقَالَ : لاَ أُصَلِّي عَلَيْهِ حَتَّى تَضْمَنُوا دَيْنَهُ ، فَإِنَّ صَلاَتِي عَلَيْهِ تَنْفَعُهُ فَلَمْ يَضْمَنُوا دَيْنَهُ ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ وَقَالَ : إِنَّهُ مُرْتَهَنٌ فِي قَبْرِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عِيسَى بْنِ صَدَقَةَ بْنِ عَبَّادٍ.
2928- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَمَّارٌ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُتِيَ بِجِنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا ، قَالَ : هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ جِبْرِيلَ نَهَانِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَى مَنْ عَلَيْهِ دَيْنٌ ، وَقَالَ : إِنَّ صَاحِبَ الدَّيْنِ مُرْتَهَنٌ فِي قَبْرِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ.@

(3/375)


2928/2- وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ : وَلَفْظُهُ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأُتِيَ بِرَجُلٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ ، فَقَالَ : هَلْ عَلَى صَاحِبِكُمْ دَيْنٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : فَمَا يَنْفَعُكُمْ أَنْ أُصَلِّيَ عَلَى رَجُلٍ ، رُوحُهُ مُرْتَهَنَةٌ فِي قَبْرِهِ ، لاَ تَصْعَدُ رُوحُهُ إِلَى السَّمَاءِ ؟ فَلَوْ ضَمِنَ رَجُلٌ دَيْنَهُ قمت ، فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ ، فَإِنَّ صَلاَتِي تَنْفَعُهُ.
قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ رَحِمَهُ الله : قَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ كَانَ لاَ يُصَلِّي عَلَى الْمَدْيُونِ ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ ، فَرَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَغَيْرِهِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُؤْتَي بِالرَّجُلِ الْمَيِّتِ عَلِي الدَّيْنِ ، فَيَسْأَلُ : هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ قَضَاءً ؟ فَإِنْ حُدِّثَ ، أَنَّهُ تَرَكَ وَفَاءً صَلَّى عَلَيْهِ ، وَإِلاَّ قَالَ : صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ فَلَمَّا فَتَحَ الله عَلَيْهِ الْفُتُوحَ ، قَالَ : أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، فَمَنْ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ ، فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ ، وَمَنْ تَرَكَ مَالاً فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ .
4- باب فيمن أنظر معسراً أو وضع عنه
2929- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ ، أَوْ مَحَا عَنْهُ ، كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
2929/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، أَنَّهُ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ دَيْنٌ ، فَكَانَ يَأْتِيهِ يَتَقَاضَاهُ ، فَيُغَيَّبُ عَنْهُ ، فَجَاءَهُ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَسَأَلَ عَنْهُ صَبِّيًا ، فَقَالَ : نَعَمْ ، هُوَ فِي الْبَيْتِ يَأْكُلُ خَزِيرَةً ، فَنَادَاهُ : يَا فُلاَنُ ، اخْرُجْ ، فَقَدْ أُخْبِرْتُ أَنَّكَ هَا هُنَا ، فَخَرَجَ ، فَقَالَ : مَا غَيَّبَكَ عَنِّي ؟ فَقَالَ : إِنِّي مِعْسَرٌ وَلَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ قَالَ : فَلاَ تَفْعَلْ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ : رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ ، وَبِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ.@

(3/376)


2929/3- وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ بِلَفْظٍ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنَجِّيَهُ الله مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَأَنْ يُظِلَّهُ تَحْتَ عَرْشِهِ ، فَلْيُنْظِرْ مُعْسِرًا.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْيَسَرِ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ ، وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَأَقَرَّهُ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ عَلَى ذَلِكَ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، بَلْ هُوَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ كَمَا تَقَدَّمَ.
الخَزِيرَةُ بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ ، وَكَسْرِ الزَّايِ ، وَفَتْحِ الرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ : هِيَ : حِسَاءٌ يُعْمَلُ بِلَحْمٍ.
2930- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ زَمْعَةَ ، عن الزهري , عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ بِهِ ، وَهُوَ مُلاَزِمٌ رَجُلاً فِي أُوقِيَتَيْنِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هَكَذَا لِلرَّجُلِ بِيَدِهِ : أَيْ ضَعْ عَنْهُ الشَّطْرَ فَقَالَ الرَّجُلُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ الله فَقَالَ : أَدِّ إِلَيْهِ مَا بَقِيَ مِنْ حَقِّهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ.
2931- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ ، عَنْ زَيْدٍ الْعَجَمِيِّ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُحِبُّ أَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ ، وَتُكْشَفَ كُرْبَتُهُ ، فَلْيُيَسِرْ عَلَى مُعْسِرٍ.@

(3/377)


2931/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ ، عَنْ زَيْدِ الْعَمِيِّ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ : مَدَارُ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ هَذَا ، عَلَى زَيْدِ الْعَمِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
رَوَاهُ ابْنُ ماجة بِاخْتِصَارٍ مَعَ اخْتِلاَفٍ ، وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ.
5- باب فيمن اقترض دراهم فقضى أجود منها طيبة به نفسه
2932- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، حَدَّثَنَا هشام بن أبي عَبد الله ، حَدَّثَنَا القاسم بن أبي بزة ، عن عطاء بن يعقوب ، قال : استسلف ابن عُمَر ألف درهم ، فقضاني دراهم أجود منها ، فقلت له : إن دراهمك أجود من دراهمي ! قال : ما كان منها من فضل نائل لك من عندي.
2932/2- رواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو أحمد المهرجاني ، حَدَّثَنَا أبو بكر بن جعفر المزكي ، حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم ، حَدَّثَنَا ابن بكير ، حَدَّثَنَا مالك ، عن حميد بن قيس ، عن مجاهد قال : استسلف عَبد الله بن عُمَر من رجل دراهم ، ثم قضى له دراهم خيًرا منها ، فقال الرجل : يا أبا عَبد الرحمن ، هذه خير من دراهمي التي أسلفتك ! فقال عَبد الله : قد علمت ذلك ، ولكن نفسي بذلك طيبة.
6- باب لا يترك دين إلا قضي
2933- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثِ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ يُتْرَكُ مُفْرَحٌ فِي الإِسْلاَمِ ، أَوْ قَالَ : مُفْرَجٌ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الله .
وَالْمُرَادُ : لاَ يُتْرَكُ دَيْنٌ إِلاَّ قُضِيَ يُقَالُ : أَفْرَجهُ الدَّيْنُ إِذَا أَثْقَلَهُ وَيُرْوَى بِالْجِيمِ أَيْضًا.@

(3/378)


2934- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ عَلِيٍّ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ يَقْضِي دَيْنِي ، وَيُنْجِزُ وَعْدِي ، وَأَدْعُو الله أَنْ يَجْعَلَهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ ، أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الله هُوَ : ابْنُ الزُّبَيْرِ ، وَالْمِنْهَالُ هُوَ : ابْنُ عَمْرٍو الأَسَدِيُّ.
2935- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، وَسَعِيدٍ الْمُقَبْرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله ، عَلِيَّ حَجَّةُ الإِسْلاَمِ ، وَعَلَيَّ دَيْنٌ ؟ قَالَ : اقْضِ دَيْنَكَ .
7- باب في هدية المديون لصاحب الدين وفي كل قرض جر منفعة
2936- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن علي بن المبارك ، حدثني يحيى بن أبي كثير ، حدثني قيلويه أبو صالح قال : كان لي على علج عشرون درهمًا ، فأهدى إليَّ هدية ، فسألت ابن عباس قال : احسب ثمن الهدية وخذ البقية.
هذا إسناد رجاله ثقات.
2936/2- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ، أَخْبَرَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ فِي رَجُلٍ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ عِشْرُونَ دِرْهَمًا ، فَجَعَلَ يَهْدِي إِلَيْهِ ، وَجَعَلَ كُلَّمَا أَهْدَى إِلَيْهِ هَدِيَّةً بَاعَهَا ، حَتَّى بَلَغَ ثَمَنُهَا ثَلاَثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لاَ تَأْخُذْ مِنْهُ إِلاَّ سَبْعَةَ درَاهِمَ.@

(3/379)


2936/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ من حديث أنس بن مالك ، رواه ابن ماجة .
2937- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حَمْزَةَ ، أَنْبَأَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ ، عَنْ عِمَارَةَ الْهَمْدَانِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ مَنْفَعَةً فَهُوَ رِبًا.
هذا إسناد ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ سَوَّارِ بْنِ مُصْعَبٍ الهمداني .
وَلَهُ شَاهِدٌ مَوْقُوفٌ عَلَى فِضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ، وَلَفْظُهُ : كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ مَنْفَعَةً ، فَهُوَ وَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ الرِّبَا.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ الْكُبْرَى ، وَاللَّفْظُ لَهُ.
8- باب إنما جزاء السلف القضاء والحمد
2938- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اسْتَسْلَفَهُ ثَلاَثِينَ أَلْفًا ، وَأَرْبَعِينَ أَلْفًا حَيْثُ غَزَا حُنَيْنًا ، فَلَمَّا قَدِمَ قَضَاهُ إِيَّاهَا ، وَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بَارَكَ الله لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ وَقَالَ : وَإِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْقَضَاءُ وَالْحَمْدُ .
2938/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اسْتَسْلَفَ مِنْهُ ثَلاَثِينَ أَلْفًا ، أَوْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا حِينَ غَزَا حُنَيْنًا ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.@

(3/380)


9- باب في مطل الغني
2939- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَطْلُ الْغِنَى ظُلْمٌ ، وَمَنْ أُحِيلَ عَلَى مَلِئٍ ، فَلْيَحْتَلْ.
2939/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَمِيلٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ .
قَالَ الْبَزَّارُ : إِسْمَاعِيلُ لَيِّنٌ ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ. انتهى .
لكن له شاهد من حديث أبي هريرة ، رواه أصحاب الكتب الستة.
10- باب
2940- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ ، أَخْبَرَهُ أن اليهود حِينَ أَمَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِإِجْلاَئِهِمْ ، قَالُوا : إِنَّ لَنَا دُيُونًا ؟ قَالَ : فَخُذُوا وَضَعُوا .
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ بِمِثْلِ ذَلِكَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنِ ابْنِ الأَشْهَلِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : وَسمَّانِيَ ابْنَ عَبْدِ الأَشْهَلِ .@

(3/381)


36- كتاب الإجارة
2941- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ رَشْحُهُ.
2941/2- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو الطَّاهِرِ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدِ بْنِ بِلاَلٍ الْبَزَّازُ ، حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ يَعْنِي : الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ : أَخْبَرَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ... فذكره ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، رَوَاهُ ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله .
وبالجملة فَهَذَا المتن مَعَ غَرَابَتِهِ يَكْتَسِبُ بِكَثْرَةِ طُرُقِهِ قَوَّةً والله أعلم .
2942- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ ، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الله يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ.
2943- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْتٍ أَتَكَارَى مِنْهُ @

(3/382)


بَيْتًا فِي دَارِهِ ، فَقَالَ : تَكَارَى فَإِنَّهَا مُبَارَكَةٌ عَلَى مَنْ هِيَ لَهُ ، مُبَارَكَةٌ عَلَى مَنْ يَسْكُنُهَا فَقُلْتُ : مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ذَلِكَ ؟ قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَقَدْ نَحَرْتُ جَزُورًا ، وَقَدْ أَمَرَ بِقَسْمِهَا ، فَقَالَ لِلَّذِي يَقْسِمُهَا : أَعْطِ عَمْرًا مِنْهَا قِسْمًا فَلَمْ يُعْطِنِي ، وَأَغْفَلَنِي ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ ، أَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَبَيْنَ يَدَيْهِ دَرَاهِمُ ، فَقَالَ : أَخَذْتَ الْقِسْمَ الَّذِي أَمَرْتُ لَكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، مَا أَعْطَانِي شَيْئًا قَالَ : فَتَنَاوَلَ كَفًّا مِنَ الدَّرَاهِمِ فَأَعْطَانِي ، فَجِئْتُ بِهَا إِلَى أُمِّي ، فَقُلْتُ : خُذِي هَذِهِ الدَّرَاهِمَ الَّتِي أَخَذَهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِهِ ، ثُمَّ أَعْطَانِيهَا ، أَمْسِكِيهَا حَتَّى نَنْظُرَ فِي أي شَيْءٍ نَضْعُهَا ، ثُمَّ ضَرَبَ الدَّهْرُ ضَرْبًا بِهِ ، حَتَّى اشْتَرَيْتُ هَذِهِ الدَّارَ قَالَتْ أُمِّي : إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَنْقُدَ ثَمَنَهَا ، فَلاَ تَنْقُدْ حَتَّى تَدْعُوَنِي أَدْعُ لَكَ بِالْبَرَكَةِ ، فَدَعَوْتُهَا حِينَ هَيْأَتُهَا ، فَقَالَتْ لِي : خُذْ هَذِهِ الدَّرَاهِمَ ، فَنَثَرْتُهَا فِيهَا ، ثُمَّ خَلَطْتُهَا ، وَقَالَتْ : اذْهَبْ بِهَا.@

(3/383)


37- كتاب المزارعة
1- باب الغراس
2944- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْرِسَهَا ، فَلْيَفْعَلْ.
2944/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
2944/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.
2944/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : قَالَ حَدَّثَنَا بَسَّامُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ... فَذَكَرَهُ.
2944/5- قَالَ : وَحَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، وَفِي حَدِيثِ بَسَّامٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ... فَذَكَرَهُ.
2945- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْعَزِيزِ الليثي ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أبيَ أَيُّوبَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ غَرَسَ غِرَاسًا فَأَثْمَرَ ، كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ بِعَدَدِ ذَلِكَ الثَّمَرِ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ ، رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، غَيْرَ أَنَّ أَبا عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَدْ وَثَّقَهُ مَالِكٌ ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، وَضَعَّفَهُ أبو حاتم وأبو زرعة وَالْبُخَارِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ .
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ من طريقه .@

(3/384)


2946- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى ، حَدَّثَنَا رِشْدِينٌ ، أَنَّ زَبَّانَ هُوَ : ابْنُ فَائِدٍ ، حَدَّثَهُمْ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ بَنَى بُنْيَانًا فِي غَيْرِ ظُلْمٍ ، وَلاَ اعْتِدَاءٍ ، وَمَنْ غَرَسَ غَرْسًا ، فِي غَيْرِ ظُلْمٍ ، وَلاَ اعْتِدَاءٍ ، كَانَ لَهُ أَجْرٌ جَارهٍ مَا انْتَفَعَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ.
2- باب النهي عن الحصاد والجداد في الليل
2947- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ حَصَادِ اللَّيْلِ وَجَدَادِ اللَّيْلِ .
2947/2- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ جَدَادِ اللَّيْلِ وَحَصَادِهِ.
2947/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ.
2947/4- قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ ، عَنِ ابْنِ السَّرْحِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِ مُسَدَّدٍ وَمَتْنِهِ ، وَزَادَ وَصِرَامَ اللَّيْلِ .
3- باب في المزارعة
2948- قال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا يحيى بن سعيد القطان ، حَدَّثَنَا أبو سلمة : سألت أبا جعفر - يعني : محمد بن علي بن الحسين : ما المخابرة ؟ قال : المقاسمة.@

(3/385)


2949- قَالَ : وَحَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ أَنَّ رَجُلاً كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : هَلْ لَكَ أَنْ أُزَارِعَكَ فَمَا أَخْرَجَ الله مِنْ شَيْءٍ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَقَالاَ : سَلِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَسَأَلَهُ ، فَلَمْ يُرْجِعْ إِلَيْهِ شَيْئًا ، فَقَالَ لَهُمَا : إِنَّهُ لَمْ يُرْجِعْ إِلَيْهِ شَيْئًا ، فَقَالاَ لَهُ : انْطَلِقْ ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ حَرَامًا نَهَاكَ عَنْهُ ، فَزَارِعْهُ حَتَّى إِذَا اهْتَزَّ زَرْعُهُ ، أَوِ اخْضَرَّ ، وَكَانَ عَلَى طَرِيقِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَمَرَّ بِهِ يَوْمًا ، فَقَالَ : لِمَنْ هَذِهِ الأَرْضُ ؟ فَقَالُوا : لِفُلاَنٍ زَارَعَ بِهَا فُلاَنًا ؟ فَقَالَ : ادْعُهُمَا فَجَاءَا جَمِيعًا فَقَالَ لِصَاحِبِ الأَرْضِ : رُدَّ إِلَى هَذَا مَا أَنْفَقَ فِي أَرْضِكَ ، وَلَكَ مَا أَخْرَجَتْ أَرْضُكَ.
لَمْ يُخَرِّجُوهُ بِهَذَا السِّيَاقِ.
2950- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ ، قَالَ : بَعَثَنِي عَمِّي مَعَ غُلاَمٍ لَهُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، فَقَالَ : مَا تَقُولُ فِي الْمُزَارَعَةِ ؟ فَقَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ لاَ يَرَى بِهَا بَأْسًا ، حَتَّى حُدَّثَ ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ فِيهَا حَدِيثًا : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَتَى بَنِي حَارِثَةَ ، فَرَأَى زَرْعًا فِي أَرْضٍ ، فَقَالَ : مَا أَحْسَنَ زَرْعُ ظُهَيْرٍ فَقَالُوا : إِنَّهُ لَيْسَ لِظُهَيْرٍ قَالَ : أَلَيْسَتْ أَرْضُ ظُهَيْرٍ ؟ قَالُوا : بَلَى ، وَلَكِنَّهُ زَارَعَ فُلاَنًا قَالَ : فَرُدُّوا عَلَيْهِ نَفَقَتَهُ ، وَخُذُوا زَرْعَكُمْ قَالَ رَافِعٌ : فَأَخَذْنَا زَرْعَنَا ، وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ نَفَقَتَهُ.
هذا إسناد رجاله ثقات.
2951- قَالَ إسحاق : وَأنبأنا جَرِيرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ كَرْيِ الْمُزَارِعِ ، وَالإِجَارَةِ إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ أَرْضًا ، أَوْ يُعَارُ قَالَ : فَأَعَارَنِي أَرْضًا فَزَرَعَهَا ، وَبَنَى فِيهَا بَيْتًا ، فَرَكِبَ أَبِي يَوْمًا ، فَرَأَى الْبُنْيَانَ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالَ : بِنَاءُ الَّذِي أَعَرْتَهُ أَرْضَكَ ؟ فَقَالَ : أَعِوَضًا مِمَّا أَعَرْتُهُ ؟ فَأَمَرَ بِالْبُنْيَانِ فَهُدِمَ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، بَعْضُهُ مُرْسَلٌ ، وَبَعْضُهُ مَوْقُوفٌ.@

(3/386)


4- باب إقطاع الأرض
2952- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَامَلَ أَهْلَ خَيْبَرَ بِشَطْرِ مَا خَرَجَ مِنْ زَرْعٍ ، أَوْ تَمْرٍ ، فَكَانَ يُعْطِي أَزْوَاجَهُ كُلَّ عَامٍ مِئَةَ وَسْقٍ بِثَمَانِينَ ، وَسْقًا تَمْرًا ، وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا ، فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَسَمَ خَيْبَرَ ، فَخَيَّرَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَيْنَ أَنْ يَقْطَعَ لَهُنَّ مِنَ الأَرْضِ ، أَوْ يُمْضِي لهن الوْسُوُقَ ، فَاخْتَلَفْنَ ، فَمِنْهُنَّ مَنِ اخْتَارَ الْوُسُوقَ ، فَكَانَتْ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ مِمَّنِ اخْتَارَ الْوُسُوقَ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/387)


38- كتاب إحياء الموات
2953- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا زَمْعَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْعِبَادُ عِبَادُ الله ، وَالْبِلاَدُ بِلاَدُ الله ، فَمَنْ أَحْيَا مِنْ مَوَاتِ الأَرْضِ شَيْئًا ، فَهُوَ لَهُ ، ولَيْسَ لِعِرْقِ ظَالِمٍ حَقٌّ .
2953/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَعْمَرَ أَرْضًا لَيْسَتْ لأَحَدٍ ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا.
َ2953/3- ورَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ... فذكره.
2954- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى , عن مالك بن أنس ، حدثني الزُّهْرِيّ ، عن سالم بن عَبد الله ، عن أبيه ، عن عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : من أحيا أرضًا ميتة فهي له.
هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين موقوف.
2954/2- رواه البيهقي في سننه : حَدَّثَنَا أبو أحمد المهرجاني ، قال : أَنْبَأَنَا أبو بكر بن جعفر المزكي ، حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم ، حَدَّثَنَا ابن بكير ، حَدَّثَنَا مالك ... فذكره.
2954/3- قال : وأنبأنا أبو سعيد بن أبي عَمْرو ، حَدَّثَنَا أبو العباس - هو الأصم - حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عفان ، حَدَّثَنَا يحيى بن آدم ، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة ، عن الزُّهْرِيّ ، عن سالم بن عَبد الله ، عن أبيه قال : كان الناس يتحجرون على عهد عُمَر ، فقال : من أحيا أرضًا فهي له زاد مالك : مواتا .
وقال يحيى : كأنه لم يجعلها له بالتحجير حتى يحييها.@

(3/388)


2955- قال البيهقي : وأنبأنا أبو سعيد ، حَدَّثَنَا أبو العباس ، حَدَّثَنَا الحسن ، حَدَّثَنَا يحيى بن آدم ، حَدَّثَنَا ابن المبارك ، عن معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن عَمْرو بن شعيب أن عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، جعل التحجير ثلاث سنين؛ فإن تركها حتى تمضي ثلاث سنين فأحياها غيره فهو أحق بها.
2956- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله , رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ أَحَاطَ حَائِطًا عَلَى أَرْضٍ ، فَهِيَ لَهُ .
2956/2- قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنِ أبي رَافِعٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً ، فَلَهُ فِيهَا أَجْرٌ ، وَمَا أَكَلَتِ الْعَافِيَةُ كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ.
2956/3- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ... فذكره.
2956/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
2956/5- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ ، أَنْبَأَنَا لَيْثٌ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَحْيَا أَرْضًا دَعْوَةً مِنَ الْمِصْرِ ، أَوْ مَيْتَةً مِنَ الْمِصْرِ ، فَهِيَ لَهُ.@

(3/389)


2956/6- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمِنْهَالِ بْنِ أَخِي الْحَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ ، بِالْبَصْرَةِ ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ الثَّانِي.
2956/7- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ... فذكره.
2956/8- قَالَ : وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ ، بِالْبَصْرَةِ ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ... فذكره .
2956/9- قَالَ : وَأنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ علان ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
2957- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ أَحْيَا مَوَاتًا مِنَ الأَرْضِ فِي غَيْرِ حَقِّ مُسْلِمٍ ، فَهِيَ لَهُ ، وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ.
2957/2- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الصُّبَغِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الله.
قُلْتُ : مَدَارُ إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الله ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ، رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ.@

(3/390)


39- كتاب الوقف
2958- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن إسماعيل بن أمية ، عمن سمع ابن عُمَر : سئل عن رجل جعل شيئًا في سبيل الله ، أيصرفه إلى غيره ؟ قال : أمضه حيث جعله صاحبه. قال : أما والله ما سبيل الله أن يضرب بعضكم رقاب بعض.@

(3/391)


40- كتاب الهبات وفيه عطية الرجل ولده
1- باب الحث على الهدية
2959- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تَهَادُوا ، فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ ، وَلاَ تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا ، وَلَوْ نِصْفَ فِرْسِنِ شَاةٍ .
2959/2- رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمَسْتَدْرَكِ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : تَهَادُوا تَحَابُّوا.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : قَالَ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله الْبُوشَنْجِيَّ ، يَقُولُ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَهَادُوا تَحَابُّوا بِالتَّشْدِيدِ فِي الْمَحَبَّةِ ، وَإِذَا قَالَ : بِالتَّخْفِيفِ ، فَإِنَّهُ مِنَ الْمُحَابَاةِ.
الْوَحَرُ ، بِفَتْحِ الحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ، وَآخِرُهُ رَاءٌ هُوَ : غِشُّ الصَّدْرِ وَعَدَاوَتُهُ ، قَالَهُ صَاحِبُ الْغَرِيبِ.
2960- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الله حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ ، عَنْ جَدَّتِهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ لاَ تَحْقِرَنَّ إِحْدَاكُنَّ جَارَتَهَا ، وَلَوْ كِرَاعَ شَاةِ مُحْرَقٍ .
2961- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : أَبُو الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ رِجُلٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَزَاوَرُوا ، وَتَهَادُوا ، فَإِنَّ الزِّيَارَةَ تُثَبِّتُ الْوُدَّ ، وَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تَسُلُّ السَّخِيمَةَ.
السَّخِيمَةُ : الضَّغِينَةُ وَالْعَدَاوَةُ ، وَالْجَمْعُ سَخَائِمُ.@

(3/392)


2962- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا جَبَابَةُ بِنْتُ عَجْلاَنَ ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَفْصٍ ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ جَرِيرٍ ، عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ وَدَاعٍ الْخُزَاعِيَّةِ سمعت النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : تَهَادُوا ، فَإِنَّهُ يُضَعِّفُ الْحُبَّ وَيُذْهِبُ الْغَوَائِلَ .
2- باب قبول الهدية
2963- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ ، وَأَجِيبُوا الدَّاعِيَ ، وَلاَ تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ.
2963/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فذكره.
2963/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أبي وَائِلٍ ... فذكره .
وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الصَّدَاقِ ، فِي بَابِ وَلِيمَةِ العرس .@

(3/393)


2964- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِرَجُلٍ : هِبْهُ لِي ، أَوْ بِعْنِيهِ ، يعني : جَمَلا قَالَ : بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ الله ، فَقَالَ : فَوَسَمَهُ سِمَةَ الصَّدَاقَةِ ، وَبَعَثَ بِهِ.
هَذَا إِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2965- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لاَ أَقْبَلُ هَدِيَّةً مِنْ أَعْرَابِيٍّ ، فَجَاءَتْهُ أُمُّ سُنْبَلَةَ الأَعْرَابِيَّةَ بِقعبِ لَبَنٍ أَهْدَتْهُ لَهُ ، قَالَ : أَفْرِغِي مِنْهُ فِي هَذَا الْقَعْبِ فَأَفْرَغَتْهُ ، فَتَنَاوَلَهُ فَشَرِبَ ، فَقُلْتُ : أَلَمْ تَقُلْ : لاَ أَقْبَلُ هَدِيَّةً مِنْ أَعَرَابِيٍّ فَقَالَ : إِنَّ أَعْرَابَ أَسْلَمَ ، لَيْسُوا بِأَعْرَابٍ ، وَلَكِنَّهُمْ أَهْلُ بَادِيَتِنَا ، وَنَحْنُ أَهْلُ حَاضِرَتِهِمْ ، إِنْ دَعَوْنَا أَجَبْنَاهُمْ ، وَإِنْ دَعَوْنَاهُمْ أَجَابُونَا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لَتَدْلِيسِ مُحَمَّد بْنِ إِسْحَاقَ.
2966- وَقَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَصْبَهَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيِقِ ، قَالَ : نَزَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَ ابْنٍ لَهَا بِشَاةٍ ، فَحَلَبَ ، ثُمَّ قَالَ : انْطَلِقْ بِهِ إِلَى أُمِّكَ فَشَرِبْتُ حَتَّى رُويتُ ، ثُمَّ جَاءَ بِشَاةٍ أُخْرَى ، فَحَلَبَ ، ثُمَّ سَقَى أَبَا بَكْرٍ ، ثُمَّ جَاءَ بِشَاةٍ أُخْرَى ، فَحَلَبَ ، ثُمَّ شَرِبَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ محمد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.@

(3/394)


3- باب ما جاء في الهدية بالحلة والمسك
2967- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ ، قَالَتْ : لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُمَّ سَلَمَةَ ، قَالَ لَهَا : إِنِّي أَهْدَيْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ حُلَّةً وَأَوَاقِي مِنْ مِسْكٍ ، وَلاَ أَرَى النَّجَاشِيَّ إِلاَّ قَدْ مَاتَ ، وَلاَ أَرَى إِلاَّ هَدِيَّتِي مَرْدُودَةً عَلَيَّ ، فَإِنْ رُدَّتْ عَلَيَّ فَهِيَ لَكِ فَكَانَ كَمَا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَرُدَّتْ عَلَيْهِ هَدِيَّتُهُ ، فَأَعْطَى كُلَّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ أُوقِيَّةً مِنْ مِسْكٍ ، وَأَعْطَى أُمَّ سَلَمَةَ بَقِيَّةَ الْمِسْكِ وَالْحُلَّةَ.
2967/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ ، قَالَتْ : لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
2967/3- ورَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ... فذكره .
2967/4- وَقَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ... فذكره ، وَقَالَ : عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَتْ : لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
2967/5- ورَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ ، بِالرِّقَّةِ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : لَمَّا تَزَوَّجَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنِّي قَدْ أَهْدَيْتُ النَّجَاشِيَّ حُلَّةً ... فَذَكَرَهُ.
2967/6- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عبد الله الْحَافِظُ : أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ الْحَكَمِ ، أَنْبَأَنَا وَهْبٌ : حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أمه ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَتْ : لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.@

(3/395)


2967/7- وَعَن الْحَاكِمِ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ .
2967/8- وَقَالَ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ... فذكره.
2968- وقال أبو يعلى : حدثنا هاشم بن الحارث ، حَدَّثَنَا عُبَيد اللهِ بن عَمْرو ، عن أيوب ، عن ابن سيرين قال : استوهبت من أم سليم من المسك التي كانت تعجنه بعرق النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فوهبت لي منه ، فلما مات محمد حنط بذلك المسك.
4- باب جواز الهدية بالجواري والبغال
2969- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَهْدَى أَمِيرُ الْقِبْطِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَارِيَتَيْنِ أُخْتَيْنِ ، وَبَغْلَةً ، فَكَانَ يَرْكَبُ الْبَغْلَةَ بِالْمَدِينَةِ ، وَاتَّخَذَ إِحْدَى الْجَارِيِتَيْنِ لِنَفْسِهِ ، فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ ، وَوَهَبَ الأُخْرَى لِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ.
2969/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْبَجَلِيُّ ... فذكره.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَسَيَأْتِي فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي الْوَلِيمَةِ : أَجِيبُوا الدَّاعِيَ ، وَلاَ تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ.@

(3/396)


5- باب جواز هبة ما في بطون الأنعام
2970- قال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أبو موسى ، وعبد اللّه بن معاذ قالا : حَدَّثَنَا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن أنس قال : لما دعا نبي الله موسى صاحبه إلى الأجل الذي كان بينهما قال له صاحبه : كل شاة ولدت على غير لونها فلك ولدها. قال : فعمد فوضع حبالا على الماء ، فلما رأت الحبال فزعت ، فحال حوله فولدن كلهن برقًا إلاَّ شاة واحدة فذهب بأولادهن ذلك العام.
هذا إسناد رجاله ثقات.
6- باب التسوية بين الأولاد في العطية
2971- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يُوسُفَ الأَرْحَبِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَوُّوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ فِي الْعَطِيَّةِ ، فَلَوْ كُنْتُ مُفَضِّلاً أَحَدًا لَفَضَّلْتُ النِّسَاءَ.
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ نَجْدَةَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ... فذكره.
قُلْتُ : الْجُمْلَةُ الأُولَى لَهَا شَاهِدٍ مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ ، رَوَاهُ أَصْحَابُ الْكُتُبِ السِّتَةِ.@

(3/397)


7- باب المكافأة في الهبة والهدية
2972- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد ، عن مالك بن أنس ، عن داود بن الحصين ، عن أبي غطفان ، عن مروان بن الحكم قال : قال عُمَر من وهب هبة لصلة رحم أو على وجه الصدقة فهي جائزة ، ومن وهب هبة يرى أنه إنما أراد الثواب فهو أحق بها إن لم يرض.
2972/2- رواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس ، أَنْبَأَنَا محمد بن عَبد الله بن عبد الحكم ، أَنْبَأَنَا ابن وهب ، أنه سمع مالك بن أنس يقول : حدثني داود بن الحصين ، أن أبا غطفان بن طريف المري أخبره عن مروان بن الحكم قال : قال عُمَر بن الخطاب : من وهب هبة لصلة رحم أو على وجه صدقة فإنه لا يرجع فيها ، ومن وهب هبة يرى أنه إنما أراد بها الثواب فهو على هبته ، يرجع فيها إن لم يرض منها.
2973- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ ، أَنَّ رَجُلاً كَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا ، وَكَانَ يُهْدِي لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْعُكَّةَ مِنَ السَّمْنِ وَالْعُكَّةَ مِنَ الْعَسَلِ ، فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُهُ يَتَقَاضَاهُ جَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَيَقُولُ : يَا رَسُولَ الله ، أَعْطِ هَذَا ثَمَنَ مَتَاعِهِ ، فَمَا يَزِيدُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَبْتَسِمَ ، وَيَأْمُرَ بِهِ فَيُعْطَى.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.@

(3/398)


8- باب من أهديت إليه هدية وعنده قوم فهم شركاؤه فيها , قال البخاري : لم يصح ذلك
2974- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ العطار الحمصي ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاَءِ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عبيد الله ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ جُلُوسٌ ، فَهُمْ شُرَكَاؤُهُ فِيهَا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ يَحْيَى بْنِ الْعَلاَءِ.
2975- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : أَهْدَى الأُكَيْدِرُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَرَّةً مِنْ مَنٍّ ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُعْطِي أَصْحَابَهُ مِنْهَا قِطْعَةً ، وَأَعْطَى جَابِرًا قِطْعَةً ، ثُمَّ عَادَ ، فَأَعْطَاهُ قِطْعَةً أُخْرَى ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، قَدْ أَعْطَيْتَنِي مَرَّةً ؟ فَقَالَ : هَذَا لِبَنَاتِ عَبْدِ الله يَعْنِي : أَخَوَاتِهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.
2976- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا مَنْدَلٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أُهْدِيَتْ لَهُ هَدِيَّةٌ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ ، فَهُمْ شُرَكَاؤُهُ فِيهَا.
2976/2- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بن منصور ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ السِّمْنَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ... فذكره.@

(3/399)


2976/3- وَعَن الْحَاكِمِ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ به .
وَقَالَ : رَوَاهُ أَبُو الأَزْهَرِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ... فذكره ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا غَيْرَ مَرْفُوعٍ ، وَهُوَ أَصَحُّ.
2976/4- قَالَ الْبَيْهَقِيّ : وَأنبأنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بن الشَّرْقِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ ، حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ ... فذكره.
9- باب ما يجوز من الرجوع في الهبة وما لا يجوز
2977- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ ، كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قََيْئِهِِ.
هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2978- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ.
هَذَا حُكْمُهُ حُكْمُ الإِسْنَادِ قَبْلَهُ.
2979- قال مُسَدَّد : وحدثنا يحيى , عن سفيان : حدثني معمر , عن الزهري , عن عمر بن الخطاب في رجل وهب بهيمة فولدت , فأراد أن يرجع فيها فقال : يرجع في قيمتها .
هَذَا إِسْنَادٌ موقوف رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2980- قال مُسَدَّد : وحدثنا يحيى , عن سفيان : حدثني إسماعيل بن أمية , عن عمر بن عبد العزيز في رجل وهب وصيفة فشبت , ثم أراد أن يرجع فيها قال : يرجع في القيمة علانية.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2981- قال مُسَدَّد : وحدثنا يحيى , عن سفيان : حدثني طارق بن عبد الرحمن , عن الشعبي قال : إذا استهلك الهبة فليس لصاحبها أن يعود فيها.
هَذَا إِسْنَادٌ مقطوع رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/400)


2982- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا الْحَجَّاجُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ ، كَالْكَلْبِ يَرْجِعُ فِي قَيْئِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أرطأة ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
10- باب هدية المشرك ومنحته للمسلم
2983- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يُخَالِطُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، يُقَالُ لَهُ : عِيَاضٌ ، فَأَهْدَى لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هَدِيَّةً ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَسْلَمْتَ ، أَوْ كُنْتَ أَسْلَمْتَ ؟ قَالَ : لاَ قَالَ لَهُ : لاَ يَحِلُّ لَنَا زَبْدُ الْمُشْرِكِينَ.
قُلْتُ : لِلْحَسَنِ : مَا الزَّبْدُ ؟ قَالَ : الرِّفْدُ.
2983/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ ، أَنَّهُ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هَدِيَّةً فَرَدَّهَا ، وَكَانَ صَدِيقًا لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَبْلَ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ : إِنَّا لاَ نَقْبَلُ زَبْدَ الْمُشْرِكِينَ.
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ : مَا زَبْدُهُمْ ؟ قَالَ : عَطِيَّتُهُمْ وَهِبَتُهُمْ.
2984- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا الْوَزِيرُ بْنُ عَبْدِ الله الْخُولاَنِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْرِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ مَنَحَهُ الْمُشْرِكُونَ أَرْضًا ، فَلاَ أَرْضَ لَهُ.
وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي آخِرِ كِتَابِ الْجِهَادِ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.@

(3/401)


41- كتاب اللقطة
1- باب فيمن وجد صبيا ضالا
2985- قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ ، حَدَّثَنَا فَائِدَةُ أَبُو الْوَرْقَاءِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى الأَسْلَمِيِّ ، قَالَ : خَرَجْتُ ، فَإِذَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ قُعُودٌ ، وَإِذَا غُلاَمٌ صَغِيرٌ يَبْكِي ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِعُمَرَ : ضُمَّ الصَّبِيَّ إِلَيْكَ ، فَإِنَّهُ ضَالٌّ فَضَمَّهُ عُمَرُ إِلَيْهِ ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ ، إِذِ الْمَرْأَةُ تُوَلْوِلُ ، أَظُنُّهُ قَالَ : وَتَقُولُ : وَابْنَتَاهْ ، وَتَبْكِي ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نَادِ الْمَرْأَةَ ، فَإِنَّهَا أُمُّ الصَّبِيِّ ، وَهِيَ كَاشِفَةٌ عَنْ رَأْسَهَا لَيْسَ عَلَى رَأْسِهَا خِمَارٌ ، جَزَعًا عَلَى ابْنِهَا ، فَجَاءَتْ حَتَّى قَبَضَتِ الصَّبِيَّ مِنْ حِجْرِ عُمَرَ ، وَهِيَ تَبْكِي ، وَالصَّبِيُّ فِي حِجْرِهَا ، فَالْتَفَتَتْ ، فَلَمَّا رَأَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَتْ : وَا خَزْيَاهْ ، أَلاَ أَرَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عِنْدَ ذَلِكَ : أَتَرَوْنَ هَذِهِ رَحِيمَةً بِوَلَدِهَا ؟ فَقَالَ أَصْحَابُهُ : بَلَى ، يا رَسُولَ الله كَفَى بِهَذِهِ رَحْمَةً فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، للَّهُ أَرْحَمُ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَذِهِ بَوَلَدِهَا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، فَائِدَةُ أَبُو الْوَرْقَاءِ مَتْرُوكٌ.
2- باب ما جاء في كثير اللقطة وقليلها
2986- قَالَ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : سَمِعْنَاهُ مِنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ ، وَيَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي كَنْزٍ وَجَدَهُ رَجُلٌ : إِنْ كُنْتَ وَجَدْتَهُ فِي قَرْيَةٍ مَسْكُونَةٍ ، أَوْ فِي سَبِيلٍ مَيْتَاءَ فَعَرِّفْهُ ، وَإِنْ كُنْتَ وَجَدْتَهُ فِي خَرِبَةٍ جَاهِلِيَّةٍ ، أَوْ فِي قَرْيَةٍ غَيْرِ مَسْكُونَةٍ ، أَوْ غَيْرِ سَبِيلٍ مَيْتَاءَ ، فَفِيهِ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ.
هَذَا إِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
2987- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ جَدَّتِهِ حُكَيْمَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنِ الْتَقَطَ لُقْطَةً ثَوْبًا ، أَوْ شِبْهَهُ ، فَلْيُعَرِّفْهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا ، وَإِلاَّ فَلْيَتَصَدَّقْ بِهَا ، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا فَلْيُخيرْهُ .@

(3/402)


2987/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ يَعْلَى ، عَنْ جَدَّتِهِ حُكَيْمَةَ ، عَنْ أَبِيهَا يَعْلَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنِ الْتَقَطَ لُقَطَةً يَسِيرَةً دِرْهَمًا ، أَوْ حَبْلاً ، أَوْ شِبْهَ ذَلِكَ ، فَلْيُعَرِّفْهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ، فَإِنْ كَانَ فَوْقَ ذَلِكَ ، فَلْيُعَرِّفْهُ سِتَّةَ أَيَّامٍ.
2987/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فذكره ، قَالَ يَزِيدُ فِيمَا يَروي يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
2987/4- ورَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا يزيد بن هَارُونُ ... فذكره.
2987/5- وَعَن الْحَاكِمِ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ .
وَقَالَ : تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ يَعْلَى ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَرَمَاهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَغَيْرُهُ بِشُرْبِ الْخَمْرِ.
قُلْتُ : وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَالْبُخَارِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالسَّاجِيُّ ، وَالدَّرَاقُطْنِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ.
2988- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَوْسٍ ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّهُ الْتَقَطَ دِينَارًا ، فَاشْتَرَى بِهِ دَقِيقًا ، فَعَرَفَهُ صَاحِبُ الدَّقِيقِ ، فَرَدَّ الدِّينَارَ عَلَيْهِ ، فَقَطَعَ عَلِيٌّ مِنْهُ قِيرَاطَيْنِ ، فَاشْتَرَى بِهِ لَحْمًا ، ثُمَّ أَتَى بِهِ فَاطِمَةَ ، فَقَالَ : اصْنَعِي لَنَا طَعَامًا ، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَدَعَاهُ ، فَأَتَاهُ وَمَنْ مَعَهُ ، فَأَتَاهُمْ بِجَفْنَةٍ ، فَلَمَّا رَآهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْكَرَهَا ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : اللُّقَطَةُ اللُّقَطَةُ ؟ على الْقِيرَاطَانِ ، ضَعُوا أَيْدِيَكُمْ بِسْمِ الله.@

(3/403)


2988/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ ، عَنِ الْهَيْثَمِ ، عَنْ وَكِيعٍ دُونَ قَوْلِهِ : ثُمَّ أَتَى فَاطِمَةَ ... إِلَى آخِرِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ.
2989- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَبْدِ الله بْنِ نَائِلٍ مَوْلاَةُ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهَا سَعْدٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَوَجَدَ تُفْرُوقَةً فِيهَا تَمْرَتَانِ ، فَأَخَذَ تَمْرَةً ، وَأَعْطَانِي تَمْرَةً.
2989/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله بْنِ يَزِيدَ الْحَّرَّانِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَبْدِ الله يَعْنِي عُبَيْدَةَ بِنْتَ نَائِلٍ ... فذكره
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ عَنْ سَعْدٍ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ .
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ , عثمان مختلف فيه .@

(3/404)


3- باب ضالة المؤمن حرق النار
2990- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ ، عَنِ الْجَارُودِ الْعَبْدِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ حَرْقُ النَّارِ .
2990/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْجُذَمِيِّ ، عَنِ الْجَارُودِ ، قَالَ : قُلْتُ : أَوْ قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله ، اللُّقَطَةُ نَجِدُهَا ؟ قَالَ : فَانْشُدْهَا ، وَلاَ تَكْتُمْ ، وَلاَ تُغَيِّبْ ، فَإِنْ وَجَدْتَ صَاحِبَهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ ، وَإِلاَّ فَمَالُ الله , عَزَّ وَجَلَّ , يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ.
2990/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا هُدْبَةُ ، حَدَّثَنَا أَبَانٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْجُذَمِيِّ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ.
2990/4- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فذكره.
قَالَ : وَحَدَّثَنَا محمد بن جعفر , عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ ، عَنِ الْجَارُودِ بْنِ الْمُعَلَّى أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرْقُ النَّارِ .
2991- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لاَ يَأْوِي الضَّالَّةَ إِلاَّ ضَالٌّ.@

(3/405)


4- باب تعريف اللقطة
2992- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا المعتمر ، سمعت عُبَيد اللهِ بن عُمَر يحدث ، عن أيوب بن موسى ، عن أبيه - أو عن رجل ، عن أبيه - أنه قال لعمر بن الخطاب : إني وجدت دينارًا فالتقطت حتى بلغت مائة دينار. قال : عَرِّفها سنة ، فَعَرَّفها سنة ، ثم أتاه فقال : عَرفها سنة أخرى. قال : فَعَرفتها ثم أتاه في السنة الرابعة فقال : عَرِّفها ، ثم شأنك وشأنها.
2992/2- رواه البيهقي في سننه بغير هذا اللفظ فقال : أَنْبَأَنَا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا الربيع بن سليمان ، حَدَّثَنَا الشافعي ، حَدَّثَنَا مالك ، عن أيوب بن موسى ، عن معاوية بن عَبد الله بن بدر ، أن أباه أخبره : أنه نزل منزلا بالشام فوجد صرة فيها ثمانون دينارًا ، فذكر ذلك لعمر بن الخطاب فقال له عُمَر : عرفها على أبواب المسجد ، واذكرها لمن تقدم من الشام سنة؛ فإذا مضت السنة فشأنك بها.
2993- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن شعبة ، عن أبي حمزة الأعرج عن جار له : سمعت ابن عُمَر يقول في اللقطة : ادفعوها إلى السلطان.
2994- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنِي أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو فَرْوَةَ ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيُّ ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ ، قَالَ : لَقِيَهُ وَكَلَّمَهُ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : نُوَيْبة فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، نُوَيْبة خَيْرٍ ، أَوْ نُوَيْبة شَرٍّ ؟ قَالَ : لاَ بَلْ خَيْرٌ ، نُوَيْبة خَيْرٍ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، خَرَجْتُ @

(3/406)


مَعَ عَمٍّ لِي فِي سَفَرٍ فَأَدْرَكَهُ الْحَفَاءُ ، فَقَالَ : عِرْنِي حِذَاءَكَ فَقُلْتُ : لاَ أُعِيرُكَهَا ، أَوْ تُزَوِّجُنِي ابْنَتَكَ قَالَ : قَدْ زَوَّجْتُكَ قَالَ : فَلَمَّا أَتَيْنَا أَهْلَنَا بَعَثَ إِلَيَّ حِذَائِي ، وَقَالَ : لاَ امْرَأَةً لَكَ عِنْدِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعْهَا لاَ خَيْرَ لَكَ فِيهَا قَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ ذَوْدًا عَلَى صَنَمٍ مِنْ أَصْنَامِ الْجَاهِلِيَّةِ ، قَالَ : أَوْفِ بِنَذْرِكَ ، وَلاَ تَأْثَمْ بِرِبِّكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ الله ، وَلاَ فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، وَلاَ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، الوَرِقُ يُوجَدُ فِي الْقَرْيَةِ الْعَامِرَةِ ، أَوْ فِي الطَّرِيقِ الْمَأْتِيِّ ؟ فَقَالَ : عَرِّفْهَا حَوْلاً ، فَإِنْ جَاءَ بِاغِيهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ ، وَإِلاَّ فأحص وِعَاءَهَا ، وَوِكَاءَهَا وَعَدَدَهَا ، ثُمَّ اسْتَمْتِعْ بِهَا قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، الوَرِقُ يُوجَدُ فِي الأَرْضِ الْعَارِيَةِ ؟ قَالَ : فِيهَا وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، كَلْبِي الْمُعَلَّمُ أُرْسِلُهُ فَيَصْطَادُ مِنْهُ مَا أُدْرِكُ فَأُذَكِّي ، وَمِنْهُ مَا لاَ أُدْرِكُ ؟ قَالَ : كُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ كَلْبُكَ الْمُعَلَّمُ قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ الله ، قَوْسِي أَرْمِي بِهَا فَأُصِيبُ ، فَمِنْهُ أُذَكِّي ، وَمِنْهُ مَا لاَ أُدْرِكُ ؟ قَالَ : كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ قَالَ : قُلْتُ : أَرْمِي بِسَهْمَيْنِ ، فَيَتَوَارَى عَنِّي ، فَأُصِيبُهُ وَفِيهِ سَهْمِي أَعْرِفُهُ ، وَلاَ أَذْكُرُهُ ، لَيْسَ بِهِ أَثَرٌ سِوَاهُ ؟ قَالَ : فَإِنْ لَمْ تُضِلَّهُ وَأَصَبْتَهُ وَفِيهِ سَهْمُكَ تَعْرِفُهُ ، وَلاَ تُنْكِرُهُ ، لَيْسَ بِهِ أَثَرٌ سِوَاهُ ، فَكُلْ ، وَإِلاَّ فَلاَ تَأْكُلْ قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ الله ، الشَّاةُ تُوجَدُ بِأَرْضٍ فَلاَةٍ ؟ قَالَ : كُلْهَا ، فَإِنَّمَا هِيَ لَكَ ، أَوْ لأَخِيكَ ، أَوْ لِلذِّئْبِ قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ الله ، الْبَعِيرُ أَوِ النَّاقَةُ تُوجَدُ فِي أَرْضٍ فَلاَةٍ عَلَيْهَا الْوِعَاءُ وَالسِّقَاءُ ؟ قَالَ : دَعْهَا مَا لَكَ وَلَهَا ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ الله قُدُورُ الْمُشْرِكِينَ نَطْبُخُ فِيهَا ؟ قَالَ لاَ تَطْبُخُوا فِيهَا قُلْتُ : فَإِنِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا فَلَمْ نَجِدْ مِنْهَا بُدًّا ؟ قَالَ : فَارْحَضُوهَا رَحْضًا حَسَنًا ، ثُمَّ اطْبُخُوا وَكُلُوا.
قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ ، عَنْ وَابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، كِلاَهُمَا عَنْ أَبِي أُسَامَةَ بِاخْتِصَارٍ.
وسيأتي في كتاب النكاح@

(3/407)


2995- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدٍ ، أَنَّ شَرِيكَ بْنَ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي نَمِرٍ حَدَّثَهُ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّ عَلِيًّا أَتَاهُ بِدِينَارٍ وَجَدَهُ فِي السُّوقِ ، فَقَالَ : عَرِّفْهُ ثَلاَثًا ، فَعَرَّفَهُ فَلَمْ يَجِدْ مَنْ يَعْرِفُهُ ، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : كُلْهُ ، أَوْ شَأْنُكَ بِهِ فَابْتَاعَ مِنْهُ بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ شَعِيرًا ، وبِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ تَمْرًا ، وَابْتَاعَ بِدِرْهَمٍ لَحْمًا ، وَبِدِرْهَمٍ زَيْتًا ، وَفَضَلَ عِنْدَهُ ثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ ، وَكَانَ الصَّرْفُ أَحَدَ عَشَرَ بِدِينَارٍ ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ ، جَاءَ صَاحِبُهُ فَعَرَفَهُ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : أَمَرَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ كُلَّهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنْ جَاءَنَا شَيْءٌ أَدَّيْنَاهُ إِلَيْكَ.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقٍ ... .
2995/2- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا عَلِيٍّ بْنُ عَمْرُو ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدٍ ... فذكره.
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَأَبُو بَكْرٍ هُوَ عِنْدِي ابْنُ أَبِي سَبُرَةَ ، وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ.@

(3/408)


5- باب الجعالة
2996- قال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا يحيى بن آدم ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن أبي رباح وهو عَبد الله بن رباح ، عن أبي عَمْرو الشيباني قال : أتيت ابن مسعود بأُبّاق من عين التمر - أو قال : من القيس - فقال : أبشر بالأجر والغنيمة. قال : قلت : هذا الأجر ، فما الغنيمة ؟ قال : أربعون درهمًا - وهو بالكوفة.
2996/2- رواه البيهقي في سننه الكبرى : أَنْبَأَنَا أبو بكر محمد بن إبراهيم الحافظ ، أَنْبَأَنَا أبونصر العراقي ، أَنْبَأَنَا سفيان بن محمد الجوهري ، حَدَّثَنَا علي بن الحسن الهلالي ، حَدَّثَنَا عَبد الله بن الوليد ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن أبي رباح ، عن أبي عَمْرو الشيباني قال : أصبت غلمانًا أُبَّاقًا بالعين ، فأتيت عَبد الله بن مسعود فذكرت ذلك له ، فقال : الأجر والغنيمة. قلت : هذا الأجر ، فما الغنيمة ؟ قال : أربعون درهمًا في كل رأس.
قال البيهقي : وهذا أمثل ما روي في هذا الباب ، قال : ويحتمل أن يكون عَبد الله عرف شرط مالكهم لمن ردهم : عن كل رأس أربعين درهمًا ، فأخبره بذلك.
2997- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَعَلَ جُعْلَ الآبِقِ إِذَا أُخِذَ خَارِجًا مِنَ الْمِصْرِ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ.
رَوَاهُ مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ.@

(3/409)


42- كتاب الوصايا
1- باب الوصية بتقوى الله
2998- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا ضِرْغَامَةُ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي رَكْبِ الْحَيِّ ، فَلَمَّا أَرَدْتُ الرُّجُوعَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَوْصِنِي ، قَالَ : اتَّقِ الله ، وَإِذَا كُنْتَ فِي مَجْلِسٍ قُمْتَ ، فَسَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ مَا يُعْجِبُكَ فَأْتِهِ ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ مَا تَكْرَهُ فَلاَ تَأْتِهِ.
2998/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ... فذكره.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَضِرْغَامَةُ ، هُوَ ابْنُ عُلَيْبَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ ، تَرْجَمَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
2999- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقمِيُّ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَوْصِنِي ، قَالَ : عَلَيْكَ بِتَقْوَى الله ، فَإِنَّهُ جِمَاعُ كُلِّ خَيْرٍ ، وَبِالْجِهَادِ ، فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ الْمُسْلِمِينَ ، وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ الله ، وَتِلاَوَةِ الْقُرْآنِ ، فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ فِي الأَرْضِ ، وَذِكْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ ، وَاخْزِنْ لِسَانَكَ إِلاَّ مِنْ خَيْرٍ ، فَإِنَّكَ بِذَلِكَ تَغْلِبُ الشَّيْطَانَ .
2999/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ , يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ مَرْوَانَ الْكِلاَعِيِّ ، وَعُقَيْلِ بْنِ مُدْرَكٍ السُّلَمِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَجُلاً جَاءَهُ ، فَقَالَ : أَوْصِنِي ، فَقَالَ : سَأَلْتَ عَمَّا سَأَلْتُ عَنْهُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ قَبْلِكَ فَقَالَ : أُوصِيكَ بِتَقْوَى الله ... فذكره .@

(3/410)


3000- قال أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مُصْعَبٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ يَضْرِبُ عَبَّاسَ بْنَ سَهْلٍ فِي أَمْر ابْنِ الزُّبَيْرِ ، فَأَتَاهُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ ، وَلَهُ ضَفِيرَتَانِ ، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ : إِزَارٌ وَرِدَاءٌ ، فَوَقَفَ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ ، فَقَالَ : يَا حَجَّاجُ ، أَلاَ تَحْفَظُ فِينَا وَصِيَّةَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : وَمَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِيكُمْ ؟ قَالَ : أُوصِي أَنْ يُحْسَنَ إِلَى مُحْسِنِ الأَنْصَارِ ، وَيُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ قَالَ : فَأَرْسَلَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ ابن حبان.
2- باب وصية النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بعض أهله وما جاء في وصيته عند الموت
3001- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : دَخَلَ أَبُو طَلْحَةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي شَكْوَتِهِ الَّتِي خَلَصَ فِيهَا ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَقْرِئْ أُمَّتَكَ السَّلاَمَ ، فَإِنَّهُمْ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ.
3002- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ ، فَقَالَ : لاَ تُشْرِكْ بِالله شَيْئًا ، وَإِنْ قُطِّعْتَ ، أَوْ حُرِّقْتَ بِالنَّارِ ، وَلاَ تَفِرَّ يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَإِنْ أَصَابَ النَّاسُ مَوْتَانُ ، وَأَنْتَ فِيهِمْ فَاثْبُتْ ، وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ عَنْ مَالِكَ ، وَلاَ تَتْرُكِ الصَّلاَةَ مُتَعَمِّدًا ، فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ مُتَعَمِّدًا ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله تَعَالَى ، وَإِيَّاكَ وَالْخَمْرَ ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ ، وَإِيَّاكَ وَالْمَعْصِيَةَ فَإِنَّهَا تُسْخِطُ الله , عَزَّ وَجَلَّ ، وَلاَ تُنَازِعِ الأَمْرَ أَهْلَهُ ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّهُ الْحَقُّ ، أَنْفِقْ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ طَوْلِكَ ، وَلاَ تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْهُمْ ، وَأَخِفْهُمْ فِي الله , عَزَّ وَجَلَّ.@

(3/411)


3002/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عُمَرُ ، حَدَّثَنَا غَيْرُ سَعِيدٍ ، أَنَّ الزُّهْرِيَّ ، قَالَ : كَانَ الْمُوَصِّي بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ ثَوْبَانُ.
3002/3- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجَوَيْهِ , حَدَّثَنَا أَبُو مِسْهَرٍ , حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ... فذكره ، إِلاَّ أَنَّهُ بِتَقْدِيمٍ وَتَأْخِيرٍ ، لَمْ يَذْكُرْ وَصِيَّةَ الزُّهْرِيِّ.
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْهُ لاَ تَتْرُكِ الصَّلاَةَ إِلَى ذِمَّةُ الله تَعَالَى فَقَطْ.
3003- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دَعَا عِنْدَ مَوْتِهِ بِصَحِيفَةٍ لِيَكْتُبَ فِيهَا كِتَابًا لاَ يَضِلُّونَ بَعْدَهُ ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ لَغَطٌ ، فَنَكَّلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فَرَفَضَهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم .
3003/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ ... فذكر نَحْوَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : فَكَتَبَ فِيهَا كِتَابًا لأُمَّتِهِ ، قَالَ : لاَ تَظْلِمُونَ ، وَلاَ تُظْلَمُونَ.
هَذَا حَدِيثُ رِجَالٍ إِسْنَادُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/412)


3- باب وصية النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
3004- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّهُ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عَلِيُّ ، إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلْ : بِسْمِ الله ، اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ الْوُضُوءِ ، وَتَمَامَ الصَّلاَةِ ، وَتَمَامَ رِضْوَانِكَ ، وَتَمَامَ مَغْفِرَتِكَ ، فَهَذَا زَكَاةُ الْوُضُوءِ ، وَإِذَا أَكَلْتَ فَابْدَأْ بِالْمِلْحِ ، وَاخْتِمْ بِالْمِلْحِ ، فَإِنَّ الْمِلْحَ شِفَاءُ سَبْعِينَ دَاءً ، أَوَّلُهَا الْجُنُونُ ، وَالْجُذَامُ ، وَالْبَرَصُ ، وَوَجَعَ الأَضْرَاسِ ، وَوَجَعُ الْحَلْقِ ، وَوَجَعُ الْبَطْنِ ، وَيَا عَلِيُّ ، كُلِّ الزَّيْتَ ، وَادْهُنْ بِالزَّيْتِ ، فَإِنَّهُ مَنْ أَدْهَنَ بِالزَّيْتِ لَمْ يَقْرَبْهُ الشَّيْطَانُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، وَيَا عَلِيُّ ، لاَ تَسْتَقْبِلِ الشَّمْسَ ، فَإِنَّ اسْتِقْبَالَهَا دَاءٌ ، وَاسْتِدْبَارَهَا دَوَاءٌ ، وَلاَ تُجَامِعِ امْرَأَتَكَ فِي نِصْفِ الشَّهْرِ ، وَلاَ عِنْدَ غُرَّةِ الْهِلاَلِ ، أَمَا رَأَيْتَ الْمَجَانِينَ يُصْرَعُونَ فِيهَا كَثِيرًا ؟ يا عَلِيُّ ، وَإِذَا رَأَيْتَ الأَسَدَ فَكَبِّرْ ثَلاَثًا ، تَقُولُ : الله أَكْبَرُ ، الله أَكْبَرُ ، الله أَكْبَرُ ، الله أَعَزُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَأَكْبَرُ ، أَعُوذُ بِالله مِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، وَتُكْفَى شَرَّهُ إِنْ شَاءَ الله ، وَإِذَا هَرَّ الْكَلْبُ عَلَيْكَ ، فَقُلْ : {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ} يَا عَلِيُّ ، وَإِذَا كُنْتَ صَائِمًا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَقُلْ بَعْدَ إِفْطَارِكَ : اللهمَّ لَكَ صُمْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ ، يُكْتَبُ لَكَ مِثْلُ مَنْ كَانَ صَائِمًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أجُورِهِمْ شَيْئًا يَا عَلِيُّ ، وَاقْرَأْ يس فَإِنَّ فِي يس عَشْرَ بَرَكَاتٍ ، مَا قَرَأَهَا جَائِعٌ إِلاَّ شَبِعَ ، وَلاَ ظَمْآنُ إِلاَّ رُوِيَ ، وَلاَ عَارٍ إِلاَّ اكْتَسَى ، وَلاَ عَزْبٌ إِلاَّ تَزَوَّجَ ، وَلاَ خَائِفٌ إِلاَّ أَمِنَ ، وَلاَ مَسْجُونٌ إِلاَّ خَرَجَ ، وَلاَ مُسَافِرٌ إِلاَّ أُعِينَ عَلَى سَفَرِهِ ، وَلاَ مِنْ ضَلَّتْ ضَالَّتُهُ إِلاَّ وَجَدَهَا ، وَلاَ مَرِيضٌ إِلاَّ بَرِأَ ، وَلاَ قُرِئَتْ عِنْدَ مَيِّتٍ إِلاَّ خُفِّفَ عَنْهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ مُسَلْسَلٌ بِالضُّعَفَاءِ ، السَّرِيُّ ، وَحَمَّادٌ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، ضُعَفَاءُ وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ ، فِي بَابِ التَّسْمِيَةِ.@

(3/413)


4- باب وصية النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم لأبي ذر رضي الله عنه
3005- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِسَبْعٍ أَنْ أَصِلَ قَرَابَتِي ، وَإنْ جَفَانِي ، وَأَنْ أُحِبَّ الْمَسَاكِينَ ، وَأَنْ لاَ أَخَافَ فِي الله لْوَمَةَ لاَئِمٍ ، وَأَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنِّي ، وَلاَ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي ، وَأَنْ أَقُولَ الْحَقَّ ، وَإِنْ كَانَ مُرًّا ، وَأَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ : لاَ حَوْلَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله .
3005/2- رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا يزيد ، حَدَّثَنَا أبو أمية بن فضالة ، سمعت محمد بن واسع يقول عن عبد الله بن الصامت ، قال أبو ذر : أوصاني خليلي بسبع : أن أنظر إلى من هو أسفل مني ، ولا أنظر إلى من هو فوقي ، وأن أحب المساكين وأن أدنو منهم ، وأن أقول الحق وإن كان مرًّا ، وألا أسأل أحدًا شيئًا ، وأن أصل الرحم وإن أدبرت ، وألا أخاف في الله لومة لائم ، وأن أكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا باللّه .
32005/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ الْمَدَنِيّ حَدَّثَنَا عُمَرُ مَوْلَى عُفْرَةَ ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : أَوْصَانِي حِبِّي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بُخَمْسٍ : أَرْحَمُ الْمَسَاكِينَ وَأُجَالِسُهُمْ ، وَأَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي ، وَلاَ أَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي ، وَأَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ ، وَأَنْ أَقُولَ : لاَ حَوْلَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله .
3005/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ جَابِرٍ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنِ الْكَوَّاءِ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : أَوْصَانِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِسَبْعِ خِصَالٍ ، فَلَنْ أَدَعَهُنْ حَتَّى أَلْقَاهُ ، أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَمُجَالَسَتِهِمْ ، وَأَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي ، وَلاَ أَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي ، وَلاَ أَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا ، وَأَنْ أَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنِي ، وَأَصِلَ مَنْ قَطَعَنِي ، وَأَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ أَمَرَّ مِنَ الصَّبْرِ ، وَلاَ تَأْخُذُنِي فِي الله لَوْمَةُ لاَئِمٍ ، وَأَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ : لاَ حَوْلَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله .@

(3/414)


5- باب وصية النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه
3006- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنِي أَبُو نَشِيطٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ ، حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السُّكوني ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : لَمَّا بَعَثَه رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى الْيَمَنِ ، خَرَجَ مَعَهُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُوصِيهِ ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ ، وَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَحْتَ رَاحِلَتِهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ ، قَالَ : يَا مُعَاذُ ، إِنَّكَ عَسَى أَنْ لاَ تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا ، وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي وَقَبْرِي فَبَكَى مُعَاذٌ خَشِعًا لِفُرَاقِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ الْتَفَتَ ، فَأَقْبَلَ نَحْوَ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : إِنَّ أَهْلَ بَيْتِي هَؤُلاَءِ تَرَوْنَ أَنْتُمْ أَوْلَى النَّاسِ بِي ، أَوْلَى بِيَ الْمُتَّقُونَ مَنْ كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا ، اللهمَّ إِنِّي لاَ أُحِلُّ لَهُمْ فَسَادَ ما أصلحت , وَايْمُ الله لَتَكْفَأَنَّ أُمَّتِي عَنْ دِينَهَا كَمَا يُكْفَأُ الإِنَاءُ فِي الْبَطْحَاءِ.
3006/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ... فَذَكَرَهُ.
3006/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو ... فذكره.
هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
6- باب وصية عمر بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْهُ عند موته
3007- قال محمد بن يحيى بن أبي عُمَر : حَدَّثَنَا سفيان ، عن حصين عن عَمْرو بن ميمون أنه سمع عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وهو يقول لابنه عَبد الله : يا بني ، لقد كنت استأذنت أم المؤمنين عائشة في أن أدفن في بيتها مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأبي بكر.@

(3/415)


3007/2- قال : وَحَدَّثَنَا حسين الجعفي ، عن زائدة ، عن حصين ، حدثني عَمْرو بن ميمون الأودي أنه سمع عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، حين طعن يقول لابنه عَبد الله : اذهب إلى أم المؤمنين عائشة فقل : عُمَر يقرئك السلام ، ولا تقل : أمير المؤمنين ، فإني لست بأمير للمؤمنين ، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه , قال : ثم أخد يوصيني فقال : إني لا أعلم أحدًا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين مات رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وهو عنهم راض ، فمن استخلفوا بعدي فهو الخليفة ، فسمى عليًّا وعثمان ، وطلحة والزبير ، وعَبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص.
7- باب وصية النبي حذيفة رضي الله عنه
3008- قال الحارث بن محمد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا يزيد ، عن أبي خالد ، عن إبراهيم بن بشير ، عن خالد بن سعد مولى أبي مسعود قال : دخل أبو مسعود على حذيفة وهو مريض فأسنده إليه ، فقال له أبو مسعود : أوصنا. قال : إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر ، وتنكر ما كنت تعرف ، وإياك والتلون في دين الله.
8- باب وصية قيس بن عاصم رضي الله عنه
3009- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبِّرِ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيِّ ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ : هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ ، قَالَ : فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، مَا الْمَالُ الَّذِي لاَ تَبِعَةَ عَلَيَّ فِيهِ فِي ضَيْفٍ أَضَافُ ، أَوْ عِيَالٌ وَإِنْ كَثِرُوا ، قَالَ : نَعَمْ ، الْمَالُ الأَرْبَعُونَ ، وَإِنْ كُنِزَ فَسِتُّونَ ، وَيْلٌ لأَصْحَابِ الْمِئِينَ ، وَيْلٌ لأَصْحَابِ الْمِئِينَ ، إِلاَّ مَنْ أَدَّى حَقَّ الله فِي رَسَلِهَا ونَجْدَتِهَا ، وَأَطْرَقَ فَحْلَهَا ، وَأَفْقَرَ ظَهْرَهَا ، أَوْ حَمَلَ عَلَى ظُهُورِهَا ، وَمَنَحَ غَزِيرَتَهَا ، وَنَحَرَ سَمِينَهَا ، وَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الأَخْلاَقُ وَأَحْسَنُهَا ، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ يَحِلُّ بِالْوَادِي الَّذِي أَنَا @

(3/416)


بِهِ أَحَدٌ مِنْ كَثْرَةِ إِبِلِي قَالَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْمِنْحَةِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي لأَمْنَحُ كُلَّ عَامٍ مِئَةً قَالَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْعَارِيَةِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : تَغْدُو بِالإِبِلِ ، وَيغْدُو النَّاسُ ، فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرٍ فَذَهَبَ بِهِ قَالَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْفِقَارِ ؟ قَالَ : إِنِّي لأُفْقِرُ الْبِكْرَ الضِّرْعَ فَقَالَ : يا قَيْسُ أَمَالُكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ ، أَمْ مَالُ مَوْلاَكَ ؟ قُلْتُ : لاَ ، بَلْ مَالِي ، قَالَ : فَإِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ ، وَمَا بَقِيَ ، فَلِوَرَثَتِكَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، لَئِنْ بَقِيتُ لأَعُدَّنَّ عِدَّتَهَا قَلِيلاً .
قَالَ الْحَسَنُ : فَفَعَلَ رَحِمَهُ الله تَعَالَى ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَعَا بَنِيهِ ، فَقَالَ : يَا بَنِيَّ ، خُذُوا عَنِّي ، فَإِنَّهُ لاَ أَحَدَ أَنْصَحُ لَكُمْ مِنِّي ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ ، وَلاَ تُسَوِّدُوا أَصْغَرَكُمْ ، فَيَسْتَسْفُهُ النَّاسُ كِبَارَكُمْ ، وَعَلَيْكُمْ بِإِصْلاَحِ الْمَالِ ، فَإِنَّهُ مَنْبَهَةُ الْكَرِيمِ ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ ، فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ الْمَرْءِ ، وَلَمْ يَسْأَلْ إِلاَّ مَنْ تَرَكَ كَسْبَهُ ، وَكَفِّنُونِي فِي ثِيَابِيَ الَّتِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيهَا وَأَصُومُ ، وَإِيَّاكُمْ وَالنِّيَاحَةَ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَنْهَى عَنْهَا ، وَادْفِنُونِي فِي مَكَانٍ لاَ يَعْلَمُ بِي أَحَدٌ ، فَإِنَّهُ كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ خِمَاشَاتٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَأَخَافُ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْكُمْ فِي الإِسْلاَمِ ، فَيُفْسِدُوا عَلَيْكُمْ دِينَكُمْ .
قَالَ الْحَسَنُ رَحِمَهُ الله : نَصَحَهُمْ فِي الْحَيَاةِ وَالْمَمَاتِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ داود بن الْمُحَبِّرِ رَوَى النَّسَائِيُّ مِنْهُ النَّهْيَ عَنِ النِّيَاحَةِ حَسْبُ مِنْ طَرِيقٍ .
رواه مُسَدَّد ، وأَبُو يَعْلَى الموصلي وتقدم لفظهما
وقد تقدم هذا الحديث بأسانيده وطرقه في كتاب الجنائز , في باب وصية بنيه عند الموت.@

(3/417)


9- باب وصية ثابت بن قيس بن شماس بعد موته رضي الله عنه
3010- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَسَانِيُّ ، قَالَ : قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ، فَلَقِيتُ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقُلْتُ : حَدَّثْنِي بِحَدِيثِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، قَالَ : نَعَمْ ، قُمْ مَعِي ، فَقُمْتُ مَعَهُ ، حَتَّى وَقَفَ إِلَى بَابِ دَارٍ ، فَأَجْلَسَنِي عَلَى بَابِهَا ، ثُمَّ دَخَلَ ، فَلَبِثَ مَلِيًّا ، ثُمَّ دَعَانَا ، فَدَخَلْنَا عَلَى امْرَأَةٍ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : هَذِهِ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، فَسَلْهَا عَنْ مَا بَدَا لَكَ فَقُلْتُ : حَدِّثِينِي عَنْهُ ، رَحِمَكِ الله ، قَالَتْ : لَمَّا أَنْزَلَ الله , عَزَّ وَجَلَّ , عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، دَخَلَ بَيْتَهُ ، وَأَغْلَقَ بَابَهُ ، وَطَفِقَ يَبْكِي ، فَافْتَقَدَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : مَا شَأْنُ ثَابِتٍ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، مَا نَدْرِي شَأْنَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ أَغْلَقَ بَابَهُ وَهُوَ يَبْكِي فِيهِ ، فَدَعَاهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَسَأَلَهُ مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَنْزَلَ الله عَلَيْكَ هَذِهِ الآيَةَ : {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} ، وَأَنَا شَدِيدُ الصَّوْتِ ، وَأَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ حَبِطَ عَمَلِي قَالَ : لَسْتَ مِنْهُمْ بَلْ تَعِيشُ بِخَيْرٍ وَتَمُوتُ بِخَيْرٍ قَالَ : ثُمَّ أَنْزَلَ الله عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : {إِنَّ الله لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} فَأَغْلَقَ بَابَهُ ، وَطَفِقَ يَبْكِي ، فَافْتَقَدَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَقَالَ : ثَابِتٌ َمَا شَأْنُهُ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، وَالله مَا نَدْرِي غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ أَغْلَقَ بَابَهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَنْزَلَ الله عَلَيْكَ : {إِنَّ الله لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} وَالله إِنِّي لأُحِبُّ الْجَمَالَ ، وَأُحِبُّ أَنْ أَسُودَ قَوْمِي ، قَالَ : لَسْتَ مِنْهُمْ ، بَلْ تَعِيشُ حَمِيدًا ، وَتُقْتَلُ شَهِيدًا ، أَوْ يُدْخِلُكَ الله الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ ، خَرَجَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ ، فَلَمَّا لَقِيَ أَصْحَابَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وحُمِلَ عَلَيْهِمْ ، فَانْكَشَفُوا ، قَالَ ثَابِتٌ لِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ : مَا هَكَذَا كُنَّا نُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ حَفَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حُفْرَةً فَحَمَلَ عَلَيْهِمُ الْقَوْمُ ، فَثَبَتَا يُقَاتِلاَنِ حَتَّى قُتِلاَ رَحِمَهُمَا الله ، وَكَانَتْ عَلَى ثَابِتٍ دِرْعٌ لَهُ نَفِيسَةٌ ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَأَخَذَهَا ، فَبَيْنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَائِمًا ، إِذْ أَتَاهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ فِي مَنَامِهِ ، فَقَالَ : إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ : إِيَّاكَ أَنْ @

(3/418)


تَقُولَ : هَذَا حُلْمٌ ، فَتُضَيِّعَهُ ، إِنِّي لَمَّا قُتِلْتُ أَمْسَ ، مَرَّ بِي رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَخَذَ دِرْعِي ، وَمَنْزِلُهُ أَقْصَى الْعَسْكَرِ ، وَعِنْدَ خِبَائِهِ فَرَسٌ يَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ ، وَقَدْ كَفَأَ عَلَى الدِّرْعِ بُرْمَةً ، وَجَعَلَ فَوْقَ الْبُرْمَةِ رَحْلاً ، فَأْتِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، فَمُرْهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَى دِرْعِي فَيَأْخُذَهَا ، فَإِذَا قَدِمْتَ عَلَى خَلِيفَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَخْبِرْهُ ، أَنَّ عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ كَذَا وَكَذَا ، وَلِي مِنَ الدَّيْنِ كَذَا وَكَذَا ، وَفُلاَنٌ رَقِيقِي عَتِيقٌ ، وَفُلاَنٌ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ : هَذَا حُلْمٌ ، فَتُضَيَّعَهُ ، فَأَتَى الرَّجُلُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدَ فَأَخْبَرَهُ ، فَبَعَثَ إِلَى الدِّرْعِ فَنَظَرَ إِلَى خِبَاءٍ فِي أَقْصَى الْعَسْكَرِ ، فَإِذَا عِنْدَهُ فَرَسٌ يَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ ، فَنَظَرَ فِي الْخِبَاءِ فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ ، فَدَخَلُوا وَرَفَعُوا الرَّحْلَ ، فَإِذَا تَحْتَهُ بُرْمَةٌ ، فَعَرَفُوهَا فَإِذَا الدِّرْعُ تَحْتَهَا ، فَأَتَى بِهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، حَدَّثَ الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ بِرُؤْيَاهُ ، فَأَجَازَ وَصِيَّتَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ، فَلاَ نَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، جُوِّزَ وَصِيَّتُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ غَيْرَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاس , رَضِيَ الله عَنْهُ .
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَالتِّرْمِذِيُّ بِاخْتِصَارٍ.
10- باب الوصية بالرقيق والتخفيف عنهم
3011- قال أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو جُمَيْعِ الْهُجَيْمِيُّ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَعْطَى عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ غُلاَمًا ، وَقَالَ : أَحْسِنَا إِلَيْهِ ، فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي.
3011/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فذكره.
3012- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ الله ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَرِقَّاءُكُمْ ، أَرِقَّاءُكُمْ ، أَرِقَّاءُكُمْ ، أَرِقَّاءُكُمْ ، أَرِقَّاءُكُمْ أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ ، فَإِنْ جَاؤُوا بِذَنْبِ فَلَمْ تُرِيدُوا أَنْ تَعْفُوهُ ، فَبِيعُوا عِبَادَ الله ، وَلاَ تُعَذِّبُوهُمْ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ الله.@

(3/419)


3013- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ فَرْقَدَ السِّبَخِيِّ ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيِّئ الْمَلَكَةِ قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله ، أَلَيْسَ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ أَكْثَرُ الأُمَمِ مَمْلُوكِينَ أَيْتَامًا ؟ قَالَ : فَأَكْرِمُوهُمْ ، كَرَامَةَ أَوْلاَدِكُمْ ، وَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ قَالَ : فَمَا يَنْفَعُنَا مِنَ الدُّنْيَا يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : فَرَسٌ تَرْتَبِطُهُ فِي سَبِيلِ الله ، وَمَمْلُوكٌ يَكْفِيكَ ، فَإِذَا صَلَّى فَهُوَ أَخُوكَ ، فَإِذَا صَلَّى فَهُوَ أَخُوكَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لَضَعْفِ فَرْقَدَ السِّبَخِيِّ.
3014- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الدَّوْرَقِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا خَفَّفْتَ عَنْ خَادِمَكَ ، مِنْ عَمَلِهِ ، فَإِنَّ أَجْرَهُ فِي مَوَازِينِكَ .
3014/2- وحدثنا أحمد بن الدورقي ، حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن ، حدثني سعيد بن أبي أيوب ، حدثني أبو هانئ ، حدثني عمرو بن حريث : أن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال : ما خففت عن خادمك من عمله ، فإن أجره في موازينك .
3015- قَالَ : وَحَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ، أَنْبَأَنَا خَالِدٌ ، عَنْ حُسَيْنٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَلِيَ مَمْلُوكَهُ حَرَّ طَعَامِهِ وَبَرْدِهِ ، فَإِذَا حَضَرَ عَزَلَهُ عَنْهُ .@

(3/420)


3016- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غُنْدُرٍ , حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سَلاَّمِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , عن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِخْوَانُكُمْ أَحْسِنُوا إِلَيْهِمْ ، أَوْ قَالَ : فَأَصْلِحُوا إِلَيْهِمْ ، وَاسْتَعِينُوهُمْ عَلَى مَا عَلَيْكُمْ ، وَأَعِينُوهُمْ عَلَى مَا عَلَيْهِمْ .
3017- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا صَلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ , قال : سمعت أبي يقول : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَضْرِبُوا الرَّقِيقَ ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ مَا يُوَافِقُونَ .
3018- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ جُلَيْدٍ الْحَجَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : إِنَّ خَادِمِي يُسِيءُ وَيَظْلِمُ أَفَأَضْرِبُهُ ؟ قَالَ : اعْفُ عَنْهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً.
قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ دُونَ قَوْلِهِ : إِنَّ خَادِمِي يُسِيءُ وَيَظْلِمُ أَفَأَضْرِبُهُ أَفَأَضْرِبُهُ.@

(3/421)


11- باب ما جاء في الوصية بالثلث أو الربع
3019- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ خُبُيَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَسْعُودِ بْنِ نِيَارٍ ، قَالَ : أَتَانَا سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ إِلَى مَجْلِسِنَا ، فَحَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِذَا حَرَصْتُمْ فَدَعُوا الثُّلُثَ ، فَإِنْ لَمْ تَدَعُوا الثُّلُثَ ، فَدَعُوا الرُّبُعَ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
3020- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : إِنَّ الله تَعَالَى تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ .
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ ، زِيَادَةً لَكُمْ فِي أَعْمَالِكُمْ , رواه ابن ماحة ابْنِ مَاجَهْ فِي سننه بسَنَدٍ ضَعِيفٌ كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي الْكَلاَمِ على زَوَائِدِ ابْنِ مَاجَهْ.
3021- قال : وَحَدَّثَنَا عَبد الله بن داود ، عن جعفر بن برقان ، عن خالد بن أبي عزة أن أبا بكر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أوصى بالخمس ، وقال : آخذ من مالي ما أخذ الله من فيء المسلمين.
3021/2- رواه الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ : حَدَّثَنَا أبو العباس هو - الأصم - حَدَّثَنَا محمد بن عُبَيد اللهِ بن المنادي ، حَدَّثَنَا يونس بن محمد ، حَدَّثَنَا شيبان ، عن قتادة قال : ذكر لنا أن أبا بكر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أوصى بخمس ماله ، وقال : لا أرضى من مالي إلاَّ بما رضي الله به من غنائم المسلمين. وقال قتادة : وكان يقال : الخمس معروف والربع جهد ، والثلث يُجيزه القضاة.@

(3/422)


3021/2- وَعَن الحاكم رواه البيهقي في سننه واللفظ له .
ثم روى بسنده إلى علي ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، موقوفًا : لأن أوصي بالربع أحب إلي من أن أوصي بالثلث ، فمن أوصى بالثلث فلم يترك .
ثم روى بسنده إلى ابن عباس موقوفًا قال : الذي يوصي بالخمس أفضل من الذي يوصي بالربع ، والذي يوصي بالربع أفضل من الذي يوصي بالثلث.
12- باب فيمن مات فجأة ولم يوص وما جاء في الحث على كتابة الوصية
3022- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا دَرَسْتُ ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَجُلاً كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ مَاتَ ، فَأُخْبِرَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَدْ مَاتَ ، قَالَ : الَّذِي كَانَ عِنْدَنَا آنِفًا ؟ قَالَ ، نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَأَنَّهُ إِخْذَةٌ عَلَى غَضَبٍ : وَالْمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ وَصِيَّتَهُ.
3022/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا دَرَسْتُ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَجَاءَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، مَاتَ فُلاَنٌ ... فذكره.
3022/3- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، حَدَّثَنَا دَرَسْتُ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا حَدَّثَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ... فذكره.
قُلْتُ : مَدَارُ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَلَى يَزِيدَ بْنِ أَبَانٍ الرَّقَاشِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
3002/4- رَوَى ابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ وَالْمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ مِنْ وَصِيَّتِهِ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيِّ ، عَنْ دَرَسْتَ.@

(3/423)


3023- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يَبِيتَ لَيْلَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ وَعِنْدَهُ مَا يُوصِي فِيهِ ، إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ .
لَكِنْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ مِنْ طَرِيقِ أَيُّوبَ ، وَعَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
13- باب لا وصية لوارث
3024- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَ مُنَادِيًا فِي يَوْمِ فَتْحِ مَكَّةَ : لاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ ، وَلاَ يَجُوزُ لاِمْرَأَةٍ عَطِيَّةٌ إِلاَّ بِإِذْنِ زَوْجِهَا.
3024/2- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ.
3024/3- وَعَن الْحَاكِمِ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ .
وَقَالَ : قَالَ الشَّافِعِيُّ : رَوَى بَعْضُ الشَّامِيِّينَ حَدِيثًا لَيْسَ مِمَّا يُثْبِتُهُ أَهْلُ الْحَدِيثِ ، فَإِنَّ بَعْضَ رِجَالِهِ مَجْهُولُونَ ، فَرَوَيْنَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُنْقَطِعًا ، وَاعْتَمَدْنَا عَلَى حَدِيثِ أَهْلِ الْمَغَازِي عَامَّةً ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ عَامَ الْفَتْحِ : لاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ وَإِجْمَاعُ الْعَامَّةِ عَلَى الْقَوْلِ بِهِ.
قُلْتُ : لِحَدِيثِ مُجَاهِدٍ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ ، وَمِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ ، رَوَاهُمَا أَصْحَابُ السُّنَنِ.@

(3/424)


43- كتاب الفرائض
1- باب الحث على تعليم الفرائض
3025- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ ، حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ الأَعْرَابِيُّ ، قَالَ : بَلَغَنِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي امْرُؤٌ مَقْبُوضٌ ، فَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ ، وَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ ، وَتَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ ، وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ ، فَإِنِّي مَقْبُوضٌ ، وَإِنَّ الْعِلْمَ سَيُقْبَضُ ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ ، حَتَّى يَخْتَلِفَ الاِثْنَانِ فِي الْفَرِيضَةِ لاَ يَجِدَانِ مَنْ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا .
3025/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ ، حَدَّثَنِي سَهْلٌ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ ، وَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ ، وَتَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ ، فَإِنِّي مَقْبُوضٌ ، وَإِنَّ الْعِلْمَ سَيُقْبَضُ ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ ، حَتَّى يَخْتَلِفَ الاِثْنَانِ ... فَذَكَرَهُ.
3025/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ ، وَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ ، وَتَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ فَإِنِّي امْرُؤٌ مَقْبُوضٌ ، وَإِنَّ الْعِلْمَ سَيُقْبَضُ ، حَتَّى يَخْتَلِفَ الرَّجُلاَنِ فِي الْفَرِيضَةِ لاَ يَجِدَانِ مَنْ يُخْبِرُهُمَا.@

(3/425)


3025/4- قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ بِاخْتِصَارٍ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ بِهِ.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى عَنْ طَرِيقِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، أَنْبَأَنَا عَوْفٌ ، بَلَغَنِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
3025/5- ورواه البَزَّار في مُسْنَده ولفظه : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تعلموا القرآن وعلموه الناس ، وتعلموا العلم وعلموه الناس ، وتعلموا الفرائض وعلموها الناس؛ فإني امرؤ مقبوض ، وإن العلم سيقبض.
3025/6- ورواه الحاكم من طريق أبي أسامة ، أَنْبَأَنَا عوف بن أبي جميلة ، عن سليمان بن جابر الهجري ، عن عَبد الله بن مسعود ... فذكر حديث الطيالسي.
وقال الحاكم : صحيح الإسناد.
3025/7- قال البيهقي : وحدثنا أبو سعيد بن أبي عَمْرو ، حَدَّثَنَا أبو عبد اللّه الشيباني ، حَدَّثَنَا محمد بن نصر المروزي ، حَدَّثَنَا محمد بن بشار ، حَدَّثَنَا محمد بن جعفر ، حَدَّثَنَا شعبة ، عن أبي إسحاق ، سمعمت أبا الأحوص يحدث ، عن عَبد الله بن مسعود قال : من تعلم القرآن فليتعلم الفرائض ، ولا يكن كرجل لقيه أعرابي فقال له : يا عَبد الله ، أعرابي أم مهاجر ؟ فإن قال : مهاجر ، قال : إنسان من أهلي مات فكيف يقسم ميراثه ؟ فإن علم كان خيرًا أعطاه الله إياه ، وان قال : لا أدري ، قال : فما فضلكم علينا إنكم تقرءون القرآن ، ولا تعلمون الفرائض!.
وعن الحاكم روى البيهقي في سننه الطريقين معًا واللفظ له.
وقد تقدم بعض هذا الحديث في كتاب العلم في باب ذهاب العلم ، وسيأتي في كتاب التفسير.
وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه الترمذي وابن ماجة والدارقطني والحاكم والبيهقي ، ورواه أبو داود في سننه وغيره من حديث عَبد الله بن عَمْرو.@

(3/426)


2- باب ما جاء في ميراث النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم
3026- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ حَدِيثًا مِنْ رَجُلٍ فَأَعْجَبَنِي فَاشْتَهَيْتُ أَنْ أَكْتُبَهُ ، فَقُلْتُ : اكْتُبْهُ لِي ، فَأَتَانِي بِهِ مَكْتُوبًا مُزَّبَرًا قَالَ : وَعَلِيٌّ عَلَى عمر , رضي الله عنهم , وهما يختصمان ، دَخَلَ الْعَبَّاسُ قَالَ : وَعِنْدَ عُمَرَ طَلْحَةُ ، وَالزُّبَيْرُ ، وَسَعْدُ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ : أُنْشِدُكُمُ الله أَلَمْ تَعْلَمُوا ، أَوْ لَمْ تَسْمَعُوا أَنَّ رَسُولَ الله قَالَ : أَلاَ كُلُّ مَالِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَدَقَةٌ إِلاَّ مَا أَطْعَمَ أَهْلَهُ ، أَوْ كَسَاهُمْ ، إِنَّا لاَ نُورَثُ قَالُوا : بَلَى ، فَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُنْفِقُ مِنْ مَالِهِ عَلَى أَهْلِهِ ، وَتَصَدَّقَ بِفَضْلِهِ .
3027- قال : وَحَدَّثَنَا شيبان عن عاصم ، عن زر بن حبيش أن رجلا سأل عائشة رضي الله عنها عن ميراث رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقالت : والله ما ترك رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم درهمًا ولا شاة ولا بعيًرا ولا عبدًا ولا أمة.@

(3/427)


3027/2- رواه الحميدي : حَدَّثَنَا سفيان ، حَدَّثَنَا مسعر ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش قال : سألت عائشة عن ميراث رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقالت : أعن ميراث رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تسأل ؟ ما ترك رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صفراء ولا بيضاء ولا شاة ولا بعيًرا ولا عبدًا ولا أمة ولا ذهبًا ولا فضة.
3027/3- ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر قال : حدَّثنا سفيان ... فذكره.
3027/4- ورواه أحمد بن منيع قال : حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن عاصم ، عن زر ، عن عائشة قالت : ما ترك رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دينارًا ولا درهمًا ولا عبدًا ولا أمة ولا شاة ولا بعيًرا.
3028- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : جَاءَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَتْ : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنْتَ وَرِثت رَسُولِ الله أَمْ أَهْلُهُ ؟ قَالَ : بَلْ أَهْلُهُ قَالَتْ : فَمَا بَالُ سَهْمِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِذَا أَطْعَمَ الله , عَزَّ وَجَلَّ , نَبِيًّا طُعْمَةً ، ثُمَّ قَبَضَهُ جَعَلَهُ لِلَّذِي يَقُومُ بَعْدَهُ فَرَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّهُ عَلَى الْمِسْلِمِينَ ، فَقَالَتْ : أَنْتَ وَرَسُولُ الله أَعْلَمُ.
3029- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مَالِكٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ النُّمَيْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : النَّبِيُّ لاَ يُورَثُ.@

(3/428)


3029/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ ، وَالنَّضْرُ بْنُ طَاهِرٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، عَنْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا تَرَكَنْا صَدَقَةً .
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَلاَ رَوَاهُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ إِلاَّ فُضَيْلٌ.
قُلْتُ : رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
3- باب ما جاء في قسمة الميراث
3030- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى جِئْنَا امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ فِي الأَسْوَاقِ ، وَهِيَ جَدَّةُ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ ، فَزُرْنَاهُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ ، فَفَرَشَتْ صُورًا ، فَقَعَدْنَا تَحْتَهُ مِنَ النَّخْلِ ، وَذَبَحَتْ لَنَا شَاةً ، وَعَلَّقَتْ لَنَا قِرْبَةَ مَاءٍ ، فَبَيَنْمَا نَحْنُ نَتَحَدَّثُ ، إِذْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الآنَ يَأْتِيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فَحَدَّثَنَا ، ثُمَّ قَالَ : الآنَ يَأْتِيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فَحَدَّثَنَا ، ثُمَّ قَالَ : الآنَ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ ، أَوْ يَأْتِيكُمْ رَجُلٌ آخَرُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ : فَرَأَيْتُهُ يُطَأْطِئُ مِنْ تَحْتِ سَعَفِ الصُّورِ ، وَيَقُولُ : اللهمَّ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْنَا ، فَهَنَّيْنَاهُمْ بِمَا قَالَ فِيهِمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَاءَتِ الْمَرْأَةُ بِطَعَامِهَا ، فَتَغَذَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَتَغَذَّيْنَا ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِصَلاَةِ الظُّهْرِ وَقُمْنَا مَعَهُ ، مَا تَوَضَّأَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَلاَ أَحَدٌ مِنَّا ، غَيْرَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَدْ أَخَذَ بِكَفِّهِ جُرُعًا فَمَضْمَضَ بِهِنَّ مِنْ غَمْرِ الطَّعَامِ ، فَجَاءَتِ الْمَرْأَةُ بِابْنَتَيْنِ لَهَا ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، هَاتَانِ ابْنَتَا ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ ، قُتِلَ مَعَكَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَقَدِ اسْتَوْفَى عَمُّهُمَا مَالَهُمَا وَمِيرَاثَهُمَا كُلَّهُ ، فَلَمْ يَدَعْ لَهُمَا مَالاً إِلاَّ أَخَذَهُ ، فَمَا تَرَى يَا رَسُولَ الله ؟ فَوَالله ، لاَ يُنْكَحَانِ أَبَدًا إِلاَّ وَلَهُمَا مَالٌ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَقْضِي الله فِي ذَلِكَ فَنَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ : {يُوصِيكُمُ الله فِي أَوْلادِكُمْ} الآيَةُ , فَقَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ادْعُوا الْمَرْأَةَ وَصَاحِبَهَا ، فَقَالَ لِعَمِّهِمَا : أَعْطِهِمَا الثُّلُثَيْنِ ، وَأَعْطِ أُمَّهُمَا الثُّمُنَ ، وَمَا بَقِيَ لَكَ , @

(3/429)


قَالَ جَابِرٌ : ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ فِي خِلاَفَتِهِ بَعْدَ الظُّهْرِ ، فَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ : هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ تُعْطِيهِ الْيَوْمَ ؟ قَالَتْ : فَتَنَاوَلَ قَعْبًا ، أَوْ فَخْذَهُ ، ثُمَّ أَتَى شَاةً لَهُ قَدْ وَضَعَتْ سَخْلَتَهَا قَبْلَ ذَلِكَ ، فَاعْتَقَلَهَا فَأَلْبَاهَا ، ثُمَّ جَعَلَهُ فِي الْبُرْمَةِ ، وَأَمَرَ الْخَادِمَ ، فَأَوْقَدَ تَحْتَهُ حَتَّى أَنْضَجَتْهُ ، ثُمَّ أُتِينَا بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ ، ثُمَّ قُمْنَا لِصَلاَةِ الْعَصْرِ مَا تَوَضَّأَ ، وَلاَ أَحَدٌ مِنَّا ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , بَعْدَ ذَلِكَ بَعْدَ الْمَغْرِبَ ، فَأَتَى بِصَفْحَتَيْنِ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ ، فَوُضِعَتْ أَحَدُهُمَا لِعُمَرَ وَأَصْحَابُهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَوُضِعَتِ الأُخْرَى لِضِيفَانِهِ وَلأُنَاسٍ مِنَ الأَعْرَابِ ، ثُمَّ قُمْنَا لِصَلاَةِ الْعِشَاءِ مَا تَوَضَّأَ ، وَلاَ أَحَدٌ مِنَّا.
رَوَى أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ قِصَّةَ الْمِيرَاثِ حَسْبُ دُونَ بَاقِيهِ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُقَيْلٍ وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ , فَقَدْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَدَّدٌ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عمر ، وأَبُو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن منيع ، والحارث بن محمد بن أبي أسامة ، وأَبُو يَعْلَى الموصلي ، وابن حبان في صحيحه ، والحاكم في المستدرك ، والبيهقي وقد تقدم بطرقه في كتاب الطهارة ، وفي باب ترك الوضوء مما مست النار ، وسيأتي في كتاب المناقب.
4- باب فيمن قال بتوريث ذوي الأرحام
3031- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : آخَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَيْنَ أَصْحَابِهِ ، وَوَرِثَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ : {وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} فَتَرَكُوا ذَلِكَ ، وَتَوَارَثُوا بِالنَّسَبِ.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِغَيْرِ هَذِهِ السِّيَاقَةِ مِنْ طَرِيقِ عَوْسَجَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.@

(3/430)


3032- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَعْقُوبَ ، عَنْ عُتْبَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَبَّانَ ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ ، رفعه إلى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ سَأَلَ عَاصِمَ بْنَ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيَّ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحِ ، وَتُوُفِّيَ : هَلْ تَعْلَمُونَ لَهُ نَسَبًا فِيكُمْ ؟ قَالُوا : لاَ ، إِنَّمَا هُوَ أَتِيٌّ فِينَا ، فَقَضَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِمِيرَاثِهِ لاِبْنِ أُخْتِهِ .
3032/2- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الأَرْدُسْتَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، عَنْ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ الْدَّحْدَاحِ ، وَكَانَ رَجُلاً أَتِيًّا فِي بَنِي أَنِيفٍ ، أَوْ فِي بَنِي عَجْلاَنَ ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَلْ لَهُ وَارِثٌ ؟ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ وَارِثًا ، فَدَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِيرَاثَهُ إِلَى ابْنِ أُخْتِهِ ، وَهُوَ أَبُو لُبَابَةَ بْنُ الْمُنْذِرِ.
3032/3- قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَأنبأنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، عَنْ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.
هَذَا حَدِيثٌ مُنْقَطِعٌ ، وَقَدْ أَجَابَ عَنْهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْقَدِيمِ ، فَقَالَ : ثَابِتُ بْنُ الدَّحْدَاحَةِ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الْفَرَائِضُ ، وَإِنَّمَا نَزَلَتْ آيَةُ الْفَرَائِضِ فِيمَا يُثْبِتُ أَصْحَابُنَا فِي بَنَاتِ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ ، وَقِيلَ يَوْمَ خَيْبَرَ ، وَقَدْ نَزَلَتْ بَعْدَ أُحُدٍ فِي بَنَاتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ، وَهَذَا كُلُّهُ بَعْدَ أَمْرِ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحَةِ.@

(3/431)


3033- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ الزُّبَيْرِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنْ عَلِّمُوا غِلْمَانَكُمُ الْعَوْمَ ، وَمُقَاتِلَتِكُمُ الرَّمْيَ ، فَكَانُوا يَخْتَلِفُونَ بَيْنَ الأَغْرَاضِ قَالَ : فَجَاءَ سَهْمٌ غَرِبٌ ، فَأَصَابَ غُلاَمًا فَقَتَلَهُ ، فَلَمْ يُعْلَمْ لِلْغُلاَمِ أَهْلاً إِلاَّ خَالَهُ ، قَالَ : فَكَتَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى عُمَرَ فَذَكَرَ لَهُ شَأْنَ الْغُلاَمِ إِلَى مَنْ يُدْفَعُ عَقَلُهُ ؟ قَالَ : فَكَتَبَ إِلَيْهِ : رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الله , عَزَّ وَجَلَّ , وَرَسُولُهُ مَوْلَى مَنْ لاَ مَوْلَى لَهُ ، وَالْخَالُ وَارِثُ مَنْ لاَ وَارِثَ لَهُ.
قُلْتُ : رَوَى التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ حَسْبُ ، مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ بْنِ وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ.
3033/2- وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى بِتَمَامِهِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ وَكِيعٍ ، عَنْ سُفْيَانَ بِهِ.
3033/3- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ، حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ ... فذكره.
3033/4- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ بِهِ.@

(3/432)


3033/5- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ... فَذَكَرَه.
5- باب المسلم يرث الكافر ولا عكس
3034- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ عَمْرٍو الْوَاسِطِيِّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بُرَيْدَةَ ، أَنَّ أَخَوَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ ، يَهُودِيٌّ وَمُسْلِمٌ ، فَوَرَّثَ الْمُسْلِمَ مِنْهُمَا ، فَقِيلَ لَهُ : لِمَ وَرِثَ الْمُسْلِمُ ؟ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ ، أَنَّ رَجُلاً حَدَّثَهُ ، أَنَّ أَخَوَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى مُعَاذٍ يَهُودِيٌّ وَمُسْلِمٌ ، فَقَالَ الْمُسْلِمُ : إِنَّ أَبِي كَانَ يَهُودِيًّا ، وَكَانَ ذَا مَالٍ وَأَرْضٍ ، وَلَمْ يَضُرَّنِي إِسْلاَمِي عِنْدَهُ دُونَ أَنْ فَوَّضَ إِلَيَّ مَالَهُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَرْضًا كُنْتُ أَزْرَعُهَا وَأَقُومُ فِيهَا ، وَكُنْتُ أُقْرِي الضَّيْفَ ، وَأَصْنَعُ الْمَعْرُوفَ إِلَى ابْنِ السَّبِيلِ ، وَأُعْتِقُ وَأَتَصَدَّقُ ، فَكَانَ لاَ يَعِيبُ ذَلِكَ عَلَيَّ ، فَمَاتَ ، فَحَالُوا بَيْنِي وَبَيْنَ ذَلِكَ أَهْلُهُ ، وَقَالُوا لاَ حَقَّ لَكَ ، فَقَالَ مُعَاذٌ : سَأَقْضِي بَيْنَكُمَا بِمَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الإِسْلاَمُ يَزِيدُ ، وَلاَ يَنْقُصْ فَوَرَّثَ الْمُسْلِمَ.
3034/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ ، عَنْ مُسَدَّدٍ بِهِ ، مُقْتَصِرًا عَلَى الْمَرْفُوعِ مِنْهُ دُونَ بَاقِيهِ.
3034/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ كُرْدِيٍّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ يُوَرِّثُ الْمُسْلِمَ مِنَ الْكَافِرِ ، وَلاَ يُوَرِّثُ الْكَافِرَ مِنَ الْمُسْلِمِ ، وَيَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : الإِسْلاَمُ يَزِيدُ ، وَلاَ يَنْقُصْ .@

(3/433)


6- باب لا يتوارث أهل ملتين
3035- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا أبو وكيع ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي قال : لا يرث المسلم الكافر إلاَّ أن يكون عبدًا له.
3035/2- وبه عن علي قال : لا يرث المسلم الكافر إلاَّ أن يكون مملوكًا له.
3035/3- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مَوْهِبٍ ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عُمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّهَا قَالَتْ : وُجِدَ فِي قَائِمِ سَيْفِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كِتَابٌ فِيهِ : إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عُتُوًّا مَنْ يَضْرِبُ غَيْرَ ضَارِبِهِ ، وَرَجُلٌ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ ، وَرَجُلٍ تَوَلَّى غَيْرَ أَهْلِ نِعْمَتِهِ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ ، فَقَدْ كَفَرَ بِالله وَرَسُولِهِ ، لاَ يَقْبَلُ الله , عَزَّ وَجَلَّ , مِنْهُ صَرْفًا ، وَلاَ عَدْلاً ,
وَفِي الآخِرِ : الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ ، لاَ يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ ، وَلاَ ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ ، وَلاَ يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ ، وَلاَ تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا ، وَلاَ عَلَى خَالَتِهَا ، وَلاَ صَلاَةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ ، وَلاَ تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ ثَلاَثَةَ لَيَالٍ مَعَ غَيْرِ ذِي مَحْرَمٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْمَوَاقِيتِ ، فِي بَابِ كَرَاهَةِ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ.
7- باب الميراث بالولاء وما جاء فيمن أسلم على يدي رجل
3036- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَوْهِبٍ ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْمُشْرِكِ يَسْلَمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ ، مَا السُّنَّةُ فِيهِ ؟ قَالَ : هُوَ أَحَقُّ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ قَالَ : فَحَدَّثَ بِهِ عَبْدُ الله بْنُ مَوْهِبٍ ، عَمْرَو بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَقَسَمَ عُمَرُ مَالَ الَّذِي أَسْلَمَ بَيْنَ ابْنَتِهِ وَبَيْنَ وَرَثَةِ الَّذِي أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ دُونَ قَوْلِهِ فَحَدَّثَ بِهِ ... إِلَى آخِرِهِ.@

(3/434)


3036/2- وَكَذَا رَوَاهُ مُسَدَّدٌ أَيْضًا ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
3037- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ رَاشِدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رَجُلٌ ، فَهُوَ مَوْلاَهُ ، يَرِثُهُ وَيُؤَدِّي عَنْهُ.
هَذَا إِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3038- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ ، فَهُوَ مَوْلاَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضِعْفِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيِّ.
3039- قال : وحدَّثنا أبو عوانة , عن منصور : سألت إبراهيم , عن النبطي يسلم فيوالي رجلا قال : يرثه ويعقل عنه.
3040- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، قَالَ : اخْتَصَمَ عَلِيٌّ ، وَالزُّبَيْرُ فِي مَوَالِي صَفِيَّةَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : عَمَّتِي وَأَنَا أُعْقِلُ عَنْهَا وَأَرِثُهَا ؟ وَقَالَ الزُّبَيْرُ : أُمِّي وَأَنَا أَرِثُهَا ، فَقَالَ عُمَرُ لِعَلِيٍّ : أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَعَلَ الْوَلاَءَ تَبَعًا لِلْمِيرَاثِ ؟.
3040/2- قَالَ : وَأنبأنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنِ الْحَكَمِ مِثْلَهُ وَقَالَ لِعَلِيٍّ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْوَلاَءُ تَبَعٌ لِلْمِيرَاثِ ؟ فَقَضَى بِهِ لِلزُّبَيْرِ.@

(3/435)


8- باب ميراث المرتد
3041- قال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا محمد بن الفضيل بن غزوان ، حَدَّثَنَا الوليد بن جميع ، عن القاسم بن عَبد الرحمن ، عن عَبد الله بن مسعود أنه قال : إذا قتل المرتد عن الإسلام ورثه ولده.
3041/2- رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة : حَدَّثَنَا محمد بن فضيل ، عن الوليد بن عَبد الله بن جميع ، عن القاسم بن عَبد الرحمن ... فذكره.
3041/3- ورواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني ، أَنْبَأَنَا أبو عمرو بن حمدان ، حَدَّثَنَا الحسن بن سفيان ، حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شَيْبَة ... فذكره .
هذا منقطع موقوف ، القاسم لم يدرك جده ، قاله البيهقي في سننه.
قال : وقال الشافعي رَضِيَ الله عَنْهُ : قد روي أن معاوية كتب إلى ابن عباس وزيد بن ثابت يسألهما عن ميراث المرتد ، فقالا : لبيت المال قال الشافعي : يعنيان أنه فيء.
9- باب لا يرث القاتل
3042- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ لِلْقَاتِلِ مِنَ الْمِيرَاثِ شَيْءٌ.
3042/2- قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَجَرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ.@

(3/436)


3042/3- ورواه الحاكم ... إسماعيل بن عياش ، عن يحيي بن سعيد ... عن عمرو بن شعيب به.
3042/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاَءِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ... فذكره.
3043- قَالَ وَأنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو الشَّيْخِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ لِقَاتِلٍ شَيْءٌ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَارِثٌ ، يَرِثُهُ أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْهِ ، وَلاَ يَرِثُ الْقَاتِلُ شَيًا.
رَوَاهُ جَمَاعَةٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، وَقِيلَ : عَنْهُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، وَابْنِ جُرَيْجٍ ، وَالْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ... فذكره.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، بِإِسْنَادِهِ فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ لِقَاتِلٍ شَيْءٌ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَارِثٌ ، يَرِثُهُ أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْهِ ، وَلاَ يَرِثُ الْقَاتِلُ شَيْئًا .
3044- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَنُسْخَتُهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ : عَدِيٌّ ، كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتَيْنِ جَوَارٍ ، فَرَمَى إِحْدَاهُمَا بِحَجَرٍ فَقَتَلَهَا ، فَرَكِبَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ بِتَبُوكَ ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَأْنِ الْمَرْأَةِ الْمَقْتُولَةِ ، فَقَالَ : تَعْقِلُهَا ، وَلاَ تَرِثُهَا قَالَ عَدِيٌّ : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَذْعَاءَ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا الأَيْدِي ثَلاَثَةٌ : يَدُ الله هِيَ الْعُلْيَا ، وَيَدُ الْمُعْطِي الْوُسْطَى ، وَيَدُ المُعْطَى السُّفْلَى ، فَتَعَفَّفُوا وَلَوْ بِحَزْمِ الْحَطَبِ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : اللهمَّ هَلْ بَلَّغْتُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.@

(3/437)


10- باب
3045- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا عبد الوارث ، عن هشام بن أبي عَبد الله ، عن قتادة ، عن سعيد : أن عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، كان لا يورث الإخوة من الأم من الدية.
هذا إسناد موقوف رجاله ثقات.
3046- وقال محمد بن يحيى بن أبي عُمَر : حَدَّثَنَا سفيان ، حَدَّثَنَا مصعب بن عَبد الله بن الزبير : قال : سمعت ابن أبي مليكة يقول : سمعت ابن عباس , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , يقول : أمر ليس في كتاب الله ولا في قضاء رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وستجدونه كلهم ، فيقولون : ما هو؛ فيقول : ميراث الأخت مع البنت النصف ، وقد قال الله - عز وجل : ? {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ} ? الآية.
3047- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَلِيٍّ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَضَى فِي أَعْيَانِ بَنِي الأُمِّ يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي الْعِلاَّتِ .
3047/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ زُهَيْرٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ يَرِثُ الرَّجُلُ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ دُونَ إِخْوَتِهِ لأَبِيهِ .@

(3/438)


3047/3- قال أبو يعلى : وَحَدَّثَنَا عُبَيد اللهِ بن عُمَر ، حَدَّثَنَا معاذ ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن سعيد بن المُسَيَّب ، عن علي ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : الإخوة من الأم لا يرثون دية أخيهم لأمهم إذا قتل.
11- باب ميراث الجد
3048- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، يَعْنِي ابْنَ الطَّبَّاعِ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : أَعْطَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْجَدَّ سُدُسَ الْمَالِ مَعَ الْوَلَدِ الذَّكَرِ ، وَمَعَ الأَخِ الْوَاحِدِ النِّصْفَ ، وَمَعَ الاِثْنَيْنِ فَصَاعِدًا الثُّلُثَ ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ وَارِثٌ غَيْرُهُ ، فَأَعِطِه الْمَالَ كُلَّهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى.
3049- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عِيَاضٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا نُوَرِّثُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَعْنِي : الْجَدَّ.
3049/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هِيَاجٍ ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، قَالَ : سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ... فذكره.
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، وَأَحْسَبُ أَنَّ قَبِيصَةَ أَخْطَأَ فِي لَفْظِهِ ، وَإِنَّمَا كَانَ عِنْدَهُ كُنَّا نُؤَدِّيهِ ، يَعْنِي : زَكَاةَ الْفِطْرِ ، لَمْ يُتَابَعْ قَبِيصَةُ عَلَى هَذَا.
قُلْتُ : حَكَمَ شَيْخُنَا أَبُو الْحَسَنِ الْهَيْثَمِيُّ الْحَافِظُ لَهُ بِالصِّحَةِ ، لِجَوْدَةِ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُعَرِّجْ عَلَى هَذِهِ الْعِلَّةِ الْقَادِحَةِ.@

(3/439)


12- باب ما جاء في الكلالة
3050- قال أبو داود الطيالسي : حَدَّثَنَا شعبة ، عن عَمْرو بن مرة ، سمع مرة قال : قال عُمَر رَضِيَ الله عَنْهُ : ثلاث لأن يكون رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بينهن أحب إلي من حُمْر النَّعَم : الخلافة ، والكلالة ، والربا ، فقلت لمرة : ومن يشك في الكلالة ؟ هو ما دون الولد والوالد. قال : إنهم يشكون في الوالد.
رواه البخاري ومسلم من طريق عُبَيد اللهِ بن عَبد الله ، عن أبيه ، دون ذكر الخلافة.
3050/2- ورواه ابن ماجة في سننه : حَدَّثَنَا علي بن محمد وأبو بكر بن أبي شَيْبَة قالا : حَدَّثَنَا وكيع ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن عَمْرو بن مرة ... فذكره دون قوله : فقلت لمرة ... إلى آخره.
هذا إسناد رجاله ثقات إلاَّ أنه منقطع ، قال أبو زرعة وأبو حاتم : حديث مرة بن شرحبيل ، عن عُمَر مرسل ، وقال أبو حاتم : لم يدركه.
3051- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , سَأَلَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيْفَ يُورَثُ الْكَلاَلَةُ ؟ فَقَالَ : أَوَ لَيْسَ قَدْ بَيَّنَ الله ذَلِكَ ؟ ثُمَّ قَرَأَ : {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً} إِلَى آخِرِهَا فَكَأَنَّ عُمَرَ لَمْ يَفْهَمْ ، فَأَنْزَلَ الله : {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ فَكَأَنَّ عُمَرَ لَمْ يَفْهَمْ ، فَقَالَ لِحَفْصَةَ : إِذَا رَأَيْتِ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طِيبَ النَّفْسِ ، فَاسْأَلِيهِ عَنْهَا ، فَرَأَتْ مِنْهُ طِيبَ النَّفْسِ فَسَأَلَتْهُ عَنْهَا ، فَقَالَ : أَبُوكِ كَتَبَ لَكَ هَذَا ، مَا أَرَى أَبِيكِ يَعْلَمُهَا أَبَدًا فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ : مَا أَرَانِي أَعْلَمُهَا أَبَدًا ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا قَالَ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، إِنْ كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ سَمِعَهُ مِنْ حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ.@

(3/440)


3052- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أرطأة ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْكَلاَلَةِ ، فَقَالَ : يَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ .
13- باب فيمن تصدق بصدقة فردها إليه الميراث وما جاء فيمن مات فأعطى ماله لأحد من قبيلته أو لأهل قريته
3053- قَالَ مُسَدَّدٌ : يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ ، حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيُّ ، أَنَّ جَدَّهُ عَبْدَ الله تَصَدَّقَ بِمَالٍ لَيْسَ لَهُ غَيْرُهُ ، فَجَاءَ أَبَوَاهُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالاَ : إِنَّ عَبْدَ الله تَصَدَّقَ بِمَالٍ لَهُ ، وَكَانَ لَهُ وَلَنَا فِيهِ كَفَافٌ ، وَلَيْسَ لَنَا وَلَهُ مَالٌ غَيْرُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَدْ قَبِلَ الله صَدَقَتَكَ ، وَرَدَّهُ عَلَى أَبَوَيْكَ فَوَرِثَهُ عَبْدُ الله بَعْدَ أَبَوَيْهِ.
3053/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، عَنْ عُبَيْدِ الله ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ تَصَدَّقَ بِحَائِطٍ لَهُ ، فَأَتَى أَبَوَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالاَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّهَا كَانَتْ قَيْمُ وُجُوهِنَا ، وَلَمْ يَكُنْ لَنَا شَيْءٌ غَيْرُهَا ، فَدَعَا عَبْدَ الله ، فَقَالَ : إِنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , قَدْ قَبِلَ صَدَقَتَكَ ، وَرَدَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ قَالَ : فَتَوَارَثاهَا بَعْدَ ذَلِكَ.@

(3/441)


3053/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله ، حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيُّ أَنَّ جَدَّهُ عَبْدَ الله تَصَدَّقَ بِمَالٍ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ مُسَدَّدٍ.
3053/4- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وعَبْدِ الله ابني أبي بكر ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الَّذِي أُرِيَ الرُّؤْيَةَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَجَعَلَ حَائِطًا لَهُ صَدَقَةً ، فَجَاءَ أَبَوَاهُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَقَالاَ : لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرَ هَذَا الْحَائِطِ ، فَرَدَّهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى أَبَوَيْهِ ، ثُمَّ مَاتَ أَبَوَاهُ فَوَرِثَهُمَا.
قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ ... فذكره.
3054- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يزيد ، حَدَّثَنَا سلمة بن علقمة ، عن حميد بن هلال العدوي ، عن أبي الدهماء أنه تصدق على أمه بجارية لها كاتبها ، فماتت الأم وعليها بقية من مكاتبتها ، قال : فسألت عمران بن حصين ، قال : أنت ترث أمك ، وأن تقسمها في ذي قرابتها أحب إليَّ .
3055- قَالَ مُسَدَّدٌ : وحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حُمْيَدٍ الأَعْرَجِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ جَابِرٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ أَعْطَى أُمَّهُ حَدِيقَةً لَهُ ، فَمَاتَتْ ، فَقَالَ : هُوَ أَنَا أَحَقُّ بِهِ ، وَقَالَ إِخْوَتُهُ : نَحْنُ شَرْعٌ سَوَاءٌ ، اخْتَصَمُوا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هُوَ مِيرَاثٌ .
3055/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : نَحَلَ رَجُلٌ مِنَّا أُمَّهُ نَخْلاً لَهُ حَيَاتَهَا ، فَلَمَّا مَاتَتْ ، قَالَ : أَنَا أَحَقُّ بِنَخْلِي ، فَقَضَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهَا مِيرَاثٌ .
3056- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَرَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ عِنْدِي مِيرَاثُ رَجُلٍ مِنَ الأَزْدِ ، وَإِنِّي لَمْ أَجِدْ أَزْدِيًّا أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : انْطَلِقْ فَالْتَمِسْ أَزْدِيًّا عَامًا ، أَوْ حَوْلاً فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ فَانْطَلَقَ ثُمَّ أَتَاهُ الْعَامَ التَّابِعَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، مَا وَجَدْتُ أَزْدِيًّا أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَانْطَلِقْ إِلَى أَوَّلِ خُزَاعَةَ تَلْقَاهُ ، فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ قَالَ : فَلَمَّا قَفَّى ، قَالَ : علَيَّ بِهِ فَقَالَ : اذْهَبْ فَادْفَعْهُ إِلَى أَكْبَرِ خُزَاعَةَ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَاسْمُ أَبِي بَكْرٍ جِبْرِيلُ بْنُ أَحْمَرَ.@

(3/442)


3057- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ حُسَيْنٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ رَجُلاً تَصَدَّقَ عَلَى وَلَدِهِ بِأَرْضٍ ، فَرَدَّهَا إِلَيْهِ الْمِيرَاثُ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهُ : وَجَبَ أَجْرُكَ ، وَيَرَجْعُ إِلَيْكَ مَالُكَ.
قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى.
3058- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَصْبَهَانِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدَ بْنَ وَرْدَانَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّ مَوْلًى لرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تُوُفِّيَ ، فَجِئَ بِمَالِهِ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ قَرْيَتِهِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ فَأَعْطَاهُمْ مَالَهُ.
14- باب من ترك مالاً فلورثته
3059- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، حَدَّثَنَا زهير بن معاوية ، حدثني أبو إسحاق ، عن عَمْرو بن الأصم قال : قلت للحسن بن علي : إن هذه الشيعة تزعم أن عليًّا مبعوث ، فقال : كذبوا ، ما أولئك بشيعة ، لوكان مبعوثًا ما زوجنا نساءه ولاقسمنا ميراثه.@

(3/443)


3060- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الْمُقِرِئَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الْعَكِّيُّ ، عَنْ أَعْيَنَ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ تَرَكَ ، يَعْنِي : مَالاً ، فَلأَهْلِهِ ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا فَعَلَى الله وَرَسُولِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
15- باب ميراث الغرقي وتوريث النساء حظوظهن وما جاء فيمن طلق نسائه خشية الميراث
3061- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا عيسى بن يونس ، حَدَّثَنَا ابن أبي ليلى ، عن الشعبي ، عن الحارث الأعور في قوم غرقوا في سفينة فورث عليٌّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، بعضهم من بعض .
هذا إسناد ضعيف.
3062- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ كُلْثُومٍ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَرَّثَ النِّسَاءَ حُظُوظَهُنَّ .
3063- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : أَسْلَمَ غَيْلاَنُ الثَّقَفِيُّ وَعِنْدَهُ عَشْرَ نِسْوَةٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا .@

(3/444)


3063/2- وقال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أبو خيثمة ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إبراهيم ، عن معمر ، عن الزُّهْرِيّ ، عن سالم ، عن أبيه أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم ... فذكر الحديث إلى أن قال : فلما كان في عهد عمرطلق نساءه وقسم ماله بين بنيه ، فبلغ ذلك عُمَر فلقيه ، فقال : إني أظن أن الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك ، فقذفه في نفسك ، ولعلك لا تمكث إلاَّ قليلا ، وايم الله ، لترجعن نساءك ، ولترجعن في مالك ، أو لأورثهن ، ولآمرن بقبرك فيرجم كما رجم قبر أبي رغال .
3063/3- ورواه ابن حبان في صحيحه : أَنْبَأَنَا أبو يعلى المَوْصِلِيّ ... فذكره.
وسيأتي بطرقه في كتاب النكاح في باب من أسلم وعنده أكثر من عشر نسوة.@

(3/445)


44- كتاب الوديعة
3064- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا حفص بن غياث ، عن الحجاج بن أرطاة ، عن أبي الزبير ، عن جابر أن أبا بكر أتي في وديعة ضاعت فلم يضمنها.
هذا إسناد ضعيف ، لضعف الحجاج بن أرطاة.
3064/2- رواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو حازم الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو الفضل بن خِميرويه , حَدَّثَنَا أحمد بن نجدة ، حَدَّثَنَا سعيد بن منصور ، حَدَّثَنَا أبو شهاب ، عن حجاج بن أرطاة ، عن أبي الزبير ، عن جابر أن أبا بكر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قضى في وديعة كانت في جراب فضاعت من خرق الجراب ألا ضمان فيها.
وله شاهد من حديث عَبد الله بن عَمْرو رواه الدارقطني والبيهقي في سننه.
ثم روى بسنده عن علي وابن مسعود موقوفًا قالا : ليس على مؤتمن ضمان.
3065- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا حفص بن غياث ، عن الحجاج ، عن هلال بن عَبد الرحمن ، عن عَبد الله بن عكيم أن عُمَر بن الخطاب كان لا يضمن الوديعة.
قلت : الحجاج ضعيف.
3065/2- عن ابن عمر ، رَضي الله عَنهما ، قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : أيها الناس ، من كانت عنده وديعة فليردها إلى من ائتمنه عليها.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، عن زيد بن الحباب ، حَدَّثَنَا موسى بن عبيدة ، عن صدقة بن يسار به..
وموسى ضعيف.

(3/446)


المجلد الرابع
45- كتاب النكاح
1- باب الترغيب في النكاح والحث عليه بذات الدين الولود وما جاء في المرأة الحسناء والعقيم والخفيف الحاذ
قال الله - تبارك وتعالى - {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}.
وقال : {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً} قال الشافعي رضي الله عنه : فقيل : إن الحفدة الأصهار . وقال تعالى : {فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا}.
وروى البيهقي في سننه من طريق شيبان ، عن عاصم بن أبي النجود أنه حدثهم ، عن زر ابن حبيش الأسدي ، قال : قال لي عَبد الله بن مسعود : ما الحفدة قال : قلت : ولد الرجل . قال : لا ، ولكنه الأختان.
ورواه ابن عيينة عن عاصم فقال : لا هم الأصهار.
3066- قَالَ أَبُو داود الطيالسي : حَدَّثَنَا أَبُو طَلْحَةَ الأَعْمَى ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا فِتْيَانَ قُرَيْشٍ ، لاَ تَزْنُوا ؛ فَإِنَّهُ مَنْ سَلَّمَ اللَّهُ له شَبَابَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
3066/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ، حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا شَبَابَ قُرَيْشٍ ، لاَ تَزْنُوا ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ ، أَلاَ مَنْ حَفِظَ فَرْجَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
قُلْتُ : إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.

(4/5)


3067- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة ، عن عَمْرو بن دينار ، عن عطاء ويحيى بن جعدة قالا : تنكح المرأة لأربع : لجمالها ، ومالها ، وحسبها ، ودينها , فعليك بذات الدين والخلق ، تربت يداك.
هذا إسناد رجاله ثقات ، وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة ، ولفظه قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها , فاظفر بذات الدين تربت يداك.
قوله : تربت يداك كلمة معناها الحث والتحريض . وقيل : هي كلمة دعاء عليه بالفقر ، وقيل : بكثرة المال ، واللفظ مشترك بينهما قابل لكل منهما ، والثالث هنا أظهر ، ومعناه : اظفر بذات الدين ، ولا تلتفت إلى المال أكثر الله مالك ، وروي الأول عن الزُّهْرِيّ وأن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إنما قال له ذلك ؟ لأنه رأى أن الفقر خير له من الغنى ، والله , تعالى , أعلم بمراد نبيه صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
3068- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْمَدَنِيُّ ، حَدَّثَنِي سَعد بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمَّتِهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى إِحْدَى خِصَالٍ ثَلاَثٍ : تُنْكَحُ عَلَى مَالِهَا ، وَعَلَى جَمَالِهَا ، وَتُنْكَحُ عَلَى دِينِهَا عَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ وَالْخُلُقِ تَرِبَتْ يَمِينُكَ.
3068/2- رواه عَبد بن حُمَيد : حَدَّثَنَا خالد بن مخلد ... فذكره.

(4/6)


3068/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
3068/4- قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ... فَذَكَرَهُ.
وَالْبَزَّارُ ،
3068/5- وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ النِّسَوِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ... فَذَكَرَهُ.
... الأوليين وروى ابن أبي عمر وعبد بن حميد ... وابن ماجه في سننه من طريق عبد الرحمن الأفريقي ، وهو ضعيف عن ، عبد الله بن يزيد ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم :لا تزوجوا النساء لحسنهن ، فعسى حسنهن أن يرديهن ، ولا تزوجوهن لأموالهن ، فعسى أموالهن أن تطغيهن ، ولكن تزوجوهن على الدين ، ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل.
3069- وقال إسحاق بن راهويه : حَدَّثَنَا هشيم ، عن منصور بن زاذان ، عن ابن سيرين أن عتبة بن فرقد عرض على ابنه التزويج فأبى ، قال : فذكر ذلك لعثمان فقال له عثمان : أليس قد تزوج النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وقد تزوج أبو بكر ، وتزوج عُمَر ، وعندنا منه ما عندنا ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، من له عمل مثل عمل النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأبي بكر وعمر ومثل عملك ؟ فلما قال : ومثل عملك . قال : فكف ، إن شئت فتزوج ، وإن شئت فلا.
3070- وقال أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا هشيم ، أنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال لي ابن عباس - وذلك قبل أن يخرج وجهي : أتزوجت يا ابن جبير ؟ قلت : وما أريد ذلك يومي هذا . قال : أما إنه سيخرج ما كان في صلبك من المستودعين.

(4/7)


3071- قال : وَحَدَّثَنَا علي بن عاصم ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير قال : قال لي ابن عباس أتزوجت ؟ قلت : لا . قال : فتزوج ؟ فإن خير هذه الأمة أكثرهم نساء.
هذا إسناد ضعيف , لضعف علي بن عاصم.
3072- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُغَلِّسِ ، سَمِعْتُ أَبَا نَجِيحَ السُّلَمِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ قَدَرَ عَلَى أَنْ يَنْكِحَ فَلَمْ يَنْكِحْ فَلَيْسَ مِنَّا.
هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ ، وَاسْمُ أَبِي نَجِيحٍ : يَسَارُ بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتِ ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ . وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ بِهِ.
3072/2- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ : حَدَّثَنِي مَيْمُونٌ أَبُو الْمُغَلِّسِ ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ كَانَ مُوسِرًا لأَنْ يَنْكِحَ فَلَمْ يَنْكِحْ ، فَلَيْسَ مِنَّا.
3073- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : اجْتَمَعَ نَفَرٌ ، فَقَالُوا : لَوْ بَعَثْنَا إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَسَأَلْنَاهُنَّ عَنْ أَخْلاَقِهِ ؟ فَبَعَثُوا إِلَيْهِنَّ ، فَقُلْنَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصَلِّي وَيَنَامُ ، وَيُفْطِرُ وَيَصُومُ ، وَيَنْكِحُ النِّسَاءَ ، قَالُوا : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، وَمَا تَأَخَّرَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَقُومُ اللَّيْلَ فَلاَ أَنَامُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَصُومُ النَّهَارَ فَلاَ أُفْطِرُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَدَعُ النِّسَاءَ فَلاَ آتِيهِنَّ ، فَإِنَّ فِيهِنَّ شُغْلاً , فَاطَّلَعَ النِّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى ذَلِكَ فَخَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ : مَا بَالُ رِجَالٍ تَحَسَّسُوا عَنْ شَأْنِ نَبِيِّهِمْ فَلَمَّا أُخْبِرُوا بِهِ ، رَغِبُوا عَنْهُ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَقُومُ اللَّيْلَ فَلاَ أَنَامُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَصُومُ النَّهَارَ فَلاَ أُفْطِرُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَدَعُ النِّسَاءَ فَلاَ آتِيهِنَّ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَكِنِّي أَنَامُ وَأَقُومُ ، وَأُفْطِرُ وَأَصُومُ ، وَأَنْكِحُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، إِلاَّ أَنَّهُ مُرْسَلٌ.

(4/8)


3074- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الشَّيْلَمَانِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ النِّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيُّمَا شَابٌّ تَزَوَّجَ فِي حَدَاثَةِ سِنِّهِ ، عَجَّ شَيْطَانُهُ : يَا وَيْلَهُ يَا وَيْلَهُ ، عَصَمَ مِنِّي دِينَهُ.
3075- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الشَّيْلَمَانِيُّ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِي إِلاَّ يَوْمٌ لَقِيتُ الله عَزَّ وَجَلَّ بِزَوْجَةٍ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : شِرَارُكُمْ عِزَابُكُمْ.
رَوَاهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ ، مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيِّ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ : هَذَا حَدِيثٌ لاَ يَصِحُّ ، صَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ مَجْرُوحٌ , قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : وَخَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
3076- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حُصَيْنٍ , حَدَّثَنَا حَسَّانُ ابْنُ سِيَاهٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ذَرُوا الْحَسْنَاءَ الْعَقِيمَ ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّوْدَاءِ الْوَلُودِ ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ ، السَّقْطُ حَتَّى يَظَلَّ مُحْبَنْطِئًا بَابَ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ : ادْخُلِ الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ : حَتَّى يَدْخُلَ وَالِدَيَّ مَعِي.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ , حَسَّانُ بْنُ سِيَاهٍ أَبُو سهل الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ ، ضَعَّفَهُ ابْنُ عَدِيٍّ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، فَقَالَ ابْنُ حبان : يَأْتِي عَنِ الأَثْبَاتِ مِمَّا لاَ يُشْبِهُ حَدِيث الثقات ، روى عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا : ذَرُوا الْحَسْنَاءَ الْعَقِيمَ ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّوْدَاءِ الولود ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ ... وَسَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ ثمانية عشر حديثاً ضعيفاً من حديثه ، وَقَالَ أبو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ : ضَعِيفٌ ، روى عن ثابت مناكير.@

(4/9)


3077- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فِضَالَةَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : إِنَّ امْرَأَةً قَدْ أَعْجَبَتْنِي لاَ تَلِدُ ، أَفَأَتَزَوَّجُهَا ؟ قَالَ : لاَ فَأَعْرَضَ عَنْهَا ، ثُمَّ تَتَبَّعَتْهَا نَفْسُهُ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَعْجَبَتْنِي هَذِهِ الْمَرْأَةُ وَنَحْرُهَا ، أَعْجَبَنِي دَلُّهَا وَنَحْرُهَا ، أَفَأَتَزَوَّجُهَا ؟ قَالَ : لاَ ، امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ وَلُودٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهَا ، أَمَا شَعَرْتَ أَنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَتَجِيء ذَرَارِي الْمُسْلِمِينَ آخِذِينَ بِحِقْوَيْ آبَائِهِمْ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى أَرَى السَّقْطَ مُحْبَنْطِئًا مُتَقَاعِسًا ، فَيُقَالُ لَهُ : ادْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ وَأَبَوَيَّ ؟ فَيَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ : أَنْتَ وَأَبَوَاكَ فِي الْجَنَّةِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
3078- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الْوَاسِطِيُّ أَبُو عَبْدِ الله الْمَكْفُوفُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ تَزَوَّجَ فَقَدْ أُعْطِيَ نِصْفَ الْعِبَادَةِ.
3078/2- رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ ، وَلَفْظُهُ : مَنْ رَزَقَهُ الله امْرَأَةً صَالِحَةً فَقَدْ أَعَانَهُ الله عَلَى شَطْرِ دِينِهِ ، فَلْيَتَّقِ الله فِي الشَّطْرِ الْبَاقِي.
3078/3- وَفِي رِوَايَةِ الْبَيْهَقِيِّ : إِذَا تَزَوَّجَ الْعَبْدُ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ نِصْفَ الدِّينِ ، فَلْيَتَّقِ الله فِي النِّصْفِ الْبَاقِي.
وَقَالَ الْحَاكِمُ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَيْسَ كَمَا زُعِمَ ، لِضَعْفِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ وَأَبِيهِ.

(4/10)


3079- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا زَاجِرُ بْنُ الصَّلْتِ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ شَدَّادٍ ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَا شَبَابَ قُرَيْشٍ ، لاَ تَزْنُوا ، مَنْ سَلِمَ لَهُ شَبَابُهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
3080- قَالَ : وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفِيُّ الطَّحَّانُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِرِجَالِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْجَنَّةِ ، وَالصِّدِّيقُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَالشَّهِيدُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَالْمَوْلُودُ ، وَالرَّجُلُ يَزُورُ أَخَاهُ فِي الله فِي جَانِبِ الْمِصْرِ فِي الْجَنَّةِ ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ : الْوَدُودُ الْوَلُودُ ، الَّتِي إِذَا ظَلَمَتْ ، أَوْ ظُلِمَتْ ، قَالَتْ : لاَ أَذُوقُ غَمْضًا حَتَّى تَرْضَى.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَالسَّاجِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ عَدِيٍّ ، وَغَيْرُهُمْ.
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْمَتْنُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمَا ، وَحَدِيثُ ابْنِ أَنَسٍ ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.
3081- قال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : وَحَدَّثَنَا زكريا ، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة ، عن هشام بن حجير ، عن طاووس : لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج.
هذا إسناد رجاله ثقات ، إلاَّ أنه منقطع.
3082- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سَعْد يُبَلِّغُ بِهِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ أَحَبَّ فِطْرَتِي فَلْيَسْتَنَّ بِسُنَّتِي ، وَمِنْ سُنَّتِيَ النِّكَاحُ.

(4/11)


3082/2- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سَعْد ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ أَحَبَّ فِطْرَتِي ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ : حَدِيثُ عُبَيْدِ بْنِ سَعْد رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلاَّ أَنَّهُ مُرْسَلٌ.
وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي حَرَّةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
3083- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ ، قَالَ : جَاءَ عَكَّافُ بْنُ وِدَاعَةَ الْهِلاَلِيُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عَكَّافُ ، أَلَكَ زَوْجَةٌ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلاَ جَارِيَةٌ قَالَ : لاَ وَأَنْتَ مُوسِرٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَالْحَمْدُ للَّهِ قَالَ : فَأَنْتَ إِذًا مِنْ إِخْوَانِ الشَّيَاطِينِ ، إِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنْ رَهْبَانِيَّةِ النَّصَارَى فَأَنْتَ مِنْهُمْ ، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنَّا ، فَاصْنَعْ كَمَا نَصْنَعُ ، فَإِنَّ مِنْ سُنَّتِنَا النِّكَاحَ ، شِرَارُكُمْ عِزَابُكُمْ ، وَأَرَاذِلُ أَمْوَاتِكُمْ عِزَابُكُمْ ، أَبِالشَّيَاطِينِ تَمْرَسُونَ ، مَا لَهُم فِي نَفْسِي سِلاَحٌ أَبْلَغُ فِي الصَّالِحِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، إِلاَّ الْمَتَزَوِّجُونَ ، أُولَئِكَ الْمُطَهَّرُونَ الْمُبَرَّؤُونَ مِنَ الْخَنَا ، وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ ، إِنَّهُنَّ صَوَاحِبُ دَاوُدَ ، وَصَوَاحِبُ أَيُّوبَ ، وَصَوَاحِبُ يُوسُفَ ، وَصَوَاحِبُ كُرْسُفَ , قَالَ : فَقَالَ : وَمَا الْكُرْسُفُ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : رَجُلٌ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى سَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ ، يَصُومُ النَّهَارَ ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ ، لاَ يَفْتُرُ مِنْ صَلاَةٍ ، وَلاَ صِيَامٍ ، ثُمَّ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ بِالله الْعَظِيمِ فِي سَبَبِ امْرَأَةٍ عَشِقَهَا ، فَتَرَكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ ، فَتَدَارَكَهُ الله بِمَا سَلَفَ مِنْهُ فَتَابَ عَلَيْهِ ، وَيْحَكَ يَا عِكَافُ ، تَزَوَّجْ ، فَإِنَّكَ مِنَ الْمُذَبْذَبِينَ قَالَ : فَقَالَ عَكَّافٌ : يَا رَسُولَ الله ، لاَ أَتَزَوَّجُ حَتَّى تُزَوِّجَنِي مَنْ شِئْتَ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَدْ زَوَّجْتُكَ عَلَى اسْمِ الله وَبَرَكَتِهِ كَرِيمَةَ بِنْتَ كُلْثُومٍ الْحِمْيَرِيِّ.
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ مِنْ طَرِيقِ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ ... فَذَكَرَهُ.
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ . رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، فَذَكَرَ ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ : رَجُلٌ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَإِنَّمَا قَالَ : رَجُلٌ كَانَ يَعِيشُ بِسَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ ثَلاَثَمِئَةِ عَامٍ ، وَالْبَاقِي نَحْوَهُ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ عكاف ، وابن شاهين من حديث ابن عمر ، وَالأَسَانِيدُ كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ.

(4/12)


3084- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ، حَدَّثَنَا عبَّاس ، حَدَّثَنَا رُوَادٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَيْرُكُمْ فِي رَأْسِ الْمِئَتَيْنِ الْخَفِيفُ الْحَاذِ قِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، مَا خَفِيفُ الْحَاذِ ؟ قَالَ : مَنْ لاَ أَهْلَ لَهُ ، وَلاَ مَالَ.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ , رواد هو ابن الجراح أبو عصام تغير بأخرة ، ولم يتميز ما رواه هل هو قبل الاختلاط أم بعده فاستحق الترك ، وممن نص على اختلاطه أبو حاتم الرازي والبخاري والنسائي وأبو أحمد الحاكم والدارقطني والطائي وغيرهم ، كما أوضحته في تبيين حال المختلطين وشيخ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِيَاش ئئ لَمْ أَرَ فِيهِ جَرْحًا ، وَلاَ تَعْدِيلاً ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
3084/2- رَوَاهُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِ الْمَوْضُوعَاتِ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا كَانَتْ سَنَةُ خَمْسِينَ وَمِئَةٍ ، فَخَيْرُ أَوْلاَدِكُمُ الْبَنَاتُ ، فَإِذَا كَانَتْ سَنَةُ سِتِّينَ وَمِئَةٍ ، فَأَمْثَلُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ كُلُّ ذِي حَاذٍ قُلْنَا : وَمَا الْحَاذُ ؟ قَالَ : الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ خَفِيفُ الْمُؤْنَةِ.
قَالَ ابْنَ الْجَوْزِيِّ : سَيْفٌ كَذَّابٌ بِإِجْمَاعِهِمْ ، وَقَالَ أَحْمَدُ : كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.

(4/13)


2- باب الترغيب في فض البصر والترهيب من إطلاقه وما جاء فيمن رأى أمراة فأعجبته والنهي عن الخصي
3085- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عِمَارَةَ ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
3086- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يحيى ، حَدَّثَنَا ، عَبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن عَبد الرحمن ابن نافع : أن أبا هريرة سئل عن هذه الآية وهو شاهد : {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ} قال : هي النظرة والغمزة والقُبْلة والمباشرة ، فإذا مس الختان الختان فهو الزنا ، وقد وجب الغسل.
3087- وقال محمد بن يحيى بن أبي عُمَر : حَدَّثَنَا سفيان ، عن منصور ، عن محمد بن عَبد الرحمن بن يزيد ، عن ابن مسعود قال : الإثم حواز القلوب ، وما كان من نظرة فإن للشيطان فيها مطمعًا.
رواه البيهقي وغيره من حديث عَبد الله بن مسعود ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مرفوعاً بتمامه.
قال الحافظ المنذري : رواته لا أعلم فيهم مجروحاً ، لكن قيل : إن صوابه موقوف .
حواز القلوب - بفتح الحاء المهملة وتشديد الواو - وهو ما يحوزها ويغلب عليها حتى ترتكب ما لا يحسن ، وقيل : بتخفين الواو وتشديد الزاي - جمع حازة - وهي الأمور التي تحز في القلوب وتحك وتؤثر ، وتتخالج في القلوب أن تكون معاصي ، وهذا أشهر.

(4/14)


3088- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا بَكْرٌ حَدَّثَنَا عِيسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِذَا أَعْجَبَ أَحَدَكُمُ امْرَأَةٌ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مِنْ نَفْسِهِ.
3088/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.
قُلْتُ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ سنبر ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، دُونَ قَوْلِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مِنْ نَفْسِهِ وَقَالَ : صَحِيحٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
3089- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النُّجُودِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ ، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ ، وَالرِّجْلاَنِ تَزْنِيَانِ ، وَالْفَرْجُ يَزْنِي.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، وَالْبَزَّارُ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ.
3090- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ ، عَنْ عُقَيْلٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَأَبُو الدَّرْدَاءِ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ فَقَمَيْهِ وَرِجْلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

(4/15)


3090/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
3090/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ ... فَذَكَرَهُ.
3091- قَالَ : وَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ حَنْطَبٍ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ ، وَأَضْمَنُ لَكُمُ الْجَنَّةَ : اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ ، وَأَدُّوا إِذَا ائْتُمِنْتُمْ ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ.
3091/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو الرِّبِيعِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، فَقَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ : رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ مِنْ طَرِيقِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ حَنْطَبٍ بِهِ ، وَقَالَ الْحَاكِمُ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ انْتَهَى.
وَالتَصْحِيحُ لِهَذَا الإِسْنَادِ فِيهِ نَظَرٌ ، فَإِنَّ الْمُطَّلِبَ بْنَ عَبْدِ الله بْنِ حَنْطَبٍ لَمْ يُدْرِكْ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ ، قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ ، وَغَيْرُهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الزُّهْدِ فِي بَابِ مَنْ تَكَفَّلَ بِسِتٍّ.
3092- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ ، عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي شَهْمٍ ، وَكَانَ رَجُلاً بطَّالاً ، قَالَ : مَرَّتْ بِي جَارِيَةٌ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ ، فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي إِلَى خَاصِرَتِهَا ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَى النَّاسُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُبَايِعُونَهُ ، وَأَتَيْتُهُ فَبَسَطْتُ يَدِي لأُبَايِعَهُ ، فَقَبَضَ يَدَهُ ، وَقَالَ : أَنْتَ صَاحِبُ الْجُبَيْذَةِ أَمْسِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، بَايِعْنِي ، لاَ أَعُودُ أَبَدًا قَالَ : فَنَعَمْ إِذًا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ بِشْرِ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيِّ.

(4/16)


3093- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ ، حَدَّثَنِي جَدِّي ، سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ الْحُوَيْرِثِ الْغَفَارِيَّ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : زِنَا الْعَيْنَيْنِ النَّظَرُ.
3094- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَاقِدٍ الْبَاهِلِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِبُ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَبِيبٍ الْقَنَوِيُّ ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ثَلاَثَةٌ لاَ تَرَى أَعْيُنُهُمُ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةَ : عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله ، وَعَيْنٌ حَرَسَتْ فِي سَبِيلِ الله ، وَعَيْنٌ غَضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ الله.
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.
3095- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، أَنَّ رَجُلاً شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْخَصْيِ ، فَقَالَ لَهُ : صُمْ ، وَاسْأَلِ الله مِنْ فَضْلِهِ.
3095/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ، يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : جَاءَ شَابٌّ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

(4/17)


3095/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ : مَدَارُ حَدِيثِ جَابِرٍ هَذَا التَّابِعِيِّ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ.
3- بابل نظر الرجل إلى المرأة يريد أن يتزوجها وتوصية من يخطب وما جاء في شم عوارضها والنظر إلى عرقوبيها
3096- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، قَالَ : خَطَبْتُ جَارِيَةً مِنَ الأَنْصَارِ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لِي : رَأَيْتَهَا فَقُلْتُ : لاَ فَقَالَ : اذْهَبْ فَانْظَرْ إِلَيْهَا ، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَوَالِدَيْهَا ، فَنَظَرَ أَحَدُهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ ، فَقُمْتُ ، فَخَرَجْتُ ، فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ : عَلَيَّ بِالرَّجُلِ قَالَ : فَرَجَعْتُ ، قَالَ : فَرَفَعَتْ نَاحِيَةَ خِدْرِهَا ، وَقَالَتْ : إِنْ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمَرَكَ أَنْ تَنْظُرَ فَانْظُرْ ، وَإِلاَّ فَإِنِّي أُحَرِّجُ عَلَيْكَ أَنْ تَنْظُرَ قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا فَتَزَوَّجْتُهَا ، فَمَا تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً كَانَتْ أَحَبَّ إِلَيَّ ، وَلاَ أَكْرَمَ عَلَيَّ مِنْهَا.
3096/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ... فَذَكَرَهُ.
وَزَادَ : فَإِنِّي أُحَرِّجُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِالله وَرَسُولِهِ أَنْ تَنْظُرَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَتَزَوَّجَهَا قَالَ : فَمَا تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً كَانَتْ أَشَدَّ مُوَافَقَةً لِي مِنْهَا.
3096/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ... فَذَكَرَ مَا رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَمَا زَادَهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِي مَتْنٍ وَاحِدٍ.
3096/4- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ عَاصِمٍ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ.

(4/18)


3097- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ الصَّيْدَلاَنِيُّ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَرْسَلَ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ تَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ ، فَقَالَ : شُمِّي عَوَارِضَهَا ، وَانْظُرِي إِلَى عُرْقُوبَيْهَا.
3097/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
3097/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ... فَذَكَرَهُ.
3097/4- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حِمْشَاذَ ، حَدَّثَنَا هِشْامُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً ، فَبَعَثَ بِامْرَأَةٍ لِتَنْظُرَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : شُمِّي عَوَارِضَهَا ، وَانْظُرِي إِلَى عُرْقُوبَيْهَا قَالَ : فَجَاءَتْ إِلَيْهِمْ ، فقَالُوا : أَلاَ نُغَدِّيكَ يَا أُمَّ فُلاَنٍ ؟ فَقَالَتْ : لاَ آكُلُ إِلاَّ مِنْ طَعَامٍ جَاءَتْ بِهِ فُلاَنَةٌ ، قَالَ : فَصَعِدَتْ فِي رَفٍّ لَهُمْ ، فَنَظَرَتْ إِلَى عُرْقُوبَيْهَا ، ثُمَّ قَالَتْ : قَبِّلِينِي يَا بُنَيَّةُ ، قَالَتْ : فَجَعَلَتْ تُقَبِّلُهَا وَهِيَ تَشُمُّ عَوَارِضَهَا قَالَ : فَجَاءَتْ ، فَأَخْبَرَتْ.
3097/5- وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، وَقَالَ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ السَّجِسْتَانِيُّ فِي الْمَرَاسِيلِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ مُرْسَلاً مُخْتَصِرًا دُونَ ذِكْرِ أَنَسٍ.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ ، عَنْ حَمَّادٍ مَوْصُولاً.
وَرَوَاهُ عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ مَوْصُولاً.
3098- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، أَنْبَأَنَا الْحَجَّاجُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَمِّهِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَلَى إِجَّارٍ لَهُمْ ، فَنَظَرَ إِلَى ثبيتة بنت الضَّحَّاكِ ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا ، فَقُلْتُ : أَتَفْعَلُ هَذَا وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِذَا أَلْقَى الله عَزَّ وَجَلَّ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ فَلاَ بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا.

(4/19)


3098/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، عَنْ عَمِّهِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ يُطَارِدُ بِنْتَ الضَّحَّاكِ عَلَى إِجَّارٍ مِنْ أناجِيرِ بِالْمَدِينَةِ يَبْصُرُهَا قُلْتُ : أَتَفْعَلُ هَذَا ... فَذَكَرَهُ.
3098/3- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ : رَوَى ابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ فَجَعَلَ يْنُظُرُ إِلَيْهَا إِلَى آخِرِهِ دُونَ أَوَّلِهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، عَنْ حَجَّاجٍ بِهِ.
3098/4- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، مِنْ طَرِيقِ أَبِي شِهَابٍ عَبْدِ رَبِّهِ بِنْ نَافِعٍ ، عَنِ الْحَجَّاجِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، عَنْ عَمِّهِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ يُطَارِدُ امْرَأَةً عَلَى إِجَّارٍ ، يُقَالُ لَهَا : ثُبَيْتَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ أُخْتُ أَبِي جُبْيَرَةَ ، فَقُلْتُ : أَتَفْعَلُ هَذَا ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ مُخْتَلَفٌ فِيهِ ، وَمَدَارُهُ عَلَى حَجَّاجِ بْنِ أرطأة.
وَلَيْسَ كما زعم فلم ينفرد بِهِ الْحَجَّاجُ ، كَمَا تَقَدَّمَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي يَعْلَى ، وَابْنِ حِبَّانَ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، رَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وعنه البهقي , وَالتِّرْمِذِيُّ وَحسنه .
وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله.
وَذَكَرَ الْخَطِيبُ فِي الْمُبْهَمَاتِ أَنَّ هَذِهِ الْمَرْأَةَ اسْمُهَا : ثُبَيْتَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ ، وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ : اسْمُهَا نُبَيْتَةُ.

(4/20)


3099- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَأَى أُمَّ حَبِيبَةَ وَهِيَ فَوْقَ الْفَطِيمِ ، فَقَالَ : لَئِنْ بَلَغَتْ بُنَيَّةُ الْعَبَّاسِ هَذِهِ وَأَنَا حَيٌّ لأَتَزَوَّجَنَّهَا.
3099/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَأَى أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ الْعَبَّاسِ ... فَذَكَرَهُ.
وَسَيَأْتِي فِي بَابُ تَزَوُّجِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أوَاخِرِ كِتَابِ النِّكَاحِ.
4- باب في نساء قريش
3100- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَطَبَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ ، يُقَالُ لَهَا : سَوْدَةُ ، فَقَالَ : إِنَّ خَيْرَ نِسَاءٍ رَكِبْنَ أَعْجَازَ الإِبِلِ نِسَاءَ قُرَيْشٍ ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ ، وَأَرْعَاهُ عَلَى بَعْلٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ.

(4/21)


3100/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَطَبَ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِهِ ، يُقَالُ لَهَا : سَوْدَةُ ، وَكَانَتْ مُصْبِيَةً ، لَهَا خَمْسَةُ صِبْيَةٍ ، أَوْ سِتَّةٌ مِنْ بَعْلٍ مَاتَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا يَمْنَعُكِ مِنِّي ؟ قَالَتْ : وَالله يَا رَسُولَ الله ، مَا يَمْنَعُنِي مِنْكَ أَنْ لاَ تَكُونَ أَحَبَّ الْبَرِيَّةِ إِلَيَّ ، وَلَكِنْ أُكَرِّمُكَ أَنْ يَضَعُوا هَؤُلاَءِ عِنْدَ رَأْسِكَ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً قَالَ : فَهَلْ مَنَعَكِ شَيْءٌ غَيْرُ ذَلِكَ ؟ قَالَتْ : لاَ وَالله قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَرْحَمُكِ الله ، إِنَّ خَيْرَ نِسَاءٍ رَكِبْنَ أَعْجَازَ الإِبِلِ ... فَذَكَرَهُ.
3101- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : نِسَاءُ قُرَيْشٍ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدٍ.
3101/2- قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : قَدْ عَلِمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّ ابْنَةَ عِمْرَانَ لَمْ تَرْكَبِ الإِبِلَ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُليٍّ ، سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ : هُوَ فِي الصَّحِيحِ خلا قَوْلِهِ : وَقَدْ عَلِمَ ... إِلَى آخِرِهِ ، فَهُوَ مَوْقُوفٌ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَهُوَ هُنَا مَرْفُوعٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ.

(4/22)


5- باب ما جاء في المرأة الصالحة والموافقة والمرأة السوء والمرأة الحسناء
3102- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد ، عن وائل بن داود قال : سمعت محمد بن سعد بن مالك يحدث عن أبيه قال : أربع من الشقاء ، وأربع من السعادة ، فمن الشقاوة زوجة السوء ، وجار السوء ، ومركب السوء ، وضيق المسكن ، ومن السعادة : المرأة الصالحة ، والجار الصالح ، والمركب الصالح ، وسعة المسكن.
3102/2- رواه إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ ثَلاَثَةٌ ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ دُونَ ذِكْرِ الْجَارِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ.
3102/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا روح , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : ... فَذَكَرَ حَدِيثَ مُسَدَّدٍ.
3102/4- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ مْوَلَى ثَقِيفٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَزْمَةَ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ بِهِ مَرْفُوعًا ... فَذَكَرَ حَدِيثَ مُسَدَّدٍ بِتَمَامِهِ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.

(4/23)


3102/5- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : ثَلاَثٌ مِنَ السَّعَادَةِ : الْمَرَأْةُ تَرَاهَا تُعْجِبُكَ ، وَتَغِيبُ فَتَأْمَنْهَا عَلَى نَفْسِهَا ، وَمَالِكَ ، وَالدَّابَّةُ تَكُونُ وَطِئَةً ، فُتُلْحِقُكَ بِأَصْحَابِكَ ، وَالدَّارُ الْوَاسِعَةُ ، كَثِيرَةُ الْمَرَافِقِ وَثَلاَثٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ : الْمَرْأَةُ تَرَاهَا فَتَسُوءُكَ ، وَتَحْمِلُ لِسَانَهَا عَلَيْكَ ، وَإِنْ غِبْتَ لَمْ تَأْمَنْهَا عَلَى نَفْسِهَا وَمَالِكَ ، وَالدَّابَّةُ تَكُونُ قَطُوفًا ، إِنْ ضَرَبْتَهَا أَتْعَبَتْكَ ، وَإِنْ تَرَكْتَهَا لَمْ تُلْحِقْكَ بِأَصْحَابِكَ ، وَالدَّارُ تَكُونُ ضَيِّقَةً ، قَلِيلَةَ الْمَرَافِقِ.
قَالَ الْحَاكِمُ : تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ ، يَعْنِي ابْنَ بُكَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ ، فَإِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِهِمَا.
قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : مُحَمَّدٌ هُنَا صَدُوقٌ ، وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.
3103- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ يَرْوِيهِ مَرْفُوعًا ، قَالَ : خَيْرُ فَائِدَةٍ اسْتَفَادَهَا الْمُسْلِمُ بَعْدَ الإِسْلاَمِ ، امْرَأَةٌ تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا ، وَتُطُيعُهُ إِذَا أَمَرَهَا ، وَتَحْفَظُهُ فِي مَالِهِ وَنَفْسِهَا إِذَا غَابَ.
قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَغَيْرُهُ.
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِهِ ، وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ.
3104- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : أَرْبَعٌ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ : أَنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ مُوَافِقَةً ، وَأَوْلاَدُهُ أَبْرَارًا ، وَإِخْوَانُهُ صَالِحِينَ ، وَأَنْ يَكُونَ رِزْقُهُ فِي بَلَدِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

(4/24)


3105- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُطَرَّحٍ هُوَ ابْنُ يَزِيدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أُمَامَةَ ، قَالَت : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَثَلُ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ فِي النِّسَاءِ ، كَمَثَلِ الْغُرَابِ الأَعْصَمِ قِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، وَمَا الأَعْصَمُ ؟ قَالَ : الَّذِي إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْضَاءُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مُطَرَّحِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي الْمُهَلَّبِ ، وَلِجَهَالَةِ شَيْخِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ.
3106- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى , حَدَّثَنِي أَبِي , حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بْنُ جَامِعٍ ، عن عثمان بن أبي العاص , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَّاسَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} كَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَقَالَ : مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٍ مِنَّا يَدَعُ لِوَلَدِهِ مَالاً يَبْقَى بَعْدَهُ فَقَالَ عُمَرُ : أَنَا أُفَرِّجُ عَنْكُمْ ، فَانْطَلِقُوا وانْطَلَقَ عُمَرُ ، وَاتَّبَعَهُ ثَوْبَانُ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، قَدْ كَبُرَ عَلَى أَصْحَابِكَ هَذِهِ الآيَةُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله لَمْ يَفْرِضِ الزَّكَاةَ ، إِلاَّ لِيَطيب مَا بَقِيَ مِنْ أَمْوَالِكهِمْ ، وَإِنَّمَا فَرَضَ الْمَوَارِيثَ فِي أموال تَبْقَى بَعْدَكُمْ قَالَ : فَكَبَّرَ عُمَرُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُهُ الْمَرْءُ ؟ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ، إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ ، وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ ، وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ.
3106/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ غَيْلاَنَ بْنِ جَامِعِ بِهِ دُونَ قَوْلِهِ وَمَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَّا إِلَى ... آخِرِهِ.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ فِي حَدِيثِ ثَوْبَانَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ.=

6. إتحاف الخيرة المهرة
بزوائد المسانيد العشرة أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

المُتَوَفَّى هجرية

3107- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنِ أبي مَهْدِيٍّ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : ثَلاَثٌ قَاصِمَاتٌ لِلظَّهْرِ : فَقْرٌ دَاخِلٌ لاَ يَجِدُ صَاحِبُهُ مُتْلَدًا ، وَزَوْجَةٌ يَأْمَنُهَا صَاحِبُهَا وَتَخُونُهُ ، وَإِمَامٌ أَسْخَطَ الله وَأَرْضَى النَّاسَ ، وَإِنَّ بِرَّ الْمُؤْمِنَةِ كِمِثْلِ سَبْعِينَ صِدِّيقَةً ، وَإِنَّ فُجُورَ الْفَاجِرَةِ كَفُجُورِ أَلْفِ فَاجِرٍ.
3107/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ كَثِيرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : ثَلاَثٌ قَاصِمَاتٌ لِلظَّهْرِ : زَوْجُ سُوءٍ يَأْمَنُهَا صَاحِبُهَا وَتَخُونُهُ ... فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ : فَقْرٌ دَاخِلٌ لاَ يَجِدُ صَاحِبُهُ مُتْلددًا.
قَالَ الْبَزَّارُ : ذَهَبَتْ عَنِّي وَاحِدَةٌ ، وَعِلَّتُهُ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ.
قُلْتُ : ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَالنَّسَائِيُّ , وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : يَضَعُ الْحَدِيثَ.

(4/26)


3108- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّمَا النِّسَاءُ لِعَبٌ ، فَمَنِ اتَّخَذَ لِعْبَةً فَلْيُحْسِنْهَا ، أَوْ فَلْيَسْتَحْسِنْهَا.
6- باب من يمن المرأة تسهيل أمرها
3109- قال أبو داود الطيالسي : حَدَّثَنَا موسى بن تليدان ، سمعت القاسم بن محمد يحدث عن عائشة رضي الله عنها قالت : أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة ، فقال له أبي : أعائشة أخبرتك عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : هكذا حدثت ، وهكذا حفظت.
3109/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي سَخْبَرَةَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَعْظَمُ النِّكَاحِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مؤنَةً.
3109/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنِ ابْنِ سَخْبَرَةَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مؤنَةً.
3109/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ , أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَهُ.
3109/5- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا هَارُونُ ... فَذَكَرَهُ.
3109/6- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ.
3109/7- قُلْتُ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ.
3109/8- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ تَيْسِيرُ خِطْبَتِهَا ، وَتَيْسِيرُ صَدَاقِهَا ، وَتَيْسِيرُ رَحِمِهَا.@

(4/27)


3109/9- قَالَ : وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ... فَذَكَرَهُ.
3109/10- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جِبْرِيلَ الشَّهْرزورِيُّ ، بِطَرَسُوسَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ تَسْهِيلُ أَمْرِهَا ، وَقِلَّةُ صَدَاقِهَا قَالَ عُرْوَةُ : وَأَنَا أَقُولُ مِنْ عِنْدِي ، وَمِنْ شُؤْمِهَا تَعْسِيرُ أَمْرِهَا ، وَكَثْرَةُ صَدَاقِهَا.
3109/11- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ ، حَدَّثَهُ ح
3109/12- وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَنْبَأَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ.
3109/13- وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ الطَّرِيقَيْنِ مَعًا ، عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ.
3110- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبِّرِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا اجْتَمَعَ أَمْرَانِ قَطُّ ، إِلاَّ كَانَ أَحَبُهُمَا إِلَى الله , عَزَّ وَجَلَّ , أَيْسَرَهُمَا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.

(4/28)


7- باب ما جاء في شؤم المرأة
3111- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : قِيلَ لِعَائِشَةَ : إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الشُّؤْمُ فِي ثَلاَثَةٍ : فِي الدَّارِ ، وَالْمَرْأَةِ ، وَالْفَرَسِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ : لَمْ يَحْفَظْ أَبُو هُرَيْرَةَ ، لأَنَّهُ دَخَلَ وَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : قَاتَلَ الله الْيَهُودَ ، يَقُولُونَ : الشَّؤْمُ فِي ثَلاَثَةٍ : الدَّارُ ، وَالْمَرْأَةُ ، وَالْفَرَسُ فَسَمِعَ آخِرَ الْحَدِيثِ ، وَلَمْ يَسْمَعْ أَوَّلَهُ.
3111/2- رواه أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا يزيد ، أَنْبَأَنَا همام ، عن قتادة ، عن أبي حسان قال : دخل رجلان من بني عامر على عائشة فأخبراها أن أبا هريرة يحدث عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنه قال : الطيرة في الدار والمرأة والفرس ، فغضبت وطارت شِقَّةٌ منها في السماء وشِقَّةٌ في الأرض ، فقالت : والذي أنزل القرآن على محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ما قالها رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قط ، إنماكان أهل الجاهلية يتطيرون من ذلك.
3112- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الشُّؤْمُ فِي ثَلاَثٍ : فِي الدَّابَّةِ ، وَالْمَسْكَنِ ، وَالْمَرْأَةِ.
قَالَ أَبُو هَاشِمٍ : هُوَ خَطَأٌ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ ، لِقُصُورِ عَبْدِ الله بْنِ بُدَيْلٍ ، عَنْ دَرَجَةِ الْحِفْظِ وَالإِتْقَانِ ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.
وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ : وَالْخَادِمُ بَدَلُ الْمَرْأَةِ.
وَفِي رِوَايَةٍ مُرْسَلَةٍ لِلنَّسَائِيِّ فِي سُنَنِهِ الْكُبْرَى : وَالسَّيْفُ فَجَعَلَهَا أَرْبَعًا ، وَلاِبْنِ مَاجَةَ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ كانْتَ تَزِيدُ مَعَهُنَّ السَّيْفَ.

(4/29)


8- باب فيمن اشتكى الشبق والجوع
3113- قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ الْغَسَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى ، قَالَ : وَاللَّهِ ، إِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ ، فَقَالَ : يَارَسُولَ اللهِ ، أَهلَكَنِي الشَّبَقُ وَالْجُوعُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا أَعْرَابِيُّ ، الشَّبَقُ وَالْجُوعُ ؟ قَالَ : هُوَ ذَاكَ ، قَالَ : فَاذْهَبْ فَأَوَّلُ امْرَأَةٍ تَلْقَاهَا ، لَيْسَ لَهَا زَوْجٌ ، فَهِيَ امْرَأَتُكَ ، قَالَ الأَعْرَابِيُّ : فَدَخَلتُ نَخْلَ بَنِي النَّجَّارِ ، فَإِذَا جَارِيَةٌ تَخْتَرِفُ فِي زِنْبِيلٍ ، فَقُلْتُ لَهَا : يَا ذَاتَ الزِّنْبِيلِ ، هَلْ لَكِ زَوجٌ ؟ قَالَتْ : لاَ ، قُلتُ : انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : فَنَزَلَتْ ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهَا إِلَى مَنْزِلِهَا ، فَقَالَتْ لأَبِيهَا : إِنَّ هَذَا الأَعْرَابِيَّ أَتَانَا ، وَأَنَا أَخْتَرِفُ فِي الزِّنْبِيلِ ، فَسَألَنِي : هَلْ لَكِ زَوْجٌ ؟ فَقُلْتُ : لاَ ، فَقَالَ : انْزِلِي ، فَقَد زَوَّجَنِيكِ رَسُولُ اللَّه صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَخَرَجَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى الأَعْرَابِيِّ ، فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابِيُّ : مَا ذَاتُ الزِّنْبِيلِ مِنْكَ ؟ قَالَ : ابْنَتِي ، قَالَ : هَلْ لَهَا زَوجٌ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : فَقَد زَوَّجَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَانْطَلَقَتِ الْجَارِيَةُ وَأَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَلْ لَهَا زَوْجٌ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : اذْهَبْ فَأَحْسِِنْ جِهَازَهَا ، ثُمَّ ابْعَثْ بِهَا إِلَيْهِ ، فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ ، فَجَهَّزَ ابْنَتَهُ ، وَأَحْسَنَ الْقِيَامَ عَلَيْهَا ، ثُمَّ بَعَثَ مَعَهَا بَتَمْرٍ وَلَبَنٍ ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى بَيْتِ الأَعْرَابِيِّ ، وَانْصَرَفَ الأَعْرَابِيُّ إِلَى بَيْتِهِ ، فَرَأَى جَارِيَةً مُصَنَّعَةً ، وَرَأَى تَمْرًا وَلَبَنًا ، فَقَامَ إِلَى الصَّلاَةِ ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ ، غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَغَدَا أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى ابْنَتِهِ ، فَقَالَتْ : وَاللهِ مَا قَرِبَنَا ، وَلاَ قَرِبَ تَمْرَنَا ، وَلاَ لَبَنَنَا ، قَالَ : فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَخبَرَهُ ، فَدَعَا الأَعْرَابِيَّ ، فَقَالَ : يَا أَعْرَابِيُّ ، مَا مَنَعَكَ مِنْ أَنْ تَكُونَ أَلْمَمْتَ بِأَهْلِكَ ؟ قَالَ : يَارَسُولَ اللهِ ، انْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِكَ ، ودَخَلتُ الْمَنْزِلَ ، فَإِذَا جَارِيَةٌ مُصَنَّعَةٌ ، وَرَأَيْتُ تَمْرًا وَلَبَنًا ، فَكَانَ يَجِبُ لِلَّهِ عَلَيَّ أَنْ أُحْيِيَ لَيْلَتِي إِلَى الصُّبْحِ ، فَقَالَ : يَا أَعْرَابِيُّ ، اذْهَبْ فَأَلِمَّ بِأَهْلِكَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، فَائِدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ضَعِيفٌ ، ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ ، وَالسَّاجِيُّ ، وَالْعُقَيْلِيُّ ، وَالْحَاكِمُ : رَوَى عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى أَحَادِيَثَ مَوْضَعَةً ، انْتَهَى.
وَعَبْدُ الرَّحِيمِ الرَّاوِي عَنْهُ كَذَّبَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ ، وَحَسَّنَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ : يُعْتَبَرُ حَدِيثُهُ إِذَا حَدَّثَ عَنِ الثِّقَاتِ مِنْ كِتَابِهِ ، فَإِنَّ فِيمَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ بِعْضُ الْمَنَاكِيرِ.@

(4/30)


3113/2- وَأَوْرَدَ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْرِيِّ هَذَا الْحَدِيثُ فِي كِتَابِ الْمَوْضُوعَاتِ ، فَقَالَ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى ، أَنْبَأَنَا ابْنُ أَعْيَنَ السَّرْخَسِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُزَيْمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ... فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ لاَ يَصِحُّ ، فِيهِ آفَتَانِ : أَحَدُهُمَا فَائِدَةُ ، وَالثَّانِيَةُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُونَ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْبَلاَءَ مِنْهُ.
9- باب الاستئمار وما يدعى به لمن يريد الزواج
3114- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد , عن يحيى بن سعيد ، عن القاسم ، أن عائشة زوجت ابنة عَبد الرحمن من المنذر بن الزبير ، فقال عَبد الرحمن : تزوجين ابنة رجل بغير أمره ؟ فغضبت عائشة وقالت للمنذر : لتملكها أمرها ، ففعل فلم يره شيئا.
3115- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً بِمَكَّةَ ، وَهُوَ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : لَيْتَ عِنْدِي مَنْ رَآهَا وَمَنْ يُخْبِرْ عَنْهَا فَقَالَ رَجُلٌ يُدْعَى هَيْتَ : أَنَا أَنْعَتُهَا لَكَ ، إِذَا أَقْبَلَتْ ، قُلْتُ : تَمْشِي عَلَى سِتٍّ ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ ، قُلْتُ : تَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَرَى هَذَا مُنْكَرًا ، أَرَاهُ يَعْرِفُ أَمْرَ النِّسَاءَ ، كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا ، يَعْنِي : سَوْدَةَ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَفَاهُ ، وَكَانَ ذَلِكَ حَتَّى إِمْرَةِ عُمَرَ ، فَكَانَ يُرَخِّصُ لَهُ أَنْ يَدْخُلَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَيَتَصَدَّقَ عَلَيه.

(4/31)


3115/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
3115/3- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَبْدِ الكريم ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ ، أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً بِمَكَّةَ ، وَهُوَ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : لَيْتَ عِنْدِي مَنْ رَآهَا ، أَوْ يُخْبِرُنِي عَنْهَا ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مُخَنَّثٌ يُقَالُ لَهُ : هَيْت : أَنَا أَنْعَتُهَا إِذَا أَقْبَلَتْ ، قُلْتُ : تَمْشِي بِأَرْبَعٍ ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ ، قُلْتُ : تَمْشِي بِثَمَانٍ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ أَرَى هَذَا يَعْرِفُ النِّسَاءَ وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى سَوْدَةَ ، فَنَهَاهَا أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهَا ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَفَاهُ ، وَكَانَ كَذَلِكَ حَتَّى كَانَ إِمْرَةُ عُمَرَ فَجَهِدَ ، فَكَانَ يُرَخِّصُ لَهُ أَنْ يَدْخُلَ الْمَدِينَةَ فَيَتَصَدَّقَ كُلَّ جُمُعَةٍ.
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ سَعْدٍ إِلاَّ ابْنُهُ عَامِرٌ ، وَلاَ عَنْهُ إِلاَّ مُجَاهِدٌ ، وَلاَ عَنْهُ إِلاَّ عَبْدُ الْكَرِيمِ ، وَلاَ عَنْهُ إِلاَّ ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، وَلاَ عَنْهُ إِلاَّ عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ ، وَلاَ رَوَاهُ إِلاَّ بَكْرٌ ، وَلاَ نَعْلَمُ أَسْنَدَ مُجَاهِدٌ عَنْ عَامِرٍ إِلاَّ هَذَا.
قُلْتُ : ابْنُ أَبِي لَيْلَى ضَعِيفٌ ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
3116- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ سُلَيْطٍ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا خَطَبَ فَاطِمَةَ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَرْحَبًا وَأَهْلاً ، اللهمَّ بَارِكْ فِيهِمَا ، وَبَارِكْ عَلَيْهِمَا ، وَبَارِكْ فِي شِبْلِهِمَا.
رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِمَا.
3117- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا الأَحْوَصُ الضَّبِّيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قِرْمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ ، عَنْ حَرَّةَ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَنَّهَا قَالَتْ : خَطَبَنِي عَلِيٌّ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ فَاطِمَةَ ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَتْ : إِنَّ أَسْمَاءَ مُتَزَوِّجَةٌ عَلِيًّا ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا كَانَ لَهَا أَنْ تُؤْذِيَ الله وَرَسُولَهُ.

(4/32)


3118- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرِّزِّاقِ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى جُلَيْبِيبٍ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى أَبِيهَا ، فَقَالَ : حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَنَعَمْ إِذًا فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَتِهِ ، فَذَكَرَ لَهَا ، فَقَالَتْ : لاَ هَا الله ، إِذَا مَا وَجَدَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلاَّ جُلَيْبِيبًا ، لَقَدْ مَنَعْنَاهَا مِنْ فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ قَالَ : وَالْجَارِيَةُ فِي سِتْرِهَا تَسْمَعُ ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِذَلِكَ ، فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ : أَتْرِيدُونَ أَنْ تَرُدُّوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمْرَهُ ؟ إِنْ كَانَ قَدْ رَضِيَهُ لَكُمْ ، فَأَنْكِحُوهُ ، وَكَأَنَّهَا جَلَتْ عَنْ أَبَوْيَهْا ، فَقَالاَ : صَدَقْتِ : فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ قَدْ رِضِيتَهُ ، فَقَدْ رَضِينَاهُ ، قَالَ : فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهُ قَالَ : فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ ، ثُمَّ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ، فَرَكِبَ جُلَيْبِيبٌ فَوَجَدَوهُ قَدْ قُتِلَ ، وَحَوْلُهُ نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ قَتَلَهُمْ قَالَ أَنَسٌ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا وَإِنَّهَا لَمِنْ أَنْفَقِ بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
3118/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْمُقَدِّمِيُّ ، حَدَّثَنَا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُقَالُ لَهُ : جُلَيْبِيبٌ ، فِي وَجْهِهِ دَمَامَةٌ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم التَّزَوُّجَ ، فَقَالَ : إِذًا تَجِدُنِي كَاسِدًا فَقَالَ : غَيْرَ أَنَّكَ عِنْدَ الله لَيْسَ بِكَاسِدٍ.
3118/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا دَيْلَمٌ ... فَذَكَرَهُ.
3119- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ المؤدب ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ ، وَاسْمُهُ الَّذِي يعرف به نعيم بن النحام ، وكان رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَمَّاهُ صَالِحًا ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : @

(4/33)


اخْطُبْ عَلَى ابْنَةِ صَالِحٍ ؟ فَقَالَ : لَهُ يَتَامَى ، وَلَمْ يَكُنْ لِيُؤْثِرَنَا عَلَيْهِمْ فَانْطَلَقَ عَبْدُ الله إِلَى عَمِّهِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ ، لِيَخْطُبَ عَلَيْهِ ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى صَالِحٍ ، فَقَالَ : إِنَّ عَبْدَ الله ابْنَ عُمَرَ أَرْسَلَنِي يَخْطُبُ ابْنَتَكَ فَقَالَ : لِي يَتَامَى ، وَلَمْ أَكُنْ لأُتْرِبَ لَحْمِي ، وَأَرْفَعَ لَحْمَكُمْ ، إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَنْكَحْتُهَا فُلاَنًا ، وَكَانَ هَوَى أُمِّهَا إِلَى عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ فَأَتَتْ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، خَطَبَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ ابْنَتِي ، فَأَنْكَحَهَا أَبُوهَا يَتَامَى فِي حِجْرِهِ ، وَلَمْ يُؤَامِرْهَا ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى صَالِحٍ ، فَقَالَ : أَنْكَحْتَ ابْنَتَكَ وَلَمْ تُؤَامِرْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَشِيرُوا عَلَى النِّسَاءِ فِي أَنْفُسِهِنَّ مَرَّتَيْنِ وَهُنَّ بِكْرٌ , فَقَالَ صَالِحٌ : أَنَا فَعَلْتُ هَذَا لَمَّا يَصْدُقُنَا ابْنُ عُمَرَ ، فَإِنَّ لَهَا مِنْ مَالِي مِثْلَ مَا أَعْطَاهَا.
3120- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ يَسْتَأْذِنُهُ فِي التَّزْوِيجِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي تَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَزَوَّجْ ، وَلاَ تُطَلِّقْ ، فَإِنَّ الله يَبْغَضُ الذَّوَّاقَاتِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ بِشْرٍ بن نمير.
3121- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ أَبُو مُعَاذٍ ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ ، قَالَ : إِنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ يَذْكُرُ فُلاَن.
3121/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، يَعْنِي ابْنَ عُتْبَةَ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِهِ ، جَلَسَ إِلَى خِدْرِهَا ، فَقَالَ : إِنَّ فُلاَنًا يَذْكُرُ فُلاَنَةً ، يُسَمِّيهَا وَيُسَمِّي الرَّجُلَ الَّذِي ذَكَرَهَا فَإِنْ هِيَ سَكَتَتْ زَوَّجَهَا ، وَإِنْ هِيَ كَرِهَتْ نَقَرَتِ السِّتْرَ ، فَإِذَا نَقَرَتْهُ لَمْ يُزَوِّجْهَا.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

(4/34)


3122- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ سَمِعَ أَبَاهُ بُرْدَةَ ، سَمِعَ أَبَا مُوسَى ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يُزَوِّجَ ابْنَتَهُ فَلْيَسْتَأْذِنْهَا.
3122/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ ... فَذَكَرَهُ.
3123- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ كَنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيِّ ، عَنْ أَبِي بَرَزَةَ الأَسْلَمِيُّ : أَنَّ جُلَيْبِيبًا كَانَ امْرَءًا مِنَ الأَنْصَارِ ، وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى النِّسَاءِ يَتَحَدَّثُ إِلَيْهِنَّ قَالَ أَبُو بَرَزَةَ : فَقُلْتُ : لاِمْرَأَتِي : اتَّقُوا ، لاَ تُدْخِلَنَّ عَلَيْكُنْ جُلَيْبِيبًا قَالَ : وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا كَانَ لأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ ، لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ لِلرَّسُولِ فِيهَا حَاجَةً ، أَوْ لاَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله ذَاتَ يَوْمٍ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ : يَا فُلاَنُ ، زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ قَالَ : نَعَمْ ، وَنِعْمَةُ عَيْنٍ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي لَسْتُ لِنَفْسِي أُرِيدُهَا قَالَ : فَلِمَنْ ؟ قَالَ : لِجُلَيْبِيبٍ قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، نَسْتَأْمُر أمهَا ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْطُبُ ابْنَتِكِ ، قَالَتْ : نَعَمْ ، نِعْمَةُ عَيْنٍ ، تُزَوَّجُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ لِنَفْسِهِ يُرِيدُهَا ، قَالَتْ : فلِمَنْ ؟ قَالَ : لِجُلَيْبِيبٍ قَالَتْ : حَلْقَى لِجُلَيْبِيبٍ الإبنة لاَ ، لَعَمْر الله لاَ تَزَوَّجُ جُلَيْبِيبًا ، فَلَمَّا قَامَ أَبُوهَا ، ليأَتَي النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَتِ الْفَتَاةُ مِنْ خِدْرِهَا : مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ ؟ قَالاَ : رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَتْ : أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمْرَهُ ؟ ارْفَعُونِي إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَإِنَّهُ لَنْ يُضَيَّعَنِي ، فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : شَأْنُكَ بِهَا ، فَزَوِّجْهَا جُلَيْبِيبًا.
قَالَ حَمَّادٌ : قَالَ لِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قلت لِثَابِتٍ : أتَدْرِي مَا دَعَا @

(4/35)


لَهَا بِهِ ؟ قُلْتُ : وَمَا دَعَا لَهَا بِهِ ؟ قَالَ : اللهمَّ صُبَّ الْخَيْرَ عَلَيْهَا صَبًّا ، وَلاَ تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا قَالَ ثَابِتٌ : فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ ، فَبَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَغْزًى لَهُ ، فَأَفَاءُ الله عَلَيْهِ ، قَالَ : هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ ؟ قَالُوا : نَفْقِدُ فُلاَنًا وَفُلاَنًا ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ قَالُوا : لاَ , قَالَ : لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا فَاطْلُبُوهُ فِي الْقَتْلَى فَنَظَرُوا فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ ، قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَقَتَلَ سَبْعَةً ؟ فذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ يَقُولُهَا سَبْعَةً ، فَوَضَعَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى سَاعِدَيْهِ ، مَا لَهُ سَرِيرٌ إِلاَّ سَاعِدَيْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، حَتَّى وَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ قَالَ ثَابِتٌ : فَمَا كَانَ فِي الأَنْصَارِ أَيِّمٌ أَنْفَقَ مِنْهَا.
قلتُ : في الصحيح طرف منه.
3123/2- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا عفان ، عن حماد بن سلمة.
وسيأتي لفظه فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ فِي مَنَاقِبِ جُلَيْبِيبٍ.
10- باب تزويج الأبكار وما جاء في الإقامة عندهن
3124- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبِرْقَانِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي سَفَرٍ ، فَعَرَسْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ ، ثُمَّ غَدَوْنَا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَجَعَلَ يَسْأَلُ رَجُلاً رَجُلاً : أَتَزَوَّجْتَ يَا فُلاَنُ ؟ أَتَزَوَّجْتَ يَا فُلاَنُ ؟ ثُمَّ قَالَ : تَزَوَّجْتَ يَا كَعْبُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا ؟ قُلْتُ : ثَيِّبٌ قَالَ : فَهَلاَّ بِكْرًا تَعَضُّهَا وَتَعَضُّكَ.
3125- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبْلَةَ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ دَهْقَانَ حَدَّثَنِي رَبِيعُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يَا فُلاَنُ ، تَزَوَّجْتَ ؟ قَالَ : لاَ ، فَقَالَ لِي : تَزَوَّجْتَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا ... فَذَكَرَهُ.
3125/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدِّمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَهْقَانَ ، حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنْت عِنْد النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ : أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله.

(4/36)


3126- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أرطأة ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْبِكْرَ ، فَلْيُقِمْ عِنْدَهَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
11- باب اتخاذ السراري وما جاء في نكاح أمهات الأولاد
3127- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَاشِمِيُّ ، حَدَّثَنِي ابن عَمٍّ لِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : عَلَيْكُمْ بِالسَّرَارِي ، فَإِنَّهُنَّ مُبَارَكَاتُ الأَرْحَامِ.
3128- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله الْبُوشَنْجِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِلاَثَةَ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَلَيْكُمْ بِالسَّرَارِي ... فَذَكَرَهُ.
3128/2- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ ، عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ.
وَمِنْ طَرِيقِ الْبَيْهَقِيِّ ، رَوَاهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كتاب الْمَوْضُوعَاتِ ، وَضَعَّفَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ بمحمد بن عبد الله بن علاثة وعمرو بن الحصين.
3129- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا حُيي بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَبْلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَنْكِحُوا أُمَّهَاتِ الأَوْلاَدِ ، فَإِنِّي أُبَاهِي بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

(4/37)


3129/2- رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا حَسَنٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ... فَذَكَرَهُ.
12- باب ما جاء فيمن تزوج امرأة أبيه
3130- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ بِرَأْسِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ . وأشعث هو ابن سياره.
3130/2- رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا عبيد بن جناد الحلبي ، حَدَّثَنَا عبيد الله بن عَمْرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عدي بن ثابت الأنصاري ، عن يزيد بن البراء ، عن أبيه قال : لقيت عمي وقد اعتقد راية ، فقلت : أين تريد ؟ قال : بعثني رسوله الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إلى رجل نكح امرأة أبيه أن أضرب عنقه ، وآخذ ماله.

(4/38)


3130/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيُّ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٍ ، أَنْبَأَنَا أَشْعَثُ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رجلاً إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَهُ ، وَيَأْتِي بِرَأْسِهِ.
3130/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ... فَذَكَرَهُ.
13- باب فيمن تزوج امرأة فوجد بها عيبا
3131- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن علي رضي الله عنهفي رجل تزوج امرأة وبها جنون - أو جذام ، أو برص - فقال : هي امرأته ، إن شاء طلق ، وإن شاء أمسك -.
هذا إسناد رجاله ثقات.
3131/2- رواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو حازم العبدوي الحافظ ، أَنْبَأَنَا أبو الفضل بن خميرويه الهروي ، حَدَّثَنَا أحمد بن نجدة ، حَدَّثَنَا سعيد بن منصور ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن مطرف ، عن الشعبي قال : قال علي رضي الله عنه : أيما رجل نكح امرأة وبها برص أو جنون أو جذام أو قرن ، فزوجها بالخيار ما لم يمسها ، إن شاء أمسك ، وإدت شاء طلق ، وإن مسها فلها المهر بما استحل من فرجها.
ورواه الثوري ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ، عن علي قال : إذا تزوج المرأة فوجد بها جنوناً أو برصاً أو جذاماً أو قرناً ، فدخل بها فهي امرأته ، إن شاء أمسك ، وإن شاء طلق.
زاد فيه وكيع ، عن الثوري : إذا لم يدخل بها فرق بينهما.
فكأنه أبطل خياره بالدخول بها ، والله أعلم.
3132- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ زَيْدٍ الطَّائِيُّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : تَزَوَّجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم امْرَأَةً مِنْ بَنِي غِفَارٍ ، فَلَمَّا دَخَلَ بِهَا وَوَضَعَتْ ثِيَابَهَا ، رَأَى فِي كَشْحِهَا بَيَاضًا ، يَعْنِي : الْبَرَصَ فَقَالَ : الْبَسِي ثِيَابَكِ ، وَالْحَقِي بِأَهْلِكِ.@

(4/39)


3132/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ كَعْبٍ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمَرَ لَهَا بِالصَّدَاقِ.
3132/3- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى الْحَلَبِيُّ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ ، حَدَّثَنِي جَمِيلُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : صَحِبْتُ شَيْخًا مِنَ الأَنْصَارِ ذَكَرَ أَنَّ لَهُ صُحْبَةً ، يُقَالُ لَهُ كَعْبُ بْنُ زَيْدٍ ، أَوْ زَيْدُ بْنُ كَعْبٍ ، فَحَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي غِفَارٍ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا وَقَعَدَ عَلَى الْفِرَاشِ ، وَوَضَعَ يَدَهُ ، رَأَى بِكَشْحِهَا بَيَاضًا ، فَقَامَ عَنِ الْفِرَاشِ ، وَلَبِسَ ثَوْبَهُ ، وَقَالَ : ضُمِّي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ ، وَلَمْ يَأْخُذْ مِمَّا آتَاهَا شَيْئًا.
3132/4- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : صَحِبْتُ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ : مَدَارُ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ ، وَالنَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِثِقَةٍ , وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : لَمْ يَصِحَّ حَدِيثُهُ , وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : وَاهِي , وَذَكَرَهُ السَّاجِيُّ ، وَالْعُقَيْلِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ , وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ : تَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، وَاضْطَرَبَ الرُّوَاةُ عَنْهُ لِهَذَا الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : قِيلَ عَنْهُ ، هَكَذَا ، وَكَذَلِكَ قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ جَمِيلٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِمَعْنَاهُ.
وَقِيلَ : عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ ، وَقَالَ : كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَقِيلَ : عَنْهُ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ كَعْبٍ وَقِيلَ : عَنْهُ كَعْبُ بْنُ زَيْدٍ ، أَوْ زَيْدُ بْنُ كَعْبٍ.
3133- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو بُكَيْرِ ابْنِ عَمِّ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ النَّخَعِيُّ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ الطَّائِيِّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم امْرَأَةً مِنْ بَنِي غِفَارٍ ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ رَأَى بِكَشْحِهَا بَيَاضًا ، فَرَدَّهَا ، وَقَالَ : دَلَّسْتُمْ عَلَيَّ.

(4/40)


3133/2- ورواه البيهقي في سننه : أنبأنا أبو سعد الماليني ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي ، أنبأنا الحسن بن سفيان ، حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر ، حَدَّثَنَا أبو بكير ، يعني النخعي ، عن جميل بن زيد الطائي ... فذكره.
3133/3- قال : وأنبأنا أحمد بن محمد الماليني ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي ، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، حَدَّثَنَا محمد بن جعفر الوركاني ، حَدَّثَنَا القاسم بن غصن ، عن جَمِيلِ بْنِ زَيْدِ , عن ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي غِفَارٍ ، فَلَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ ، رَأَى بِكَشْحِهَا بَيَاضًا ، فَأَمَارَ عَنْهَا ، وَقَالَ : أرْخِي عَلَيْكَ ، فَخَلَّى ثِيَابَهَا ، وَلَمْ يَأْخُذْ مِنْهَا شَيْئًا.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ : جَمِيلُ بْنُ زَيْدٍ ، تَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، وَاضْطَرَبَ الرُّوَاةُ عَنْهُ لِهَذَا الْحَدِيثِ.
الْكَشْحُ وَالْخَصْرُ مَا يَلِيَ الْخَاصِرَةَ ، قَالَهُ صَاحِبُ الْغَرِيبِ.
14- باب استئمار اليتيمة
3134- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رُوَادٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اسْتَأْذَنَ الْيَتِيمَةَ فِي نَفْسِهَا ، وَإِذْنُهَا سُكُوتُهَا.
3134/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو مُوسَى : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي نَفْسِهَا ، فَإِنْ سَكَتَتْ فَقَدْ أَذِنَتْ ، وَإِنْ أَنْكَرَتْ لَمْ تُنْكَحْ.
3134/3- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ ، ثِقَةٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي نَفْسِهَا ، فَإِنْ سَكَتَتْ فَقَدْ أَذِنَتْ ، وَإِنْ أَبَتْ لَمْ تُكْرَهْ.

(4/41)


3134/4- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، ح
3134/5- وَحَدَّثَنَا أَبُو قَطَن ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي يَعْلَى.
3134/6- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
3134/7- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، أنبأنا أبو علي الروذباري ، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ، حَدَّثَنَا إسحاق بن الحسن بن ميمون ، حَدَّثَنَا أبو نعيم ، حَدَّثَنَا يونس ، يعني : ابن أبي إسحاق ، حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي نَفْسِهَا ، فَإِنْ سَكَتَتْ فَقَدْ أَذِنَتْ ، وَإِنْ أَنْكَرَتْ لَمْ تُكْرَهْ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ حِبَّانَ ، وَالْحَاكِمِ ، وَالْبَيْهَقِيِّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
3135- وقال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا عبدان ، حَدَّثَنَا عبد الواحد بن زياد ، حَدَّثَنَا يونس قال : كان الحسن يكره أن يزوج اليتيم واليتيمة حتى يبلغا.

(4/42)


15- باب فيمن عرض ابنته على من يتزوجها وما جاء فيمن أذن في زواجها ثم أنكر أو زوجها ويقول كنت لاعبًا
3136- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بَكْرٍ ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، بِنْتٌ لِي كَذَا كَذَا ، فَذَكَرَتْ مِنْ حُسْنِهَا وَجَمَالِهَا ، فَأوثركَ بِهَا ، قَالَ : قَدْ قَبِلْتُهَا فَلَمْ تَزَلْ تَمْدَحُهَا حَتَّى ذَكَرَتْ أَنَّهَا لَمْ تُصْدَعْ وَلَمْ تَشْتَكِ شَيْئًا قَطُّ ، قَالَ : لاَ حَاجَةَ لِي فِي بنتك.
3136/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3137- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَعْرَابِيٌّ مَعَهُ ابْنَةٌ لَهُ حَسْنَاءُ ، فَجَعَلَ الأَعْرَابِيُّ يَعْرِضُهَا لرَسُولِ الله ، رَجَاءً أَنْ يَتَزَوَّجَهَا ، قَالَ : فَجَعَلْتُ أَلْتَفِتُ إِلَيْهَا ، وَجَعَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَأْخُذُ بِرَأْسِي فَيَلْوِيَهُ.
3138- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو فَرْوَةَ ، @

(4/43)


حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيُّ ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ ، قَالَ : لَقِيَهُ وَكَلَّمَهُ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : نُويبة فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، نُويبة خَيْرٍ ، أَوْ نُويبة شَرٍّ ؟ قَالَ : لاَ ، بَلْ خَيْرٌ ، نُويبة خَيْرٍ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، خَرَجْتُ مَعَ عَمٍّ لِي فِي سَفَرٍ ، فَأَدْرَكَهُ الْحَفَاءُ ، فَقَالَ : أعرنِي حَذَاءَكَ : فَقُلْتُ : لاَ أُعِيرُكَهَا ، أَوْ تُزَوِّجُنِي ابْنَتَكَ ، قَالَ : قَدْ زَوَّجْتُكَ قَالَ : فَلَمَّا أَتَيْنَا أَهْلَنَا ، بَعَثَ إِلَيَّ حِذَائِي ، وَقَالَ ، لاَ امْرَأَةَ لَكَ عِنْدِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعْهَا لاَ خَيْرَ لَكَ فِيهَا قَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ ذَوْدًا عَلَى صَنَمٍ مِنْ أَصْنَامِ الْجَاهِلِيَّةِ ، قَالَ : أَوْفِ بِنَذْرِكَ ، وَلاَ تَأْثَمْ بِرَبِّكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ ، لاَ وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ الله ، وَلاَ فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، وَلاَ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، الْوَرِقُ يُوجَدُ فِي الْقَرْيَةِ الْعَامِرَةِ ، أَوِ الطَّرِيقِ الْمَأْتِيِّ ؟ فَقَالَ : عَرِّفْهَا حَوْلاً ، فَإِنْ جَاءَ بَاغِيهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ ، وَإِلاَّ فَاحْفَصْ وِعَاءَهَا وَوِكَاءَهَا وَعَدَدَهَا ، ثُمَّ اسْتَمْتِعْ بِهَا قَالَ : قَلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، الْوَرِقُ يُوجَدُ فِي الأَرْضِ الْعَارِيَةِ ؟ قَالَ : فِيهَا ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، كَلْبِيَ الْمُعَلَّمُ أُرْسِلُهُ فَيَصْطَادُ ، فَمِنْهُ مَا أُدْرِكُ ، فَأُذَكِّي وَمِنْهُ مَا لاَ أُدْرِكُ ؟ قَالَ : كُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ كَلْبُكَ الْمُعَلَّمُ قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَ الله ، قَوْسِي أَرْمِي بِهَا فَأُصِيبُ ، مِنْهُ مَا أُذَكِّي ، وَمِنْهُ مَا لاَ أُدْرِكُ ؟ قَالَ : كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ قَالَ : قُلْتُ : أَرْمِي بِسَهْمي ، فَيَتَوَارَى عَنِّي ، فَأُصِيبُهُ ، وَفِيهِ سَهْمِي أَعْرِفُهُ ، وَلاَ أَذْكُرُهُ وَلَيْسَ بِهِ أَثَرٌ سِوَاهُ ؟ قَالَ : فَإِنْ لَمْ تَضِلَّهُ وَأَصَبْتَهُ وَفِيهِ سَهْمُكَ تَعْرِفُهُ ، وَلاَ تُنْكِرُ لَيْسَ بِهِ أَثَرٌ سِوَاهُ فَكُلْ ، وَإِلاَّ فَلاَ تَأْكُلْ قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَ الله ، الشَّاةُ تُوجَدُ بِأَرْضٍ فَلاَةٍ ؟ قَالَ : كُلْهَا فَإِنَّمَا هِيَ لَكَ ، أَوْ لأَخِيكَ ، أَوْ لِلذِّئْبِ قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَ الله ، الْبَعِيرُ أَوِ النَّاقَةُ ، تُوجَدُ فِي أَرْضِ الْفَلاَةِ عَلَيْهَا الْوِعَاءُ وَالسِّقَاءُ ؟ قَالَ : دَعْهَا مَا لَكَ وَلَهَا قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَ الله ، قُدورُ الْمُشْرِكِينَ نَطْبُخُ فِيهَا ؟ قَالَ : لاَ تَطْبُخُوا فِيهَا قُلْتُ : فَإِنِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا فَلَمْ نَجِدْ مِنْهَا بُدًّا ؟ قَالَ : فَارْحَضُوهَا رَحْضًا حَسَنًا ، ثُمَّ اطْبُخُوا وَكُلُوا.
قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي قِلاَبَةَ ، وَابْنِ مَاجَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ بِهِ بِاخْتِصَارٍ.

(4/44)


3139- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ ، وَيَقُولُ : كُنْتُ لاَعِبًا ، وَيُعْتِقُ مَمْلُوكَهُ ، وَيَقُولُ : كُنْتُ لاَعِبًا ، وَيُزَوِّجُ ابْنَتَهُ ، وَيَقُولُ : كُنْتُ لاَعِبًا ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ثَلاَثَةٌ مَنْ قَالَهُنَّ لاَعِبًا كُنَّ جَائِزَاتٍ عَلَيْهِ : الْعِتَاقُ ، وَالطَّلاَقُ ، وَالنِّكَاحُ فَأَنْزَلَ الله فِي ذَلِكَ {وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ الله هُزُوًا}.
3139/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يَجُوزُ اللَّعِبُ فِي ثَلاَثَةٍ : الطَّلاَقُ ، وَالنِّكَاحُ ، وَالْعِتَاقُ ، فَمَنْ قَالَهُنَّ فَقَدْ وَجَبْنَ.
16- باب فيمن زوج ابنته وهي كارهة
3140- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ مُهَاجِرِ بْنِ عِكْرِمَةَ , الْمَخْزُومِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَرَّقَ بَيْنَ جَارِيَةِ بَكْرٍ وَبَيْنَ زَوْجِهَا ، زَوَّجَهَا أَبُوهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ ، قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا زَوَّجَ أَحَدًا مِنْ بَنَاتِهِ أَتَى خِدْرَهَا ، فَقَالَ : إِنَّ فُلاَنًا يَذْكُرُ فُلاَنَةً.
3141- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ ، وَمُجَمِّعَ بْنَ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّيْنِ أخبراه ، أَنَّ رَجُلاً مِنْهُمْ يُدْعَى بِجُذَامٍ أَنْكَحَ ابْنَةً لَهُ ، فَكَرِهَتْ نِكَاحَ أَبِيهَا ، فَأَتَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ ، فَرَدَّ عَنْهَا نِكَاحَ أَبِيهَا ، فَنَكَحَتْ أَبَا لِبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ ، وَذَكَرَ يَحْيَى ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّهَا كَانَتْ ثَيِّبًا.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

(4/45)


3142- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، أَنَّ رَجُلاً زَوَّجَ بِنْتَهُ عَبْدَهُ ، فَكَرِهَا ذَلِكَ ، فَفَرَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَقَالَ : خَيِّرُوا النِّسَاءَ فِي أَنْفُسِهِنَّ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ يَحْيَى بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ.
17- باب فيمن أراد أن يتزوج يهودية
3143- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، قَالَ : أَرَادَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَنْ يَتَزَوَّجَ يَهُودِيَّةً ، فَسَأَلَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَنَهَاهُ ، وَقَالَ : إِنَّهَا لاَ تُحْصِنُكَ.
3143/3- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ , لم يسمع من كعب بن مالك , فروايته عنه مرسلة ، قاله الدارقطني والبيهقي.
رواه أبو داود في المراسيل من طريق أبي سبأ عتبة بن تميم ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ... فَذَكَرَهُ.
3143/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، حَدَّثَنَا أبو الْفَضْلُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الكرابيسي ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ ... فَذَكَرَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : يَهُودِيَّةٌ ، أَوْ نَصْرَانِيَّةٌ.

(4/46)


18- باب خطبة الرجل على خطبة أخية وما جاء في الأولياء
3144- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا عِمْرَانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَزِيدُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ ، وَلاَ يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَتِهِ.
قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ ، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْبُيُوعِ.
3145- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا هشيم ، حَدَّثَنَا يونس بن عبيد ، عن الحسن والمغيرة ، عن إبراهيم قال : لا نكاح إلاَّ بوليّ أو السلطان.
3146- قال : وَحَدَّثَنَا عبد الواحد بن زياد ، حَدَّثَنَا يونس بن عبيد قال : كان الحسن يقول : لا نكاح إلاَّ بوليّ.
3147- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ الأَنْطَاكِيُّ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تُنْكَحُ النِّسَاءُ إِلاَّ مِنَ الأَكْفَاءِ ، وَلاَ يُزَوِّجُهُنَّ إِلاَّ الأَوْلِيَاءُ ، وَلاَ مَهْرَ دُونَ عَشَرَةَ دَراهِمَ.
3147/2- رَوَاهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ : أنبأنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ حَمْزَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ : قال أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ : هَذَا الْحَدِيثُ مَعَ اخْتِلاَفِ أَلْفَاظِهِ فِي الْمُتُونِ ، وَاخْتِلاَفِ إِسْنَادِهِ بَاطِلٌ ، لاَ يَرْوِيهِ إِلاَّ مُبَشِّرٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : أَحَادِيثُهُ مَوْضُوعَةٌ ، كَذِبٌ ، لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ ، يَكْذِبُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الْمَوْضُوعَاتِ ، لاَ تَحِلُّ كِتَابَتُهُ إِلاَّ عَلَى سَبِيلِ التَّعَجُّبِ.@

(4/47)


3148- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ ، أَنْبَأَنَا الْحَجَّاجُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَطَبَ مَيْمُونَةَ ، وَجَعَلَتْ أَمْرَهَا إِلَى الْعَبَّاسِ ، فَزَوَّجَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
19- باب ما جاء في ستر البيت والغناء وإباحة الضرب بالدف وما لا يستنكر من القول
3149- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا بشر ، حَدَّثَنَا عَبد الرحمن بن إسحاق ، عن الزُّهْرِيّ ، عن سالم بن عَبد الله قال : عرست في عهد أبي فآذن أبي الناس ، فكان أبو أيوب فيمن آذنا ، وقد ستروا بجناد أخضر ، فأقبل أبو أيوب فدخل وأبي قائم ، فاطلع فرأى البيت مسترا بجناد أخضر ، فقال : يا عَبد الله ، أتسترون الجدر ؟ شتهال أبي - واستحيى : غلبتنا النساء ، يا أبا أيوب ، فقال : من خشيت أن تغلبه النساء فلم أخش أن تغلبك . ثم قال : لا أطعم لكم طعاماً ، ولا أدخل لكم بيتاً . ثم خرج.
3149/2- رواه البيهقي في سننه : من طريق ربيعة , عن عطاء قال : عرست ابناً لي فدعوت القاسم بن محمد ، وعبيد الله بن عُمَر ، فلما وقفا على الباب ، رأى عبيد الله البيت قد ستر بالديباج ، فرجع ودخل القاسم بن محمد ، فقلت : والله لقد مقتني حين انصرف ، فقلت : أصلحك الله ، والله إن ذلك لشيء ما صنعته ، وما هو إلاَّ شيء صنعته النساء وغلبونا عليه . قال : فحدثني أن عَبد الله بن عُمَر زوج ابنه سالماً ، فلما كان يوم عرسه ، دعا عَبد الله بن عُمَر ناساً فيهم أبو أيوب الأنصاري ، فلما وقف على الباب ، رأى أبو أيوب في البيت سترا من قَزٍّ ، فقال : لقد فعلتموها يا أبا عَبد الرحمن ، قد سترتم الجدر ثم انصرف . وفي رواية ... فذكره.@

(4/48)


3150- قَالَ : وَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا الأَجْلَحُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوَّجَتِ امْرَأَةً كَانَتْ عِنْدَهَا ، فَأَخَذُوهَا إِلَى زَوْجِهَا ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ أَرْسَلْتُمْ مَعَهَا مَنْ يَقُولُ : أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ فَحَيَّانَا وَحَيَّاكُمْ , فَإِنَّ الأَنْصَارَ قَوْمُ غَزَلٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ ، لِقُصُورِ الأَجْلَحِ عَنْ دَرَجَةِ الْحِفْظِ وَالإِتْقَانِ.
3150/2- رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الأَجْلَحِ ... فَذَكَرَه.
3150/4- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ... فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ فَإِنَّ الأَنْصَارَ قَوْمُ غَزَلٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ ، كَمَا أَوْضَحْتُهُ فِي الْكَلاَمِ عَلَى زَوَائِدِ ابْنِ مَاجَةَ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ.
3151- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا حماد بن زيد ، عن هشام بن حسانأن محمد بن سيرين كان يعجبه ضرب الدف عند الملاك
له شاهد من حديث محمد بن حاطب , رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه في سننهم.
ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر من حديث عائشة ، وسيأتي في الباب بعده.
3152- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا حماد ، عن أيوب , عن ابن عُمَر أن عُمَر رضي الله عنه
كان إذا سمع صوتاً فزع منه ، فإذا قيل : ختان أو عرس سكت.

(4/49)


3153- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ الْبَجَلِيِّ ، يَقُولُ : شَهِدْتُ ثَابِتَ بْنَ وَدِيعَةَ ، وَقُرُظَةَ بْنَ كَعْبٍ الأَنْصَارِيَّ فِي عُرْسٍ ، وَإِذَا غِنَاءٌ ، فَقَالَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ ، فَقَالاَ : إِنَّهُ رُخِّصَ فِي الْغِنَاءِ فِي الْعُرْسِ ، وَالْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ فِي غَيْرِ نِيَاحَةٍ.
3153/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو قُطْنٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو ، وَثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ ، وَقُرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ ، وَعِنْدَهُمْ جَوَارِي يُغَنِّينَ وَرَيْحَانٌ ، قُلْتُ : تَفْعَلُونَ هَذَا ؟ فَقَالُوا : إِنَّهُ رُخِّصَ لَنَا فِي الْغِنَاءِ فِي الْعُرْسِ ، وَالْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ مِنْ غَيْرِ نَوْحٍ.
3153/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي مَسْعُودٍ ، وَقُرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، وَعِنْدَهُمْ جَوَارِي يُعَنِّينَ بِالدُّفُوفِ ... فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي قُطْنٍ.
20- باب إعلان النكاح في المساجد وما جاء في أي يوم يكون التزويج
3154- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَعْلِنُوا النِّكَاحَ ، وَاجْعَلُوهُ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالدُّفُوفِ ، وَلْيُولِمْ أَحَدُكُمْ وَلَوْ بِشَاةٍ.
3154/2- قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ بِهِ.
وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، وَعِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ يُضَعِّفُ فِي الْحَدِيثِ انتهى.
وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَائِشَةَ دُونَ قَوْلِهِ وَلْيُولِمْ أَحَدُكُمْ وَلَوْ بِشَاةٍ ، وَقَالَ ابْنُ مَاجَةَ : بِالْغِرْبَالِ بَدَلَ الدُّفِّ.

(4/50)


3154/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ بِزِيَادَةٍ ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ بِهِ ، زَادَ وَلْيُولِمْ أَحَدُكُمْ وَلَوْ بِشَاةٍ ، فَإِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ وَقَدْ خَضَبَ بِالسَّوَادِ فَلْيُعْلِمْهَا ، وَلاَ يُغْرِبْهَا.
3155- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُحِبُّ إِبَانَةَ النِّكَاحِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الله : يَعْنِي : إِظْهَارَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
3156- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ ، حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مَرْوَانَ ، عَنْ نِعْمَةَ ، عَنْ أُمَيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ شَهِدَ إِمْلاَكَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ، فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله ، وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِئَةٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مَنْدَلٍ.
3157- وقال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا عَمْرو بن حصين ، حَدَّثَنَا يحيى بن العلاء ، حَدَّثَنَا عَبد الله ابن عَبد الرحمن ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : يوم الأحد يوم غرسٍ وبناء ، ويوم الاثنين يوم السفر ، ويوم الثلاثاء يوم الدم ، ويوم الأربعاء يوم أخذ لا عطاء فيه ، ويوم الخميس يوم دخول على السلطان ، ويوم الجمعة يوم تزويج وبَاءَةٍ.

(4/51)


21- باب في الترغيب في وفاء الصداق
3158- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ ، عَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ أَصْدَقَ امْرَأَةً صَدَاقًا وَالله يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَيْهَا ، فَغَرَّهَا بِالله ، وَاسْتَحَلَّ فَرْجَهَا بِالْبَاطِنِ ، لَقِيَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهُوَ زَانٍ ، وَمَنْ أَدَانَ دَيْنًا ، وَالله يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَى صَاحِبِهِ ، يَغُرُّهُ بِالله ، وَاسْتَحَلَّ مَالَهُ بِالْبَاطِلِ ، لَقِيَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ سَارِقٌ.
3158/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُطِيعٍ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ... فَذَكَرَهُ.
3158/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ صُهَيْبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ زِيَادِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَه.
3158/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقِ بْنِ أَسْمَاءَ الْجَرْمِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، حَدَّثَنِي بَعْضُ وَلَدِ صُهَيْبٍ ، أَنَّهُمْ قَالُوا لأَبِيهِمْ : مَالَكَ لاَ تُحَدِّثُنَا كَمَا يُحَدِّثُ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : أَمَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ كَمَا سَمِعُوا ، وَلَكِنْ يَمْنَعُنِي مِنَ الْحَدِيثِ حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ كَذَبَ عَلِيَّ مُتَعَمِّدًا ، فَلْيَتَبَوْأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ حَفِظَهُ قَلْبِي ، وَوَعَاهُ سَمْعِي ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : أَيُّمَا رَجُلٌ يَتَزَوَّجُ امْرَأَةً ، وَمِنْ نِيَّتِهِ أَنْ يَذْهَبَ بِصَدَاقِهَا ، فَهُوَ زَانٍ حَتَّى يَمُوتَ ، وَأَيُّمَا رَجُلٌ بَاعَ رَجُلاً بَيْعًا ، وَمِنْ نِيَّتِهِ أَنْ يَذْهَبَ بِحَقِّهِ ، فَهُوَ مُخْتَلِسٌ حَتَّى يَمُوتَ.
3158/5- ورواه الطبراني في الكبير : ولفظه قال : سمعت رسول الله يقول : أيما رجل تزوج امرأة ينوي أن لا يعطيها من صداقها شيئاً ، مات يوم يموت وهو زان ، وأيما رجل اشترى من رجل بيعاً ينوي ألا يعطيه من ثمنه شيئاً ، مات يوم يموت وهو خائن ، والخائن في النار.

(4/52)


3158/6- ورواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا علي بن محمد المقرئ ، أَنْبَأَنَا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حَدَّثَنَا يوسف بن يعقوب ، أَنْبَأَنَا أبو الربيع ، حَدَّثَنَا هشيم ... فذكر قصة الصداق حسب.
3158/7- قلت : روى ابن ماجه منه قصة الدين دودت باقيه من طريق يوسف بن محمد بن صيفي بن صهيب الخير ، حدثني عبد الحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب ، عن شعيب بن عَمْرو ، عن صهيب الخير ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
وهو حديث حسن ، كما بينته في الكلام على زوائد ابن ماجه.
ولما تقدم شاهد من حديث عَبد الله بن عُمَر ، رواه الحاكم وعنه البيهقي في سننه ولفظه أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن أعظم الذنوب عند الله - تعالى : رجل تزوج امرأة فلما قضى حاجته منها طلقها وذهب بمهرها ، ورجل استعمل رجلا فذهب بأجرته ، ورجل يقتل دابته عبثاً.
22- باب ما جاء في الإعانة على الزواج
3159- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فِضَالَةَ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَخْدِمُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ : يَا رَبِيعَةُ ، أَلاَ تَتَزَوَّجُ ؟ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، مَا عِنْدِي مَا يُقِيمُ امْرَأَةً ، وَلاَ أُحِبُّ أَنْ يَشْغَلَنِي عَنْ خِدْمَتِكَ شَيْءٌ ، ثُمَّ قَالَ يَوْمًا آخَرَ : يَا رَبِيعَةُ ، أَلاَ تَتَزَوَّجُ ؟ فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ : ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي : وَالله إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَعْلَمُ بِمَا يُصْلِحُنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيَايَ وَآخِرَتِي ، وَالله لَئِنْ قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الثَّالِثَةَ لأَقُولَنَّ : نَعَمْ ، ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ : يَا رَبِيعَةُ ، أَلاَ تَتَزَوَّجُ ؟ قُلْتُ : لِيَصْنَعْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا شَاءَ ، قَالَ : انْطَلِقْ إِلَى آلِ فُلاَنٍ ، نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقُلْ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُزَوِّجُونِي فُلاَنَةً فَقَالُوا : مَرْحبًا برَسُولِ الله ، وَبِرَسُولِ رَسُولِ الله ، وَالله لاَ يَرْجِعُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْيَوْمَ إِلاَّ بِحَاجَتِهِ ، قَالَ : فَزَوَّجُونِي ، وَأَكْرَمُونِي ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَرَآنِي كَئِيبًا حَزِينًا ، فَقَالَ : مَا لَكَ يَا رَبِيعَةُ ؟ @

(4/53)


قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَتَيْتُ قَوْمًا كِرَامًا ، فَأَكْرَمُونِي ، وَزَوَّجُونِي ، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أَسُوقُ لَهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا بُرَيْدَةُ الأَسْلَمِيَّ ، اجْمَعْ لِي فِي وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ فَجَمَعَ لِي فِيهَا ، فَقَالَ : انْطَلِقْ بِهَذَا إِلَيْهِمْ فَأَتَيْتُهُمْ فَقَبِلُوا ذَلِكَ مِنِّي وَرَحَّبُوا ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَرَآنِي كَئِيبًا حَزِينًا ، فَقَالَ : مَا لَكَ يَا رَبِيعَةُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَتَيْتُ قَوْمًا كِرَامًا ، فَقَبِلُوا ذَلِكَ مِنِّي وَرَحَّبُوا ، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُولِمُ بِهِ ، فَقَالَ : يَا بُرَيْدَةُ ، اجْمَعُوا لَهُ فِي ثُمَنِ كَبْشٍ ، فَجَمَعُوا لِي فِي ثَمَنِ كَبْشٍ عَظِيمٍ ، ثُمَّ قَالَ : ائْتِ عَائِشَةَ فَقُلْ لَهَا : يَقُولُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ادْفَعِي إِلَيْهِ ذَلِكَ الطَّعَامَ فَأَتَيْتُهَا ، فَقَالَتْ : دُونَكَ الْمَكْتَلَ ، وَالله مَا عِنْدَنَا غَيْرُهُ ، قَالَ : فَأَخَذْتُهُ ، فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : انْطَلِقْ بِهَذَا إِلَيْهِمْ ، فَلْيَصْلُحْ هَذَا عِنْدَكُمْ خُبْزًا ، وَلْيُنْضَجْ هَذَا عِنْدَهُمْ لَحْمًا فَأَتَيْتُهُمْ بِهِ ، فَقَالُوا : أَمَّا الْخُبْزُ ، فَنَحْنُ نَكْفِيكُمُوهُ ، فَاكْفُونَا أَنْتُمُ اللَّحْمَ ، فَانْطَلَقَ بِالْكَبْشِ إِلَى أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِي ، فَتَعَاوَنَّا عَلَيْهِ ، فَفَرَغْنَا مِنْهُ ، فانْطَلَقْتُ به ، فَأَولت فَدَعَوْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَجَابَنِي.
3159/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فِضَالَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ وَزَادَ فِي آخِرِهِ : ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَقْطَعَ أَبَا بَكْرٍ أَرْضًا لَهُ ، فَاخْتَلَفَا فِي عِذْقٍ ، فَقُلْتُ : هُوَ فِي أَرْضِي ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : هُوَ فِي أَرْضِي فَتَنَازَعْنَا ، فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ كَلِمَةً كَرِهْتُهَا ، فَنَدِمَ ، فَأَخْبَرَنِي ، فَقَالَ لِي : قُلْ لِي كَمَا قُلْتُ لَكَ ، قَالَ : قُلْتُ : لاَ ، وَأَبَيْتُ ، لاَ أَقُولُ لَكَ كَمَا قُلْتَ لِي ، قَالَ : إِذًِا آتِي رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : فَأَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَتَبِعْتُهُ ، فَجَائَنِي قَوْمٍ يَتْبَعُونِي ، فَقَالُوا لِي : رَحِمَهُ الله أَبَا بَكْر , فِي أَي شَيء يَسْتَعْدِي عَلَيكَ : رَسُولَ الله ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَكَ ، وَهُوَ يَأْتِي رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَيَشْكُو ، قَالَ : فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِمْ ، فَقُلْتُ : أَتَدْرُونَ مَنْ هَذا هَذَا الصِّدِّيقُ ، وَذُو شَيْبَةِ الْمُسْلِمِينَ ، ارْجِعُوا لاَ يَلْتَفِتُ فَيَرَاكُمْ ، فَيَظُنُّ أَنَّكُمْ إِنَّمَا جِئْتُمْ لِتُعِينُونِي ، فَيَغْضَبُ ، فَيَأْتِي رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَيُخْبِرُهُ ، فَيَهْلِكَ رَبِيعَةُ ، قَالَ : فَأَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : إِنِّي قُلْتُ لِرَبِيعَةَ كَلِمَةً كَرِهْتُهَا ، فَقُلْتُ لَهُ : يَقُولُ لِي مِثْلَ مَا قُلْتُ لَهُ ، فَأَبَى ، فَقَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا رَبِيعَةُ ، مَا لَكَ وَالصِّدِّيقُ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، لاَ وَالله لاَ أَقُولُ كَمَا قَالَ لِي ، قَالَ : أَجَلْ لاَ تَقُلْ كَمَا قَالَ لَكَ ، وَلَكِنْ قُلْ غَفَرَ الله لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ.

(4/54)


3159/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ ، يَعْنِي ابْنَ فِضَالَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ بِتَمَامِهِ ، بَزِيَادَةِ أَلْفَاظٍ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : يَا رَبِيعَةُ ، رُدَّ عَلَيَّ مِثْلَهَا حَتَّى تَكُونَ قِصَاصًا قَالَ : قُلْتُ : لا أَفْعَلُ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : لَتَقُولَنَّ ، أَوْ لأَسْتَعْدِيَنَّ عَلَيْكَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قُلْتُ : مَا أَنَا بِفَاعِلٍ فَرَكَضَ الأَرْضَ ، وَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَانْطَلَقْتُ أَتْلُوهُ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَسْلَمَ فَقَالُوا : رَحِمَ الله أَبَا بَكْرٍ فِي أَيِّ شَيْئٍ يَسْتَعْدِي عَلَيْكَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَكَ مَا قَالَ ؟ فَقُلْتُ : أَتْدَرُونَ مَنْ هَذَا ؟ هَذَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، هَذَا ثَانِيَ اثْنَيْنِ ، وَهَذَا ذُو شَيْبَةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَإِيَّاكُمْ لاَ يَلْتَفِتُ ، فَيَرَاكُمْ تَنْصُرُونِي عَلَيْهِ فَيَغْضَبُ ، فَيَأْتِي رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَيَغْضَبُ لِغَضَبِهِ ، فَيَغْضَبُ الله لِغَضَبِهِمَا ، فَيَهْلِكَ رَبِيعَةُ قَالُوا : مَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ : قَالَ ارْجِعُوا قَالَ : فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَتَبِعْتُهُ وَحْدِي ، حَتَّى أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ كَرِهْتُهَا ، فَقَالَ لِي : قُلْ كَمَا قُلْتُ حَتَّى يَكُونَ قِصَاصًا ، فَأَبَيْتُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَجَلْ ، فَلاَ تَرُدَّ عَلَيْهِ وَلَكِنْ قُلْ : غَفَرَ الله لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ : غَفَرَ الله لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ قَالَ الْحَسَنُ : فَوَلَّى أَبُو بَكْرٍ ، وَهُوَ يَبْكِي.
3160- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عِيسَى ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ حَاجِبُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ زَوَّجَ عَبْدًا لاَ يُزَوِّجُهُ إِلاَّ لَهُ ، تَوَّجَهُ الله تَاجًا فِي الْجَنَّةِ يُعْرَفُ بِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، مُرْسَلٌ ، أَوْ مُعْضَلٌ.
3161- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا بشرُ بْنُ سَيْحَانَ ، حَدَّثَنَا حَلْبَسُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، @

(4/55)


عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي زَوَّجْتُ ابْنَتِي ، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُعِينَنِي بِشَيْءٍ ، قَالَ : مَا عِنْدِي شَيْءٌ ، وَلَكِْنْ إِذَا كَانَ غَدًا ، فَائتِني بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ ، وَعُودِ شَجَرَةٍ وَآيَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، أَنْ تَدُقَّ نَاحِيَةَ الْبَابِ قَالَ : فَأَتَاهُ بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ ، وَعُودِ شَجَرَةٍ ، قَالَ : فَجَعَلَ يَسْلِتُ الْعَرَقَ مِنْ ذِرَاعَيْهِ حَتَّى امْتَلأَتِ الْقَارُورَةُ قَالَ : فَخُذْهَا وَمُرِ ابْنَتَكَ أَنْ تَغْمِسَ هَذَا الْعُودَ فِي الْقَارُورَةِ ، وَتَطَّيَّبَ بِهِ ، قَالَ : فَكَانَتْ إِذَا تَطَيَّبَتْ بِهِ ، شَمَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ رَائِحَةَ ذَلِكَ الطِّيبَ ، فَسُمُّوا بَيْتَ الْمُتَطَيِّبِينَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، حَلْبَسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِلاَبِيُّ الْبَصْرِيُّ ، بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ، وَتَسْكِينِ اللاَّمِ ، وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ ، قَالَ فِيهِ الدَّارَقُطْنِيُّ : مَتْرُوكٌ , وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ .
وأورد الذهبي هذا الحديث في كتإب الميزان مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَدِيٍّ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ، قَالَ الذَّهَبِيُّ : هَذَا مُنْكَرٌ جداً.
23- باب خطبة الحاجة وما يقرأ فيها
3162- قال أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ ، أَنْبَأَنَا خَالِدٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُعَلِّمُنَا خُطْبَةَ الْحَاجَةِ ، فَيَقُولُ : الْحَمْدُ للِّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَعُوذُ بِالله مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ الله فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
قال أبو عبيدة : وسمعت من أبي موسى يقول : كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : فإن شئت أن تصل خطبتك بآي من القرآن تقول : {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} {اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} { اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا} {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} أما بعد . ثم تكلم حاجتك.

(4/56)


3162/2- قلت : رواه النسائي فياليوم والليلة : عن زكريا بن يحيى ، عن وهب بن بقية به.
وله شاهد من حديث عَبد الله بن مسعود رواه أصحاب السنن الأربعة.
قال المزي في الأطراف : المحفوظ حديث أبي عبيدة ، عن أبيه - يعني : عَبد الله بن مسعود.
24- باب ما جاء في التستر عند الجماع وتركه
3163- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا مَنْدَلٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَسْتَتِرْ ، وَلاَ يَتَجَرَّدَانِ تَجَرُّدَ الْعِيرَيْنِ.
3163/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ ، حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ رَوَاهُ عَنِ الأَعْمَشِ ، إِلاَّ مَنْدَلٌ ، وَأَخْطَأَ فِيهِ.
وَذَكَرَ شَرِيكٌ أَنَّهُ كَانَ هُوَ وَمَنْدَلٌ عِنْدَ الأَعْمَشِ ، وَعِنْدَهُ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ ، فَحَدَّثَ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، بِهَذَا الْحَدِيثِ مُرْسَلاً.

(4/57)


3163/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّفَّاءُ ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو غَسَّانَ ، حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ ... فَذَكَرَهُ مَرْفُوعًا.
وَقَالَ : تَفَرَّدَ بِهِ مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ ، وَهُوَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ثَبْتًا ، فَمَحْمُودٌ فِي الأَخْلاَقِ.
قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ الله عَنْهُ : وَأَكْرَهُ أَنْ يَطَأَهَا ، وَالأُخْرَى تَنْظُرُ ، لأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ التَّسَتُّرِ ، وَلاَ مَحْمُودَ الأَخْلاَقِ ، وَلاَ يُشْبِهُ الْعِشْرَةَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يُعَاشِرَهَا بِالْمَعْرُوفِ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ فِي الرَّجُلِ يُجَامِعُ الْمَرْأَةَ ، وَالأُخْرَى تَسْمَعُ : قَالَ : كَانُوا يَكْرَهُونَ الْوَجْسَ ، وَهُوَ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَقَدْ رُوِيَ فِي مِثْلِ هَذَا مِنَ الْكَرَاهَةِ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ ، وَهُوَ بَعْضُ طرق الْحَدِيثِ ، حَتَّى الصَّبِيِّ فِي الْمَهْدِ.
قُلْتُ : وَلِحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ هَذَا شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي الْكَلاَمِ عَلَى زَوَائِدِ ابْنِ مَاجَهْ.
3164- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ الْكِنْدِيِّ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ ، أَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي لاَ أُحِبُّ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى عَوْرَةِ امْرَأَتِي ، وَلاَ تَرَى مِنِّي ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَلِمَ ذَلِكَ ؟ إِنَّ الله جَعَلَكَ لِبَاسًا لَهَا ، وَجَعَلَهَا لِبَاسًا لَكَ ، وَأَنَا أَرَى ذَلِكَ مِنْ أَهْلِي ، وَيَرَوْنَهُ مِنِّي قَالَ : فَمَنْ يُعْدِلُ بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ وَلَّى ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ ابْنَ مَظْعُونٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لَضَعْفِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِفْرِيقِيِّ ، وَقَدْ وَرَدَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ مَا يُخَالِفُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : مَا نَظَرْتُ ، أَوْ مَا رَأَيْتُ فَرْجَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَطُّ.
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمَعْجَمِ الصَّغِيرِ ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِهِ ، وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ ، رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ.

(4/58)


25- باب في إتيان الرجل أهله وتركه
3165- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ سَمِعَ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ ، يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ فِي أَشْيَاءَ يُؤْجَرُ فِيهَا الرَّجُلُ حَتَّى فِي غِشْيَانِهِ أَهْلَهُ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، كَيْفَ وَهُوَ شَهْوَتُهُ يَقْضِيهَا ؟ قَالَ : أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ فِي حَرَامٍ ، أَلَيْسَ كَانَ يُؤْزَرُ ؟ قَالُوا : بَلَى قَالَ : فَذَلِكَ يُؤْجَرُ.
لَمْ يَرْفَعْهُ شُعْبَةُ ، وَقَالَ الأَعْمَشُ : عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ.
قُلْتُ : حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ هَذَا ، رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا ابْنُ سُلَيْمٍ ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي هِلاَلٍ ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمُهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لَكَ فِي جِمَاعِ زَوْجَتِكَ أَجْرٌ فَقِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، فِي شَهْوَتِهِ يَكُونُ أَجْرٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ وَلَدٌ قَدْ أَدْرَكَ ، ثُمَّ مَاتَ ، أَكُنْتَ مُحْتَسِبَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : أَنْتَ كُنْتَ خَلَقْتَهُ قَالَ : بَلِ الله خَلَقَهُ قَالَ : أَنْتَ كُنْتَ هَدَيْتَهُ ؟ قَالَ : بَلِ الله هَدَاهُ قَالَ : أَنْتَ كُنْتُ تَرْزُقُهُ ؟ قَالَ : بَلِ الله كَانَ يَرْزُقُهُ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ضَعْهُ فِي حَلاَلِهِ ، وَأَقْرِرْهُ ، فَإِنْ شَاءَ الله أَحْيَاهُ ، وَإِنْ شَاءَ أَمَاتَهُ ، وَلَكَ أَجْرٌ.
3166- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حماد بن زيد ، حَدَّثَنَا فضيل بن ميسرة ، عن أبي حريز ، عن الحكم أن امرأة من طيّ من بني سنبس يقال لها : أم نعل أتت عليّاً وزوجها معها ، فقالت : إن زوجها لا يأتيها ، وإنها امرأة تريد الولد ، فقال الرجل : أما ترى ما عليها من نعمة ؟ - قال : وهي في هيئة حسنة - فقال له : ولا من السحر حيث يتحرك من الشيخ . قال : ولا من السحر . قال : هلكت وأهلكت . وأقبل عليها فقال لها ؟ اصبري حتى يفرج عنه.

(4/59)


26- باب أدب الجماع
3167- قال أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ أَبُو هَمَّامٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخَوَّاصُ ، قَالاَ : حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنِي عثمان بْنُ زُفَرَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَصْدُقْهَا ، فَإِنْ سَبَقَهَا فَلاَ يَعْجَلْهَا.
3168- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رُوَادٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَصْدُقْهَا ، ثُمَّ إِذَا قَضَى حَاجَتَهُ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَ ، فَلاَ يَعْجَلْهَا حَتَّى تَقْضِيَ حَاجَتَهَا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، ضِمْنَ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الطَّوِيلِ ، فِي كِتَابِ الْوَصَايَا : يَا عَلِيُّ ، وَلاَ تُجَامِعِ امْرَأَتَكَ فِي نِصْفِ الشَّهْرِ ، وَلاَ عِنْدَ غُرَّةِ الْهِلاَلِ ، أَمَا رَأَيْتَ الْمَجَانِينَ يُصْرَعُونَ فِيهِمَا كَثِيرًا.
27- باب ما يكره من ذكر الرجل إصابته أهله
3169- قال أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا دَرَّاجُ أَبُو السَّمْحِ ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : السِّبَاغُ حَرَامٌ.
3169/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ ... فَذَكَرَهُ.
3169/3- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ ، @

(4/60)


حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو أَسْلَمَةَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ هُوَ الْخُدْرِيُّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : أَلاَ عَسَى أَحَدُكُمْ أَنْ يَخْلُوَ بِأَهْلِهِ ، يُغْلِقُ بَابًا ، ثُمَّ يُرْخِي سِتْرًا ، ثُمَّ يَقْضِي حَاجَتَهُ ، ثُمَّ إِذَا خَرَجَ حَدَّثَ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ أَلاَ عَسَى إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَغْلِقَ بَابَهَا ، وَتُرْخِيَ سِتْرَهَا ، فَإِذَا قَضَتَ حَاجَتَهَا ، حَدَّثَتْ صَوَاحِبَتْهَا فَقَالَتِ امْرَأَةٌ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّهُنَّ لَيَفْعَلْنَ ، وَإِنَّهُمْ لَيَفْعَلُونَ قَالَ : فَلاَ تَفْعَلُوا ، فَإِنَّ مِثْلَ ذَلِكَ مِثْلُ شَيْطَانٍ لَقِيَ شَيْطَانَةً عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ ، فَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَتَرَكَهَا.
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَأَبُو سَلَمَةَ ثِقَةٌ ، وَمَهْدِيٌّ الْوَاسِطِيُّ لاَ بَأْسَ بِهِ.
3169/4- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنِ السَّمَّاكِ ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ.
قَالَ حَنْبَلٌ : قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : ابْنُ لَهِيعَةَ ، يَقُولُ : السِّبَاعُ ، يَعْنِي : الْمُفَاخَرَةَ بِالْجِمَاعِ ، قَالَ : وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ : السِّبَاعُ : يُرِيدُ جُلُود السِّبَاعِ.
قُلْتُ : وَلِحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ هَذَا شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِهِ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيِّ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ حَدِيثِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ.
السِّبَاعُ : بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ ، بَعْدَهَا بَاءٌ مُوَحَّدَةٌ هُوَ الْمَشْهُورُ ، وَقِيلَ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ.

(4/61)


28- باب الجنب يتوضأ كلما أراد إتيان واحدة أو أراد العود
3170- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مَعْتَمر ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي الْمُسْتَهِلِّ ، عَنْ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ ، فَأَرَادَ أَنْ يَعُودَ فَيْغَسِلَ فَرْجَهُ.
3170/2- رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، أَنْبَأَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ... فَذَكَرَهُ.
3170/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُبَيد الله ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي الْمُسْتَهِلِّ ... فَذَكَرَهُ.
قلت : مدار إسناد حديث عُمَر هذا على ليث بن أبى سليم ، وهو ضعيف ، لكن المتن له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري , رواه مسلم , وأصحاب السنن الأربعة ، ولفظه : إذا أتى أحدكم أهله ثم بدا له أن يعاود فليتوضأ بينهما وضوءًا.
ورواه البيهقي في سننه وزاد : فإنه أنشط له ولهذه الزيادة شاهد من حديث أبي رافع .
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وغيرهم.
ورواه البيهقي في سننه بسند ضعيف من حديث ابن عُمَر قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إذا أتيت أهلك فأردت أن تعود فتوضأوضوءك للصلاة.

(4/62)


29- باب ما جاء في المرأة المسوفة والمفشلة
3171- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ ، قَالَ : لَعَنَ الله الْمُسَوِّفَاتِ قِيلَ : وَمَا الْمُسَوِّفَاتُ ؟ قَالَ : الرَّجُلُ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ ، فَتَقُولُ : سَوْفَ ، سَوْفَ حَتَّى تَغْلِبَهُ عَلَيْهِ.
3172- وَبه قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ أَنْ تَنَامَ حَتَّى تَعْرِضَ نَفْسَهَا عَلَى زَوْجِهَا قَالَ : وَكَيْفَ تَعْرِضُ نَفْسَهَا عَلَى زَوْجِهَا ؟! قَالَ : تَخْلَعُ ثِيَابَهَا ، وَتَدْخُلُ مَعَهُ فِي لِحَافِهِ ، فَتَلْزِقُ جِلْدَهَا بِجِلْدِهِ ، فَإِذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ ، فَقَدْ عَرَضَتْ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ جَعْفَرِ بْنِ مَيْسَرَةَ.
3173- وََقال أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكُوفِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلاَءِ الرَّازِيِّ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَعَنَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمُسَوِّفَةَ وَالْمُفَسِّلَةَ ، فَأَمَّا الْمُسَوِّفَةُ ، فَالَّتِي إِذَا أَرَادَهَا زَوْجُهَا ، قَالَتْ : سَوْفَ ، الآنَ ، وَأَمَّا الْمُفَسِّلَةُ ، الَّتِي إِذَا أَرَادَهَا زَوْجُهَا ، قَالَتْ : إِنِّي حَائِضٌ ، وَلَيْسَتْ بِحَائِضٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، يَحْيَى بْنُ الْعَلاَءِ الرَّازِيُّ ، مَتْرُوكٌ.
30- باب النهي عن إتيان المرأة في دبرها
3174- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِيَّاكَ وَاللَّوْطِيَّةَ الصُّغْرَى , يَعْنِي , إِتْيَانَ الْمَرْأَةِ فِي دُبُرِهَا.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ مَهْدِيٍّ ، عَنْ هَمَّامٍ بِهِ.

(4/63)


3175- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ تُؤْتَى النِّسَاءُ فِي أَعْجَازِهِنَّ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ : وَهَلْ يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلاَّ كُلُّ أَحْمَقٍ فَاجِرٍ.
3176- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَحَاشُّ النِّسَاءِ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ.
3177- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْيَمَانِ ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْهَادِ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اسْتَحْيُوا مِنَ الله ، فَإِنَّ الله لاَ يَسْتَحِيِ مِنَ الْحَقِّ ، لاَ تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ.
3177/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْيَمَانِ ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ ، عَنْ طَاوُوسٍ ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ يُرْوَى عَنْ عُثْمَانَ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
قُلْتُ : قَالَ شَيْخُنَا أَبُو الْحَسَنِ الْهَيْثَمِيُّ : رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ ، فَإِنَّمَا أَخْرَجَ مُسْلِمٌ لِسَلَمَةَ ، وَزَمْعَةَ مُتَابَعَةً ، وَإِلاَّ فَهُمَا ضَعِيفَانِ ، وَالْحَدِيثُ مُنْكَرٌ ، لاَ يَصِحُّ مِنْ وَجْهٍ ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْبُخَارِيُّ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ.

(4/64)


31- باب ثواب المرأة إذا حملت ووضعت
3178- قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا يَعْمُرُ بْنُ بشر ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : أَرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لِلْمَرْأَةِ فِي حَمْلِهَا إِلَى وَضْعِهَا إِلَى فِصَالِهَا مِنَ الأَجْرِ ، كَالْمُتَشَحِّطِ فِي سَبِيلِ الله ، فَإِنْ هَلَكَتْ فِيهَا بَيْنَ ذَلِكَ ، فَلَهَا أَجْرُ شَهِيدِ.
3179- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ َ: وحَدَّثَنَا وَهْبٌ ، أَنْبَأَنَا خَالِدٌ ، عَنْ حُسَيْنٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنّ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مِنْ تِسْة وَتِسْعِينَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةً فِي الْجَنَّةِ ، وَبَقِيَّتُهُنَّ فِي النَّارِ ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى مَنْ حَضَرَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الْمُسْلِمَةَ إِذَا حَمَلَتْ ، فَإِنَّ لَهَا أَجْرُ الْقَائِمِ الصَّائِمِ ، الْمُحْرِمِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ الله ، فَإِذَا وَضَعَتْ ، فَإِنَّ لَهَا فِي أَوَّلِ رَضْعَةٍ أَجْرُ حَيَاةِ نَسَمَةٍ.
قُلْتُ : أَوْرَدَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ هَذَا الْمَتْنَ ، وَمَا قَبْلَهُ فِي كِتَابِ الْمَوْضُوعَاتِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَنَسٍ ، وَقَالَ : لاَ أَصْلَ لِهَذَا الْحَدِيثِ.
32- باب عشرة النساء
3180- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا ، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا ، وَخِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ لِنِسَائِهِمْ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.

(4/65)


3180/2- رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ : عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ ... فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ وَخِيَارُهُمْ ... إِلَى آخِرِهِ.
3180/3- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزْعَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ... فَذَكَرَهُ بِلَفْظٍ : خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِ.
3180/4- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ، عَنْ بِلاَلٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ حَنْطَبٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا ، وَخِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ لِنِسَائِهِم.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ، رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ ، مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
3181- وقال إسحاق بن راهويه : قلت لأبي أسامة : أحدثكم أبو طلق ، عن حنظلة ، @

(4/66)


حدثني أبي ، عن أوس بن ثريب التغلبي ، قال : أكريت جرير بن عَبد الله في الحج فقدم على عُمَر ، فسأله عن أشياء ، فكان فيما سأله قال : كيف وجدت نساءك ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، ما أستطيع أن أقبل امرأة منهن في غير يومها إلاَّ اتهمتني ، وما خرجت لحاجة إلاَّ قالت : كنت عند فلانة ، كنت عند فلانة ، فقال عُمَر , رضي الله عنه : إن كثيراً منهن لا يؤمن بالله ولا يؤمن للمؤمنين ، ولعل أحدًا ، ما يكون في حاجة بعضهن أو يأتي السوق فيشتري الحاجة لبعضهن فتتهمه ، فقال ابن مسعود : يا أمير المؤمنين ، أما علمت أن إبراهيم خليل الرحمن شكا إلى الله ذرباً في خلق سارة ، فقال له : إن المرأة كالضلع ، إن تركتها اعوجت ، وإن قومتها كسرت ، فاستمتع بها علىما فيها ، فضرب عُمَر بين كتفي ابن مسعود ، وقال : لقد جعل الله في قلبك يا ابن مسعود العلم غير قليل ؟ ، فأقر به أبو أسامة وقال : نعم.
3181/2- قال إسحاق بن راهويه : وأَنْبَأَنَا المخزومي ، حَدَّثَنَا عبد الواحد بن زياد ، حَدَّثَنَا أبو طلق ، حدثني أبي ، حنظلة بن نعيم ، حدثني ثريب , أو ابن ثريب ، قال : أكريت في الحج ، فدخلت المسجد ، فإذا عُمَر بن الخطاب قاعد وجرير بن عَبد الله في ناس ، فقال عُمَر لجرير ... فذكر مثله سواء ، وقال : درأً في خلق سارة.
3181/3- قال : وَحَدَّثَنَا سفيان بن عيينة ، عن الركين وأبي طلق ، عن رجل ، عن جرير - يزيد أحدهما على صاحبه ... فذكر نحوه.
3182- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ جَعْفَرٍ الأَحْمَرِ ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ ابْنِ قَعْنَبٍ ، عَنِ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْمَرْأَةُ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ، مَتَّى تُقِمْهُ تَكْسِرْهُ ، وَفِيهِنَّ أَوَدٌ وَبُلْغَةٌ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ.

(4/67)


3183- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا هَوَذَةُ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدَبٍ ، يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ ، وَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ أَعْوَجٍ ، وَإِنَّكَ تُرِيدَ إِقَامَةَ الضِّلَعِ تَكْسِرُهَا ، فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا ، فَدَارِهَا تَعِشْ بِهِا.
3183/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
3183/3- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْمُوصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
الضِّلَعِ : بِكَسْرِ الضَّادِ وَفَتْحِ اللاَّمِ ، وَسُكُونِهَا أَيْضًا ، وَالْفَتْحُ أَصَحُّ.
وَالْعِوَجُ : بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الْوَاوِ ، وَقِيلَ : إِذَا كَانَ فِيمَا هُوَ مُنْتَصِبٌ كَالْحَائِطِ ، وَالْعَصَا ، قِيلَ فِيهِ : عَوَجٌ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالْوَاوِ ، وَفِي غَيْرِ الْمُنْتَصِبِ كَالدِّينِ ، وَالْخُلُقِ ، وَالأَرْضِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ ، يُقَالُ فِيهِ : عِوَجٌ بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الْوَاوِ ، قَالَهُ ابْنُ السَّكِيتِ.
3184- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِخَزِيرَةٍ قَدْ طَبَخْتُهَا لَهُ ، فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ وَالنَّبِيُّ بَيْنِي وَبَيْنَهَا : كُلِي فَأَبَتْ ، فَقُلْتُ : لِتَأْكُلِنَّ ، أَوْ لأُلَطِّخَنَّ وَجْهَكَ فَأَبَتْ ، فَوَضَعَتُ يدَيِ فِي الْخَزِيرَةِ ، فَطَلَيْتُ وَجْهَهَا ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَوَضَعَ بِيَدِهِ لَهَا ، وَقَالَ لها : أَلْطِخِي وَجْهَهَا فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَنَا ، فَمَرَّ عُمَرُ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ الله ، يَا عَبْدَ الله فَظَنَّ أَنَّهُ سَيَدْخُلُ ، فَقَالَ : قُومَا فَاغْسِلاَ وُجُوهَكُمَا قَالَتْ عَائِشَةُ : فَمَا زِلْتُ أَهَابُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ ، لِهَيْبَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
الْخَزِيرَةُ : بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ ، وَكَسْرِ الزَّايِ ، وَفَتْحِ الرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ : هُوَ حِسَاءٌ يُعْمَلُ بِلَحْمٍ.

(4/68)


3185- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ أَبُو زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَثَمَةَ ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ وَهْبٍ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِهِ كُلَّ غَدَاةٍ ، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ ، فَكَانَتْ مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ عِنْدَهَا عَسَلٌ ، فَكَانَ إِذا دَخَلَ عَلَيْهَا أَحْضَرَتْ لَهُ مِنْهُ شَيْئًا ، فَيَمْكُثُ عِنْدَهَا ، وَإِنَّ عَائِشَةَ ، وَحَفْصَةَ ، وَجَدَتَا مِنْ ذَلِكَ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا قَالَتَا : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّا نَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَعَافِيرَ قَالَ : فَتَرَكَ ذَلِكَ الْعَسَلَ.
3186- قَالَ : وَحَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ نِسَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ بَيْنَهُنَّ شَيْءٌ ، فَجَعَلَ يَنْهَاهُنَّ فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
3186/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ، أَنْبَأَنَا خَالِدٌ ، عْنَ حُمَيْدٍ ... فَذَكَرَهُ
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3187- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ ، عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ.
3188- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا عُلَيْلَةَ بِنْتُ الْكُمَيْتِ ، @

(4/69)


حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَمِينَةُ ، أَنَّهَا حَدَّثَتْهَا أَمَةُ الله بِنْتُ رُزَيْنَةَ ، عَنْ أُمِّهَا رُزَيْنَةَ مَوْلاَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنَّ سَوْدَةَ الْيَمَانِيَّةَ جَاءَتْ عَائِشَةَ تَزُورُهَا ، وَعِنْدَهَا حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ ، فَجَاءَتْ سَوْدَةُ فِي هَيْئَةٍ ، وَفِي حَالَةٍ حَسَنَةٍ ، عَلَيْهَا دِرْعٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ ، وَخِمَارٌ كَذَلِكَ ، وَعَلَيْهَا نُقْطَتَانِ مِثْلُ الْعَدْسَتَيْنِ مِنْ طَيبِ زَعْفَرَانَ فِي مُؤْقَيْهَا ، قَالَتْ : وَأَدْرَكَتِ النِّسَاءُ يَتَزَيَّنَّ بِهِ ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، يَجِئُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فُشُقًا وَهَذِهِ بَيْنَنَا تَبْرُقُ ، فَقَالَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ : اتَّقِ الله يَا حَفْصَةُ ، اتَّقِ الله يَا حَفْصَةُ فَقَالَتْ : لأُفْسِدَنَّ عَلَيْهَا زِينَتَهَا قَالَتْ : مَا تَقُلْنَ ؟ وَكَانَ فِي أُذُنِهَا ثِقَلٌ ، قَالَتْ لَهَا حَفْصَةُ : يَا سَوْدَةَ ، خَرَجَ الأَعْوَرُ , قَالَتْ : نَعَمْ ، فَفَزِعَتْ فَزَعًا شَدِيدًا ، فَجَعَلَتْ تَنْتَفِضُ ، قَالَتْ : أَيْنَ أَخْتَبِئُ ؟ قَالَتْ : عَلَيْكَ بِالْخَيْمَةِ ، خَيْمَةٌ لَهُمْ مِنْ سَعَفٍ يَطْبُخُونَ فِيهَا ، فَذَهَبَتْ ، فَاخْتَبَأَتْ فِيهَا ، وَفِيهَا القذرٌ ، وَنَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ ، فَجَاءَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُمَا تَضْحَكَانِ ، لاَ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَتَكَلَّمَا مِنَ الضَّحِكِ ، فَقَالَ : مَا ذَا الضَّحِكُ ؟! ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَأَوْمَأَ بَأَيْدِيَهُمَا إِلَى الْخَيْمَةِ ، فَذَهَبَ ، فَإِذَا سَوْدَةُ تُرْعِدُ ، فَقَالَ لَهَا : يَا سَوْدَةَ ، مَالَكِ ؟ قَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، خَرَجَ الأَعْوَرُ ؟ قَالَ : مَا خَرَجَ وَلَيَخْرُجَنَّ ، مَا خَرَجَ وَلَيَخْرُجَنَّ , ثُمَّ دَخَلَ فَأَخْرَجَهَا ، فَجَعَلَ يَنْفُضُ عَنْهَا الْغُبَارَ ، وَنَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ.
وَسَيَأْتِي هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ الأَدَبِ في باب ....
33- باب ما جاء في الديوث والغيرة وما يدعى به لزوالها
3189- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ آلِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ عَمَّارٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ أَحَدِ رُوَاتِهِ , لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ ، مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ثَلاَثَةٌ قَدْ حَرَّمَ الله , تَبَارَكَ وَتَعَالَى , الْجَنَّةَ عَلَيْهِمْ : مُدْمِنُ الْخَمْرِ ، وَالْعَاقُ ، وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخَبَثَ.

(4/70)


3190- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقِ بْنِ أَسْمَاءَ الْجَرْمِيُّ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ ، وَأَخْرَجَ مَعَهُ نِسَاءَهُ ، قَالَتْ : وَكَانَ مَتَاعِي فِيهِ خِفٌّ ، وَكَانَ عَلَى جَمَلٍ نَاجٍ ، وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ فِيهِ ثِقَلٌ ، وَكَانَ عَلَى جَمَلٍ ثِقَالٍ له بطن ، يَتَبَطَّأُ بِالرَّكْبِ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : حَوِّلُوا مَتَاعَ عَائِشَةَ عَلَى جَمَلِ صَفِيَّةَ ، وَحَوِّلُوا مَتَاعَ صَفِيَّةَ عَلَى جَمَلِ عَائِشَةَ حَتَّى يَمْشِيَ الرَّكْبُ قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ ، قُلْتُ : يَا لعباد الله ، غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَتْ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ مَتَاعَكِ يَا أُمَّ عَبْدِ الله كَانَ فِيهِ خِفٌّ ، وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ فِيهِ ثِقَلٌ ، فَأَبْطَأَ بِالرَّكْبِ ، فَحَوَّلْنَا مَتَاعَهَا عَلَى بَعِيرِكِ ، وَحَوَّلْنَا مَتَاعَكِ عَلَى بَعِيرِهَا قَالَتْ : فَقُلْتُ : أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ الله ؟ قَالَتْ : فَتَبَسَّمَ ، قَالَ : أَوَ فِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ الله ؟ قَالَتْ : قُلْتُ : أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ الله ؟ فَهَلاَّ عَدَلْتَ ؟ وَسَمِعَنِي أَبُو بَكْرٍ ، وَكَانَ فِيهِ غَرْبٌ ، أَيْ : حِدَّةٌ ، فَأَقْبَلَ عَلِيَّ ، فَلَطَمَ وَجْهِي ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَهْلاً يَا أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالَتْ ؟ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الْغَيْرَى لاَ تُبَصِّرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أَعْلاَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بِتَمَامِهِ فِي كِتَابِ الْحَجِّ فِي بَابِ تَحْوِيلِ الأَمْتِعَةِ عَلَى الْجِمَالِ.

(4/71)


3191- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله لَيَغَارُ لِعَبْدِهِ الْمَؤْمِنِ ، فَلْيَغِرْ لِنَفْسِهِ.
3192- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ عَلَى فِرَاشِ الْمُغِيبَةِ ، كَمَثَلِ الَّذِي تَنْهَشُهُ الأُسُودُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ.
3193- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتِ : {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} , قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، وَهُوَ سَيِّدُ الأَنْصَارِ : أَهَكَذَا أُنْزِلَتْ يَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، أَلاَ تَسْمَعُونَ إِلَى مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، لاَ تَلُمْهُ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ غَيُورٌ ، وَالله مَا تَزَوَّجَ امْرَأَةً قَطُّ إِلاَّ بِكْرًا ، وَلا طَلَّقَ امْرَأَةً قَطُّ ، فَاجْتَرَأَ رَجُلٌ مِنَّا عَلَى أَنْ يَتَزَوَّجَهَا مِنْ شِدَّةِ غَيْرَتِهِ فَقَالَ سَعْدٌ : وَالله يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّهَا حَقٌّ ، وَأَنَّهَا مِنْ عِنْدِ الله ، وَلَكِنْ قَدْ تَعَجَّبْتُ أَنْ لَوْ وَجَدْتُ لَكَاعًا ، قَدْ تَفَخَّدَهَا رَجُلٌ ، وَلَمْ يَكُنْ لِي أَنْ أُهَيِّجَهُ ، وَلاَ أَنْ أُحَرِّكَهُ حَتَّى آتِي بَأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ، فَوَالله لاَ آتِي بِهِمْ ، حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ قَالَ : فَمَا لَبِثُوا إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى جَاءَ هِلاَلُ بْنُ أُمَيَّةَ ، وَهُوَ أَحَدُ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ ، فَجَاءَ مِنْ أَرْضِهِ عِشَاءً ، فَوَجَدَ عِنْدَ أَهْلِهِ رَجُلاً ، فَرَأَى بِعَيْنِهِ ، وَسَمِعَ بِأُذُنَيْهِ ، فَلَمْ يَهُجْهُ حَتَّى أَصْبَحَ ، فَغَدَا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي جِئْتُ أَهْلِي عِشَاءً ، فَوَجَدْتُ عِنْدَهَا رَجُلاً ، فَرَأَيْتُ بِعَيْنَيَّ ، وَسَمِعْتُ بِأُذُنَيَّ ، فَكَرِهَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا جَاءَ بِهِ ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ ، @

(4/72)


وَاجْتَمَعَتِ الأَنْصَارُ ، فَقَالُوا : قَدِ ابْتُلِينَا بِمَا قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، إِلاَّ أَنْ يَضْرِبَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هِلاَلَ بْنَ أُمَيَّةَ ، وَيُبْطِلَ شَهَادَتَهُ فِي الْمُسْلِمِينَ : فَقَالَ : وَالله إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ الله لِي مِنْهَا مَخْرَجًا ، فَقَالَ هِلاَلٌ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي أَرَى مَا اشْتَدَّ عَلَيْكَ بِمَا جِئْتُ بِهِ ، وَالله إِنِّي لَصَادِقٌ ، فَوالله إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَيُرِيدُ أَنْ يَأْمُرَ بِضَرْبِهِ ، إِذْ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْوَحْيُ ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ عَرَفُوا ذَلِكَ فِي تَرَبُّدِ جِلْدِهِ ، فَأَمْسَكُوا عَنْهُ حَتَّى فَرَغَ الْوَحْيُ ، فَنَزَلَتْ : {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلا أَنْفُسُهُمْ}.
3193/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ... فَذَكَرَهُ بنقص ألفاظ.
3193/3- ورَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ.
وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ اللِّعَانِ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.
قُلْتُ : قِصَّةُ هِلاَلِ بْنِ أُمَيَّةَ فِي الصَّحِيحِ ، وَإِنَّمَا ذَكَرْتُ أَوَّلَهُ ، تَضْمِينًا لِلْحَدِيثِ الْمُتَقَدِّمِ ، وَلَمْ أَرَهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ، وَالله أَعْلَمُ.
وَتَقَدَّمَ حَدِيثُ رُزَيْنَةَ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الأَدَبِ ، فِي بَابِ الْمِزَاحِ.
3194- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا أشهل ، حَدَّثَنَا ابن عون ، عن محمد قال : قدم رجل من تلك الفروج على عُمَر فنثر كنانته ، فسقطت صحيفة فإذا فيها :
ألا أبلغ أبا حفص رسولاً ... فدىً لك من أخي ثِقَةٍ إزاري
قَلائِصَنا هَداكَ الله إنا ... شُغِلْنَا عَنْكُمْ زَمَنَ الحِصَارِ
قلائصُ من بني سعد بن بكر ... وأَسْلَمَ أو جُهَيْنَةَ أو غَفَارِ
فما قُلُصٌ وُجِدْنَ معقِّلات ... فماسَلْعٍ بمُخْتَلَفِ التجار
يعقِّلْهنَ جَعْدَةُ من سُلَيْمٍ ... غويٌّ يبتغي سقط العذاري
قال : فقال عُمَر : ألا ادعوا لي جعدة بن سليم.
قَالَ : فدعاه فكلمه ، فأمر به فضربه مائة معقولا ، ونهاه أن يدخل على امرأة مغيبة.

(4/73)


3195- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا الْمُنَتَجِعُ بْنُ مُصْعَبٍ بَصْرِيٌّ ، حَدَّثَتْنِي رَبِيعَةُ ، حَدَّثَتْنِي أُمَيَّةُ ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ أَبِي عَسِيب : أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جَرْشَ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى بَعِيرٍ ، فَنَادَتْ : يَا عَائِشَةُ ، أَعِينِينِي بِدَعْوَةٍ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تُسَكِّنِينِي ، أَوْ تُطَيِّبِينِي بِهَا ، وَإِنَّهُ قَالَ لَهَا : ضَعِي يَدَكِ الْيُمْنَى عَلَى فُؤَادِكِ فَامْسَحِيهِ ، وَقُولِي : بِسْمِ الله ، اللهمَّ دَاوِنِي بِدَوَائِكَ ، وَاشْفِنِي بِشِفَائِكَ ، وَأَغْنِنِي بِغِنَاكَ وَبِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ، وَأَحْدِرْ عَنِّي أَذَاكَ قَالَتْ رَبِيعَةُ : فَدَعَوْتُ بِهِ فَوَجَدْتُهُ جَيِّدًا.
قَالَ الْمُنْتَجِعُ بْنُ مُصْعَبٍ : وَأَظُنُّ رَبِيعَةَ ، قَالَتْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ : إِنَّ الْمَرْأَةَ كَانَتْ غَيْرَى.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٍ ، لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ ، بَابِ مَا تَدْعُو بِهِ الْمَرْأَةُ الْغَيْرَى.
34- باب ترغيب الزوج في الوفاء بحق زوجته وحسن عشرتها والمرأة بحق زوجها وطاعته وترهيبها من إسخاطه ومخالفته
3196- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا لَيْثٌ ، عَنْ جَرِيرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْهُ ، فَقَالَتْ : مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى امْرَأَتِهِ ؟ فَقَالَ : لاَ تَمْنَعُهُ مِنْ نَفْسِهَا وَإِنْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ ، وَلاَ تُعْطِي مِنْ بَيْتِهِ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِهِ ، فَإِنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ كَانَ لَهُ الأَجْرُ وَعَلَيْهَا الْوِزْرُ ، وَلاَ تَصُومُ يَوْمًا تَطَوُّعًا إِلاَّ بِإِذْنِهِ ، فَإِنْ فَعَلَتْ أَثِمَتْ وَلَمْ تُؤْجَرْ ، وَلاَ تَخْرُجُ مِنْ بَيِّتِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ، فَإِنْ فَعَلَتْ لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ : مَلاَئِكَةُ الْغَضَبِ ، وَمَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ ، حَتَّى تَتُوبَ ، أَوْ تراجِعَ قِيلَ : وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا ، قَالَ : وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا.

(4/74)


3196/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ ، سَمِعْتُ عَطَاءً ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَتْ : مَا حَقُّ الرَّجُلِ عَلَى زَوْجَتِهِ ؟ ... فَذَكَرَهُ ، وَزَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ : وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا فَقَالَتْ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لاَ يَمْلِكُ عَلَى أَمْرِي رَجُلٌ أَبَدًا.
3196/3- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : أَتَتِ امْرَأَةٌ ، فَقَالَتْ : يَا نَبِيَّ الله ... فَذَكَرَ حَدِيثَ مُسَدَّدٍ بِزِيَادَتِهِ.
3196/4- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ قُطْبَةَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ الطَّيَالِسِيِّ ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ : وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا ؟ قَالَ : وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا.
3196/5- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي فُورَكٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.
3197- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : وَحَدَّثَنَا سَلاَّمُ بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، إِذْ جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا ، أَوْ صَبِيَّانِ لَهَا حَامِلَتَهُمَا وَبَنُونَ أُخَرُ قَالَ : وَأَحْسَبُهَا حَامِلاً ، قَالَ : وَأَحْسَبُهَا لَمْ تَسْأَلْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَئِذٍ شَيْئًا ، إِلاَّ أَعْطَاهَا ، فَلَمَّا أَدْبَرَتْ ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : حَامِلاَتٌ وَالِدَاتٌ رَحِيمَاتٌ ، لَوْلاَ مَا يَأْتِينَ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ دَخَلْنَ الْمُصَلِّيَّاتِ مِنْهُنَّ الْجَنَّةَ.

(4/75)


3197/2- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ , وفيه مقال ، حكى الترمذي في العلل عن البخاري أَنَّهُ قَالَ : سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي أُمَامَةَ.
رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ... فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ قَوْلِهِ وَبَنُونَ أُخَرُ قَالَ : وَأَحْسَبُهَا حَامِلاً ، قَالَ : وَأَحْسَبُهَا لَمْ تَسْأَلْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَئِذٍ شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهَا وَالْبَاقِي ، نَحْوَهُ.
3198- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمٍ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّنِي امْرَأَةٌ أَيِّمٌ ، فَأَخْبِرْنِي مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ ، فَقَالَ : إِنَّ حَقَّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ إِنْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرٍ أَنْ لاَ تَمْنَعَهُ ، وَمِنْ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ ، أَنْ لاَ تَصُومَ يَوْمًا تَطَوُّعًا إِلاَّ بِإِذْنِهِ ، فَإِنْ فَعَلَتْ ، جَاعَتْ وَعَطِشَتْ وَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهَا ، وَمِنْ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ ، أَلاَّ تُعْطِي مِنْ بَيْتِهِ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِهِ ، فَإِنْ فَعَلَتْ ، كَانَ الأَجْرُ لِغَيْرِهَا وَالشَّقَاءُ عَلَيْهَا ، وَمِنْ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ ، أَنْ لاَ تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهَا إِلاَّ بِإِذْنِهِ ، فَإِنْ فَعَلَتْ ، لَعَنَتْهَا مَلاَئِكَةُ السَّمَاءِ وَمَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ ، وَمَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ ، حَتَّى تَرْجِعَ ، أَوْ تَتُوبَ.

(4/76)


3198/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ... فَذَكَرَهُ.
3198/3- قَالَ : وحَدَّثَنَا زهير , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّفَاوِيُّ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : سَأَلَتِ امْرَأَةٌ امْرَأَةٌ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
3198/4- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله الْوَاسِطِيُّ ... فَذَكَرَهُ ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ : قَالَتْ : لاَ جَرَمَ ، لاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا.
3198/5- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَزِينٍ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ أَبِي الأَزْهَرِ ... فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ : تَفَرَّدَ بِهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ.
3199- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ ، عَنْ عَمَّتِهِ أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ قَالَ : كَيْفَ أَنْتِ لَهُ قَالَتْ : مَا آلُوهُ إِلاَّ مَا عَجَزْتُ عَنْهُ قَالَ : انْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ ، فَإِنَّهُ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ.
3199/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ... فَذَكَرَهُ.
3199/3- رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، أَخْبَرَنِي بُشَيْرُ بْنُ بَشَّارٍ.
3199/4- قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقٍ ، مِنْهَا ، عَنِ ابْنِ الْمُثَنَّى ، وَابْنِ بَشَّارٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ بِهِ.
3199/5- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

(4/77)


3199/6- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الله الْحَافظ ... فَذَكَرَهُ.
3200- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ ، أَنَّهُ سَمِعَهَا ، تَقُولُ : مَرَّ بِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا فِي نِسْوَةٍ ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا ، ثُمَّ قَالَ : إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَ الْمُنْعِمِينَ قُلْتُ : وَمَا كُفْرُ الْمُنْعِمِينَ ؟ قَالَ : لَعَلَّ إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَطُولَ أَيْمَتُهَا بَيْنَ أَبَوَيْهَا وَتَعْنُسُ ، ثُمَّ يَرْزُقُهَا الله زَوْجًا ، فَيَرْزُقُهَا مِنْهُ مَالاً وَوَلَدًا ، فَتَغْضَبُ الْغَضْبَةَ فَتَكْفُرُ بِهَا ، فَتَقُولُ : مَا رَأَيْتُ مِنْكَ مَكَانَ يَوْمٍ بِخَيْرٍ قَطُّ.
3200/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٌ ، عَنِ ابْنِ أَبِي غَنِيَّةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ ، قَالَتْ : مَرَّ بِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا وَجَوَارٍ أَتْرَابٌ ، فَقَالَ : إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَ الْمُنْعِمِينَ ... فَذَكَرَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : وَالله مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ.
3200/3- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ الْعَطَّارُ ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَرَجَ وَالنِّسَاءُ فِي جَانِبِ الْمَسْجِدِ ، فَسَمِعَ ضَوْضَاءَهُنَّ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ، إِنَّكُنَّ أَكْثَرُ حَطَبِ جَهَنَّمَ قَالَتْ : فَنَادَيْتُ رَسُولَ ، وَكُنْتُ جَرِيئَةً عَلَى كَلاَمِهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، بِمَ ؟ قَالَ : إِنَّكُنَّ إِذَا أُعْطِيتُنَّ لَمْ تَشْكُرْنَ ، وَإِذَا ابْتُلِيتُنَّ لَمْ تَصْبِرْنَ ، وَإِذَا أُمْسِكَ عَلَيْكُنَّ شَكَوْتُنَّ ، وَإِيَّاكُنَّ وَكُفْرَ الْمُنْعِمِينَ فَقُلْتُ : وَمَا الْمُنْعِمُونَ قَالَ : الْمَرْأَةُ تَكُونُ تَحْتَ الرَّجُلِ ، قَدْ وَلَدَتْ لَهُ الْوَلَدَيْنِ وَالثَّلاَثَةَ ، فَتَقُولُ : مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ.
3200/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَبِي حُسَيْنٍ سَمِعَ شَهْرًا ، سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ ، تَقُولُ : مَرَّ بِنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَفِي نِسْوَةٍ ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا ، ثُمَّ قَالَ : إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَانَ الْمُنْعِمِينَ قُلْتُ : وَمَا كُفْرَانَ الْمُنْعِمِينَ قَالَ : لَعَلَّ إِحْدَاكُنَّ أَنْ يَطُولَ لَبْثُهَا بَيْنَ أَبَوَيْهَا وَتَعْنُسُ ، ثُمَّ يَرْزُقُهَا الله , عَزَّ وَجَلَّ , زَوْجًا ، فَيَرْزُقُهَا مِنْهُ مَالاً وَوَلَدًا ، فَتَغْضَبُ الْغَضْبَةَ ، فَتَقُولُ : مَا رَأَيْتُ مِنْكَ يَوْمًا خَيْرًا قَطُّ.
3200/5- قَالَ : وَحَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ ، عَنْ شَهْرٍ ، حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّةَ ، قَالَتْ : مَرَّ بِنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَنَحْنُ فِي نِسْوَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ ، ثُمَّ تَبَسَّمَ ، قَالَ : إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَانَ الْمُنْعِمِينَ فَقُلْنَا : نَعُوذُ بِالله مِنْ كُفْرَانِ نِعَمِ الله فَقَالَ : إِنَّ إِحْدَاكُنَّ يَطُولُ لَبْثُهَا ، وَيَطُولُ تَعْنِيسُهَا ، فَيَرْزُقُهَا الله الزَّوْجَ ، وَيُفِيدُهُمَا الْوَلَدَ ، وَقُرَّةَ الْعَيْنِ ، فَتَغْضَبُ الْغَضْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

(4/78)


3200/6- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا هَاشِمٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنِي شَهْرٌ ، سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ ، تُحَدِّثُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمًا ، وَعُصْبَةٌ مِنَ النِّسَاءِ قُعُودٌ ، فَأَلْوَى بِيَدِهِ الْيُمْنَى بِالسَّلاَمِ ، فَقَالَ : إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَانَ الْمُنْعِمِينَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَعُوذُ بِالله يَا نَبِيَّ الله مِنْ كُفْرَانِ نِعَمِ الله قَالَ : بَلَى ، وَإِنَّ إِحْدَاكُنَّ تَطُولُ أَيْمَتُهَا ، وَيَطُولُ تَعْنِيسُهَا ، ثُمَّ يُزَوِّجُهَا الله الْبَعْلَ ، وَيُفِيدُهَا الْوَلَدَ ، وَقُرَّةَ الْعَيْنِ ، ثُمَّ تَغْضَبُ الْغَضْبَةَ ، فَتُقْسِمُ بِالله : مَا رَأَيْتُ مِنْهُ سَاعَةَ خَيْرٍ قَطُّ ، فَذَلِكَ مِنْ كُفْرَانِ نِعَمِ الله ، وَذَلِكَ مِنْ كُفْرَانِ الْمُنْعِمِينَ.
3200/7- قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ
وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ ، عَنْ شَهْرٍ ، مُقْتَصِرِينَ عَلَى الْجَمْلَةِ الأُولَى ، وَهِيَ قَوْلُهُ وَأَنَا فِي نِسْوَةٍ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا دُونَ بَاقِي الطُّرُقِ وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ.
3201- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، عَنِ الأَفْرِيقِيِّ ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غُرَابٍ ، عَنْ عَمَّةٍ لَهُ حَدَّثَتْهُ ، أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ الله عَنْهَا ، فَقَالَتْ : إِنَّ زَوْجَ إِحْدَانَا يُرِيدُهَا ، فَتَمْنَعُهُ نَفْسَهَا ، إِمَّا أَنْ تَكُونَ غَضْبَى ، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ غَيْرَ نَشِيطَةٍ لَهُ ، فَهَلْ عَلَيْهَا فِي ذَلِكَ مِنْ حَرَجٍ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، إِنَّ حَقَّهُ عَلَيْكِ ، أَوْ لَوْ أَرَادَكِ وَأَنْتِ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعيه قُلْتُ : إِنَّ إِحْدَانَا تَحِيضُ وَلَيْسَ لَهَا وَلِزَوْجِهَا إِلاَّ فِرَاشٌ وَاحِدٌ ، وَلِحَافٌ وَاحِدٌ ، كَيْفَ تَصْنَعُ ؟ قَالَتْ : تَشُدُّ عَلَيْهَا إِزَارَهَا ، ثُمَّ تَنَامُ مَعَهُ ، فَلَهُ فَوْقَ ذَلِكَ ، مَعَ أَنِّي سَوْفَ أُخْبِرُكِ مَا صَنَعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّهَا كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْهُ ، فَطَحَنْتُ شَيْئًا مِنْ شَعِيرٍ ، وَجَعَلْتُ لَهُ قُرْصًا ، فَرَجَعَ فَرَدَّ الْبَابَ ، وَمَشَى إِلَى الْمَسْجِدِ ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ أَغْلَقَ الْبَابَ ، وَأَوْكَأَ الْقِرْبَةَ ، وَأَكْفَأَ الْقَدَحَ وَالصَّفْحَةَ ، وَأَطْفَأَ السِّرَاجَ فَانْتَظَرْتُهُ يَنْصَرِفُ ، فَأُطْعِمُهُ الْقُرْصَ ، فَلَمْ @

(4/79)


يَنْصَرِفْ حَتَّى غَلَبَنِي النَّوْمُ ، وَأَوْجَعَهُ الْبَرْدُ ، فَأَقَامَنِي ، فَقَالَ : أَدْفِئِينِي فَقُلْتُ : إِنِّي حَائِضٌ فَقَالَ : وَأَنِ اكْشِفِي فَخْذَيْكِ ، فَكَشَفَ عِنْدَ فَخْذَيَّ ، فَوَضَعَ خَدَّهُ وَرَأْسَهُ عَلَى فَخْذَيَّ ، وَحَنَيْتُ عَلَيْهِ حَتَّى دَفِئَ وَنَامَ ، فَأَقْبَلَتْ شَاةٌ لِجَارٍ لَنَا دَاجِنَةٌ ، فَعَمَدَتْ إِلَى الْقُرْصِ فَأَخَذَتْهَا ، ثُمَّ أُخْبِرْتُ بِهَا ، قَالَتْ : فَقَلِقْتُ ، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَبَادَرْتُهَا إِلَى الْبَابِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خُذِي مَا أَدْرَكْتِ مِنْ قُرْصَكِ ، وَلاَ تُؤْذِي جَارَكِ فِي شَاتِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ الإِفْرِيقِيِّ ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ.
3201/2- رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِاخْتِصَارٍ ، عَنِ الْقَعْنَبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ بْنِ غَانِمٍ ، عَنِ الإِفْرِيقِيِّ بِهِ.
3202- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، عَنْ نَهَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَجُلاً أَتَى بِابْنَةٍ لَهُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، هَذِهِ ابْنَتِي ، وَأَبَتْ أَنْ تُزَوَّجَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَطِيعِي أَبَاكِ ، كُلُّ ذَلِكَ تَرُدُّ عَلَيْهِ مَقَالَتَهُ فَقَالَتْ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أَتَزَوَّجُ حَتَّى تُخْبِرَنِي مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى امْرَأَتِهِ ؟ قَالَ : لَوْ كَانَ بِهِ قَرْحٌ ، أَوِ ابْتَدَرَ مِنْخَرُهُ دَمًا وَصَدِيدًا ، ثُمَّ لَحِسْتِهِ بِلِسَانِكِ مَا أَدْيَتِ حَقَّهُ فَقَالَتْ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَقَالَ : لاَ تُنْكِحُوهُنَّ إِلاَّ بِإِذْنِهِنَّ.
3202/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ سَيارٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ ... فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ : لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَلاَ رَوَى عَنْ رَبِيعَةَ إِلاَّ جَعْفَرٌ.
3202/3- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ ... فَذَكَرَهُ.
3202/4- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ... فَذَكَرَهُ.

(4/80)


3202/5- وَعَنِ الْحَاكِمِ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ.
قَالَ شَيْخُنَا أَبُو الْحَسَنِ الْحَافِظُ الْهَيْثَمِيُّ : رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلاَّ نَهَارٌ وَهُوَ ثِقَةٌ.
قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ الْعَسْقَلاَنِيُّ : وَرَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ ، لَيْسَ هُوَ مِنْ رِجَالِ الصَّحِيحِ ، إِلاَّ فِي الْمُتَابَعَاتِ.
قُلْتُ : رَقَّمَ عَلَيْهِ الذَّهَبِيُّ فِي الْكَاشِفِ عَلاَمَةَ مُسْلِمٍ فِي الصَّحِيحِ ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَابْنُ سَعْدٍ ، وَابْنُ نُمَيْرٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَلَمْ يَنْفَرِدْ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ بِالرِّوَايَةِ ، فَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَيْضًا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ الذَّهَبِيُّ فِي الْكَاشِفِ.
3203- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ، فَجَاءَ بَعِيرٌ ، فَسَجَدَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ : يَا رَسُولَ الله ، أَلاَ نَسْجُدُ لَكَ ، فَقَدْ سَجَدَ لَكَ الْبَهَائِمُ وَالشَّجَرُ ؟ فَنَحْنُ أَحَقُّ أَنْ نَسْجُدَ لَكَ فَقَالَ : اعْبُدُوا رَبَّكُمْ ، وَأَكْرِمُوا أَخَاكُمْ ، فَلَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ ، لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً أَمَرَ امْرَأَتَهُ أَنْ تَنْقُلَ مِنْ جَبَلٍ أَحْمَرَ إِلَى جَبَلٍ أَسْوَدَ ، أَوْ جَبَلٍ أَسْوَدَ إِلَى جَبَلٍ أَحْمَرَ ، لَكَانَ نَوْلُهَا أَنْ تَفْعَلَ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ مُحْتَجٌّ بِهِمْ فِي الصَّحِيحِ ، إِلاَّ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ.
3203/2- رَوَى ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ مِنْهُ : لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا ... إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَاقِيهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ.

(4/81)


3204- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، عَنْ سَلْمَى ، قَالَتْ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي نِسْوَةٍ أُبَايِعُهُ مِنْ نِسَاءِ الأَنْصَارِ ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ فِينَا : أَلاَ لاَ تَغُشَّنَّ أَزْوَاجَكُنَّ ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا قُلْنَا : وَالله لَوْ رَجَعْنَا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَأَلْنَاهُ ، مَا غِشُّ أَزْوَاجِنَا ؟ فَرَجَعْنَا فَسَأَلْنَاهُ ، فَقَالَ : لاَ تُحَابِي ، أَوْ تُهَادِي بِمَالِهِ غَيْرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ ، وَتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.
3205- وقال أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا أبو أحمد ، حَدَّثَنَا مسعر ، عن أبي عتبة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ، أي الناس أعظم حقاً على المرأة ؟ قال : زوجها . قالت : فأي الناس أعظم حقاً على الرجل ؟ قال : أمه.
هذا إسناد حسن.
3205/2- رواه النسائي في الكبرى : عن محمود بن غيلان ، عن أبي أحمد الزبيري ، ... فذكره.
3205/3- ورواه البَزَّار : حَدَّثَنَا نصر بن علي وعمرو بن علي - واللفظ لعمرو - حَدَّثَنَا أبو أحمد ، حَدَّثَنَا مسعر ... فذكره.
قال البَزَّار : لا نعلمه مرفوعاً إلاَّ بهذا الإسناد ، وأبو عتبة ، لانعلم حدث عنه إلامسعر.
ورواه الحاكم.
3206- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ فَمَرِضَ أَبُوهَا ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ أَبِي مَرِيضٌ ، وَزَوْجِي يَأْبَى أَنْ يَأْذَنَ لِي أَنْ أُمَرِّضَهُ ؟ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَطِيعِي زَوْجَكِ فَمَاتَ أَبُوهَا ، فَاسْتَأْذَنَتْ زَوْجَهَا أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهَ ، فَأَبَى زَوْجُهَا أَنْ يَأْذَنَ لَهَا فِي الصَّلاَةِ ، فَسَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَطِيعِي زَوْجَكِ فَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا ، فَلَمْ تُصَلِّ عَلَى أَبِيهَا ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَدْ غَفَرَ الله لأَبِيكِ ، بِطَوَاعِيَّتِكِ زَوْجَكِ.

(4/82)


3206/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبَنَانِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلاً غَزَا ، وَامْرَأَتُهُ فِي عُلُوٍّ ، وَأَبُوهَا فِي أَسْفَلَ ، وَأَمَرَهَا أنْ لاَ تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهَا ، فَاشْتَكَى أَبُوهَا ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَخْبَرَتْهُ وَاسْتَأْذَنَتْهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا : أَنِ اتَّقِي الله ، وَأَطِيعِي زَوْجَكِ ثُمَّ إِنَّ أَبَاهَا مَاتَ ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَسْتَأْذِنُهُ وَتُخْبِرُهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا : أَنِ اتَّقِي الله ، وَأَطِيعِي زَوْجَكِ فَخَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَصَلَّى عَلَى أَبِيهَا ، وَقَالَ لَهَا : قَدْ غَفَرَ الله لأَبِيكِ بِطَوَاعِيَّتِكِ لزَوْجَكِ.
3207- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ مِنَ الْيَمَنِ ، قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمًا يَسْجُدُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ، أَفَلاَ نَسْجُدُ لَكَ ؟ قَالَ : لَوْ أَمَرْتُ شَيْئًا أَنْ يَسْجُدَ لِشَيْءٍ لأَمَرْتُ النِّسَاءَ يَسْجُدْنَ لأَزْوَاجِهِنَّ قَالَ الأَعْمَشُ : فَذَكَرَتُ ذلَكِ لإِبْرَاهِيمَ ، فَقَالَ : لَوْ أَنَّ امْرَأَةً لَحِسَتْ أَنْفَ زَوْجِهَا مِنَ الْجُذَامِ ، مَا أَدَّتْ حَقَّهُ.
هَذَا إِسَنادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3208- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : وحَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ عَلَى النِّسَاءِ ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُنَّ ، يَا كَوَافِرَ الْمُنْعِمِينَ قَالَتْ : فَقُلْنَ : نَعُوذُ بِالله أَنْ نَكْفُرَ نِعْمَةَ الله قَالَ : تَقُولُ إِحْدَاكُنَّ إِذَا غَضِبَتْ عَلَى زَوْجِهَا : مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مُجَالِدٍ وَالرَّاوِي عَنْهُ.
3209- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَامَ فِي @

(4/83)


النَّاسِ فَحَمِدَ الله ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ، إِنَّ الله يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ، إِنَّ الله يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خْيَرًا ، إِنَّ الله يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ ، وَبِآبَائِكُمْ ، وَإِخْوَانِكُمْ ، وَعَمَّاتِكُمْ ، وَخَالاَتِكُمْ ، إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْكَنَائِسِ ، لَيَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ وَمَا يَعْلَمُ مَا لَهُ بِهَا مِنَ الْخَيْرِ ، فَمَا يَرْغَبُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَمُوتَا حَرُمًا.
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ الْعَلاَءَ بْنَ سُفْيَانَ الْغَسَّانِيَّ ، فَقَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ من الْفَوَاحِشَ الَّتِي حَرَّمَ الله مِمَّا بَطَنَ ، لَمْ يُبَيَّنْ ذِكْرُهَا فِي الْقُرْآنِ : أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ ، فَإِذَا قَدِمَتْ صُحْبَتُهَا ، وَطَالَ عَدُّهَا ، وَنَفَضَتْ مَا فِي بَطْنِهَا ، طَلَّقَهَا مِنْ غَيْرِ رِيبَةٍ.
قُلْتُ : رَوَى ابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ : إِنَّ الله يُوصِيكُمْ بِأَمَّهَاتِكُمْ حَسْبُ مِنْ طَرِيقٍ.
3210- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَطَّابِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلَكِ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : دَخَلَتِ امْرَأَةُ ابْنُ مَظْعُونٍ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَرَأَيْنَهَا سَيِّئَةَ الْهَيْئَةِ ، فَقُلْنَ لَهَا : مَا لَكِ ؟ مَا فِي قُرَيْشٍ رَجُلٌ أَغْنَى مِنْ بَعْلِكِ قَالَتْ : مَا لَنَا مِنْهُ مِنْ شَيْءٍ ، أَمَّا نَهَارُهُ فَصَائِمٌ ، وَأَمَّا لَيْلُهُ فَقَائِمٌ قَالَ : فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَذَكَرَتُ ذَاكَ لَهُ قَالَ : فلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا عُثْمَانُ ، أَمَالَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ ؟ قَالَ : وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ الله ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ؟ قَالَ : أَمَّا أَنْتَ فَتَقُومُ بِاللَّيْلِ ، وَتَصُومُ بِالنَّهَارِ ، وَإِنَّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، فَصَلِّ وَنَمْ ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ قَالَ : فَأَتَتْهُمُ الْمَرْأَةُ بَعْدَ ذَلِكَ عَطِرَةٌ كَأَنَّهَا عَرُوسٌ ، فَقُلْنَ لَهَا : مَهْ قَالَتْ : أَصَابَنَا مَا أَصَابَ النَّاسَ.
3210/2- رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ.

(4/84)


3211- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا حَيَوَةُ ، حَدَّثَنَا أَبُو هَانِئٍ ، أَنَّ أَبَا عَلِيِّ بْنَ مَالِكٍ الْجَنْبِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ فِضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : ثَلاَثَةٌ لاَ يُسْأَلُ عَنْهُمْ : رَجُلٌ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ ، وَعَصَى إِمَامَهُ وَمَاتَ عَاصِيًا ، وَأَمَةٌ ، أَوْ عَبْدٍ أَبِقَ مِنْ سَيِّدِهِ فَمَاتَ ، وَامْرَأَةٌ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا ، وَقَدْ كَفَاهَا مُؤْنَةَ الدُّنْيَا فخانته بَعْدَهُ ، وَثَلاَثَةٌ لاَ يُسْأَلُ عَنْهُمْ : رَجُلٌ يُنَازِعُ الله إِزَارَهُ ، وَرَجُلٌ يُنَازِعُ الله رِدَاءَهُ ، فَإِنَّ رِدَاءَهُ الْكِبْرُ ، وَإِزْارَهُ الْعِزَّةُ ، وَرَجُلٌ فِي شَكٍّ مِنْ أَمْرِ الله ، وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ الله.
3212- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا نَهَّاسُ بنُ قَهْمٍ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيُّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صُهَيْبٍ أَنَّ مُعَاذًا لَمَّا قَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ مَا هَذَا يَا مُعَاذُ ؟ قَالَ : إِنِّي أَتَيْتُ الْيَمَنَ ، فَرَأَيْتُ الْيَهُودَ تَسْجُدُ لِعُظَمَائِهَا وَعُلَمَائِهَا ، وَرَأَيْتُ النَّصَارَى يَسْجُدُونَ لِقِسِّيسِهَا ، وَرُهْبَانِهَا وَأَسَاقِفِتهَا ، وَبَطَارِقَتِهَا ، فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : تَحِيَّةُ الأَنْبِيَاءِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا مُعَاذُ ، إِنَّهُمْ كَذَبُوا عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ ، لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ الله , عَزَّ وَجَلَّ ، لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا.
3213- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَّمٍ ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَلاَّمٍ ، عَنْ مَالِكٍ السَّكْسَكِيِّ ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ أَنْ تَأْخُذَ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلاَّ بِإِذْنِ زَوْجِهَا ، وَلاَ يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَأْخُذَ وَهُوَ كَارِهٌ ، وَلاَ تَخْرُجُ وَهُوَ كَارِهٌ بِغَيْرِ إِذْنِهِ ، وَلاَ تُطْمِعِ فِيهِ أَحَدًا مَا اصْطَحَبَا ، وَلاَ تُخَشِّنُ بِصَدْرِهِ ، وَلاَ تَعْتَزِلُ فِرَاشَهُ ، وَلاَ تُصَارِمُهُ ، وَإِنْ هُوَ أَظْلَمَ مِنْهَا أَنْ تَأْتِيَهُ حَتَّى تُرْضِيَهُ ، فَإِنْ هُوَ قَبِلَ مِنْهَا فَبِهَا وَنِعْمَتْ قَبِلَ الله عُذْرَهَا ، وَأَفْلَجَ حُجَّتَهَا ، وَلاَ إِثْمَ عَلَيْهَا ، وَإِنْ أَبَى الزَّوْجُ أَنْ يَرْضَى ، فَقَدْ أَبْلَغَتْ إِلَيْهِ عُذْرَهَا ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ، فَرَضِيَتْ بِالصِّرَامِ حَتَّى تَمْضِيَ لَهَا ثَلاَثُ لَيَالٍ ، وَأَذِنَتْ بِغَيْرِ إِذْنِهِ ، وَأَتَتْ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فِي زِيَارَةِ وَالِدٍ ، @

(4/85)


أَوْ غَيْرِهِ مَا شَهِدَ عِنْدَهَا ، وَأَحْنَثَتْ لَهُ قَسَمًا ، وَأَطَاعَتْ فِيهِ وَالِدًا ، أَوْ وَلَدًا ، أَوِ اعْتَزَلَتْ لَهُ مَضْجَعًا ، أَوْ خَشَّنَتْ لَهُ صَدْرًا ، فَإِنَّهُنَّ لاَ يَزَالُ يَكتب عَلَيْهِنَّ ثَلاَثٌ مِنَ الْكَبَائِرِ مَا فَعَلْنَ ذَلِكَ ؛ أَكْبَر الْكَبَائِرِ الإِشْرَاكُ بِالله ، وَقَتْلُ الْمُؤْمِنِ مُتَعَمِّدًا ، وَالثَّالِثُ آكِلُ الرِّبَا ، وَكَفَى بِالْمَرْأَةِ أَنْ تَأْتِيَ كُلَّمَا غَضِبَ عَلَيْهَا زَوْجُهَا ثَلاَثًا مِنَ الْكَبَائِرَ ، اسْتَحْوَذَ عَلَيْهَا الشَّيْطَانُ ، فَأَصْبَحَتْ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ.
قال : وَحَدَّثَنَا معاذ أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : لا تزال يلعنها الله وملائكته وخزان دار الرحمة ودار العذاب مما انتهكت من معصية الله.
هذا إسناد ضعيف , لضعف سفيان بن وكيع.
3213/2- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ : حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب وأبو عبد الله علي بن عَبد الله الحكيمي قالا : حَدَّثَنَا العباس بن محمد بن حاتم الدوري ، حَدَّثَنَا بشر بن عُمَر الزهراني ، حَدَّثَنَا شعيب بن رزيق الطائفي ، حَدَّثَنَا عطاء الخراساني ، عن مالك بن يخامر السكسكي ... فذكره دون قوله : وإن لم تفعل من ذلك شيئا ... إلى آخره.
3213/3- ورواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو عبد الله الحافظ ... فذكره.
أفلج حجتها - بالجيم - أي : أظهر حجتها وقواها.
قلت : وقد تقدم في كتاب الإيمان من حديث سلمى إحدى خالات رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ومبايعتها وفيه : ولا تغششن أزواجكن . قيل : وما غش أزواجنا ؟ قال : تأخذ ماله فتحابي به غير.

(4/86)


35- باب جواز الكذب على الزوجة ليرضيها
3214- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ الضَّبِّيُّ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنِ النُّوَاسِ بْنِ سَمْعَانِ بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَرِيَّةً ، فَمَرُّوا بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ ، فَقَالُوا : يَا أَعْرَابِيُّ ، اجْزُرْ لَنَا شَاةً قَالَ : فَأَتَاهُمْ بِعَتُودٍ مِنْ غَنَمِهِ ، فَقَالَ : اذْبَحُوا هَذَا ، فَقَالُوا : لمَا يُغْنِي هَذَا عَنَّا شَيْئًا قَالَ : فَاعْتَمَدُوا شَاةً مِنْ خِيَارِ غَنَمِهِ فَذَبَحُوهَا قَالَ : فَظَلُّوا يَطْبُخُونَ وَيَشْوُونَ ، قَالَ : حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ ، وَأَظَلَّ مَظَلَّةً ، قَالُوا : يَا أَعْرَابِيُّ ، أَخْرِجْ غَنَمَكَ حَتَّى نَقِيلَ فِي الْمُظْلِمَةِ قَالَ : أُنْشِدُكُمُ الله فَإِنَّهَا وُلَّدٌ فَإِنْ أَنَا أَخْرَجْتُهَا فَضَرَبَتهَا السَّمُومُ جرحت فَقَالُوا : أَنْفُسُنَا أَعَزُّ عَلَيْنَا مِنْ غَنَمِكَ قَالَ : فَأَخْرَجُوهَا ، فَضَرَبَهَا السَّمُومُ ، فَجرحَتْ قَالَ : ثُمَّ رَاحُوا مِنْ عِنْدِهِ ، وَتَرَكُوهُ حَتَّى أَتُوا الْمَدِينَةَ ، قَالَ : فَسَبَقَهُمُ الأَعْرَابِيُّ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، فَلَمَّا جَاؤُوا سَأَلَهُمْ عَنْ مَا ذَكَرُوا ، فَأَنْكَرُوا ، فَاعْتَمَدَ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، فَقَالَ : يَا فُلاَنُ ، إِنْ كَانَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِكَ خَيْرٌ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ أَصْدِقْنِي فَقَالَ : صَدَقَ يَا رَسُولَ الله الأَعْرَابِيُّ ، الْخَبَرُ مِثْلُ مَا قَالَ ، فَقَالَ : أَتَهَافَتُونَ فِي الْكَذِبِ تَهَافُتَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ ، كُلُّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ كَذِبًا لاَ مَحَالَةَ ، إِلاَّ أَنْ يَكْذِبَ رَجُلٌ فِي الْحَرْبِ ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ ، أَوْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ، لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا ، أَوْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ امْرَأَةً ، لِيُرْضِيَهَا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
3214/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ الْعَطَّارُ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةُ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنِ الزِّبِرْقَانِ ، عَنِ النُّوَاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَصْلُحُ الْكَذِبُ إِلاَّ فِي ثَلاَثَةٍ : الرَّجُلُ يَكْذِبُ فِي الْحَرْبِ ، وَالْحَرْبُ خُدْعَةٌ ، وَالرَّجُلُ يَكْذِبُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ، لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا ، وَالرَّجُلُ يَكْذِبُ امْرَأَةً ، يُرْضِيهَا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ جَامِعٍ ، ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.@

(4/87)


3215- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، وَخَلَفٌ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنِي ابْنُ خُثَيْمٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى أَنْ تَتَابَعُوا ، كَمَا يَتَتَابَعُ الْفَرَاشُ فِي النَّارِ ؟ كُلُّ الْكَذِبِ يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلاَّ ثَلاَثَ خِصَالٍ : رَجُلٌ كَذَبَ امْرَأَتَهُ ، لِيُرْضِيَهَا ، وَرَجُلٌ كَذَبَ بَيْنَ امْرَأَيْنِ ، لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا ، وَرَجُلٌ كَذَبَ فِي خَدِيعَةَ حَرْبٍ.
3215/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ وَغَيْرُهُ ، وَهَذَا لَفْظُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَ بَعْثًا إِلَى ضَاحِيَةِ مُضَرَ ، فَنَزَلُوا بِأَرْضٍ صَحْرَاءَ ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا إِذَا هُمْ بِقُبَّةٍ ، وَإِذَا بِفِنَائِهَا غَنَمٌ مُرَاحَةٌ ، فَأَتَوْا صَاحِبَ الْغَنَمِ ، فَوقَفُوا عَلَيْهِ ، فَقَالُوا : اجْزِرْنَا ، فَأَخْرَجَ لَهُمْ شَاةً فَسَحطُوهَا ، ثُمَّ أَخْرَجَ لَهُمْ شَاةً أُخْرَى ، فَسَحطُوهَا ، وَقَالَ : مَا فِي غَنَمِي إِلاَّ فَحْلُهَا ، أَوْ شَاةٌ وَبِيٌّ ، فَأَخَذُوا شَاةً مِنَ الْغَنَمِ ، فَلَمَّا افْتَرَقُوا وَأَظْهَرُوا ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ ظِلاَلٌ يَسْتَظِلُّونَ بِهَا مِنَ الْحَرِّ ، وَهُمْ بِأَرْضٍ لاَ ظِلاَلَ فِيهَا ، وَقَدْ قَالَ الأَعَرابِيُّ غَنَمَهُ فِي ظُلْمَتِهِ فَقَالُوا : نَحْنُ أَحَقُّ بِالظِّلِّ مِنْ هَذِهِ الْغَنَمِ ، فَأَتَوْهُ ، فَقَالُوا : أَخْرِجْ عَنَّا غَنَمَكَ ، فَنَسْتَظِلَّ فِي هَذَا الظِّلِّ فَقَالَ : إِنَّكُمْ مَتَى تُخْرِجُونَ غَنَمِي تَمْرَضُ ، وَتَطَرْحُ أَوْلاَدَهَا ، وَأَنَا امْرَؤٌ قَدْ زَكَّيْتُ وَأَسْلَمْتُ ، فَأَخْرَجُوا غَنَمَهُ ، فَلَمْ يَكُنْ إِلاَّ سَاعَةٌ مِنْ نَهَارٍ حَتَّى تَنَاعَرَتْ ، فَطَرَحَتْ أَوْلاَدَهَا ، فَأَقْبَلَ الأَعْرَابِيُّ سَرِيعًا ، حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَخْبَرَهُ الَّذِي صُنِعَ بِهِ ، فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا ، ثُمَّ أَجْلَسَهُ حَتَّى قَدِمَ الْقَوْمُ ، فَسَأَلَهُمْ ، فَقَالُوا : كَذَبَ ، فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعْضُ الْغَضَبِ فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ : وَالَّذِي أُقْسِمِ بِهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يُخْبِرَكَ الله بِخَبَرِي وَخَبَرِهِمْ ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ صَادِقٌ فَانْتَجَاهُمْ رَجُلاً رَجُلاً ، فَمَا انْتَجَى مِنْهُمْ رَجُلاً ، فَنَاشَدَهُ الله إِلاَّ حَدَّثَهُ كَمَا حَدَّثَهُ الأَعْرَابِيُّ ، فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، لاَ يَحْمِلَنَّكُمْ أَنْ تَتَابَعُوا فِي الْكَذِبِ كَمَا تَتََابَعُ الْفَرَاشَاتُ فِي النَّارِ ، كُلُّ الْكَذِبِ يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلاَّ ثَلاَثَ خِصَالٍ : امْرُؤٌ كَذَبَ امْرَأَتَهُ لِتَرْضَى عَنْهُ ، أَوْ رَجُلٌ كَذَبَ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ ، لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا ، أَوْ رَجُلٌ كَذَبَ فِي خَدِيعَةِ حَرْبٍ.
قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ بِاخْتِصَارٍ ، مِنْ طَرِيقِ ابْنِ خُثَيْمٍ وَقَالَ : حَسَنٌ ، لاَ نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ ، إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ خُثَيْمٍ.

(4/88)


36- باب ما جاء في العزل
3216- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ الْعَبْدِيُّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْعَزْلُ ، فَقَالَ : إِنْ قَضَى الله شَيْئًا لَيَكُونَنَّ وَإِنْ عَزَلَ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : وَإِنَّمَا عَزَلْتُ عَنْ أَمَةٍ لِي ، فَوَلَدَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ ، هَذَا الْغُلاَمَ.
3216/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُرْوَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْعَزْلِ ، فَقَالَ : أَنْتَ تَخْلُقُهُ ؟ أَنْتَ تَرْزُقُهُ ؟ أَقِرَّهُ قَرَارَهُ ، فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ.
3216/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ ثَوْبَانَ ، حَدَّثَنِي أَبُو رِفَاعَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ لِي جَارِيَةً وَأَنَا أَعْزِلُ عَنْهَا ، وَأَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ مِنِّي ، وَالْيَهُودُ تَزْعُمُ أَنَّهَا الْمَوْؤُودَةُ الصُّغْرَى ، فَقَالَ : كَذَبَتِ الْيَهُودُ ، لَوْ أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَهُ الله ، لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَصْرِفَهُ.
3216/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَدَّاكِ جَبْرُ بْنُ نَوْفٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : أَصَبْنَا سَبَايَا يَوْمَ حُنَيْنٍ ، فَسَأَلْنَا فَسَأَلْنَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْعَزْلِ ، فَقَالَ : لِيَصْنَعِ الرَّجُلُ مَا بَدَا لَهُ ، فَإِنَّ مَا قَدَّرَ الله سَيَكُونُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَرَخَّصَ لَنَا يَوْمَئِذٍ فِي ذَلِكَ.
3216/5- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا شَيْبَةُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ ، سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ مُرَّةَ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَشْجَعَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْعَزْلِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا قَضَى الله فِي الرَّحِمِ سَيَكُونُ.

(4/89)


3216/6- ورَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زَحْمَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ , أنبأنا ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن أبي سعيد ... فَذَكَرَهُ ، وَزَادَ وَكَانَ عُمَرُ ، وَابْنُ عُمَرَ يَكْرَهَانِ الْعَزْلَ ، وَكَانَ زَيْدٌ ، وَابْنُ مَسْعُودٍ يَعْزِلاَنِ.
3216/7- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عُقْبَةَ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الْيَهُودَ يَقُولُونَ : إِنَّ الْعَزْلَ الْمَوْؤُودَةُ الصُّغْرَى ، فَقَالَ : كَذَبَتِ يَهُودُ.
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُ رَوَى مُوسَى ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، إِلاَّ هَذَا الْحَدِيثَ ، هُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ ، لاَ بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ : طَرِيقُ مُسَدَّدٍ الثَّالِثَةُ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ ... فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ : فَرَخَّصَ لَنَا يَوْمَئِذٍ فِي ذَلِكَ.
3216/8- وَطَرِيقُ مُسَدَّدٍ الثَّانِيَةُ ، رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، عَنِ ابْنِ الْمُثَنَّى ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، بِهِ.

(4/90)


3217- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى ، عن شعبة ، عن حماد ، عن إبراهيم ، عن علقمة وأصحاب عَبد الله قالوا : لا بأس بالعزل.
وقال عَبد الله : لو أن النطفة التي خلقها الله استودعت صخرة صماء خرجت.
هذا إسناد رجاله ثقات.
3218- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ سِنَان أَبُو سِنَانٍ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ مَنْ عَزَلَ نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَأَتُوا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالُوا : إِنَّ نَفَرًا مِنَ الأَنْصَارِ يَعْزِلُونَ ، فَفَزِعَ ، وَقَالَ : إِنَّ النَّفْسَ الْمَخْلُوقَةَ لَكَائِنَةٌ فَمَا أَمَرَ ، وَلاَ نَهَى.
3219- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ ، عَنْ جَرِيرٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، مَا خَلَصْتُ إِلَيْكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلاَّ بِقَيْنَةٍ ، وَأَنَا أَعْزِلُ عَنْهَا ، أُرِيدُ بِهَا السُّوقَ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : جَاءَهَا مَا قُدِّرَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مَنْدَلٍ.
3220- وقال أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا أبو النضر ، حَدَّثَنَا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن رجل من بني سليم ، عن ابن عباس قال : لأن كان قال فيه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شيء فهو كما قال يعني : العزل , وأنا ، لا أرى به بأسًا ، زرعك إن شئت أعطشت ، وإن شئت سقيت.
3220/2- رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ : حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا أسيد ابن عاصم ، حَدَّثَنَا الحسين بن حفص ، عن سفيان ، عن سلمة بن تمام ، عن الشعبي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن العزلة ، فقال : ما كان ابن آدم يقتل نفساً قضى الله لخلقها ، حرثك إن شئت عطشته ، وإن شئت سقيته.

(4/91)


3220/3- وعن الحاكم رواه البيهقي في سننه واللفظ له قال : أَنْبَأَنَا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عَمْرو قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ... فذكره.
37- باب النهي أن يطرق الرجل أهله ليلاً
3221- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ رَوَاحَةَ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي غَزَاةٍ ، فَاسْتَأْذَنْتُ ، فَتَعَجَّلْتُ ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى الْبَابِ ، فَإِذَا الْمِصْبَاحُ يَتَأَجَّجُ ، فَإِذَا بِشَيْءٍ أَبْيَضُ نَائِمٌ ، فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي ، ثُمَّ حَرَّكْتُهَا ، فَقَالَتْ : إِلَيْكَ إِلَيْكَ ، فُلاَنَةُ كَانَتْ عِنْدِي مَشَّطَتْنِي ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَخْبَرْتُهُ ، فَنَهَى أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلاً.
3221/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ رَوَاحَةَ أَنَّهُ قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَتَعَجَّلَ امْرَأَتَهُ ، فَإِذَا فِي بَيْتِهِ مِصْبَاحٌ ، وَإِذَا مَعَ امْرَأَتِهِ شَيْءٌ ، فَأَخَذَ السَّيْفَ ، فَقَالَتْ : إِلَيْكَ عَنِّي ، فُلاَنَةٌ تُمَشِّطُنِي ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ مَدَارُ إِسْنَادِهِ عَلَى حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
38- باب ضرب النساء
3222- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَتَتِ امْرَأَةُ الْوَلِيدِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَشْكُو زَوْجَهَا أَنَّهُ يَضْرِبُهَا ، قَالَ لَهَا : اذْهَبِي إِلَيْهِ فَقُولِي لَهُ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : كَيْتَ وَكَيْتَ ، فَذَهَبَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ ، فَقَالَتْ : إِنَّهُ عَادَ فَضَرَبَنِي ، فَقَالَ : مَرَّةً أُخْرَى ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ ، فَأَخَذَ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبٍ ، فَقَالَ : اذْهَبِي إِلَيْهِ فَقُولِي : كَيْتَ وَكَيْتَ ، فَعَادَتْ فَقَالَتْ : إِنَّهُ يَضْرِبُنِي ، فَرَفَعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَدَيْهِ ، فَقَالَ : اللهمَّ عَلَيْكَ بِالْوَلِيدِ أَثَمْتَ بِي ، فَقَالَ : اللهمَّ عَلَيْكَ بِالْوَلِيدِ أَثَمْتَ بِي.

(4/92)


3222/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ ... فَذَكَرَهُ ، إِلاَّ أَنَّهَا فِي الثَّالِثَةِ قَالَتْ : يَا رَسُولَ الله مَا زَادَنِي إِلاَّ ضَرْبًا ، قَالَ : فَرَفَعَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : اللهمَّ عَلَيْكَ بِالْوَلِيدِ مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا ، وَلَمْ يَقُلْ : أَثَمْتَ بِي فِي الْمَوْضِعَيْنِ.
3222/3- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ عَلِيٍّ : أَنَّ امْرَأَةَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَشْكُو الْوَلِيدَ أَنَّهُ يَضْرِبُهَا ، فَقَالَ : ارْجَعِي فَقُولِي لَهُ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَدْ أَجَارَنِي ، قال : فَانْطَلَقَتْ فَمَكَثَتْ سَاعَةً ، ثُمَّ جَاءَتْ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، مَا أَقْلَعَ عَنِّي ، قَالَ : فَقَطَعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهِ ، فَأَعْطَاهَا ، فَقَالَ : قُولِي إِنَّ رَسُولَ الله قَدْ أَجَارَنِي ، هَذِهِ هُدْبَةٌ مِنْ ثَوْبِهِ ، فَمَكَثَتْ سَاعَةً ، ثُمَّ إِنَّهَا رَجَعَتْ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، مَا زَادَنِي إِلاَّ ضَرْبًا ، فَرَفَعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَدَهُ ، فَقَالَ : اللهمَّ عَلَيْكَ بِالْوَلِيدِ ، مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا.
3222/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ... فَذَكَرَهُ.
3222/5- رَوَاهُ عَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مِنْ زِيَادَاتِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ : حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَعُبيد الله بْنُ عُمَرَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
39- باب لا تنكح المرأة على عمتها ولا خالتها
3223- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَانَا عَنْ لِبْسَتَيْنِ : الصَّمَّاءِ ، وَهُوَ أَنْ يَلْتَحِفَ الرَّجُلِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ، يَرْفَعُ جَانِبَهُ عَلَى مِنْكَبِهِ ، لَيْسَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ غَيْرَهُ ، أَوْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ، لَيْسَ بَيْنَ فَرْجِهِ وَبَيْنَ السَّمَاءِ شَيْءٌ ، يَعْنِي : سِتْرًا ، وَنَهَانَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ نِكَاحينِ ، أَنْ يَتَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ عَلَى عَمَّتِهَا ، أَوْ عَلَى خَالَتِهَا ، وَنَهَانَا عَنْ طُعْمَتَيْنِ : الْجُلُوسِ عَلَى مَائِدَةٍ عَلَيْهَا الْخَمْرُ ، وَأَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ وَهُوَ مُنْبَطِحٌ عَلَى بَطْنِهِ ، وَنَهَانَا عَنْ بَيْعَتَيْنِ : عَنْ بَيْعِ الْمُنَابَذَةِ وَالْمُلاَمَسَةِ ، وَهِيَ بُيُوعٌ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ.

(4/93)


3223/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَّنَى , حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ... فَذَكَرَ قِصَّةَ النِّكَاحِ حَسْبُ.
وَقَالَ : لاَ نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ هَكَذَا إِلاَّ جَعْفَرٌ ، وَلاَ عَنْهُ إِلاَّ كَثِيرٌ.
قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ الْهَيْثَمِيُّ : رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
قُلْتُ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ , والنسائيِ ، وَابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِم بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ بِهِ.
وَجَعْفَرٌ وَإِنْ أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَابْنُ سَعْدٍ ، وَالْعِجْلِيُّ إِلاَّ أَنَّهُ ضَعِيفٌ فِي الزُّهْرِيِّ.
3224- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَبْدُ الله بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ صَلاَتَيْنِ وعَنْ نِكَاحَيْنِ ، وَعَنْ صِيَامَيْنِ ، عَنْ صَلاَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ ، وَبَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، وَعَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْفِطْرِ ، وَيَوْمِ النَّحْرِ ، وَأَنْ تُنكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا ، أَوْ خَالَتِهَا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.
رَوَى ابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ قِصَّةَ النِّكَاحِ حَسْبُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِهِ.
لَكِنَّ الْمَتْنَ لَهُ شَوَاهِدُ مِنْهَا : حَدِيثُ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْمَوَاقِيتِ ، ضِمْنَ حَدِيثٍ طَوِيلٍ ، وَآخَرُ فِي بِابِ لاَ يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ ، وَبَقِيَّةُ الشَّوَاهِدِ تَأْتِي فِي آخِرِ هَذَا الْبَابِ.
3225- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَسن بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ هُبَيْرَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زُرَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى أَنْ تُنكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا ، أَوْ عَلَى خَالَتِهَا.

(4/94)


3225/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ هُبَيْرَةَ السَّبَئِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ ... فَذَكَرَهُ.
3226- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا مُوسَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى أَنْ تُزَوَّجَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا ، أَوْ عَلَى خَالَتِهَا.
3226/2- رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن وَمَكْرَمُ بْنُ خَالِدٍ الْبَرْنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، قَالَ : الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى الْفُضَيْلِ ، عَنْ جَرِيرٍ ... فَذَكَرَهُ , وَزَادَ قَالَ : إِنَّكُنَّ إِذَا فَعَلْتُنَّ ذَلِكَ قَطَّعْتُنَّ أَرَحَامَكُنَّ.
قُلْتُ : وَلَمَّا تَقَدَّمَ شَاهِدٌ مَنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ أَصْحَابُ الْكُتُبِ السِّتَّةِ.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، وَالْبَزَّارُ فِي مُسْنَدٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَسَمُرَةَ.

(4/95)


قَالَ التِّرْمِذِيُّ وَفِي الْبَابِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَعَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ ، وَأَبِي سَعِيدٍ ، وَأَبِي أُمَامَةَ ، وَجَابِرٍ ، وَعَائِشَةَ ، وَأَبِي مُوسَى ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ , انْتَهَى.
وَفِي الْبَابِ مما لَمْ يَذْكُرْهُ التِّرْمِذِيّ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : عن الشافعي : وَبِهَذَا نَأْخُذُ ، وَهُوَ قَوْلُ مَنْ لَقِيتُ مِنَ الْمُفْتِينَ ، لاَ خِلاَفَ بَيْنَهُمْ فِيمَا عَلِمْتُهُ ، وَلَمْ يُرْوَ مِنْ وَجْهٍ يُثْبِتُهُ أَهْلُ الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلاَّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
40- باب ما جاء في تحريم الجمع بين الأختين أو المرأة وابنتها في الوطء بملك اليمين
3227- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن شعبة ، عن أبي عون ، عن أبي صالح الحنفي أن ابن الكواء سأل عَلِيًّا ، رضي الله عنه ، عن الأمتين الأختين قال : أحلتهما آية وحرمتهما آية ، شا ، أفعله أنا ولا أهل بيتي ، ولا أحله ولا أحرمه.
3227/2- رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : أَنْبَأَنَا علي بن الجعد ، أَنْبَأَنَا شعبة ، عن أبي عون قال : سألت أبا صالح , قال : قال علي : سلوني فإنكم لا تسألون مثلي ، ولن تسألوا مثلي ، فقال ابن الكواء : أخبرنا عن الأختين المملوكتين ، وعن بنت الأخ من الرضاعة ، فقال : سل عما يعنيك فإنك ذاهب في التيه ، فقال : إنما أسأل عما لا نعلم ، فأما ما نعلم فأنا لا أسأل عنه . قال : أما الأختان المملوكتان ، فأحلتهما آية وحرمتهما آية ، ولا آمر به ولا أنهى عنه ، ولا أفعله أنا ولا أهل بيتي.

(4/96)


3227/3- ورواه البَزَّار : حَدَّثَنَا محمد بن معمر ، حَدَّثَنَا وهب بن جرير ، حَدَّثَنَا شعبة ، عن أبي عون ... فذكر حديث أبي يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
3227/4- ورواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو محمد عَبد الله بن يوسف ، أَنْبَأَنَا أبو سعيد بن الأعرابي ، أَنْبَأَنَا الحسن بن محمد الزعفراني ، حَدَّثَنَا أبو قطن عَمْرو بن الهيثم ، حَدَّثَنَا شعبة ... فذكر مثل حديث مُسَدَّد.
3227/5- ثم روى البيهقي : بسنده إلى عكرمة قال : ذكر عند عَبد الله بن عباس قول علي بن أبي طالب في الأختين من ملك اليمين ، فقالوا : إن عَلِيًّا قال : أحلتهما آية وحرمتهما آية . قال ابن عباس عند ذلك : أحلتهما آية وحركتهما آية ، إنما تحرمهن عليَّ قرابتي منهن ، ولا تحرمهن عليَّ قرابة بعضهم من بعض ، يقول الله , عز وجل : {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}.
3228- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن مالك بن أنس ، حدثني الزُّهْرِيّ ، عن قبيصة ابن ذؤيب أن عثمان سئل عن الأختين الأمتين من ملك اليمين ، فقال : أحلتهما آية وحرمتهما آية ، وما أحب أن أصنعه ، فبلغ ذلك رجل من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : لو كنت ألي شيئاً من أمور المسلمين ، ثم أوتيت بهذا جعلته نكالا.
قال الزُّهْرِيّ : أراه عَلِيًّا , رضي الله عنه.
3228/2- رواه البيهقي في سننه من طريق الشافعي : عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن قبيصة بن ذؤيب أن رجلا سأل عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، عن الأختين من ملك اليمين هل يجمع بينهما ؟ فقال عثمان : أحلتها آية وحرمتهما آية ، وأما أنا فلا أحب أن أصنع هذا . قال : فخرج من عنده فلقي رجلا من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : لو كان لي من الأمر شيء ثم وجدت أحداً فعل ذلك لجعلته نكالا.
قال مالك : قال ابن شهاب : أراه علي بن أبي طالب . قال مالك . وبلغني عن الزبير بن العوام مثل ذلك.

(4/97)


3229- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن مالك بن أنس ، حدثني الزُّهْرِيّ ، عن عبيد الله بن عَبد الله بن عتبة ، عن أبيه قال : سئل عُمَر ، رضي الله عنه ، عن المرأة وابنتها من ملك اليمين ، فقال : ما أحب أن أجيزهما -جميعاً . ونهى عنهما.
هذا إسناد رجاله ثقات.
3229/2- رواه البيهقي في سننه : من طريق ابن بكير والشافعي عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عَبد الله بن عتبة ، عن أبيه ، عن عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، سئل عن المرأة وابنتها من ملك يمين ، هل توطأ إحداهما بعد الأخرى ، فقال عُمَر : ما أحب أن أجيزهما جميعاً.
لفظ الشافعي وفي رواية ابن بكير : ما أحب أن أجيزهما.
3230- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن ابن جريج ، سمعت ابن أبي مليكة يحدثأن معاذ بن عبيد الله بن معمر سأل عائشة فقال : إن لي جارية أصبتها ولها ابنة قد أدركت أفأصيبها ؟ فنهته عنها ، فقال : لا ، إلاَّ أن تقولي حرام ، فقالت : لا يفعله أحد من أهلي ولا من أطاعني . قال ابن أبي مليكة : وسئل عنها ابن عمرفنهى عنها.
41- باب فيمن أسلم وعنده أكثر من أربع نسوة
3231- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : أَسْلَمَ غَيْلاَنُ الثَّقَفِيُّ وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خُذْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا.

(4/98)


3231/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ غَيْلاَنَ بْنَ سلمة الثَّقَفِيَّ أَسْلَمَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا ، فَلَمَّا كَانَ فِي عَهْدِ عُمَرَ طَلَّقَ نِسَاءَهُ ، وَقَسَّمَ مَالَهُ بَيْنَ بنيه ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ ، فَلَقِيَهُ ، فَقَالَ : إِنَّي أَظُنُّ أَنَّ الشَّيْطَانَ فِيمَا يَسْتَرِقُ مِنَ السَّمْعِ سَمِعَ بِمَوْتِكَ ، فَقَذَفَ فِي نَفْسِكِ ، وَلَعَلَّكَ لاَ تَمْكُثْ إِلاَّ قَلِيلاً ، أَيْمُ الله لَتَرُدَّنَّ نِسَاءَكَ ، وَلَتَرْجِعَنَّ فِي مَالِكَ ، أَوْ لأُوَرِّثُهُنَّ مِنْكَ ، وَلآمُرَنَّ بِقَبْرِكَ فَيُرْجَمُ كَمَا رُجِمَ قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ.
3231/3- قَالَ مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يزيد بن زريع ، حَدَّثَنَا معمر ... فذكر حديث أبي يعلى بتمامه.
3231/4- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
3231/5- قَالَ ابْنُ حِبَّانَ : وَأَنْبَأَنَا مُحَّمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ مَعْمَرٍ ... فَذَكَرَهُ بِاخْتِصَارِ مَا كَانَ فِي زَمَنِ عُمَرَ ، إلا أَنَّهُ قَالَ : أَمْسِكْ أَرْبَعًا وَفَارِقْ سَائِرَهُنَّ.
3231/6- قَالَ : وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ... فَذَكَرَهُ.
3231/7- قُلْتُ : رَوَاهُ الترمذي بِاخْتِصَارٍ عَنْ هَنَّادٍ ، عَنْ عَبْدَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ مَعْمَرٍ بِهِ ،.
وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ غَيْرُ مَحْفُوظٍ ، وَالصَّحِيحُ مَا رَوَى شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ، وَغَيْرُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ ، أَنَّ غَيْلاَنَ بْنَ سَلَمَةَ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ ، قَالَ مُحَمَّدٌ ، يَعْنِي : الْبُخَارِيَّ ، وَإِنَّمَا حَدِيثُ الزُّهْرِيّ عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاً مِنْ ثَقِيفٍ طَلَّقَ نِسَاءَهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : لَتُرَاجِعَنَّ نِسَاءَكَ ، أَوْ لأَرْجُمَنَّ قَبْرَكَ كَمَا رُجِمَ قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ نَافِعٍ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي كِتَابِ الْفَرَائِضِ فِي بِابِ مَنْ طَلَّقَ نِسَاءَهُ خَشْيَةَ الْمِيرَاثِ.

(4/99)


3232- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : أَسْلَمَ غَيْلاَنُ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَخْتَارَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا وَيُفَارِقَ سَائِرَهُنَّ ، قَالَ : وَأَسْلَمَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ ، وَعِنْدَهُ ثَمَانِ نِسْوَةٍ ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُمْسِكَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا ، وَيُفَارِقَ سَائِرَهُنَّ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ الْوَاقِدِيِّ بِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عروة بْنِ مَسْعُودٍ , رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ.
3233- وقال ابن أبي شيبة : حَدَّثَنَا وكيع ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن امرأة أسلمت في عهد رسول صَلى الله عَلَيه وسَلَّم فجاء زوجها فقال : يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم ، إنها كانت أسلمت معي ، فردها عليه.
رواه أبو يعلى وعنه ابن حبان في صحيحه.
42- باب لا تنكح أمة على حرة وتنكح الحرة على الأمة
3234- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ تُنْكَحَ الأَمَةُ عَلَى الْحُرَّةِ.

(4/100)


3234/2- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ ، أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ... فَذَكَرَهُ.
3234/3- قَالَ : وَأَنْبَأَنَا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خميرويه ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ علية ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : هَذَا مُرْسَلٌ إِلاَّ أَنَّهُ فِي مَعْنَى الْكِتَابِ ، وَمَعَهُ قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ.
ثُمَّ رُوِيَ مِنْ طَرِيقِ الدَّارَقُطْنِيِّ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : إِذَا تَزَوَّجْتَ الْحُرَّةَ عَلَى الأَمَةِ قَسِّمْ لَهَا يَوْمَيْنِ ، وَالأَمَةِ يَوْمًا ، إِنَّ الأَمَةَ لاَ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُزَوَّجَ عَلَى الْحُرَّةِ.
وَبِسَنَدِ الْبَيْهَقِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : لاَ تُنْكَحُ الأَمَةُ عَلَى الْحُرَّةِ ، وَتُنْكَحُ الْحُرَّةُ عَلَى الأَمَةِ ، وَمَنْ وَجَدَ صَدَاقَ حُرَّةٍ فَلاَ يَنْكِحْ أَمَةً أَبَدًا ، وَقَالَ : هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
وَبِسَنَدِ الشَّافِعِيِّ ، أَنْبَأَنَا مَالِكٌ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ، وَابْنَ عُمَرَ سُئِلاَ عَنْ رَجُلٍ كَانَتْ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ حُرَّةٌ ، فَأَرَادَ أَنْ يَنْكِحَ عَلَيْهَا أَمَةً ، فَكَرِهَا لَهُ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا.
وَبِسَنَدِهِ إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ : أَنَّهُ سُئِلَ فِي رَجُلٍ تَزَوَّجَ حُرَّةً وَأَمَةً فِي عَقْدٍ ، فَقَالَ : يُفَرَّقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَمَةِ.
وَعَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّهُ قَالَ فِي رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَتَيْنِ فِي عَقْدٍ وَلَهُ ثَلاَثُ نِسْوَةٍ ، قَالَ : يُفَرَّقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ هَاتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَزَوَّجَ فِي عَقْدِهِ ، وَإِذَا تَزَوَّجَ ثَلاَثًا فِي عَقْدِهِ ، وَعِنْدَهُ امْرَأَتَانِ ، فَرِقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الثَّلاَثِ.
43- باب فيمن زعم أن نكاح الحرة على الأمة طلاق الأمة
3235- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا سفيان ، عن عَمْرو بن دينار ، عن ابن عباس قال : نكاح الحر ة على الأمة طلاق الأمة.
هذا إسناد رجاله ثقات.

(4/101)


3235/2- رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ : حَدَّثَنَا أبو العباس الأصم ، حَدَّثَنَا يحيى بن أبي طالب ، أَنْبَأَنَا عبد الوهاب بن عطاء ، أَنْبَأَنَا أبو الربيع السمان ، عن عَمْرو بن دينار ، عن جابر بن زيد ، عن ابن عباس قال : تزويج الحرة على الأمة طلاق الأمة.
3235/3- ورواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو عبد الله الحافظ وعبيد بن محمد قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس الأصم ... فذكره.
3235/4- قال : وأَنْبَأَنَا أبو محمد عَبد الله بن يوسف ، أَنْبَأَنَا أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي , ح
3225/5- وأَنْبَأَنَا أبو الحسين بن بشران ، أَنْبَأَنَا أبوجعفر الرزاز قالا : حَدَّثَنَا سعدان بن نصر ، حَدَّثَنَا سفيان قال : قال عَمْرو : قال ابن عباس : نكاح الحرة على الأمة طلاق الأمة.
44- باب الشغار
3236- قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى النِّسَاءِ حِينَ بَايَعَهُنَّ أَنْ لاَ يَنُحْنَ ، فَقُلْنَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ نِسَاءً أَسْعَدْنَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، أَفَنُسْعِدُهُنَّ فِي الإِِسْلاَمِ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ إِسْعَادَ فِي الإِِسْلاَمِ ، وَلاَ شِغَارَ فِي الإِِسْلاَمِ ، وَلاَ عَقْرَ فِي الإِِسْلاَمَ ، وَلاَ جَلْبَ فِي الإِِسْلاَمِ ، وَلاَ جَنْبَ ، وَمَنِ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا.
قلْتُ : رَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْهُ : الْعَقْرَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ : النَّهْبَةَ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَالنَّسَائِيُّ : الإِِسْعَادَ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ بِهِ ، دُونَ قَوْلِهِ : لاَ جَلْبَ فِي الإِِسْلاَمِ ، وَلاَ جَنْبَ .
وَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
الْإِسْعَادُ : يُرِيدُ تَسَاعُدَ النِّسَاءِ فِي النِّيَاحَةِ.

(4/102)


والشِّغَارُ : هُوَ أَنْ يَتَزَوَّجَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ بِنْتَ الآخَرِ ، أَوْ أُخْتَهُ عَلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ الآخَرُ بِنْتَهُ ، أَوْ أُخْتَهُ لَيْسَ بَيْنَهُمَا مَهْرٌ غَيْرُ هَذَا ، وَهُوَ مِنْ شَغَرَ الْبَلَدُ إِذَا خَلاَ ، كَأَنَّهُمَا أَخْلَيَا الْبُضْعَ عن الْمَهْرِ.
والْعَقْرُ : عنِي بِهِ : مَا كَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ تَفْعَلُهُ مِنْ عَقْرِ الإِِبِلِ عَلَى قَبْرِ الرَّجُلِ الشَّرِيفِ.
وَلاَ جَلْبَ : أَيْ لاَ يَجْلِبُ عَلَى الْخَيْلِ فِي السِّبَاقِ ، أَوْ لاَ يَجْلِبُ الْمُصَدِّقُ إِلَيْهِ النَّعَمَ فَيُصَدِّقُهَا.
والْجَنْبُ : هُوَ الْفَرَسُ يُجْنَبُ عُرْيَاءَ فِي السِّبَاقِ ، فَإِذَا قَارَبَ الْغَايَةَ رَكِبَهُ ، وَالأَجْنَابُ : الْعُرْيَاءُ ، وَاحِدُهُمْ جَنْبٌ.
3237- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُجْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَتَبَ كِتَابًا فِيهِ : لاَ جَلْبَ ، وَلاَ جَنْبَ ، وَلاَ وِرَاطَ ، وَلاَ شِغَارَ فِي الإِِسْلاَمِ ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، وَمَنْ أَجْبَا فَقَدْ أَرْبَى.
3237/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُجْرٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ ، عن أبيه ، عَنْ النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنِ الشِّغَارِ.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ ، قَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : كُنْيَتُهُ أَبُو الْحَسَنِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَفِي مُسْلِمٍ ، وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَفِي مُسْنَدِ الإِِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، وَفِي أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ ، وَالتِّرْمِذِيِّ ، وَابْنِ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ من حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ.

(4/103)


قَالَ التِّرْمِذِيُّ : وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ يَرَوْنَ نِكَاحَ الشِّغَارِ ، وَالشِّغَارُ : أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ عَلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ الآخَرُ ابْنَتَهُ ، أَوْ أُخْتَهُ ، وَلاَ صَدَاقَ بَيْنَهُمَا ، وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : نِكَاحَ الشِّغَارِ مَفْسُوخٌ ، وَلاَ يَحِلُّ وَإِنْ جُعِلاَ بَيْنَهُمَا صَدَاقًا ، وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ ، وَأَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ ، وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، أَنَّهُ قَالَ : يُقِرَّانِ عَلَى نِكَاحِهِمَا ، وَيُجْعَلُ لَهُمَا صَدَاقُ الْمِثْلِ ، وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، انْتَهَى.
لا جلب ولا جنب وقد مر في الحديث الذي قبله.
وَالْوِرَاطُ : الْخَدِيعَةُ وَالْغِشُّ ، وَمِنْهُ لاَ وِرَاطَ ، وَقِيلَ : هُوَ أَنْ يُخْفِيَ إِبِلَهُ عَنِ الْمُصَدِّقِ فِي وَرْطَةٍ ، أَيْ : هُوَّةٍ ، وَقِيلَ : هُوَ أَنْ يُغَيِّبَ إِبِلَهُ فِي إِبِلٍ أُخْرَى فَلاَ تُرَى.
وَمَنْ أَجْبَى فَقَدْ أَرْبَى : أَيْ : مَنْ بَاعَ الْحَرْثَ قَبْلَ صَلاَحِهِ ، هُوَ بِالْجِيمِ وَالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ.
45- باب ما جاء في نكاح المحرم
3238- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن ابن أبي عروبة ، عن مطر الوراق ، عن الحسن ، عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال : أيما رجل تزوج وهو محرم انتزعنا منه امرأته ، ولم نجز نكاحه . هذا إسناد رجاله ثقات.
3238/2- ورواه البيهقي في سننه الكبرى من طريق محمد بن يحيى : حَدَّثَنَا عَبد الله بن بكر ، حَدَّثَنَا سعيد ، عن مطر ... فذكره ، وقال : هو قول الحسن وقتادة.
وقد تقدم في كتاب الحج.

(4/104)


3239- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَزَوَّجَ بَعْضَ نِسَائِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ ، وَاحْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
3239/2- قُلْتُ : هكَذَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى مُرْسَلاً عَنِ الْفَلاَّسِ ، عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ بِهِ.
3239/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مَرْفُوعًا مِنْ طَرِيقِ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ تَزَوَّجَ تَزَوَّجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعْضَ أَزْوَاجِهِ ... فَذَكَرَهُ ، وَقَالَ الْمَحْفُوظُ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
قال : وروي عن مُسَدَّد ، عن أبي عوانة ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة. قال أبو عبدالله : قال أبو علي الحافظ : كلاهما خطأ ، فالمحفوظ : عن مغيرة ، عن شباك ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم مرسلا ، هكذا رواه جرير ، عن مغيرة مرسلا.
3240- وقال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أبو الربيع ، حَدَّثَنَا حماد بن زيد ، حَدَّثَنَا أيوب ، عن نافع ، عن نبيه بن وهب أن عُمَر بن عبيد الله بن معمر خطب بنت شَيْبَة بن عثمان على ابنه ، فأرسل إلى أبان بن عثمان - وهو أمير الموسم يومئذ - فقال : ألا أراه عراقياً حافياً ، إن المحرم لا ينكح ولا يُنكح ، ولا يخطب على نفسه ، ولا على من سواه . قلت : بعضه مرفوع في الصحيح ، وأخرجته لقوله : لا يخطب على من سواه.
قلت : بعضه مرفوع في الصحيح ، وأخرجته لقوله : لا يخطب على من سواه.
46- باب ما جاء في نكاح المتعة
3241- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يزيد ، حَدَّثَنَا داود بن أبي هند ، حَدَّثَنَا سعيد بن المُسَيَّب أن عُمَر بن الخطاب نهى عن متعة النساء ، وعن متعة الحاج.
3242- قال : وَحَدَّثَنَا يزيد ، حَدَّثَنَا داود بن أبي هند ، حدثني أبو نضرة ، أنه سمع أبا سعيد الخدري قال : قام عُمَر بن الخطاب خطيباً حين استخلف فقال : إن الله قد كان يرخص لنبيه ما شاء ، ألا فحصنوا فروج هذه النساء ، وأتموا الحج والعمرة لله كما أمركم الله.

(4/105)


3243- وقال محمد بن يحيى بن أبي عُمَر : حَدَّثَنَا سفيان ، عن عَمْرو : سمعت ابن عباس وأنا قائم على رأسه يقول ورجل يقول له : إن معاوية ينهى عن المتعة ، فقال ابن عباس : انظروا , فإن كانت في كتاب الله فقد كذب على رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وإن لم تكن في كتاب الله فهو كما يقول.
هذا إسناد رجاله ثقات.
3244- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : رَخَّصَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَامَ أَوْطَاسٍ فِي الْمُتْعَةِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ، ثُمَّ نَهَى عَنْهَا.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3245- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا بشر بن عُمَر ، حَدَّثَنَا نافع بن عُمَر ، عن ابن أبي مليكة ؛ أن عائشة كانت إذا سئلت عن المتعة قالت : بيني وبينهم كتاب الله ، قال الله - عز وجل : {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ , إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} فمن ابتغى غير ما زوجه الله ، عَزَّ وَجلَّ ، أو ما ملكه فقد عدا.
3245/2- رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ : أَنْبَأَنَا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، حَدَّثَنَا الفضل بن عبد الجبار ، حَدَّثَنَا علي بن الحسن بن شقيق ، حَدَّثَنَا نافع بن عُمَر ... فذكره.
3245/5- ورواه البيهقي في سننه : عن الحاكم به.
3246- قَالَ الْحَارِثُ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَهْدِمُ الْمُتْعَةَ النِّكَاحُ ، وَالطَّلاَقُ ، وَالْعِدَّةُ ، وَالْمِيرَاثُ.

(4/106)


3247- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ بن إسماعيل , حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي غَزْوَةِ تَبُوكٍ ، فَنَزَلْنَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ ، فَرَأَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَصَابِيحَ ، وَرَأَى نِسَاءً يَبْكِينَ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَقِيلَ : نِسَاءٌ تُمُتِّعَ مِنْهُنَّ ، فَهُنَّ يَبْكِينَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : حَرَّمَ ، أَوْ قَالَ : هَدَمَ الْمُتْعَةَ النِّكَاحُ ، وَالطَّلاَقُ ، وَالْعِدَّةُ ، وَالْمِيرَاثُ.
3247/2- رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، سَعِيدُ الْمَقْبُرِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
3247/3- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِيَّانَ أَبُو الشَّيْخِ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، وَبَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ : وَفِي الْبَابِ عَنْ سَبْرَةَ الْجُهَنِيِّ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَغَيْرِهِمْ ، وَإِنَّمَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ شَيْءٌ مِنَ الرُّخْصَةِ فِي الْمُتْعَةِ ، ثُمَّ رَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ ، حَيْثُ أُخْبِرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَمْرُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى تَحْرِيمِ الْمُتْعَةِ ، وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ ، وَابْنِ الْمُبَارَكِ ، وَالشَّافِعِيِّ ، وَأَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ.
47- باب فيمن يحل نكاحه ومن لا يحل
3248- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، قَالَ : أَخَذَ عَلِيٌّ بِيَدِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ فَأَقَامَهُ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ ، وَقَالَ لَهُ : حَدِّثْ بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : سَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : لاَ تَحِلُّ ابْنَةُ الأَخِّ ابْنَةُ وَالأُخْتِ مِنَ الرَّضَاعَةِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جَابِرٌ هُوَ الْجُعْفِيُّ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلِيٍّ ، وَلاَ مِنْ كَعْبٍ.

(4/107)


3249- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنِ الْمُثَنَّى ، عَنْ عمرو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً ثُمَّ طَلَّقَهَا ، أَوْ مَاتَتْ عِنْدَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا ؟ قَالَ : لاَ تَحِلُّ لَهُ أُمُّهَا ، قَالَ : فَإِنْ هُوَ طَلَّقَهَا أَوْمَاتَتْ عِنْدَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ ؟ قَالَ : فَلاَ بَأْسَ أَنْ يَتَزَوَّجَ ابْنَتَهَا.
3249/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْمُثَنَّى ، عَنْ عمرو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : أَيُّمَا رَجُلٍ نَكَحَ امْرَأَةً دَخَلَ بِهَا ، أَوْ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا ، فَلاَ يَحِلُّ لَهُ أُمُّهَا ، وَإِنْ كَانَ دَخَلَ بِهَا فَلاَ يَحِلُّ لَهُ بِنْتُهَا.
3249/3- قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عمرو بْنِ شُعَيْبٍ ... فَذَكَرَهُ دُوَنَ قَوْلِهِ ثُمَّ طَلَّقَهَا ، أَوْ مَاتَ عَنْهَا.
وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ لاَ يَصِحُّ مِنْ قِبَلِ إِسْنَادِهِ ، إِنَّمَا رَوَى ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَالْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، وَالْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ يَضَعَانَ فِي الْحَدِيثِ ، وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، قَالُوا : إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ امْرَأَةً ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ ، حَلَّ لَهُ أَنْ يَنْكِحَ ابْنَتَهَا ، وَإِذَا تَزَوَّجَ الْبِنْتَ فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا ، لَمْ يَحِلَّ لَهُ نِكَاحُ أُمِّهَا ، لِقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ : {وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ} ، وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ ، وَأَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ.
48- باب فيمن طلق ثلاثا قبل أن يتزوج ومتى تحل المبتوتة لزوجها الأول
3250- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا حماد بن زيد ، عن عاصم الأحول ، عن شمير أن رجلاً خطب امرأة فقالوا : لانزوجك حتى تطلق ثلاثاً ، فقال : اشهدوا أني قد طلقت ثلاثاً ، فلما دخل على المرأة ادعوا الطلاق ، فقال : كيف قلت ؟ قال : قالوا : لا نزوجك حتى تطلق ثلاثاً ، فطلقت ثلاثاً ، فقال : أما تعلمون أنه كان تحتي فلانة بنت فلان ، فطلقتها ثلاثًا حتى عدَّ ثلاثاً ؟ قالوا : ما هذا أردنا ، فوفد شقيق بن ثور إلى عثمان وأمروه أن يسأل عثمان ، فلما قدم سألناه فأخبر أنه سأل عثمان ، فقال : له نيته.
هذا إسناد رجاله ثقات.

(4/108)


3251- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ عُبيدِ الله ، أَوِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ الْغُمَيْصَاءَ أَوِ الرُّمَيْصَاءَ جَاءَتْ تَشْكُو زَوْجَهَا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَتْ : إِنَّهُ لاَ يَصِلُ إِلَيْهَا ، قَالَ : فَقَالَ : كَذَبَتْ يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي لأَفْعَلُ ، وَلَكِنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى زَوْجِهَا الأَوَّلِ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَحِلُّ ، حَتَّى تَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا.
49- باب ما جاء في المحلل
3252- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا بجيى ، عن سفيان ، حدثني عَبد الله بن شريك ، سمعت ابن عُمَر يقول : في الرجل يتزوج المرأة يحللها . قال : هما زانيان ، وإن مكثا عشر سنين أوعشرين سنة إذا علم أنه تزوجها لذلك.
3252/2- رواه الحاكم أبو عَبد الله الحافظ : حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الصغاني ، حَدَّثَنَا سعيد بن أبي مريم ، حَدَّثَنَا أبو غسان محمد بن مطرف المدني ، عن عُمَر بن نافع ، عن أبيه ، أنه قال : جاء رجل إلى ابن عُمَر فسأله عن رجل طلق امرأته ثلاثاً فتزوجها أخ له عن غير مؤامرة منه ليحللها لأخيه ، هل تحل للأول ؟ قال : لا ، إلاَّ نكاح رغبة ، كنا نعد هذا سفاحاً على عهد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
3252/3- ورواه البيهقي عن الحاكم به.
3253- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَخْنَسِيِّ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَعَنَ الله الْمُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ له.

(4/109)


3253/2- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى يَعْنِي : ابْنَ مَنْصُورٍ ... فَذَكَرَهُ.
3253/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ.
قُلْتُ : وَلَمَّا تَقَدَّمَ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَوَاهُ أَصَحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ الرِّبَا.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ.
وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.
50- باب ما جاء في الإستبراء ووطء الحبالى حتى يضعن
3254- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا ربَاحُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى أَنْ تُوطَأَ النِّسَاءُ الْحُبَالَى مِنَ السَّبْيِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3255- وقال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا عبد الرزاق ، حَدَّثَنَا معمر ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عُمَر قال : إذا شتراها عذراء ، فإن شاء لم يستبرئها . قال أيوب : يعني : ذلك في السبية.
هذا إسناد موقوف ، رجاله رجال الصحيح.
3256- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحَمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، وَمَكْحُولٌ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ , رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ أَنْ تُوطَأَ الْحُبَالَى حَتَّى يَضَعْنَ.

(4/110)


3256/2- رَوَاهُ أبَوُ يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيُّ أَبُو مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، حَدَّثَنَا مكحول ، وَالْقَاسِمُ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ أَنْ يُؤْكَلَ لَحْمُ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ ، وَعَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ ، وَأَنْ تُوطَأَ الْحُبَالَى حَتَّى يَضَعْنَ ، وَعَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ ، وَلَعَنَ يَوْمَئِذٍ الْوَاصِلَةَ ، وَالْمُسْتَوْصِلَةَ ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمَسْتَوْشِمَةَ ، وَالْخَامِشَةَ وَجْهَهَا ، وَالشَّاقَّةَ جَيْبَهَا ، وَالدَّاعِيَةَ بِالْوَيْلِ.
3256/3- قُلْتُ : رَوَى ابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ : وَالْخَامِشَةَ وَجْهَهَا ... إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَاقِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ الْمُحَارِبِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَرَامَةَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ... فَذَكَرَهُ.
وَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ كَمَا أَوْضَحْتُهُ فِي الْكَلاَمِ عَلَى زَوَائِدِ ابْنِ مَاجَهْ.
3256/4- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ بِهِ ، وَسَيَأْتِي بَقِيَّتُهِ فِي كِتَابِ الصَّيْدِ ، إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.
3257- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنِ الْحَجَّاجِ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ مِنَّا مَنْ وَطِئَ حُبْلَى.
3257/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّي الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ أَنَّهُ نَهَى عَنْ أَكُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ ، وَعَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ ، وَعَنْ بَيْعِ الْمَغْنَمِ حَتَّى يُقْسَمَ ، قَالَ : وَأَظُنُّهُ قَالَ : وَعَنِ الْحُبَالَى أَنْ يُوطَأْنَ.
3257/3- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

(4/111)


3257/4- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنِ الْحَكَمِ ... فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلاً ، وَقَالَ فِيهِ : وَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ مِنَّا مَنْ وَطِئَ حُبْلَى.
3258- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الأَسْوَدِ ، وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اسْتَبْرَأَ صَفِيَّةَ بِحَيْضَةٍ ، فَقِيلَ لَهُ : أَمِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أَمْ أُمَّهَاتِ الأَوْلاَدِ ؟ قَالَ : مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ , قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي الصَّحِيحِ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا.
رَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ... فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ : فَقِيلَ لَهُ إِلَى ... آخِرِهِ.
3259- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زَحْمَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ يَحْيَي بْنِ سَعِيدِ بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ أَنْ تُوطَأَ الْحُبَالَى ، وَقَالَ : تَسْقِي زَرْعَ غَيْرِكَ.
51- باب القافة
3260- قَالَ الْحُمَيْدِيُّ : وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عمر ، وإسحاق بن راهويه أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، قَالَ : سَمِعَ عُبَيْدُ الله بْنُ أَبِي يَزِيدَ أَبَاهُ ، يَقُولُ : أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ زُهْرَةَ ، وَهُوَ فِي الْحِجْرِ ، قَالَ : فَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَيْهِ ، وَقَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلَيَّةَ ، فَسَأَلَهُ عَنْ وِلاَدِ الْجَاهِلِيَّةِ ، قَالَ سُفْيَانُ : وَكَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ لَيْسَ لِنِسَائِهِمْ عِدَّةٌ ، وَإِذَا مَاتَ الرَّجُلُ انْطَلَقَتِ الْمَرْأَةُ ، فَنُكِحَتْ وَلَمْ تَعْتَدَّ ، قَالَ : فَسَأَلَهُ عَنِ النُّطْفَةِ ، فَقَالَ : أَمَّا النُّطْفَةُ فَمِنْ فُلاَنٍ ، وَأَمَّا الْوَلَدُ فَعَلَى فِرَاشِ فُلاَنٍ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ : صَدَقَ ، وَلَكِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَضَى بِالْوَلَدِ لِلْفِرَاشِ ، فَلَمَّا أَدْبَرَ الرَّجُلُ دَعَاهُ عُمَرُ ، قَالَ : أَخْبِرْنَا عَنْ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ ، فَقَالَ : إِنَّ قُرَيْشًا تَقُوتُ لِبِنَاءِ الْكَعْبَةِ ، وَاسْتَقْصَرُوا ، فَتَرَكُوا بَعْضًا فِي الْحِجْرِ ، فقَالَ عُمَرُ : صَدَقَ.
قُلْتُ : ذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ فَقَطْ.

(4/112)


3260/2- وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَضَى بِالْوَلَدِ لِلْفِرَاشِ ، فَجَعَلَهُ مِنْ مُسْنَدِ عُمَرَ.
3260/3- وَكَذَا رَوَاهُ مُسَدَّدٌ في مسنده ، عَنْ سُفْيَانَ بِهِ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ الشَّافِعِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ كَمَا رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَإِسْحَاقُ.
3261- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو تَمِيلَةَ ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ ، قَالَ : ادَّعَى نَصْرُ بْنُ الْحَجَّاجَ بْنِ علاط السلمي عبد الله بن رباح مولى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، فقام عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، فَقَالَ : مَوْلاَيَ ، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِ مَوْلاَيَ ، وَقَالَ نَصْرٌ : أَخِي أَوْصَانِي بِمَنْزِلِهِ ، قَالَ : فَطَالَتْ خُصُومَتُهُمْ ، فَدَخَلُوا مَعَهُ عَلَى مُعَاوِيَةَ ، وَفِهْرٌ تَحْتَ رَأْسِهِ فَادَّعَيَا ، فقَالَ مُعَاوِيَةُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ ، قَالَ نَصْرٌ : فَأَيْنَ قَضَاؤُكَ هَذَا يَا مُعَاوِيَةُ بْنَ زِيَادٍ ؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : قَضَاءُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَيْرٌ مِنْ قَضَاءِ مُعَاوِيَةَ ، فَكَانَ عَبْدُ الله بْنُ رَبَاحٍ لاَ يُجِيبُ نَصْرًا إِلَى مَا يَدَّعِي ، فَقَالَ نَصْرٌ :
أَبَا خَالِدٍ خُذْ مِثْلَ مَالِي وِرَاثَةً ... وَخُذْنِي أَخًا عِنْدَ الهزاهز شَاهِدًا
أَبَا خَالِدٍ مَالِي ثَرِيٌّ وَمَنْصِبٌ ... سَنِيٌّ وَأَعْرَاقٌ تَهُزُّكَ صَاعِدًا
أَبَا خَالِدٍ لاَ تَجْعَلَنَّ بَنَاتَنَا ... إِمَاءً لِمَخْزُومٍ وَكُنَّ مَوَاجِدًا
أَبَا خَالِدٍ إِنْ كُنْتَ تَخْشَى ابْنَ خَالِدٍ ... فَلَمْ يَكُنِ الْحَجَّاجُ يَرْهَبُ خَالِدًا
أَبَا خَالِدٍ لاَ نَحْنُ نَارٌ وَلاَ هُمُ ... جِنَانٌ تُرَى فِيهَا الْعُيُونُ رَوَاكِدًا@

(4/113)


52- باب الحضانة
3262- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيُّ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ : أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ تَزَوَّجَ ابْنَةَ عَمٍّ ، فَوَلَدَ لَهُ جَارِيَةً فَمَاتَ عَنْهَا ، فَخَلَفَ عَلَيْهَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ أَوْلِيَاؤُهَا : لاَ نَدَعُ ابْنَتَنَا تَكُونُ عِنْدَهُمْ ، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَتِ الأُمُّ : أَنَا الْحَامِلُ الْحَاضِنُ وَالْمُرْضِعُ ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ الله صَلَّي الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ تَخْتَارِينَ ؟ فَقَالَتْ : أَخْتَارُ الله وَرَسُولَهُ ، وَدَارَ الإِِيمَانِ ، وَالْمُهَاجِرِينَ ، وَالأَنْصَارَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَذْهَبُوا بِهَا مَا دَامَتْ عَيْنِي تَكْلَؤُهَا ، وَإِنْ بَقِيَتْ لأَضَعَنَّهَا مَوْضِعًا يَقِرُّ عَيْنَهَا ، قَالَ : فَاخْتَصَمُوا إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ لَهَا : مَنْ تَخْتَارِينَ ؟ فَقَالَتْ : مِثْلُ الْقَوْلِ الأَوَّلِ ، فَقَضَى بِهَا أَبُو بَكْرٍ لِلأَوْلِيَاءِ ، فَقَامَ بِلاَلٌ : يَا أَبَا بَكْرٍ ... فَقَضَى بِهَا أَبُو بَكْرٍ كَمَا قَضَى بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ مُنْقَطِعٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ ضعيف مَوْقُوفٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ النَّفَقَاتِ.

(4/114)


53- باب الزجر عن الانتساب إلى غير الآباء وما جاء في أن المرأة لآخر أزواجها
3263- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، مَنْ أَنَا ؟ قَالَ : أَنْتَ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ وَهِيبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ ، مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ لَعَنَهُ الله.
هَذَا إِسْنَادٌ ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
3264- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ خَالِدٍ القرشي ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ ، عَنْ مَيْمُونَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ : خَطَبَ مُعَاوِيَةُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ فَأَبَتْ أَنْ تُزَوِّجَهُ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْمَرْأَةُ لِآخِرِ أَزْوَاجِهَا ، وَلَسْتُ أُرِيدُ بِأَبِي الدَّرْدَاءِ بَدَلاً.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
54- باب فيمن تزوجها النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ودخل بها
3265- قَالَ الْحُمَيْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : تَزَوَّجَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وعَلَيَّ حَوْفٌ ، فَمَا هُوَ إِلاَّ أَنْ تَزَوَّجَنِي فَأُلِقيَ عَلَيَّ الْحَيَاءُ.
قَالَ سُفْيَانُ : وَالْحَوْفُ : ثِيَابٌ مِنْ سِيُور تُلْبِسُهُ الأَعْرَابُ أَبْنَاءَهُمْ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة مطولاً ، بتمامه في كتاب المناقب.@

(4/115)


3265/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي سَعِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْهُمَا : مَا تَزَوَّجَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى أَتَاهُ جِبْرِيلُ بِصُورَتِي ، فَقَالَ : زَوَّجْتُكَ ، وَلَقَدْ تَزَوَّجَنِي وَأَنَا جَارِيَةٌ عَلَيَّ حَوْفٌ ، فَلَمَّا تَزَوَّجَنِي أَوْقَعَ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَيَّ الْحَيَاءَ.
قُلْتُ : مَدَارُ حَدِيثِ عَائِشَةَ هَذَا عَلَى أَبِي سَعْدٍ سَعِيدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ الْبَقَّالِ الْكُوفِيِّ الأَعْوَرِ ، مُدَلِّسٌ ضَعِيفٌ.
وَالْحَوْفُ : هُوَ بِفَتْحِ الْحَاءِ ، وَسُكُونِ الْوَاوِ ، وَآخِرُهُ فَاءٌ : هُوَ ثِيَابٌ مِنْ صَوْفٍ تَلْبَسُهَا الْوِلْدَانُ ، وَقِيلَ : هُوَ جِلْدٌ تَلْبَسُهُ الْحَائِضُ ، قَالَهُ صَاحِبُ الْغَرِيبِ.
3266- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنِي عَجْلاَنُ بْنُ عَبْدِ الله مِنْ بَنِي عَدِيٍّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَ أَبَا سَلَمَةَ الْوَفَاةُ ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : إِلَى مَنْ تَكِلْنِي ؟ فَقَالَ : اللهمَّ أَبْدِلْ أَمَّ سَلَمَةَ خَيْرًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ خَطَبَهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَتْ : إِنِّي كَبِيرَةُ السِّنِ ، قَالَ : أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ سِنًّا ، وَالْعِيَالُ عَلَى الله وَرَسُولِهِ ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ فَسَأَدْعُو الله يُذْهِبُهَا ، فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِرَحَاتَيْنِ وَجَرَّةٍ لِلْمَاءِ.
3267- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٌ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ أَبَانٍ ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَ : جَاءَ أَبُو سَلَمَةَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، فقَالَ : سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَيْئًا هُوَ أَعْجَبُ لِي مِنْ كَذَا وَكَذَا ، لاَ أَدْرِي مَا أَعْدِلُ بِهِ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لاَ يُصِيبُ أَحَدًا مُصِيبَةٌ ، فَيَسْتَرْجِعُ عِنْدَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَقُولُ : اللهمَّ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتِي هَذِهِ ، اللهمَّ أَخْلِفْنِي فِيهَا بِخَيْرٍ مِنْهَا إِلاَّ أَعْطَاهُ الله عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ , قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : فَلَمَّا أُصِيبَ أَبُو سَلَمَةَ اسْتَرْجَعْتُ ، فَقُلْتُ : اللهمَّ عِنْدَكَ احْتَسَب مُصِيبَتِي هَذِهِ ، فَقَالَتْ : @

(4/116)


ثُمَّ جَعَلْتُ لاَ تُطَاوِعُنِي نَفْسِي أَنْ أَقُولَ : اللهمَّ أَخْلِفْنِي فِيهَا بِخَيْرٍ مِنْهَا ، ثُمَّ قُلْتُهَا : فَأْرَسَلَ أَبُو بَكْرٍ يَخْطُبُهَا ، فَأَبَتْ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا عُمَرُ يَخْطُبُهَا ، فَأَبَتْ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْطُبُهَا ، فَقَالَتْ : مَرْحَبًا بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، إِنَّ فِيَّ خِلاَلاً ثَلاَثًا أَخَافُهُنَّ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَا امْرَأَةٌ شَدِيدَةُ الْغَيْرَةِ ، وَأَنَا امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ ، تَعْنِي : لَهَا صِبْيَانٌ ، وَأَنَا امْرَأَةٌ لَيْسَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِدٌ يُزَوِّجُنِي ، فَسَمِعَ عُمَرُ بِمَا رَدَّتْ بِهِ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَغَضِبَ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَشَدَّ مِمَّا غَضِبَ لِنَفْسِهِ حِينَ رَدَّتْهُ ، قَالَ : فَأَتَاهَا ، فَقَالَ : أَنْتِ الَّتِي تَرُدِّينَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ مَا تَرُدِّيهِ ؟ قَالَتْ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، إِنَّ فِيَّ كَذَا وَكَذَا ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَيْهَا ، فَقَالَ : أَمَّا مَا ذَكَرْتِ أَنَّهُ لَيْسَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِكِ يُزَوِّجُكِ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِكِ شَاهِدٌ ، وَلاَ غَائِبٌ يَكْرَهُنِي ، فَقَالَتْ لاِبْنِهَا : زَوِّجْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : فَزَوَّجَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَمَّا إِنِّي لَمْ أَنْقُصْكِ مِمَّا أَعْطَيْتُ فُلاَنَةَ ، قَالَ ثَابِتٌ لاِبْنِ أُمِّ سَلَمَةَ : وَمَا كَانَ عَطَاءُ فُلاَنَةَ ؟ قَالَ : أَعْطَاهَا جُزْءَيْنِ تَجْعَلُ فِيهِمَا حَاجَتَهَا ، وَرَحَاتَيْنِ ، وَوِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنْ غَيْرَتِكِ ، فَإِنِّي أَدْعُو الله أَنْ يُذْهِبَهَا مِنْكِ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنْ صِبْيَتِكِ فَإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ سَيَكْفِيهِمْ ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ ، ثُمَّ أَتَاهَا فَلَمَّا رَأَتْهُ مُقْبِلاً جَعَلَتْ زُيَيْنَبَ أَصْغَرَ وَلَدِهَا فِي حِجْرِهَا ، وَكَانَ حَيِيًّا كَرِيمًا ، فَرَجَعَ ثُمَّ أَتَاهَا الثَّانِيَةَ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ مُقْبِلاً جَعَلَتِ الصَّبِيَّةَ فِي حِجْرِهَا ، فَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ أَيْضًا الثَّالِثَةَ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ مُقْبِلاً جَعَلَتِ الصَّبِيَّةَ فِي حِجْرِهَا ، قَالَ : فَجَاءَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مُسْرِعًا حَتَّى انْتَزَعَهَا مِنْ حِجْرَهَا ، فَقَالَ : هَاتِي هَذِهِ الْمَشْقُوحَةُ الَّتِي مَنَعَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمْ يَدَعِ الصَّبِيَّةَ فِي حِجْرِهَا ، وَكَانَ اسْمُهَا زَيْنَبَ ، فَقَالَ : أَيْنَ زُنَابُ ؟ فَقَالَتْ : جَاءَ عَمَّارٌ وَأَخَذَهَا ، فَكَانَتْ فِي النِّسَاءِ كَأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْهُنَّ ، لاَ تَجِدُ مَا يَجِدْنَ مِنَ الْغَيْرَةِ.
3267/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، حَدَّثَنِي ابن أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّ أبَا سَلَمَةَ جَاءَ إِلَي أُمِّ سَلَمَةَ ، فَقَالَ : لَقَدْ سَمِعْتُ حَدِيثًا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : أَنَّهُ لاَ يُصِيبُ أَحَدًا مُصِيبَةٌ ، فَيَسْتَرْجِعُ عِنْدَ ذَلِكَ ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.
3267/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ : فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَرَدَّتَهُ ، ثُمَّ خَطَبَهَا عُمَرُ فَرَدَّتَهُ ، وَزَادَ أَيْضًا : فَقَالَتْ لاِبْنِهَا : قُمْ يَا عُمَرُ ، فَزَوِّجْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ ، وَزَادَ ، فقَالَ : إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ كَمَا سَبَّعْتُ لِنِسَائِي.
قُلْتُ : رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ ، وَهَذَا الَّذِي سقته من مسند عمر بن أبي سلمة.

(4/117)


3268- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ ، أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ ، أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ يُخْبِرُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَخْبَرْتُهُ : أَنَّهَا لَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ أَخْبَرَتْهُمْ ، أَنَّهَا ابْنَةُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، فَكَذَّبُوهَا ، وَقَالُوا : مَا أَكْذَبَ الْغَرَائِبَ حَتَّى أَنْشَأَ نَاسٌ مِنْهُمْ فِي الْحَجِّ ، فَقَالُوا : تَكْتُبِينَ إِلَى أَهْلِكِ ؟ فَكَتَبْتُ مَعَهُمْ ، فَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَصَدَّقُوهَا ، وَازْادَتْ عَلَيْهِمْ كَرَامَةً ، قَالَتْ : فَلَمَّا وَضَعْتُ زَيْنَبَ جَاءَنِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَخَطَبَنِي ، فَقُلْتُ : مَا مِثْلِي يُنْكَحُ ، أَمَّا أَنَا فَلاَ وَلَدٌ فِيَّ ، وَأَنَا غَيُورٌ ، وَذَاتُ عِيَالٍ ، قَالَ : أَنَا أَكْبَرُ مِنْكَ ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ ، فَيُذْهِبُهَا الله تَعَالَي عَنْكَ ، وَأَمَّا الْعِيَالُ فَإِلَى الله وَرَسُولِهِ ، فَتَزَوَّجَهَا ، فَجَعَلَ يَأْتِيهَا ، فَيَقُولُ : أَيْنَ زُنَابُ ؟ حَتَّى جَاءَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، فاحتملها وَقَالَ : هَذِهِ تَمْنَعُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَكَانَتْ تُرْضِعُهَا ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَيْنَ زُنَابٌ ؟ فَقَالَتْ : قَرِيبَةٌ ، فَوَافَقْتُهَا ، فَوَضَعْتُ تفالى وَأَخْرَجْتُ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ كَانَتْ فِي جُرُنٍ ، وَأَخَذْتُ شَحْمًا ، فَعَصَّدْتُهُ بِهِ ، فَبَاتَ ، ثُمَّ أَصْبَحَ ، فَقَالَ حِينَ أَصْبَحَ : إِنَّ لَكِ عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةً ، فَإِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ ، وَإِنْ أُسَبِّعْ لَكِ أُسَبِّعْ لِنِسَائِي.
قُلْتُ : فِي الصَّحِيحِ إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ إِلَى ... آخِرِهِ.
55- باب فيمن تزوجها النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ولم يدخل بها
3269- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى حَائِطٍ يُقَالُ لَهُ : الشَّوْطُ ، فَجِئْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حَائِطَيْنِ جَلَسْنَا بَيْنَهُمَا ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اجْلِسُوا هَاهُنَا وَدَخَلَ هُوَ ، وَأُتِيَ بِالْجَوْنِيَّةِ ، فَأُنْزِلَتْ فِي بَيْتِ أُمَيْمَةَ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ شَرَاحِيلَ ، قَالَ : وَمَعَهَا دَايَةٌ حَاضِنَةٌ لَهَا ، قَالَ : فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : هِبِي نَفْسَكَ لِي ، قَالَتْ : وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ ؟ قَالَ : فَأَهْوَى بِيَدِهِ لِيَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا لِتَسْكُنَ ، فَقَالَتْ : أَعُوذُ بِالله مِنْكَ ، قَالَ : عُذْتِ بِمُعَاذٍ ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا ، فَقَالَ : يَا أَبَا أُسَيْدٍ اكْسُوهَا رَازِقِيَّتَيْنِ وَأَلْحِقُوهَا بِأَهْلِهَا.

(4/118)


3269/2- قُلْتُ : رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مُعَلَّقًا مَجْزُومًا بِهِ ، فَقَالَ وَقَالَ الْحَسَينُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّيْسَابُورِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَأَبِي أُسَيْدٍ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمِقْدَامِ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْقَاسِمِ ، وَهُوَ كَذَّابٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّ عَمْرَةَ بِنْتَ الْجَوْنِ تَعَوَّذَتْ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : لَقَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ ، فَطَلَّقَهَا ، وَأَمَرَ أُسَامَةَ ، أَوْ أَنَسًا ، فَمَتَّعَهَا بِثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ رَازِقِيَّةٍ.
56- باب ما جاء في تزويج عثمان بن عفان رضي الله عنه
3270- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ لَمَّا تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ مِنْ حُذَافَةَ ... فَذَكَرَهُ إِلَى أَنْ قَالَ : قَالَ عُمَرُ : فَشَكَوْتُ عُثْمَانَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَزَوَّجَ حَفْصَةَ خَيْرٌ مِنْ عُثْمَانَ ، وَيَزَوَّجَ عُثْمَانَ خَيْرٌ مِنْ حَفْصَةَ ، فَزَوَّجَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ابْنَتَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ الْوَلِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُوَقِّرِيِّ أَبِي بِشْرٍ البلقاوي.

(4/119)


57- باب تزويج فاطمة بعلي بن أبي طالب , رضي الله عنهما , وما يستحب من القصد في الصداق
3271- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَجُلٍ سَمِعَ عَلِيًّا ، بِالْكُوفَةِ يَقُولُ : أَرَدْتُ أَنْ أَخْطُبَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَذَكَرْتُ أَنَّهُ لاَ شَيْءَ لِي ، ثُمَّ ذَكَرْتُ عَائِدَتَهُ وَصِلَتَهُ ، فَخَطَبْتُهَا ، فَقَالَ : أَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةَ الَّتِي أَعْطَيْتُكَهَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا قَالَ : هِيَ عِنْدِي ، قَالَ فَأَعْطِهَا إِيَّاهَا ثُمَّ قَالَ : لاَ تُحْدِثَا شَيْئًا حَتَّى آتِيَكُمَا فَأَتَانَا وَعَلَيْنَا قَطِيفَةٌ ، أَوْ كِسَاءٌ ، فَلَمَّا رأيناه تَخَشْخَشْنَا ، فَدَعَا بِمَاءٍ ، وَأَتَى بِمَاءٍ ، فَدَعَا فِيهِ ، ثُمَّ رَشَّهُ عَلَيْنَا ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، أَهِيَ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ ، وَأَنْتَ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْهَا.
3271/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : ضُمَّ إِلَيْكَ أَهْلَكَ قَالَ : مَا عِنْدِي شَيْءٌ ، قَالَ : أَعْطِهَا دِرْعَكَ الْحُطَمِيَّةَ.
3271/3- ورواه الحميدي , عَنْ سُفْيَانَ ... فَذَكَرَهُ وَزَادَ الَّتِي أَعْطَيْتُكَهَا يَوْمَ بَدْرٍ.
3271/4- وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيًّا ، يَقُولُ : أَرَدْتُ أَنْ أَخْطُبَ ... فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ الْحُمَيْدِيِّ.
3271/5- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ طَلْقٍ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : لَمَّا تَزَوَّجْتُ فَاطِمَةَ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، مَا أَبِيعُ فَرَسِي ، أَوْ دِرْعِي ؟ قَالَ : بِعْ دِرْعَكَ ، فَبِعْتُهَا بِثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً ، فَكَانَ ذَلِكَ مَهْرَ فَاطِمَةَ.

(4/120)


3271/6- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : زَوَّجَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَاطِمَةَ عَلَى رِدْعٍ حَدِيدٍ حُطَمِيَّةٍ ، وَكَانَ سَلَّحَنِيهَا ، وَقَالَ : ابْعَثْ بِهَا إِلَيْهَا تُحَلِّلُهَا بِهَا فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهَا ، وَالله مَا ثَمَنُهَا كَذَا ، أَوْ أَرْبَعُمِئَةٍ دِرْهَمٍ.
3271/7- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : لَقَدْ خَطَبْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَتْ لي مَوْلاَةٌ لِي : هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ فَاطِمَةَ تُخْطَبُ ؟ قُلْتُ : لاَ ، أَوْ نَعَمْ ، قَالَت : فَاخْطُبْهَا إِلَيْهِ ، قَالَ : قُلْتُ : وَهَلْ عِنْدِي شَيْءٌ أَخْطُبُهَا عَلَيْهِ ؟ قَالَ : فَوَالله مَا زَالَتْ تُرَجِّينِي حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ ، وَكُنَّا نُجِلُّهُ ، وَنُعَظِّمُهُ ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ أُلجِمْتُ حَتَّى مَا اسْتَطَعْتُ الْكَلاَمَ ، فَقَالَ : هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ ، فَسَكتُّ ، فَقَالَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، قَالَ : لَعَلَّكَ جِئْتَ تَخْطُبُ فَاطِمَةَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ تُسَلَّمَهَا بِهِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لاَ ، وَالله يَا رَسُولَ الله ، قَالَ ، فَقَالَ : فَمَا الدِّرْعُ الَّتِي كُنْتُ سَلَّحْتُهَا ؟ قَالَ عَلِيٌّ : وَالله إِنَّهَا لَدِرْعٌ حُطَمِيَّةٌ مَا ثَمَنُهَا إِلاَّ أَرْبَعُمِئَةِ دِرْهَمٍ ، قَالَ : اذْهَبْ فَقَدْ زَوَّجْتُكُهَا ، فَابْعَثْ بِهَا إِلَيْهَا فَاسْتَحِلَّهَا بِهِ.
3271/8- وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ بِهِ.
3271/9- قَالَ : وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمَقْرىء ، قَالَ : أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ... فَذَكَرَهُ.
تَخَشْخَشْنَا ، أَيْ : تَحَرَّكْنَا ، قَالَهُ صَاحِبُ الْغَرِيبِ ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْخَاءَيْنِ الْمُعْجَمَتَيْنِ وَسُكُونِ الشِّينَيْنِ الْمُعْجَمَتَيْنِ.

(4/121)


58- باب المرأة تصلح أمرها للدخول بها
3272- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بُصَيْلَةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ عَلِيٍّ ، أَنَّهُ لَمَّا تَزَوَّجَ فَاطِمَةَ ، قَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اجْعَلْ غَلَبَةَ الصَّدَاقِ فِي الطِّيبِ.
3272/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ عَلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ ، قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : خَطَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ ، قَالَ : فَبَاعَ عَلِيٌّ دِرْعًا لَهُ ، وَبَعْضَ مَا بَاعَ مِنْ مَتَاعِهِ ، فَبَلَغَ أَرْبَعَمِئَةِ دِرْهَمٍ وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا ، قَالَ : وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَجْعَلَ ثُلُثَيْهِ فِي الطِّيبِ ، وَثُلُثًا فِي الثِّيَابِ ، وَمَجَّ فِي جَرَّةٍ مِنْ مَاءٍ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَغْتَسِلُوا بِهِ ، قَالَ : وَأَمَرَهَا أَنْ لاَ تَسْبِقَهُ بِرَضَاعِ وَلَدِهَا ، قَالَ : فَسَبَقَتْهُ بِرَضَاعِ الْحُسَيْنِ ، قَالَتْ : وَأَمَّا الْحَسَنُ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَنَعَ فِي فِيهِ شَيْئًا لاَ نَدْرِي مَا هُوَ ، فَكَانَ أَعْلَمَ الرَّجُلَيْنِ.
3272/3- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِيُّ ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الله الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ ، قَالَ : قَالَ لِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَهُوَ سَعْدُ بْنُ عُبَيْدِ الله الْكَاهِلِيُّ ، أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا خَطَبَ فَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَلْ لَكَ مِنْ مَهْرٍ ؟ قُلْتُ : مَعِي رَاحِلَتِي وَدِرْعِي ، قَالَ : فَبِعْتُهَا بِأَرْبَعِمِئَةٍ ، وَقَالَ : أَكْثِرُوا الطِّيبَ لِفَاطِمَةَ ، فَإِنَّهَا امْرَأَةٌ مِنَ النِّسَاءِ.
59- باب فيما دخلت به فاطمة على علي رضي الله تعالى عنهما
3273- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ ، قَالَ : بَلَغَنِي عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ ، قَالَ : دَخَلَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى عَلِيٍّ فِي دِرْعٍ مُمَشَّقٍ بِمَغْرَةٍ ، وَنِصْفِ قَطِيفَةٍ بَيْضَاءَ ، وَقَدَحٍ ، وَإِنْ كَانَتْ لَتَسْتُرُ بِكُمِّ دِرْعِهَا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَمَا لَهَا خِمَارٌ ، وَقَالَتْ : أَعْطَانِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم آصُعًا مِنْ تَمْرٍ وَمِنْ شَعِيرٍ ، فَقَالَ : إِذَا دَخَلْنَ عَلَيْكِ نِسَاءُ الأَنْصَارِ فَأَطْعِمِيهِنَّ مِنْهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ وَمُنْقَطِعٌ.

(4/122)


60- باب ما علي الزوجين من الخدمة
3274- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ ، قَالَ : قَضَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا بِخِدْمَةِ الْبَيْتِ ، وَقَضَى عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ بِمَا كَانَ خَارِجَ الْبَيْتِ.
هَذَا إِسْنَادٌ مرسل ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله.
3275- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسَ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قُلْنَ النِّسَاءُ : يَا رَسُولَ الله ، ذَهَبَ الرِّجَالُ بِالْفَضْلِ فِي الْجِهَادِ ، فَهَلْ لَنَا مِنْ أَعْمَالِنَا شَيْءٌ نَبْلُغُ بِهِ فَضْلَ الْجِهَادِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نَعَمْ ، مِهْنَةُ إِحْدَاكُنَّ فِي بَيْتِهَا ، تَبْلُغُ بِهِا فَضْلَ الْجِهَادِ.
3275/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ رَوْحُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ... فَذَكَرَهُ.
3275/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، رَوْحُ بْنُ الْمُسَيَّبِ الْكَلْبِيُّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : أَحَادِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : صُوَيْلِحٌ ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ ، لاَ تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : هُوَ صَالِحٌ ، لَيْسَ بِالْقَوِيِّ , وباقي رجال الإسناد ثقات.
وَالمِهْنَةُ بِالْكَسْرِ : الْحَالَةُ ، وَالْمَاهِنُ : الْخَادِمُ ، وَمَهَنَ : خَدَمَ ، قَالَهُ صَالِحُ الْغَرِيبِ.

(4/123)


46- كتاب الصداق وفيه الوليمة
1- باب لا وقت في الصداق كثر أو قل
3276- قال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أبو خيثمة ، حَدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم ، حَدَّثَنَا أبي ، عن أبي إسحاق ، حدثني محمد بن عَبد الرحمن ، عن المجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، عن مسروق قال : ركب عُمَر بن الخطاب منبر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثم قال : أيها الناس ما إكثاركم في صداق النساء ، وقد كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأصحابه وإنما الصدقات فيما بينهم أربعمئة درهم فما دون ذلك ، فلو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله ، عَزَّ وَجلَّ ، أو مكرمة لم تسبقوهم إليها ، فلا أعرفن ... وما زاد رجل على أربعمئة درهم . ثم نزل ، فاعترضته امرأة من قريش ، فقالت : يا أمير المؤمنين ، نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم ؟ قالت : نعم . قالت : أما سمعت الله ، عَزَّ وَجلَّ ، في القرآن ؟ فقال : فأي ذلك ؟ فقالت : أما سمعت الله ، عَزَّ وَجلَّ ، يقول : {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} فقال : اللهم عقرًا كل الناس أفقه من عُمَر . قال : ثم رجع فركب المنبر ، فقال : أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا في صدقاتهن على أربعائة ، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب.
قال أبو يعلى : وأظنه قال : فمن طابت نفسه فليفعل.
قلت روى أصحاب السنن الأربعة طرقا منه من طريق محمد بن سيرين ، عن أبي العجفاء السلمي ، عن عُمَر بن الخطاب . وقال الترمذي : حديث حسن صحيح ، انتهى.

(4/124)


3276/2- ورواه البيهقي في سننه : حَدَّثَنَا أبو حازم الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو الحسن محمد بن أحمد ابن حمزة ، أَنْبَأَنَا أحمد بن نجدة ، حَدَّثَنَا سعيد بن منصور ، حَدَّثَنَا هشيم ، حَدَّثَنَا مجالد ، عن الشعبي قال : خطب عُمَر بن الخطاب الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : ألا لا تغلوا في صدقات النساء ، لا يبلغني عن أحد ساق أكثر من شىء ساقه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أو سيق إليه إلاَّ جعلت فضل ذلك في بيت المال . ثم نزل ، فعرضت له امرأة من قريش فقالت له : يا أمير المؤمنين ، أكتاب الله أحق أن يتبع أو قولك ؟ قال : بل كتاب الله ، فما ذاك ؟ فقالت : نهيت الناس آنفاً أن يغالوا في صدقات النساء ، والله - تعالى - يقول : {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا ...} فذكره.
قوله : عقراً - منوناً ، ويروى بغير تنوين ، وهو دعاء لا يراد به إيقاع الفعل ، معناه : عقر جسدها , وأصابها بوجع في حلقها.
2- باب ما يستحب من القصد في الصداق
3277- قَالَ أَبُو دَاوُدُ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيِّ ، أَنَّ أَبَا حَدْرَدٍ اسْتَعَانَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي نِكَاحٍ ، فَقَالَ : كَمْ أَصْدَقْتَ ؟ قَالَ : مِائَتَيْ دِرْهَمٍ ، قَالَ : لَوْ كُنْتُمْ تَغْرِفُونَ مِنْ بَطْحَانَ مَا زِدْتُمْ.
3277/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، عَنْ أَبِي حَدْرَدٍ : أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى مِائَتَيْ دِرْهَمٍ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : لَوْ كُنْتُمْ تَغْرِفُونَ ... فَذَكَرَهُ.
3277/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ... فَذَكَرَهُ.

(4/125)


3277/4- ورَواهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ... فَذَكَرَهُ.
3277/5- ورواه الحاكم أبو عبدالله الحافظ : حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله السعدي ، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون ، أنبأنا يحيى بن سعيد ... فذكره.
3277/6- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ.
3278- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : وَحَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ الَّذِي تَزَوَّجَ عَلَيْهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُمَّ سَلَمَةَ عَلَى شَيْءٍ قِيمَتُهُ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ.
3278/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ الْجَمَّالِ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : لاَ يُحْتَجُّ بِهِ ، لَيْسَ بِالْمَتِينِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : لاَ بَأْسَ بِهِ فَقَدْ رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ ، إِلاَّ أَنَّ أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ رَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ مُنْكَرَةً.
وَقَالَ يَحْيَى : هُوَ ثِقَةٌ ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
3- باب ما يجوز أن يكون مهرا
3279- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ محمد بن أَبِي أُسَامَةَ : أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ جُنَاحَ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِمَا شَاءَ مِنْ مَالِهِ قَلَّ ، أَوْ كَثُرَ ، إِذَا أَشْهَدَ.

(4/126)


3279/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ الله ... فَذَكَرَهُ.
3279/3- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ ، وَشَرِيكٍ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : إِذَا تَرَاضَوْا وَأَشْهَدُوا.
3279/4- وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ.
وَقَالَ أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ : غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ قَالَ : وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
قُلْتُ : مَدَارُ طُرُقِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ هَذَا عَلَى أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ , واسمه عمارة بن جوين بضم العين وهو كذاب كذبه ابن معين والجوزجاني ، وأَبُو أحمد الحاكم , وابن علية , وعثمان بن أبي شيبة.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : يَتَلَوَّنُ ، خَارِجِيٌّ شِيعِيٌّ.
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
3280- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سِيحَانٍ ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقْسِمُ الْمَغْنَمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ مِنَ الصَّدَقَةِ تَقَعُ الشَّاةُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا : دَعْ لِي نَصِيبَكَ أَتَزَوَّجْ بِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، بِشْرُ بْنُ سِيحَانٍ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : رُبَّمَا أَغْرَبَ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِِسْنَادِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
3281- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَمْرو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي لُبَيَّبةَ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنِ اسْتَحَلَّ بِدِرْهَمٍ فِي النِّكَاحِ فَقَدِ اسْتُحِلَّ.

(4/127)


3282- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبِدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ الأَنْطَاكِيُّ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تُنْكِحُوا النِّسَاءَ إِلاَّ مِنَ الأَكْفَاءِ ، وَلاَ يزوجهن إِلاَّ الأَوْلِيَاءُ ، وَلاَ مَهْرَ دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ.
3282/2- رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسينُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جُحْدَبٍ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، وعمرو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ صَدَاقَ دُوَنَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ.
3282/3- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا مُبَشِّرٌ ، فَذَكَرَ حَدِيثَ الدَّارَقُطْنِيِّ.
3282/4- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ الدَّارَقُطْنِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
3282/5- وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ وَقَالَ : أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حيانَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سُكَيْنٍ الْبَلَدِيُّ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ الْحَسَنِ الرَّسْعَنِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوُسِ بْنُ الْحَجَّاجِ ، حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ ، عن عطاء وَعُمَرَ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِتَمَامِهِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ ، أَحَادِيثُهُ لاَ يُتَابَعَ عَلَيْهَا.
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَالْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ ، وَلَمْ يَأْتِ بِهِ عَنْ حَجَّاجٍ غَيْرُ مُبَشِّرِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَلَبِيِّ ، وَقَدْ أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ ، وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَرْمِيهِ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ ، انْتَهَى.
جُحْدَبٌ : بِضَمِّ الْجِيمِ ، وَسُكُونِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ، وَفَتْحِ الدَّالِ الْمُهْملَةِ ، وَآخِرُهُ بَاءٌ مُوَحَّدَةٌ.
وَالرَّسْعَنِيُّ : بِفَتْحِ الرَّاءِ ، وَالْعَيْنِ الْمُهْمَلَتَيْنِ بَيْنَهُمَا سِينٌ مُهْمَلَةٌ سَاكِنَةٌ.

(4/128)


3283- قال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : وَحَدَّثَنَا زهير ، حَدَّثَنَا يونس بن محمد ، حَدَّثَنَا صالح بن مسلم بن رومان المكي ، حدثني أبو الزبير محمد بن مسلم ، عن جابر بن عَبد الله أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : لو أن رجلا أعطى امرأة صداقاً ملء يديه طعاماً كانت حلالاً.
هذا إسناد فيه مقال , صالح بن مسلم بن رومان ضعفه ابن معين وأبو حاتم ، وذكره ابن حبان في الثقات وفي الضعفاء ، وباقي رجال الإسناد ثقات.
4- باب المرأة ترضى بها قبل أن يعطيها شيئًأ
3284- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ ، عَنْ طَلْحَةَ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، أَنَّ رَجُلاً تَزَوَّجَ امْرَأَةً ، فَجَهَّزَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَلَمْ تُعْطَ شَيْئًا.
3284/2- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ طَلْحَةَ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، أَنَّ رَجُلاً تَزَوَّجَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَهَّزَهَا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَنْقُدَهَا شَيْئًا.

(4/129)


3284/3- وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيِّ فِي سُنَنِهِ : وَقَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنُ الْفَضْلِ ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ رَجُلاً تَزَوَّجَ امْرَأَةً ، وَكَانَ مُعْسِرًا ، فَأَمَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ تَرْفُقَ بِهِ ، فَدَخَلَ بِهَا ، وَلَمْ يُنْقِدْهَا شَيْئًا ، ثُمَّ أَيْسَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَسَاقَ.
3284/4- قَالَ : وَأَنْبَاَنَا أَبُو طَاهِرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ طَلْحَةَ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَحْوَهُ ، وَصَلَهُ شَرِيكٌ وَأَرْسَلَهُ غيره.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَابْنَ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقِ شَرِيكٍ بِهِ بِلَفْظِ أَمَرَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنْ أُدْخِلَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا قَبْلَ أَنْ يُعْطِيَهَا.
5- باب فيمن أعتق جاريته وتزوجها
3285- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ الْكُوفِيُّ ، حَدَّثَنَا كِنَانَةُ ، حَدَّثَتْنِي صَفِيَّةُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا.
3286- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الجشمي ، حَدَّثَنَا عَلِيلَةُ بِنْتُ الْكُمَيْتِ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ أُمِّي أَمِينَةَ ، قَالَتْ : حَدَّثَتْنِي أَمَةُ الله بِنْتُ رُزَيْنَةَ ، عَنْ أُمِّهَا رُزَيْنَةَ مَوْلاَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَبَى صَفِيَّةَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ حِينَ فَتَحَ الله عَلَيْهِ ، فَجَاءَ بِهَا يَقُودُهَا مَسْبِيَّةً ، فَلَمَّا رَأَتِ النِّسَاءَ قَالَتْ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّكَ رَسُولُ الله ، فَأَرْسَلَهَا ، وَكَانَ ذِرَاعُهَا فِي يَدِهِ ، فَأَعْتَقَهَا ، ثُمَّ خَطَبَهَا وَتَزَوَّجَهَا وَأَمْهَرَهَا رُزَيْنَةَ.

(4/130)


6- باب أيام الوليمة
3287- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : تَزَوَّجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَفِيَّةَ ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا ، وَجَعَلَ الْوَلِيمَةَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ، وَبَسَطَ نَطْعًا جَاءَتْ بِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ ، وَأَلْقَى عَلَيْهِ أَقِطًا وَتَمْرًا ، وَأَطْعَمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ.
قُلْتُ : هُوَ فِي الصَّحِيحِ ، وَأَخْرَجْتُهُ لِقَوْلِهِ : وَجَعَلَ الْوَلِيمَةَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ.
3287/2- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَالِينِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حنَان ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَمَّا تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ أَمَرَ بِالْنَطْعِ فَبُسِطَ ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِ تَمْرًا وَسَوِيقًا ، وَدَعَا النَّاسَ ، فَأَكَلُوا ، وَقَالَ : الْوَلِيمَةُ أَوَّلُ يَوْمٍ حَقٌّ ، وَالثَّانِي مَعْرُوفٌ ، وَالثَّالِثُ رِيَاءٌ وَسُمْعَةٌ.
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَالْبَيْهَقِيُّ.
7- باب فضل وليمة العرس
3288- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ رَاشِدٍ الْخُرَاسَانِيُّ ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ الدِّمَشْقِيُّ ، عَنْ عنبسة بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ ، عَنِ ابْنِ رُومَانَ ، قَالَ : سُئِلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ طَعَامِ الْعُرْسِ ، فَقِيلَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا بَالُ رِيحِ طَعَامِ الْعُرْسِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ طَعَامَنَا ؟ فَقَالَ عُمَرُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ فِي طَعَامِ الْعُرْسِ : فِيهِ مِثْقَالٌ مِنْ رِيحِ الْجَنَّةِ ، وَقَالَ عُمَرُ : دَعَا لَهُ إِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنْ يُبَارَكَ فِيهِ وَيُطِيبَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَبْدِ الرَّحِيمِ ، وَتَدْلِيسِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ.

(4/131)


8- باب ما جاء في الوليمة
3289- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسِ ، قَالَ : أَوْلَمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى زَيْنَبَ ، فَأَشْبَعَ الْمُسْلِمِينَ خُبْزًا وَلَحْمًا ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَنَعَ كَمَا يَصْنَعُ إِذَا تَزَوَّجَ ، فَأَتَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ ، وَسَلَّمْنَ عَلَيْهِ ، وَدَعَا لَهُنَّ ، ثُمَّ رَجَعَ وَأَنَا مَعَهُ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ قَدْ جَرَى بِهِمَا الْحَدِيثُ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ ، فَرَجَعَ ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلاَنِ ذَلِكَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَدْ رَجَعَ وَثَبَا فَزِعَيْنِ ، فَلاَ أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ ، أَوْ مَنْ أَخْبَرَهُ ، فَرَجَعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
هَذَا الإِِسْنَادُ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3290- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَنْبَأَنَا زِيَادُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبِدِ الله ، قَالَ : لَمَّا دَخَلَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فُسْطَاطَهُ ، حَضَرَ نَاسٌ وَحَضَرْتُ مَعَهُمْ ، لِيَكُونَ فِيهَا قَسَمٌ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : قُومُوا عَنْ أُمِّكُمْ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَشِيِ خَرَجَ إِلَيْنَا فِي طَرَفِ رِدَائِهِ بِنَحْوٍ مِنْ مُدٍّ وَنِصْفٍ مِنْ تَمْرٍ عَجْوَةٍ ، فَقَالَ : كُلُوا مِنْ وَلِيمَةِ أُمِّكُمْ.
3290/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا جُرَيْجٌ ، أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُ إِسْنَادِهِ ثِقَاتٌ.

(4/132)


3291- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ مَيْمُونَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لِيُولِمْ أَحَدُكُمْ وَلَوْ بِشَاةٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3292- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الرُّؤَاسِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ سَلِيطٍ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا خَطَبَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَبُدَّ لِلْعُرْسِ مِنْ وَلِيمَةٍ ، قَالَ سَعْدٌ : عَلَيَّ كَبْشٌ ، قَالَ : وَقَالَ فُلاَنٌ : عَلَيَّ كَذَا وَكَذَا مِنَ الذُّرَةِ.
3292/2- وَقَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الرُّؤَاسِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ... فَذَكَرَهُ.
3292/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ... فَذَكَرَهُ.
9- باب إجابة الداعي
3293- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَجِيبُوا الدَّاعِيَ ، وَلاَ تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ ، وَلاَ تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ.

(4/133)


3293/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ... فَذَكَرَهُ.
3293/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو غسان ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ... فَذَكَرَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ ، وَلاَ تَضْرِبُوا النَّاسَ.
3293/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
3293/5- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
3293/6- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيْر ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَجِيبُوا الدَّاعِيَ إِذَا دُعِيتُمْ :
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمَهُ مَرْفُوعًا عَنْ عَبْدِ الله إِلاَّ بِهَذَا الإِِسْنَادِ . وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَدَّادٍ مُرْسَلاً ، وَوَصَلَهُ يَحْيَى بْنُ كَثِيْر.
3294- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حِبَّانَ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَبَابَةُ بِنْتُ عَجْلاَنَ ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَفْصٍ ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ جَرِيرٍ ، عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ وَدَاعٍ الْخُزَاعِيَّةِ ، قَالَتْ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يُكْرَهُ رَدُّ اللَّطَفِ ؟ قَالَ : مَا أَقْبَحَهُ ، لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كِرَاعٌ لَقَبِلْتُهُ ، وَلَوْ دُعِيتُ إِلَيْهِ لأَجَبْت.

(4/134)


10- باب فيمن دعي إلى ختان فأبى أن يجيب
3295- قال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا حيان بن بشر أبو عبد الرحمن ، حَدَّثَنَا محمد بن سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن عَبد الله بن طلحة ، عن الحسن البصري قال : دعي عثمان بن أبي العاصي إلى ختان فأبى أن يجيب ، فقيل له في ذلك فقال : إنا كنا على عهد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لا نأتي الختان ولا ندعى له.
3296- قال : وَحَدَّثَنَا جبارة بن المغلس ، حَدَّثَنَا علي بن غراب ، حَدَّثَنَا أشعث ، عن الحسن ، عن عثمان بن أبي العاص أنه دعي إلى طعام ، فلما جاء قال : ما هذا ؟ قالوا : ختان جارية ، فقام ولم يأكل وقال : هذا شيء ما دعيت إليه في عهد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
11- باب فيمن دعى إلى وليمة فجاء ليدخل فسمع لهوا فرجع
3297- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ , أَخْبَرَنِي ابْن وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّ رَجُلاً دَعَا عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ إِلَى وَلِيمَةٍ ، فَلَمَّا جَاءَ لِيَدْخُلَ سَمِعَ لَهْوًا ، فَلَمْ يَدْخُلْ ، فَقَالَ : مَا لَكَ رَجَعْتَ ؟ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ كَثَّرَ سَوَادَ قَوْمٍ فهُوَ مِنْهُمْ ، وَمَنْ رَضِيَ عَمَلَ قَوْمٍ كَانَ شَرِيكًا فِي عَمَلِهِمْ.

(4/135)


3297/2- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَيْرٍ أخي عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : إِذَا عُمِلَ بِالْخَطِيئَةِ فِي الأَرْضِ كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا كَمَنْ غَابَ عَنْهَا ، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا.
12- باب فيمن لم يدع ثم جاء فأكل لم يحل له ما أكل إلا أن يحل له صاحب الوليمة
3298- قال أبو داود الطيالسي : حَدَّثَنَا اليمان أبو حذيفة ، عن طلحة بن أبي عثمان ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال : من دخل على طعام ولم يدع له دخل فاسقاً وأكل حراماً ، وشر الطعام طعام الوليمة يدعى الأغنياء ويترك الفقراء ، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله.
قلت : روى البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه منه : شر الطعام ... إلى آخره موقوفاً على أبي هريرة ، وما رواه موقوفاً روأه وسلم في صحيحه أيضا مرفوعا.
وله شاهد من حديث ابن عُمَر قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من دخل على غير دعوة دخل مغيراً ، وخرج سارقًا
رواه مُسَدَّد وأبو داود والنسائي والبيهقي في سننه.
ورواه الطبراني في الأوسط والبزار في المسند والحاكم في المُسْتَدرك والبيهقي في سننه من حديث عائشة مرفوعاً : من دخل على قوم لطعام لم يدع له دخل فاسقاً وأكل حراماً لفظ البَزَّار.

(4/136)


3299- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ مَيْسَرَةَ ، أَنَّ رَجُلاً صَنَعَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طَعَامًا ، فَدَعَاهُ ، فَقَالَ : أَتَأْذَنُ لِي فِي سَعْدٍ ؟ فَأَذِنَ ، ثُمَّ صَنَعَ طَعَامًا ، فَقَالَ : أَتَأْذَنُ لِي فِي سَعْدٍ ؟ فَأَذِنَ ، ثُمَّ صَنَعَ طَعَامًا ، فَقَالَ : أَتَأْذَنُ لِي فِي سَعْدٍ ؟ فَأَذِنَ صَاحِبُهُ.

(4/137)


47- كتاب القسم والنشوز
باب القسم بين الزوجات حتى في المرض
قال الشافعي رضي الله عنه : قال الله تبارك وتعالى : {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} وقال : {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} وجماع المعروف بين الزوجين كف المكروه وأعفاء صاحب الحق من المؤنة في طلبه , لا بإظهار الكراهية في تأديته , فأيهما مطل بتأخيره , فمطل الغني ظلم.
وروى الحاكم أبو عبد الله الحافظ , وعنه البيهقي في سننه من حديث ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : إني لأحب أن تزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي , لأن الله تعالى يقول : {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} وما أحب أن أستطف جميع حق لي عليها لأن الله عزوجل يقول : {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}.
3300- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُحْمَلُ إِلَى نِسَائِهِ وَهُوَ مَرِيضٌ ، فَيَعْدِلُ بَيْنَهُنَّ فِي الْقَسْمِ.
هَذَا إِسْنَادٌ مرسل رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3301- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، حَدَّثَنِي ابن عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَمَا بَنَى بِأُمِّ سَلَمَةَ قَالَ : إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ ، وَسَبَّعْتُ لِلنِّسَاءِ.

(4/138)


3302- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ ، فَأَصَابَتِ الْقُرْعَةُ عَائِشَةَ فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلَقِ.

(4/139)


48- كتاب الخلع والطلاق
1- باب أبغض الأشياء إلى الله عز وجل الطلاق
3303- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَالِكٍ اللَّخْمِيِّ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا مُعَاذُ ، مَا خَلَقَ الله شَيْئًا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنِ الْعَتَاقِ ، وَلاَ خَلَقَ شَيْئًا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنَ الطَّلاَقِ ، فَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِمَمْلُوكِهِ : أَنْتَ حُرٌّ إِنْ شَاءَ الله فَهُوَ حُرٌّ ، وَلاَ اسْتِثْنَاءَ لَهُ ، وَإِذَا قَالَ : لاِمْرَأَتِهِ : أَنْتِ طَالِقٌ إِنْ شَاءَ الله ، فَلَهُ اسْتِثْنَاؤُهُ ، وَلاَ طَلاَقَ فِيهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ مُنْقَطِعٌ.
3303/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مَالِكٍ اللَّخْمِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
3303/3- وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ الدُّولاَبِيُّ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ... فَذَكَرَهُ.
3303/4- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَالِينِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ ، أَنْبَأَنَا أبو يعلى ... فَذَكَرَهُ.
3303/5- وَقَالَ الْبَيْهَقِي : وَأَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ ... فَذَكَرَهُ.
3303/6- قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَالِينِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ ، حَدَّثَنَا أبو خولة ميمون بْن مسلمة ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مصفى ، حَدَّثَنَا معاوية بْن حفص ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَالِكٍ اللَّخْمِيِّ ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ رَجُلٍ قَالَ لاِمْرَأَتِهِ : أَنْتِ طَالِقٌ إِنْ شَاءَ الله ، قَالَ : لَهُ اسْتِثْنَاؤُهُ ، قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله ، وَإِنْ قَالَ لِغُلاَمِهِ : أَنْتَ حُرٌّ إِنْ شَاءَ الله ، قَالَ : يُعْتَقُ ، لأَنَّ الله يَشَاءُ الْعِتْقَ ، وَلاَ يَشَاءُ الطَّلاَقَ.@

(4/140)


قَالَ حُمَيْدٌ : قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ : وَأَيُّ حَدِيثٍ لَوْ كَانَ حُمَيْدُ بْنُ مَالِكٍ اللَّخْمِيُّ مَعْرُوفًا ، قُلْتُ : هُوَ جَدِّي ، قَالَ يَزِيدُ : سَرَرْتَنِي ، الآنَ صَارَ حَدِيثًا.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : لَيْسَ فِيهِ كَبِيرُ سُرُورٍ ، فَحُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ مَالِكٍ الْخَزَّازُ ضَعِيفٌ جِدًّا ، نَسَبَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَغَيْرُهُ إِلَى الْكَذِبِ ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَالِكٍ مَجْهُولٌ ، وَمَكْحُولُ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مُنْقَطِعٌ ، وَقَدْ قِيلَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، رضى الله عنه ، وقيل : عنه عن مكحول ، عن مالك بن يخامر ، عن معاذ ، وليس بالمحفوظ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ , وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ مِنْ حَدِيثِ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ.
3304- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ هِلاَلٍ ، حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا ثِقَةٌ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالنِّسَاءِ ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُحَرِّمُ طَلاَقَهُنَّ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
2- باب ما يكره للمرأة من مسألتها طلاق زوجها
3305- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ ثَوْبَانَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاَقًا مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ ، حَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ.

(4/141)


3305/2- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ ، عَنْ ثَوْبَانَ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
3305/3- وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ.
3305/4- وَقَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الزَّاهِدُ ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا وهيب ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ ... فَذَكَرَهُ.
3- باب الطلاق قبل النكاح
3306- قَالَ أَبُو دَاوُدُ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَطَاءً ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ طَلاَقَ لِمَنْ لَمْ يَنْكِحْ ، وَلاَ عَتَاقَ لِمَنْ لَمْ يَمْلِكْ.
3306/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْيَمَانُ أَبُو حُذَيْفَةَ ، وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ ، فَأَمَّا خَارِجَةُ فَحَدَّثَنَا ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ ، عَنْ جَابِرٍ.
3306/3- وَأَمَّا الْيَمَانُ فَحَدَّثَنَا ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ ، عَنْ جَابِرِ , رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ رَضَاعَ بَعْدَ فِصَالٍ ، وَلاَ يُتْمَ بَعْدَ احْتِلاَمٍ ، وَلاَ عِتْقَ إِلاَّ بَعْدَ مِلْكٍ ، وَلاَ طَلاَقَ إِلاَّ بَعْدَ نِكَاحٍ ، وَلاَ يَمِينَ فِي قَطِيعَةٍ ، وَلاَ تَعَرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، وَلاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ ، وَلاَ يَمِينَ لِوَلَدٍ مَعَ وَالِدٍ ، وَلاَ يَمِينَ لاِمْرَأَةٍ مَعَ زَوْجٍ ، وَلاَ يَمِينَ لِعَبْدٍ مَعَ سَيِّدٍ ، وَلاَ نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ ، وَلَوْ أَنَّ أَعْرَابِيًا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ ، ثُمَّ هَاجَرَ ، كَانَتْ عَلَيْهِ حِجَّةٌ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهَا سَبِيلاً ، وَلَوْ أَنَّ صَبِيًّا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ ، ثُمَّ احْتَلَمَ كَانَتْ عَلَيْهِ حِجَّةٌ إِنِ اسْتَطَاعَ إليها سَبِيلاً ، وَلَوْ أَنَّ عَبْدًا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ ، ثُمَّ عُتِقَ كَانَتْ عَلَيْهِ حِجَّةٌ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهَا سَبِيلاً.

(4/142)


3306/4- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله يَرْفَعُهُ ، قَالَ : لاَ طَلاَقَ قَبْلَ نِكَاحٍ ، وَلاَ عِتْقَ قَبْلَ مِلْكٍ.
3306/5- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يُتْمَ بَعْدَ احْتِلاَمٍ ، وَلاَ عِتْقَ قَبْلَ مِلْكٍ ، وَلاَ رَضَاعَ بَعْدَ فِطَامٍ ، وَلاَ طَلاَقَ قَبْلَ نِكَاحٍ ، وَلاَ صَمْتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ ، وَلاَ وِصَالَ فِي الصِّيَامِ ، وَلاَ نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ الله ، وَلاَ يَمِينَ فِي قَطِيعَةٍ ، وَلاَ تَعَرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، وَلاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ ، وَلاَ يَمِينَ لِمَمْلُوكٍ مَعَ سَيِّدِهِ ، وَلاَ يَمِينَ لِزَوْجَةٍ مَعَ زَوْجِهَا ، وَلاَ يَمِينَ لِوَلَدٍ مَعَ وَالِدِهِ ، وَلَوْ أَنَّ صَغِيرًا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ ... فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ الطَّيَالِسِيِّ.
3306/6- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ مُطَرِّفٍ الْبَكْرِيِّ ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ الْحَارِثِ.
3306/7- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِيٍّ ، وَلاَ طَلاَقَ إِلاَّ بَعْدَ زَوَاجٍ ، وَلاَ عِتْقَ إِلاَّ بَعْدَ مِلْكٍ.
3306/8- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا أيوب بن سويد ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، وَعَطَاءٌ ، عَنْ جَابِرٍ ، رَفَعَهُ وَأَوْقَفَهُ عَطَاءٌ ، قَالَ : لاَ طَلاَقَ قَبْلَ نِكَاحٍ.
قَالَ الْبَزَّارُ : رَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَعَطَاءٍ.

(4/143)


3306/9- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ ، حَدَّثَنِي جَابِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ طَلاَقَ لِمَنْ لَمْ يَنْكِحْ ، وَلاَ عَتَاقَ لِمَنْ لَمْ يَمْلِكْ.
3306/10- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي ، وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، وَأَبُو النَضْرٍ الْفَقِيهُ ، وَالْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ الله الدِّمَشْقِيُّ ، قَالَ : جِئْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ ، وَأَنَا مُغْضَبٌ ، فَقُلْتُ : الله أَنْتَ أَحْلَلْتَ لِلْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ أُمَّ سَلَمَةَ ؟ قَالَ : أَنَا ؟ وَلَكِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ طَلاَقَ لِمَنْ لاَ يَنْكِحْ ، وَلاَ عِتْقَ لِمَنْ لَمْ يَمْلِكْ.
3306/11- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يُونُس بْنُ حَبِيبُ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ... فَذَكَرَ طَرِيقَ الطَّيَالِسِي.

(4/144)


3306/12- قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَأَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
3306/13- قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ ... فَذَكَرَ طَرِيقَي الْحَاكِمِ.
3306/14- قَالَ الْبَيْهَقِيَّ : وَأَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حيان ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَرِيكٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنَيْ جَابِرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَمُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِمَا وَأَبِي عَتِيقٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ طَلاَقَ قَبْلَ نِكَاحٍ ، ولا عتق قبل ملك , وَلاَ رَضَاعَ بَعْدَ فِصَالٍ ، وَلاَ وِصَالَ فِي الصِّيَامِ ، وَلاَ صَمْتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَسَيَأْتِي فِي الأَيْمَانِ ، فِي بَابِ مَا لاَ يَمِينَ فِيهِ.
3307- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الزَّرَّاقِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ : حُدِّثْتُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنَّهُ قَالَ : لاَ طَلاَقَ قَبْلَ نِكَاحٍ.
3308- قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : وَقَالَ عمرو بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِثْلَهُ.
3309- قَالَ إِسْحَاقُ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَمَّنْ سَمِعَ طَاوُوسًا يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
3310- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنَّهُ قَالَ : لاَ طَلاَقَ لِمَنْ لَمْ يَنْكِحْ ، وَلاَ عَتَاقَ لِمَنْ لَمْ يَمْلِكْ ، وَلاَ نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ الله.

(4/145)


3310/2- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ طَلاَقَ إِلاَّ بَعْدَ نِكَاحٍ ، وَلاَ عِتْقَ إِلاَّ بَعْدَ مِلْكٍ.
3310/3- وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ وَقَالَ : وَكَذلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، وَرَوَيْنَا ذَلِكَ أَيْضًا فِي الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبَهُ كَتَبَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ.
قَالَ : وَرُوِيَ ذَلِكَ أَيْضًا عَنْ عَلِيٍّ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَائِشَةٍ ، وَغَيْرِهِمْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وهُوَ قَوْلُ عَلِيٍّ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَائِشَةَ.
4- باب النهي عن التلاعب بالطلاق
3311- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يَقُولُ : قَدْ طَلَّقْتُكِ قَدْ رَاجَعْتُكِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : مَا بَالُ رِجَالٍ يَلْعَبُونُ بِحُدُودِ الله ؟
3311/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ يَزِيدَ الدَّالاَنِيِّ ، عَنِ أبي الْعَلاَءِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ ، قَالَ : بَلَغَ أَبَا مُوسَى ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَجَدَ عليه فَأَتَاهُ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : يَقُولُ أَحَدُكُمْ : قَدْ تَزَوَّجْتُ ، طَلَّقْتُ ، وَلَيْسَ كَذَا عِدَّةَ الْمُسْلِمِينَ ، طَلاَقُ الْمَرْأَةِ فِي قُبُلِ عِدَّتِهَا.
3311/3- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّوْرِيُّ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي خَالِدٍ الدَّالاَنِيِّ ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ الأَوْدِيِّ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : لِمَ يَقُولُ أَحَدُكُمْ لامرأته قَدْ طَلَّقْتُكِ قَدْ رَاجَعْتُكِ ؟! لَيْسَ هَذَا بِطَلاَقِ الْمُسْلِمِينَ ، طَلِّقُوا الْمَرْأَةَ فِي قُبُلِ طُهْرِهَا.

(4/146)


3311/4- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
3311/5- وَعَنِ الْحَاكِمِ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ.
3311/6- وَقَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله الْهَرَوِيُّ ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عن أَبِي بُرْدَهَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا بَالُ قَوْمٍ يَلْعَبُونَ بِحُدُودِ الله ؟ طَلَّقْتُكِ رَاجَعْتُكِ ، طَلَّقْتُكِ رَاجَعْتُكِ.
3311/7- قَالَ : وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ... فَذَكَرَهُ مَوْصُولاً إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : مَا بَالُ رِجَالٍ ، وَقَالَ : يَقُولُ أَحَدُكُم : قَدْ طَلَّقْتُكِ ، قَدْ رَاجَعْتُكِ ، وَكَأَنَّهُ كَرِهَ الاِسْتِكْثَارَ مِنْهُ ، أَوْ كَرِهَ إِيقَاعَهُ فِي كُلِّ وَقْتٍ مِنْ غَيْرِ مُرَاعَاةٍ لِوَقْتِهِ الْمَسْنُونِ.
5- باب فضل طلاق السنة وما جاء فيمن طلق امرأته وهي حائض
قال الشافعي : قال الله تبارك وتعالى : {إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} وقرئت لقبل عدتهن , وهما لا يختلفان في معنى.
3312- وقال أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا يزيد ، أَنْبَأَنَا هشام - هو ابن حسان - عن محمد - وابن سيرين - عن عبيدة ، عن علي ، رضي الله عنه ، قال : ما طلق الرجل طلاق السنة فندم أبداً.
هذا إسناد صحيح.

(4/147)


3312/2- رواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو محمد عَبد الله بن يوسف ، أَنْبَأَنَا أبو سعيد بن الأعرابي ، حَدَّثَنَا الحسن بن محمد بن الصباح الزعنراني ، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون ، أَنْبَأَنَا هشام بن حسان ، عن محمد بن سير ين ... فذكره.
3313- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ طَلَّقَ امْرَأَةً وَهِيَ حَائِضٌ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَرْتَجِعَهَا ، وَقَالَ : لاَ تَعْتَدَّ بِتِلْكَ الْحَيْضَةِ.
3314- وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله , رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ حَسَنٍ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْهُ بِهِ.
6- باب ما جاء في التمليك
3315- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن شعبة ، حدثني أبو حصين ، عن يحيى بن وثاب ، سمعت مسروقاً يقول : سمعت ابن مسعود يقول : إذا قال : آمرك لك ، واستفلحي بأمرك ، وقد وجهتك لأهلك ، إن قبلوها فواحدة بائنة.
3315/2- رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ : حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا عَبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حَدَّثَنَا عَبد الرحمن بن مهدي , حَدَّثَنَا شعبة ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ , عن يجيى بن وثاب ، عن مسروق ، عن عَبد الله قال : إذا قال الرجل لامرأته : استفلحي لأمرك ، أو أمرك لك ، أو وهبها لأهلها , فهي تطليقة بائنة.
3315/3- وبه إلى ابن مهدي ، حَدَّثَنَا إسرائيل ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عن يحيى بن وثاب ، عن مسروق قال : إذا قال الرجل لامرأته : استفلحي بأمرك ، أو اختاري ، أو وهبها , فهي واحدة بائنة.

(4/148)


3315/4- وعن الحاكم رواه البيهقي في سننه من الطريقين . وقال : والصحيح أن ذلك من قول مسروق ، لا من قول ابن مسعود.
3316- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن مالك بن أنس ، حدثني سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت ، عن عمه خارجة بن زيد قال : جاء ابن أبي عتيق إلى زيد بن ثابت وهو يبكي ، قال : ما يبكيك ؟ قال : ملكت امرأتي أمرها ففارقتني ، فقال : حملك على ذلك ؟ قال : القدر . قال : هي واحدة ، إن شئت راجعتها ، وإن شئت تركتها.
3316/2- رواه البيهقي في سننه من طريق الشافعي ، عن مالك ، عن سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت , عن خارجة بن زيد أنه أخبره : أنه كان جالساً ، عند زيد بن ثابت فأتاه محمد بن أبي عتيق ، وعيناه تذرفان ، فقال له زيد بن ثابت : ما يبكيك ؟ قال : ملكت امرأتي أمرها ففارقتني . قال له زيد : ما حملك على ذلك قال . القدر ، فقال له زيد : ارتجعها إن شئت ، فإنه هي واحدة وأنت أملك بها.
7- باب إمضاء الطلاق الثلاث بلفظ واحد إذا نوى
3317- قال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا عبد الأعلى ، حَدَّثَنَا هشام ، عن محمد ، عن علقمة قال : كنا مع ابن مسعود فجاءه رجل ، فقال : رجل قال لامرأته : هي طالق مائة ، فقالت : أبمرة واحدة قلتها ؟ قال : نعم . قال : تريد أن تبين منك امرأتك ؟ قال : نعم . قال : هو كما قلت . ثبم جاء آخر فقال : رجل قال لامرأته الليلة : هي طالق عدد النجوم . قال : أبمرة قلتها ؟ فقال : نعم . قال : فتريد أن تبين منك امرأتك ؟ قال : نعم ، فذكر ابن مسعود نساء أهل الأرض عند ذلك بشيء لا أحفظه ثم قال : يبين الله لكم كيف الطلاق ، فمن طلق كما أمره الله بين له ، ومن لبس به جعلنا به لبسه ، ووالله لا تلبسون على أنفسكم ونتحمله ، هو كما تقولون.
قال شيخنا الحافظ أبو الفضل العسقلاني : هذا إسناد موقوف ، وهو صحيح إن كان محمد بن سيرين سمعه من علقمة.
قلت : قد ورد التصريح بسماعه منه.

(4/149)


3317/2- قال البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا علي بن أحمد بن عبدان ، أَنْبَأَنَا أحمد بن عبيد الصفار ، حَدَّثَنَا يوسف القاضي ، حَدَّثَنَا سليمان بن حرب ، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون ، سمعت محمد بن سيرين يقول : حدثني علقمة بن قيس قال : أتى رجل ابن مسعود فقال : إن رجلا طلق امرأته البارحة مئة ... فذكره إلاَّ أنه قال : فذكر من نساء أهل الأرض كلمة لا أحفظها.
3317/3- قال البيهقي : وأنبأ أبو طاهر الفقيه ، أَنْبَأَنَا أبو حامد بن بلال ، حَدَّثَنَا يحيى بن الربيع المكي ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن علقمة ... فذكر معناه ، واللفظ مختلف.
8- باب نكاح المطلقة ثلاثا وما جاء في تفسير العسيلة
قال الشافعي رضي الله عنه ، : قال الله - تبارك وتعالى - في الطلقة الثالثة : {فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} فاحتملت الآية حتى يجامعها زوج غيره ، ودلت على ذلك السنة ، فكان أولى المعاني كتاب الله ما دلت عليه سنة رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
3318- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ عَمَّتِهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَذُوقَ مِنْ عُسَيْلَتِهِ.
3318/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عُمَرَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَ : طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ ثَلاَثًا ، فَتَزَوَّجَتْ رَجُلاً غَيْرَهُ ، فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا ، فَسُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هَلْ تَحِلُّ لِزَوْجِهَا الأَوَّلِ ؟ فَقَالَ : لاَ تَحِلُّ لِزَوْجِهَا الأَوَّلِ حَتَّى يَذُوقَ الأَخِيرُ عُسَيْلَتَهَا وَتَذُوقَ عُسَيْلَتَهُ.

(4/150)


3318/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله ، عَنِ الْقَاسِمِ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ مَنِيعٍ.
3319- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ مِثْلَهُ.
قُلْتُ : حَدِيثُ عَائِشَةَ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا ، وَإِنَّمَا أَوْرَدْتُهُ لأَنَّ حَدِيثَ ابْنِ عُمَرَ أُحِيلَ عَلَيْهِ.
3319/2- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ رَزِينٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ النَّاسَ ، عَنْ رَجُلٍ فَارَقَ امْرَأتَهُ ثَلاَثًا ، فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مِنْ بَعْدِهِ ، وَأَغْلَقَ الْبَابَ ، وَأَرْخَى السِّتْرَ ، وَكَشَفَ الْخِمَارَ ، أَتَحِلُّ لِلأَوَّلِ ؟ قَالَ : لاَ ، حَتَّى يَذُوقَ الْعُسَيْلَةَ.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، سُلَيْمَانُ بْنُ رَزِينَ قَالَ الْبُخَارِيُّ : لاَ تَقُومُ بِهِ حُجَّةٌ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَبَاقِي رِجَالِ إِسْنَادِهِ ثِقَاتٌ.
3320- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ الطَّاحِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاَثًا ، فَتَزَوَّجَتْ زَوْجًا ، فَمَاتَ عَنْهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ ، هَلْ يَتَزَوَّجَهَا الأَوَّلُ ؟ قَالَ لاَ حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا.
3320/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ دِينَارٍ.

(4/151)


3321- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ عُبَيدِ الله أَوِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ الْغُمَيْصَاءَ , أَوِ الرُّمَيْضَاءَ , جَاءَتْ تَشْكُو زَوْجَهَا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَتْ : إِنَّهُ لاَ يَصِلُ إِلَيْهَا ، قَالَ : فَقَالَ : كَذَبَتْ يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي لأَفْعَلُ ، وَلَكِنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى زَوْجِهَا الأَوَّلِ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا.
قلتُ : له شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة.
3322- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَكِّيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِنَّمَا عَنِيَ بِالْعُسَيْلَةَ : النِّكَاحَ.
3323- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْعُسَيْلَةُ : الْجِمَاعُ.@

(4/152)


9- باب ما جاء في موضع الطلقة الثالثة من كتاب الله عز وجل
3324- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : سَمِعْتُ الله تَعَالَى يَقُولُ : {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ} قَالَ : أَيْنَ الثَّالِثَةُ ؟ قَالَ : فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ ، أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ.
3324/2- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمِيعٍ ... فَذَكَرَهُ.
وقال : هَذَا المُرْسَلٌ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، وَهُوَ الصَّوَابُ.
3324/3- ثم رواه البيهقي مرفوعا فقال : حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الذُّهْلِيُّ ، أَنْبَأَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَمِيعٍ الْحَنَفِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِنِّي أَسْمَعُ الله تَعَالَى يَقُولُ ... فَذَكَرَهُ.
10- باب صرائح ألفاظ الطلاق وكنايته
قال الشافعي ، رضي الله عنه ، ذكر الله - تعالى - الطلاق في كتابه بثلاثة أسماء : الطلاق ، والفراق ، والسراح ، فمن خاطب امرأة فأفرد لها اسماً من هذه الأسماء لزمه الطلاق.@

(4/153)


3325- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا بشر بن عُمَر ، حَدَّثَنَا عَبد الله بن لَهِيعَة ، حَدَّثَنَا عبيد الله بن أبي جعفر ، عن عبادة بن الصامت أن رسوله الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : لا يجوز اللعب في ثلاث : الطلاق ، والنكاح ، والعتاق ، فمن قالهن فقد وجبن.
قلت : رواه أحمد بن منيع ، بتمامه في باب من عرض ابنته على من يتزوجها.
3326- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا علي بن مسهر ، عن الحجاج ، عن نافع ، عن ابن عُمَر في الحرام قال : إن كان نوى طلاقاً فهو طلاق ، وإن لم يكن نوى طلاقاً فيمين يكفرها.
3327- وقال : وَحَدَّثَنَا بشر ، حَدَّثَنَا سوار بن عَبد الله ، حدثني أبو ثمامة وامرأة من أهلنا أن كنانة بن ثور كانت عنده امرأة قد ولدت له أولاداً في الجاهلية ، فقال لها : ما فوق نطاقك محرم ، فخاصمته إلى الأشعري فقال : ما أردت ؟ قلت : الطلاق قال : نعم قال : فقد أبانها منك.
11- باب الإستثناء في الطلاق
3328- قال إسحاق بن راهوية : أَنْبَأَنَا جرير ، عن مغيرة قال : أتيت إبراهيم النخعي فقلت : إن رجلاً خاصمني يقال له : سعد ... فذكر الحديث قال : ثم قال : إن إبراهيم قد أتاني ذلك مرة ، فزعم أنه قال لامرأته : كل امرأة له طالق ثلاثاً غيرك ، فقلت : إن شريحاً كان يقول : إذا بدأ بالطلاق وقع عليها ، فبلغني أنه حين خرج قال : هل هذا إلاَّ رأي الرجال ؟ ثم بلغني أنه ورع عنها فتركها.
قال جرير : فلقيت سعيد الزبيدي فسألته عن هذا فقال : أما إني سألت سعيد بن جبير فقال لا تطلق . ثم قال الزبيدي أما أني لوكنت يومئذ على حال كما أنا عليه اليوم ما طلقتها.

(4/154)


12- باب ما جاء في طلاق السكران
3329- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن سفيان ، حدثني ابن أبي ذئب ، عن الزُّهْرِيّ ، عن أبان بن عثمان ، عن أبيه قال : طلاق السكران لا يجوز.
3329/2- رواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ، أَنْبَأَنَا أبو سهل بن زياد القطان ، حَدَّثَنَا عَبد الله بن روح المدائني ، حَدَّثَنَا شبابة ، حَدَّثَنَا ابن أبي ذئب ، عن الزُّهْرِيّ قال : أتي عُمَر بن عبد العزيز برجل سكران ، فقال : إني طلقت امرأتي وأنا سكران . كان رأي عُمَر معنا أن يجلد وأن يفرق بينهما ، فحدثه أبان بن عثمان أن عثمان قال : ليس للمجنون ولا السكران طلاق . قال عُمَر : كيف تأمرني وهذا يحدث عن عثمان ؟ فجلده وردَّ إليه امرأته ، قال الزُّهْرِيّ : فذكر ذلك لرجاء بن حيوة فقال : قرأ علينا عبد الملك بن مروان كتاب معاوية بن أبي سفيان فيه السنن : إن كل أحد طلق امرأته جائز إلاَّ المجنون.
قال البيهقي : وروينا عن طاووس أنه قال : كيف يجوز طلاقه ولا تقبل صلاته ؟!
وعن عطاء في طلاق السكران : ليس بشيء . وعن أبان بن عثمان مثله.
قلت : وقد ورد ما يخالف قول عثمان ، رضي الله عنه ، ومن تبعه ، فروى البيهقي في سننه بسنده إلى علي بن أبي طالب قال : كل الطلاق جائز إلاَّ طلاق المعتوه.
وبسنده إلى مالك أنه بلغه أن سعيد بن المُسَيَّب وسليمان بن يسار سئلا عن طلاق السكران ، فقالا : إذا طلق السكران جاز طلاقه ، وإن قتل قتل قال مالك : وذلك الأمر عندنا.
قال : وروينا عن إبراهيم أنه قال : طلاق السكران وعتقه جائز.
وعن الحسن البصري قال : السكران يجوز طلاقه وعتقه ، ولا يجوز شراؤه ولا بيعه.@

(4/155)


13- باب المرأة لا تدفع يد لامس
3330- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الكريم بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، أَوْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ امْرَأَتِي لاَ تَدْفَعُ يَدَ لاَمِسٍ ، فَقَالَ : طَلِّقْهَا ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّهَا امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ ، وَإِنِّي أُحِبُّهَا ، قَالَ : فَقَالَ اسْتَمْتِعْ بِهَا.

(4/156)


49- كتاب الرجعة
قال الله تعالى : {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ} يقال : إصلاح الطلاق بالرجعة
3331- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَلِيٍّ ، أَنَّ رُكَانَةَ بْنَ عَبْدِ يَزِيدَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ الْبَتَّةَ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ قَالَ : مَا أَرَدْتَ ؟ قَالَ : مَا أَرَدْتُ إِلاَّ وَاحِدَةً ، قَالَ : الله مَا أَرَدْتَ إِلاَّ وَاحِدَةً ؟ قَالَ : وَالله مَا أَرَدْتُ إِلاَّ وَاحِدَةً ، قَالَ فَهِيَ واحدة.
3331/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، عَنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ الْبَتَّةَ ، فَأَتَى النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَ ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ : فَرَدَّهَا عَلَيْهِ.
3332- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ طَلَّقَ حَفْصَةَ أَمَرَ أَنْ يُرَاجِعَهَا.
3332/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوَابٍ الْهُبَارِيُّ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طَلَّقَ حَفْصَةَ ، ثُمَّ رَاجَعَهَا.
قَالَ الْبَزَّارُ : لَمْ نَسْمَعْهُ إِلاَّ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوَابٍ ، يَرْوِي عَنْ أَسْبَاطٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ مرسلاً.
3332/3- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : لَمَّا طَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَفْصَةَ أَمَرَ أَنْ يُرَاجِعَهَا ، فَرَاجَعَهَا.@

(4/157)


وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ.
3332/3- وَقَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلاَلٍ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْمِصْرِيُّ ، بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طَلَّقَ حَفْصَةَ ، فَأَمَرَ أَنْ يُرَاجِعَهَا.
3333- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : دَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ ، وَهِيَ تَبْكِي ، فَقَالَ لَهَا : مَا يُبْكِيكِ ؟ لَعَلَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طَلَّقَ ، إِنَّهُ قَدْ كَانَ طَلَّقَكِ مَرَّةً ، ثُمَّ رَاجَعَكِ مِنْ أَجْلِي ، وَالله لَئِنْ كَانَ طَلَّقَكِ مَرَّةً أُخْرَى لاَ أُكَلِّمُكِ أَبَدًا.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3334- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمْ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَدَّ ابْنَتَهُ زَيْنَبَ رَضِيَ الله عَنْهَا إِلَى أَبِي الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْهُ بِمَهْرٍ جَدِيدٍ.
3334/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، فَذَكَرُوهُ بِلَفْظٍ رَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ابْنَتَهُ زَيْنَبَ عَلَى أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بَعْدَ سِتِّ سِنِينَ بِالنِّكَاحِ الأَوَّلِ ، وَلَمْ يُحْدِثْ شَيْئًا ، وَقَالَ ابْنُ مَاجَةَ : بَعْدَ سَنَتَيْنِ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِإِسْنَادِهِ بَأْسٌ ، وَلَكِنْ لاَ يُعْرَفُ وَجْهُ هَذَا الْحَدِيثِ ، وَلَعَلَّهُ جَاءَ هَذَا مِنْ قِبَلِ دَاوُدَ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ ، وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ ، أَنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا أَسْلَمَتْ قَبْلَ زَوْجِهَا ، ثُمَّ أَسْلَمَ زَوْجُهَا ، وَهِيَ فِي الْعِدَّةِ ، أَنَّ زَوْجَهَا أَحَقُّ بِهَا مَا كَانَتْ فِي الْعِدَّةِ ، وَهُوَ قَوْلُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، وَالأَوْزَاعِيِّ ، وَالشَّافِعِيِّ ، وَأَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : وَسَمِعْتُ عَبْدَ بْنَ حُمَيْدٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يَذْكُرُ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ هَذَا الْحَدِيثَ ، وَحَدِيثَ الْحَجَّاجِ عَنْ عَمَّتِهِ ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : رَدَّ ابْنَتَهُ عَلَى أَبِي الْعَاصِ بِمَهْرٍ جَدِيدٍ ، وَنِكَاحٍ جَدِيدٍ ، فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ : حَدِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ أَجْوَدُ إِسْنَادًا ، وَالْعَمَلُ عَلَى حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.

(4/158)


3335- قال أحمد بن منيع : وَحَدَّثَنَا معاوية بن عَمْرو ، حَدَّثَنَا مندل ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال . أسلم عُمَر بن الخطاب وتأخرت امرأته في المشركين فأنزل الله عز وجل : {وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} يقول : إن أسلم رجل وأبت امرأته فليتزوج إن شاء أربعاً سواها.
هذا إسناد ضعيف , لضعف مندل بن علي.
1- باب ائتمان المرأة على فرجها وتصديقها متى ادعت انقضاء عدتها في مدة يمكن في مثلها أن تنقضي العدة
3336- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا سفيان ، عن عَمْرو ، عن عبيد بن عمل قال : اؤتمنت المرأة على فرجها.
له شاهد من حديث أبي بن كعب قال : من الأمانة ائتمان المرأة على فرجها . رواه الحاكم والبيهقي.
ورويا من طريق ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله تعالى : {وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ} قال : يعني : الحبل ، لا تقولن : لست حبلى وهي حبلى ، ولا تقولن : إني حبلى . وليست بحبلى ورواه ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد في الحيض والحبل.

(4/159)


50- كتاب الإيلاء
1- باب الرجل يحلف لا يطأ امرأته أقل من أربعة أشهر
3337- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا الحارث بن عبيد أبو قدامة ، عن عامر الأحول ، عن عطاء ، عن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : كان إيلاء أهل الجاهلية السنة والسنتين وأكثر من ذلك ، فوقَّت الله لهم أربعة أشهر ، فمن كان إيلاؤه أقل من أربعة أشهر فليس بإيلاء . قال : وقال عطاء : وإن آلى منها وهي في بيت أهلها قبل أن يؤتى بها فليس بإيلاء.
3337/2- رواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو الحسين بن بشران ببغداد ، حَدَّثَنَا أبو جعفر محمد ابن عمرو الرزاز ، حَدَّثَنَا محمد بن عبيد الله بن المنادي ، حَدَّثَنَا يونس بن محمد ، حَدَّثَنَا الحارث بن عبيد , حَدَّثَنَا عامر ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس.
3337/3- وأَنْبَأَنَا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، أَنْبَأَنَا أبو عبد الله محمد بن عَبد الله ابن عمرويه الصفار ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الصغاني ، حَدَّثَنَا موسى بن إسماعيل ، حَدَّثَنَا الحارث بن عبيد أبو قدامة ، حدثني عامر الأحول ، عن عطاء ، عن ابن عباس ... فذكره بتمامه.

(4/160)


51- كتاب الظهار
3338- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن مالك ، عن سعد بن عَمْرو بن سليم قال : سألت القاسم بن محمد عن رجل قال : إن تزوجت فلانة فهي طالق . قال : أتى رجل عُمَر فقال . إني قلت . إن تزوجت فلانة فهي ظهار ، فقال : إن تزوجتها وأردت أن تمسكها فكفِّر.
هذا إسناد منقطع : القاسم بن محمد لم يدرك عُمَر بن الخطاب.
3338/2- رواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو أحمد المهرجاني ، أَنْبَأَنَا أبو بكر بن جعفر المزكي ، حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم البوشنجي ، حَدَّثَنَا ابن بكير ، حَدَّثَنَا مالك ، عن سعيد بن عَمْرو بن سليم الزرقي أنه سأل القاسم بن محمد عن رجل طلق امرأته إن هو تزوجها ، قال : فقال القاسم بن محمد : إن رجلاً جعل عليه امرأة كظهر أمه إن تزوجها ، فأمره عُمَر بن الخطاب إن تزوجها فلا يقربها حتى يكفر كفارة المتظاهر.
قلت : وتقدم في كتاب الخلع والطلاق عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثم عن علي وابن عباس وابن عُمَر وعائشة : لا طلاق قبل نكاح.
قال البيهقي : والظهار في معناه.
3339- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ الأَشَجِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّ رَجُلاً ظَاهَرَ مِنَ امْرَأَتِهِ حَتَّى يَنْسَلِخَ رَمَضَانُ ، أَوْ قَالَ : ظَاهَرَ مِنْهَا رَمَضَانَ ، فَأَتَى أَهْلَهُ لَيْلاً ، فَرَآهَا مُنْكَشِفَةً فِي الْقَمَرِ ، فَلَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ فَوَاقَعَهَا ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى قَوْمَهَ ، فَاسْتَتْبَعَهُمْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَبَوْا أَنْ يَتْبَعُوهُ ، فَقَالُوا : ائْتِ أَنْتَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَاذْكُرْهُ لَهُ ... قَالَ : أَنَا بِذَلِكَ يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : فَحَرِّرْ مُحَرَّرًا ، قَالَ : مَا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي هَذِهِ , قَالَ : فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ : مَا شَيْءٌ تَعْلَمُهُ النَّاسُ أَشَقُّ عَلَيَّ مِنْهُ ، قَالَ : فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ : لَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ ، قَالَ : فَأَمَرَ بِهِ إِلَى رَجُلٍ تُجْمَعُ عِنْدَهُ الصَّدَقَةُ ، قَالَ : أَعْطِهِ مَا يَتَصَدَّقُ بِهِ.
هذا إسناد رجاله ثقات.@

(4/161)


3340- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا وَهِيبٌ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ المَدِينيّ : أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي بَيَاضَةَ أُرْسِلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِوَسْقٍ مِنْ شَعِيرٍ ، أَوْ قَالَ : نِصْفُ وَسْقٍ مِنْ شَعِيرٍ ، شَكَّ أَيُّوبُ ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِلَّذِي ظَاهَرَ مِنَ امْرَأَتِهِ ، فَقَالَ : تَصَدَّقَ بِهَذَا ، فَإِنَّهُ يَجُزِئُ مَكَانَ كُلِّ نِصْفِ صَاعٍ مِنْ حِنْطَةٍ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ.

(4/162)


52- كتاب اللعان
3341- قال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا روح بن عبادة ، حَدَّثَنَا حبيب بن الشهيد ، عن ميمون بن مهران ، عن أبي عدي الكندي - وهو والد عدي ابن أبي عدي ، عن عُمَر بن الخطاب أنه قال : يا زيد بن ثابت ، أما علمت أنا كنا نقرأ فيما نقرأ . أن لا تنتفوا من آبائكم فإنه كفر بكم قال : بلى.
هذا إسناد رجاله ثقات.
3342- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عن علي , قَالَ : لَمَّا كَانَ مِنْ شَأْنِ الْمُتَلاَعِنِينَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الأَربعة.
3343- قَالَ إِسْحَاقُ : وَحَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، قَالَ : حَضَرْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَجَاءَهُ رَجُلٌ ، قَالَ : إِنْ وَجَدْتُ عَلَى بَطْنِ امْرَأَتِي رَجُلاً أَضْرِبْهُ بِالسَّيْفِ ؟ فَقَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلم : أي بينة أبين من السيف ؟ ثُمَّ رجع عَنْ قوله ، فَقَالَ : كِتَابُ الله وَشَاهِدٌ ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : أَيُّ بَيِّنَةٍ أَبْيَنُ مِنَ السَّيْفِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كِتَابُ الله وَشَاهِدٌ ، فَقَالَ سَعْدٌ : أَيُّ بَيِّنَةٍ أَبْيَنُ مِنَ السَّيْفِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، هَذَا سَعْدٌ قَدِ اسْتَفَزَّتْهُ الْغَيْرَةُ حَتَّى خَالَفَ كِتَابَ الله ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ : إِنَّ سَعْدًا غَيُورٌ ، مَا تَزَوَّجَ ثَيِّبًا قَطُّ ، وَلاَ قَدَرَ رَجُلٌ مِنَّا أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً طَلَّقَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ سَعْدًا غَيُورٌ ، وَأَنَا غَيُورٌ ، وَالله أَغَيْرُ مِنِّي ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ : عَلَى مَا يَغَارُ الله ؟ فَقَالَ : عَلَى رَجُلٍ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ الله يُخَالَفُ إِلَى أَهْلِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ انْقِطَاعٌ فِيمَا أَظُنُّ ، وَأَبُو مَعْشَرٍ ضَعِيفٌ.

(4/163)


3344- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ، قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، هُوَ سَيِّدُ الأَنْصَارِ - ، هَكَذَا أُنْزِلَتْ يَا رَسُولَ الله ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، أَلاَ تَسْمَعُونَ إِلَى مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، لاَ تَلُمْهُ إِنَّهُ رَجُلٌ غَيُورٌ ، وَالله مَا تَزَوَّجَ امْرَأَةً قَطُّ إِلاَّ بِكْرًا ، وَمَا طَلَّقَ امْرَأَةً قَطُّ فَاجْتَرَأَ رَجُلٌ مِنَّا عَلَى أَنْ يَتَزَوَّجَهَا ، مِنْ شِدَّةِ غَيْرَتِهِ ، قَالَ سَعْدٌ : وَالله يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّهَا حَقٌّ ، وَأَنَّهَا مِنَ الله ، ولَكِنْ قَدْ تَعَجَّبْتُ إِذَا وَجَدْتُ لُكَاعًا قَدْ تَفَخَّذَهَا لَمْ أَكُنْ أَنْ أُهَيِّجَهُ ، وَلاَ أَنْ أُحَرِّكَهُ حَتَّى نَأْتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ، فَوَالله لاَ آتِي بِهِمْ حَتَّي يَقْضِيَ حَاجَتَهُ ، قَالَ : فَمَا لَبِثُوا إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى جَاءَ هِلاَلُ بْنُ أُمَيَّةَ ، وَهُوَ أَحَدُ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ ... الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
3344/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ بِطُولِهِ ، خَلاَ مَا ذُكِرَ هُنَا ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ بِهِ.
3344/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبِلٍ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ يَزِيدَ بن هَارُونَ بِهِ.
3344/4- ورواه أبو يعلى الموصلي بطوله ، عن زهير ، عن يزيد بن هارون به.
وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ بِطُرُقِهِ فِي بَابِ الْغَيْرَةِ.
3345- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاَعَنَ بِالْحَمْلِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3346- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ جَعْفَرٍ ، يَقُولُ : لاَعَنَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَيْنَ الْعَجْلاَنِيِّ وَامْرَأَتِهِ ، وَهو عُوَيْمِرِ بْنِ الْحَارِثِ ، فَلاَعَنَ بَيْنَهُمَا عَلَى حَمْلٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، عِمْرَانُ ضَعِيفٌ ، وَالْوَاقِدِيُّ كَذَّابٌ.

(4/164)


3346/2- رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ الْوَاقِدِيِّ ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ ، سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ جَعْفَرٍ ، يَقُولُ : حَضَرْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ لاَعَنَ بَيْنَ عُوَيْمِرٍ الْعَجْلاَنِيِّ وَامْرَأَتِهِ ، مَرْجِعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ تَبُوكَ ، فَأَنْكَرَ حَمْلَهَا الَّذِي فِي بَطْنِهَا ، وَقَالَ : هُوَ مِنْ ابن السَّحْمَاءِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَاتِ امْرَأَتَكَ ، فَقَدْ نَزَلَ الْقُرْآنُ فِيكُمَا ، فَلاَعَنَ بَيْنَهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ عِنْدَ الْمِنْبَرِ عَلَى حَمْلٍ.

(4/165)


53- كتاب العدد
1- باب الإحداد وما جاء في المعتدة
3347- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ ، سَمِعْتُ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ مَاتَ حَمِيمٌ لَهَا تُوُفِّيَ ، فَدَعَتْ بِصُفْرَةٍ ، فَجَعَلَتْ تَمْسَحُ بِهَا ، وَتقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تَحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ ، إِلاَّ عَلَى زَوْجٍ ، أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا.
3348- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا يَعْلَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ صَفِيَّةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، وَأُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تَحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ ، إِلاَّ عَلَى زَوْجِهَا.
وَالإِِحْدَادُ : أَنْ لاَ تَمْتَشِطَ ، وَلاَ تَكْتَحِلَ ، وَلاَ تَمَسَّ طِيبًا ، وَلاَ تَخْتَضِبَ ، وَلاَ تَلْبَسَ ثَوْبًا مَصْبُوغًا ، وَلاَ تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهَا.
قلت : رَوَاهُ أَصْحَابُ الْكُتُبِ السِّتَّةِ خَلاَ قَوْلِهِ : وَالإِِحْدَادُ إِلَى ... آخِرِهِ.
3349- وقال مُسَدَّدٌ : حدثنا حصين بن نمير ، حَدَّثَنَا ابن أبي ليلى ، عن عطاء قال : ضمت عائشة أم كلثوم أختها امرأة طلحة بن عبيد الله ، فحجت بها في عدتها.
هذا إسناد ضعيف.
3350- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْيَوْمَ الثَّالِثَ مِنْ قَتْلِ جَعْفَرٍ ، فَقَالَ : لاَ تَحِدِّي يَوْمَكِ هَذَا.

(4/166)


3350/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لَهَا : اسْتَلْبِثِي ثَلاَثًا ثُمَّ اصْنَعِي بَعَدَ مَا شِئْتِ.
3350/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ ... فَذَكَرَ مَا رَوَاهُ ابن أَبِي شَيْبَةَ.
3350/4- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ , أَنْبَأَنَا أَبُو عُثْمَانُ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَانَ النَّيْسَابُورِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَنَا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ ، قَالَتْ : لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ ، أَمَرَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : اسْتَلْبِثِي ثَلاَثًا ثُمَّ اصْنَعِي مَا شِئْتِ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : لَمْ يَثْبُتْ سَمَاعُ عَبْدِ الله بْنِ شَدَّادٍ مِنْ أَسْمَاءَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
2- باب في عدة الحامل والمتوفي عنها زوجها
3351- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ ، فَأَرْسَلُوا إِلَى عَائِشَةَ : مَتَى تَقْضِي الْحَامِلُ عِدَّتَهَا ؟ فَقَالَتْ : تُوُفِّيَ زَوْجُ سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ ، وَهِيَ حَامِلٌ ، فَوَضَعَتْ بَعَدْ وَفَاتِهِ بِثَلاَثٍ ، فَأَتَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَزَوَّجَ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3352- وقال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أبو خيثمة ، حَدَّثَنَا إسحاق بن عيسى ، حدثني ابن لَهِيعَة ، عن بكير , عن بسر بن سعيد ، عن أبي بن كعب قال : نازعني عُمَر بن الخطاب في المتوفى عنها زوجها وهي حامل ، فقلت : تزوج إذا وضعت ، فقالت أم الطفيل - أم ولدي لعمر ولي : قد أمر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سبيعة الأسلمية أن تنكح إذا وضعت.

(4/167)


3352/2- رواه أحمد بن حنبل قال : حَدَّثَنَا إسحاق بن عيسى ، أخبرني ابن لهيعة ، عن بكير عن بسر بن سعيد ، عن أبي بن كعب قال : نازعني عمر ... فذكره.
3353- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِفَاطِمَةَ : انْتَقِلِي إِلَى أُمِّ شَرِيكٍ ، وَلاَ تَفُوتِينَا بِنَفْسِكِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

(4/168)


54- كتاب الرضاع
1- باب ما يجوز من الرضاع وما لا يجوز , وما يذهب مذمة الرضاع
3354- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا الْيَمَانُ أَبُو حُذَيْفَةَ وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ ، فَأَمَّا خَارِجَةُ ، فَحَدَّثَنَا عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، وَأَمَّا الْيَمَانُ فحدثنا عَنْ أَبِي عَتِيقٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ رَضَاعَ بَعْدَ فِصَالٍ ، وَلاَ يُتْمَ بَعْدَ احْتِلاَمٍ ، وَلاَ عِتْقَ إِلاَّ بَعْدَ مِلْكٍ ، وَلاَ طَلاَقَ إِلاَّ بَعْدَ نِكَاحٍ ، وَلاَ يَمِينَ فِي قَطِيعَةٍ ، وَلاَ تَعَرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، وَلاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ ، وَلاَ يَمِينَ لِوَلَدٍ مَعَ وَالِدٍ ، وَلاَ يَمِينَ لاِمْرَأَةٍ مَعَ زَوْجٍ ، وَلاَ يَمِينَ لِعَبْدٍ مَعَ سَيِّدِهِ ، وَلاَ نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ ، وَلَوْ أَنَّ أَعْرَابِيًا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ ، ثُمَّ هَاجَرَ كَانَتْ عَلَيْهِ حِجَّةٌ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ، وَلَوْ أَنَّ صَبِيًّا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ ، ثُمَّ احْتَلَمَ كَانَتْ عَلَيْهِ حِجَّةٌ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ، وَلَوْ أَنَّ عَبْدًا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ ، ثُمَّ عُتِقَ كَانَتْ عَلَيْهِ حِجَّةٌ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً.
3354/2- رَوَاهُ أبو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ مُطَرِّفٍ الْبَكْرِيِّ ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يُتْمَ بَعْدَ حُلْمٍ ، وَلاَ رَضَاعَ بَعْدَ فِطَامٍ ، وَلاَ صَمْتَ يَوْمٍ إِلَى الليل ، وَلاَ وِصَالَ فِي الصِّيَامِ ، وَلاَ نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ ، وَلاَ يَمِينَ فِي قَطِيعَةٍ ، وَلاَ تَعَرُّبَ بَعْدَ الْهِجَرَةِ ، وَلاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ ، وَلاَ يَمِينَ لِزَوْجَةٍ مَعَ زَوْجٍ ، وَلاَ يَمِينَ لِوَلَدٍ مَعَ وَالِدِهِ ، وَلاَ يَمِينَ لِمَمْلُوكٍ مَعَ سَيِّدِهِ ، وَلاَ طَلاَقَ قَبْلَ نِكَاحٍ ، وَلاَ عِتْقَ قَبْلَ مِلْكٍ.
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ .
وَتَقَدَّمَ بِطُرُقِهِ فِي بَابِ الطَّلاَقِ قَبْلَ النِّكَاحِ.

(4/169)


3354/3- قال : وَحَدَّثَنَا محمد بن المنهال الضرير ، حَدَّثَنَا أبو بكر الحنفي ، حَدَّثَنَا ابن أبي ذئب ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن جابر بن عَبد الله قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لانكاح إلاَّ بولي ، ولا طلاق إلاَّ بعد نكاح ، ولا عتق إلاَّ بعد ملك.
3355- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَمَّنْ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ ، يُحَدِّثُ عن الْحَجَّاجَ بْنَ الْحَجَّاجَ ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، مَا يُذْهِبُ عَنِّي مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ ؟ قَالَ : غُرَّةٌ : عَبْدٌ ، أَوْ أَمَةٌ.
3356- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا يُذْهِبُ عَنِّي مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ ؟ قَالَ : غُرَّةٌ : عَبْدٌ ، أَوْ أَمَةٌ عِنْدَ الْفِطَامِ.
3356/2- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ الله ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ أَبِيهِ.
3357- قَالَ : وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ نَافِعٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ نَافِعٍ ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا يُذْهِبُ مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْغُرَّةُ , يَعْنِي : الْعَبْدَ وَالأَمَةَ.
3358- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ.
3359- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، قَالَ : قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَوْ تَزَوَّجْتَ ابْنَةَ حَمْزَةَ ، قَالَ : إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ ، وَإِنَّ الرَّضَاعَةَ تُحَرِّمُ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ.
هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ صَحِيحٌ.
3360- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ الْحَارِثِ ، يَقُولُ : تَزَوَّجْتُ ابْنَةَ أَبِي أهاب ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ ، فَقَالَتْ : إِنِّي أَرْضَعْتُكُمَا ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ عَنْ يَمِينِهِ ، فَسَأَلْتُهُ ، فَأَعْرَضَ عَنِّي ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ عَنْ يَسَارِهِ ، فَأَعْرَضَ عَنِّي ، ثُمَّ اسْتَقْبَلْتُهُ ، فَسَأَلْتُهُ ، فَقُلْتُ : وَالله يَا رَسُولَ الله ، إِنَّهَا سَوْدَاءُ ، وَإِنَّهَا وَإِنَّهَا ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيْفَ وَقَدْ قِيلَ ؟.
هَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ بنقص الفاظ.

(4/170)


3361- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقُرَشِيُّ السَّهْمِيُّ الْمَكِّيُّ ، عَنْ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى أَنْ تُسْتَرْضَعَ الْحَمْقَاءُ ، وَقَالَ : إِنَّ اللَّبَنَ يُشْبِهُ.
3361/2- رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ : فِي الْمَرَاسِيلِ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ابْنُ بِنْتِ دَاوُدَ بن أَبِي هِنْدٍ ، مِنْ خَيْرِ الرِّجَالِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمِكِّيِّ ، عَنْ زِيَادٍ السَّهْمِيِّ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ تُسْتَرْضَعَ الْحَمْقَاءُ ، فَإِنَّ اللَّبَنَ يُشْبِهُ.
3361/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْفَسَوي ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ اللُّؤْلُؤِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ... فَذَكَرَهُ ، وَقَالَ : هَذَا مُرْسَلٌ.
3362- قال ابن أبي عمر : وَحَدَّثَنَا مروان ، عن إسماعيل ، سمعت قيساً يقول : قال المغيرة ابن شعبة : لا تحرموا العيفة ، قال : قلنا : وما العيفة ؟ قال : المرأة تلد فيحصر لبنها في ثديها فترضعها جارتها ، المرة والمرتين.
3363- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَهْلَةَ امْرَأَةِ أَبِي حُذَيْفَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ سالمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَدْخُلُ عَلَيَّ وَهُوَ ذُو لِحْيَةٍ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَرْضِعِيهِ ، فَقَالَتْ : كَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ ذُو لِحْيَةٍ ؟ فَقَالَ : أَرْضِعِيهِ فَأَرْضَعَتْهُ ، فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا.@

(4/171)


3363/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَهُ.
3364- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سليمان ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ غُنَيْمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا يَجُوزُ فِي الرَّضَاعِ مِنَ الشُّهُودِ ؟ فَقَالَ : رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ.
3364/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَوْ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
3364/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثَيْمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ ... فَذَكَرَهُ.
3364/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
3364/5- قَالَ عَبْدُ الله : وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ ، إِلاَّ أنَّه قال : رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ.
3364/6- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثَيْمٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ ابن عمر ، قَالَ : سُئِلَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ : وَهَذَا إِسْنَادٌ لاَ تَقُومُ بِمِثْلِهِ الْحُجَّةُ ، مُحَمَّدُ بْنُ عُثَيْمٍ يُرْمَى بِالْكَذِبِ ، وَابْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ ضَعِيفٌ ، وَقَدِ اخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِي مَتْنِهِ ، فَقِيلَ هَكَذَا ، وَقِيلَ : رَجْلٌ وَامْرَأَةٌ وَقِيلَ : رَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ.@

(4/172)


3365- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اسْتَرْضِعُوا مِنْ مُزَيْنَةَ ، فَإِنَّهُمْ أَهْلُ أَمَانَةٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، كَثِيرٌ ضَعِيفٌ ، وَالْوَاقِدِيُّ كَذَّابٌ.
3366- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ الطَّاحِيُّ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تُحَرَّمُ الْمَصَّةُ وَالْمَصَّتَانِ وَالإِِمْلاَجَةُ وَالإِِمْلاَجَتَانِ.

(4/173)


55- كتاب النفقات
1- باب فضل النفقة وتضعيفها والحث عليها
3367- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصْرِيِّ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلاَّ بَعَثَ الله تَعَالَى بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَيْنِ يُنَادِيَانِ ، يَسْمَعُهُمَا الْخَلاَئِقُ كُلُّهَا إِلاَّ الثَّقَلَيْنِ : اللهمَّ عَجِّلْ لِمُنْفِقٍ خَلَفًا ، وَأَعْطِ مُمْكِسًا تَلَفًا ، وَمَا أَبَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلاَّ بَعَثَ الله بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَيْنِ يُنَادِيَانِ ، يُسْمِعَانِ الْخَلاَئِقَ إِلاَّ الثَّقَلَيْنِ : مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى.
3367/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ... فَذَكَرَهُ.
3367/3- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ ، أَنْبَأَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله الْعَصْرِيِّ ... فَذَكَرَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : يُسْمِعَانِ مَنْ عَلَى الأَرْضِ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ ، فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى.
3367/4- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ... فَذَكَرَهُ.
3367/5- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ ، حَدَّثَنَا سَلاَّمٌ ، يَعْنِي ابْنَ مِسْكِينٍ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ بِنَحْوِهِ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِِسْنَادِ.

(4/174)


3367/6- وَعَنِ الْحَاكِمِ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ ... فَذَكَرَهُ ، وَزَادَ : وَأَنْزَلَ الله فِي ذَلِكَ قُرْآنًا فِي قَوْلِ الْمَلَكَيْنِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ فِي سُورَةِ يُونُسَ {وَالله يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} وَأَنْزَلَ فِي قَوْلِهِمَا : اللهمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا : {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} , {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} , {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} إِلَى قَوْلِهِ : {لِلْعُسْرَى}.
3368- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازٍ ، حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ أَبِي سَيْفٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ غضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ ، سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ فَاضِلَةٍ فَبِسَبْعِمِئَةٍ ، وَمَنْ أَنْفَقَ عَلَى نَفْسِهِ ، أَوْ قَالَ : عَلَى أَهْلِهِ ، أَوْ عَلَى مَرِيضٍ ، أَوْ أَمَاطَ أَذًى ، فَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا ، وَمَنِ ابْتَلاَهُ الله بِبَلاَءٍ فِي جَسَدِهِ فَهُوَ حِطُّهُ.
3368/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ وَاصِلٍ ، عَنْ بَشَّارِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْشِيِّ ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غُطَيْفٍ الشَّامِيِّ ، قَالَ : مَرِضَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، فَأَتَيْنَاهُ نَعُودُهُ ، فَإِذَا هُوَ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى الْجِدَارِ ، وَإِذَا امْرَأَتُهُ محيفة قَاعِدَةٌ ، فَقُلْنَا : كَيْفَ بَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ ؟ قَالَتْ : بَاتَ بِأَجْرٍ ، فَأَقْبَلَ إِلَيْنَا بِوَجْهِهِ ، فَقَالَ : إِنَّهَ لَمْ يَبِتْ بِأَجْرٍ ، فَسَكَتْنَا ، فَقَالَ : أَلاَ تَسْأَلُونِي عَمَّا قُلْتُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : مَا الَّذِي قُلْتَ فَنَسْأَلُكَ عَنْهُ ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيلِ الله فَبِسَبْعِمِئَةٍ ... فَذَكَرَهُ.
3368/3- وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ ، عَنْ أَصْحَابِهِمْ ، قَالَ : عُدْنَا أَبَا عُبَيْدَةَ ، فَقُلْنَا : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ : أَصْبَحَ مَأْجُورًا : فَقَالَ : مَا أَصْبَحْتُ بِأَجْرٍ ، فَسَأَلْنَاهُ ، أَوْ قَالَ : أَفَلاَ تَسْأَلُونِي عَمَّا قُلْتُ ... فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ مُسَدَّدٍ.
3369- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى ، عن محمد بن عَمْرو ، عن أبي سلمة ، عن عائشة , رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في مرضه الذي مات فيه : يا عائشة ، ما فعلت بالذهب ؟ قالت : فأخرجت لا بين الأربعة إلى الخمسة مثاقيل فوضعها في يده - أو فوضعتها في يده ، قال : فما ظن محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بالله لو لقيه وهذه عنده ، أنفقيها.

(4/175)


3369/2- رواه أبو يَعْلَى الموصلي : حَدَّثَنَا زهير , حَدَّثَنَا يزيد , حَدَّثَنَا محمد بن عمرو ... فذكره.
3370- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا خَالِدٌ ، حَدَّثَنَا الْهَجَرِيُّ ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ الله ، إِلاَّ وَالْمَلاَئِكَةُ مَعَهُمُ الرَّيَاحِينُ تَحْتَمِلُهُ بِهِ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ : يَا عَبْدَ الله ، يَا مُسْلِمُ : هَلُمَّ هَذَا خَيْرٌ.
3370/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا حُسين الْجُعْفِيُّ ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَبُو بَكْرٍ عِنْدَهُ جَالِسٌ : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ الله ، إِلاَّ جَاءَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُمُ الرَّيْحَانُ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ : يَا عَبْدَ الله ، يَا مُسْلِمُ ، هَلُمَّ إِلَيْنَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مَا عَلَى حَالِهِ مِنْ تَوًى ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ.
هَذَا إِسْنَادٌ مَدَارُهُ إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
3371- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يُسَيْرِ بْنِ عَُمَِيلَةَ ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الأَسَدِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : النَّاسُ أَرْبَعَةٌ ، وَالأَعْمَالُ سِتَّةٌ : مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ الآخِرَةِ ، وَالأَعْمَالُ سِتَّةٌ : مُوجَبَتَانِ ، وَمِثْلٌ بِمِثْلٍ ، وَعَشَرَةُ أَضْعَافٍ ، وَسَبْعُ مِئَةِ ضِعْفٍ ، مَنْ مَاتَ مُسْلِمًا ، أَوْ مُؤْمِنًا لاَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ مَاتَ كَافِرًا دَخَلَ النَّارَ ، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ حَتَّى شَعَرَهَا قَلْبُهُ كتبت لَهُ حَسَنَةٌ ، وَلَمْ يُضَاعَفْ ، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ وَاحِدَةٌ ، وَلَمْ يُضَاعَفْ عَلَيْهِ ، ومَنْ عَمِلَ حَسَنَةً كُتِبَتْ لَهُ عَشْرَ أَمْثَالِهَا ، وَمَنْ أَنْفَقَ فِي سَبِيلِ الله كُتِبَتْ لَهُ سَبْعمِئَةِ ضِعْفٍ.
قُلْتُ : رَوَى التِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْهُ : مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ الله إِلَى ... آخِرِهِ ، دُونَ بَاقِيهِ مِنْ طَرِيقِ زَائِدَةَ بِهِ : وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ.

(4/176)


3371/2- وهكذا رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَُمَِيلَةَ ، عَنْ يُسَيْرِ بْنِ عَُمَِيلَةَ بِهِ.
رَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِِسْنَادِ.
3372- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عُمَرو ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ سَاهِمُ الْوَجْهِ ، قَالت : فَحَسَّتْ ذَلِكَ مِنْ وَجع ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، مَالَكَ سَاهِمَ الْوَجْهِ ؟ قَالَ : مِنْ أَجْلِ الدَّنَانِيرِ السَّبْعَةِ الَّتِي أَتَتْنَا أَمْسُ ، وَلَمْ نُنُفِقْهُنَّ ، فَنَسِيتُهُنَّ فِي خُضْمِ الْفِرَاشِ.
3372/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ... فَذَكَرَهُ.
قَوْلُهُ : سَاهِمُ الْوَجْهِ أَيْ : مُتَغَيِّرٌ.
3373- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ الله ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله يُحِبُّ إِذَا بَسَطَ عَلَى عَبْدِهِ رِزْقَهُ أَنْ يَرَى أَثَرَهُ عَلَيْهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، بِضَعْفِ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ مَوْهِبٍ.
3374- وقال أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانَ ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : عَادَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِلاَلاً ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ صُبرا مِنْ تَمْرٍ ، فَقَالَ : مَا هَذَا يَا بِلاَلُ ؟ قَالَ : تَمْرٌ ادَّخَرْتُهُ يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : أَمَا خِفْتَ أَنْ تسْمَعَ لَهُ بُخَارُ في جَهَنَّمَ ، أَنْفِقْ بِلاَلُ ، وَلاَ تَخَافَنَّ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلاَلاً.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ ، وَالأَوْسَطِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

(4/177)


3375- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ : مَا تَرَوْنَ فِي فَضْلِ عِنْدَنَا مِنَ الْمَالِ ؟ فَقَالَ النَّاسُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَدْ شَغَلْنَاكَ عَنْ أَهْلِكِ وَصَنْعَتِكِ ، وَتِجَارَتِكِ ، فهو لك ، قَالَ لِي : مَا تَقُولُ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : أَشَارُوا عَلَيْكَ ، قَالَ : قُلْ ، فَقُلْتُ : لَمْ تَجْعَلْ يَقِينَكَ ظَنًّا وَعِلْمَكَ جَهْلاً ، قَالَ : لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ ، أَوْ لأُعَاقِبَنَّكَ ، فَقُلْتُ : أَجَلْ لأَخْرُجَنَّ مِنْهُ ، أَمَا تَذْكُرُ حِينَ بَعَثَكَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَاعِيًا ، فَأَتَيْتَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَمَنَعَكَ صَدَقَتَهُ ، فَقُلْتَ : انْطَلِقْ مَعِي إِلَى نَبِيِّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلْتُخْبِرَنَّهُ بِالَّذِي صَنَعَ الْعَبَّاسُ ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَوَجَدْنَاهُ خَاثِرًا ، فَرَجَعْنَا ، ثُمَّ عُدْنَا عَلَيْهِ الْغَدَ ، فَوَجَدْنَاهُ طَيِّبَ النَّفْسِ ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعَ الْعَبَّاسُ ، فَقَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ ؟ ذَكَرْنَا لَهُ الَّذِي رَأَيْنَاهُ مِنْ خُتُورٍ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ ، وَمَا رَأَيْنَاهُ مِنْ طِيبِ نَفْسِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي ، فَقَالَ : إِنَّكُمَا أَتَيْتُمَانِي فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ وَقَدْ بَقِيَ عِنْدِي مِنَ الصَّدَقَةِ دِينَارٌ ، فَكَانَ الَّذِي رَأَيْتُمَا لِذَلِكَ ، وَأَتَيْتُمَانِي وَقَدْ وَجَّهْتُهُمَا ، فَذَلِكَ الَّذِي رَأَيْتُمَانِي مِنْ طِيبِ نَفْسِي ، فَقَالَ عُمَرُ : صَدَقْتَ ، أَمَا وَالله لأَشْكُرُهُ يَعْنِي : لَكَ الأُولَى وَالآخِرَةُ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لِمَ تُعَجِّلُ الْعُقُوبَةَ وَتُؤَخِّرُ الشُّكْرَ.
3375/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي سَمِعْتُ الأَعْمَشَ ، يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ... بِهِ.
3376- قال أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ ، حَدَّثَنَا هِلاَلٌ أَبُو يَعْلَى بْنُ هِلاَلٍ ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثَلاَثَ طَوَائِرٍ ، فَأَطْعَمَ خَادِمَهُ طَائِرًا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ بِهَا ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلَمْ أَنْهِكِ أَنْ تَرْفَعِي شَيْئًا لِغَدٍ ، فَإِنَّ الله يَأْتِي بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ ؟.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ , وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ.

(4/178)


3376/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، أَخْبَرَنِي هِلاَلُ بْنُ سُوَيْدٍ أَبُو الْمُعَلَّى ... فَذَكَرَهُ.
3377- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ شُعْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ خَبَابٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : نَظَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى أُحُدٍ ، فَقَالَ : مَا يَسُرُّنِي أَنَّهُ ذَهَبَ لِآلِ مُحَمَّدٍ أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ الله ، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارَيْنِ ، إِلاَّ دِينَارَيْنِ : أَحَدُهُمَا لِلدَّيْنِ إِنْ كَانَ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادٍ حسن.
3378- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو قَبِيلٍ ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ عَبْدِ الله ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، أَنَّهُ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلى عُثْمَانَ , رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : لاَ تَأْذَنُوا لَهُ فَاسْتَأْذَنَ ، فَقَالَ كَعْبٌ : ائْذَنْ لَهُ ، أَصْلَحَكَ الله ، فَأَذِنَ لَهُ وَبِيَدِهِ عَصًا ، فَقَالَ عُثْمَانُ : يَا كَعْبُ ، إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ مَالاً فَمَا تَرَى ، قَالَ : كَانَ يَصِلُ فِيهِ بِحَقِّ الله فَلاَ بَأْسَ عَلَيْهِ ، فَرَفَعَ أَبُو ذَرٍّ بِعَصَاهِ ، فَضَرَبَ كَعْبًا وَقَالَ : كَذَبْتَ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي هَذَا الْجَبَلَ ذَهَبًا أَنْفِقُهُ وَيُتَقَبَّلُ مِنِّي لاَ أَذِرُ خَلْفِي مِنْهُ شيئًا وإنِّي أَنْشُدُكَ الله يَا عُثْمَانُ ، سَمِعْتَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : يَا كَعْبُ مَهْ ، قَالَ : إِنِّي أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ الَّذِي حَدَّثْتُكُمْ قَالَ : قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ : {يَمْحُو الله مَا يَشَاءُ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، قَالَ : فَإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ مَحَاهُ قال فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ الله.

(4/179)


3379- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، دَخَلَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، فَقَالَ : يَا أُمَّهْ ، قَدْ خِفْتُ أَنْ يَهْلِكَنِيَ كَثْرَةُ مَالِي ، أَنَا أَكْثَرُ قُرَيْشٍ مَالاً ، قَالَتْ : يَا بُنَيَّ ، أَنْفِقْ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَمْ يَرَنِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ ، فَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَلَقِيَ عُمَرَ ، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ ، فَجَاءَ عُمَرُ ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ : بِالله مِنْهُمْ أَنَا ؟ قَالَتْ : لاَ وَلَنْ أُبْرِئَ أَحَدًا بَعْدَكَ.
3379/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ... فَذَكَرَهُ.
3379/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ : أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ... فَذَكَرَهُ.
3380- قَالَ : وَحَدَّثَنَا حَجَّاجُ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ... فَذَكَرَهُ.
3381- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلاَّ وَمُنَادٍ يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ : اللهمَّ أَعْطِ كَلَّ مُنْفِقٍ خَلَفًا ، وَكُلَّ مُمْسِكٍ تَلَفًا ، يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
3382- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنِ الْكَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ @

(4/180)


مَكْحُولٍ ، قَالَ : بَلَغَنِي عَنْ حُذَيْفَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ إِنَّ زَمَانَكُمْ هَذَا زَمَانٌ غَضُوضٌ ، يَعَضُّ الْمُوسِرُ عَلَى مَا فِي يَدِهِ حَذَارِ لِلإِِنْفَاقِ ، قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ : {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} وَشَهِدَ شِرَارَ النَّاسِ يُبَايِعُونَ كُلَّ مُضْطَرٍّ ، أَلاَ إِنَّ بَيْعَ الْمُضْطَرِّينَ حَرَامٌ ، إِنَّ بَيْعَ الْمُضْطَرِّينَ حَرَامٌ ، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، لاَ يُظْلِمُهُ ، وَلاَ يَخْذُلُهُ ، إِنْ كَانَ عِنْدَكَ مَعْرُوف فَعُدْ بِهِ عَلَى أَخِيكَ ، وَإِلاَّ ، فَلاَ تَرُدَّهُ هَلاَكًا إِلَى هَلاَكِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
غَضُوضٌ : بِفَتْحِ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ ، أَيْ : عَسْفٌ وَظُلْمٌ ، وَيُرْوَى بِضَمِّ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ.
2- باب النفقة على البنات , والأهل والإخوان والأقارب وغير ذلك
3383- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ حَنْطَبٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ كَانَ لَهُ بِنْتَانِ ، أَوْ أُخْتَانِ ، أَوْ ذَوَاتَا قَرَابَةٍ ، فَأَنْفَقَ عَلَيْهِمَا حَتَّى يَكْفِيَهُمَا ، أَوْ يُغْنِيَهُمَا الله مِنْ فَضْلِهِ ، كَانَتا لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ.
3384- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الله بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَتَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى عَمْرو بْنِ أُمَيَّةَ وَهُوَ يَسُومُ بِمِرْطٍ فِي السُّوقِ ، فَقَالَ : يَا عُمَرو ، مَا تَصْنَعُ ؟ قَالَ : أَشْتَرِي هَذَا فَأَتَصَدَّقُ بِهِ ، فَقَالَ له عُمَرُ : فَأَنْتَ إِذًا ، قَالَ : ثُمَّ مَضَى ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَقَالَ : يَا عُمَرو ، مَا صَنَعَ الْمِرْطُ ؟ فَقَالَ : اشْتَرَيْتُهُ فَتَصَدَّقْتُ بِهِ ، قَالَ : عَلَى مَنْ ؟ قَالَ : عَلَى الرَّقِيقَةِ قَالَ : وَمَنِ الرَّقِيقَةُ ؟ قَالَ : امْرَأَتِي ، قَالَ : تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى امْرَأَتِكِ ؟ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا أَعْطَيْتُمُوهُنَّ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لَكُمْ صَدَقَةٌ ، فَقَالَ : يَا عَمْرُو ، لاَ تَكْذِبْ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : وَالله لاَ أُفَارِقُكَ حَتَّى نَأْتِيَ عَائِشَةَ ، فَتَسْأَلَهَا ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ ، فَقَالَ لَهَا عَمْرٌو : يَا أَمَّتَاهُ ، هَذَا عُمَرُ يَقُولُ لِي : لاَ تَكْذِبْ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، نَشَدْتُكِ بِالله أَسَمِعْتِ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا أَعْطَيْتُمُوهُنَّ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لَكُمْ صَدَقَةٌ ؟ فَقَالَتْ : اللهمَّ نَعَمْ ، اللهمَّ نَعَمْ.

(4/181)


3384/2- رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، أَنْبَأَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، حَدَّثَنَا أبو إِبْرَاهِيمَ الْمَدِنِيُّ ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَرَجَ عُمَرُو بْنُ أُمَيَّةَ فِي السُّوقِ ، فَبَيْنَمَا هُوَ يُسَاوِمُ بِمِرْطٍ ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا يَا عَمْرُو ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَهُ ثُمَّ أَتَصَدَّقُ بِهِ ، فَقَالَ : أَنْتَ إِذًا أَنْتَ ، بَعْدَ عُمَرَ ، فَابْتَاعَهُ عَمْرٌو ، فَدَخَلَ عَلَى زَوْجَتِهِ ، فَقَالَ : تَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَيْكِ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى السُّوقِ فِي مَجْلِسِهِ ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : مَا فَعَلَ الْمِرْطُ ؟ فَأَخْبَرَهُ ، وَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا أَعْطَيْتُمُوهُنَّ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لَكُمْ صَدَقَةٌ ، فَقَالَ عُمَرُ : لاَ تَكْذِبْ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَنَادَى مِنَ الْبَابِ : يَا أُمَّتَاهُ ، فَقَالَتْ : لَبَّيْكَ يَا عَمْرُو ، مَا لَكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ عُمَرَ ، يَقُولُ ، لاَ تَكْذِبْ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَنْشُدُكِ الله ، هَلْ سَمِعْتِ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا أَعْطَيْتُمُوهُنَّ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لَكُمْ صَدَقَةٌ ، فَقَالَتِ : اللهمَّ نَعَمْ.
3384/3- قَالَ : وَأَنْبَأَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ خَرَجَ إِلَى السُّوقِ ، فَسَاوَمَهُ بِمِرْطٍ ... فَذَكَرَهُ.
3384/4- قَالَ عَبْدُ الله بْنُ شِيرَوَيْهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ ، حَدَّثَنَا حُمَيد بْن الأَسْوَدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى السُّوقِ يَوْمَ بِمِرْطٍ ... فَذَكَرَهُ ، وَذَكَرَ عَائِشَةَ فِي الْحَدِيثِ.
قُلْتُ : مَدَارُ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَلَيْسَ لِقَوْلِهِ عَنْ جَدِّهِ فِي الإِِسْنَادِ الأَخِيرِ مَعْنًى ، وَالْحَدِيثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ.
3384/5- فَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَهُ , ولَمْ يَذْكُرِ الْقِصَّةَ ، وَلاَ حَدِيثَ عَائِشَةَ ، وَلَيْسَ لأُمَيَّةَ صُحْبَةٌ.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، مِنْ رِوَايَةِ الزِّبْرَقَانِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرٍو ، بِهِ.

(4/182)


3384/6- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ ، حَدَّثَنِي الزبرقان بن عبد الله عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عن عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ : مَرَّ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بِمِرْطٍ وَاسْتَغَلاَهُ ، فَمَرَّ بِهِ عَلَى عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ ، فَاشْتَرَاهُ ، فَكَسَاهُ امْرَأَتَهُ سَحِيلَةَ بِنْتَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلَبِ ، فَمَرَّ بِهِ عُثْمَانُ ، أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، فَقَالَ : مَا فَعَلَ الْمِرْطُ الَّذَي ابْتَعْتَ ؟ قَالَ عَمْرٌو : تَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَى سَحِيلَةَ بِنْتِ عُبَيْدَةَ ، فَقَالَ : إِنَّ كُلَّ مَا صَنَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ صَدَقَةٌ ؟ قَالَ عَمْرٌو : سَمِعْتُ رسولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ ذَلِكَ , فَذَكَرَ مَا قَالَ عَمْرٌو لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : صَدَقَ عَمْرٌو ، كُلَّمَا صَنَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِمْ.
3385- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ ، عَنْ مَسْرِوقٍ ، أَنَّ عُمَرَ طَلَّقَ أُمَّ عَاصِمٍ ، فَمَاتَتْ وَبَقِيَ عَاصِمٌ فِي حِجْرِ جَدَّتِهِ ، فَخَاصَمْتُهُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَقَضَى بِأَنَّ الْوَلَدَ يَكُونُ مَعَ جَدَّتِهِ ، وَالنَّفَقَةُ عَلَى عُمَرَ ، وَقَالَ : هِيَ أَحَقُّ بِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ.
3386- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَسْلِمٌ الْهَجَرِيِّ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ الله ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِذَا أَعْطَاكَ الله خَيْرًا فَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ، وَارْضَخْ مِنَ الْفَضْلِ ، وَلاَ تُلاَمُ عَلَى الْكَفَافِ ، وَلاَ تَعْجِزْ عَنْ نَفْسِكِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ الْهَجَرِيِّ.
ارْضَخْ : أَعْطِ ، قَالَهُ صَاحِبُ الْغَرِيبِ.
3387- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَرِيَّةً ، فَاسْتَأْذَنَهُ شَابٌّ أَنْ يَخْرُجَ فِيهَا ، فَقَالَ : هَلْ تَرَكْتَ فِي أَهْلِكَ مِنْ كَاهِلٍ ؟ قَالَ : لاَ أَعْلَمُهُ ، أَوْ صِبْيَانٍ صِغَارٍ ، قَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهِمْ ، فَإِنَّ فِيهِمْ مُجَاهِدًا حَسَنًا.

(4/183)


3388- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا مِسْوَرُ بْنُ الصَّلْتِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ قَالَ : كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ ، وَمَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ كُتِبَ لَهُ صَدَقَةٌ ، وَمَا وَقِيَ بِهِ الْمَرْءُ عَرْضَهُ كُتِبَ لَهُ صَدَقَةٌ قَالَ : كُلُّ نَفَقَةِ مُؤْمِنٍ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ ، فَعَلَى الله خَلَفُهَا ضَامِنًا إِلاَّ نَفَقَةً فِي بُنْيَانٍ , قَالَ مِسْوَرٌ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ : فَقُلْنَا لِجَابِرٍ : يَا أَبَا عَبْدِ الله ، مَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ : مَا وَقِيَ بِهِ الْمَرْءُ عِرْضَهُ ؟ قَالَ : يَعْنِي : الشَّاعِرَ وَذَا اللِّسَانِ ، قَالَ جَابِرٌ : كَأَنَّهُ يَقُولُ : الَّذِي يَتَّقِي لِسَانُهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ مِسْوَرِ بْنِ الصَّلْتِ.
رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ ، وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِِسْنَادِ.

(4/184)


56- كتاب الديات وأسنان الإبل وتقومتها
1- باب عمد القتل بالحجر وغيره مما الأغلب أنه لا يعاش بمثله , وما جاء في جزاء الآمر والقاتل , والنهي عن صبر الروح
3389- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ، عَنْ مِرْدَاسٍ ، أَنَّ رَجُلاً رَمَى رَجُلاً بِحَجَرٍ ، فَقَتَلَهُ ، فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَقَادَهُ مِنْهُ.
3389/2- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو خَلِيفَةَ ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ... فَذَكَرَهُ.
3389/3- قَالَ الْبَيْهَقِيّ : وَأَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ، أَنْبَأَنَا أَشْيَاخُنَا الَّذِينَ أَدْرَكُوا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنَّ رَجُلاً رَمَى رَجُلاً بِحَجَرٍ ، فَأَقَادَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
3390- قَالَ : وَأَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيد ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ، عَنْ مِرْداس بْنِ عُرْوَة ، قَالَ : رَمَى رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ أَخًا لَهُ ، فَقَتَلَهُ ، فَفَرَّ ، فَوَجَدْنَاهُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَقَادَنَا مِنْهُ.
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ السَّكَنِ فِي الصَّحَابَةِ.

(4/185)


3390/2- وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ ، قَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ.
وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.
3391- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ مَرْثِدِ بْنِ عَبْدِ الله الْيَزَنِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : قُسِّمَتِ النَّارُ عَلَى سَبْعِينَ جُزْءًا فَلِلآمِرِ تِسْعَةٌ وَسِتُّونَ جُزْءًا وَلِلْقَاتِلِ جُزْءٌ.
3391/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ... فَذَكَرَهُ.
هذا إسناد ضعيف لتدليس ابن إسحاق.
3392- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ أَشَارَ بِحَدِيدَةٍ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُرِيدُ قَتْلَهُ فَقَدْ وَجَبَ دَمُهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
3393- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ صَبْرِ الرُّوحِ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ : الْخِصَاءُ صَبْرٌ شَدِيدٌ.
2- باب ما جاء فيمن أمن رجلا على نفسه ثم قتله
3394- قَالَ أَبُو دَاوُدُ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيُّ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِذَا أَمَّنَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ عَلَى نَفْسِهِ ثُمَّ قَتَلَهُ ، فَأَنَا بَرِئٌ مِنَ الْقَاتِلِ ، وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا.
3394/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَبْطَنَ شَيْءٍ بِالْمُخْتَارِ , يَعْنِي : الْكَذَّابَ ، قَالَ : فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ : دَخَلْتَ وَقَدْ قَامَ جِبْرِيلُ مِنْ قِبَلِ هَذَا الْكُرْسِيِّ ، فَأَهْوَيْتُ إِلَى قَائِمِ السَّيْفِ ، فَقُلْتُ : مَا أَنْتَظِرُ أَنْ أَمْشِيَ بَيْنَ رَأْسِ هَذَا وَجَسَدِهِ ، حَتَّى ذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيُّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِذَا أَمَّنَ الرَّجُلَ الرَّجُلَ عَلَى دَمِهِ ثُمَّ قَتَلَهُ ، رُفِعَ لَهُ لِوَاءُ الْغَدْرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَكَفَفْتُ عَنْهُ.@

(4/186)


3394/3- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَدَّادٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَدْخُلُ عَلَى الْمُخْتَارِ ، وَكَانَ يَأْمَنِّي ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا ، قَالَ : قَامَ مِنْ هَاهُنَا السَّاعَةَ جِبْرِيلُ ، فَقُلْتُ : مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَمْشِيَ ... فَذَكَرَهُ.
3394/4- وهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَقُومُ عَلَى رَأْسِ الْمُخْتَارِ ، فَلَمَّا عَرَفْتُ كِذْبَهُ هَمَمْتُ لَعَمْرِي أَنْ أَسُلَّ سَيْفِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، حَتَّى ذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ الطَّيَالِسِيِّ الثَّانِي.
3- باب هل يقتل الحر بالعبد
3395- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ حُنَيْنٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أُتِيَ بِرَجُلٍ قَتَلَ عَبْدَهُ مُتَعَمِّدًا ، فَجَلَدَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِئَةً وَنَفَاهُ سَنَةً وَمَحَا سَهْمَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَلَمْ يَقُدْهُ بِهِ.
3395/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ... فَذَكَرَهُ.
3395/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ... فَذَكَرَهُ.
3395/4- وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ الطَّبَّاعِ ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ حُنَيْنٍ ، عَنْ عَلِيٍّ.@

(4/187)


3395/5- وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَتَلَ رَجُلٌ عَبْدَهُ مُتَعَمِّدًا فَجَلَدَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَنَفَاهُ سَنَةً ، وَمَحَا سَهْمَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ فِي كِتَابِهِ الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ بِهِ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ.
قُلْتُ : مَدَارُ هَذِهِ الطُّرُقِ عَلَى إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَالرَّاوِي عَنْهُ مُدَلِّسٌ وَقَدْ رَوَاهُ بِالْعَنْعَنَةِ.
4- باب في قتل الخطأ ولكل خطأ أرش
3396- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادٌ الْكُوفِيُّ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، حَدَّثَنِي عَرِّيفٌ لِجُهَيْنَةَ ، أَنَّ نَاسًا مِنْ جُهَيْنَةَ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِأَسِيرٍ فِي الشِّتَاءِ ، فَقَالَ : اذهبوا بِهِ فَأَدْفِؤُوهُ وَكَانَ لِتُدْفِؤُوا بِلِسَانِهِمُ الْقَتْلُ ، فَذَهَبُوا بِهِ فَقَتَلُوهُ ، فَسَأَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْهُ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، أَمَرْتَنَا أَنْ نَقْتُلَهُ ، فَقَتَلْنَاهُ ، قَالَ : كَيْفَ قُلْتُ لَكُمْ ؟ قَالُوا : قُلْتَ لَنَا : اذْهَبُوا فَأَدْفِؤُوهُ ، قَالَ قَدْ شَرَكْتُكُمْ إِذًا أَعْقِلُوهُ ، وَأَنَا شَرِيكُكُمْ.
قَالَ مُجَالِدٌ : فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَامِرًا ، فَقَالَ : صَدَقَ ، وَعَرَفَ الْحَدِيثَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
3397- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْطَأَ الْمُسْلِمُونَ بِأَبِي حُذَيْفَةَ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : أَبِي أَبِي ، فَلَمْ يَفْهَمُوا عَنْهُ حَتَّى قَتَلُوهُ ، فقال : يغفر الله لكم ، وهو أرحم الراحمين ، فبلغت رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَزَادَهُ عِنْدَهُ خَيْرًا ، وَوَدَاهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ عِنْدِهِ.
3398- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، قَالَ : نَحْوَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَوُدِيَ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3399- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ جابر ، عَنْ أَبِي عَازِبٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لِكُلِّ شَيْءٍ خَطَأٌ إِلاَّ السَّيْفُ ، وَلِكُلِّ خَطَأٍ أَرْشٌ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ.

(4/188)


3399/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا جَابِرٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَازِبٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، فَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ.
3399/3- ثُمَّ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقِ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ بِهِ بِلَفْظِ لاَ قَوَدَ إِلاَّ بِالسَّيْفِ.
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ ، عَنِ النُّعْمَانِ بِهِ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، وَسُفْيَانُ ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ بِهِ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى : عَنِ الْحَاكِمِ مِنْ طَرِيقِ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ بِهِ ، وَقَالَ : قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ لاَ يُحَتَجُّ بِهِ.
5- باب ما جاء في الشجة والعقل وشبه العمد وغير ذلك
3400- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ ، عَنْ رَجُلٍ آخَرَ مِنْ ثَقِيفٍ قَدْ سَمَّاهُ ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ يَطْلُبُ شَجَّةً ، فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّا مَعَاشِرَ أَهْلِ الْقُرَى لاَ نَتَعَاقَلُ الْبُضْعَ بَيْنَنَا.
هَذَا إِسْنَادٌ مَوْقُوفٌ ، ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.

(4/189)


3401- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا سفيان ، عن عَمْرو بن دينار : أن ابن الزبير أقاد من لطمة.
3402- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا عَبد الله بن داود ، عن وهب بن عقبة ، عن يزيد بن مذكور أن رجلا ازدحم يوم الجمعة فوداه علي ، رضي الله عنه ، من بيت المال.
3403- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَتَبَ كِتَابًا بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ : أَنْ يَعْقِلُوا مَعَاقِلَهُمْ ، وَأَنْ يَفْدُوا عَانِيَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَالإِِصْلاَحِ بَيْنَ النَّاسِ.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
3404- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : كُنَّا فِي جَاهِلِيَّتِنَا وَإِنَّمَا نَحْمِلُ مِنَ الْعَقْلِ مَا بَلَغَ ثُلُثَ الدِّيَةِ ، وَيُؤْخَذُ بِهِ حَالاً ، فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ عِنْدَنَا كَانَ بِمَنْزِلَةِ الدَّيْنِ ، فَلَمَّا جَاءَ الإِِسْلاَمُ ، كَانَ مِمَّا سَنَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ مَعَاقِلَ مِنْ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِ ثُلُثَ الدِّيَةِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ الْوَاقِدِيِّ.
3405- قال الحارث : وَحَدَّثَنَا يزيد ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي ، رضي الله عنه ، قال : في شبه العمد الضربة بالعصا والحجر الثقيل أثلاثًا : ثلث جذاع ، وثلث حقاق ، وثلث ثنية إلى بازل عامها قال يزيد : لا أعلمه إلاَّ قال : خلفه.
هذا إسناد رجاله ثقات.

(4/190)


3406- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله ، يَقُولُ : كَتَبَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَلَى كُلِّ بَطْنٍ عُقُولَهُ ثُمَّ كَتَبَ : أَنَّهُ لاَ يَحِلُّ أَنْ يَتَوَلَّى مَوْلَى رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
6- باب دية الجنين , وما جاء أن الدية بين الورثة ميراث
3407- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ ، حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيل قَتَلَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَي ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا زَوْجٌ وَوَلَدٌ ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دِيَةَ الْمَقْتُولَةِ عَلَى عَاقِلَةِ الْقَاتِلَةِ ، وَبَرَّأَ زَوْجَهَا وَوَلَدَهَا , قَالَ : فَقَالَ عَاقِلَةُ الْمَقْتُولَةِ : مِيرَاثُهَا لَنَا ؟ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ ، مِيرَاثُهَا لِزَوْجِهَا وَوَلَدِهَا قَالَ : وَكَانَتْ حُبْلَى ، قَالَ : فَقَالَ عَاقِلَةُ الْمَقْتُولَةِ : إِنَّهَا كَانَتْ حُبْلَى وَأَلْقَتْ جَنِينًا ، قَالَ : فَخَافَ عَاقِلَةُ الْقَاتِلَةِ أَنْ يُضَمِّنَهُمْ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، لاَ شَرِبَ ، وَلاَ أَكَلَ ، وَلاَ صَاحَ فَاسْتَهَلَّ ؟ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَذَا سَجْعُ الْجَاهِلِيَّةِ فَقَضَى فِي الْجَنِينِ بِغُرَّةٍ عَبْدٍ ، أَوْ أَمَةٍ.
3407/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنَيْهِمَا مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ بِهِ ، دُونَ قَوْلِهِ : وَكَانَتْ حُبْلَى إِلَى ... آخِرِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

(4/191)


3408- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ ، أن حمل بْن النابغة كَانَتْ لَهُ امرأتان : مليكة ، وأم عفيف ، فَقَذَفَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى بِحَجَرٍ ، فَأَصَابَتْ فِي قُبُلِهَا ، فَمَاتَتْ ، وَأَلْقَتْ جَنِينًا مَيِّتًا فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَضَى أَنَّ الدِّيَةَ عَلَى قَوْمِ الْعَاقِلَةِ الْقَاتِلَةِ ، وَفِي الْجَنِينِ غُرَّةٌ عَبْدٌ ، أَوْ أَمَةٌ ، أَوْ عِشْرِينَ مِنَ الإِِبِلِ ، أَوْ مِئَةُ شَاةٍ ، قَالَ وَلِيُّهَا ، أَوْ أَبُوهَا شَكَ سَعِيدٌ : يَا رَسُولَ الله ، مَا أكل ولا شرب ولا صاح مَا ستهل ، مثل ذَلِكَ يطل ، فَقَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلم : لَسْنَا مِنْ أَسَاجِيعِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي شَيْءٍ.
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ.
3409- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ الْعَصْفُرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ ، قَالَ : قَرَأْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي مُعَاوِيَةَ ابْنِ عَمِّ أَبِي قِلاَبَةَ مِنْ كُتُبِ أَبِي قِلاَبَةَ ، فوجدت فيه : هذا ما استذكره محمد بن ثابت المغيرة بن شعبة من قضاء قضاه رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الدِّيَةُ بَيْنَ الْوَرَثَةِ مِيرَاثٌ عَلَى كِتَابِ الله.
7- باب القصاص
3410- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ : كُنَّا نَعرفكُمْ إِذِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، وَإِذْ يُنَزَّلُ الْوَحْيُ ، وَإِذْ نَبَّئَنَا الله مِنْ أَخْبَارِكُمْ ، فَقَدِ انْطُلِقَ بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَانْطَلَقَ الْوَحْيُ ، وَإِنَّمَا نَعْرِفُكُمْ بِمَا أقَوْلُ لَكُمْ مَنْ أَظْهَرَ مِنْكُمْ لَنَا خَيْرًا ظَنَنَّا بِهِ خَيْرًا وَأَحْبَبْنَاهُ عَلَيْهِ ، وَمَنْ أَظْهَرَ مِنْكُمْ شَرًّا ظَنَنَّا بِهِ شَرًّا ، وَأَبْغَضْنَاهُ عَلَيْهِ ، سَرَائِرُكُمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ ، أَلاَ إِنَّهُ قَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَأَنَا لاَ أحسب أَنَّ أَحَدًا يُرِيدُ بِقِرَاءَتِهِ غَيْرَ الله ، حَتَّى خُيِّلَ إِلَيَّ بِآخِرَةٍ ، أَنَّ أَقْوَامًا يُرِيدُونَ بِهَا غَيْرَ الله أَلاَ فَأَرِيدُوا بِقِرَاءَتِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ، أَلاَ وَإِنِّي لَمْ أَبْعَثْ قُرَّاءً عَلَيْكُمْ لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ ، @

(4/192)


وَيَأْخُذُوا أَمْوَالَكُمْ ، وَإِنَّمَا أَبْعَثُهُمْ عَلَيْكُمْ لِيُعَلِّمُوكُمْ دِينَكُمْ وَسُنَّتَكُمْ ، فَمَنْ فُعِلَ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ فَلْيَرْفَعْهُ إِلَيَّ فَأَقْتَصَّ مِنْهُ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : أَتَقُصُّهُ مِنْهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ : لأَقُصَّنَّ مِنْهُ ، وَقَدِ اقْتَصَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ نَفْسِهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلاَ لاَ تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فتزلُوهُمُ ، وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ حُقُوقَهُمْ فَتُكَفِّرُوهُمْ ، وَلاَ تَجْمَزُوهُمْ فِي الْبُعُوثِ فَتَفْتِنُوهُمْ ، وَلاَ تُنْزِلُوهُمُ الْعِيَاضَ فَتُضَيِّعُوهُمْ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ الْجُرَيْرِيِّ بِهِ.
8- باب الإستقاد من الجرح والقطع
3411- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , عن جابر : أَنَّ رَجُلاً طعَنَ رَجُلاً بِقَرْنٍ فِي رُكْبَتِهِ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَسْتَقِيدُ ، فَقِيلَ لَهُ : حَتَّى تَبْرَأَ فَأَبَى وَعَجَّلَ وَاسْتَقَادَ ، قَالَ : فَعُنِتَ رِجْلُهُ وَبُرِئَتْ رِجْلُ الْمُسْتَقَادِ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقِيلَ لَهُ : لَيْسَ لَكَ شَيْءٌ إِنَّكَ أَبَيْتَ.
3411/2- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَمْيَانَ ، وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
3411/3- قَالَ الْحَاكِمُ : وَأَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ إسماعيل ... فَذَكَرَهُ.
3411/4- وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنِ الْطَرِيقَيْنِ مَعًا.
3411/5- وَقَالَ : أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ حِبَّانَ أَبُو الشَّيْخِ ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَسْتَقِيدُ ، فَقَالَ لَهُ : حَتَّى تَبْرَأَ.
قَالَ : وَأَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ ، قَالاَ : أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ ، قَالَ : أَخْطَأَ فِيهِ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ ، وَخَالَفَهُمَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَغَيْرُهُ ، فَرَوَاهُ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ ، عَنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَمْرٍو مُرْسَلاً ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَصْحَابُ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْهُ ، وَهُوَ الْمَحْفُوظُ مُرْسَلاً.

(4/193)


3411/6- قَالَ : وَأَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وأَبُو بَكْرٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَنَا محمد بن إِسْمَاعِيلُ الْقَارِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، مِثْلَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَالْبَيْهَقِيِّ فِي سُنَنِهِ ، وَاللَّفَظُّ لَهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ رَجُلاً طَعَنَ رَجُلاً بِقَرْنٍ فِي رُكْبَتَيْهِ ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَقِدْنِي ، قَالَ : حَتَّى تَبْرَأَ ، ثُمَّ جَاءَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : أَقِدْنِي فَأَقَادَهُ ، ثُمَّ جَاءَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، عَرَجْتُ ، قَالَ : قَدْ نَهَيْتُكَ فَعَصَيْتَنِي ، فَأَبْعَدَكَ الله وَبَطَلَ عَرَجُكَ ، ثُمَّ نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنْ يُقْتَصَّ مِنْ جُرْحٍ حَتَّى يَبْرَأَ صَاحِبُهُ.
9- باب الحال التي إذا قتل بها الرجل أقيد منه
3412- قال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أبو عباد قطن بن نسير الغبري ، حَدَّثَنَا جعفر بن سليمان ، حَدَّثَنَا ثابت ، عن أبي رافع قال : كان أبو لؤلؤة عَبْدَ المغيرة بن شعبة - وكان يصنع الأرحاء - وكان المغيرة بن شعبة يستغله كل يوم أربعة دراهم ، فلقي أبو لؤلؤة عُمَر ، رضي الله عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إن المغيرة قد أثقل علي غلتي ، فكلمه يخفف عنه ، فقال له عُمَر : @

(4/194)


اتق الله ، وأحسن إلى مولاك - وفي نية عُمَر أن يلقى المغيرة فيكلمه فيخفف عنه فغضب العبد وقال : وسع الناس كلهم عدله غيري ، فأضمر على قتله ، فاصطنع خنجرًا له رأسان وشحذه وسمه ، ثم أتى به الهرمزان فقال : كيف ترى هذا ؟ قال : أرى أنك لا تضرب به أحدًا إلاَّ قتلته . قال : فتحين أبو لؤلؤة ، فجاء في صلاة الغداة حتى قام وراء عُمَر وكان عُمَر إذا أقيمت الصلاة فتكلم يقول : أقيموا صفوفكم ، فقال كما كان يقول - فلما كبر وجأه أبو لؤلؤة في كتفه ووجأه في خاصرته ، فسقط عُمَر وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلا ، فهلك منهم سبعة ، وفرق منهم ستة ، وحمل عُمَر فذهب به إلى منزله ، وصاح الناس حتى كادت الشمس تطلع ، فنادى عَبد الرحمن بن عوف : يا أيها الناس الصلاة ، الصلاة ، الصلاة . قال : وفزعوا إلى الصلاة ، فتقدم عَبد الرحمن بن عوف فصلى بهم بأقصر سورتين من القرآن ، فلما قضى صلاته توجهوا إلى عُمَر ، فدعا بشراب لينظر ماقدر جرحه فأتي بنبيذ فشربه فخرج من جرحه فلم يدر أنبيذ هو أم دم ، فدعا بلبن فشربه فخرج من جرحه ، فقالوا : لا بأس عليك يا أمير المؤمنين ، فقال : إن يكن بالقتل بأس فقد قتلت ... الحديث بطوله.
وسيأتي بتمامه وطرقه في كتاب المناقب في مناقب عُمَر - رضي الله عنه.
3412/2- ورواه ابن حبان في صحيحه : حَدَّثَنَا أبو يعلى المَوْصِلِيّ ... فذكره.
3412/3- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ : حَدَّثَنَا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي وأبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ، قالا : حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن شبيب المعمري ، حَدَّثَنَا محمد بن عبيد بن حساب حَدَّثَنَا جعفر بن سليمان ... فذكره.
3412/4- ورواه البيهقي وسننه : حَدَّثَنَا أبو عبد الله الحافظ ... فذكره.
قوله : وجأه بالجيم أي : رضه.

(4/195)


10- باب ما جاء في دية الأعضاء
3413- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن ابن أبي عروبة ، حَدَّثَنَا قتادة ، عن أبي مجلز أن رجلاً سأل ابن عُمَر عن أعور فقئت عينه الصحيحة ، فقال عَبد الله بن صفوان : قضى عُمَر بن الخطاب فيها بالدية ، فقال : إياك أسأل ، قال : تسألني ، وهذا يخبرك أن عُمَر قضى بذلك !.
هذا إسناد رجاله ثقات.
3414- وقال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا عبد الرزاق ، أَنْبَأَنَا ابن جريج ، أَنْبَأَنَا زيد بن أسلم ، عن مسلم بن جندب , عن أسلم مولى عُمَر , سمعت عُمَر ، رضي الله عنه ، قام على هذا المنبر يعلم الناس السنن فكان فيما علمهم أن قال : في الترقوة جمل ، وفي الضرس جمل ، وفي الضلع جمل.
3414/2- قال : وَأَنْبَأَنَا سفيان بن عيينة ، عن زيد بن أسلم ، عن مسلم بن جندب أنه سمع أباه أسلم يقول : سمعت عُمَر بن الخطاب يقول : في الضرس جمل ، وفي الضلع جمل ، وفي الترقوة بعير.
3415- قَالَ : وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْجَزَرِيُّ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، يَجْعَلُ فِي الإِِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا نِصْفَ دِيَةِ الْكَفِّ ، وَجَعَلَ فِي الإِِبْهَامِ خَمْسَةَ عَشَرَ ، وَفِي الَّتِي تَلِيهَا عَشْرًا ، وَفِي الْوُسْطَى عَشْرًا ، وَفِي الَّتِي تَلِيهَا تِسْعًا ، وَفِي الأُخْرَى سِتًّا ، حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَوَجَدَ كِتَابًا كَتَبَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِيهِ : وَفِي الأَصَابِعِ عُشْرٌ عَشْرٌ ، فَصّبَرهَا عُثْمَانُ عَشْرًا عَشْرًا.

(4/196)


3415/2- رواه البيهقي في سننه قال : أَنْبَأَنَا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد ابن يعقوب ، أَنْبَأَنَا الربيع ، أَنْبَأَنَا الشافعي ، أَنْبَأَنَا سفيان وعبد الوهاب ، عن بجيى بن سعيد ، عن سعيد بن المُسَيَّب أن عُمَر بن الخطاب قضى في الإبهام بخمسة عشر ، وفي التي تليها بعشر ، وفي الوسطى بعشر ، وفي التي تلي الخنصر بتسع ، وفي الخنصر بست.
3415/3- قَالَ إِسْحَاقُ : وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ ، يَقُولُ : قَضَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الإِِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا نِصْفَ دِيَةِ الْكَفِّ ، وَفِي الْوُسْطَى عَشْرًا ، وَفِي الَّتِي تَلِيهَا تِسْعًا ، وَفِي الْخِنْصَرِ سِتًّا ، قَالَ سَعِيدٌ : حَتَّى وَجَدْنَا كِتَابًا عِنْدَ آلِ عُمَرَ بْنِ حَزْمٍ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِيهِ : وَفِي كُلِّ إِصْبُعٍ عَشْرٌ ، قَالَ سَعِيدٌ : فَصَارَتْ إِلَى عَشْرٍ عَشْرٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مُتَّصِلٌ إِلَى ابْنِ الْمُسَيَّبِ.
3416- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارَونَ ، أَنْبَأَنَا حُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ : كُفُّوا السِّلاَحَ إِلاَّ عَنْ خُزَاعَةَ وَعَنْ بَنِي بَكْرٍ ، فَأَذِنَ لَهُمْ حَتَّى صَلُّوا الْعَصْرَ ، ثُمَّ قَالَ : كُفُّوا السِّلاَحَ ، فَلَقِيَ مِنَ الْغَدِ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ رَجُلاً مِنْ بَنِي بَكْرٍ فَقَتَلَهُ بِالْمُزْدَلِفَةِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَامَ خَطِيبًا ، فَقَالَ : إِنَّ أَعْدَى النَّاسِ مَنْ قَتَلَ فِي الْحَرَمِ ، وَمَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ ، وَمَنْ قَتَلَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ أَبِي عَاهَرَ بِامْرَأَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ فَقَالَ : لاَ دَعْوَةَ فِي الإِِسْلاَمِ ، ذَهَبَ أَمْرُ الْجَاهِلِيَّةِ ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ ، وَلِلْعَاهِرِ الأَثْلَبُ ، قَالَ : مَا الأثلب يا رَسُول الله ؟ قَالَ : الحجر ، وفي الأسنان خمس ، وفي الأصابع عَشْرٌ عَشْرٌ ، وَفِي الْمُوضِحَةِ خَمْسٌ ، وَلاَ صَلاَةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّي تَغْرُبَ الشَّمْسُ ، وَلاَ صَلاَةَ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، وَلاَ تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا ، وَلاَ عَلَى خَالَتِهَا ، وَأَوْفُوا بِحِلْفِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَإِنَّ الإِِسْلاَمَ لَمْ يَزِدْهُ إِلاَّ شِدَّةً ، وَلاَ تُحْدِثُوا حِلْفًا فِي الإِِسْلاَمِ.
3416/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، وَتَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي كِتَابِ الْمَوَاقِيتِ ، فِي بَابِ : كَرَاهِيَةِ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ بَعْدَ الصُّبْحِ.

(4/197)


11- باب أسنان الإبل وتقويمها
3417- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ : كَانَتِ الدِّيَةُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَرْبَعَةَ أَسْنَانٍ : خَمْس وَعُشْرُونَ حِقَّةً ، وَخَمْس وَعِشْرُونَ جَذْعَةً ، وَخَمْس وَعِشْرُونَ بَنَاتَ لَبُونٍ ، وَخَمْس وَعِشْرُونَ بَنَاتَ مَخَاضٍ ، حَتَّى كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَمِصْرُ الأَمْصَارِ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُونَ الإِِبِلَ قَالَ : قَوِّمُوا الإِِبِلَ أُوقِيَّةً أُوقِيَّةً : فَكَانَتْ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ ، قَالَ : ثُمَّ غَلَتِ الإِِبِلُ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ قَوِّمُوا الإِِبِلَ أُوقِيَّةً وَنِصْفَ ، أَوْقِيَةً وَنِصْفَ ، قَالَ : فَكَانَتْ سِتَّةَ آلاَفٍ ، قَالَ : ثُمَّ غَلَتِ الإِِبِلُ ، فَقَالَ عُمَرُ : قَوِّمُوا الإِِبِلَ ، فَقَالَ : فَقُوِّمَتِ الإِِبِلُ أُوقِيَّتَيْنِ ، فَكَانَتْ ثَمَانِيَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ ، ثُمَّ غَلَتِ الإِِبِلُ ، فَقَالَ عُمَرُ : قَوِّمُوا الإِِبِلَ ، فَقُوِّمَتِ الإِِبِلُ أُوقِيَّتَيْنِ وَنِصْفَ ، فَكَانَتْ عَشَرَةُ آلاَفٍ ، ثُمَّ غَلَتِ الإِِبِلُ ، فَقَالَ عُمَرُ : قَوِّمُوا الإِِبِلَ ، فَقُوِّمَتِ الإِِبِلُ ثَلاَث أَوَاقٍ ، فَكَانَتِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ، قَالَ : فَجَعَلَ عُمَرُ عَلَى أَهْلِ الْوَرَقِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ، وَعَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفُ دِينَارٍ ، وَعَلَى أَهْلِ الإِِبِلِ مِئَةٌ مِنَ الإِِبِلِ ، وَعَلَى أَهْلِ الْحُلَلِ مِائَتَيْ حُلَّةٍ ، قِيمَةُ كُلِّ حُلَّةٍ خَمْسَةُ دَنَانِيرَ ، وَعَلَى أَهْلِ الضَّأْنِ أَلْفُ ضَائِنَةٍ ، وَعَلَى أَهْلِ الْمَعِزِ أَلْفَيْ مَاعِزَةٍ ، وَعَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ مِائَتَيْ بَقَرَةٍ.
12- باب ما لا دية فيه
3418- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ذَاهِبَ الْبَصَرِ ، يَأْوِي إِلَى يَهُودِيَّةٍ ، وَكَانَتْ حَسَنَةَ الصَّنِيعِ إِلَيْهِ ، وَكَانَتْ تَسُبُّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا ذَكَرَتْهُ فَنَهَاهَا ، فَأَبَتْ أَنْ تَفْعَلَ ، فَقَتَلَهَا ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ إِلَيَّ صَنِيعًا وَكَرَمًا ، كَانَتْ تَسُبُّكَ إِذَا ذَكَرَتْكَ ، فَنَهَيْتُهَا فَأَبَتْ أَنْ تَفْعَلَ فَقَتَلْتُهَا ، فَأَبْطَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دَمَهَا.

(4/198)


3419- قَالَ : وَحَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنِ اطَّلَعَ مِنْ فِتْرَةٍ إِلَى قَوْمٍ فَفُقِئَتْ عَيْنُهُ فَهِيَ هَدَرٌ.
هَذَا إسناد ضعيف لضعف ليث.
3420- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَعَلَيْهِ ... جُبَّةٌ , قُلْتُ : فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ : وَجَاءَهُ رَجُلٌ قَدْ عَضَّ يَدَ آخَرُ ، فَسَقَطَتْ ثَنِيَّةُ الَّذِي عَضَّ ، فَأَبْطَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَقَالَ : أَرَدْتَ أَنْ تَقْضِمَهَا كَمَا يَقْضِمَ الْفَحْلُ ، انْتَهَى.
وَقَدْ تَقَدَّمَ بَقِيَّةُ الْحَدِيثِ فِي الْحَجِّ مِنْ هَذِهِ الطَّرِيقِ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ في سننه مِنْ مُسْنَدِ يَعْلَى مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ أَبِيهِ.
13- باب ما لا قود فيه
3421- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَنْبَأَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ صُهْبَانَ ، أَنَّ عُمَرو بْنَ مَعْدِيٍّ كرب أَصَابَ رَجُلاً مِنْ بَنِي كِنَانَةَ بمأمومة ، فَأَرَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقِيدُهُ مِنْهُ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ قَوْدَ فِي مَأْمُومَةٍ ، وَلاَ جَائِفَةَ ، وَلاَ مُنَقَّلَةَ ، فَأَغْرَمَهُ عُمَرُ الْعَقْلَ.

(4/199)


3421/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ ، عَنِ ابْنِ صُهْبَانَ ، عَنِ الْعَبَّاسِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ قَوْدَ فِي الْمَأْمُومَةِ ، وَلاَ الْجَائِفَةِ ، وَلاَ الْمُنَقَّلَةِ.
3421/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُوسَى ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ ابْنِ صُهْبَانَ الْكَاهِلِيِّ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لَيْسَ فِي الْجَائِفَةِ ، وَلاَ الْمُنَقَّلَةِ ، وَلاَ الْمَأْمُومَةِ قَوْدٌ ، إِنَّمَا هِيَ الْعَقْلُ.
3422- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرِبَ أَصَابَ رَجُلاً مِنْ بَنِي كِنَانَةَ مَأْمُومَةً ، فَأَرَادَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنْ يَقِيدَ مِنْهُ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ قَوْدَ فِي مَأْمُومَةٍ ، وَلاَ جَائِفَةٍ ، وَلاَ مُنَقَّلَةٍ ، فَأَغْرَمَهُ الْعَقْلَ.
قُلْتُ : اقْتَصَرَ ابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ عَلَى طَرِيقِ أَبِي كُرَيْبٍ حَسْبُ.
الْجَائِفَةُ : بِالْجِيمِ وَالْفَاءِ مَمْدُودًا هِيَ مِنَ الشِّجَاجِ الَّتِي تَبْلُغُ الْجَوْفَ.
3423- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ ، عَنْ جَدَّتِهِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : دَعَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَصِيفَةً لَهُ فَأَبْطَأَتْ ، فَقَالَ : لولا مَخَافَةَ الْقَوْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لأَوْجَعْتُكِ بِهَذَا السِّوَاكِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ , والطبراني.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ ، وَضَعْفِ ابْنِ جُدْعَانَ.

(4/200)


14- باب فيما هو جبار
3424- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرٍ ، وَعُثْمَانُ بْنُ الْهَيثَمِ الْمُؤَذِّنُ العبدي ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ ، وَالْمَعْدَنُ جُبَارٌ ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ.
3424/2- قَالَ عَوْفٌ : وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ , يَعْنِي : ابْنَ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مِثْلَهُ.
3424/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : بَلَغَنِي ... فَذَكَرَهُ.
3425- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : السَّائِمَةُ جُبَارٌ ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ ، وَالْمَعْدَنُ جُبَارٌ ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ.
3425/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَهُوَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبِ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ ، عَنْ مُجَالِدٍ ... فَذَكَرَهُ.
وَلَمَّا تَقَدَّمَ شَوَاهِدٌ مِنْهَا حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ.
15- باب ما جاء في الترغيب في العفو عن القصاص
قال الشافعي رضي الله عنه : قال الله تعالى {فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ}.

(4/201)


3426- وَقَالَ أَبُو دَاوُدُ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ أُصِيبَ بِقَدْرِ نِصْفِ دِيَةٍ فَعَفَا كُفِّرَ عَنْهُ نِصْفُ سَيِّئَاتِهِ ، وَإِنْ كَانَ ثُلُثًا ، أَوْ رُبُعًا ، فَعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فَقَالَ عُبَادَةُ : وَالله لَسَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
قُلْتُ : مَدَارُ إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى الشَّعْبِيِّ ، وَرِوَايَتُهُ عَنْ عُبَادَةَ مُرْسَلَةٌ.
رَوَاهُ الإِِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ بِرِجَالِ الصَّحِيحِ.
3426/2- وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي التَّفْسِيرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الحَمِيدِ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ بِهِ.
3426/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مَوْقُوفٌ مِنْ حَدِيثِ الْمُحَرَّرِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ.
3427- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : هَشَّمَ رَجُلٌ فَمَ رَجُلٍ ، وَذَلِكَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، فَعُرِضَتْ عَلَيْهِ الْفِدْيَةُ فَأَبَاهَا ، فَزَادُوهُ حَتَّي أَعْطَوْهُ ثَلاَثَ دِيَاتٍ فَأَبَى ، فَحَدَّثَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ ذَلِكَ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ تَصَدَّقَ بِدَمٍ ، أَوْ مَا دُونَهُ كَانَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ ، مِنْ يَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ إِلَى يَوْمِ تَصَدَّقَ بِهِ ، قَالَ : فَعَفَا الرَّجُلُ.
3427/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَابِدٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلاَّ عِمْرَانَ بْنَ ظَبْيَانَ ، فَإِنَّهُ مُخْتَلِفٌ فِيهِ ، قَالَ الْبُخَارِيُّ : فِيهِ نَظَرٌ ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَالضُّعَفَاءِ ، وَقَالَ : فَحُشَ خَطَؤُهُ حَتَّى بَطُلَ الاِحْتِجَاجُ بِهِ ، وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ : ثِقَةٌ ، مِنْ كِبَارِ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ ، وَذَكَرَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ.

(4/202)


3428- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ أُعَافِي أَحَدًا قَتَلَ بَعْدَ أَخْذِ الدِّيَةِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
3429- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ أَبُو عُمَر الْعَائِذِيُّ ، حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ وَائِلٍ ، حَدَّثَنِي وَائِلٌ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ النِّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذْ جيء برَجُلٌ قاتل فِي عُنُقِهِ نِسْعَةٌ ، فَدَعَا وَلِيَّ الْمَقْتُولِ ، فَقَالَ : أَتَعْفُو ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : فَتَأْخُذُ الدِّيَةَ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : فَتَقْتُلُ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : اذْهَبْ بِهِ ، فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّابِعَةِ ، قَالَ : أَمَا إِنَّكَ إِنْ عَفَوْتَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِ صَاحِبِهِ ، قَالَ : فَعَفَا عَنْهُ ، قَالَ : فَأَنَا رَأَيْتُهُ يَجُرُّ نِسْعَتَهُ.
3430- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ بُكَيْرٍ يَعْنِي : الْمُزَنِيَّ سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي مَيْمُونَةَ يُحَدِّثُ ، وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَمْ يُرْفَعْ لَهُ قِصَاصٌ قَطُّ إِلاَ أَمَرَ فِيهِ بِالْعَفْوِ.

(4/203)


16- باب الرجل يموت في قصاص الجرح
3431- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يزيد بن زريع ، حَدَّثَنَا سعيد بن أبي عروبة ، حَدَّثَنَا قتادة أن سعيد بن المُسَيَّب حدثهم أن عُمَر ، رضي الله عنه ، كان يقول في الذي يقتص منه ثم يموت : قتله حق لا دية له.
هذا إسناد رجاله ثقات ، وسعيد بن أبي عروبة وإن اختلط ، بأخرة ، فإن يزيد بن زريع روى عنه قبل الاختلاط.
3431/2- وبه عن قتادة ، عن خلال أن عليًّا ، رضي الله عنه ، قال : كتاب الله لا دية له.
3431/3- رواه البيهقي في سننه فيما ذكر أبو يحيى الساجي ، عن جميل بن الحسن العتكي , عن أبي همام ، عن سعيد ، عن مطر , عن عطاء ، عن عبيد بن عُمَير ، عن عُمَر ابن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما أنهما قالا في الذي يموت في القصاص : لا دية له.
3431/4- قال البيهقي : وَأَنْبَأَنَا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أَنْبَأَنَا أبو عبد الله بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الوهاب ، أَنْبَأَنَا جعفر بن عون ، أَنْبَأَنَا الحجاج بن أرطاة ، عن أبي يحيى ، عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال : من مات في حد فإنه قتله الحد فلا عقل له ، مات في حد من حدود الله.
هذا إسناد ضعيف.

(4/204)


3432- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يزيد ، حَدَّثَنَا سعيد ، عن أبي معشر ، عن إبراهيم أن ابن مسعود كان يقول في الذي يقتص منه ثم يموت : يحط عنه قدر جراحته ، ثم يكون ضامنًا لما بقي.
17- باب
3433- قال أبو بكر بن أبي شَيْبَة : حَدَّثَنَا عَبد الله بن إدريس ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه قال لقيت عُمَر ، رضي الله عنه ، وهو بالموسم فناديته من وراء الفسطاط : ألا إني فلان بن فلان الجرمي وإن ابن أخت لنا له أخ عان في بني فلان ، وقد عرضنا عليه فريضة رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأبى . قال : فرفع عُمَر جانب الفسطاط وقال : أتعرف صاحبك ؟ قلت : نعم ، هو ذاك . قال : انطلقا به حتى ينفذ لكما قضية رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : وكنا نتحدث أن القضية أربع من الإبل.
3433/2- رواه أبو يَعْلَى الموصلي : حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة ... فذكره.
هذا إسناد رجاله ثقات.
العاني : الأسير.

(4/205)


57- كتاب القسامة
1- باب ما جاء في القتيل يوجد بين قريتين
3434- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، أَنَّ قَتِيلاً وُجِدَ بَيْنَ حَيَّيْنِ ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُقَاسَ إِلَى أَيِّهِمَا أَقْرَبُ ، فَوُجِدَ أَقْرَبَ إِلَى أَحَدِ الْحَيَّيْنِ بِشِبْرٍ ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شَبْرِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَلْقَى دِيَتَهُ عَلَيْهِمْ.
3434/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : وُجِدَ قَتِيلٌ ، أَوْ مَيِّتٌ بَيْنَ قَرِيتَيْنِ ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَذَرَعَ مَا بَيْنَهُمَا ، فَوَجَدَ أَحَدَهُمَا أَقْرَبَ ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شِبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَلْقَاهُ فِي أَقْرَبِهِمَا.
3434/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ إِسْمَاعِيلُ الْمَلاَئِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

(4/206)


3434/4- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو إِسْرَائِيلَ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، وَكِلاَهُمَا لاَ يُحْتَجُّ بِرِوَايَتِهِ.
3435- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ الأَخْنَسِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ ابْنَ مُحَيِّصَةَ أَصْبَحَ قَتِيلاً عَلَى أَبْوَابِ خَيْبَرَ ، فَغَدَا أَخُوهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، رَأَيْتُ أَخِي أَصْبَحَ قَتِيلاً عَلَى أَبْوَابِ خَيْبَرَ ، فَقَالَ : شَاهِدَاكَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ وَيُدْفَعُ إِلَيْكَ بِرُمَّتِهِ ، قَالَ : كَيْفَ لِي بِشَاهِدَيْنِ وَإنما أَصْبَحَ قَتِيلاً عَلَى أَبْوَابِهِمْ.
قَالَ أَبُو الْمُثَنَّى : سَقَطَ هَا هُنَا مِنْ كِتَابِي شَيْءٌ : قَالَ : فَتَحْلِفُ خَمْسِينَ قَسَامَةً ، قَالَ : كَيْفَ نَسْتَحْلِفُهُمْ وَهُمْ يَهُودٌ ؟ قَالَ : فَقَضَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِدِيَتِهِ وَأَعَانَهُمْ بِنِصْفِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

(4/207)


58- كتاب قتال أهل البغي , والخوارج والناكثين والرافضة والمارقين وغير ذلك
1- باب الأئمة من قريش وما جاء في طاعة الإمام وإن كان عبدا
3436- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْقُوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، عَنْ عَلِيٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَطَبَ النَّاسَ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ : أَلاَ إِنَّ الأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ ، أَلاَ إِنَّ الأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ ، أَلاَ إِنَّ الأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ ، مَا أَقَامُوا بِثَلاَثٍ : مَا حَكَمُوا فَعَدَلُوا ، وَمَا عَاهَدُوا فَوَفَّوْا ، وَمَا اسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنةُ الله وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ.
وَرَوَاهُ عَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ.
وسَيَأْتِي فِي كتاب الإمارة بِطُرُقِهِ.
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
3437- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : جَعَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَتْلُو عَلَيْهِ : {وَمَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} حَتَّى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ ، فَجَعَلَ يَتْلُوهَا عَلَيَّ وَيُرَدِّدُهَا حَتَّي نَعِسْتُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، كَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ أُخْرِجْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : إِلَى السَّعَةِ وَالدَّعَةِ ، إِلَى مَكَّةَ ، فَأَكُونُ حَمَامَةً مِنْ حَمَامِ مَكَّةَ ، قَالَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ أُخْرِجْتَ مِنْ مَكَّةَ ؟ قُلْتُ : إِلَى السَّعَةِ وَالدَّعَةِ ، إِلَى الشَّامِ وَالأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ ، قَالَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ أُخْرِجْتَ مِنَ الشَّامِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : إِذًا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ أَضَعُ سَيْفِي عَلَى عَاتِقِي ، قَالَ : أَوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ ، تَسْمَعُ وَتُطِيعُ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا.
رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَغَيْرُهُمَا ، وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ وَطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الإِِمَارَةِ مَعَ جُمْلَةِ أَحَادِيثَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ.

(4/208)


2- باب فيمن فرق أمر هذه الأمة
3438- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ أُمَّتِي وَهُمْ جَميِعٌ ، فَاضْرِبُوا رَأْسَهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ.
3438/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ جَاءَ إِلَى أُمَّتِي وَهُمْ جَمِيعٌ ، فَأَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ مِنَ النَّاسِ.
3438/3- ورَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا سُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ... فَذَكَرَهُ.
3438/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ خَرَجَ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ أُمَّتِي وَهُمْ جَميعٌ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ.
3438/5- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
3438/6- قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ ، عَنْ مُجَالِدٍ ... فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ أَيُّمَا رجلٍ خَرَجَ يُفَرِّقُ بَيْنَ أُمَّتِي فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَرْفَجَةَ ، وَلَفْظُهُ : مَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ ، فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ.

(4/209)


3- باب لا يحل قتل أمرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث
3439- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا سَلاَّمٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ غَالِبٍ ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لِعَمَّارٍ : أَمَّا أَنْتَ يَا عَمَّارُ فَقَدْ عَلِمْتَ مَا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ : رَجُلٍ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلاَمِهِ ، أَوْ زَنَا بَعْدَ إِحْصَانِهِ ، أَوْ قَتَلَ فَيُقْتَلُ.
3439/2- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ غَالِبٍ ، قَالَ : دَخَلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرِ ، وَالأَشْتَرُ عَلَى عَائِشَةَ بِالْبَصْرَةِ ، فَقَالَ عَمَّارٌ : السَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا أُمَّهْ : فَقَالَتْ : لَسْتُ لَكَ بِأُمٍّ ، قَالَ : بَلَى ، وَإِنْ كَرِهْتِ ، قَالَتْ : مَنْ هَذَا مَعَكَ ؟ قَالَ : الأَشْتَرُ ، فَقَالَتْ : أَنْتَ الَّذِي أَرَدْتَ قَتْلَ ابْنِ أُخْتِي ؟ قَالَ : وَالله لَقَدْ حَرَصْتُ عَلَى قَتْلِهِ وَحَرَصَ عَلَى قَتْلِي ، قَالَتْ : أَمَا وَالله لَوْ قَتَلْتَهُ مَا فَلَحْتَ أَبَدًا ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَمَّارُ ، فَلَقَدْ عَلِمْتَ مَا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنَّهُ لاَ يُقْتَلُ مُسْلِمٌ إِلاَّ ثَلاَثَةَ : رَجُلٌ قَتَلَ رَجُلاً فَيُقْتَلُ بِهِ ، أَوْ رَجُلٌ زَنَا بَعْدَ مَا أَحْصَنَ فَرُجِمَ ، أَوْ رَجُلٌ ارْتَدَّ بَعْدَ إِيمَانِهِ.
قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْمُحَارَبَةِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي إِسْحَاقَ بِهِ.
3440- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّكَرِيُّ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ ، سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ ، قَالَ : وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى الله أَنْ يَغْفِرَهُ ، إِلاَّ الرَّجُلَ يَمُوتُ كَافِرًا ، أَوِ الرَّجُلَ يَقْتُلُ الْمُؤْمِنَ مُتَعَمِّدًا.
3440/2- قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى ، عَنْ صَفْوَانَ بِهِ , وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِِسْنَادِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِِسْنَادِ.

(4/210)


4- باب المحاربة
3441- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلاً مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَمِّهِ ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ الرَّهْطَ مِنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، فَأَمَرَ مَوَالِيهِ أَنْ يَتَسَلَّحُوا ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ.
3441/2- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
3442- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ قَابُوسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، الرَّجُلُ يَأْتِينِي يُرِيدُ مَالِي ، قَالَ : ذَكِّرْهُ الله تَعَالَى ، قَالَ : فَإِنْ لَمْ يَذْكُرْ ؟ قَالَ : فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَعْنِي عَلَيْهِ ؟ قَالَ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ بِالسُّلْطَانِ ، قَالَ : فَإِنْ نَأَى يَعْنِي السُّلْطَانَ ؟ قَالَ : فَقَاتِلْ دُونَ مَالِكَ حَتَّى تَكُونَ مِنْ شُهَدَاءِ الآخِرَةِ.

(4/211)


3442/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ الْمُخَارِقِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، الرَّجُلُ يَأْتِينِي يُرِيدُ مَالِي ؟ قَالَ : ذَكِّرْهُ بِالله قَالَ : فَإِنْ لَمْ يَذْكُرِ الله ؟ قَالَ : اسْتَعِنْ عَلَيْهِ بِمَنْ حَوْلَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَوْلِي أَحَدٌ ؟ قَالَ : فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ بِالسُّلْطَانِ قَالَ : فَإِنْ نَأَى عنَيِّ السُّلْطَانُ ؟ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَقَاتِلْ دُونَ مَالِكٍ حَتَّى تَكُونَ فِي شُهَدَاءِ الآخِرَةِ ، أَوْ تَمْنَعَ مَالَكَ.
3442/3- قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْمُحَارَبَةِ عَنْ هَنَّادِ بْنِ السَّرِيِّ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ... فَذَكَرَهُ.
3443/4- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ العلوي ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّجَّارُ الْمُقْرِئُ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنُ دُحَيْمٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ ، عَنْ أَسْبَاطٍ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ مُخَارِقٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، آتٍ أَتَانِي يُرِيدُ أَنْ يَبُزَّنِي فَمَا أَصْنَعُ بِهِ ؟ قَالَ : نَاشِدْهُ الله قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ نَاشَدْتُهُ فَأَبَى أَنْ يَنْتَهِيَ ، قَالَ : تَسْتَعِينَ بِالْمُسْلِمِينَ ، قَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَسْتَعِينُهُ عَلَيْهِ ، قَالَ : اسْتَغِثِ السُّلْطَانَ قَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي سُلْطَانٌ أَسْتَغِيثُهُ عَلَيْهِ ، قَالَ فَقَاتِلْهُ فَإِنْ قَتَلَكَ كُنْتَ فِي شُهَدَاءِ الآخِرَةِ ، وَإِلاَّ مَنَعْتَ مَالَكَ.
3443- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْغَطْفَانِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَرَأَيْتَ مَنْ لَقِيَنِي يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَالِي ؟ فَقَالَ : نَاشِدْهُ الله ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَإِنْ أَبَى قَاتِلْهُ ، فَإِنْ قَتَلَكَ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ ، وَإِنْ قَتَلْتُهُ دَخَلَ النَّارَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ.
3444- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ أَخِيهِ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ قُهَيْدٍ الْغِفَارِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنْ عَدَى عَلَيَّ عَادٍ ؟ قَالَ : ذَكِّرْهُ وَأمَرةٍ بِتَذْكِيرِهِ مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا ، قَالَ فَإِنْ أَبَى فَقَاتِلْهُ ، فَإِنْ قُتِلْتَ فَأَنْتَ فِي الْجَنَّةِ ، وَإِنْ قَتَلْتُهُ فَهُوَ فِي النَّارِ.

(4/212)


3444/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ... فَذَكَرَهُ.
3444/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنِي أَخِي الْحَكَمُ بْنُ الْمُطَّلِبِ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ قُهَيْدِ بْنِ مُطَرِّفٍ الْغِفَارِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَأَلَهُ سَائِلٌ : إِنْ عَدَى عَلَيَّ عَادٍ ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْهَاهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، قَالَ : فَإِنْ أَبَى فَأَمَرَهُ بِقِتَالِهِ ، قَالَ : فَكَيْفَ بِنَا ، قَالَ : إِنْ قَتَلَكَ فَأَنْتَ فِي الْجَنَّةِ ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ.
ورواه مسلم في "صحيحه" والنساتي في الكبرى ، والحاكم ، والبيهقي في سننه من طريق قهيد بن مطرف عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3445- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْقَصَّابُ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عُبَادَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقُولُ : الدَّارُ حَرَمٌ ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْكَ حَرَمَكَ فَاقْتُلْهُ.
3445/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْقَصَّابُ , عَنْ يُونُسَ ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ في سننه : مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ.
قُلْتُ : مَدَارُ هَذِهِ الأَسَانِيدِ عَلَى ابْنِ كَثِيرٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، ضَعَّفَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَأَحْمَدُ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ.

(4/213)


3446- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عِيسَى , جَارُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسْيَنٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ قُتِلَ دُونَ حَقِّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ.
3446/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْمُؤَدب يَعْقُوبُ جَارُنَا ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ... فَذَكَرَهُ.
5- باب الخوارج يعتزلون جماعة المسلمين ويقتلون واليهم من جهة الإمام العادل قبل أن ينصبوا إماماً ويظهروا حكما مخالفا لحكمه كان عليم في ذلك القصاص
3447- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، حَدَّثَنَا التيمي ، عن أبي مجلز - قال : أراه عن قيس بن عُبَاد - قال : كف علي عن قتال أهل النهروان حتى يحدثوا ، فانطلقوا فأتوا على عَبد الله بن خباب وهو في قرية له قد تنحى عن الفتنة ، فأخذوه فرأوا تمرة وقعت من رأس نخلة فأخذها رجل منهم فجعلها في فيه ، قال : فقالوا : تمرة من تمر أهل العهد أخذتها بغير ثمن ؟! قال : فلفظها ، قال : وأتوا على خنزير فبعجه أحدهم ، قال : فقالوا : خنزير من خنازير أهل العهد قتلته ؟! فقال عَبد الله بن خباب : ألا أنبئكم - أو ألا أخبركم - بمن هو أعظم عليكم حقًّا من هذه التمرة وهذا الخنزير ؟ قالوا : من ؟ قال : أنا - أراه قال ما تركت صلاة منذ صليت ولا صيام رمضان . وعدد أشياء - فقربوه فقتلوه ، فبلغ ذلك عليًّا فأمر أصحابه بالسير إليهم ، وقال : أقيدونا بعبد الله بن خباب . قالوا : كيف نقيدك به وكلنا قتله ؟ فقال : كلكم قتله ، الله أكبر . قال لأصحابه : انشطوا فواللّه لا يقتل منكم عشرة ولا يفر منهم عشرة ، فكان كذاك - أو كذلك - قال : فقال علي : اطلبوا رجلا صفته كذا وكذا ، فطلبوه فلم يجدوه ، ثم طلبوه فوجدوه ، فقال علي : من يعرف هذا ؟ فلم يعرف ، فقال رجل : أنا رأيت هذا بالنجف ، فقال : إني أريد هذا المصر وليس لي فيه نسب ولا نعرفه ، فقال علي : صدقت هو رجل من الجن.

(4/214)


3447/2- رواه الحافظ أبو الحسن الدارقطني : أَنْبَأَنَا مبشر ، حَدَّثَنَا محمد بن عبادة ، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون ، أَنْبَأَنَا سليمان التيمي ، عن أبي مجلز أن عليًّا ، رضي الله عنه ، نهى أصحابه أن يبسطوا على الخوارج حتى يحدثوا حدثًا ، فمروا بعبد الله بن خباب فأخذوه فاحتفظوا به فمروا على تمرة ساقطة من نخلة فأخذها بعضهم فألقاها في فيه ... فذكره.
3447/3- ورواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو بكر بن الحارث الفقيه الأصبهاني ، أَنْبَأَنَا علي بن عُمَر الحافظ ، فذكره.
6- باب ما جاء في قتال الخوارج ولعنهم
استدل الشافعي , رضي الله عنه , على قتال أهل البغي بقوله تعالى : {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهََ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.
3448- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا الْحَشْرَجُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَبْدَ الله بْنَ أَبِي أَوْفَى صَاحِبَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ وَكَانَ يَوْمَئِذٍ مَحْجُوبَ الْبَصَرِ ، فَقُلْتُ : أَنَا سَعِيدُ بْنُ جَمْهَانَ ، فَقَالَ : مَا فَعَلَ أَبُوكَ ؟ قُلْتُ : قَتَلَتْهُ الأَزَارِقَةُ ، قَالَ : رَحِمَهُ الله ، حَدَّثَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّهُمْ كِلاَبُ أَهْلِ النَّارِ.
3448/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ ، حَدَّثَنَا حَشْرَجُ بْنُ نَبَاتَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَبْدَ الله بْنَ أَبِي أَوْفَى ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : أَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ ، قَالَ : مَا فَعَلَ أَبُوكَ ؟ قُلْتُ : قَتَلَتْهُ الأَزَارِقَةُ ، فَقَالَ : لَعَنَ الله الأَزَارِقَةَ : مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا ، حَدَّثَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّهُمْ كِلاَبُ أَهْلِ النَّارِ ، قُلْتُ : الأَزَارِقَةُ وَحْدَهَا أَمِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا ؟ قَالَ : بَلِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا.

(4/215)


3448/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ ، قَالَ : كُنَّا نُقَاتِلُ الْخَوَارِجَ مَعَ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى ، فَلَحِقَهُ غُلاَمُهُمْ ، فَنَادَاهُ وَهُوَ فِي ذَلِكَ الشَّطِّ : يَا فَيْرُوزُ ، هَذَا مَوْلاَكَ عَبْدُ الله ، فَقَالَ : نِعْمَ الرَّجُلُ هُوَ لَوْ هَاجَرَ ، فَقَالَ : هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَتِي مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : طُوبَى قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ.
3448/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ ، فَذَكَرَ طَرِيقَ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ الأُولَى بِتَمَامِهَا وَزَادَ قَالَ : قُلْتُ : فَإِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ وَيَفْعَلُ بِهِمْ وَيَفْعَلُ بِهِمْ ، قَالَ : فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا غَمْزَةً شَدِيدَةً ، وَقَالَ : وَيْحَكَ ابْنَ جُمْهَانَ ، عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الأَعْظَمِ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ ، فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْكَ ، وَإِلاَّ فَدَعْهُ ، فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ.
3448/5- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ البخترى الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ فِي الْخَوَارِجِ : كِلاَبُ أَهْلِ النَّارِ.
قُلْتُ : رَوَى ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ هَذِهِ الطَّرِيقَ الأَخِيرَةَ دُونَ بَاقِي الْحَدِيثِ مِنْ طَرِيقِ الأَعْمَشِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى.
3448/6- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا الْحَشْرَجُ بْنُ نَبَاتَةَ الْعَبْسِيُّ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ ، قَالَ : لَقِيتُ عَبْدَ الله بْنَ أَبِي أَوْفَى ، وَهُوَ مَحْجُوبُ الْبَصَرِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لِي : مَنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : أَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ ، قَالَ : مَا فَعَلَ وَالِدُكَ ؟ قُلْتُ : قَتَلَتْهُ الأَزَارِقَةُ ، قَالَ : لَعَنَ الله الأَزَارِقَةَ ، حَدَّثَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُمْ كِلاَبُ أَهْلِ النَّارِ ، قَالَ : قُلْتُ : الأَزَارِقَةُ وَحْدَهُمْ أَمِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا ... فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِتَمَامِهِ.
3449- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْمُرَادِيُّ أَبُو الْعَلاَءَ ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ ، يَقُولُ : لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ الْبَصْرَةَ فِي أَمْرِ طَلْحَةَ وَأَصْحَابِهِ ، قَامَ عَبْدُ الله بْنُ الْكَوَّاءِ بْنِ عَبَّادٍ ، فَقَالاَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِكَ هَذَا ، أَوَصِيَّةٌ أَوْصَاكَ بِهَا @

(4/216)


رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ أَمْ عَهْدٌ عَهِدَهُ عِنْدَكَ ؟ أَمْ رَأْيٌ رَأَيْتَهُ حِينَ تَفَرَّقَتِ الأُمَّةُ وَاخْتَلَفَتْ كَلِمَتُهَا ؟ قَالَ : مَا أَكُونُ أَوَّلَ كَاذِبٍ عَلَيْهِ ، وَالله مَا مَاتَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَوْتَ فَجْأَةٍ ، وَلاَ قُتِلَ قَتْلاً ، وَلَقَدْ مَاتَ فِي مَرَضِهِ كُلُّ ذَلِكَ يَأْتِيهِ الْمُؤَذِّنُ فَيُؤْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ ، فَيَقُولُ : مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ لَقَدْ تَرَكَنِي وَهُوَ يَرَى مَكَانِي ، وَلَوْ عَهِدَ إِلَيَّ شَيْئًا لَقُمْتُ بِهِ ، حَتَّى عَارَضَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ ، فَقَالَتْ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، فَقَالَ لَهَا : إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَظَرَ الْمُسْلِمُونَ فِي أَمْرِهِمْ فَإِذَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَدْ وَلَّى أَبَا بَكْرٍ أَمْرَ دِينَهُمْ ، فَوَلَّوْهُ أَمْرَ دُنْيَاهُمْ ، فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ ، وَبَايَعْتُ مَعَهُمْ ، قُلْتُ : أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي ، وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي ، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ ، فَلَوْ كَانَتْ مُحَابَاةٌ عِنْدَ حُضُورِ مَوْتِهِ لَجَعَلَهَا فِي وَلَدِهِ ، فَأَشَارَ لِعُمَرَ ، وَلَمْ يَأْلُ ، فَبَايَعَهُ النَّاسُ وَبَايَعْتُهُ مَعَهُمْ ، قُلْتُ : أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي ، وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي ، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ ، فَلَوْ كَانَتْ مُحَابَاةً عِنْدَ حُضُورِ مَوْتِهِ لَجَعَلَهَا لِوَلَدِهِ ، وَكَرِهَ أَنْ يَنْتِخِبَ مِنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ رَجُلاً ، فَيُوَلِّيهِ أَمْرَ الأُمَّةِ ، مَا تَكُونُ فِيهِ إِسَاءَةٌ مِنْ بَعْدِهِ إِلاَّ لَحِقَتْ عُمَرَ فِي قَبْرِهِ ، فَاخْتَارَ مِنَّا سِتَّةً أَنَا فِيهِمْ لِنَخْتَارَ للأُمَّةَ رَجُلاً مِنَّا ، فَلَمَّا اجْتَمَعْنَا وثَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، فَوَهَبَ لَنَا نَصِيبَهُ مِنْهَا ، عَلَى أَنْ نُعْطِيَهُ مَوَاثِيقَنَا عَلَى أَنْ يَخْتَارَ مِنَ الْخَمْسَةِ رَجُلاً فَيُوَلِّيهِ أَمْرَ الأُمَّةِ ، فَأَعْطَيْنَاهُ مَوَاثِيقَنَا ، فَأَخَذَ بِيَدِ عُثْمَانَ فَبَايَعَهُ ، وَلَقَدْ عَرَضَ فِي نَفْسِي عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ ، فَلَمَّا نَظَرْتُ فِي أَمْرِي فَإِذَا عَهْدِي قَدْ سَبَقَ بَيْعَتِي ، فَبَايَعْتُهُ وَسَلَّمْتُ ، فَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي ، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ ، فَلَمَّا قُبِضَ عُثْمَانُ نَظَرْتُ فِي أَمْرِي ، فَإِذَا الْمَوْثِقَةُ الَّتِي كَانَتْ فِي عُنُقِي لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ قَدِ انْحَلَّتْ ، وإِذَا الْعَهْدُ لِعُثْمَانَ قَدْ وَفَيْتُ بِهِ ، وَأَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَيْسَ لأَحَدٍ عِنْدِي دَعْوَى ، وَلاَ طلبة ، فَوَثَب فِيهَا مَنْ لَيْسَ مِثْلِي يَعْنِي مُعَاوِيَةَ ، لاَ قَرَابَتُهُ قَرَابَتِي ، وَلاَ عِلْمُهُ كَعِلْمِي ، وَلاَ سَابِقَتُهُ كَسَابِقَتِي ، وَكُنْتُ أَحَقَّ بِهَا مِنْهُ ، قَالاَ : صَدَقْتَ : فَأَخْبِرْنَا عَنْ مُلْكِ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يَعْنِيَانِ : طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ ، صَاحِبَاكَ فِي الْهِجْرَةِ ، وَصَاحِبَاكَ فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ ، وَصَاحِبَاكَ فِي الْمَشُورَةِ ؟ فَقَالَ : بَايَعَانِي فِي الْمَدِينَةِ وَخَالَفَانِي بِالْبَصْرَةِ ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً بَايَعَ أَبَا بَكْرٍ خَلَعَهُ لَقَاتَلْنَاهُ ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً مِمَّنْ بَايَعَ عُمَرَ خَلَعَهُ لَقَاتَلْنَاهُ.
3449/2- قَالَ إِسْحَاقُ : وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، عَنْ سَالِمٍ الْمُرَادِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ مِثْلَهُ سَوَاءٌ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ طَرَفًا مِنْهَ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ.

(4/217)


3450- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ النَّسَائِيُّ ، عَنْ كَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَلْ تَدْرِي كَيْفَ حَكَمَ الله عَزَّ وَجَلَّ فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ ؟ قَالَ : قُلْنَا : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : لاَ يُجْهَزُ عَلَى جَرِيحِهَا ، وَلاَ يُقْتَلُ أَسِيرُهَا ، وَلاَ يُتْبَعُ مُدْبِرُهَا.
3450/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ كَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاِبْنِ أُمِّ عَبْدٍ : هَلْ تَعْلَمُ حُكْمَ الله فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ ؟ قَالَ : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ حُكْمَ الله فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ : أَنْ لاَ يُقْتَلَ أَسِيرُهُمْ ، وَلاَ يُجَارَ عَلَى جَرِيحِهِمْ ، وَلاَ يتبع مُدْبِرُهُمْ ، وَلاَ يُقْسَمَ فَيْئُهُمْ هَكَذَا حَكَمَ الله فيمِنْ بَغَى عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ ، وَهُمْ عِنْدَنَا الْخَوَارِجُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ كَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ.
3451- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ ، وَسَأَلْتُهُ : هَلْ سَمِعْتَ فِي الْخَوَارِجِ مِنْ شَيْءٍ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ وَالِدِي أَبَا بَكْرَةَ ، يَقُولُ عَنْ نَبِيِّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ قَالَ : سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ أَشِدَّاءُ أَحِدَّاءُ ، ذَلِقَةٌ أَلْسِنَتُهُمْ بِالْقُرْآنِ ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ تَرَاقِيهِمْ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَانْهُوهُمْ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَانْهُوهُمْ ، الْمَأْجُورُ مَنْ قَتَلَهُمْ.
3451/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.

(4/218)


3452- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا خَلف بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ ، قَالَ : كُنْتُ بِدِمَشْقَ ، فَجِيءَ بِسَبعْينَ رَأْسًا مِنْ رُؤُوسِ الْحَرُورِيَّةِ ، فَنُصِبَتْ عَلَى دَرَجِ الْمَسْجِدِ ، فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ صَاحِبُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ ، فَجَعَلَ يَهْرِيقُ عَبْرَتَهُ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : مَا يَصْنَعُ إِبْلِيسُ يَا أَهْلَ الإِِسَلاَمِ ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : كِلاَبُ جَهَنَّمَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : شَرُّ قَتْلَى قُتِلَتْ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : يَا أَبَا غَالِبٍ إِنَّكَ بِبَلَدٍ أَهْوِيَتُهُ كَثِيرَةٌ ، هَوْلاَتُهُ كَثيرَة ، قُلْتُ : أَجَلْ ، قَالَ : أَعَاذَكَ الله مِنْهُمْ ، قَالَ : وَلِمَ تُهْرِيقُ عَبْرَتَكَ ؟ قَالَ : رَحْمَةً لَهُمْ ، إِنَّهُمْ كَانُوا أَهْلَ الإِِسَلاَمِ ، قَالَ : أَتَقْرَأُ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : اقْرَأْ هَذِهِ الآيَةَ : {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ...} إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، قُلْتُ : هَؤُلاَءِ كَانَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَزِيغَ بِهِمْ ، ثُمَّ قَرَأَ : {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} قَالَ : فَقُلْتُ : إِنَّهُمْ هَؤُلاَءِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، : تَفَرَّقَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ السَّوَادَ الأَعْظَمَ ، فَقَالَ رَجُلٌ لِي جَنْبِي : يَا أَبَا أُمَامَةَ ، أَمَا تَرَى مَا يَصْنَعُ السَّوَادُ الأَعْظَمُ ؟ قَالَ : عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ ، وَإِنْ تَطِيعُوا تَهْتَدُوا ، وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ ، قَالَ : السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ خَيْرٌ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَالْفُرْقَةِ ، يَقْضُونَ لَنَا ، ثُمَّ يَقْتُلُونَنَا قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُ بِهِ شَيْئًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَوْ تَقُولُهُ عَنْ رَأْيِكَ ؟ قَالَ : إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، مَرَّةً ، أَوْ مَرَّتَيْنِ ، حَتَّى قَالَهَا سَبْعًا.
3452/2- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ : وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ نَافِعٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمَلاَئِيِّ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ السلِيك ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ ، قَالَ : كُنْتُ بِالْبَصْرَةِ زَمَنَ عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَجِيءَ بِرُؤُوسِ الْخَوَارِجِ ... فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ.
قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ.

(4/219)


7- باب أخبار الخوراج
3453- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالُوا فِيهِ وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ يَقْتُلُهُ ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَا ، فَانْطَلَقَ فَوَجَدُهُ قَائِمًا يُصَلِّي ، قَدْ خَطَّ عَلَى نَفْسِهِ خَطَّهُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي ، فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَقْتُلْهُ لَمَّا رَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، : مَنْ يَقْتُلُهُ ؟ فَقَالَ عُمَرُ : أَنَا ، فَذَهَبَ فَرَآهُ فِي خِطَّتِهِ قَائِمًا يُصَلِّي ، فَرَجَعَ وَلَمْ يَقْتُلْهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ لَهُ ، أَوْ مَنْ يَقْتُلُهُ ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ : أَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنْتَ ، وَلاَ أَرَاكَ تُدْرِكُهُ ، قَالَ : فَانْطَلَقَ فَوَجَدَهُ قَدْ ذَهَبَ.
3453/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ ... فَذَكَرَهُ.
3453/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ ... فَذَكَرَهُ.
3454/4- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غَنَائِمَ هَوَازِنَ قَامَ رَجُلٌ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، إِلَى أَنْ قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ الله ، أَلاَ أَقُومُ فَأَقْتُلُ هَذَا الْمُنَافِقَ ؟ قَالَ : مَعَاذَ الله أَنْ يَتَسَامَعَ الأُمَمُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ.
3454- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ،
_____حاشية_____
(1) تحرف في المطبوع إلى : مُعَاذ بْن رِفَاعَةَ ، وجاء على الصواب في "مسند أحمد" (14880) ، وانظر تهذيب الكمال (6043).@

(4/220)


حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرُّبَذِيُّ ، حَدَّثَنَا هُودُ بْنُ عَطَاءٍ الْيَمَانِيُّ ، عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ فِينَا شَابٌّ ذُو عِبَادَةٍ وَزُهْدٍ وَاجْتِهَادٍ ، قَالَ : فَسَمَّيْنَاهُ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلَمْ يَعْرِفْهُ ، وَوَصَفْنَاهُ بِصِفَةٍ فَلَمْ يَعْرِفْهُ ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، هُوَ هَذَا ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي أَرَى عَلَى وَجْهِهِ سَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَجَعَلْتَ فِي نَفْسِكِ أَنْ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ خَيْرًا مِنْكَ ؟ قَالَ : اللهمَّ نَعَمْ ، ثُمَّ وَلَّى فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَا ، فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي ، فَقَالَ : أَقْتُلُ رَجُلاً يُصَلِّي وَقَدْ نَهَانَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ ؟ فَقَالَ عُمَرُ : أَنَا يَا رَسُولَ الله ، فَدَخَلَ عُمَرُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ ، فَقَالَ : أَقْتُلُ رَجَلاً يُصَلِّي وَقَدْ نَهَانَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ ، لأَرْجِعَنَّ فَقَدْ رَجَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَهْ يَا عُمَرُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، وَجَدْتُهُ يُصَلِّي ، وَقَدْ نَهَيْتَنَا عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ : أَنَا ، فَقَالَ : أَنْتَ تَقْتُلُهُ إِنْ وَجَدْتَهُ ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَوَجَدَهُ قَدْ خَرَجَ ، فَقَالَ : أَمَا وَالله ، أَنْ لَوْ قَتَلْتَهُ لَكَانَ أَوَّلَهَمُ وَآخِرَهُمْ ، وَمَا اخْتَلَفَ مِنْ أُمَّتِي اثْنَانِ.
3454/2- وَبِهِ : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ.
3454/3- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَ طَرِيقَهُ الثَّانِيَةَ.
3454/4- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، بِهِ مِثْلَهُ.
3454/5- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ أَبُو جَعْفَرٍ ، بِبَغْدَادَ ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، أَخْبَرَنِي هُودُ بْنُ عَطَاءٍ ، عَنْ أَنَسِ ، قَالَ : كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَجُلٌ يُعْجِبُنَا تَعَبُّدُهُ وَاجْتِهَادُهُ ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِاسْمٍ فَلَمْ يَعْرِفْهُ ، وَوَصَفْنَا بِصِفَتِهِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ ، فَذَكَرَ طَرِيقَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ الأُولَى ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ ، قَالَ مُوسَى : فَسُمِعَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ ، يَقُولُ : هُوَ الَّذِي قَتَلَهُ عَلِيٌّ ذَا الثُّدَيَّةِ.

(4/221)


3454/6- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَمْر بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، فِي حَوْضِ زَمْزَمٍ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَغْزُو مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَإِذَا رَجَعَ وَحَطَّ عَنْ رَاحِلَتِهِ عَمِدَ إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَعَلَ يُصَلِّي فِيهِ فَيُطِيلُ الصَّلاَةَ حَتَّى جَعَلَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَرَوْنَ أَنَّ لَهُ فَضْلاً عَلَيْهِمْ ، فَمَرَّ يَوْمًا وَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَاعِدٌ فِي أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ ، هُوَ ذَاكَ ، فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيْهِ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَإِمَّا جَاءَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُقْبِلاً قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ سَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى الْمَجْلِسِ قَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَقُلْتَ فِي نَفْسِكَ حِينَ وَقَفْتَ عَلَى الْمَجْلِسِ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ خَيْرٌ مِنِّي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَأَتَى نَاحِيَةَ الْمَسْجِدِ ، فَخَطَّ خِطَّةً بِرِجْلِهِ ، ثُمَّ صَفَّ كَعْبَيْهِ ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى هَذَا فَيَقْتُلُهُ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَقَتَلْتَ الرَّجُلَ ؟ قَالَ : وَجَدْتُهُ يُصَلِّي فَهِبْتُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَيَقْتُلُهُ ؟ قَالَ عُمَرُ : أَنَا ، وَأَخَذَ السَّيْفَ فَوَجَدَهُ يُصَلِّي ، فَرَجَعَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِعُمَرَ : أَقَتَلْتَ الرَّجُلَ ؟ قَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، وَجَدْتُهُ يُصَلِّي فَهِبْتُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَيَقْتُلُهُ ؟ قَالَ عَلِيٌّ : أَنَا ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنْ أَدْرَكْتَهُ ، فَذَهَبَ فَلَمْ يَجِدْهُ ، فَرَجَعَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَقَتَلْتَ الرَّجُلَ ؟ قَالَ : لَمْ أَدْرِ أَيْنَ سَلِمَ مِنَ الأَرْضِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ هَذَا أَوَّلُ قَرْنٍ خَرَجَ مِنْ أُمَّتِي ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَوْ قَتَلْتُهُ ، أَوْ قَتَلَهُ مَا اخْتَلَفَ فِي أُمَّتِي اثْنَانِ ، إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقُوا عَلَى وَاحِدٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، وَإِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ فِرْقَةً وَاحِدَةً ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، مَنْ تِلْكَ الْفِرْقَةُ ؟ قَالَ : الْجَمَاعَةُ ، قَالَ : يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ : فَقُلْتُ لأَنَسٍ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، فَأَيْنَ الْجَمَاعَةُ ؟ قَالَ : مَعَ أُمَرَائِكُمْ ، مَعَ أُمَرَائِكُمْ.
3454/7- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بن بَكَّارٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : ذُكِرَ رَجُلٌ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَهُ نِكَايَةٌ فِي الْعَدُوِّ وَاجْتِهَادٌ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ أَعْرِفُ هَذَا قَالَ : بَلْ نَعْتُهُ كَذَا @

(4/222)


وَكَذَا ، قَالَ : مَا أَعْرِفُهُ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ : هُوَ هَذَا يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : مَا كُنْتُ أَعْرِفُ هَذَا ، هَذَا أَوَّلُ قَرْنٍ رَأَيْتُهُ فِي أُمَّتِي ، إِنَّ فِيهِ لَسَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ فَلَمَّا دَنَا الرَّجُلُ سَلَّمَ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنْشُدُكَ بِالله ، هَلْ حَدَّثْتَ نَفْسَكَ حِينَ طَلَعْتَ عَلَيْنَا ، أَنْ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكَ ؟ قَالَ : اللهمَّ نَعَمْ ، قَالَ : فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَصَلَى ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لأَبِي بَكْرٍ : قُمْ فَاقْتُلْهُ ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ ، فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي نَفْسِهِ : إِنَّ لِلصَّلاَةِ حُرْمَةً وَحَقَّا ، وَلَوْ أَنِّي اسْتَأْمَرْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَجَاءَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَقَتَلْتَهُ ؟ قَالَ : لاَ ، رَأَيْتُهُ قَائِمًا يُصَلِّي ، وَرَأَيْتُ لِلصَّلاَةِ حُرْمَةً وَحَقًّا ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أَقْتُلَهُ قَتَلْتُهُ ، قَالَ : لَسْتَ بِصَاحِبِهِ ، اذْهَبْ أَنْتَ يَا عُمَرُ فَاقْتُلْهُ فَدَخَلَ عُمَرُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ ، فَانْتَظَرَهُ طَوِيلاً ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ فِي نَفْسِهِ : إِنَّ لِلسُّجُودِ حَقًّا ، وَلَو أَنِّي اسْتَأْمَرْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَدِ اسْتَأْمَرَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مَنِّي ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَقَتَلْتَهُ ؟ قَالَ : لاَ ، رَأَيْتُهُ سَاجِدًا ، وَرَأَيْتُ لِلسُّجُودِ حَقًّا ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أَقْتُلَهُ قَتَلْتُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَسْتَ بِصَاحِبِهِ ، قُمْ يَا عَلِيُّ ، أَنْتَ صَاحِبُهُ إِنْ وَجَدْتَهُ ، فَدَخَلَ ، فَوَجَدَهُ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَقَتَلْتَهُ ؟ قَالَ : لاَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَوْ قُتِلَ مَا اخْتَلَفَ رَجُلاَنِ مِنْ أُمَّتِي حَتَّى يَخْرُجَ الدَّجَّالُ ، ثُمَّ حَدَّثَهُمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الأُمَمِ ، فَقَالَ : تَفَرَّقَتْ أُمَةُ مُوسَى عَلَى إِحْدى وَسَبْعِينَ مِلَّةً ، سَبْعُونَ مِنْهَا فِي النَّارِ ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَتَفَرَّقَتْ أُمَّةُ عِيسَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً ، إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِنْهَا فِي النَّارِ ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَتَعْلُو أُمَّتِي عَلَى الْفِرْقَتَيْنِ جَمِيعًا بِمِلَّةٍ ، اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِي النَّارِ ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، قَالُوا : مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : الْجَمَاعَةُ.
3454/8- قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ زَيْدٍ : وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَلاَ مِنْهَا قُرْآنَا : {وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} ثُمَّ ذَكَرَ أُمَّةَ عِيسَى ، فَقَالَ : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ} إِلَى قَوْلِهِ : {سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} ثُمَّ ذَكَرَ أُمَّتَنَا فَقَالَ : {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}@

(4/223)


.
3454/9- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى أَقْبَلَ رَجُلٌ حَسَنَ السَّمْتِ ذَكَرُوا مِنْ أَمْرِهِ أَمْرًا حَسَنًا ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي لأَرَى عَلَى وَجْهِهِ سَفْعَةً مِنَ النَّارِ ، فَلَمَّا انْتَهَى فَسَلَّمَ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بِالله حَيْثُ ذَكَرَ كَلِمَةً أَحْسَبُهُ قَالَ : قُلْتَ فِي نَفْسِكِ ، أَوَ تَرَى فِي نَفْسِكِ أَنَّكَ أَفْضَلُ الْقَوْمِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَلَمَّا ذَهَبَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنَّهُ قَدْ طَلَعَ أَحْسَبُهُ قَالَ : قَوْمُ هَذَا وَأَصَحَابِهِ مِنْهُمْ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَفَلاَ أَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : بَلَى ، فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ ، فَوَجَدَهُ فِي الْمَسْجِدِ يُصَلِّي ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ الله ، فَقَالَ : إِنِّي وَجَدْتُهُ يُصَلِّي فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَقْتُلَهُ ، قَالَ عُمَرُ : أَفَلاَ أَقْتُلُهُ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ : فَانْطَلَقَ عُمَرُ ، فَوَجَدَهُ فِي الْمَسْجِدِ يُصَلِّي ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : إِنِّي وَجَدْتُهُ يُصَلِّي فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَقْتُلَهُ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : أَفَلاَ أَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ الله ؟ فَقَالَ : بَلَى أَنْتَ تَقْتُلُهُ إِنْ وَجَدْتَهُ ، فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ فَلَمْ يَجِدْهُ.
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ بِهَذَا اللَّفْظِ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، تَفَرَّدَ بِهِ شَرِيكٌ عَنِ الأَعْمَشِ.
وَقَوْلُهُ : سَفْعَةٌ ، بِفْتَحِ السِّينِ وَالْعَيْنِ الْمُهْمَلَتَيْنِ مِنْ بَيْنِهِمَا فَاءٌ سَاكِنَةٌ ، أَيْ : أُخِذَ مِنَ الْجِنِّ ، وَمِنْهُ {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} ، وَالأَسْفَعُ الَّذِي بِخَدِّهِ سَوَادٌ يُخَالِفُ لَوْنَهُ ، وَالأُنْثَى : سَفْعَاءُ وَالْجَمْعُ : سُفْعٌ.
3455- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ نَبِيَّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ بِرَجُلٍ سَاجِدٍ وَهُوَ يَنْطَلِقُ إِلَى الصَّلاَةِ ، فَقَضَى الصَّلاَةَ وَرَجَعَ إِلَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : مَنْ يَقْتُلُ هَذَا ؟ فَقَامَ رَجُلٌ فَحُسِرَ عَنْ يَدَيْهِ وَاخْتَرَطَ سَيْفُهُ وَهَزَّهُ حَتَّى رَعَدَتْ يَدُهُ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، كَيْفَ أَقْتُلُ رَجُلاً سَاجِدًا يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوُلُهُ ؟ ثُمَّ قَالَ : مَنْ يَقْتُلُ هَذَا الرَّجُلَ ؟ فَقَالَ رَجَلٌ : أَنَا ، فَحُسِرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ وَاخْتَرَطَ سَيْفُهُ وَهَزَّهُ حَتَّى رَعَدَتْ يَدُهُ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، أَقْتُلُ رَجُلاً شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ قَتَلْتُمُوهُ لَكَانَ أَوَّلَ فِتْنَةٍ وَآخِرَهَا.

(4/224)


3455/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ ... فَذَكَرَهُ.
8- باب ما جاء في الزط والناكثين والمارقين والرعاة
3456- قال أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا يزيد بن هارون ، حَدَّثَنَا سليمان التيمي ، عن نعيم بن أبي هند ، عن سويد بن غفلة أن عَلِيًّا ، رضي الله عنه ، أتي بناس من الزط - قال : أحسبه قتلهم ثم نظر إلى السماء ، ثم نظر إلى الأرض قال : الله أكبر صدق الله ورسوله ، احفروا هذا المكان ، لا بل هذا المكان . ثم نظر إلى السماء ، ثم نظر إلى الأرض ثم قال : الله أكبر ، صدق الله ورسوله ، احفروا هذا المكان . قال : فحفروا ، فألقاهم فيه ، ثم دخل فدخلت عليه ، فقلت : أرأيت ما كنت تصنع آنفًا عهد إليك فيهم رسول الله ل صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شيئًا ؟ قال : لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أقول على النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ما لم يقل ، إنما أنا مكايد ، أرأيت لو قلت : الله أكبر ، صدق الله ورسوله ، احفروا هذا المكان ما كان.
هذا إسناد رجاله ثقات.
3457- قال أحمد بن منيع : وَحَدَّثَنَا يزيد ، أَنْبَأَنَا محمد بن عَمْرو بن حماس ، عن مالك بن أوس بن الحدثان قال : قال عثمان لأبي ذر : أين كنت يوم أغير على لقاح رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قال : كنت على البئر أسقي.
3458- وقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ ، سَمِعْتُ عَلِيًّا ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَلَى مِنْبَرِكُمْ هَذَا يَقُولُ : عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ أُقَاتِلَ الناكثين ، وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ.
3458/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ إِلاَّ بِهَذَا الإِِسْنَادِ.

(4/225)


3458/3- قَالَ : وحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ ، سَمِعْتُ حَكِيمَ بْنَ جُبَيْرٍ ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ ، سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ ، سَمِعْتُ عَلِيًّا ، مِثْلَهُ.
قَالَ : لاَ نَعْلَمُهُ رَوَاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ حَكِيمٌ ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
3459- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ ، يَقُولُ : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ.
9- باب ما جاء في الرافضة
3460- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ أَبِي عُقَيْلٍ يَحْيَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ ، حَدَّثَنِي كَثِيرٌ أَبُو إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يَكُونُ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ ، يَرْفُضُونَ الإِِسْلاَمَ.
3461- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ زَيْدٍ التَّغْلِبِيُّ ، حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ ، عَنْ مَيْمُونَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ ، يَرْفُضُونَ الإِِسْلاَمَ وَيَلْفُظُونَهُ ، قَاتِلُوهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ.
3461/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ حَجَّاجِ بْنِ تَمِيمٍ.
3462- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِي الْجحاف دَاوُدَ بْنِ أبي عَوْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيٍّ ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَرَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى عَلِيٍّ ، فَقَالَ : هَذَا فِي الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ قَوْمًا يَعْلَمُونَ الإِِسْلاَمَ يَرْفُضُونَهُ ، لَهُمْ نَبْزٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ ، مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ ، فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ.

(4/226)


10- باب
3463- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، حَدَّثَنِي الْعَلاَءُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ ، سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يُحَدِّثُ عَنْ بَكْرِ بْنِ قِرْوَاشٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَذَكَرَهُ يَعْنِي : ذَا الثُّدَيَّةِ الَّذِي يَرْحَلُ مَعَ أَهْلِ النَّهْرَوَانِ ، فَقَالَ : شَيْطَانُ رَدْهَةٌ يُحْدِرُهُ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ يُقَالُ لَهُ : الأَشْهَبُ أَوِ ابْنُ الأَشْهَبِ ، عَلاَمَةٌ فِي قَوْمٍ ظَلَمَةٍ.
قَالَ سُفْيَانُ : قَالَ عَمَّارُ الدُّهْنِيُّ : حِينَ حَدَّثَ جَاءَ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ ، فَقَالَ : أَرَاهُ مِنْ دُهْنٍ يُقَالُ لَهُ : الأَشْهَبُ أَوِ ابْنُ الأَشْهَبِ.
3463/2- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ... فَذَكَرَهُ.

(4/227)


3464- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : حَضَرْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ حُنَيْنٍ وَهُوَ يَقْسِمُ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ : عَلاَمَتُهُمْ رَجُلٌ يَدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ كَالْبُضْعَةِ تُدَرْدِرُ فِيهَا شَعْرَاتٌ كَأَنَّهَا سَبْلَةٌ سَبْعٌ ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَحَضَرْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ حُنَيْنٍ ، وَحَضَرْتُ مَعَ عَلِيٍّ حِينَ قَتَلَهُمْ بِنَهْرَوَانَ ، قَالَ : فَالْتَمَسَهُ عَلِيٌّ فَلَمْ يَجِدْهُ ، قَالَ : ثُمَّ وَجَدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ تَحْتَ جِدَارِ عَلِيٍّ هَذَا النَّعْتَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : أَيُّكُمْ يَعْرِفُ هَذَا ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : نَحْنُ نَعْرِفُهُ ، هَذَا حُرْقُوصٌ ، وَأُمُّهُ هَاهُنَا ، قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ ، فَقَالَ لَهَا : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَتْ : مَا أَدْرِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِلاَّ أَنِّي كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِالرُّبَذَةِ ، فَغَشَيَنِي شَيْءٌ كَهَيْئَةِ الظُّلْمَةِ ، فَحَمَلْتُ مِنْهُ ، فَوَلَدْتُ هَذَا.
قُلْتُ : حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ فِي الصَّحِيحِ ، وَلَيْسَ لَهُ طَرِيقٌ تشبه هَذِهِ.

(4/228)


59- كتاب المرتد
1- باب من بدل دينه فاقتلوه
3465- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْن أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، أَنْبَأَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ مَطَرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ.
رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْمُحَارَبَةِ مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلاً.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَرَوَيْنَا مَعْنَاهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
2- باب فيمن سب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم
3466- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا هشيم ، حَدَّثَنَا حصين بن عَبد الرحمن ، عمن أخبره ، عن ابن عُمَر أنه أتي براهب فقيل له : إن هذا سب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : لوسمعته لقتلته ، إنا لم نعطهم الذمة ليسبوا نبينا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
3466/2- رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا إسحاق بن عيسى ، حَدَّثَنَا هشيم ، عن حصين بن عَبد الرحمن أن ابن عُمَر مر براهب ، فقيل : إن هذا سب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : لو سمعته لضربت عنقه ، إنا لم نعطهم العهد على أن يسبوا نبينا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

(4/229)


3467- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَوْفَلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ لَهَبُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ يَسُبُّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللهمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبَكَ ، قَالَ : فَخَرَجَ يُرِيدُ الشَّامَ فِي قَافِلَةٍ مَعَ أَصْحَابِهِ ، قَالَ : فَنَزَلُوا مَنْزِلاً ، قَالَ : فَقَالَ : وَالله إِنِّي لأَخَافُ دَعْوَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : قَالُوا لَهُ : كَلاَّ ، فَحَفِظُوا الْمَتَاعَ حَوْلَهُ وَقَعَدُوا يَحْرُسُونَهُ ، قَالَ : فَجَاءَ السَّبُعُ فَانْتَزَعَهُ ، فَذَهَبَ بِهِ.
3468- قال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أحمد بن عُمَر الوكيعي ، حَدَّثَنَا يحيى بن آدم ، حَدَّثَنَا عبد الله ابن المبارك ، عن حرملة بن عمران ، عن كعب بن علقمة : أن غرفة بن الحارث - وكانت له صحبة من النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - مر على رجل كان يلبس كل يوم ثوبًا - أو قال : حلة - لا تشبه الأخرى ، يلبس في السنة ثلاثمائة وستين ثوبًا ، وكان له عهد فدعاه غرفة إلى الإسلام فغضب ، فسب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقتله غرفة ، فقال له عَمْرو بن العاص : إنهم إنما يطمئنون إلينا للعهد . قال : وما عاهدناهم على أن يؤذونا في الله ورسوله . قال : فقال غرفة لعمرو : إذا جلست معنا أو اتكأت بين أظهرنا فلا تفعل ؟ فإنك إن عدت كتبت إلى عُمَر ، فعاد عَمْرو ، فكتب ، فجاءه قاصد عُمَر إلى عَمْرو : بلغني أنك إذا جلست مع أصحابك أو اتكأت ، بين أظهرهم كما تفعل العجم فلا تفعل ، اجلس معهم ما جلست ، فإذا فى دخلت بيتك فافعل ما بدا لك ، فقال عَمْرو لغرفة : قد أثبت علي عند عُمَر ، فقال : ما عهدتني كذابًا . قال : فكان عَمْرو بعد ذلك يريد أن يتكىء فيذكر فيجلس ويقول : الله بيني وبين غرفة . قال : وخرجوا ذات يوم - يوم ضباب - فقدم فرس غرفة فرس عَمْرو ، فقال عَمْرو : ما يومي من غرفة بواحد ، فقيلَ لغرفة : إن الأمير قال كذا وكذا . قال : إني لم أبصره من الغبار . قال : فاعتذر إليه قال : لا تعودوهم هذا . قال : فلم يزالوا به حتى أتاه . قال : إني لم أبصرك من الغبار . قال : اللهم غفرًا ، لو شئت أمسكت فرسك . قال : والله لوددت رمي بك في أقصى حجر بالمرح ، أعتذر إليك بالضباب وإني لم أبصرك وتقول : اللهم غفرًا ؟! فقال له عَمْرو : يا أبا الحارث ، قد رأيتك مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يوم كذا وكذا على فرس ذلول أفلا نحملك على فرس ؟ قال : ما عهدي بك يا عَمْرو تحمل على الخيل ، فمن أين هذا ؟!.
قلت : وتقدم في كتاب الديات في باب من لا دية له أن من سب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وقتل على ذلك لا دية له.

(4/230)


3- باب فيمن ارتد عن الإسلام
3469- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَكَانَ إِذَا أُمْلَى عَلَيْهِ : سَمِيعًا بَصِيرًا كَتَبَ : سَمِيعًا عَلِيمًا ، وَإِذَا كَانَ سَمِيعًا عَلِيمًا ، كَتَبَ : سَمِيعًا بَصِيرًا ، وَكَانَ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ ، وَكَانَ مَنْ قَرَأَهُمَا قَرَأَ قُرْآنًا كَثِيرًا ، فَتَنَصَّرَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ : إِنَّمَا كُنْتُ أَكْتُبُ مَا شِئْتُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : فَمَاتَ فَدُفِنَ ، فَلَفِظَتْهُ الأَرْضُ ، ثُمَّ دُفِنَ ، فَلَفِظَتْهُ الأَرْضُ ، قَالَ أَنَسٌ : قَالَ أَبُو طَلْحَةَ : فَأَنَا رَأَيْتُهُ مَنْبُوذًا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ.
3469/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَكَانَ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ ، وَآلَ عِمْرَانَ ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ الْبَقَرَةَ ، وَآلَ عِمْرَانَ جَدَّ فِينَا ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُمْلِي عَلَيْهِ : عَلِيمًا حَكِيمًا ، فَيَقُولُ : أَكْتُبُ سَمِيعًا بَصِيرًا ، فَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اكْتُبْ كَيْفَ شِئْتَ ، وَكَانَ يُمْلِي عَلَيْهِ غَفُورًا رَحِيمًا ، فَيَقُولُ : أَكْتُبُ عَلِيمًا حَكِيمًا ، فَيَقُولُ لَهُ : اكْتُبْ كَيْفَ شِئْتَ ، فَارْتَدَّ ذَلِكَ عَنِ الإِِسَلاَمِ وَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ ، وَقَالَ : أَنَا أَعْلَمُ بِمُحَمَّدٍ أَنْ كُنْتُ لأَكْتُبُ كَيْفَ شِئْتُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الأَرْضَ لاَ تَقْبَلُهُ ، فَمَاتَ فَدُفِنَ فَلَمْ تَقْبَلْهُ الأَرْضَ ، قَالَ أَبُو طَلْحَةَ : فَقَدِمْتُ الأَرْضَ الَّتِي مَاتَ فِيهَا ، فَوَجَدْتُهُ مَنْبُوذًا ، فَقُلْتُ : مَا شَأْنَ هَذَا ؟ قَالُوا : قَدْ دَفَنَّاهُ مِرَارًا فَلَمْ تَقْبَلْهُ الأَرْضُ.
3469/3- ورواه عَبد بن حُمَيد : حَدَّثَنَا هاشم بن القاسم ، حَدَّثَنَا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس قال : كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران ، وكان يكتب لرسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فانطلق هاربًا حتى لحق بأهل الكتاب . قال : فرفعوه . وقالوا : هذا كان يكتب لمحمد وأعجبوا به ، في لبث أن قصم الله عنقه فيهم فحفروا له وواروه ، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ، ثم عادوا فحفروا له وواروه فأصبحت الأرض فنبذته على وجهها ، فتركوه منبوذًا.

(4/231)


3469/4- قال : وَحَدَّثَنَا سلم بن قتيبة ، حَدَّثَنَا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك أن كاتبًا كان لرسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لحق بالمشركين فقال : أنا كاتب محمد أختار دينكم ، فأكرموه ، قال : فأكرم ، فلم يلبث أن مات فحفروا له فرمت به الأرض ، ثم حفروا له فرمت به الأرض ، فألقي في بعض تلك الشعاب.
3469/5- قال : وحدَّثني سليمان بن حرب , حَدَّثَنَا حماد بن سلمة , عن ثابت , عن أنس , أن رجلا كان يكتب لرسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم القرآن ... فذكر مثل حديث الطيالسي.
3469/6- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَمِعْتُ حُمَيْدًا ، سَمِعْتُ أَنَسًا ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَكَانَ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ ، وَآلَ عِمْرَانَ عَُدَّ فِينَا ذُو شَأْنٍ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُمْلِي عَلَيْهِ : غَفُورًا رَحِيمًا ، فيكتب : عفوا غفورا ، فيقول النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اكتب ، ويملي عليه : عَلِيمًا حَكِيمًا ، فَيَكْتُبُ سَمِيعًا بَصِيرًا ، فَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اكْتُبْ أَيُّهُمَا شِئْتَ ؟ فَارْتَدَّ بَعْدَ ذَلِكَ عَنِ الإِِسْلاَمِ ... فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ.
3470- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا أبو معاوية ، حَدَّثَنَا حجاج ، عن عَمْرو بن شعيب ، عن أبيه ، عَن جَدِّهِ قال : كتب عَمْرو بن العاص إلى عُمَر يسأله عن رجل أسلم ثم كفر ، ثم أسلم ثم كفر ، فعل ذلك مرارًا ، أيقبل منه الإسلام ؟ فكتب إليه عُمَر : اقبل منهم ما قبل الله منهم ، اعرض عليه الإسلام ؟ فإن قبل وإلا ضُرب عنقه.

(4/232)


3471- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ ظَبْيَانَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ : قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ ، أَتَعْرِفُ رَجَّالاً ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : ضِرْسُهُ فِي النَّارِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ وَكَانَ أَسْلَمَ ثُمَّ ارْتَدَّ وَلَحِقَ بِمُسَيْلَمَةَ ، وَقَالَ : كَبْشَانِ انْتَطَحَا ، فَأَحَبُّهُمَا إِلَيَّ أَنْ يَغْلِبَ كَبْشِي.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
4- باب قتال أهل الردة
3472- قال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أبو الحارث سريج بن يونس ، حَدَّثَنَا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، حَدَّثَنَا مجالد , عن عامر قال : لما قبض رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وارتد من ارتد من الناس ، قال قوم : نصلي ولا نعطي الزكاة ، فقال الناس لأبي بكر : اقبل منهم ، فقال : لو منعوني عناقًا لقاتلتهم فبعث خالد بن الوليد ، وقدم عدي بن حاتم بألف رجل من طي حتى أتى اليمامة ، قال : فكانت بنو عامر قد قتلوا عمال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأحرقوهم بالنار ، فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد أن اقتل بني عامر ، وأحرقهم بالنار ، ففعل حتى صاحت النساء ، ثم مضى حتى انتهى إلى الماء خرجوا إليه ، فقال : الله أكبر ، الله أكبر . قالوا : نشهد أن لا إله إلاَّ الله ونشهد أن محمدًا رسول الله ، فلما قالوا ذلك كف عنهم ، فأمره أبو بكر أن يسير حتى ينزل الحيرة ثم يمضي إلى الشام ، فلما نزل بالحيرة كتب إلى أهل فارس ، ثم قال : إني لأحب أن لا أبرح حتى أفزعهم ، فأغار عليهم حتى انتهى إلى سُورا ، فقتل وسبى ، ثم أغار على عين التمر فقتل وسبى ، ثم مضى إلى الشام . قال عامر : فأخرج إلى ابن بقيلة كتاب خالد بن الوليد : بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فأرسل السلام على من اتبع الهدى ، فإني أحمد الله الذي لا إله إلاَّ هو بالحمد الذي فصل حرمكم وفرق جماعتكم ، ووهن بأسكم ، وسلب ملككم ، فإذا جاءكم كتابي هذا فاعتقدوا مني الذمة ، وأدوا الجزية ، وابعثوا إلي بالرهن وإلا فوالذي لا إله إلاَّ هو لأقاتلنكم بقوم يحبون الموت كحبكم الحياة ، سلام على من اتبع الهدى.
هذا إسناد مرسل.

(4/233)


5- باب نفي المرتدين بعد استتابهم
3473- قال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا عيسى بن يونس ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم قال : مر رجل بمسجد من مساجد بني حنيفة ، فإذا إمامهم يقرأ بقراءة مسيلمة : والطاحنات طحنًا ، والعاجنات عجنًا ، والثاردات ثردًا ، واللاقمات لقماً ، فبعث عَبد الله فأتي بهم ، فإذا هم سبعون يقرؤُون على قراءة مسيلمة ، فقال عَبد الله : ما نحن بمحرري الشيطان هؤلاء ، رحلوهم إلى الشام ، لعل الله أن يفنيهم بالطعن والطاعون.
هذا إسناد مرسل ورجال إسناده ثقات.
وقصة هؤلاء المرتدين رواها أبو داود في سننه وغيره من طريق حارثة بن مضرب ، عن ابن مسعود ، وليس فيه شيء مما هاهنا.
3474- وقال أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو الربيع ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنِ الْمُعَلَّى ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اسْتَتَابَ رَجُلاً ارْتَدَّ عَنِ الإِِسْلاَمِ أَرْبَعَ مِرَارٍ.

(4/234)


60- كتاب السرقة
1- باب لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن
3475- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ ، فَمَرَّ جَلَبَةُ عَلَى بَابِهَا ، فَسَمِعَتِ الصَّوْتَ ، فَقَالَتْ : مَا هَذَا ؟ فَقَالُوا : رَجُلٌ ضُرِبَ فِي الْخَمْرِ ، فَقَالَتْ : سُبْحَانَ الله ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ يَزْنِي الرَّجُلُ حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَشْرَبُ يَعْنِي : الْخَمْرَ ، حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، فَإِيَّاكُمْ إِيَّاكُمْ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
3475/2- وَقَالَ : وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَزْنِي الرَّجُلُ حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله.
وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الإِِيمَانِ فِي بَابِ مَا جَاءَ فِي الْكَبَائِرِ.

(4/235)


2- باب اختلاف الناقلين في ثمن الجن
3476- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا تُقْطَعُ يَدُ السَّارِقِ فِي دُونِ ثَمَنِ الْمِجَنِّ.
3476/2- قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ الله ، يَقُولُ : ثَمَنُ الْمِجَنِّ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ.
3476/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله : لاَ قَطْعَ فِي دُونِ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ.
قُلْتُ : حَدِيثُ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو هَذَا ضَعِيفٌ مِنَ الطَّرِيقَيْنِ ، مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ مُدَلِّسٌ , وَرَوَاهُ بِالْعَنْعَنَةِ ، وَنَصْرُ بْنُ بَابٍ بِمُوَحَدَتَيْنِ ، تَرَكَهُ جَمَاعَةٌ ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : يَرْمُونَهُ بِالْكَذِبِ.
3477- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنْ أَيْمَنَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تُقْطَعُ الْيَدُ إِلاَّ فِي ثَمَنِ الْمِجَنِّ ، وَالْمِجَنُّ يَوْمَئِذٍ ثَمَنُهُ دِينَارٌ ، أَوْ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ.
قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : قَالَ الشَّافِعِيُّ : قُلْتُ لِبَعْضِ النَّاسِ : هَذِهِ سُنَّةُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ تُقْطَعَ الْيَدُ فِي رُبْعِ دِينَارٍ ، فَصَاعِدًا ، فَكَيْفَ قُلْتَ : لاَ تُقْطَعُ الْيَدُ إِلاَّ فِي عَشَرَةِ دَرَاهِمَ فَصَاعِدًا ، وَمَا حُجَّتُكَ فِي هَذَا ؟ فَقَالَ : قَدْ رَوَيْنَا عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَيْمَنَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَبِيهًا بِقَوْلِنَا ، قُلْتُ : أَتَعْرِفُ أَيْمَنَ ؟ أَمَّا أَيْمَنُ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَطَاءٌ ، فَرَجُلٌ حَدَثٌ لَعَلَّهُ أَصْغَرُ مِنْ عَطَاءٍ رَوَى عَنْهُ عَطَاءٌ حَدِيثًا عَنْ تُبَيع ابْنِ امْرَأَةِ كَعْبٍ ، عَنْ كَعْبٍ ، فَهَذَا مُنْقَطِعٌ ، وَالْحَدِيثُ الْمُنَقْطَعُ لاَ يَكُونُ حُجَّةً.
قَالَ : فَقَدْ رَوَى شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ أَخِي أُسَامَةَ لأُمِّهِ ، قُلْتُ : لاَ عِلْمَ لَكَ بِأَصْحَابِنَا ، أَيْمَنُ أَخُو أُسَامَةَ قُتِلَ مَعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ حُنَيْنَ ، قُتِلَ مَوْلِدَ مُجَاهِدٍ ، وَلَمْ يَبْقَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَيُحَدِّثُ عَنْهُ.

(4/236)


3- باب ما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم فيما يجب به القطع
3478- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن شعبة ، عن داود بن فراهيج أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد , رضي الله عنهما , يقولان : تقطع اليد في أربعة دراهم فصاعدًا.
هذا إسناد رجاله ثقات.
3478/2- رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ : حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا الحسن بن مكرم ، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون ، حَدَّثَنَا شعبة ... فذكره.
3478/3- ورواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضى وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ وأبو صادق العطار قالوا : حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ... فذكره.
قال البيهقي : يحتمل أن يكون إنما قالا حين صار صرف ربع دينار أربعة دراهم ، وكذلك ما روينا عن عُمَر وغيره في الخمس يحتمل أن يكون ذلك عند تغير الصرف ، والأصل في النصاب هو ربع دينار لدلالة السنة الثابتة.
3479- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ ، عَنَ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَطَعَ فِي خَمْسَةِ دَرَاهِمَ.

(4/237)


3479/2- قُلْتُ : ورَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي مَرَاسِيلِهِ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، بِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
4- باب العبد يسرق متاع سيده
3480- أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا جُبَارَةُ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنْ مَيْمُونَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ عَبْدًا مِنْ رَقِيقِ الْخُمُسِ سَرَقَ مِنْ دَقِيقِ الْخُمُسِ ، فَرُفِعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلَمْ يَقْطَعْهُ ، وَقَالَ : مَالُ الله سَرَقَ بَعْضُهُ بَعْضًا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ حَجَّاجِ بْنِ تَمِيمٍ ، وَالرَّاوِي عَنْهُ أَضْعَفُ مِنْهُ.
3480/2- رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ : حَدَّثَنَا جُبَارَةُ هُوَ ابْنُ الْمُغَلِّسِ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ ، مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ ... فَذَكَرَهُ دُونَ لَفْظَةِ رَقِيقٍ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ مِنْ طَرِيقِ رَجُلٍ لَمْ يَسْمَعْ عَنْ مَيْمُونَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا.
وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، ثُمَّ رَوَاهُ مَوْصُولاً مِنْ طَرِيقِ ابْنِ مَاجَةَ ، وَقَالَ : فِي الإِِسْنَادِ ضَعْفٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مَوْقُوفٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ.
4- باب العبد يسرق من مال امرأة سيده
3481- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا سفيان ، عن الزهري ، عن السائب بن يزيد ، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن الحضرمي أنه أتى عمر بغلام له سرق ، قال : إن هذا سرق مرآة لأهلي هي خير من ستين درهماً ، قال : خادمكم أخذ متاعكم.

(4/238)


3481/2- رواه البيهقي في سننه : أنبأنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأنا الربيع بن سليمان ، أنبأنا الشافعي ، أنبأنا مالك ، عن الزهري ، عن السائب بن يزيد أن عبد الله بن عمرو الحضرمي جاء بغلام له سرق إلى عمر بن الخطاب فقال له : اقطع يد هذا ، فإنه سرق. فقال له عمر. فماذا سرق ؟ قال : سرق مرآة لامرأتي ثمنها ستون درهماً. فقال عمر : أرسله ، فليس عليه قطع ، خادمكم سرق متاعكم.
6- باب السارق يسرق فيقطع يده ثم يحسم بالنار
3482- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ خُصَيْفَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَتَى بِرَجُلٍ سَرَقَ شَمْلَةً ، فَقَالَ : أَسَرَقْتَ ؟ مَا إِخَالُكَ تَسْرِقُ ، قَالَ : بَلَى ، يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : اذْهَبُوا بِهِ فَاقْطَعُوا يَدَهُ ، ثُمَّ احْسِمُوهَا ، ثُمَّ ائْتُونِي بِهِ ، فَقَطَعُوهُ ، ثُمَّ حَسَمُوهُ ، ثُمَّ أَتَوْا بِهِ ، فَقَالَ : تُبْ إِلَى الله ، قَالَ : أَتُوبُ إِلَى الله ، قَالَ : اللهمَّ تُبْ عَلَيْهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ ، صَحِيحُ الإِِسْنَادِ.
3482/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ مَوْصُولاً مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، فَقَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانٍ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ ، لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِسَارِقٍ ، قَالُوا : سَرَقَ ، فَقَالَ : مَا إِخَالَهُ يَسْرِقُ ، قَالَ : بَلَى قَدْ فَعَلْتَ يَا رَسُولَ الله ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلاَّ بِهَذَا الإِِسْنَادِ.
3482/3- وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ... فَذَكَرَهُ.

(4/239)


3482/4- وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَتَى بِسَارِقٍ سَرَقَ شَمْلَةً ، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، هَذَا قَدْ سَرَقَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا إِخَالُهُ سَرَقَ قَالَ : بَلَى ، يَا رَسُولَ الله ... فَذَكَرَهُ.
3482/5- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَصَلَهُ يَعْقُوبُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَتَابَعَهُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ ، وَأَرْسَلَهُ عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَقَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا خُصَيْفَةُ ... فَذَكَرَهُ مُرْسَلاً ، قَالَ عَلِيٌّ : لَمْ يَسْنِدْهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ فَوْقَ ابْنِ ثَوْبَانَ إِلَى أَحَدٍ ، قَالَ : وَبَلَغَنِي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ رَوَاهُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ ، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا مُرْسَلاً ، انْتَهَى.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَيَةَ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ.
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ ، والبيهقي موقوفا من حديث علي بن أبي طالب.
7- باب ما لا قطع فيه
3483- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن هشام بن أبي عَبد الله ، عن بجيى بن أبي كثير ، عن حسان بن زاهر أن حصين بن حدير أخبره أنه سمع عُمَر بن الخطاب يقول : لا تقطع اليد في عذق ولا عام سنة.

(4/240)


3484- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تقْطَعُ اليد فِي الثَّمَرِ مَا دَامَ فِي الشَّجَرِ حَتَّى تُؤْوِيَهُ الْبُيُوتُ ، وَلاَ فِي مَاشِيَةٍ تَرْعَى حَتَّي يُؤْوِيَهَا الْمَرَاحُ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.

(4/241)


61- كتاب الحدود
وفيه حد القذف والتعزيزات
1- باب تحريم دم المسلم وماله وعرضه
3485- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ ، حَدَّثَنَا عُمَرو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلاَبِيُّ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، عَنْ شَدَّادٍ مَوْلَى عِيَاضٍ ، عَنْ وَابِصَةَ ، قَالَ أَبُو عُثْمَانَ عَمْرٍو : يَعْنِي ابن معَبْدٍ ، إِنْ شَاءَ الله : أَنَّهُ كَانَ يَقُومُ فِي النَّاسِ يَوْمَ أَضْحَى ، أَوْ يَوْمَ الْفِطْرِ ، فَيَقُولُ : إِنِّي شَهِدْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، وَهُوَ يَقُولُ : أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالَ النَّاسُ : يَوْمُ النَّحْرِ ، قَالَ : فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ ثُمَّ قَالَ : أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قَالُوا : الْبَلْدَةُ ، قَالَ : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ ، وَأَمْوَالَكُمْ ، وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقُونَهُ ، ثُمَّ قَالَ : اللهمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ؟ يُبَلِّغُ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ، قَالَ وَابِصَةُ : نَشْهَدُ عَلَيْكُمْ كَمَا أَشْهَدَ عَلَيْنَا.
3485/2- قَالَ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ أنَّ جَعْفَرِ بْنِ برقان ، حَدَّثَهُمْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ وَابِصَةَ صَلَّى بِهِمْ بِالرَّقَّةِ ... وَذَكَرَ حَدِيثَ وَابِصَةَ هَذَا ، وَقَالَ فِيهِ وَابِصَةُ : نَشْهَدُ عَلَيْكُمْ كَمَا أَشْهَدَ عَلَيْنَا ، فَأُوعِيتُمْ وَنَحْنُ نُبَلِّغُكُمْ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عِيَاضٍ وَأبِي بَكْرَةَ ، وَغَيْرِهِمَا فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ ، وَقد تقدم جُمْلَةِ من هذا النوع في كتاب الحج.
3486- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ الله ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : سِبَابُ الْمُسْلِمِ أَخَاهُ فُسُوقٌ ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ، وَحُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ.
قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ بِهِ.

(4/242)


2- باب حد البلوغ
3487- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن ابن جريج ، حدثني ابن أبي مليكة أن ابن الزبير أتي بوصيف لعمر بن عَبد الله بن أبي ربيعة سرق ، فأمر به فشبر ، فوجد ستة أشبار فقطعه.
3488- وحدثنا أن عُمَر كتب إليه في غلام من أهل العراق ، فكتب : إن وجدتموه ستة أشبار فاقطعوه ، فوجدوه ستة أشبار ينقص أنملة ، فترك وسمي : نميلة -.
هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه.
قال شيخنا شيخ الإسلام قاضي القضاة البلقيني - أبقاه الله تعالى - ومن خطه نقلت : الظاهر في ذلك أن من يبلغ ستة أشبار يكون قد بلغ الحلم ، وقد أخرج ابن أبي شَيْبَة في مصنفه هذا في ترجمة الغلام يسرق أو يأتي الحد بعد أن أخرج عن عثمان أنه أتي بغلام قد سرق فقال : انظروا إلى مؤتزره ، هل أنبت ؟.
ثم أخرج عن محمد بن يحيى بن حبان قال : ابتهر ، غلام منا في شعره بامرأة ، فرفع إلى عمر ، فنظر إليه فلم يوجد أنبت ، فقال : لو وجدتك أنبت لجلدتك - أو لحددتك.

(4/243)


ثم أخرج عن حميد ، عن أنس أن أبا بكر أتي بغلام قد سرق ، فلم يتبين احتلامه ، فشبره فنقص أنملة ، فلم يقطعه.
ثم أخرج حديث ابن جريج هذا فقال : حَدَّثَنَا محمد بن بكر ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة قال أتي ابن الزبير بعبد ابن أبي ربيعة سرق ، فأمر به فشبر وهو وصيف ، فبلغ ستة أشبار فقطعه.
ثم أخرج عن عبدة بن سليمان ، عن يحيى ، عن سليمان بن يسار قال : أتي عُمَر بغلام قد سرق ، فأمر به فشبر ، فوجد ستة أشبار إلاَّ أنملة ، فتركه ، فسمي الغلام : نميلة.
وأخرج عن زيد بن الحباب ، عن حماد بن سلمة ، عن قتادة عن خلاس ، عن علي قال : إذا بلغ الغلام خمسة أشبار اقتص منه ، واقتص له انتهى.
وهذا مخالف للأول ، فظهر من ذلك ما قلنا أنه الظاهر من قضاء ابن الزبير ، وعمر رضي الله عنهما فإنهما جعلا ذلك التشبير ، دليلا على البلوغ بالاحتلام ، كما جعل عُمَر وعثمان رضي الله عنهما الإنبات دليلا على البلوغ ، وقد ذكر أصحابنا الإنبات في ذكر الكفار واستفدنا عن ابن أبي شَيْبَة أن أبا بكر الصديق ، رضي الله عنه ، اعتبر المشبر لما فيه من الدلالة ، وأما قَضْي علي ، رضي الله عنه ، بخمسة أشبار فهو مخالف لما قبله ، إلاَّ أن يكون في النسخة خلل ، وقد أخرج عن عُمَر بن عبد العزيز والحسن وعطاء وإبراهيم وسليمان بن موسى اعتبار بلوغ الاحتلام ، وهذا هو المعتمد ، والله أعلم . انتهى.
3489- وقال محمد بن يحيى بن أبي عُمَر : حَدَّثَنَا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد سمعت رجلاً في مسجد الكوفة يقول : كنت يوم حكم سعد في بني قريظة وأنا غلام ، فشكوا في فلم يجدوني جرت علي الموسى فاستبقيت@

(4/244)


.
3489/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ الْقُرْظِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ فِيمَنْ حَكَمَ فِيهِمْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، فَشَكُّوا فِيَّ ، أَمِنَ الذُّرِّيَّةِ أَنَا أَمْ مِنَ الْمُقَاتِلَةِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : انْظُرُوا فَإِنْ كَانَتْ أَنْبَتَ الشَّعْرُ فَاقْتُلُوهُ ، وَإِلاَّ فَلاَ تَقْتُلُوهُ.
3489/3- رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
3489/4- قَالَ ابْنُ حِبَّانَ : وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ... فَذَكَرَهُ وَلَمْ يَذْكُرِ الرَّفْعَ.
3489/5- قَالَ : وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ الْجُنَيْدِ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلَكِ بْنُ عُمَيْرٍ ... فَذَكَرَهُ.
3- باب الإقرار بالزنا
3490- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حفص ، عن حجاج بن أرطاة ، عن الحسن بن سعد ، عن عَبد الله بن شداد أن امرأة أقرت عند عُمَر بالزنا ، فبعث عُمَر أبا واقد فقال : إن راجعت تركناك ، فأبت فرجمها.
هذا إسناد ضعيف.
3491- قال : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن سفيان ، حدثني نسير بن ذعلوق ، عن خليد : أن رجلاً أتى عَلِيًّا فقال : إني أصبت حدّاً ، فقال : علي : سلوه ، ما هو ؟ فلم يخبرهم ، فقال عليٌّ : اضربوه حتى ينهاكم.
هذا إسناد رجاله ثقات.
3492- وقال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا جرير ، عن مسلم الأعور ، عن حبة بن جوين ، عن علي أن امرأة أتته فقالت : إني زنيت ، فقال : لعلك أتيت وأنت نائمة في فراشك أو أكرهت ؟ قالت : أتيت طائعة غير مكرهة . قال : لعلك غصبت على نفسك ؟ قالت : ما غصبت ، فحبسها فلما ولدت وشب ابنها جلدها.
هذا إسناد ضعيف , لضعف مسلم بن كيسان الأعور.

(4/245)


3493- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ ، عَنِ ابْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي سَفَرٍ ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَأَقَرَّ أَنَّهُ زَنَا ، فَرَدَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثَلاَثًا ، فَلَمَّا كَانَتِ الرَّابِعَةُ وَنَزَلَ ، أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى عَرَفْتُهُ فِي وَجْهِهِ ، فَلَمَّا سِيرَ عَنْهُ الْغَضَبُ ، قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ غُفِرَ لَهُ ، قَالَ : كَانَ يُقَالُ : تَوْبَتُهُ أَنْ يُقَامَ عَلَيْهِ الْحَدُّ.
3493/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا ... حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْمِقْدَامِ ، عَنِ ابْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ أَبِي ذَرِّ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي سَفَرٍ ... فَذَكَرَهُ ، وَزَادَ بَعْدَ غُفِرَ لَهُ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ.
قُلْتُ : سَقَطَ شَيْخُ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ ، وَلَعَلَّهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
3493/3- فَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْمِقْدَامِ ، عَنِ ابْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَقَالَ مَرَّةً : فَأَقَرَّ عِنْدَهُ بِالزِّنَا فَرَدَّهُ أَرْبَعًا ، ثُمَّ نَزَلَ ، فَأَمَرَنَا ، فَحَفَرْنَا لَهُ حُفْرَةً لَيْسَتْ بِالطَّوِيلَةِ فَرُجِمَ ، فَارْتَحَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَئِيبًا حَزِينًا ، فَسِرْنَا حَتَّى نَزَلْنَا مَنْزِلاً ، فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ أَلَمْ تَرَ إِلَى صَاحِبِكُمْ ، قَدْ غُفِرَ لَهُ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ.
4- باب الرجل يقر بالزنا
3494- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ ، @

(4/246)


حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَخِي خَلاَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ خَلاَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ : بَيْنَمَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ يَتَخَطَّى النَّاسَ حَتَّى اقْتَرَبَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَقِمْ عَلَيَّ الْحَدَّ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اجْلِسْ ، فَجَلَسَ ، ثُمَّ قَامَ الثَّانِيَةَ ، فَقَالَ : اجْلِسْ ، فَجَلَسَ ، ثُمَّ قَامَ الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ : مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : وَمَا حَدُّكَ ، قَالَ : أَتَيْتُ امْرَأَةً حَرَامًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَالْعَبَّاسُ ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ : انْطَلِقُوا بِهِ فَاجْلِدُوهُ مِئَةَ جَلْدَةٍ ، وَلَمْ يَكُنِ اللَّيْثِيُّ تَزَّوَجَ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، أَلاَ تَجْلِدُ التِي خَبُثَ بِهَا ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ايتوني بِهِ مَجْلُودًا ، فَلَمَّا أُتِيَ بِهِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَاحِبَتُكَ ؟ قَالَ : فُلاَنَةُ امْرَأةٌ مِنْ بَنِي بَكْرٍ ، فَدَعَا بِهَا ، فَسَأَلَهَا ، فَقَالَتْ : كَذَبَ وَالله مَا أَعْرِفُهُ ، وَإِنِّي مِمَّا قَالَ لَبَرِيئَةٌ ، الله عَلَى مَا أَقُولُ مِنَ الشَّاهِدِينَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ شَهِدَ عَلَى أَنَّكَ خَبُثْتَ بهَا ، فَإِنَّهَا تُنْكِرُ ، فَإِنْ كَانَ لَكَ شُهَدَاءُ جَلَدْتُهَا حَدًّا ، وَإِلاَّ جَلَدْتُكَ حَدَّ الْفِرْيَةِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، مَالِي مَنْ يَشْهَدُ ، فَأَمَرَ بِهِ فَجَلَدَهُ حَدَّ الْفِرْيَةِ ثَمَانِينَ.
3494/2- قُلْتُ : رَوَاهُ بِاخْتِصَارٍ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ.
3494/3- وَالنَّسَائِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ ، كِلاَهُمَا عَنْ مُوسَى بْنِ هَارُونَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ بِهِ.
3494/4- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا علي بن المديني ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ ... فَذَكَرَهُ.@

(4/247)


5- باب ما جاء في الرجم
3495- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنَ الشَّيْبَانِيِّ ، سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ أَبِي أَوْفَى ، يَقُولُ : رَجَمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً ، فقُلْتُ لِعَبْدِ الله : أَقَبْلَ النُّورِ ، أَوْ بَعْدَهَا ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي.
هَذَا إِسْنَادٌ مَوْقُوفٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3496- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن يحيى بن سعيد ، سمعت نافعاً يحدث عن ابن عُمَر قال : قال عُمَر ، رضي الله عنه ، لو كنت تقدمت في متعة النساء لرجمت.
هذا إسناد صحيح.
3497- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : زَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ فَدَكَ ، فَكَتَبَ أَهْلُ فَدَكَ إِلَى نَاسٍ مِنَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ أَنِ سلوا مُحَمَّدًا عَنْ ذَلِكَ ، فَإِنْ أَمَرَكُمْ بِالْجَلْدِ ، فَخُذُوهُ عَنْهُ ، وَإِنْ أَمَرَكُمْ بِالرَّجْمِ فَلاَ تَأْخُذُوهُ عَنْهُ ، فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : أَرْسِلُوا إِلَيَّ أَعْلَمَ رَجُلَيْنِ فِيكُمْ ، فَجَاؤُوا بِرَجُلٍ أَعْوَرَ يُقَالُ لَهُ : ابْنُ صُورِيَا ، وَآخَرَ ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنْتُمَا أَعْلَمُ مَنْ قِبَلَكُمَا ، فَقَالاَ : قَدْ نَحَا قَوْمُنَا لِذَلِكَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَهُمَا : أَلَيْسَ عِنْدَكُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ الله ؟ قَالاَ : بَلَى ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَأَنْشُدُكَ بِالَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَظَلَّلَ عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ ، وَأَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ، وَأَنْزَلَ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ، مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ مِنْ شَأْنِ الرَّجْمِ ؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلَآخَرِ : مَا نَشَدْتُ بِمِثْلِهِ قَطُّ ، ثُمَّ قَالاَ : نَجِدُ تِرْدَادَ النَّظَرِ زِنْيَةً ، فَإِذَا شَهِدَ أَرْبَعَةٌ أَنَّهُمْ رَأَوْهُ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ، كَمَا يَدْخُلُ الْمَيْلُ فِي الْمُكْحَلَةِ فَقَدْ وَجَبَ الرَّجْمُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هُوَ ذَاكَ ، فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ ، وَنَزَلَتْ : {فَإِنْ جَاؤُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ ، أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} الآيَةَ.
3497/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ : {إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا} ، فَذَكَرَ ابْنَيْ @

(4/248)


صُورِيَا حِينَ آتَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهُمَا : بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى ، وَالَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ ، وَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى أَنْتُمْ أَعْلَمُ ؟ قَالاَ : قَدْ نَحَانَا قَوْمُنَا ذَاكَ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : مَا نُشِدْنَا بِمِثْلِ هَذَا ، قَالَ : تَجِدُونَ النَّظَرَ زِنْيَةً ، وَالاِعْتِنَاقَ زِنْيَةً ، وَالْقُبُلَ زِنْيَةً ، فَإِذَا شَهِدَ أَرْبَعَةٌ أَنَّهُمْ رَأَوْهُ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ، كَمَا يَدْخُلُ الْمَيْلُ فِي الْمُكْحَلَةِ فَالرَّجْمُ.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ ، وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، عَنْ مُجَالِدٍ بِهِ.
قُلْتُ : وَمَدَارُ أَسَانِيدِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
3498- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الأَسَدِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ نَجِيحٍ أَبِي عَلِيٍّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : رَجَمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ، وَأَمَرَهُمَا سَنَةً.
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
6- باب إثبات الرجم
3499- قال أبو داود الطيالسي : حَدَّثَنَا حماد بن زيد ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران قال : خطبنا ابن عباس على منبر البصرة فقال : يا أيها الناس ، إن عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قام فينا فقال : يا أيها الناس ، ألا إن الرجم حد من حدود الله ، فلا تخدعن عنه , فإنه في كتاب الله وسنة نبيكم وقد رجم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ووجم أبو بكر ، رضي الله عنه ، ورجمت.
3499/2- رواه مُسَدَّد : عن حماد ... فذكره ، وزاد : إنه سيكون قوم من هذه الأمة يكذبون بالرجم ، ويكذبون بالدجال ، ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها ، ويكذبون بعذاب القبر ، ويكذبون بالشفاعة ، ويكذبون بقوم يخرجون من النار بَعْدَ مَا امتحشوا.

(4/249)


3499/3- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : الرَّجْمُ حَدٌّ مِنْ حُدُودِ الله فَلاَ تُخْدَعُوا عَنْهُ ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ رسَوُلَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَجَمَ ، وَرَجَمَ أَبُو بَكْرٍ وَرَجَمْتُ مَعَهُ ، وَسَيَجِيءُ قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ ، وَيُكَذِّبُونَ بِالْحَوْضِ ، وَيُكَذِّبُونَ بِالشَّفَاعَةِ ، وَيُكَذِّبُونَ بِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ.
3499/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَلاَ لاَ تُخْدَعُوا عَنِ الرَّجْمِ أَلاَ لاَ تُخْدَعُوا عَنِ الرَّجْمِ ، فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَجَمَ ، وَأَبُو بَكْرٍ رَجَمَ ، وَرَجَمْتُ ، وَإِنَّهُ يَكُونُ قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ وَبِالشَّفَاعَةِ ، وَبِالدَّجَّالِ ، وَبِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا مَحَشَتْهُمْ أَوِ امْتَحَشُوا.
3500- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيدِ الله ، عَنْ عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ صَعَدَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ الْمِنْبَرَ ، وَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ ، فَخَطَبَ ، فَحَمِدَ الله عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ الرَّجْمُ حَقٌّ لِلْمُحْصَنِ إِذَا كَانَتْ بَيِّنَةٌ ، أَوْ حَبَلٌ ، أَوِ اعْتِرَافٌ ، وَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَرَجَمْنَا مَعَهُ وَبَعْدَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3501- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : لَمَّا صَدَرَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ مِنًى ، أَنَاخَ بِالأَبْطَحِ ، ثُمَّ كَوَّمَ كَوْمَةً مِنَ الْبَطْحَاءِ ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِ ، فَلَزِقَ ثَوْبُهُ ، وَاسْتَلْقَى وَمَدَّ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ : اللهمَّ ضَعَفُتْ قُوَّتِي ، وَكَبُرَتْ سِنِّي ، وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي ، فَاقْبُضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ ، وَلاَ مُفَرِّطٍ ، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَخَطَبَ النَّاسَ ، @

(4/250)


فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي قَدْ سَنَنْتُ لَكُمُ السُّنَنَ ، وَفَرَضْتُ لَكُمُ الْفَرَائِضَ ، وَترَكْتُكُمْ عَلَى وَاضِحَةٍ ، وَصَفَّقَ يَحْيَى بِيَدَيْهِ ، أَلاَ إِنْ تَضِلُّوا بِالنَّاسِ يَمِينًا وَشِمَالاً ، ثُمَّ إِيَّاكُمْ أَنْ لاَ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ ، أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : لاَ حَدًّا يُرَى فِي كِتَابِ الله ، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَجَمَ وَرَجَمْنَا ، وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ ، لَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ : أَحْدَثَ عُمَرُ فِي كِتَابِ الله لَكَتَبْتُهَا ، فَإِنَّا قَدْ قَرَأْنَا : الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ.
قَالَ سَعِيدٌ : فَمَا انْسَلَخَ ذَوَا الْحُجَّةِ حَتَّى قُتِلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحُ.
3502- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : نُبِّئْتُ عَنِ ابْنِ أَخِي كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ ، أَنَّهُ قَالَ : كُنَّا بِشَرَافَ وَفِينَا مَرْوَانُ ، وَفِينَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ : قَدْ كُنَّا نَقْرَأُ : الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ ، قَالَ : فَقَالَ مَرْوَانُ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ : يَا زَيْدُ ، أَفَلاَ نَكْتُبُهَا ؟ قَالَ : لاَ ، ذَكَرْنَا ذَلِكَ وَكَانَ فِينَا عُمَرُ ، فَقَالَ لَنَا : قَدْ قُلْنَا ذَلِكَ ، قَالَ : كُنْتُ آتِي النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأذكر ذَلِكَ ، فَيَذْكُرُ آيَةَ الرَّجْمِ ، قُلْتُ : أَكْتُبُهَا يَا رَسُولَ الله ؟ فَأَبَى ، وَقَالَ لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ.
3502/2- قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ بِهِ.
7- باب ما جاء في رجم ماعز بن مالك
3503- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ عَوْفٍ ، حَدَّثَنِي مُسَاوِرُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا بَرْزَةَ الأَسْلَمِيَّ ، قُلْتُ : هَلْ رَجَمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : نَعَمْ ، رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ : مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ.
3503/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا هَوْذَةُ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ مُسَاوِرٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ ، قَالَ : رَجَمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَجُلاً مِنَّا يُقَالُ لَهُ : مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ بِالْحَرَّةِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3504- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنِ ابْنِ أُبْزَى ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَقَرَّ عِنْدَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنْ أَقْرَرْتَ عِنْدَهُ الرَّابِعَةَ رَجَمَكَ ، فَأَقَرَّ عِنْدَهُ الرَّابِعَةَ فَحُبِسَ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَعْنِي رُجِمَ.

(4/251)


3504/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُبْزَى ... فَذَكَرَهُ.
3504/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْخَتَّلِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ... فَذَكَرَهُ.
3504/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْكُوفِيُّ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُبْزَى ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَدَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ.
3504/5- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ... فَذَكَرَهُ.
8- باب ما جاء في تحريم اللواط ، وإتيان البهيمة مع الإجماع على تحريمها
قال الله جل ثناؤه : {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ , إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} وقال في نزول العذاب بهم : {فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ , مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}.
3505- وقال محمد بن يحيى بن أبي عُمَر : حَدَّثَنَا سعيد بن سالم ، عن ابن جريج ، أخبرني ابن خثيم أنه سمع مجاهدًا وسعيد بن جبير يحدثان عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : في البكر يوجد على اللوطية ، قال : يرجم.

(4/252)


3506- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله : لَعَنَ الله مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الأَرْضِ ، وَلَعَنَ الله مَنْ وَالَى غَيْرَ مَوَالِيهِ ، وَلَعَنَ الله مَنْ كَمَّهَ أَعْمَى عَنِ السَّبِيلِ ، وَلَعَنَ الله مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ ، وَلَعَنَ الله مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ الله ، وَلَعَنَ الله مَنْ وَقَعَ عَلَى الْبَهِيمَةِ ، وَلَعَنَ الله مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو بِهِ بِاخْتِصَارٍ.
وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ ، وَابْنِ أَبِي الزِّنَادِ ، كِلاَهُمَا عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.
3507- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ فَاقْتُلُوهُ وَاقْتُلُوهَا مَعَهُ.
قُلْتُ : لَهْ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : قَدْ عَارَضَ هَذَا الْحَدِيثَ نَهْيُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ قَتْلِ الْحَيَوَانِ إِلاَّ لمأَكْلِهِ.

(4/253)


3508- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا الخليل بن زكريا ، حَدَّثَنَا مجالد بن سعيد قال : حَدَّثَنَا عامر الشعبي ، عن النعمان بن بشير الأنصاري ، رضي الله عنه ، قال : جاء جبريل عليه السلام - إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : يا محمد ، نعم القوم أمتك لولا أن فيهم بقايا من عمل قوم لوط.
3509- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : وَحَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَعَنَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ : مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ ، مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ.
3510- رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا هدبة ، حَدَّثَنَا همام بن يحيى قال : سئل قتادة عمن يأتي امرأته في دبرها ، فقال : حدثني عقبة بن وساج أن أبا الدرداء قال : لا يفعل ذلك إلاَّ كافر.
3511- قَالَ : وحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تِلْكَ اللِّوَطيَّةٌ الصُّغْرَى.
قُلْتُ : مَا رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، رَوَاهُ الإِِمَامُ أَحْمَدُ ، وَالْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِيهِمَا ، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ.
3512- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ : مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ : فَاقْتُلُوهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، وَكِذْبِ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ.

(4/254)


وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ.
قَالَ الْبَغَوِيُّ : اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي حَدِّ اللِّوَطِيِّ , فَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ حَدَّ الْفِعْلِ حَدُّ الزِّنَا ، إِنْ كَانَ مُحْصَنًا يُرْجَمُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُحْصَنًا يُجْلَدُ مِئَةً ، وَهُوَ قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، وَالْحَسَنِ ، وَقَتَادَةَ ، وَالنَّخَعِيِّ ، وَبِهِ قَالَ الثَّوْرِيُّ ، وَالأَوْزَاعِيُّ ، وَهُوَ أَظْهَرُ قَوْلَيِ الشَّافِعِيِّ ، وَيُحْكَى أَيْضًا عَنْ أَبِي يُوسُفَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، وَعَلَى الْمَفْعُولِ به عند الشافعي على هذا القول ، جلد مائة وتغريب عام ، رجلا كان أو امرأة ، محصنا كان أوغير محصن ، وذهب قوم إلى أَنَّ اللِّوَطِيَّ يُرْجَمُ مُحْصَنًا كَانَ ، أَوْ غَيْرَ مُحْصَنٍ ، رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَمُجَاهِدٌ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ الشَّعْبِيِّ ، وَبِهِ قَالَ الزُّهْرِيُّ ، وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ ، وَأَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ.
وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ أبي سليمان ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ ، قَالَ : لَوْ كَانَ أْحَد يُسْتَقِيمُ أَنْ يُرْجَمَ مَرَّتَيْنِ لَرُجِمَ اللِّوَطِيُّ.
وَالْقَوْلُ الآخَرُ لِلشَّافِعِيِّ ، أَنَّهُ يُقْتَلُ الْفَاعِلُ وَالْمَفْعُولُ بِهِ ، كَمَا جاء في الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : حَرَقَ اللِّوَطِيَّةَ بِالنَّارِ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْخُلَفَاءِ : أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَبْدُ الله بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.
9- باب فيمن نكح ذات محرم
3513- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ السُّدِيِّ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : لَقِيتُ خَالِي أَبَا بُرْدَةَ وَمَعَهُ الرَّايَةُ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِلَى أَيْنَ ؟ فَقَالَ : أَرْسَلَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ أَنْ أَقْتُلَهُ ، أَوْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ.

(4/255)


3513/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنْ عَدِيٍّ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَ رَجُلاً إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَهُ ، وَيَأْتِي بِرَأْسِهِ.
3513/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَنَا أشعث ، عَنْ عَدِيٍّ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ بِاخْتِصَارٍ.
3513/4- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ دُونَ قَوْلِهِ قَوْلِهِ وَيَأْتِي بِرَأْسِهِ.
10- باب الضعيف في خلقته لا من مرض يصيب الحد , وما جاء في إقامة الحد على المريض
3514- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنِ ابْنُ عَجْلاَنَ ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ الأَشَجِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، أَنَّ امْرَأَةً زَنَتَ فَحَبَلَتْ ، فَأُتِيَ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقِيلَ لَهَا : مِمَّنْ هَذَا ؟ قَالَتْ : مِنْ فُلاَنٍ ، قَالَ : مِنْ إِنْسَانٍ مُقْعَدٍ ضَعِيفٍ ، فَسُئِلَ فَاعْتَرَفَ ، فَقَالَ : اجْلِدُوهُ ، قَالُوا : نَخْشَى أَنْ يَمُوتَ ، قَالَ : اجْلِدُوهُ بِإثْكُولٍ.
3514/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ الله الأَشَجِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعْدٍ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : كَانَ بَيْنَ أَبْيَاتِنَا رُوَيْجِلٌ ضَعِيفٌ سَقِيمٌ مُجْدَعٌ ، فَلَمْ يَرَ الْحَيَّ إِلاَّ وَهُوَ عَلَى أَمَةِ مِنْ إِمَائِهِمْ ، فَخَبُثَ بِهَا ، فَذَكَرَ ذَلِكَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَكَانَ ذَلِكَ الرُّوَيْجِلُ مُسْلِمًا ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اجْلِدُوهُ حَدُّهُ ، فَقَالُوا : إِنْ جَلَدْنَاهُ مِئَةً قَتَلْنَاهُ ، قَالَ : خُذُوا لَهُ عِثْكَالاً فِيهِ مِئَةُ شِمْرَاخٍ فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَةً ، فَفَعَلُوا.
قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ إِسْحَاقَ مُعَنْعَنًا بِهِ ، دُونَ قَوْلِهِ وَكَانَ ذَلِكَ الرُّوَيْجِلُ مُسْلِمًا ، وَلَمْ يَقُولاَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ : فَفَعَلُوا.

(4/256)


3514/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، وَأَبِي الزِّنَادِ ، كِلاَهُمَا عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنْيَفٍ ، أَنَّ رَجُلاً ، قَالَ أَحَدُهُمَا : أَحْبَنُ ، وَقَالَ الآخَرُ : مقعد ، كَانَ عِنْدَ جِوَارِ سَعْدٍ ، فَأَصَابَ امْرَأَةً حَبَلٌ ، فَرَمَتْ بِهِ ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِهِ ، قَالَ أَحَدُهُمَا : فَجُلِدَ بِإِثكالِ النَّخْلِ ، وَقَالَ الآخَرُ : بِأَثكُولِ النَّخْلِ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ عَنْ سُفْيَانَ مُرْسَلاً ، وَرُوِيَ عَنْهُ مَوْصُولاً بِذِكْرِ أَبِي سَعِيدٍ فِيهِ ، وَقِيلِ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنْ أَبِيهِ.
3515- قال مُسَدَّد . وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن سفيان ، حدثني عَبد الله بن أبي بكر ، عن أبيه أن عُمَر ، رضي الله عنه ، أقام على رجل الحد وهو مريض ، وقال : أخشى أن يموت قبل أن نقيم عليه الحد.
هذا إسناد صحيح ، وعبد الله بن أبي بكر هو ابن محمد بن عَمْرو بن حزم.
11- باب ما جاء في حد المماليك , وأن لا يقام حد على حامل حتى تضع
قال الله تعالى في المماليك {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ}.
قال الشافعي رضي الله عنه : والنصف لا يكون إلا في الجلد الذي يتبعض , فأما الرجم الذي هو قتل فلا نصف له . انتهى.
3516- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي أُوَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ عباد بْنِ تَمِيمٍ ، عَنْ عَمِّهِ يَعْنِي : عَبْدَ الله بْنَ زَيْدٍ ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا زَنَتِ الأَمَةُ فَاجْلِدُوهَا ، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ، ثُمَّ بِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ.

(4/257)


3516/2- قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الأَزْهَرِ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مَنْصُورٍ بِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
3517- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَادِ ، عَنْ مِنْدَلٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : فَجَرَتْ خَادِمٌ لِآلِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ خُذْهَا ، قَالَ : فَتَرَكَهَا حَتَّى وَضَعَتْ مَا فِي بَطْنِهَا ، ثُمَّ ضَرَبَهَا خَمْسِينَ ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ : أَصَبْتَ.
قُلْتُ : إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مِنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ , وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ . رواه الترمذي في الجامع وصححه.
3518- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَمِّهِ ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ شِبْلَ بْنَ خَالِدٍ الْمُزَنِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ مَالِكٍ الأَوْسِيَّ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْوَلِيدَةُ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ ، وَالضَّفِيرُ الْحَبْلُ ، فِي الثَّالِثَةِ ، أَوْ فِي الرَّابِعَةِ.
3518/2- قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طُرُقٍ ، مِنْهَا عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيِّ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بِهِ.

(4/258)


12- باب ما جاء في زنا الجوارح
3519- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عفَّان ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ الله ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ ، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ ، وَالرِّجْلاَنِ تَزْنِيَانِ ، وَالْفَرْجُ يَزْنِي.
3520- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعَمْيَاءِ ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ أَبِي أُمَامَةَ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وَأَبُوهُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ زَمَنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ أَمِيرٌ ، فَصَلَّى صَلاَةً خَفِيفَةً ، كَأَنَّهَا صَلاَةُ مُسَافِرٍ ، أَوْ قَرِيبٍ مِنْهَا ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ : يَرْحَمُكَ الله ، أَرَأَيْتَ هَذِهِ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ ، أَمْ شَيْءٌ تَنَفَّلْتَهُ ؟ قَالَ : إِنَّهَا الْمَكْتُوبَةُ ، وَإِنَّهَا لَصَلاَةُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، مَا أَخْطَأْتُ مِنْهَا إِلاَّ شَيْئًا سَهَوْتُ عَنْهُ ، إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقُولُ : لاَ تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَيُشَدَّدُ عَلَيْكُمْ ، فَإِنَّ قَوْمًا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَشُدِّدَ عَلَيْهِمْ ، فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدّيارَاتِ ، رَهْبَانِيَّةٍ ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ غَدَوْا مِنَ الْغَدِ ، فَقَالُوا : نَرْكَبُ ، فَنَنْظُرُ وَنَعْتَبِرُ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَرَكِبُوا جَمِيعًا ، فَإِذَا هُمْ بِدِيَارِ قَفْرٍ ، قَدْ بَادَ أَهْلُهَا وَانْقَرَضُوا ، وَبَقِيَتْ خَاوِيَةً عَلَى عُرُوشِهَا ، فَقَالُوا : أَتَعْرِفُ هَذِهِ الدِّيَارَ ، قَالَ : مَا أَعْرَفَنِي بِهَا وَبِأَهْلِهَا ، هَؤُلاَءِ أَهْلُ دِيَارٍ أَهْلَكَهُمُ الْبَغْيُ وَالْحَسَدُ ، إِنَّ الْحَسَدَ يُطْفِئُ نُورَ الْحَسَنَاتِ ، وَالْبَغْيُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ ، أَوْ يُكَذِّبُهُ ، الْعَيْنُ تَزْنِي ، وَالْكَفُّ ، وَالْقَدَمُ ، وَالْيَدُ ، وَاللِّسَانُ ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ ، أَوْ يُكَذِّبُهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
3521- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله : {إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا} فَذَكَرَ ابْني صُورِيَا حِينَ آتَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهُمَا : بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى ، وَالَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ ، وَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ، أَنْتَ أَعْلَمُ ؟ قَالاَ : قَدْ نَحَلنَا قَوْمُنَا ذَلِكَ ، قَالَ : فَقَالَ أَحَدُهُمَا : مَا نُشِدْنَا بِمِثْلِ هَذِهِ ، قَالَ : تَجِدُونَ النَّظَرَ زِنْيَةً وَالاِعْتِنَاقَ زِنْيَةً وَالْقُبُلَ زِنْيَةً ... , فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
وَرَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ مُطَوَّلاً ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ الرَّجْمِ.

(4/259)


13- باب سحاق النساء
3522- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ ، حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سِحَاقُ النِّسَاءِ بَيْنَهُنَّ زِنَا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ في سننه ، ولفظه قال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا أَتَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَهُمَا زَانِيَانِ وَإِذَا أَتَتِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَهُمَا زَانِيَتَانِ.
14- باب فيمن ضرب فتجاوز الحد أو قصر
3523- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو وَائِلٍ خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ضِرَارٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : مَا أَنَا بِالْمُثْنِي عَلَى وَالِي ، قُلْتُ : وَلِمَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : يُؤْتَى بِالْوُلاَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَادِلِهِمْ وَجَائِرِهِمْ ، حَتَّى يَقِفُوا عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ ، فَيَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ : فِيكُمْ طَلَبِتي فَلاَ يبقى جَائِرَ فِي حُكْمِهِ مُرْتَشٍ فِي قَضَائِهِ مُمَكِّنُ سَمْعَهُ أَحَدَ الْخِصْمَيْنِ إِلاَّ هُوِيَ فِي النَّارِ سَبْعِينَ خريفًا.

(4/260)


3524- وَقَالَ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَدَايَا الْعُمَالِ حَرَامٌ كُلُّهَا.
3525- وَقَالَ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيُّمَا رَجُلٍ اسْتَعْمَلَ رَجُلاً عَلَى عَشَرَةِ أَنْفُسٍ ، عَلِمَ أَنَّ فِي الْعَشَرَةِ أَفْضَلَ مِمَّنِ اسْتَعْمَلَهُ ، فَقَدْ غَشَّ الله ، وَغَشَّ رَسُولَهُ ، وَغَشَّ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ ، وَيُؤْتَى بِالَّذِي ضَرَبَ فَوْقَ الْحَدِّ ، فَيَقُولُ : عَبْدِي لِمَا ضَرَبْتَ فَوْقَ مَا أَمَرْتُكَ ؟ فَيَقُولُ : غَضِبْتُ لَكَ ، فَيَقُولُ : أَكَانَ لِغَضَبِكَ أَنْ يَكُونَ أَشَدَّ مِنْ غَضَبِي ، وَيُؤْتَى بِالَّذِي قَصَّرَ ، فَيَقُولُ : عَبْدِي لِمَ قَصَّرْتَ ؟ فَيَقُولُ : رَحِمْتُهُ ، فَيَقُولُ : أَكَانَ لِرَحْمَتِكِ أَنْ تَكُونَ أَشَدَّ مِنْ رَحْمَتِي ؟ فَيُؤْمَرُ بِهِمَا جَمِيعًا إِلَى النَّارِ.
وَسَيَأْتِي لَهُ شَوَاهِدٌ فِي كِتَابِ الإِِمَارَةِ ، إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.
15- باب ولد الزنا شر الثلاثة
3526- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ.
3526/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ أَبَانٍ ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ عَنْ عَائِشَةَ ، قِيلَ لَهَا : إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : لَيْسَ كَذَلِكَ قَالَ ، إِنَّمَا كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُقَاتِلُ رَجُلاً شَدِيدَ الْبَأْسِ ، شَدِيدَ الْعَدَاوَةِ ، فَقِيلَ لِرَسُولِ الله : إِنَّهُ وَلَدُ زِنًا ، فَقَالَ : وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الْثَلاَثَةٍ ، يَعْنِي ذَلِكَ الرَّجُلَ.
3526/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هُوَ شَرُّ الثَّلاَثَةِ إِذَا عَمِلَ بِعَمَلِ أَبَوَيْهِ ، يَعْنِي : وَلَدَ الزِّنَا.

(4/261)


16- باب في حد السرقة
3527- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا عبد الوارث , عن يونس , عن الحسن , أن عَلِيًّا قال : لا أقطع أكثر من يد ورجل.
3528- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ رَبِّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ ، أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَابْنَ سَابِطٍ الأَحْوَلَ حَدَّثَاهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَتَى بِعَبْدٍ قِيلَ : هَذَا سَرَقَ وَقَامَتْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةُ ، وَوُجِدَتْ مَعَهُ سَرِقَتُهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَذَا عَبْدٌ لأَيْتَامٍ لَيْسَ لَهُمْ مَالِكٌ غَيْرُهُ ، فَتَرَكَهُ ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الثَّانِيَةَ ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الثَّالِثَةَ ، ثُمَّ الرَّابِعَةَ ، فَتَرَكَهُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الْخَامِسَةَ فَقَطَعَ يَدَهُ ، ثُمَّ أَتَى بِهِ السَّادِسَةَ فَقَطَعَ رِجْلَهُ ، ثُمَّ السَّابِعَةَ فَقَطَعَ يَدَهُ ، ثُمَّ الثَّامِنَةَ فَقَطَعَ رِجْلَهُ ، ثُمَّ قَالَ الْحَارِثُ : أَرْبَعًا بِأَرْبَعٍ أَعْفَاهُ أَرْبَعًا وَعَاقَبَهُ أَرْبَعًا.
3528/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ... فَذَكَرَهُ.
3528/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنِ ابْنِ جُرْيَجٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ.
وَهُوَ أَصَحُّ ، وَهُوَ مُرْسَلٌ.
3528/4- أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَنْبَارِيِّ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ مَسْعَدَةَ.
هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ ، الْحَارِثُ ، وَابْنُ سَابِطٍ لَيْسَ لَهُمَا صُحْبَةٌ.
3528/5- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَكَأَنَّهُ لَمْ يَرَ بُلُوغَهُ فِي الْمَرَّاتِ الأَرْبَعِ ، أَوْ لَمْ يَرَ سَرِقَتَهُ بَلَغَتْ مَا يُوجِبُ الْقَطْعُ ، ثُمَّ رَآهَا تُوجِبُهُ فِي الْمَرَّاتِ الأَخِيرَةِ ، وَهَذَا الْمُرْسَلُ يُقَوِّي الْمَوْصُولَ ، وَيُقَوِّي قَوْلَ مَنْ وَافَقَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ.

(4/262)


3529- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ خُبِيبٍ ، أَنَّ عَبْدَ الله الْجُهَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا يَدَهُ ، ثُمَّ إِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا رِجْلَهُ ، ثُمَّ إِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا يَدَهُ ، ثُمَّ إِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا رِجْلَهُ.
17- باب فيمن سرق بعد قطع قوائمه
3530- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، يَعْنِي : ابْنَ عَبْدِ الله ، عَنْ خَالِدٍ ، يَعْنِي : الْحَذَّاءَ ، عَنْ يُوسُفَ أبي يَعْقُوبَ ، عن محمد بن حاطب أو الحارث ، قال : ذكر ابن الزبير ، فقال : قال : ما حَرَصَ عَلَى الإِِمَارَةِ ، قُلْتُ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِلِصٍّ ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ ، فَقِيلَ : إِنَّهُ سَرَقَ ، قَالَ : اقْطَعُوهُ ، ثُمَّ جِيءَ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ قَدْ سَرَق وَقَدْ قُطِعَتْ قَوَائِمُهُ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : مَا أَجِدُ لَكَ شَيْئًا إِلاَّ مَا قَضَى فِيكَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَمَرَ بِقَتْلِكَ فَإِنْ كَانَ أَعْلَمَ بِكَ ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ أُغَيْلَمَةً مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ أَنَا فِيهِمْ ، قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : أَمِّرُونِي عَلَيْكُمْ فَأَمَّرْنَاهُ عَلَيْنَا فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ فَقَتَلْنَاهُ.
قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى مِنْ طَرِيقِ حَمَّادٍ ، أَنْبَأَنَا يُوسُفُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ : فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ أُغَيْلِمَةً مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ أَنَا فِيهِمْ , وقال بدله : ثم دفعه إلى فتية من قريش ليقتلوه منهم عبد الله بن الزبير ، وكان يحب الإمارة فقال : أمروني عليكم , فأمروه عليهم ، فكان إذا ضرب ضربوه حتى قتلوه.@

(4/263)


3531- /3 - وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا سفيان ، عن الزُّهْرِيّ ، عن السائب بن يزيد , عن عَبد الله بن عَمْرو بن عثمان الحضرمي أنه أتى عُمَر بغلام له سرق ، قال : إن هذا سرق مرآة لأهلي ، وهي خير من ستين درهمًا . قال : خادمكم أخذ متاعكم.
هذا إسناد موقوف صحيح.
18- باب إقامة الحدود
3532- قَالَ الْحُمَيْدِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الله الجَابِرٍ ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ الْحَنَفِيِّ ، سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَنْبَغِي لِلْوَالِي أَنْ يُؤْتِيَ بِحَدٍّ إِلاَّ أَقَامَهُ ، وَالله عفو يُحِبُّ الْعَفْوَ ، {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا} ، الآيَةَ.
3532/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ أَبِي الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ الْحَنَفِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ عَبْدِ الله فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُ ، إِنَّ أَوَّلَ قَطْعٍ فِي الإِِسْلاَمِ ، أَوْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ أُتِيَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّهُ سَارِقٌ ، فَقَالَ : اقْطَعُوهُ ، فَكَأَنَّمَا أَسْفَى فِي وَجْهِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَمَادًا ، قِيلَ : يا رَسُولُ الله ، كَأَنَّهُ شَقَّ عَلَيْكَ ، قَالَ : وَمَا يَنبغِي أَنْ تَكُونُوا مِنْ أَعْوَانِ الشَّيْطَانِ ، أَوْ لإِبْلِيسَ ، إِنَّ الله عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ ، إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لِوَالِي أَنْ يُؤْتِيَ بِحَدِّ إِلاَّ أَقَامَهُ.
3532/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الله الْجَابِرُ ... فَذَكَرَهُ.
3532/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ يَحْيَى الْجَابِرِ ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ.

(4/264)


3532/5- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ ، عَنْ يَحْيَى الْجَابِرِ ، عَنْ أَبِي مَاجِدَةَ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله : يَتَعَافَى النَّاسُ بَيْنَهُمْ فِي الْحُدُودِ مَا لَمْ تُرْفَعْ إِلَى الْحُكَّامِ ، فَإِذَا رُفِعَتْ إِلَى الْحُكَّامِ حُكِمَ بَيْنَهُمْ بِكِتَابِ الله.
3532/6- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْمُحَبَّرِ سَمِعْتُ أبا مَاجِدَةَ يَعْنِي : الْحَنَفِيَّ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ أبي شيبة.
قلت : مدار هذه الأسانيد على أبي ماجد الحنفي ، وهو ضعيف ، وستأتي بقية طرق هذا الحديث في كتاب الأشربة ، في باب حبس السكران ، ومن قال بتأخير الحد عنه حتى يذهب سكره.
3533- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَشْهَلُ ، حَدَّثَنَا عِمَرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِرَجُلٍ يَقُودُهُ وَقَدْ سَرَقَ بُرْدَهُ ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُقْطَعَ يَدَهُ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : وَالله مَا كُنْتُ أَدْرِي أَنْ يَبْلُغَ بُرْدِي مَا يُقْطَعُ فِيهِ يَدُ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ، قَالَ : فَلَوْلاَ كَانَ هَذَا قَبْلُ.
هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ صحيح , وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ صَفْوَانَ ، رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، في مسنده , وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ.
3534- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا هَذَا الشَّيْخُ أَيْضًا أَبُو الْمُحَيَّاةِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو مَطَرٍ ، رَأَيْتُ عَلِيًّا أَتَى بِرَجُلٍ ، فَقَالُوا : إِنَّهُ قَدْ سَرَقَ @

(4/265)


جَمَلاً ، فَقَالَ : مَا أَرَاكَ سَرَقْتَ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ : فَلَعَلَّهُ شُبِّهَ لَكَ ، قَالَ : بَلَى ، قَدْ سَرَقْتُ ، قَالَ : اذْهَبْ بِهِ يَا قُنْبُرُ ، فَشُدَّ إِصْبَعَهُ ، وَأَوْقِدِ النَّارَ ، وَادْعُ الْجَزَّارَ يَقْطَعْ ، ثُمَّ انْتَظِرْ حَتَّى أَجِيءَ ، فَلَمَّا جَاءَ ، قَالَ لَهُ : سَرَقْتَ ؟ قَالَ : لاَ ، فَتَرَكَهُ ، قَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لِمَ تَرَكْتَهُ وَقَدْ أَقَرَّ لَكَ ؟ قَالَ : أخذته بِقَوْلِهِ ، وَأَتْرُكُهُ بِقَوْلِهِ ، ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ : أَتَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِرَجُلٍ قَدْ سَرَقَ ، فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ ، ثُمَّ بَكَى ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، لِمَ تَبْكِي ؟ قَالَ : وَكَيْفَ لاَ أَبْكِي وَأُمَّتِي تُقْطَعُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، أَفَلاَ عَفَوْتَ عَنْهُ ؟ قَالَ : ذَاكَ سُلْطَانُ سُوءٍ الَّذِي يَعْفُو عَنِ الْحُدُودِ ، وَلَكِنْ تَعَافَوْا بَيْنَكُمْ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
19- باب ما جاء في درء الحدود بالشبهات
3535- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن شعبة ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن عَبد الله قال : ادرؤُو الحدود عن عباد الله - عز وجل.
3535/2- رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ : أَنْبَأَنَا أبو الوليد الفقيه ، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن زهير ، حَدَّثَنَا عَبد الله بن هاشم ، حَدَّثَنَا وكيع ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن عَبد الله قال : ادرؤُوا الحدود والعقل عن المسلمين ما استطعتم.
3535/3- وعن الحاكم رواه البيهقي في سننه وقال : هذا موصول . انتهى.
وله شاهد مرفوع من حديث علي بن أبي طالب رواه الدارقطني والبيهقي وغيرهما.
20- باب الحد كفارة
3536- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حُدِّثْتُ عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَصَابَ ذَنْبًا فَأُقِيمَ عَلَيْهِ حَدُّ ذَلِكَ فَهُوَ كَفَّارَتُهُ.

(4/266)


3536/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ ... فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ , وَاسْتَدْرَكَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ الْهَيْثَمِيُّ فِي زوائد ابْنِ حِبَّانَ حَدِيثَ ، عُبَادَةَ هذا على الصحيحين , وَوَهِمَ فِي ذَلِكَ وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ , وابن ماجة مِنْ حَدِيثِ علي بن أبي طالب.
21- باب ما جاء في النهبة والاختلاس والحبس في التهمة
3537- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ مَوْلًى لِجُهَيْنَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنِ النُّهْبَةِ وَالْخُلْسَةِ.
3537/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، حَدَّثَنِي مَوْلَى لِجُهَيْنَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنِ الْخُلْسَةِ وَالنُّهْبَةِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لَكِنَّ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
3538- وقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ خُثَيْمِ بْنِ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَبَسَ فِي تُهْمَةٍ احْتِيَاطًا وَاسْتِظْهَارًا يَوْمًا وَلَيْلَةً.
قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ ، وَقَالَ : وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

(4/267)


22- باب من شر رقيقكم السودان
3539- قَالَ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونَ ، عَنْ وَاصِلٍ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ ، عَنْ مَوْلَى لِبَنِي هَاشِمٍ ، قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ مِنْ شَرِّ رَقِيقِكُمُ السُّودَانِ ، إن جاعوا سرقوا ، وَإِنْ شَبِعُوا زَنَوْا.
3539/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : قَالَ : حَدَّثَنَا ... فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
3540- رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَزْرِيُّ ، وَرِزْقُ الله بْنُ مُوسَى ، قَالاَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَوْسَجَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ خَيْرَ فِي الْحَبَشِ ، إِنْ شَبِعُوا زَنَوْا ، وَإِنَّ فِيهِمْ لَخَصْلَتَيْنِ ، إِطْعَامُ الطَّعَامَ ، وَبَأْسًا عِنْدَ الْبَأْسِ.
23- باب ما جاء في قذف المحصنات
قال الله - جل ثناؤه : {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
3541- قال أبو داود الطيالسي : حَدَّثَنَا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عمن سمع عماراً - وذكر رجل عنده عائشة فنال منها - فقال عمار : اسكت مقبوحاً منبوذاً ، أتؤذي حبيبة رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وعلى آله وسلم تسليماً.

(4/268)


3542- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حفص ، عن أشعث ، عن الحسن أن رجلاً قال لرجل : إنك ما تأتي امرأتك إلاَّ زناً - أو قال : حراماً ، فرفعه إلى عُمَر ، فقال عُمَر ، رضي الله عنه ، : قذفك بأمر يحل لك.
3542/2- رواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو الحسن محمد بن أبي المعروف ، حَدَّثَنَا أبو سهل أحمد ابن محمد بن جمان الرازي ، حَدَّثَنَا محمد بن أيوب ، أَنْبَأَنَا مُسَدَّد ، حَدَّثَنَا حفص ... فذكره.
24- باب ما جاء في التعزير
3543- قال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا المعتمر ، سمعت أبي يقول : حَدَّثَنَا أبونضرة ، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد : أن ناساً كانوا عند فسطاط عائشة - أرى ذلك بمكة - فمر بهم عثمان ، قال أبو سعيد : فما بقي من القوم أحد إلاَّ لعنه - أو سبه - غيري ، وكان فيمن لعنه - أو سبه - رجل من أهل الكوفة ، فكان عثمان على الكوفي أشد منه على غيره ، فقال : يا كوفي ، أتسبني - كأنه يهدده - قال : فقدم المدينة ، فقيل له - يعني : الكوفي : عليك بطلحة ، فانطلق معه طلحة حتى أتى عثمان ، فقال عثمان : والله لأجلدنك مائة . قال طلحة : لا تجلده مائة إلاَّ أن يكون زانياً . وقال : لأحرمنك عطاءك ، فقال طلحة : يا كوفي ، إن الله يرزقك.
3544- وبهذا الإسناد كان بين عثمان وعائشة بعض الأمر ، فتناول كل واحد منهما صاحبه ، فذهبت عائشة تتكلم ، فكبر عثمان وكبر معه الناس ، ففعل ذلك بها مرتين لكي لا يسمع كلامها ، فلما رأت ذلك سكتت.
3545- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بن عِكْرِمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَحِلُّ لِمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَجْلِدَ أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ أَسْيَاطٍ إِلاَّ فِي حَدٍّ.

(4/269)


3545/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا هُدْبَةُ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بن عِكْرِمَةَ ، أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ حَدَّثَهُ ، وَكَانَ لَهُ غِلْمَانٌ فِي قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الرُّومِ ، فَاقْتَتَلُوا فَضَرَبَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثَلاَثَ أَسْيَاطٍ ، ثُمَّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يُضْرَبُ عَشْرَةُ أَسْوَاطٍ إِلاَّ فِي حَدٍّ.
قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بُرْدَةَ ، وَاسمُهُ هَانِئُ بْنُ نِيَارٍ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَصْحَابُ الْكُتُبِ الستة ، والدارقطني.
25- باب النهي عن المثلة أو أن يحضر إنسان قتل إنسان ظلماً أو ضربه
3546- قال أبو بكر بن أبي شَيْبَة : حَدَّثَنَا محمد بن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن عَبد الله بن حفص ، عن يَعْلَى بن مرة قال : كنت عند زياد فآتي برجل شهد فغير شهادته ، فقال : والله لأقطعن لسانك ، فقال له يَعْلَى : يا زياد ، ألا أحدثك حديثًا سمعته من رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ سمعته يقول : قال الله : لا تمثلوا بعبادي فأرسله.
ورواه مُسَدَّد وأبو يعلى ، وسيأتي بطرقه في الجهاد.

(4/270)


ورواه أحمد بن حنبل في مُسْنَده : حَدَّثَنَا عَبد الله بن محمد بن أبي شَيْبَة ، حَدَّثَنَا محمد بن فضيل ... فذكره.
3546/2- قال : وَحَدَّثَنَا عفان ، حَدَّثَنَا وهيب ، حَدَّثَنَا عطاء بن السائب ... فذكره.
وله شاهد من حديث عمران بن الحصين ، رواه ابن حبان في صحيحه ، والنسائي من حديث أنس.
3547- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ أَبُو عَلِيٍّ الرَّحَبِيُّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَقِفَنَّ عِنْدَ رَجُلٍ يَقْتُلُ مَظْلُومًا ، فَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَنْزِلُ عَلَى مَنْ حَضَرَهُ حِينَ لَمْ يَدْفَعُوا عَنْهُ ، وَلاَ تَقِفَنَّ عِنْدَ رَجُلٍ يَضْرِبُ مَظْلُومًا ، فَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَنْزِلُ عَلَى مَنْ حَضَرَهُ حِينَ لَمْ يَدْفَعُوا عَنْهُ.
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
26- باب فيمن أصاب حدًا فتوضأ وصلى أو تاب منه
3548- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنِي شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْ عَلَيَّ الْحَدَّ ، وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ ، فَصَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَتَبَعَهُ الرُّجُلُ وَتَبَعْتُهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَقِمْ عَلَيَّ حَدِّي ، فَإِنِّي أَصَبْتُهُ ، قَالَ : أَلَيْسَ حِينَ خَرَجْتَ مِنْ مَنْزِلِكَ تَوَضَّأْتَ فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ ، وَشَهِدْتَ مَعَنَا الصَّلاَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنَّ الله قَدْ غَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ ، أَوْ حَدَّكَ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

(4/271)


3549- وقال الحارث بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا يزيد ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي : أن رجلاً أتى عُمَر بن الخطاب فقال : إن ابنة لي وأدتها ، في الجاهلية ، إني استخرجتها وأسلمت ، فأصابت حداً ، فعمدت إلى الشفرة فذبحت نفسها ، فأدركتها وقد قطعت بعض أوداجها فداويتها فبرأت ، ثم إنها نسكت فأقبلت على القرآن فهي تخطب إلي ، فأخبر من شأنها بالذي كان ، فقال له عُمَر : تعمد إلى ستر ستره الله فتكشفه ، لئن بلغني أنك ذكرت شيئاً من أمرها لأجعلنك نكالاً لأهل الأمصار ، بل أنكحها نكاح العفيفة المسلمة.
هذا إسناد رجاله ثقات إلاَّ أنه منقطع , فإن رواية الشعبي عن عُمَر مرسلة.
27- باب
3550- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، يَقُولُ : وَجَدْتُ فِي صَحِيفَةٍ كَانَتْ فِي قِرَابِ سَيْفِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَعَنَ الله الضَّارِبَ غَيْرَ ضَارِبِهِ ، وَالْقَاتِلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ ، وَمَنْ تَوَلَّى غَيْرَ وَلِيِّ نِعْمَتِهِ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
3551- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ ، لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ، وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا ، فَلَمَّا رَأَى وَلَدُ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ أَرَادَ أَنْ يَدَّعِيهِ ، فَقَالَ لِمُعَاوِيَةَ : إِنَّمَا أَنَا سَهْمٌ مِنْ كِنَانَتِكَ.
رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ... فَذَكَرَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : خَمْسِمِئَةِ عَامٍ ، وَقَالَ : مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ : فَلَمَّا رَأَى وَلَدُ نُعَيْمٍ ... آخِرِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحين وغيرهما مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ وَغَيْرِهِ.

(4/272)


28- باب
3552- قال الحارث بن محمد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا إسحاق بن عيسى ، حَدَّثَنَا حماد بن زيد ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن سويد بن غفلة : أن رجلاً من أهل الذمة نخس بامرأة من المسلمين حمارها ، ثم جابذها ، فحال بينه وبينها عوف بن مالك وضربه ، فأتى عُمَر فذكر ذلك له ، فدعا بالمرأة فسألها فصدقت عوفاً ، فأمر به عُمَر فصلب ، ثم قال عُمَر : أيها الناس ، اتقوا الله في ذمة محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فلا تظلموهم ، فمن فعل منهم مثل هذا فلا ذمة له.

(4/273)


62- كتاب الأطعمة
1- باب إطعام الطعام
3553- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ سَمِعْتُ كُدَيْرًا الضَّبِّيَّ ، قَالَ : قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ : سَمِعْتُهُ مِنْ خَمْسِينَ سَنَةً ، وَقَالَ شُعْبَةُ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، أَوْ أَكْثَرَ ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ شُعْبَةَ مُنْذُ خَمْسِ ، أَوْ سِتَّةِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً ، قَالَ : أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : قُلِ الْعَدْلَ وَأَعْطِ الْفَضْلَ ، قَالَ : فَإِنْ لَمْ أَطِقْ ذَلِكَ ، قَالَ : فَأَطْعِمِ الطَّعَامَ وَأَفْشِ السَّلاَمَ ، قَالَ : فَإِنْ لَمْ أَطِقْ ذَلِكَ ، أَوْ لَمْ أَسْتَطِعْ ذَلِكَ ، قَالَ : فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَانْظُرْ بَعِيرًا مِنْ إِبِلِكَ وَسِقَاءً وَانْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ لاَ يَشْرَبُونَ الْمَاءَ إِلاَّ غَبًّا فَاسْقِهِمْ ذَلِكَ لَعَلَّكَ لاَ يُنْفَقُ بَعِيرُكَ ، وَلاَ يَنْخَرِقُ سِقَاؤُكَ حَتَّى تَجِبَ لَكَ الْجَنَّةُ.
3554- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عيسى بن يونس ، حَدَّثَنَا الأعمش ، عن مجاهد قال : كان يقال : إن من موجبات الرحمة إطعام المسلم السغبان
السغب - بفتح السين المهملة ، والغين المعجمة ، وآخره باء موحدة : الجوع.
3555- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّد ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ ، أَنَّ صُهَيْبًا صَاحِبَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُكْنَي أَبَا يَحْيَى ، وَيَزْعَمُ أَنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ وَيَطْعَمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ , فقال له عمر : ما لك يا صهيب ، تكنى بأبي يحيى وليس لك ذلك ؟ وتزعم أنك من العرب ؟ وتطعم الطعام الكثير ، وَذَلِكَ سَرَفٌ فِي الْمَالِ ، فَقَالَ صُهَيْبٌ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَنَّانِي أَبَا يَحْيَى ، وَأَمَّا قَوْلُكُ فِي النَّسَبِ ، فأنا رَجُلٌ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ مِنْ أَهْلِ الْمَوْصِلِ ، وَلَكِنِّي سُبِيتُ صَغِيرًا قَدْ غَفَلَتْ أَهْلِي وَقَوْمِي ، وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي الطَّعَامِ ، فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنَّ خِيَارَكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ ، وَرَدَّ السَّلاَمَ ، فَذَلِكَ الَّذِي يَحْمِلُنِي عَلَى أَنْ أُطْعِمَ الطَّعَامَ.

(4/274)


3555/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدِّمِيُّ ، حَدَّثَنَا دِفَاعُ بْنُ دَغْفَلٍ ، حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ لِصُهَيْبٍ : يا صهيب ، إِنَّ فِيكَ خِصَالاً ثَلاَث أَكْرَهُهَا لَكَ ، قَالَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَ : وَلاَ مَالَ لَكَ ، وَاكْتِنَاؤُكَ ، وَلاَ وَلَدَ لَكَ ، وَادِّعَاؤُكَ إِلَى الْعَرَبِ وَفِي لِسَانِكَ لُكْنَةٌ ، إِطْعَامُكَ الطَّعَامَ ، قَالَ : أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ إِطْعَامِ الطَّعَامِ ، فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَفْضَلُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ ، وَأَيْمُ الله لاَ أَتْرُكُ إِطْعَامَ الطَّعَامِ أَبَدًا ، وَأَمَّا مَا اكْتِنَائِي ، وَلاَ وَلَدَ لِي ، فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِي : يَا صُهَيْبُ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ ، قَالَ : أَلَكَ وَلَدٌ ؟ قُلْتُ : لاَ : قَالَ : اكْتَنِي بِأَبِي يَحْيَى ، فَعَلَيْهَا أَحْيَا وَعَلَيْهَا أَمْوُتُ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ ادِّعَائِي إِلَى الْعَرَبِ وَفِي لِسَانِي لُكْنَةٌ ، فَأَنَا صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ : حَتَّى أَنْتَسِبَ إِلَى النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ ، كُنْتُ أَرْعَى عَلَى أَهْلِي ، وَإِنَّ الرُّومَ أَغَارَتْ فَرَقَّتْنِي ، فَغَلَبَتْنِي لُغَتُهَا فَهُوَ الَّذِي تَرَى مِنْ لُكْنَتِي.
3555/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ الله بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا صُهَيْبُ ، لَوْلاَ خِصَالٌ فِيكَ ثَلاَثٌ ، قَالَ : وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : اكْتَنَيْتَ وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ ، وَانْتَمَيْتَ إِلَى الْعَرَبِ وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ ، وَفِيكَ سَرَفٌ فِي الطَّعَامِ ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَمَّا قَوُلُكَ : اكْتَنَيْتَ وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ ، فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَنَانِي أَبَا يَحْيَى ، وَأَمَّا قَوْلُكَ : انْتَمَيْتَ إِلَى الْعَرَبِ وَأَنَتْ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ ، فَإِنِّي رَجُلٌ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ ، سُبِيتُ مِنَ الْمَوْصِلِ بَعْدَ أَنْ كُنْتُ غُلاَمًا قَدْ عَرَفْتُ أَهْلِي وَنَسَبِي ، وَأَمَّا قَوْلُكَ : فِيَّ سَرَفٌ فِي الطَّعَامِ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : خَيْرُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ.
3555/4- قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ ، حَدَّثَنَا أبو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ : وَيَزْعُمُ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ : ... إِلَى آخِرِهِ.
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْهُ : قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ لِصُهَيْبٍ : اتَّقِ الله ، وَلاَ تَدَّعِ إِلَى غَيْرِ أَبِيكَ ، فَقَالَ صُهَيْبٌ : مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا وَأَنِّي قُلْتُ ذَلِكَ ، وَلَكِنِّي سُرِقْتُ وَأَنَا صَبِيٌّ.@

(4/275)


3556- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنِ اهْتَمَّ بَجَوْعَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَأَطْعَمَهُ حَتَّى يَشْبَعَ ، وَسَقَاهُ حَتَّى يُرْوَى غَفَرَ الله لَهُ.
3557- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ لَيْلَى ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَتَيْتُهُ بِطَعَامٍ ، فَاعْتَزَلَ بَعْضُ مَنْ ثَمَّةَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا بَالُهُمْ ؟ قَالُوا : صِيَامٌ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَأْكُلُ عِنْدَهُ مفاطير إِلاَّ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ.
هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ ، لَيْلَى ذَكَرَهَا ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : رَوَتْ عَنْ مَوْلاَتِهَا أُمِّ عُمَارَةَ رَوَى عَنْهَا حَبِيبُ بْنُ يَزْيدَ.
2- باب ما جاء في تكثير المرق
3558- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا اشْتَرَى لَحْمًا قَالَ لأَهْلِهِ : أَكْثِرُوا الْمَرَقَ.
3558/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، قَالَ : بَلَغَنِي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا طَبَخْتُمُ اللَّحْمَ فَأَكْثِرُوا الْمَرَقَ أَوِ الْمَاءَ ، فَإِنَّهُ أَوْسَعُ وَأَبْلَغُ فِي الْجِيرَانِ.
قُلْتُ : حَدِيثُ جَابِرٍ هَذَا ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ ، لَكِنَّ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ وَصَحَّحَهُ.

(4/276)


3- باب إبراد الطعام وتغطية الإناء حتى يذهب فوره
3559- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا قَزْعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَبْرِدُوا الطَّعَامَ ، فَإِنَّ الْحَارَّ لاَ بَرَكَةَ فِيهِ.
3560- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا ثَرَدَتْ غَطَّتْهُ شَيْئًا حَتَّى يَذْهَبَ فَوْرُهُ ، ثُمَّ تَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : هُوَ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ.
3560/2- رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ بْنُ السَّرْحِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عُرْوَةَ ... فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مَوْقُوفٌ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : كَانَ لاَ يُؤْكَلُ طَعَامٌ حَتَّى يَذْهَبَ بُخَارُهُ رَوَاهُ ....

(4/277)


4- باب ما جاء في أخبث الطعام وأبركه واستعمال آنية الذهب والفضة
3561- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، سَمِعْتُ أَبِي ، يُحَدِّثُ عَنْ شَيْخٍ فِي مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ سُئِلَ : أَيُّ الطَّعَامِ أَحْرَمُ ، أَوْ أَخْبَثُ ؟ قَالَ : أَنْ تَأْكُلَ مِنْ بَعِيرِكَ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْك.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
3562- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دَعَا بِالْبَرَكَةِ فِي السَّحُورِ وَالثَّرِيدِ.
3562/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ ، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : السَّحُورُ بَرَكَةٌ ، وَالثَّرِيدُ بَرَكَةٌ ، وَالْجَمَاعَةُ بَرَكَةٌ.
3562/3- رَوَاهُ الإِِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ... فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ.
3563- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ الأَعْوَرُ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : غَزَوْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الشَّامَ ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً ، فَجَاءَ دَهْقَانُ يَسْتَدِلُّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أَتَاهُ ، فَلَمَّا رَأَى الدَّهْقَانُ عُمَرَ سَجَدَ لَهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : مَا هَذَا السُّجُودُ ؟ قَالَ : هَكَذَا نَفْعَلُ بِالْمُلُوكِ : فَقَالَ عُمَرُ : اسْجُدْ لِرَبِّكَ الَّذِي خَلَقَكَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي صَنَعْتُ لَكَ طَعَامًا فَأْتِنِي ، فَقَالَ عُمَرُ : هَلْ فِي بَيْتِكَ شَيْءٌ مِنْ تَصَاوِيرِ الْعَجَمِ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : لاَ حَاجَةَ لَنَا فِي بَيْتِكَ ، @

(4/278)


وَلَكِنِ انْطَلِقْ إِلَيْنَا بِلَوْنٍ مِنَ الطَّعَامِ ، وَلاَ تَزِدْنَا عَلَيْهِ ، قَالَ : فَانْطَلَقَ ، فَبَعْثَ إِلَيْهِ بِالطَّعَامِ ، فَأَكَلَ مِنْهُ ، فَقَالَ عُمَرُ لِغُلاَمِهِ : هَلْ فِي إِدَاوَتِكِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ النَّبِيذِ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَأَتَاهُ فَصَبَّهُ فِي إِنَاءٍ ثُمَّ شَمَّهُ فَوَجَدَهُ مُنْكَرَ الرِّيحِ ، فَصَبَّ عَلَيْهِ الْمَاءَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ شَرِبَ ، ثُمَّ قَالَ : إِذَ رَابَكُمْ مِنْ شَرَابِكُمْ هَذِهِ فَافْعَلُوا بِهِ هَكَذَا ، ثُمَّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ تَلْبِسُوا الدِّيبَاجَ وَالْحَرِيرَ ، وَلاَ تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ ، فَإِنَّهُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الآخِرَة.
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
3564- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا إسماعيل ، أنبأنا ابن عون ، عن محمد ، أو عن غير ه من أصحابه ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، أتى بخبيص ، في جام من فضة ، أو ذهب ، فأمر به فحول على رغيف ، ثم أكل منه.
5- باب الاجتماع على الطعام
3565- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْن رِفَاعَةَ الزُّرْقِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : صَنَعَ رَجُلٌ طَعَامًا ، وَدَعَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَصْحَابَهُ ، فَقَالَ رَجُلٌ : إِنِّي صَائِمٌ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَخُوكَ صَنَعَ طَعَامًا وَدَعَاكَ ، فَأَفْطِرْ وَاقْضِ يَوْمًا مَكَانَهُ.
3565/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنِ إبراهيم بن عبيد ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ صَنَعَ طَعَامًا ... النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَصْحَابَهُ ، عدا رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ ، فَقَالَ : إِنِّي صَائِمٌ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.
3566- وقال أبو بكر بن أبي شَيْبَة : حَدَّثَنَا زيد بن الحباب ، حَدَّثَنَا مطيع بن راشد ، عن توبة ، حَدَّثَنَا أنس ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال له : انظر من في المسجد فادعه ، فإذا أبو بكر وعمر , رضي الله عنهما , فدعوتهما فطعموا ، ثم خرجوا فصلى بهم الصبح.
هذا إسناد حسن.

(4/279)


3567- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ شُعْبَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ مَيْسَرَةَ ، أَنَّ رَجُلاً صَنَعَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طَعَامًا ، فَقَالَ : أَتَأْذَنُ لِي فِي سَعْدٍ ؟ فَأَذِنَ لَهُ ، ثُمَّ صَنَعَ طَعَامًا ، فَقَالَ : تَأْذَنُ لِي فِي سَعْدٍ فَأَذِنَ لَهُ ، ثُمَّ صَنَعَ طَعَامًا ، فَقَالَ : تَأْذَنُ لِي فِي سَعْدٍ فَإِنَّهُ صَاحِبُ الكلمَةِ.
3568- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاِثْنَيْنِ ، وَطَعَامُ الاِثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ ، وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.
وله شاهد في الصحيحين ، وغيرهما من حديث أبي هريرة ، وفي مسلم وغيره من حديث جابر بن عبد الله ، ورواه ابن ماجه في سننه ، وغيره من حديث عمر بن الخطاب.
3569- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا خَلاَّدُ بْنُ أَسْلَمَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَى الله مَا كَثُرَتْ عَلَيْهِ الأَيْدِي.
قُلْتُ : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو الشَّيْخِ فِي كِتَابِ الثَّوَابِ كُلُّهُمْ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الْمَجِيدِ ، وَقَدْ وُثِّقَ ، وَلَكِنَّ فِي الْحَدِيثِ نَكَارَةً.

(4/280)


3570- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرُ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ يَعْلَى ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ أَبِي أَشْرَسَ ، قَالَ : رَأَيْتُ يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ دَعَوْتُهُ إِلَى مَأْدُبَةٍ ، قَالَ : فَقَعَدَ صَائِمًا فَجَعَلَ النَّاس يَأْكُلُونَ ، وَلاَ يَطْعَمُ ، قَالَ : فَقُلْنَا لَهُ : وَالله لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ صَائِمٌ مَا عَنَّيْنَاكَ قَالَ : لاَ تَقُولُوا ذَلِكَ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : أَجِبْ أَخَاكَ فَإِنَّكَ مِنْهُ عَلَى اثْنَتَيْنِ إِمَّا عَلَى خَيْرٍ فَأَحَقُّ مَا شَهِدْتَهُ ، وَإِمَّا غَيْرُهُ فَتَنْهَاهُ عَنْهُ وَتَأْمُرُهُ بِالْخَيْرِ.
3571- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : السَّلاَمُ قَبْلَ الْكَلاَمِ.
وَقَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَدْعُوا أَحَدًا إِلَى الطَّعَامِ حَتَّى يُسَلِّمَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ.
6- باب ما جاء في خلع النعال عند الأكل
3572- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنِي أبي , عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا أَكَلْتُمُ الطَّعَامَ فَاخْلَعُوا نِعَالَكُمْ ، فَإِنَّهُ أَرْوَحُ لأَقْدَامِكُمْ.
3572/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ شُعْبَةَ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا قَرُبَ لأَحَدِكُمْ طَعَامُهُ وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلاَنِ ، فَلْيَنْزَعْ نَعْلَيْهِ ، فَإِنَّهُ أَرْوَحُ لِلْقَدَمَيْنِ ، وَهُوَ مِنَ السُّنَّةِ.

(4/281)


3572/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
3572/4- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ شُعْبَةَ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ ... فَذَكَرَهُ.
7- باب غسل اليدين عند الأكل وما جاء في الأكل على غير وضوء
3573- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، وَعُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ غَسَلَ يَدَيْهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَرِ.
3574- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ ، فَأَكَلَ ، فَقِيلَ لَهُ : أَلاَ تَتَوَضَّأُ ؟ فَقَالَ : أُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ فَأَتَوَضَّأَ ؟
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ كَذَّابٌ ، لَكِنَّ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

(4/282)


8- باب الكف عن أكل الطعام حتى يبدأ صاحبه
3575- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُمْ كَانُوا لاَ يَضَعُونَ أَيْدِيهِمْ فِي الطَّعَامِ حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
3575/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ... فَذَكَرَهُ.
3575/3- قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْوَلِيمَةِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ عَفَّانَ ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مطولاً , وسيأتي في كتاب الورع.
9- باب التسمية في أول الطعام وآخره
3576- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ جَابِرِ بْنِ صُبح ، حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيُّ ، وصَحِبْتُهُ إِلَى وَاسِطَ ، فَكَانَ يُسَمِّي فِي أَوَّلِ طَعَامِهِ وَفِي آخِرِ لُقْمَةٍ ، يَقُولُ : بِسْمِ الله أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ، قَالَ : فَقُلْتُ : إِنَّكَ تُسَمِّي فِي أَوَّلِ طَعَامِكَ ، ثُمَّ تَقُولُ فِي آخِرِ طَعَامِكِ بِسْمِ الله أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ؟ قَالَ : أُخْبِرُكُ أَنَّ جَدِّي أُمَّيَةَ بْنَ مَخْشِيٍّ ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِنَّ رَجُلاً كَانَ يَأْكُلُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم والنبي يَنْظُرُ ، فَلَمْ يُسَمِّ حَتَّى كَانَ آخِرَ لُقْمَةٍ ، فَقَالَ : بِسْمِ الله أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَالله مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَكَ حَتَّى سَمَّيْتَ ، فَمَا بَقِيَ شَيْئٌ إِلاَّ قَاءَهُ.
3576/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ الْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَمِّهِ أُمَيَّةَ ، بِهِ ... فَذَكَرَ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ حَسْبُ.
3576/3- وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بِهِ . وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ ، وَأَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرُهُمَا : لَمْ يَسْنِدْ أُمَيَّةُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ.
مَخْشِيٌّ : بِفَتْحِ الْمِيمِ ، وَسُكُونِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ بعدها شِّينُ مُعْجَمَةٌ مَكْسُورَةٌ وَيَاءٌ.

(4/283)


3577- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا شَباب بْنُ خَيَّاطٍ الْعَصْفرِيُّ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ ، سَمِعْتُ مُوسَى الْجُهَنِيَّ ، يَقُولُ : أَخْبَرَنِي الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ الله أَوَّلَ طَعَامِهِ ، فَلْيَقُلْ حِينَ يَذْكُرُ : بِسْمِ الله أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ، فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُ طَعَامَهُ جَدِيدًا ، وَيُمْنَعُ الْخَبِيثَ مَا كَانَ يُصِيبُ مِنْهُ.
3577/2- رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
3577/3- وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ الْعَصْفرِيُّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدِّمِيِّ ، حَدَّثَنِي مُوسَى الْجُهَنِيُّ ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ... فَذَكَرَهُ.
3578- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ الله ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ ، عَنِ امْرَأَةٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَتَى بِوَطبةٍ ، فَأَخَذَهَا أَعْرَابِيٌّ بِثِلاَثِ لُقَمٍ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَالَ بِسْمِ الله لَوَسِعَهُمْ ، وَقَالَ : إِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ اسْمِ الله عَلَى طَعَامِهِ فَلْيَقُلْ إِذَا ذَكَرَ : بِسْمِ الله أَوَّلَهُ وَأَخِرَهُ.
3579- قَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُعَلَّى ، حَدَّثَنَا فَائِدٌ مَوْلَى عُبَيْدِ الله ، حَدَّثَنِي مَوْلاَيَ عُبَيْدُ الله ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ رَافِعٍ ، قَالَتْ : عَمِلْتُ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَزِيرَةً ، فَجَاءَ وَمَعَهُ رَجُلاَنِ ، فَقَرَّبْتُهَا إِلَيْهِ ، فَمَرَّ أَعْرَابِيٌّ فَدَعَاهُ إِلَى الطَّعَامِ ، فَأَخَذَهَا بِلُقْمَةٍ ، فَقَالَ : ضَعْهَا وَاذْكُرِ اسْمَ الله وَكُلْ ، قَالَ : فَأَكَلَ وَشَبِعَ وَفَضَلَ مِنْهَا.

(4/284)


3580- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ هو الْمُقَدِّمِيُّ ، حَدَّثَنَا الفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ فَائِدٍ ، مَوْلَى عُبَيْدِ الله بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، مَوْلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، حَدَّثَنِي عُبَيد الله بْنُ عَلِيٍّ ، أَنَّ جَدَّتَهُ سَلْمَى مَوْلاَةَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا صَنَعَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَزِيرَةً ، فَقَرَّبَتْهَا إليه فَأَكَلَهَا وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَبَقِيَ فَضْلَةٌ ، فَمَرَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَعْرَابِيٌّ ، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَخَذَهَا الأَعْرَابِيُّ كُلَّهَا بِيَدِهِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ضَعْهَا ، فَوَضَعَهَا ، وَقَالَ لَهُ : قُلْ بِسْمِ الله وَخُذْ مِنْ أَدْنَاهَا ، قَالَتْ : فَشَبِعَ مِنْهَا ، وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ.
الْخَزِيرَةُ : بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ ، وَكَسْرِ الزَّايِ ، وَفَتْحِ الرَّاءِ ، حِسَاءٌ يُعْمَلُ بِلَحْمٍ.
10- باب الأكل من جوانب القصعة دون وسطها
فيه الحديثين الآخيرين في الباب قبله.
3581- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عِيسَى ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو السَّكْسَكِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بُسْرٍ ، قَالَ : قَالَ أَبِي لأُمِّي لَوْ صَنَعْتِ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طَعَامًا ، فَصَنَعَتْ ثَرِيدَةً ، وَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا يُقَلِّلُهَا ، فَانْطَلَقَ أَبِي ، فَدَعَاهُ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى ذِرْوَتِهَا ، ثُمَّ قَالَ : خُذُوا بِسْمِ الله ، فَأَخَذُوا مِنْ حَوَالَيْهَا ، فَلَمَّا طَعِمُوا دَعَا لَهُمْ قَالَ : اللهمَّ اغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ وَبَارِكْ لَهُمْ فِي رِزْقِهِمْ.
3581/2- قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ بِهِ.
3581/3- وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَان بْنِ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرق ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بسر بِهِ.

(4/285)


11- باب الأكل والشرب باليمين والنهي عن الأكل والشرب بالشمال
3582- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدٍ ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِهِ قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا آكُلُ بِشِمَالِي ، وَكُنْتُ امْرَأَةً يُسْرَا ، فَضَرَبَ يَدِي ، فَوَقَعَتِ اللُّقْمَةُ ، وَقَالَ : لاَ تَأْكُلِي بِشِمَالِكِ ، وَقَدْ أَطْلَقَ الله لَكَ يَمِينَكِ ، فَتَحَوَّلَتْ شِمَالِي يَمِينًا ، فَمَا أَكَلْتُ بِهَا بَعْدُ.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ مَا عَلِمْتُهُ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
3583- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دَهْقَانَ ، عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ وَيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ.
3583/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
3583/3- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حِبَّانَ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دَهْقَانَ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، نَهَى أَنْ يُأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ.
3583/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دَهْقَانَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، نَهَى أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبَ بِشِمَالِهِ.
3583/5- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دَهْقَانَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ وَلْيَشْرَبْ بِيَمِنِيهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ.
3583/6- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، وَرَوْحٌ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ ، قَالَ رَوْحٌ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دَهْقَانَ ، وَقَالَ يَزِيدُ عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ دَهْقَانَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ ، أَوْ يَشْرَبَ بِشِمَالِهِ ، قَالَ رَوْحٌ فِي حَدِيثِهِ : وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ.
قُلْتُ : أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ ، وَابْنِ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

(4/286)


3584- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ أَبَانٍ الْكُوفِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَمْيَانَ ، عَنْ عُبَيْد الله بْنِ عُمَرَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ الله ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَأْكُلُ أَحَدُكُمْ بِشِمَالِهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ.
قُلْتُ لَهُ : شَاهِدٌ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ.
3585- وقال الحميدي : ثنا سفيان ، حَدَّثَنَا هشام بن عُرْوَة ، عن أبيه : أن عمرأتى الغائط ثم خرج ، فأتي بطعام فقيل له : ألا تتوضأ ؟ فقال : إنما استطيب بشمالي ، وإنما آكل بيميي.

(4/287)


12- باب لا يأكل طعامك إلا تقي
3586- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسِيُّ : حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ الشَّامِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يَأْكُلُ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِيٌّ ، وَلاَ تَصْحَبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا.
3586/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ غَيْلاَنَ التَّجِيبِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ، قَالَ ابْنُ غَيْلاَنَ : ، أَوْ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : ... فَذَكَرَهُ.
3586/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إسرائيل ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَثْلُ الْمُؤْمِنِ ، وَمَثْلُ الإِِيمَانِ كَمِثْلِ فَرَسٍ فِي آخيَته يحول ثم يرجع إلى آخيَته ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَسْهُو ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الإِِيمَانِ : فَأطْعِمُوا طَعَامَكُمُ الأَتْقِيَاءَ ، وَوَلُّوا مَعْرُوفَكُمُ الْمُؤْمِنِينَ.
3586/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ سَعيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الليثِي ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَثَلُ الْمُؤْمِنِ ، وَمَثَلُ الإِِيمَانِ ... فَذَكَرَهُ.

(4/288)


3586/5- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ يَزِيدَ ، أنبأنا حيوة , حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ غَيْلاَنَ ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ قَيْسٍ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ، أَوْ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَ حَدِيثَ الطَّيَالِسِيِّ.
3586/6- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُقْرِئِ ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ بِهِ , وسيأتي في كتاب الزهد.
13- باب ما جاء في الأكل والشرب قائماً وقاعداً
3587- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَأْكُلُ قَائِمًا وَقَاعِدًا ، وَيَنْتَعِلُ قَائِمًا قَاعِدًا ، وَيَتَقَيَّلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضِعِيفٌ ، لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَلَفْظُهُ : كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَأْكُلُ وَنَحْنُ نَمْشِي ، وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ.
3588- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ مطر ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا وَالأَكْلِ قَائِمًا.
قُلْتُ : وَالنَّهْيُ عَنِ الشُّرْبِ فِي الصَّحِيحِ.

(4/289)


3588/2- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا مَطَرٌ ... فَذَكَرَهُ ، وَسَيَأْتِي بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الأَشْرِبَةِ.
14- باب الأكل متكئاً
3589- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : مَا أَكَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُتَّكِئًا إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَةً ، ثُمَّ جَلَسَ ، فَقَالَ : أَنَا عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ.
3589/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : مَا أَكَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُتَّكِئًا غَيْرَ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ ، ثُمَّ جَلَسَ ، فَقَالَ : أَنَا عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ ، ولاَ بَالَ قَائِمًا غَيْرَ مَرَّةٍ فِي كَثِيبٍ أَعْجَبَهُ.
3590- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُدْعَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَمَّا أَنَا فَلاَ آكُلُ مُتَّكِئًا ، أَمَا إِنَّهُ قَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ وَمَشَى فِي الأَسَوَاقِ ، يَعْنِي الدَّجَّالَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.
3591- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : مَا رُئِيَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَأْكُلُ مُتَّكِئًا قَطُّ ، وَلاَ يَطَأُ عَقِبَهُ رِجْلاَنِ.
3592- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنْتُ دَلِيلَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنَ الْعَرَجِ إِلَى المْدِينَةِ ، فَرَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مُتَّكِئًا.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ كَذَّابٌ.

(4/290)


15- باب الرجل يأكل وهو منبطح على بطنه
3593- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ لُبْسَتَيْنِ : الصَّمَّاءِ ، وَهُوَ أَنْ يَلْتَحِفَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ يَرْفَعُ جَانِبَهُ عَلَى مِنْكَبَيْهِ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ ، أَوْ يَحْتَبِي الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ بَيْنَ فَرْجِهِ وَبَيْنَ السَّمَاءِ شَيْءٌ ، يَعْنِي : يَسْتُرُهُ ، وَنَهَانَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ نِكَاحَيْنِ : أَنْ نَتَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ عَلَى عَمَّتِهَا ، أَوْ عَلَى خَالَتِهَا ، وَنَهَانَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ مَطْعَمَيْنِ : الْجُلُوسِ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ ، وَأَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ وَهُوَ مُنْبَطِحٌ عَلَى بَطْنِهِ ، وَنَهَانَا عَنْ بَيْعَتَيْنِ ، عَنْ بَيَعِ الْمُنَابَذَةِ وَالْمُلاَمَسَةِ ، وَهِيَ بُيُوعٌ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ فِي سننهم بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ : هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَسْمَعْهُ جَعْفَرٌ مِنَ الزُّهْرِيِّ ، وَالْحَدِيثُ مُنْكَرٌ.
وسيَأْتِي فِي النِّكَاحِ , إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.
16- باب المؤمن يؤجر في اللقمة يرفعها إلى فمه وما جاء فيمن أخذ لقمة فأماط عنها الأذى
3594- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْعَيْزَارِ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَجَبًا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنَّهُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، حَتَّى فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِيهِ.
قُلْتُ : رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَدَّدٌ ، وَعَبْدُ بْنُ حميد ، وسيأتي بطرقه في كتاب الطب في باب المسلم يؤجر في كل شيء.
ورواه النسائي في اليوم والليلة من طريق عمر بن سعد ، به.

  3595- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ سَالِمٍ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، أَنَّهُ دَخَلَ الْمُتَوَضِّأَ ، فَأَصَابَ لُقْمَةً ، أَوْ قَالَ : كِسْرَةً فِي مَجْرَى الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ ، فَأَخَذَهَا فَأَمَاطَ عَنْهَا الأَذَى فَغَسَلَهَا غُسْلاً نَعَمًا ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى غُلاَمِهِ ، فَقَالَ : يَا غُلاَمُ ، ذَكِّرْنِي بِهَا إِذَا تَوَضَّأْتُ ، فَلَمَّا تَوَضَّأَ قَالَ لِلْغُلاَمِ : نَاوِلْنِي اللُّقْمَةَ ، أَوْ قَالَ : الْكِسْرَةَ ، فَقَالَ : يَا مَوْلاَيَ ، أَكَلْتُهَا ؟ قَالَ : اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ الله ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْغُلاَمُ : يَا مَوْلاَيَ ، لأَيْ شَيْءٍ أَعْتَقْتَنِي ؟ قَالَ : لأَنِّي سَمِعْتُ أُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَذْكُرُ عَنْ أَبِيهَا رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ قَالَ : مَنْ أَخَذَ لُقْمَةً ، أَوْ قَالَ : كِسْرَةً مِنْ مَجْرَى الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ ، فَأَخَذَهَا فَأَمَاطَ عَنْهَا الأَذَى وَغَسَلَهَا غُسْلاً نَعَمًا ، ثُمَّ أَكَلَهَا لَمْ تَسْتَقِرَّ فِي بَطْنِهِ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ فَمَا كُنْتُ لأَسْتَخْدِمُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
قلتُ : قال أبو الفرج بن الجوزي في كتاب الموضوعات : هذا حديث موضوع والمتهم بوضعه وهب بن عبد الرحمن ، وهو وهب بن وهب القاضي ، وإنما دلسه عيسى بن سالم ، وقد دلسه مرة أخرى فقال : عبد الوهاب عبد الرحمن المديني ، وقد دلسه محمد بن السري العسقلاني فقال : وهب بن زمعة القرشى ، وهو وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود وهذا كله جهل من الرواة بما في ضمن ذلك من الخيانة على الإسلام ، لأنه قد يبني على الحديث حكم فيعمل به لحسن ظن الراوي بالمجهول ، ثم انظر إلى من وضع هذا الحديث ، فإن اللقمة إذا وقعت في مجرى البول وتداخلتها النجاسة فربت لا يتصور غسلها ، وكأن الذي وضع هذا قصد أذى المسلمين والتلاعب بهم . انتهى. =الي باقي الكتاب بمشيئة الله بعده..

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نور الدغاء

  قلت المدون سبحانك وبحمدك وأستغفرك أنت الله الشافي الكافي الرحمن الرحيم الغفار الغفور القادر القديرالمقتدرالملك القدوس السلام المؤمن ال...