دعائي لربي

 

قلت المدون سبحانك وبحمدك وأستغفرك أنت الله الشافي الكافي الرحمن الرحيم الغفار الغفور القادر القديرالمقتدرالملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور... الواحد الأحد المغيث لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك الملك ولك الحمد وأنت علي كل شيئ قدير ولا حول ولا قوة إلا بك وأستغفرك اللهم بحق أن لك هذه الأسماء وكل الأسماء الحسني أسألك أن تَشفني شفاءا لا يغادر سقما وأن تَكفني كل همي وتفرج كل كربي وتكشف البأساء والضراء عني وأن تتولي أمري وتغفر لي ذنبي وأن تشرح لي صدري وأن تيسر لي أمري وأن تحلل عُقَدْ لساني يفقهوا قولي وأن تغنني بفضلك عمن سواك يا ربي اللهم آمين .

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2022

الإتقان في تعليم أحكام القرآن المؤلف محمد نزار القطشة

 

 الإتقان في تعليم أحكام القرآن المؤلف محمد نزار القطشة -مشكاة 


بسم الله الرحمن الرحيم

 

كتاب الإتقان في تعليم أحكام وقراءة القران  

إعداد الأستاذ: محمــد نـزار القطـــشة

إجازة في الشريعة من كلية الدعوة الإسلامية

وإجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق.

عضو الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية

وعضو اتحاد الصحفيين السوريين.

كافة حقوق الطبع غير محفوظة ويحقق لأي شخص نشر هذا الكتاب

 

عنوان المؤلف : سوريا- دمشق -  هاتف:  093 640554

E-Mail: nizarkatshah@mail.sy

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المقدمة

 

الحمدُ لله رب العالمين، وأفضلُ الصلاة وأتمُ التسليم على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

الحمد لله الذي هدانا إلى صحبة الصالحين كي نزداد صلاحاً وتقوى وإيماناً، ونحمدهُ تعالى أن هدانا

إلى محبة العلماء العالمين حتى نزداد علماً ومعرفةً وإيماناً ونوراً وقرباً إلى الله القدير رب العرش العظيم.

قال (( =صلي الله عليه وسلم r)) : " العلماءُ ورثة الأنبياء " .  رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.

فانظر يا أخي المسلم عمن تأخذ هذا الدين القويم،

وبعد:   فإنني أضعُ بين يدي القارئ المسلم، بحثاً هاماً وضرورياً، يتناول أبحاث

وأحكام قراءة وتلاوة كتاب الله عزّ وجلّ.

وقد جمعت تلك الأحكام من مراجع ومصادر عدة، ووضعتها بشكل واضح ومبسط ليسهل على

كل مسلم ومسلمة تعلمها، وهذه الأبحاث لا تغني عن التعليم من فم العالم المقرئ، لأن القرآن الكريم انتقل إلينا منذ عهد النبي ((r)) إلى عهدنا هذا بالرواية الشفوية، من جيل مقرئ إلى جيل آخر وهكذا حتى وصل إلينا كما كان يتلا على عهد النبي ((r)) إضافة إلى كتابته في المصاحف.

فاللّهمّ علمنا هذا الكتاب العظيم، لنتخلق بأخلاقه، واجعله لنا إماماً ونوراً وهدى ورحمة يا رب العالمين.

اللّهمّ أعنّا على حفظ ألفاظه ومعانيه يا رب العالمين.   والحمد لله رب العالمين

 

دمشق في 2 محرم 1415 للهجرة - الموافق 7 تموز 1994 للميلاد

 

الناشر


علم التجويد

1- تعريف علم التجويد:

هو علم إتقان لفظ القرآن الكريم بلفظ صحيح ومفهوم وواضح، مع نغمة جميلة محببة للسماع والقلب

والعقل مما تساعد على فهم كلام الله عزّ وجلّ.

وتجويد الحروف هو الإتيان بها جيدة اللفظ تطابق أجود نطق لها وهو نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم،

وهذا لا يصل إليه المتعلم إلا بصحبة شيخ حافظ ومتقن وورع، وعامل بكلام الله سبحانه وتعالى.

يقول الإمام الشافعي رحمه الله:

أخي لن تنال العلم إلا بستـة          سأنبيك عن تفصيلها ببيان

ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة          وصحبة أستاذ وطول زمان

2- غاية علم التجويد

بلوغ الإتقان التام في تلاوة أحرف القرآن الكريم .

أو هو: صون اللسان عن اللحن و الوقوع في الخطأ في تلاوة القرآن .

3- حقيقة علم التجويد:

إعطاء كل حرف حقه ومستحقه في النطق، وإتقان الحروف وتحسينها وخلوها من الزيادة والنقص والرداءة.

4- حكم تعلّم التجويد:

فرض كفاية على المسلمين ، إذا قام به البعض سقط عن الكل.

5- حكم العمل به:

فرض عين على كل مسلم ومسلمة من المكلفين عند تلاوة القرآن.

6- طريقة أخذ علم التجويد على نوعين:

النوع الأول: أن يسمع الآخذ من الشيخ، وهي طريقة المتقدمين.

النوع الثاني: أن يقرأ الآخذ في حضرة الشيخ وهو يسمع له ويصحح. والأفضل الجمع بين الطريقتين.

7- آداب تلاوة القرآن الكريم:

إذا أردت أخي المسلم أن تقرأ القرآن، فاستحضر قلبك، وخذ المصحف بإنشراح وسرور، وأشعر قلبك هيبة ربك

فإن الرسول ((  r)) قال: " إذا أراد أحدكم أن يحدث ربه فليقرأ القرآن ".

وعن الفضيل بن عياض رحمه الله قال: حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو،

ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع من يلغو، تعظيماً لحق القرآن.

ومن الآداب أيضاً:

(1): أن يقرأ القرآن على أكمل الحالات، من طهارة، واستقبال القبلة، وجلوس في أدب ووقار.

(2): عدم الإسراع في قراءته، لقوله ((r)) :  " من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه ".

رواه أصحاب السنن وصحه الترمذي.

(3): الالتزام بالخشوع عند التلاوة، وإظهار الحزن.

(4): تحسين الصوت بالتلاوة لقوله ((r)) : " زينوا القرآن بأصواتكم ".

رواه أحمد وابن ماجه والنسائي والحاكم.

ولقوله ((  r)) : " من لم يتغن بالقرآن فليس منا ".  رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد جيد

(5): التلاوة بالتدبر والتفكر، واستحضار القلب، وتفهم لمعانيه وأسراره.

(6): أن يجتهد في أن يتصف قارئه بصفات أهل القرآن ويتسم بسماتهم.

(7): إذا مر بآية فيها دعاء دعا، وإذا مر بآية فيها رحمة طلبها، وإذا مر بآية فيها استغفار استغفر.

8- الحض على تلاوة القرآن الكريم:

قال تعالى: ) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِراًّ

وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ  (

الآيتان 29 – 30 سورة فاطر.

وقال رسول الله ((  r)) : " اقرؤوا القرآن فإنه يجيء يوم القيامة شفيعاً لصاحبه". رواه الإمام مسلم.

وقال أيضأ ((  r)) :  " إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد، فقيل يا رسول الله وما جلاؤها؟

قال: تلاوة القرآن وذكر الموت ". رواه الإمام البخاري.

9- تعريف القرآن الكريم:

أجمع العلماء على تعريفه بما يلي: هو الكلام المعجز، المنزل على النبي (( r)، المكتوب في المصاحف

المنقول بالتواتر، المتعبد بتلاوته ولو بآية منه.

10- أسماء القرآن الكريم:

(1): القرآن: بمعنى القراءة قال تعالى: ) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ  (      الآية 17 سورة القيامة.

(2): الكتاب: وسمي به لأنه يجمع أنواعاً من القصص والآيات والأحكام والأخبار

قال تعالى: ) ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ  (  الآية 2 سورة البقرة.

(3): الحكيم: لقوله تعالى: ) الـر تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ الحَكِيمِ ( الآية 1 سورة يونس.

(4): النور: لقوله تعالى: ) وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِينا ً ( الآية 174 سورة النساء.

(5): الفرقان: لقوله تعالى: ) تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً (

الآية 1 سورة الفرقان.

(6): الروح: لقوله تعالى: ) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا ( الآية 52 سورة الشورى.

11- علم القراءات:

لقد ضبط علماء القراءات القراءة المقبولة بقاعدة مشهورة وهي:

"كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت رسم أحد المصاحف ولو احتمالاً،

وصح سندها فهي القراءة الصحيحة ".

أفرد ابن مجاهد المتوفي سنة 324 للهجرة القراءات السبع المعروفة، في كتابه (( القراءات السبع ))،

وقد بنى اختياره هذا على شروط عالية جداً، فلم يأخذ إلا عن الذي اشتهر بالضبط والأمانة،

وطول العمر في ملازمة الإقراء، مع الاتفاق على الأخذ منه، والتلقي عنه.

والقراء عنده هم:

1= عبد الله بن كثير الداري (المكي) المتوفي سنة 120 للهجرة.

2= عبد الله بن عامر اليحصبي (الشامي) المتوفي سنة 118 للهجرة.

3= عاصم بن أبي النجود الأسدي (الكوفي) المتوفي سنة 127 للهجرة.

4= أبو عمرو زبان بن العلاء (البصري) المتوفي سنة 154 للهجرة.

5= حمزة بن حبيب الزيات (الكوفي) المتوفي سنة 127 للهجرة.

6= نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم (المدني) المتوفي سنة 169 للهجرة.

7= أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي (الكوفي) المتوفي سنة 189 للهجرة.

وبعد ابن مجاهد: تابع العلماء الشروط التي وضعها واتبعها ابن مجاهد وزادوا

عليها ثلاثة من القراء ليصبح عدد القراء عشرة وأصبح يطلق الاسم (( القراء العشرة ))

والثلاثة المضافة هم:

8= أبو جعفر يزيد بن القعقاع (المدني) المتوفي سنة 130 للهجرة.

9= يعقوب بن اسحاق الحضرمي (الكوفي) المتوفي سنة 205 للهجرة.

10= خلف بن هشام  المتوفي سنة 229 للهجرة.

وهذه القراءات باتفاق العلماء هي قراءات متواترة إلى رسول الله ((r))

حتى اثبتوا تواترها بذكر صفات رواتها.

المـدود

المدُّ: هو إطالة زمن جريان الصوت بحرف المد.

1- المدُّ الطبيعي:

 

 

(1) تعريفه: هو المدُّ على الألف الساكنة المفتوح ما قبلها، أو الياء الساكنة المكسور ما قبلها،

أو الواو الساكنة المضموم ما قبلها، والمجموعة في قولنا {{نُـوْحِـيْـهَـاْ}} كما في قوله تعالى:

) تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الغَيْبِ نُوْحِيْهَاْ إِلَيْكَ (.   الآية 49 سورة هود.

(2) أمثلة من القرآن الكريم: {نُـوْح} ، {الجبَـاْل} ، {ترمِـيْهم}.

(3) التطبيق للحكم: نمدَّ بمقدار حركتين على الألف أو الياء أو الواو،

والحركة تقدر بثانية من الزمن أو بمقدار ما يفتح المرء كفه أو يغلقه وسطاً.

2- المدُّ البدل:

 

 

(1) تعريفه: هو المدُّ على حروف المدِّ والمجموعة في قولنا {نُـوْحِـيْـهَـاْ} بشرط أن يكون الحرف قبلها همزة.

(2) أمثلة من القرآن الكريم: {آمنوا} ، {أُوْتوا} ، {إِيْمانا}.

(3) التطبيق للحكم: نمدُّ بمقدار حركتين على المد الألف في {آمنوا}، لأن الأصل فيها {أَأْمنوا}

والهمزة باللغة العربية تعد ألفاً فأبدلت الهمزة الثانية إلى ألف فاجتمع الهمزة والألف

فأبدلتا إلى مد فأصبحت الكلمة {آمنوا}.

ونمدُّ بمقدار حركتين على المد الواو في {أوتوا}، لأن الأصل اللغوي فيها {أُؤْتوا}

والهمزة الساكنة أبدلت إلى واو فأصبحت الكلمة { أُوْتوا}، ونمدُّ بمقدار حركتين على الياء في {إيمانا}،

لأن الأصل اللغوي فيها {إِئْمانا} والهمزة الساكنة أبدلت إلى ياء فأصبحت الكلمة { إِيْمانا}،

وسمي مد البدل لإبدال الهمزة الساكنة إلى ألف أو واو أو ياء.

3- المدُّ العوض:

 

 

(1) تعريفه: هو المدُّ في حالة الوقف عوضٌ عن فتحتين في حالة الوصل، ولا يأتي مدُّ العوض

إلا في حالة النصب بالفتحتين، ويكون عند الوقف على التنوين المنصوب في آخر الكلمة.

(2) أمثلة من القرآن الكريم: {أجراً عظيماً} ، {عفواً غفوراً} ، {إلا قليلاً} ،

{والنازعات غرقاً} ، {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً}.

(3) التطبيق للحكم: نمدُّ بمقدار حركتين (ثانية عدد2) على

{أجراً- عظيماً- عفواً- غفوراً- قليلاً- غرقاً- جدلاً} ونلفظها دون تنوين أي نقرأ ألفاً عوضاً عن التنوين

{أجرا- عظيما- عفوا- غفورا- قليلا- غرقا- جدلا}،

ولا يمد على التنوين في حالة مواصلة القراءة مع ما بعد التنوين، ويشترط أن يكون التنوين

على حرف غير التاء المربوطة كقوله تعالى:  )  أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ   (،

والألف المقصورة كقوله تعالى: ) هُدًى لِّلنَّاسِ ( .

4- المدُّ اللين:

 

 

(1) تعريفه: هو المدُّ على الواو أو الياء الساكنتين المفتوح ما قبلهما والساكن ما بعدهما سكوناً عارضاً

في حالة الوقف، ولا يمدُّ في حالة الوصل.

(2) أمثلة من القرآن الكريم:  {هَذَا البَيْت} ، {فَتَابَ عَلَيْه} ، {مِّنْ خَوْف} ، {وَذَلِكَ الفَوْز}.

(3) التطبيق للحكم: نمدُّ بمقدار ست حركات جوازاً (أي يجوز المد حركتان أو أربع حركات

أو ست حركات) على الياء  في {البَيْتْ} إذا وقفنا على حرف التاء بالسكون، وأيضاً في {عَلَيْهْ}

إذا وقفنا على حرف الهاء بالسكون، أو نمد ست حركات جوازاً على الواو في {خَوْفْ} إذا وقفنا على

حرف الفاء بالسكون وأيضاً في {الفَوْزْ} إذا وقفنا على حرف الزاي بالسكون.

5- المدُّ المتصل:

 

 

(1) تعريفه: هو المدُّ على حروف المد  والمجموعة في قولنا {نُـوْحِـيْـهَـاْ} إذا وقع بعدها همزة

وفي كلمة واحدة، ويسمى المد الواجب المتصل.

(2) أمثلة من القرآن الكريم:  {إذا جَاْءَ نصر الله والفتح} ، {وأحاطت به خطِيْئته} ، {سُوْءَ العذاب} .

(3) التطبيق للحكم: نمدَّ بمقدار خمس حركات وجوباً (خمس ثوان) على الألف في {جَاْء}

لوجود همزة بعد الألف الساكنة المفتوح ما قبلها، وعلى الياء في {خطِيْئته} لوجود همزة بعد الياء الساكنة

المكسور ما قبلها، وعلى الواو في {سُوْء} لوجود همزة بعد الواو الساكنة المضموم ما قبلها.

6- المدُّ المنفصل:

 

 

(1) تعريفه: هو المدُّ على حروف المد  والمجموعة في قولنا {نُـوْحِـيْـهَـاْ} إذا وقع بعدها

في أول الكلمة الثانية، ويسمى المد الجائز المنفصل.

(2) أمثلة من القرآن الكريم:  {يَاْ أَيُّهَا النَّاسُ} ، {الَّذِيْ أَنزَلَ الكِتَابَ} ، {وَتُوبُوْا إِلَى اللَّهِ} .

(3) التطبيق للحكم: نمدُّ بمقدار خمس حركات جوازاً (أي يجوز المد حركتان أو أربع حركات

أو خمس حركات) على الألف الساكنة المفتوح ما قبلها في {يَاْ} لوجود همزة بداية الكلمة التي تليها {أَيُّهَا}،

وعلى الياء الساكنة المكسور ما قبلها في {الَّذِيْ} لوجود همزة بداية الكلمة التي تليها {أَنزَلَ}،

وعلى الواو الساكنة المضموم ما قبلها في {توبُوْا} لوجود همزة بداية الكلمة التي تليها { إِلَى}.

- ويمنع مد الألف في كلمة { أنَاْ } إذا جاء بعدها همزة إلا في حالة الوقف، نحو: { وَأَنَا أَدْعُوكُمْ }،

{ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ }،{ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ }.

7- المدُّ العارض للسكون:

 

 

(1) تعريفه: هو المدُّ على حروف المد  والمجموعة في قولنا {نُـوْحِـيْـهَـاْ}

إذا وقفنا على الحرف الذي بعدها بالسكون وقوفاً عارضاً ، فإن درجنا الكلام

ووصلنا الكلمة بما بعدها كان المد طبيعياً، وإن وقفنا على الحرف الأخير بالسكون صار المد

الذي قبل الحرف الأخير مداً بسبب السكون العارض.

(2) أمثلة من القرآن الكريم:  {مِن كُلِّ الثَّمَرَاْت} ، {وَجَنَّةُ نَعِيْم} ، {يَشْهَدُهُ المُقَرَّبُوْن} .

(3) التطبيق للحكم: نمدُّ بمقدار ست حركات جوازاً (أي يجوز المد حركتان أو أربع حركات

أو ست حركات) على الألف الساكنة المفتوح ما قبلها في {الثمرَاْتْ} إذا وقفنا بالسكون على حرف التاء،

أو الياء الساكنة المكسور ما قبلها في {نعِيْمْ} إذا وقفنا بالسكون على حرف الميم،

أو الواو الساكنة المضموم ما قبلها في {المقربُوْنْ} إذا وقفنا بالسكون على حرف النون.

8- المدُّ اللازم:

 

 

أولاً: المدُّ اللازم الكلمي المثقل:

(1) تعريفه: هو المدُّ على حرف المد بشرط أن يكون بعدها حرف مشدد ( ّ) وفي كلمة واحدة.

(2) أمثلة من القرآن الكريم:  {دَابَّةٍ}، {الصَّاخَّةُ}، {الطَّامَّةُ}، {الْحَاقَّةُ}، {الضَّالِّينَ}.

(3) التطبيق للحكم: نمدُّ بمقدار ست حركات وجوباً (ست ثوان) على الألف الساكنة المفتوح

ما قبلها المشدد ما بعدها فنقرأ ونمد على الألف كالتالي: (دَاْ ------ بّة) ،

(الصَاْ ------ خّة) , (الطَاْ ------مّة) ، (الحَاْ ------ قّة) ، (الضَاْ ------ لّين).

ثانياً: المدُّ اللازم الكلمي المخفف:

(1) تعريفه: هو المدُّ على حرف المد الألف بشرط أن يكون بعده حرف ساكن ( ْ ) وفي كلمة واحدة.

(2) أمثلة من القرآن الكريم: لا يوجد في القرآن الكريم سوى آيتان منه في سورة يونس

وهما: { آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } الآية 51، { آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ} الآية 91.

(3) التطبيق للحكم: أصل كلمة {آلآنَ} (أَأْلْآن) نمدُّ بمقدار ست حركات وجوباً (ست ثوان)

على الهمزة الثانية (والهمزة باللغة العربية ألف) الساكنة المفتوح ما قبلها الساكن ما بعدها

وهو حرف اللام فنقرأ ونمد على الهمزة كالتالي: (أَأْ ------ لْآن).

ثالثاً: المدُّ اللازم الحرفي المثقل:

(1) تعريفه: هو المدُّ بأحرف فواتح السور على حرف المد في حرف اللام في {الـم} ،

{الـمص‌} ، {الـمر} وعلى المد في حرف السين في {طسم}  ولا يوجد غيرها مع تكرارها

مد لازم حرفي مثقل في القرآن الكريم.

(2) أمثلة من القرآن الكريم: {الـم}، {الـمص‌}، {الـمر}، {طسم}.

(3) التطبيق للحكم: نمدُّ بمقدار ست حركات وجوباً (ست ثوان) على الألف في لَاْم

فنقرأ {الـم} كالتالي: (ألف لَاْ ------ م ميم ) ونقرأ {الـمص‌} كالتالي:

(ألف لَاْ ------ م ميم صاد ) ونقرأ {الـمر} كالتالي (ألف لَاْ ------ م ميم صاد )

ونمدُّ بمقدار ست حركات وجوباً على الياء في سِْين فنقرأ {طسم} كالتالي: (طا سِيْ ------ ن ميم ).

- وسمي الحكم بالمثقل لأن في القراءة نقول: (ألف لامْ مِيْم) فوقعت ميم بعد ميم ساكنة فأصبح الحكم

(لازم حرفي + إدغام شفوي) = مثقل، وكذلك في (طسم) نقرأ (طا سِيْنْ مِيْم)

فوقعت نون ساكنة وبعدها ميم فأصبح الحكم (لازم حرفي + إدغام بغنة) = مثقل.

رابعاً: المدُّ اللازم الحرفي المخفف:

(1) تعريفه: هو المدُّ بأحرف فواتح السور على حروف المد المجموعة في قولنا {نُـوْحِـيْـهَـاْ}

الواقعة في {لَاْم} ، {مِيْم} ، {صَاْد} ، {كَاْف} ، {عِيْن} ، {سِيْن} ، {قَاْف} ، {نُوْن}

والمجموعة في قولنا ((نقص عسلكم)).

(2) أمثلة من القرآن الكريم: ولا يوجد سوى ما يلي {الـم} ، {الـمص‌} ، {الـر} ،

{الـمر} ، {كهيعص} ، {طسم‌} ، {طس} ، {يس} ، {ص} ، {حم - عسق‌} ، {ق} ، {ن}.

(3) التطبيق للحكم: نمدُّ ست حركات وجوباً (6ثانية) على الألف في

(لَاْم، صَاْد، كَاْف، قَاْف) وعلى الياء في (مِيْم، عِيْن، سِيْن) وعلى الواو في (نُوْن).

وعليه نقرأ مع المد ست حركات كالتالي: (لَاْ ------ م) ، (صَاْ ------ د) ،

(كَاْ ------ ف) ، (قَاْ ------ ف) ، (مِيْ ------ م) ، (عِيْ ------ ن) ،

(سِيْ ------ ن) ، (نُوْ ------ ن).

ملاحظة1: فواتح الصور التالية: {الـم}،{الـمص‌}،{الـمر}،{طسم} قد تم تكرارها مع المد الحرفي المثقل

والشاهد فيها هنا ليس على اللام ولا السين بل على بقية الأحرف.

ملاحظة2: حرف العين في فواتح السور يجوز أن يمد ست حركات، ويجوز أن يمد أربع حركات

لأن الياء فيه ليست مدية بل هي حرف لين.

9- المدُّ الصلة:

 

 

أولاً: المدُّ الصلة الصغرى:

(1) تعريفه: هو مدُّ هاء الضمير (غائب، مفرد، مذكر) مضمومة أو مكسوره بشرط أن يكون قبلها

حرف متحرك وبعدها متحرك غير همزة.

(2) أمثلة من القرآن الكريم: {أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ}، {أُعَذِّبُهُ عَذَاباً} ، {قُلْتُهُ فَقَدْ}، {وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ}، {لِصَاحِبِهِ وَهُوَ} .

(3) التطبيق للحكم: نمدُّ بمقدار حركتين على هاء الضمير في الكلمات التالية: {أماتَهُ}،{أعذبُهُ}،

{قلتُهُ}،{وصاحبتِهِِ}،{لصاحبِهِ} في حال الوصل فتشبع ضمه الهاء ليتولد عنها واو مدية

وكسرة الهاء ليتولد عنها ياء مدية.

ويستثنى من القاعدة دون المد الآية: { يَرْضَهُ لَكُمْ } الزمر الآية: 7. فلا يمد كصلة مع أنها وقعت بين متحركين.

ويستثنى مع المد الآية: {فِيهِ مُهَاناً} الفرقان الآية: 69 فيمد صلة على خلاف القياس مع أنها لم تقع بين متحركتين.

ثانياً: المدُّ الصلة الكبرى:

(1) تعريفه: هو المدُّ على هاء الضمير (غائب ، مفرد ، مذكر) مضمومة أو مكسوره بشرط

أن يكون قبلها حرف متحرك وبعدها حرف متحرك همزة.

(2) أمثلة من القرآن الكريم: { مَالَهُ أَخْلَدَهُ } ، { يُحَاوِرُهُ أَنَا } ، { وَلَهُ أَجْرٌ } ، { بِهِ أَحَداً } ، { غَيْبِهِ أَحَداً } .

(3) التطبيق للحكم: نمدُّ بمقدار خمس حركات جوازاً (أي يجوز المد حركتان أو أربع حركات

أو خمس حركات) على هاء الضمير في الكلمات التالية: {مالَهُ}،{يحَاورُهُ}،{ولَهُ}،{بِهِ}،{غيبِهِ}

في حال الوصل أي تشبع ضمه الهاء ليتولد عنها واو مدية أو تشبع كسرة الهاء ليتولد عنها ياء مدية.

10- المدُّ الفرق:

 

 

(1) تعريفه: هو المدُّ على حرف المدِّ (آ) في أربع مواضع في القرآن الكريم

وهو عندما تدخل همزة الاستفهام على اسم معرف ب : "ال" التعريف، تبدل ألف "ال" التعريف،

ألفاً مدية (آ) ليفرق بين الاستفهام والخبر.

(2) أمثلة من القرآن الكريم: {وَمِنَ المَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ} الأنعام الآية: 143

{وَمِنَ البَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ} الأنعام الآية: 144

{آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} النمل الآية: 59 {قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} يونس الآية:59

ولا يوجد سوى هذه الآيات.

(3) التطبيق للحكم: نمدُّ ست حركات وجوباً على المد (آ) في {آلذَّكَرَيْنِ}

فتلفظ (آ ------ لذكرين) ، {آللَّهُ} فتلفظ ( آ ------ لله).

11- المدُّ التمكين:

 

 

(1) تعريفه: هو المدُّ على الياء المشددة المكسورة التي بعدها ياء ساكنة،

وسمي تمكين لأنه يخرج متمكناً بسبب الشدة.

(2) أمثلة من القرآن الكريم: {رَبَّانِيِّيْن}، {حُيِّيْتم}، {الأُميِّيْن}، {النَّبيِّيْن}.

(3) التطبيق للحكم: نمدُّ بمقدار حركتين على الياء المشددة فتلفظ كالتالي: {ربانيِّ -- يْن}،

{حيِّ -- يْتم}، {الأميِّ -- يْن}، {النبيِّ -- يْن}.

فوائد

إذا اجتمع مدان من جنس واحد وجب التسوية بينهما، كأن يجتمع المنفصل مع مثله

أو مع الصلة الكبرى، أما المد العارض للسكون أو اللين فلا تجب التسوية لا العارض مع مثله

ولا في اللين مع مثله ولا عند اجتماعهما كقوله تعالى: {من السمآء مآء}،

وقوله: {فقالوا أبشراً منا واحداً نتبعُه إنآ إذا}.

ملاحظات عامة

أقوى المدود: اللازم، فالمتصل، فالعارض للسكون، فالمنفصل، فالبدل.

- إذا اجتمع سببان من أسباب المد قوى وضعيف، عمل بالقوى، نحو: قوله تعالى: {ولا آمّين}

فهنا الحكم مد بدل ومد لازم، فيعمل باللازم. ونحو قوله تعالى: { وَجَاءُوا أَبَاهُمْ }

فالحكم هنا مد بدل و مد منفصل، فيعمل بالمنفصل.

- إذا وقع حرف المد في آخر الكلمة وأتى بعده حرف ساكن حذف حرف المد في الوصل

نحو: {وقالوا اتخذ}، {لصالوا الجحيم}، {حاضري المسجد}.

منظومة حول المدود من تحفة التجويد للشيخ سليمان الجمزوري

وَالمَدُّ أَصْليُّ وَفَرْعِىُّ لَهُ

وَسَمِّ أَوَّلاً طَبِيِعَّيا وَهُو

مَا لاَ تَوَقُفٌ لَهُ عَلَى سَبَبْ

وَلاَ بِدُوِنِه الُحرُوفُ تُجْتَلَبْ

بَلْ أَيْ حَرْفٍ غَيْرٌ هَمْزٍ أَوْ سُكُونْ

جَا بَعْدَ مَدّ فَالطَبِيِعيُّ يَكُونْ

وَالآخَرُ الْفَرْعِيُ مَوَقْوُفٌ عَلَى

سَبَبْ كَهَمزٍ أَوْ سُكُونٍ مُسْجَلاَ

حُروُفُهَا ثَلاَثَةٌ فَعِيَها

مِنْ لَفْظُ وأي وَهْيَ في نُوحِيهَا

وَالْكَسْر قَبْلَ الْيَا وَقْبلَ الَوَاوِ ضَمّْ

شَرْطُ وَفَتْحٌ قَبْلَ أَلْفٍ يُلْتَزَمْ

وَالُلِّيُن مِنْهَا الْيَا وَوَاوٌ سَكَنَا

إنِ اُنْفِتَاحُ قَبْلَ كُلٍ أُعْلِنَا

لِلْمَدِّ أَحْكامٌ ثَلاَثَةُ تَدُومْ

وَهْيِ الْوُجُوبُ وَالَجَوازُ وَالُّلزُومُّ

فَوَاجِبٌ إِنْ جَاءَ هَمْزُ يَعْدَ مَدّْ

في كِلْمَةٍ وَذَا بِمُتَّصِلٍ بُعَدُّ

وَجَاَئزٌ مَدٌّ وَقَصْرٌ إِنْ فُصِلْ

كُلُّ بِكِلْمَةٍ وَهَذا المنُفَصِلْ

وَمِثْلُ ذَا إِنْ عَرَضْ السُّكُون

وَقْفَا كَتَعْلَمُونَ نَسْتَعِين

أَوْ قُدِّمَ الهْمَزُ عَلَى المَدِّ وَذَا

بَدَلْ كَآمَنُوا وَإيَماناً خُذَا

وَلاَزِمٌ إنِ السُّكٌونُ أَصَّلاَ

وَصْلاً وَوَقْفاَ بَعْدَ مَدّ طُوْلاَ

أَقْسَاُم لاَزِمٍ لَدَيْهِمْ أَرْبَعْة

وَتِلْكَ كِلْمِيُّ وَحَرْفِيٌ مَعَهْ

كِلاَهُمَا مُخَفَّفٌ مُثَقَّلُ

فَهِذِهِ أَرْبَعَةُ تُفعَّلُ

فَإِنْ بِكِلْمَةٍ سُكُونٌ أُجْتَمَعْ

مَعْ حَرْفِ مَدٍ فَهْوُ كِلْمِىُّ وَقَعْ

أَوْ في ثُلاَثِّى الُحرُوفِ وُجُدا

وَالمَدُّ وَسطَهُ فَحَرفِىُ بَدَا

كِلاَهُمَا مُثَقَّلُ إنْ أُدْغِمَا

مُخَفَّفٌ كُلُّ إذَا لَمْ يُدْغَمَا

وَالَّلاَزِمُ الحَرْفِىُّ أَوَّلَ السَّورْ

وُجُوُدهُ وَفي ثَمَانٍ اُنْحَصَر

يَجْمَعُهَا حُروُفُ كَمْ عَسَل نَقَصْ

وَعَيْنُ ذُو وَجْهَيْنِ وَالطُّولُ أَخَصّْ

وَمَا سِوَى الحَرْف الثُّلاَثْى لاَ أَلِفْ

فَمَدُّهُ مَدَّا طَبِيعِياً أُلِفْ

وَذَاكَ أَيْضَا في فَوَاتَحِ السُّوَرْ

في لَفْظِ حَيٍ طَاهِرٍ قَدِ اُنْحَصَرْ

وَيَجْمَعُ الفْوَاتَحِ اْلارْبَعْ عَشَرْ

صِلْهُ سُحَيْراً مَنْ قَطَعْكَ ذَا اشْتَهَرْ


أولاً: أحكام النون الساكنة أو التنوين

للنون الساكنة أو التنوين مع ما بعدها من حروف الهجاء أربعة أقسام كالتالي:

1- الإظهار: ويسمى الإظهار الحلقي.

التعريف: هو أن تأتي النون الساكنة (نْ)  أو التنوين (بالضم أو الفتح أو الكسر)

ويأتي بعدها في كلمة أو كلمتين أحد حروف الحلق الستة (الهمزة، الهاء، العين، الحاء، الغين، الخاء)

وهي مجموعة أوائل البيت التالي:

إلـهـي هـذه علــوم                حلـوة غـراء خادمـة

(2) الأمثلة من القرآن الكريم:

{غَاسِقٍ إِذَا}، {مِنْ آيَاتِنَا}، {مَنْ أَرَادَ}، {مَرَّةً أُخْرَى}، {مِلْحٌ أُجَاجٌ}.

{سَلامٌ هِيَ}، {عَنْهُمْ}، {مِنْهُمْ}، {إِنْ هُمْ}، {أَفَسِحْرٌ هَذَا}.

{مِّنْ عَمَلِ}، {إنْ عُدْنا}، {أنْعَمْتَ}، {يومٌ عَسيرٌ}، {إثْماً عَظيماً}.

{مِنْ حَسَنَةٍ}، {منْ حَوْلِهِمْ}، {شَيءٌ حَفيظٌ}، {أُسْوَةٌ حَسَنَة}.

{عَفُواًّ غَفُوراً}، {مِنْ غَيْرِ}، {عملٌ غَيْر صالِح}، {منْ عذابٍ غَليظ}.

{مِّنْ خِلافٍ}، {مَنْ خَلَقَ}، {كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ}، {مِّنْ خَشْيَةِ}.

(3) التطبيق للحكم: نظهر النون الساكنة أو التنوين دون مد و لا وقف ولا سكت

ولا تشديد ثم إخراج الحرف الحلقي من مخرجه.

2- الإدغام: وهو أ ن يأتي بعد النون الساكنة أو التنوين أحد أحرف (يرملون) ويقسم إلى قسمين:

أولاً: الإدغام بغنة (الناقص):

(1) التعريف: هو أن تأتي النون الساكنة (نْ)  أو التنوين (بالضم أو الفتح أو الكسر)

ويأتي بعدها في كلمتين أحد الحروف (الياء، الواو، الميم، النون) وهي مجموعة في كلمة (يومن).

(2) الأمثلة من القرآن الكريم:

{إِنْ يَرَوْا}، {فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ}، {فَمَن يَعْمَلْ}، {خَيْراً يَرَهُ}.

{مِنْ وَالٍ}، {إِيمَانًا وَهُمْ}، {مَالاً وَعَدَّدَهُ}، {شَيْئاً وَهُمْ}.

{إِنْ نَحْنُ}، {مَلِكًا نُقَاتِلْ}، {مِنْ نِّعْمَة}، { وَكُلاًّ نَّقُصُّ }.

{مِنْ مَاءٍ}، {صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}، {مِّنْ مَّسَدٍ}، {وَحَبْلٍ مِّنَ}.

التطبيق للحكم: عند نطق الحكم للآيات: (إنْ يروا) و (منْ وال) و (إنْ نحن) و (ملكًا نقاتل)

نقوم بأربعة أمور:

1: نحذف النون الساكنة أو التنوين لفظاً فتصبح لفظ الآيات كالتالي: (إيروا) و (موال) و (إنحن) و (ملكنقاتل).

2: نشدد الحرف الذي يلي النون الساكنة أو التنوين فتصبح الآيات: (إيّروا) و (موّال) و (إنّحن) و (ملكنّقاتل).

3: نصدر صوت غنة، وهو صوت يصدر من الأنف لا علاقة للسان به.

4: نمد بمقدار حركتين، والحركة بمقدار ما يفتح المرء يده أو يغلقها وسطاً.

ملاحظة1: إذا وقع حرف الإدغام بعد النون الساكنة في كلمة واحدة، فلا يصح الإدغام،

بل يجب إظهار النون الساكنة وقد وقع ذلك في القرآن بأربع كلمات هي:

{دُنْيا}، {قنْوان} ، {بُنْيان}، {صِنْوان}.

ملاحظة 2: تظهر النون الساكنة عند الواو ولا تدغم بها في {يس والقُرآنِ الحَكيم}

تقرأ: "ياسينْ والقرآن الحكيم"، وفي{ن والقلم} تقرأ: "نونْ والقلم".

ثانياً: الإدغام بلا غنة (التام):

(1) التعريف: هو أن تأتي النون الساكنة (نْ)  أو التنوين (بالضم أو الفتح أو الكسر)

ويأتي بعدها في كلمتين أحد الحرفين (اللام، الراء).

(2) الأمثلة من القرآن الكريم: {أَنْ لَوْ}، {أنْداداً لِّيُضِلُّوا}، {يَكُنْ لَه}،

{مِنْ لدنا}، {يَوْمَئِذٍ لله}، {مِنْ رَب}، {بَشَراً رَسُولاً}، {تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}.

(3) التطبيق للحكم: عند نطق الحكم للآيات: (أَنْ لَوْ) و (يَوْمَئِذٍ لله) و (مِنْ رَب) و (تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)

نقوم بثلاثة أمور:

1: نحذف النون الساكنة أو التنوين لفظاً فتصبح لفظ الآيات كالتالي: (ألو)

و (يومئذ لله) و (مرب) و (توابرحيم).

2: نشدد الحرف الذي يلي النون الساكنة أو التنوين فتصبح الآيات كالتالي:

(ألّو) و (يومئذ لّله) و (مرّب) و (توابرّحيم).

3: نلفظ الحكم دون غنة ودون مدّ مع التشديد على الحرف المشدد.

3- الإقلاب:

(1) التعريف: هو أن تأتي النون الساكنة (نْ)  أو التنوين (بالضم أو الفتح أو الكسر)

ويأتي بعدها حرف (الباء) ويقع في كلمة أو كلمتين.

(2) الأمثلة من القرآن الكريم: {منْ بعد}، {بسلطانٍ مبين}، {سميعٌ بصير}،

{بشراً مبين}، {لينْبذن}، {أنْبآء}.

(3) التطبيق للحكم: عند نطق الحكم للآيات التالية: {منْ بعد}، {بسلطانٍ مبين}،

{سميعٌ بصير}، {بشراً مبين}، {لينْبذن}، {أنْبآء} نقوم بثلاثة أمور:

1: نقلب النون الساكنة أو التنوين لفظاً إلى حرف ميم فتصبح لفظ الآيات:

(مِمْبَعد)، (بسلطنمبين)، (سميعمبصير)، (بشرمبين)، (ليمبَذنّ)، (أمباء).

2: نصدر صوت غنة على الميم المنقلبة عن النون.

3: نمد بمقدار حركتين، والحركة بمقدار ما يفتح المرء يده أو يغلقها وسطاً.

4: نلفظ الحكم دون غنة ودون مدّ مع التشديد على الحرف المشدد.

4- الإخفاء:

(1) التعريف: هو أن تأتي النون الساكنة (نْ)  أو التنوين (بالضم أو الفتح أو الكسر)

ويأتي بعدها بقية حروف الهجاء في كلمة أو كلمتين التي لم ترد في الإظهار أو الإدغام أو

الإقلاب وهي خمسة عشرة حرفاً مجموعة أوائل البيت:

صف ذا ثنا جود شخص قد سما كرماً           ضع ظالماً زد تقي دم طالباً فترى

(2) الأمثلة من القرآن الكريم: حسب الحروف:

ص: {انْصُرْنا}، {ولمنْ صَبَرَ}، {بريحٍ صَرْصَر}، {ونخيلٌ صِوان}.

ذ: {منْذ}، {منْ ذا}، {وكيلاً ذريةً}، {ظلٍ ذي}.

ث: {الأنْثى}، {أنْ ثبتناك}، {شهيداً ثم}، {نطفةٍ ثم}.

ج: {أنْجيناه}، {منْ جاء}، {رُطباً جنياً}، {فصبرٌ جميل}.

ش: {أنْشره}، {ممنْ شهد}، {جباراً شقياً}، {ركنٍ شديد}.

ق: {تنْقمون}، {منْ قبل}، {رزقاً قالوا}، {عذابٌ قريب}.

س: {الإنْسان}، {ولئنْ سألتهم}، {قولاً سديداً}، {فوجٌ سألهم}.

ك: {فانْكحوا}، {وإنْ كانت}، {علواً كبيراً}، {شيءٍ كذلك}.

ض: {منْضود}، {ومنْ ضل}، {قوماً ضالين}، {قوةٍ ضعفاً}.

ظ: {انْظروا}، {منْ ظهير}، {ظلاً ظليلاً}، {سحابٌ ظلمات}.

ز: {أنْزل}، {فإنْ زللتم}، {نفساً زكية}، {يومئذٍ رزقاً}.

ت: {أنْت}، {وانْ تصبروا}، {حلية تلبسونها}، {يومئذٍ تُعرضون}.

د: {أنْداداً}، {وما منْ دابة}، {كأساً دهاقاً}، {يومئذٍ دُبُره}.

ط: {انْطلقوا}، {منْ طبيات}، {حلالاً طيباً}، {كلمةٍ طيبة}.

ف: {ينْفقون}، {فإنْ فاؤوا}، {عاقراً فهب}، {لاتيةٌ فاصفح}.

(3) التطبيق للحكم: الإخفاء هو حالة بين الإظهار و الإدغام فعند النطق بالحكم نقوم بثلاثة أمور:

1: نخفي النون الساكنة أو التتنوين لفظاً (قدر الإمكان).

2: نصدر صوت غنة عند إخفاء النون الساكنة أو التنوين أي تلفظ النون مسموعة من الأنف ولا تشدد.

3: نمد بمقدار حركتين، عند إخفاء النون الساكنة أو التنوين، ولا يشدد حرف الإخفاء الذي يليها.

ملاحظة 1: عند إجراء عملية الإخفاء نحاول أن نُخرج الإخفاء من مخرج الحرف

الذي يلي النون الساكنة أو التنوين. ولمعرفة مخرج الحرف نقوم بوضع الهمزة قبل هذا الحرف

وتسكين الحرف ومن الأمثلة:   أصْ، أذْ، أثْ، أكْ، أجْ، أشْ ، أقْ ، أسْ ، أدْ، أطْ، أزْ، أفْ، أتْ، أضْ، أظْ.

ملاحظة 2: يأخذ الإخفاء صفة الحرف الذي يلي النون الساكنة، يعني هذا أن الإخفاء

يكون مفخما إذا كان الحرف الذي يلي النون الساكنة أو التنوين مفخماً،

مثاله: {من طيبات}، وإذا كان الحرف الذي يلي النون الساكنة أو التنوين مرققاً،

فعندئذ يكون الإخفاء مرققا، مثاله: {من ذا الذي}.

منظومة حول النون الساكنة من تحفة التجويد للشيخ سليمان الجمزوري

لِلنُّونِ إن تَسْكُنْ وَللتَّنْويِنِ

أَرْبَعُ أَحْكامٍ فَخُذْ تَبيْيِنِى

فاْلأَوَّلُ اْلإِظْهَارُ قَبْلَ أَحْرُفِ

لِلْحَلْقِ سِتٌّ رُتَّبَتْ فَلْتُعْرَفِ

هَمْزُ فَهَاءٌ ثُمْ عَيْنٌ حَاءٌ

مُهْمَلتَان ثُمَّ غَيْنٌ خَاءُ

وَالثَّانِ إْدْغَامٌ بِسِتَّةٍ أَتَتْ

في يَرْمَلُونَ عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتتْ

لكِنَّهَا قِسْمانِ قِسْمٌ أُدْغِمَا

فِيهِ بِغُنْةٍ بيِنَمْوُ علُمِاً

إلاَّ إذَا كَانَ بِكِلمْةٍَ فَلاَ

تُدْغِمْ كَدُنْيَا ثُمَّ صِنْوَانٍ تَلاَ

وَالثَّان إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّهْ

في الَّلاَمِ وَالرَّا ثُمَّ كَرِّرَنَّهُ

وَالثَّالِثُ اْلإِقْلاَبُ عِنْدَ الْبَاء

مِيَّما بِغُنَّةٍ مَعَ اْلإخْفَاء

وَالرَّابِعُ اْلإِخْفَاءُ عِنْدَ الْفَاضِلِ

منَ الُحرُوفِ وَاجِبٌ لِلْفَاضِلِ

في خَمْسَةٍ مِنْ بَعْدِ عَشْرٍ رَمْزهَا

في كِلْمِ هذَا البْيَتٍ قَدْ ضَمَّنْتُهَا

صِفْ ذَا ثَنَا كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سَمَا

دُمْ طَيِّباً زِدْ في تُقىً ضَعْ ظَالَمِا

ثانياً: أحكام النون والميم المشددتين

النون والميم المشدتين:

(1) التعريف: هو أن تأتي النون المشددة (نّ)  أو الميم المشددة (مّ) في آيات وسور القرآن الكريم.

(2) الأمثلة من القرآن: {إنّه}، {النّاس}، {أمّن}، {أمّا}، {عمّ}، {ثمَّ}.

(3) التطبيق للحكم: نصدر صوت غنة عند النطق بالنون المشددة أو الميم المشددة مع المدِّ بمقدار حركتين.

منظومة عن الحكم من تحفة التجويد للشيخ سليمان الجمزوري

وَغُنَّ مِيِماً ثُمَّ نُوناً شُدَّدَا

وَسَمِّ كُلاَّ حَرْفَ غُنَّة بَدَا

ثالثاً: أحكام الميم الساكنة

للميم الساكنة مع ما بعدها من حروف الهجاء ثلاثة أقسام كالتالي:

أحكام الميم الساكنة: هو أن تأتي الميم الساكنة (مْ) ويأتي بعدها أحد حروف الهجاء وتقسم إلى ثلاثة أقسام:

أولاً: الإدغام في اللفظ (الشفوي):

(1) التعريف: هو أن تأتي الميم الساكنة (مْ) ويأتي بعدها في بداية كلمة ثانية حرف الميم المتحرك (م).

(2) الأمثلة من القرآن الكريم: {فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ}، {أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تَحْرُثُونَ}،

{أَمْ أَمِنتُمْ مَّن}، {فَإِنَّ لَكُمْ مَّا}، {جَاءَكُمْ مِّنَ}، {أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ}.

(3) التطبيق للحكم: عند النطق بالحكم نقوم بثلاثة أمور:

أ: ندغم حرف الميم الساكن بالميم المتحرك بعده، (مْ + م َ= مّ) فتصبح قراءت الآيات كالتالي:

(في قلوبهمّرض)، (أفرأيتمّا تحرثون)، (أم أمنتمّن)، (فإن لكمّا)، (جاءكمّن)، (أزواجهمّثل).

ب: نصدر صوت غنة عند النطق بالميم المشددة.

ج: نمدّ بمقدار حركتين على الميم المشددة.

ثانياً: الإخفاء في اللفظ (الشفوي):

(1) التعريف: هو أن تأتي الميم الساكنة (مْ) ويأتي بعدها في بداية كلمة ثانية حرف الباء المتحرك (ب).

(2) الأمثلة من القرآن الكريم: {أَيُّهُمْ بِذَلِكَ}، {مَا كُنتُمْ بِهِ}، {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ}،

{تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ}، {هُمْ بِالسَّاهِرَة}، {وهمْ بالآخرة}، {أنتمْ به}.

(3) التطبيق للحكم: عند النطق بالحكم نقوم بثلاثة أمور:

أ: نخفي لفظاً حرف الميم الساكن (مْ) قدر الإمكان.

ب: نصدر صوت غنة عند الإخفاء للميم الساكنة.

ج: نمدّ بمقدار حركتين عند إخفاء حرف الميم الساكنة.

ثالثاً: الإظهار في اللفظ (الشفوي):

(1) التعريف: هو أن تأتي الميم الساكنة (مْ) ويأتي بعدها في كلمة واحدة أوفي بداية كلمة ثانية

حروف الهجاء عدا الميم والباء، ويكون الحكم أشد إظهاراً عند الواو والفاء لاتحاد مخرج الميم مع الواو،

وقرب مخرجها مع الفاء.

(2) الأمثلة من القرآن الكريم: {ذلكمْ خير لكم}، {وإن كنتمْ على}، {ولكمْ فيها}،

{عليهمْ ولا الضالين}، {عليهمْ فيها}، {ذلكمْ حكم}، {أنْعمت}، { فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ }، {يمْشون}،

{وهمْ فيها}، {أمْ حسبتم} .

(3) التطبيق للحكم: عند النطق بالحكم نلفظ الميم الساكنة (مْ) والحرف الذي وقع بعدها دون غنة ولا مدّ.

منظومة أحكام الميم الساكنة من تحفة التجويد للشيخ سليمان الجمزوري

وَمْلِيْمُ إنْ تَسْكُنْ تَجِى قَبْلَ الهِجَا

لاَ أَلِفٍ لَيِّنَةِ لِذِى اُلْحِجَا

أَحْكَامُهَا ثَلاَثَةٌ لَمِنْ ضَبَطْ

إِخْفَاءُ اُدْغَامٌ وَإِظْهِارُ فَقَطْ

فَالأَوَّلُ اْلإِخْفَاءُ عِنْدَ الْبَاء

وَسَمِّهِ الشَّفْوِىَّ لِلْقُرَّاءِ

وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بمِثْلهِاَ أَتَى

وَسَمِّ إْدْغَامَا صَغِيراً يَا فَتَى

وَالثَّالثُ اْلإِظَّهَارُ في البْقِيَّهْ

مِنْ أَحْرُفٍ وَسَمِّهاً شَفْويَّةْ

وَأُحذَرْ لَدى وَاوٍ وَفا أَنْ تَخْتَفِى

لِقُرْبهَا وَلاِتُحَّادِ فَاُعْرِفِ

رابعاً: حكم الإدغام من حيث الصفة والمخرج

الإدغام من حيث الصفة والمخرج: إن الحروف من حيث اتحادها وتقاربها بالمخرج والصفة ثلاثة أقسام كالتالي:

أولاً: الإدغام المتماثل:

(1) التعريف: أن يتحد الحرفان من حيث الصفة والمخرج أي أن يلتقي حرفان متماثلان أولهما ساكن والثاني متحرك.

(2) الأمثلة من القرآن: {بلْ لا}، {ما كانتْ تعبد}، {اضربْ بعصاك}، {اذهبْ بكتابي}،

{يدركْكم}، {إذْ ذَهَبَ}، {قدْ دخلوا}، {يكرهْهن}.

(3) التطبيق للحكم: عند النطق بالحكم ندغم الحرف الأول الساكن بالحرف الثاني المتحرك

بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً دون مدّ، وعليه نقرأ الآيات كالتالي: (بلّا)، (ما كانتّعبد)،

(اضربّعصاك)، (اذهبّكتابي)، (يدركّم)، (إذَّهَبَ). (قدّخلوا)، (يكرهّن).

ملاحظة 1: يجوز الإدغام والإظهار مع السكت، والإظهار أرجح في قوله تعالى:

{مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَه * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَه} الحاقة: 28-29 فتقرأ على الإدغام

" ما لِيهّلَكَ " أو تظهر {ماليهْ * هلك} ويوقف على الهاء الأولى وقفة خفيفة من غير قطع نفس.

ملاحظة 2: إذا كان الحرف الأول واواً أو ياءً وبعدهما مثلهما متحركان فلا إدغام فيهما،

مثاله: {آمنوا وعملوا}، {الذي يوسوس}.

ملاحظة 3: إذا كان الحرف الأول حرف لين، فيدغم في المماثل، ومثاله: {والذين آووا ونصروا}

فتقرأ: "آوَوّ نصروا".

ثانياً: الإدغام المتجانس:

(1) التعريف: هو أن يأتي حرف ساكن مع حرف متحرك ويتفق الحرفان من حيث المخرج

ويختلفان من حيث الصفة وذلك ضمن سبعة مواضع.

(2) الأمثلة من القرآن الكريم:

1- حرف التاء الساكنة مع الطاء: {قَالَتْ طَّائِفَةٌ}، {لَهَمَّتْ طَّائِفَةٌ}، {فَآمَنَتْ طَّائِفَة}، {وَكَفَرَتْ طَّائِفَةٌ}.

2- حرف التاء  الساكنة مع الدال: {أَثْقَلَتْ دَّعَوَا}، {أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا}.

3- حرف الدال الساكنة مع التاء: {لَقَدْ كِدتَّ}، {وَقَدْ تَّبَيَّنَ}، {مَهَّدْتُّ}، {عَبَدتُّمْ}، {أَرَدْتُّمْ}، {لَقَد تَّابَ}.

4- حرف الباء الساكنة مع الميم في موضع واحد : {يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا}.

5- الذال الساكنة مع الظاء: {إِذْ ظَّلَمْتُمْ}، { إِذْ ظَّلَمُوا}.

6- حرف الثاء الساكنة مع الذال:  {يَلْهَثْ ذَّلِكَ}.

7- حرف الطاء الساكنة مع التاء: {بَسَطْتَ}، {أَحَطْتُ}، {ما فَرَّطْتُمْ}.

(3) التطبيق للحكم: عند النطق بالحكم ندغم الحرف الأول الساكن بالحرف الثاني المتحرك

بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً دون غنّة ولا مدّ، ويستثنى بالغنة الباء الساكنة حيث تدغم في

الميم بعدها مع مراعاة الغنة.

ونلفظ {قَالَتْ طَّائِفَةٌ}: (قالَطَّائفة")، ونلفظ {أَثْقَلَتْ دَّعَوَا}: (أثقلَتْدَّعَوا)، ونلفظ {وَقَدْ تَّبَيَّنَ}:

(و قَتَّبين)، ونلفظ  {يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا}: (اركمّعنا)، ونلفظ {إِذْ ظَّلَمْتُمْ}: (إظَّلَمْتم)،

ونلفظ {يَلْهَثْ ذَّلِكَ}: (يلهّذَّلك)، ونلفظ {بَسَطْتَ}: (بسَتّ) وهنا حالة التفخيم للطاء المدغمة ويسمى إدغاماً ناقصاً.

ثالثاً: الإدغام المتقارب:

(1) التعريف: هو أن يتقارب الحرفان من حيث الصفة والمخرج في موضعين.

(2) الأمثلة من القرآن الكريم:

1= حرف اللام الساكنة مع الراء:  {قُلْ رَّبِّي}، {بَلْ رَّفَعَهُ}.

2- حرف القاف الساكنة مع الكاف: {نَخْلُقكُّم}.

(3) التطبيق للحكم: عند النطق بالحكم ندغم الحرف الأول الساكن بالحرف الثاني المتحرك

بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً دون مدّ، وعليه نقرأ الآيات كالتالي: نلفظ {قلْ رب}: (قُرَّب)،

ونلفظ {المْ نخلقْكُم}: (نَخْلُكّمْ).

ملاحظة1: يجوز في حالة القاف مع القاف إبقاء صفة تفخيم القاف فيكون الإدغام ناقصاً

أو حذف هذه الصفة ويكون الإدغام كاملاً.

ملاحظة2: تظهر جميع الأحرف الساكنة التي لم ترد لها أحكام خاصة عند بعضها البعض، وينبغي الانتباه إلى إظهار:

= الضاد الساكنة عند الطاء في نحو: {ممن اضطر}.

= الضاد الساكنة عند التاء في نحو: {فإذا أفضتم}.

= الظاء الساكنة عند التاء في نحو: {سواءٌ علينا أوَعظت}.

= الدال الساكنة عند الكاف، نحو: {لقدْ كدت}.

منظومة في المثلين والمتقاربين والمتجانسين للشيخ سليمان الجمزوري

إِن في الصَّفَاتِ وَالمَخَارِجِ اُتَّفَقَّ

حَرْفانِ فَالمِثْلاَنِ فيِهِمَا أَحَقَّ

وَإنْ يَكُونَا مَخْرَجاً تَقَارباً

وَفي الصِّفَاتِ اُخْتَلَفاَ يُلَقْبَا

مُتَقارِبَيْنَ أَوْ يكُونَا اتُفْقَا

في مَخْرَجٍ دُونَ الصَّفَاتِ حُقَّقاً

بِاْلمتُجَانِسَيْنَ ثًّم إِنْ سَكَنْ

أَوْلُ كُلٍّ فَالصَّغِيَر سَمِّيَنْ

أَوْ حُرِّكَ الَحرْفانِ في كُلٍّ فَقُلْ

كُلٌّ كَبِيِرٌ وَافْهَمَنْهُ بِاْلمُثُلْ

 


جدول توضيحي

أولاً: أحكام اللام المعرفة (ال ...)

للام المعرفة أحكام من حيث التفخيم والترقيق والإدغام والظهور كالتالي:

1- اللام المفخمة:   تفخم لام لفظ الجلالة (الله، اللّهم) بأربعة مواضع.

=1= إن كان قبلها ضم:  {فَأَخَذَهُ اللَّهُ}، {فَيُعَذِّبُهُ اللَّه}، {نَصْرُ اللَّهِ}.

=2= إن كان قبلها فتح:  {هُوَ اللَّهُ}، {خَتَمَ اللَّهُ}، {سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ}.

=3= إن كان قبلها حرف ساكن وقبله ضم:  {قَالُوْا اللَّهُمَّ}، {اعْبُدُوْا اللَّه}.

=4= إن كان قبلها حرف ساكن وقبله فتح:  { عَلَىْ اللَّهِ }، { إِلَىْ اللَّهِ }.

2- اللام المرققة:  ترقق لام لفظ الجلالة (الله – اللّهم) في ثلاثة مواضع.

=1= إن كان قبلها كسر:  {بِاللَّهِ}، {قُلِ اللَّهُمَّ}، {فِي سَبِيلِ اللَّهِ}.

=2= إن كان قبلها حرف ساكن وقبله كسر:  {وَيُنَجِّيْ اللَّهُ}، {فِيْ اللَّه}.

=3= إن حرك قبلها بالكسر لالتقاء الساكنين:  {قُلِ اللَّهُمَّ}، { قَوْماً اللَّهُ}.

التطبيق للحكم: الآية: {قُلِ اللَّهُمَّ}، الأصل فيها (قلْ اْللهم) فالتقى ساكنان (لْ + اْ)

فحرك الأول وهو اللام بالكسر لتجنب التقاء الساكنين وبالتالي تم ترقيق اللام في لفظ الجلالة،

أما { قَوْماً اللَّهُ} فإن الأصل (قومنْ اْلله) لأن التنوين أصله نون ساكنة فاجتمع ساكنان (نْ + اْ)

فحرك الأول بالكسر لتجنب التقاء الساكنين فلفظت  (قومنِ اْلله) فتم ترقيق اللام في لفظ الجلالة.

3- اللام المدغمة وتسمى الشمسية:  تدغم اللام المعرفة (ال) إذا وليها أحد الحروف أوائل البيت:

طب ثم صل رحما تفز ضف ذا نعم             دع سوء ظن زر شريفاً للكرم

(1) الأمثلة من القرآن الكريم: {الطَّيِّبَاتِ}، {الثَّمَرَات}، {الصَّوَاعِقَ}، {الرِّزْقَ}،

{التَّقْوَى}، {الضِّعْف}، {الذِّلَّةُ}، {النَّار}، {الدُّنْيَا}، {السَّبِيلِ}، {ا الظُّلُمَات}، {الزَّكَاةَ}، {الشُّهَدَاء}، {الَّذِي}.

(2) التطبيق للحكم: عند النطق بالحكم لا نظهر اللام ونشدد الحرف الذي يليها

فنقرأ {الطَّيِّبَاتِ} (اطّيبات) مع تشديد الطاء وهكذا.

4- اللام الظاهرة وتسمى القمرية:  تظهر اللام المعرفة إذا أتى بعدها بقية حروف الهجاء

والمجموعة في قولنا: ( أبغ حجك وخف عقيمه).

(1) الأمثلة من القرآن الكريم: {الأَرْضِ}، {البَيِّنَات}، {الغَيْظِ}، {الحَكِيمِ}، {الجَاهِلِيَّة}،

{الكِتَابَ}، {الْوِلْدَانِ}، {الخِنزِير}، {الفَاسِقِين}، {العَالَمِين}، {القِيَامَة}، {اليَهُودَ}، {المُرْسَلِين}، {الهُدَى}.

(2) التطبيق للحكم: عند النطق بالحكم نظهر اللام.

ملاحظة: لمعرفة اللام إن كانت شمسية أو قمرية ننظر إلى الحرف بعد اللام فإن كان عليه شدة ( ّ)

فاللام شمسية مدغمة وإلا فهي ظاهرة قمرية.

منظومة في حكم لام أل من تحفة التجويد للشيخ سليمان الجمزوري

لِلاَمِ أَلْ حَالانِ قَبْلَ اْلأَحْرُفِ

أُولاَهُمَا إِظْهَارُهَا فَلْتَعْرفِ

قَبْلَ اُرْبَعِ مَعْ عَشْرَةٍ خُذْ عِلْمَهُ

مِنَ أُبْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمَهُ

ثَانِيهمَا إِدْغَامُهَا في أَرْبَعِ

وَعَشْرَةٍ أَيْضاً وَرَمْزَهَا فَعِ

طِب ثُمَّ صِلْ رَحِماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ

دَعْ سُوءَ ظَنّ زُرْ شَريِفاً لِلْكَرَمْ

وَالَّلاَمُ اُلأُولىَ سَمِّهَا قَمرِيَّة

ْ وَالَّلاَمُ اُلآُخْرَى سَمَّهَا شَمْيِةْ

فائدة عن لام الفعل

وَأَظْهِرَنْ لاَمَ فِعْلٍ مُطْلَقاً

في نَحْوَ قُلْ نَعَمْ وَقُلْنَا وَالْتَقَى

ثانياً: أحكام حرف الراء

للراء من حيث اللفظ ثلاثة أحكام التفخيم والترقيق وجواز الوجهين كالتالي:

1- الراء المفخمة: تفخم الراء في ثمانية مواضع.

=1= إن كان عليه ضم:  {رُسُلٌ}، {َصْرُنَا}، {يَطِيرُ}.

=2= إن كان عليه فتح:  {رَبِّهِمْ}، {صِرَاط}، {أَرَأَيْتَكُم}.

=3= إن سكن وقبله ضم:  {القُرْآن}، {الغُرُفَات}، {المُرْسَلِين}.

=4= إن سكن وقبله فتح:  {العَرْش}، {القَرْيَة}، {البَرْق}.

=5= إن سكن وقبله كسر عارض للالتقاء الساكنين:  {لِمَنِ ارْتَضَى}، {أَمِ ارْتَابُوا}، { إِنِ ارْتَبْتُمْ }.

=6= إن سكن وقبله كسر وبعده حرف استعلاء:  {قِرْطَاس}، {مِرْصَاد}، {فِرْقَة}،

ملاحظة: حروف الاستعلاء هي: ( خص ضغط قظ).

=7= إن سكن وقفاً وقبله ساكن وقبله فتح: {الْعَصْرْ}، {القَدْرْ}، {ِالصَّبْرْ}.

=8= إن سكن وقفاً وقبله ساكن وقبله ضم:  {الأُمُوْرْ}، {حُمْرْ}، {ُسْرْ}.

التطبيق للحكم: عند نطق بالراء نظهر الراء من مخرجها بشكل مفخم.

2- الراء المرققة: ترقق الراء في أربعة مواضع.

=1= إن  كسر حرف الراء:  {تَجْرِي}، {رِزْقاً}، {وَجِبْرِيل}.

=2= إن سكنت وقبله كسر أصلي:  {فِرْعَوْن}، {الفِرْدَوْس}، {شِرْعَة}.

=3= إن سكن وقبله حرف ياء ساكن:  {قديْرْ}، {خيْرْ}، {خبيْرْ}.

=4= إن سكن وقفاً وقبله ساكن وقبله كسر:  {السِحْرْ}، {ذِكْرْ}.

التطبيق للحكم: عند نطق بالراء نظهر الراء من مخرجها بشكل مرقق.

3- جواز الترقيق والتفخيم للراء:   يمكننا التفخيم والترقيق بموضعين.

=1= إن سكن حرف الراء وقبله كسر أصلي وبعده حرف استعلاء: {فِرْقْ}،

وحروف الاستعلاء:( خص ضغط قظ).

=2= إن سكن حرف الراء وقبله حرف استعلاء ساكن وقبله كسر:  {القِطْرْ}، {مِصْرْ}،

ملاحظة: ينبغي الاحتراز عن التكرير في لفظ الراء ويكون ذلك بأن تلصق ظهر اللسان

بأعلى الحنك لصقاً محكماً وتلفظ الراء مرة واحدة

ثالثاً: همزتا الوصل والقطع

همزة الوصل: وهي التي تكتب وتلفظ دون همزة ( ا )، وهي تزاد في بداية الكلمة ليتوصل بها

إلى النطق بالساكن، فنلفظها في بداية الكلام ولا نلفظها في أثنائه، وتقع في عدة مواضع:

=1: تقع في أمر الفعل الثلاثي الذي مضارعه ساكن العين: (ادْنُ، امْضِ، ارْمِ) لأن الفعل منهما ثلاثي

(دنا، مضى، رمى) قال تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى}، {وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}، ويستثنى (أمر، أكل، أخذ)

لأن الأمر فيهم محذوف العين (مر، كل، خذ) قال تعالى: {مَا أَمَرَ اللَّهُ}، {وَمَا أَكَلَ السَّبُع}، {وَإِذْ أَخَذَ}.

=2: تقع في ماضي الفعل الخماسي: (اسْتقل، انْطلق).

=3: تقع في ماضي الفعل السداسي: (اسْتقبل).

=4: تقع في مصدر الفعل الخماسي: (استقلالا، انطلاقا).

=5: تقع في مصدر الفعل السداسي: (اسْتقبالا).

=6: تقع في الأسماء العشرة: (ابن، ابنم، ابنة، اسم، امرؤ، امرأة، اثنان، اثنتان، ايم الله، ايمن)

قال تعالى: {ابْنَ مَرْيَمَ}، {وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْه}، {إِنِ امْرُؤٌ هَلَك}، {أَوِ امْرَأَةٌ} ، {اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ}.

=7: تقع في الألف واللام (ال التعريف) الداخلة على الأسماء {السَّمَاءِ}.

التطبيق للحكم: يمكننا الاستدلال على همزة الوصل في الأسماء بالتصغير فإن قمنا بتصغير الاسم

وبقية الهمزة فهي همزة قطع وإلا فهي همزة وصل، ومثاله: ابن = بُني، اسم = سمي، بخلاف أحمد = أُحِيْمِد،

ونستدل عليها في الأفعال غير الثلاثية إذا كان المضارع  مفتوح الياء ومثاله: ارجع = يَرجع

قال تعالى: {قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} والمضارع {حَتَّى يَرْجِعَ }، بخلاف أظهر = يُظهر.

همزة القطع: وهي التي تكتب وتلفظ مع همزة ( أ ) وهي التي تلفظ في أول الكلام وأثنائه،

وهي تقع في الأسماء والأفعال والحروف والمصادر التي لم تأتِ على ذكرها قاعدة همزة الوصل.

التطبيق للحكم: يمكننا الاستدلال على همزة القطع في الأسماء بثبوتها عند التصغير،

ومثاله: أم = أُمَيْمْة، أب = أُبيّ، أخ = أُخي قال تعالى: {وَلَهُ أَخٌ}، وفي الأفعال غير الثلاثية

إذا كان المضارع  مضموم الياء : أكرم = يكرم.


جدول توضيحي

 


مخارج الحروف

(1) التعريف: إن كل حرف من أحرف اللغة العربية لها مخرج من الفم تخرج منه،

والمخرج هو محل خروج الحرف عند النطق به وإذا أردنا معرفة مخرج الحرف فإننا نسكنه

وندخل عليه همزة الوصل ومثاله: (اقْ - افْ - اخْ).

(2) أقسام مخارج الحروف: تقسم إلى ما يلي:

1- من الجوف: ( ا، و، ي ) وتسمى حروف المد، وهذه الحروف تخرج من فراغ الفم والجوف.

2- من أقصى الحلق: ( ء ، هـ ) وتسمى من حروف الحلق.

3- من وسط الحلق: ( ع ، ح ) وتسمى حروف الحلق.

4- من أدنى الحلق: ( غ ، خ ) وتسمى من حروف الحلق.

5- من أقصى اللسان: ( ق ).

6- من أسفل مخرج القاف قليلاً: ( ك ).

7- من وسط اللسان: ( ج ، ش، ي ).

8- من حافة اللسان: ( ض ).

9- من أدنى حافة اللسان لمنتهاها: ( ل ).

10- من طرف اللسان تحت اللام قليلاً: ( ن ).

11- من ظهر اللسان وما تحاذيه من لثة الثنيتين العليتين: ( ر ).

12- من طرف اللسان وما بين الثنايا العليا والسفلى: ( ط، د، ت).

13- من طرف اللسان ومن بين الثنايا العليا والسفلى: ( ص، ز،  س ).

14- من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا: ( ظ، ذ، ث) وتسمى لثوية.

15- من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا: ( ف ).

16- من بين الشفتين: ( ب، م، و ).

17- مخرج صوت الغنة: وهو صوت  يخرج من الأنف ولا علاقة للسان به

ويأتي هذا الصوت من مخرجه مع الإدغام بغنة: {منْ يحمل}، {صحفِ مكرمة}،

ومع الإقلاب: {منْ بعد}، {سميعُ بصير}، ومع الإخفاء: {منْ شر}، {عائلاَ فأغنى}،

ومع النون المشددة: {نّ}، {إنّا} ، {الجنّة}، ومع الميم المشددة: {مّ}، {ثمّ} ، {عمّ}،

ومع الإدغام عند اللفظ (الشفوي): {عنهمْ ما}، ومع الإخفاء عند اللفظ (الشفوي): {انهمْ به}.

فائدة

نظم الخليل بن أحمد الفراهيدي معجماً وقد اعتمد فيه على تقسيم الأصوات بحسب مخارجها الصوتية وهي من أقصى الحلق إلى حروف الشفة، وإليه يعود الفضل في ترتيب الحروف حسب مخارج الحروف. وقد نظم بعضهم ثلاثة أبيات ذكر في أول كلمة منها حرفاً من الحروف على ترتيب الخليل في معجمه (العين) وهي:

عن حزن هجر خريدة غناجة          *          قلبي كواه جوى شديد ضرار

صحبي سيبدئون زجري طلباً          *          دهشي تطلب ظالم ذي ثـار

زعماً لذي نصحي فؤادي بالهوى     *          متلهب وذوي الملام يمـاري

جدول توضيحي لتوزيع حروف الهجاء حسب المخرج وأعضاء النطق في الفم





أولاً: تصنيف الحروف أوالأصوات

الصوائت أو العلل والحركات: وهي أصوات تصدر دون عوق لتيار النفس الخارج من الرئتين،

وهي أصوات مجهورة والعربية تحوي ستة صوائت:

1= ثلاثة طويلة: (الألف، الواو، الياء) بشرط سكونها وعدم تحرك ما قبلها بحركة تخالفها

ومثال ذلك حروف المد المجموعة  في قولنا {نُـوْحِـيْـهَـاْ}.

2= ثلاثة قصيرة: (الفتحة، الضمة، الكسرة) ومثال ذلك: (كُتِبَ).

الصوامت أو السواكن: وهي أصوات تعرض لتيار النفس عند نطقها نوع من العوق

وهي سبعة وعشرون حرفاً وأما الألف فلا تستعمل إلا صائته.

ثانياً: صفات الحروف ((صفات الأصوات الصامتة)):

1= الهمس: وهي جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج بحيث

لا يهتز الوتران الصوتيان في الحنجرة اهتزازاً تستطيع الأذن إلتقاطه، وحروف الهمس مجموعة في

قولنا: (فحثه شخص سكت) والمحدثون من علماء التجويد واللغة يضيفون حرفين هما (القاف و الطاء).

2= الجهر: هو انحباس جريان النّفَس عند النطق بالحرف لقوة الاعتماد على المخرج، والصوت

المجهور هو الذي يهتز معه الوتران الصوتيان في الحنجرة وحروفه  مجموعة في قولنا

(عَظُمَ وَزْن قارىء ذي غضّ جِدّ طَلَب).

ثالثاً: صفات الحروف من حيث الشدة والرخاوة والتوسط

1= الشدة: وهي انحباس جري الصوت عند النطق بالحرف انحباساً يعيق مرور النفس تماماً،

فإذا أزيل الغلق المحكم أحدث النفس المحبوس صوتاً انفجارياً، وحروفه مجموعة في قولنا: ( أجدت طبقك).

مثال: لو وقفت على كلمة الحج في  قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَج} وجدت صوتك راكداً محصوراً،

حتى لو أردت مد صوتك لم يمكنك ذلك.

2= الرخاوة: وهي ضد الشدة وهي جريان الصوت عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على مخرجه وهي أصوات احتكاكية وحروفها ستة عشرة حرفاً:

( ح، خ، ذ، ز، ث، س، ش، ا، ص، ض، و، غ، ف، هـ، ي، ظ).

مثال:لو وقفت على كلمة العرش في  قوله تعالى: {عَلَى الْعَرْشِ} لوجدت صوت الشين جارياً تمده إن شئت.

3= التوسط بين الشدة والرخاوة: وهي التي لا يتم انطلاق الصوت حرا ولا انحباسه تماماً

عند النطق بأحرفها وحروفها مجموعة في قولنا ( لم نرع).

مثال:لو وقفت على كلمة الظل في  قوله تعالى: {كَيْفَ مَدَّ الظِّلّ الظل} وجدت الصوت

لا يجري مثل جري "العرش" ولا ينحصر مثل انحصار "الحج" بل يخرج على حد الاعتدال بينهما.

رابعاً: صفات الحروف من حيث الإطباق والانفتاح

=1: الإطباق: هو انطباق ظهر اللسان مع الحنك الأعلى عند النطق بها وحروف الإطباق أربعة

وهي: (الصاد، الضاد، الطاء، الظاء).

ومن أمثلة الإطباق الوقوف على كلمة الأرض في قوله تعالى: {لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْض}

فيتم انطباق ظهر اللسان مع الحنك الأعلى عند لفظ الظاء.

قال سيبوية أحد علماء اللغة: إذا زال الإطباق عن الصادْ أصبحت (سيناً).

و إذا زال الإطباق عن الظاءْ أصبحت (ذالاً)، و إذا زال الإطباق عن الطاءْ أصبحت (دالاً)،

و إذا زال الإطباق عن الضادْ خرجت من كلام العرب.

=2: الانفتاح: هو انفتاح ما بين اللسان والحنك الأعلى وجريان النفس عند النطق بحروفه،

أو هو افتراق اللسان عن الحنك الأعلى، وعدم التصاقه به حال النطق بالحرف، وحروف الانفتاح

بقية حروف الهجاء عدا الإطباق.

خامساً: صفات الحروف من حيث الاستعلاء والاستفال

1- الاستعلاء: هو ارتفاع اللسان عند النطق بالحرف إلى الحنك الأعلى مما يؤدي إلى خروج

صوت الحرف من أعلى الفم وحروفه: (خص ضغط قظ).

2- الاستفال: هو انحطاط اللسان عند خروج الصوت للحرف من الحنك إلى قعر الفم

مما يؤدي إلى خروج الصوت من أسفل الفم وحروفه بقية حروف الهجاء عدا حروف الاستعلاء:

(22 حرفاً مع الهمزة).

سادساً: صفات الحروف من حيث القلقلة الصغرى والكبرى

-1: القلقلة الصغرى: هو تقلقل المخرج عند خروج الحرف وإظهار نبرة للصوت

إذا سكن الحرف ووقع في وسط الكلام، وحروفها: (قطب جد).

- أمثلة من القرآن الكريم: {يَقْطعون}، {يَطْمعون}، {لَتُبْلون}، {يَجْعلون}، {يَدْعون}.

-2: القلقلة الكبرى: تعريفه كالصغرى ولكن حروف (قطب جد) تأتي بنهاية الكلمة

أو هو اضطراب المخرج عند النطق بالحرف ساكناً حتى يسمع له نبرة قوية، والسبب شدة حروفها لما فيها من جهر وشدة

- أمثلة من القرآن: {واقْ}، {محيطْ}، {عذابْ}، {مريجْ}، {بعيدْ}.

سابعاً: صفات الحروف

(الصفير والتفشي والاستطالة والانحراف والتكرير)

1: الصفير: هو صوت زائد يخرج بقوة جريان النفس بين الثنايا وطرف اللسان عند النطق بحروفه الثلاث  وهي (السين، الصاد، الزاي)، وسميت بالصفير لأنك تسمع لها صوتاً يشبه صفير الطائر.

2: التفشي: هو انتشار الهواء أو النفس في الفم عند النطق بالشين.

3 : الاستطالة: هو امتداد الصوت بالضاد في مخرجها حتى تتصل بمخرج اللام،

ومعنى الاستطالة: امتداد الصوت من أول حافة اللسان إلى آخرها.

وعند نطق "اض" ينطق اللسان على سقف الحنك تدريجياً من الأمام إلى الخلف، ويتخامد الصوت

ويبقى جريانه يسمع متضائلاً مدة أقل من الحركتين بقليل، ويخرج من إحدى حافتي اللسان أو من كلتيهما معاً.

4 : الانحراف: هو ميلان الحرف في مخرجه حتى يتصل بمخرج غيره، فميلان اللام يكون من طرف اللسان  وميلان الراء يكون من ظهره وحروفه: (ل،ر).

5 : التكرير: وهو ارتعاد رأس اللسان عند النطق بالحرف، وتوصف الراء بالتكرير لقابليتها له

إذا كانت مشددة، ثم إن كانت ساكنة. وحرف التكرار هو الراء، وينبغي تجنب تكرير الراء،

بأن يلصق ظهر اللسان بأعلى الحنك لصقاً محكماً، بحيث تخرج الراء مرة واحدة ولا يرتعد اللسان بها.

ثامناً: صفات الحروف

من حيث الإذلاق والإصمات

1ً: الإذلاق: حروف الإذلاق: ستة مجموعة في قولنا: (فر من لب)، وسميت حروف الذلاقة

لسرعة النطق بها وخروجها من طرف اللسان.

2ًَ: الإصمات: حروف الإصمات: باقي حروف الهجاء (22 حرفاً)، وسميت حروف الإصمات

بهذا لامتناع انفراد هذه الحروف أصولاً في الكلمات الرباعية أو الخماسية، فلا بد من وجود

حرف أو أكثر من حروف الإذلاق في الكلمات الرباعية أو الخماسية، فإن أنت لم تجد في كلمة رباعية  الأصل أو خماسية حرف إذلاق فاحكم بأنها كلمة غير عربية.

ملاحظة: مما تقدم نرى أن الصفات منها قوي ومنها ضعيف وهي كما يلي:

صفات قوية: هي: الجهر، والشدة، والاستعلاء، والإطباق، والاصمات، والصفير، والقلقلة،

والتكرير، والانحراف، والتفشي، والاستطالة.

صفات ضعيفة: هي: الهمس، والرخاوة، والاستفال، والانفتاح، والاذلاق.

تاسعاً: أحكام الروم والاشمام

أ : الروم: هو إضعاف الصوت بالحركة (الضمة أو الكسرة) حتى يذهب معظم صوتها،

فيسمع لها صوت خفي يسمعه القريب المصغي دون البعيد، لأنها غير تامة.

ب : الاشمام: هو ضم الشفتين بُعَيْدَ الإسكان إشارة إلى الضم مع بعض انفراج بينهما ليخرج منه النفس،  ولا يدرك لغير البصير، لأنه يسمع ولا يرى، وتشم النون في قوله تعالى:


{يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ} إشعارا بحذف حركة النون الأولى: تأمننا.


القراءة الصحيحة لكتاب الله عز وجلّ

أولاً: معلومات لا بد منها لقارئ كتاب الله تعالى:

يستحب لقارىء القرآن الكريم إذا ابتدأ من وسط السورة أن يبتدىء من أول الكلام المرتبط بعضه ببعض،

وكذلك إذا وقف وقف على المرتبط، وعند انتهاء الكلام، ولا يتقيد في الابتداء بالأجزاء والأحزاب والأعشار،

فإن كثيراً منها يقع في وسط الكلام المرتبط بالكلام بعده.

وهناك عدة أمور باللفظ (النواحي الإعرابية) يجب أن لا نقف عليها حين القراءة، فإن وقفنا عليها لانقطاع

النفس نستأنف من جديد وهي:

1= لا نقف على الفعل حتى يأتي الفاعل.

2= لا نقف على المبتدأ حتى يأتي الخبر.

3= لا نقف على الفعل الناقص حتى يأتي اسمه وخبره.

4= لا نقف على الشرط حتى يأتي الجواب.

5= لا نقف على الجار والمجرور حتى يأتي المتعلق فيهما.

ثانياً: أقسام الوقف في قراءة القرآن الكريم:

الوقف التام: هو وقف لا يتعلق بما بعده لفظاً (النواحي الإعرابية) ولا معنى

(الترابط في الموضوع الواحد) كانتهاء الكلام على قصة واستأنف الكلام بموضوع أو قصة جديدة.

ومثاله: في سورة النازعات انتهى الكلام عند قوله تعالى: {فإذا هُمْ بِالسَّاهِرَة} لفظاً ومعنى،

ثم استأنف الحديث في قصة موسوسى مع فرعون بقوله تعالى { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى }.

الوقف الكافي: هو وقف لاكتفاء الكلام بالمعنى (الترابط في الموضوع الواحد)

دون اللفظ (النواحي الإعرابية) بالكلام الذي بعده.

ومثاله: في سورة فصلت قوله تعالى: {أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ} فعند الوقوف

على كلمة (ربهم) فإن المعنى قد تم  دون اللفظ، وأما بقية الآية القرآنية {أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ}.فصلت 54

3- الوقف الحسن: هو وقف حسن في الكلام لفظاً (النواحي الإعرابية) دون المعنى (الترابط في الموضوع الواحد).

ومثاله: كالوقف في سورة الفاتحة على قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فعند الوقوف

هنا فقد تم الكلام لفظاً (النواحي الإعرابية: فقد أتى المبتدأ والخبر وتم الكلام لفظاً) ولم يتم المعنى.

4- الوقف الجائز: جواز الوقف أو عدمه ويعرف مثل هذا النوع في المصحف الشريف بوضع إشارة (صلى) عليه.

ومثاله: كالوقف في سورة الفجر على قوله تعالى: {كَلَّا}وجواز تتمة بقية الآية {إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً} الفجر 21.

5- الوقف القبيح: وقف مستهجن على الكلام المتعلق بما بعده في اللفظ والمعنى، فبالوقوف لم يتم المعنى ولا اللفظ.

ومثاله: كالوقف بداية سورة الإنسان على قوله تعالى: {هَلْ أَتَى} فقد أتى الفعل ولم يأت الفاعل

من الناحية اللفظية، أما من الناحية المعنوية فلم يتم المعنى دون متابعة الآية

{عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً}.

- وقد يقلب الوقف على بعض الكلمات المعنى من خير إلى شر، ومن ذلك وقوفنا في قوله تعالى

في سورة الماعون {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّين} فهنا لم يتم المعنى واللفظ والحكم ما لم نتمم السورة

{الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}.

ويعرف مثل هذا النوع في المصحف الشريف بوضع إشارة (لا) عليه.

ثالثاً: مراتب القراءة الصحيحة:

-1 التحقيق لغة: هو المبالغة في الإتيان بالشيء على حقيقته من غير زيادة فيه ولا نقص عنه،

فهو بلوغ حقيقة الشيء والوقوف على كنهه، والوصول إلى نهاية شأنه.

التحقيق اصطلاحا: إعطاء الحروف حقها من إشباع المد وتحقيق الهمز وإتمام الحركات

وتوفية الغنات وتفكيك الحروف وهو بيانها، وإخراج بعضها من بعض بالسكت والتؤدة،

والوقف على الجائزة والإتيان بالإظهار والإدغام على وجهه.

-2 الحدر لغة: مصدر من حَدَرَ يُحدر إذا أسرع، أو هو من الحدر الذي هو الهبوط، لأن الإسراع من لازمه.

الحدر اصطلاحا: إدراج القراءة وسرعتها مع مراعاة أحكام التجويد من إظهار وإدغام وقصر ومد، ومخارج وصفات.

-3 التدوير: فهو عبارة عن التوسط بين مرتبتي التحقيق والحدر

-4الترتيل لغة: مصدر من رتل فلان كلامه، إذا أتبع بعضه بعضا على مكث وتفهم من غير عجله.

الترتيل اصطلاحا: هو قراءة القرآن بتمهل وتؤدة واطمئنان وإعطاء كل حرف حقه من المخارج والصفات والمدود.

رابعاً: السكتات في القرآن الكريم:

السكت هو قطع الصوت عند القراءة بدون تنفس مقدار حركتين، ويجب السكت

في أربعة مواضع في القرآن الكريم على قراءة حفص.

1= في سورة الكهف قوله تعالى: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا} ثم نسكت دون تنفس بمقدار حركتين

ونتابع {قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأْسًا…} الكهف: 1-2.

2= في سورة يس قوله تعالى: { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} ثم نسكت دون تنفس

بمقدار حركتين ونتابع {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَانُ …} يس: 52.

3= في سورة القيامة قوله تعالى: {وَقِيلَ مَنْ} ثم نسكت دون تنفس بمقدار حركتين ونتابع {رَاقٍ} القيامة 27.

4= في سورة المطففين قوله تعالى: {كَلا بَلْ} ثم نسكت دون تنفس بمقدار حركتين ونتابع

{رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} المطففين: 14.

ملاحظة:  يجوز السكت والإدغام في سورة الحاقة  في قوله تعالى:

{مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ} ثم نسكت دون تنفس بمقدار حركتين ونتابع أو ندغم الهاءين

ونتابع {هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ رَاقٍ} الحاقة:28-29.

لمحة تاريخية عن علم القراءة والتجويد

ذكر الدكتور محمد حسان الطيان  في كتاب علم الأصوات عند العرب  هذه اللمحة فقال:

يعز المؤرخون أو كتاب في القراءات إلى أبي عبيد القاسم بن سلام (المتوفى سنة 224هـ)

فقد جعل القراء خمسة وعشرين قارئاً.

وأمّا أول كتاب وصلنا فهو كتاب السبعة لابن مجاهد (المتوفى سنة 324 هـ).

وتواصلت بعده كتب القراءة تنهل من منهله على اختلاف عدد القراء في كل منها،

وأول من صنف في علم التجويد، موسى بن عبيد الله بن خاقان (المتوفى سنة 325 هـ)

صاحب القصيدة الخاقانية في علم التجويد وهي قصيدة تضم واحداً وخمسين بيتاً في حسن

أداء القرآن الكريم ورسالته (التحديد في الاتقان والتجويد) وقد ضمنها باباً في ذكر مخارج الحروف

وآخر في أصنافها وصفاتها، ثم أتى على ذكر أحوال النون الساكنة والتنوين، وأفرد باباً في ذكر

الحروف التي يلزم استعمال تجويدها، وقد شرح القصيدة الخاقانية الإمام الداني (المتوفى سنة 444 هـ) .

ومن أقدم ما وصلنا بعد القصيدة الخاقانية رسالة (التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي)

لأبي الحسن علي بن جعفر السعيدي المقرئ (المتوفى سنة 461 هـ)

ومما ينحو نحوها كتاب (بيان العيوب التي يجب أن يتجنبها القراء وإيضاح الأدوات التي

بني عليها الإقراء) لابن البناء (المتوفى سنة 471 هـ)، ويتناول كيفية الأداء وبيان العادات الذميمة

المتعلقة بالهيئات والجوارح مع توضيح معايب النطق الخاصة ببعض الأصوات، مما يدخل في بابي أمراض

الكلام والأصول الواجب مراعاتها عند القراءة.

وأوسع ما وصلنا في علم التجويد كتاب (الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق التلاوة)

للإمام المقرئ أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي (المتوفى سنة 437 هـ) صاحب التصانيف

الجلية في علوم القرآن والعربية.

وتتابعت بعد ذلك رسائل التجويد ولا نكاد نجد فيها جديداً يذكر، ولعل أبرزها ما وضعه

الإمام ابن الجزري (المتوفى سنة 833 هـ) المقرىء المشهور، وله كتاب

( التمهيد في علم التجويد) وقد تناول فيه كل مسائل التجويد وضم إليها باباً في الوقف والابتداء،

وآخر في معرفة الظاء وتمييزها من الضاد، وله قصيدة مشهورة وهي (المقدمة الجزرية)

وهي أرجوزة في ثمانية ومئة بيت في التجويد والرسم والوقف والابتداء ولها شروح عدة.


الخاتمة و دعاء ختم القرآن

اللَّهُمًّ ارحمني بالقرآن واجعله لي إماماً ونوراً وهدى ورحمةًَ، اللَّهُمًّ ذكرني منه ما نسيت وعلمني

منه ما جهلت وارزقني تلاوته أناء الليل وأطراف النهار واجعله لي حجة يا رب العالمين.

اللَّهُمًّ أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي

وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر.

اللَّهُمًّ اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه.

اللَّهُمًّ إني أسألك عيشة هنيةً وميتةً سويةً ومرداً غير مخزي ولا فاضح.

اللَّهُمًّ إني أسألك خيرَ المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العلم وخير العمل وخير

الثواب وخير الحياة وخير الممات وثبتني وثقل موازيني وحقق إيماني وارفع درجتي وتقبل صلاتي

واغفر خطيئاتي وأسألك العلا من الجنة.

اللَّهُمًّ إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز

بالجنة والنجاة من النار.

اللَّهُمًّ اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك

ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا وجعله الوارث منا

واجعل ثأرنا على من ظلمتنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا

ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا.

اللَّهُمًّ لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا ديناً إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا

والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.

ربنّا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله

وأصحابه الأخيار وسلم تسليماً كثيراً.                           والحمد لله رب العالمين

الناشر

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نور الدغاء

  قلت المدون سبحانك وبحمدك وأستغفرك أنت الله الشافي الكافي الرحمن الرحيم الغفار الغفور القادر القديرالمقتدرالملك القدوس السلام المؤمن ال...